إنهيار مشروع الجمهورية التركية السوفييتية
إستطاع البلاشفة تعزيز السلطة السوفييتية في تركستان وكسب جزء من السكان
الأصليين لجانبهم خلال الفترة الممتدة من عام 1918 وحتى عام 1920. وهو ما ساعدهم
على تشكيل حركة إسلامية سياسية داخل الحركة البلشفية الروسية، جمعت بين المبادئ
الثورية الشيوعية ومبادئ الدين الإسلامي، والشعارات الطبقية المتطرفة القريبة من
المبادئ السياسية الإجتماعية الإسلامية.
وكان من بين الزعماء القوميين الشيوعيين
(القوميين البلاشفة) مير سعيد سلطان غالييف، العضو السابق في هيئة التحرير
المصغرة ورئيس تحرير مجلة "جيزن ناتسيونالنوستي - الحياة القومية" لسان
حال اللجنة الشعبية للقوميات في الجمهورية الروسية الفيدرالية الإشتراكية
السوفييتية خلال عامي 1918 و1919. وترأس اللجنة المركزية للمنظمة الشيوعية لشعوب
الشرق في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي (البلشفي) خلال الفترة الممتدة ما
بين عامي 1920 و1921. وهو صاحب فكرة إقامة جمهورية سوفييتية إسلامية تتمتع بشخصية
إعتبارية، وتشكيل جيش أحمر إسلامي، وحزب شيوعي إسلامي، للتمكن من الإسهام في تطوير
الحركة الثورية المعادية للإمبريالية في الشرق الإسلامي.
ومن أجل جذب المسلمين التركستانيين إلى
صفوف الحزب شكلت لجنة إسلامية مستقلة داخل الحزب الشيوعي التركستاني. ترأسها
القازاقي تورار ريسقولوف، في ربيع عام 1919 الذي سرعان ما تولى رئاسة
اللجنة الحزبية العسكرية لمكافحة البصمتشة (المكافحين ضد الإحتلال الروسي)، ومنصب
نائب رئيس اللجنة التنفيذية المركزية في جمهورية تركستان السوفييتية الإشتراكية
ذاتية الحكم. وفي يناير/كانون ثاني عام 1920 قدم ريسقولوف،
باسم اللجنة الإسلامية للحزب الشيوعي التركستاني مبادرة لإجراء إصلاحات سياسية
قومية في تركستان كبديل للإستعمار الثوري الروسي الذي نتجت عنه حركة البصمتشة.
واقترح إلغاء دستور جمهورية تركستان السوفييتية الإشتراكية ذاتية الحكم "لأنه
لا يلبي جوهر منطق الحكم الذاتي".
وخلال الجلسة المشتركة للجنة الحزب
الشيوعي التركستاني في المنطقة، واللجنة الإسلامية للحزب الشيوعي التركستاني التي
عقدت خلال الفترة من 17 وحتى 21/1/1920 قدم ريسقولوف، مبادئ بناء دولة
سوفييتية تركية إعتماداً على التضامن القومي والسياسي والتركي. معتبراً أنه من
الممكن إزالة الحكم الإستعماري السابق من المنطقة من خلال ذلك، وإعادة الحقوق
السياسية للسكان الأصليين، وتحقيق تفاهم وطني عن طريق نشر الثورة العالمية في
الشرق.
واعتمدت اقتراحات
ت. ريسقولوف، على
مبادئ "بان تركستان" أو "بان تيوركستان". وإعلان أنها
"تجنب الصراعات بين الشعوب التركية وتعمل على توحيدهم تحت راية تركية واحدة"،
وبذلك تكون تركستان "بلاد الشعوب التركية...، وتضم الطاجيك المنحدرين من أصول
غير تركية، والشعوب الأخرى المقيمة في تركستان من روس وعبريين وأرمن وغيرهم من
العناصر التي تعتبر نفسها غير تركية".
واستند ريسقولوف على قرارات
المؤتمر الثامن للحزب الشيوعي الروسي (البلشفي) المتجهة نحو صهر المنظمات الحزبية
القومية في حزب شيوعي واحد من خلال مبادئ الإختيار القومي الطوعي، وقدم إقتراحاً
بإعادة تشكيل المنظمات الحزبية في المنطقة في "حزب شيوعي تركي" واحد،
وتحويل جمهورية تركستان السوفييتية الإشتراكية ذاتية الحكم إلى جمهورية تركية
سوفييتية تتمتع بشخصية إعتبارية داخل الجمهورية الفيدرالية الإشتراكية السوفييتية
الروسية، وفي إطار "الإختيار الطوعي للشعوب الأصلية باعتبارهم شعب
تركي". كما نوه إلى إمكانية "قبول الراغبين بالإنضمام للجمهورية الجديدة
من الجمهوريات التركية"، معتمداً على مبدأ إقامة جمهورية تركية طورانية تمتد
من نهر الفولغا إلى جبال بامير ضمن الجمهورية الفيدرالية الإشتراكية السوفييتية
الروسية خلال الأعوام من 1919 وحتى 1921. كما وتضمنت مقترحات م. سلطان غالييف
و أ. واليدوف. بإصلاح جيش الجمهورية الإسلامية الجديدة.
وفي البداية قامت
اللجنة التركية (ش. إليانوف وف. كويبيشيف) بتقديم الدعم الكامل لمبدأ
"تتريك" المؤسسات السياسية في تركستان، معتمدة في موقفها على خلفية أن
مثل هذا المدخل يمكنه "إيقاظ المشاعر الثورية الحقيقية في أوساط المسلمين. وبذلك
أصبح الإعتراف بالبرنامج السياسي لرسقولوف حقيقة واقعية ساعدته على أن يكون
أول ممثل لشعوب وسط آسيا منتخب يتولى رئاسة اللجنة التنفيذية
للحزب الشيوعي التركي في كانون أول/يناير 1920. كما أقر خلال المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي التركستاني (18/1/1920)
والمؤتمر الثالث للجنة التنفيذية للحزب الشيوعي التركستاني (في بداية
فبراير/شباط 1920) إقتراح تأسيس "الحزب الشيوعي التركي" وإقامة جمهورية تركية
سوفييتية.
ولكن التناقضات
التي تضمنها المشروع القومي الشيوعي التركي في عام 1920 لفتت الأنظار إلى مرافقته لأفكار
تركية تقضي بتقسيم دول وسط آسيا خلال عامي 1924 و1925. ولما كان المجتمع التركي
خلال تلك الفترة التاريخية يتمتع بأفضلية في روسيا، فقد أعطيت للشعوب التركية فرصة
التكامل السياسي ضمن دولة قومية واحدة. وأعطت الفرصة أفضلية لتوحيد "كل
الشعوب والقبائل التركية وغيرها من سكان الجمهوريات القومية التركية" في
جمهورية تركية سوفييتية، ووضع المؤتمر الثالث للشيوعيين التركستانيبن المسلمين
أمامه مهمة "القيام بدعاية شيوعية للقضاء على مساعي القوميات التركية
للإنفصال كأمر واقع إنطلاقاً من تسمياتهم: تتار، قرغيز، بشكير، أوزبك، وغيرها من
التسميات، بهدف إقامة جمهوريات صغيرة منفصلة".
وبعد الموافقة
على إنشاء مؤسسات سياسية أساسية لتركستان أرسلت مقترحات الإصلاحات القومية
والسياسية في المنطقة إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي (البلشفي). ولكن أعضاء
مؤثرين في اللجنة التركية أمثال: يا. رودزوتاك، وم. فرونزة، وقفوا ضد
تطورات الأحداث تلك، واعتبروها تهديداً للمصالح الروسية السوفييتية في تركستان.
وفي اليوم الثاني
لوصول فرونزة، إلى تركستان يوم 23/2/1923، ألقى كلمة خلال جلسة لجنة تركستان
ضد خطط رسقولوف للحكم الذاتي. وأصر رودزوتاك، وفرونزة، على
الحفاظ على الأوضاع السابقة في تركستان داخل جمهورية روسيا الفيدرالية
الإشتراكية السوفييتية، ودعيا لتوحيد الشيوعيين في إطار منظمات حزبية تركستانية داخل
الحزب الشيوعي الروسي (البلشفي).
وقامت اللجنة التركستانية خلال الجلسة
الموحدة التي عقدتها لجنة منطقة تركستان للحزب الشيوعي التركستاني واللجنة
المركزية للشيوعيبن المسلمين في تركستان خلال الفترة الممتدة من 1 وحتى 3/3/1923، بتبديل
موقفها ورفضت برنامج رسقولوف ووجهت إنتقادات عنيفة له. وتبعها رفض اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي الروسي (البلشفي) إصلاحات تورار ريسقولوف يوم 8/3/1920 معتبرة أنها تضعف
"الصلات الفيدرالية مع مركز الثورة العالمية، روسيا السوفييتية" ويؤدي
إلى تحول "تركستان إلى تابع للإمبريالية الإنكليزية" واعتبرتها تجاوز
قومي وأقرت "نظام الحكم الذاتي في تركستان".
وموقف اللجنة
المركزية للحزب الشيوعي الروسي (البلشفي) هذا لم يعجب مجموعة كبيرة من قادة
جمهورية تركستان السوفييتية الإشتراكية ذاتية الحكم، وأرسلوا وفداً تركستانياً إلى
موسكو في أيار/مايو يضم: ت. ريسقولوف، وغ. بيخ إيفانوف ، وس.
تورسونخوجاييف، وف. حجاييف، للإصرار على المطالبة بإجراء إصلاحات
سياسية في المنطقة، والمطالبة بإقامة سلطة ثلاثية في تركستان.
وكانت الأجهزة
السيادية في جمهورية تركستان السوفييتية الإشتراكية ذاتية الحكم آنذاك تعتمد على
لجنة تركستان، وتتبع الخدمة العسكرية فيها لجبهة تركستان. ولهذا أدان الوفد
التركستاني لجنة تركستان لأنها "تبتعد عن محاربة الإستعمار". وأشاروا
إلى أن الخدمة العسكرية في جبهة تركستان كانت و"عن وعي ترجئ تعبئة المسلمين، بهدف
القضاء على الثورة في الشرق".
وفي الكلمة
المكتوبة التي سلمها الوفد التركستاني للجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي
(البلشفي) أصر الوفد على ترك مسائل العلاقات الخارجية، والتجارة الخارجية،
والمالية، والدفاع، والمواصلات بالسكك الحديدية، والإتصالات للإشراف المباشر للجنة
المركزية الإسلامية التركستانية.
وبعد استقبال فلاديمير
لينين، لأعضاء الوفد التركستاني، أخذت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي
(البلشفي) بعين الإعتبار صعوبة حل المسألة التركستانية وشكلت لجنة للنظر في
إقتراحات لجنة تركستان والوفد التركستاني. وضمت اللجنة رئيس اللجنة الشعبية للشؤون
الخارجية بجمهورية روسيا السوفييتية الفيدرالية الإشتراكية غ. تشتشيرين،
ونائبه ن. كريستينسكي، ورئيس لجنة تركستان ش. إليافي. ونظرت اللجنة
السياسية للحزب الشيوعي الروسي (البلشفي) في إقتراحات اللجنة يوم 22/6/1920 وأخذت
بملاحظات لينين بتاريخ 29/6/1920 وضمتها لإضبارة القرارات المتخذة بشأن
تركستان ومن بينها كانت قرارات: "مهامنا في تركستان"، و"تنظيم
السلطة في تركستان"، و"البناء الحزبي في تركستان"، و"نظام
لجنة تركستان".
وتضمنت القرارات
موافقة اللجنة السياسية على مقترحات الوفد التركستاني، متجاوزة مشكلة الأوربيين
"القادمين" للعيش بين السكان الأصيليين وشعوب المنطقة، معتبرة أنها مشكلة
حادة يعاني منها البعد القومي لمشكلة جمهورية تركستان وقررت "إيفاد ووضع تحت
تصرف اللجنة المركزية كل الشيوعيين التركستانيين المصابين بالعدوى الإستعمارية
وعظمة القومية الروسية".
وفي نفس الوقت
إتخذت اللجنة المركزية قراراً للبدء بحملة "تنظيف" طبقية في تركستان،
وألزمت السلطات فيها "بإرسال كل أصحاب الرتب السابقة في الشرطة والدرك،
والحرس، والموظفين القيصريين الذين كانت لهم سياسات غير مقبولة في تركستان،
والمضاربين، والمدراء السابقين في المنشآت الروسية الكبرى، وكل من تسلل لصفوف
الحزب، والأجهزة السوفييتية، والجيش الأحمر وغيرهم، إلى معسكرات الإعتقال
الجماعي".
ولكن ظهور وفد
تركستاني عند رئيس اللجنة السياسية، يحمل مشروعاً لإنشاء جمهورية تركية ضخمة حتى
ولو أنها كانت تمر عبر رصيف الشيوعية الإسلامية، فإنها كانت تشكل خطراً واضحاً على
القيادة البلشفية الروسية لأنه لا يمكن التنبؤ بنتائج المشروع (لأن الشعوب التركية
كانت تمثل المجموعة القومية الثانية من حيث العدد في روسيا وكانوا من حملة الدين
الإسلامي الموازي للمسيحية في روسيا).
وتم شطب المشروع
التركي من على الرصيف البلشفي لأن فلاديمير لينين طرح ولأول مرة في ذلك
الوقت بديل سياسي للحكم الذاتي التركي أو التركستاني يتضمن آفاقاً لتقسيم تركستان قومياً
إلى قوميات "أوزبكية، وقرغيزية، وتركمانية". وفضلت روسيا السوفييتية آنذاك
التوجه العملي نحو التضامن القومي بدلاً عن سياسية تشكيل قومية تركية واحدة.
وبالإضافة للوفد التركستاني تطلع للبديل السياسي الشيوعيين القوميين التتار والبشكير،
من أنصار أفكار م. سلطان غالييف، وأ. وليدوف، القاضية بحق تقرير
المصير القومي والثقافي، وهذا يعني حق التقسيم إلى أوزبك، وقازاق، وتركمان، وقرغيز
وغيرهم من الشعوب التركية.
وبعد الهزيمة
السياسية التي تعرض لها ت. ريسقولوف في تموز/يوليه عام 1920 تنازل عن كل
صلاحياته في تركستان واستدعي إلى موسكو وأبعد عن عضوية مجلس رئاسة اللجنة
الإسلامية للحزب الشيوعي التركستاني، ومجلس نواب الشعب، ولجنة الحزب الشيوعي
التركستاني في المنطقة. وتنفيذاً لقرار اللجنة المركزية، ألغت لجنة تركستان
الأفكار غير الواقعية حول لجنة المنطقة للحزب الشيوعي التركستاني وأحدثت بدلاً
عنها لجنة مركزية مؤقتة للحزب الشيوعي التركستاني برئاسة نزير تيوراقولوف
بتاريخ 10/7/1920. وفي بداية آب/أغسطس 1920 أقرت جلسة اللجنة المركزية للحزب
الشيوعي التركستاني التشكيل الجديد للجنة
المركزية التنفيذية للشيوعيين التركستانيين والتي ضمت: إ. ليوبيموف، وف.
بيليك، وك. آتاباييف، وع. رحيمباييف، وخ. شيرينسكي، وب.
حجاييف، وبيسيروف، وترأسها في البداية بيسيروف وبعده عبد
الله رحيم باييف.
وفي نفس الوقت
أقرت في موسكو عملياً مسألة جمهورية بشكيريا بما يتفق والأوضاع السياسية في
تركستان، ولهذا الغرض استدعت العاصمة الروسية أحد أبرز أيديولوجيي "بان
ترك" الأتراك الجدد أ. وليدوف، الذي إنتخب في شباط/ فبراير عام 1920
رئيساً للجنة الثورية البشكيرية. وكما حصل في جمهورية تركستان السوفييتة
الإشتراكية ذاتية الحكم لم تتجه القيادة البلشفية الروسية لتقديم حكم ذاتي قومي
واقعي لبشكيريا، وإنعكس هذا في قرار اللجنة المركزية للشيوعيين المسلمين على
المستوى الإتحادي ولجنة نواب الشعب في جمهورية روسيا السوفييتية الفيدرالية
الإشتراكية الصادر بتاريخ 19/5/1920 حول "بناء دولة ذاتية الحكم بجمهورية
بشكيريا السوفييتية". وغيب وليدوف عن قيادة بشكيريا السوفييتية بعد أن
اتضح أنه أقام صلات مع القادة التركستانيين السابقين جمال باشا، وخليل
باشا، أثناء وجوده في موسكو في نهاية أيار/مايو عام 1920، ومحاولته التمسك
بمطالب اللجنة التركستانية أثناء لقاءه مع لينين. وبعد إنهيار آمال الحصول
على دعم موسكو لتحقيق بناء الدولة التركية قرر وليدوف السعي لإقامة
الجمهورية التركية عبر منظمة سياسية سرية، تكون قاعدتها الأساسية في وسط آسيا.
ولم يغير تطور
الأحداث النموذج البلشفي للجمهورية التركية خلال المؤتمر السوفييتي التاسع لعموم
تركستان حيث أقر الدستور الجديد لجمهورية تركستان السوفييتية الإشتراكية ذاتية
الحكم بتاريخ 24/9/1920. وأقرته اللجنة المركزية للشيوعيين المسلمين على المستوى
الإتحادي بقرارها الصادر بتاريخ 11/4/1921 حول "تأسيس جمهورية تركستان
السوفييتية الإشتراكية".
ملاحظات:
- أخميت
زاكي أخميت شاخوفيتش وليدوف: اسمه البشكيري أخميت
زاكي وليدي توغان، ولد يوم 10/12/1890 بقرية كوزيانوفا بمحافظة أوفا (حالياً
منطقة إشيمباي بجمهورية بشكيرستان) والده أخميتشا أخميتشينوفيتش وليدوف من
مواليد 1857 وهو رجل دين ريفي ومدير مدرسة أجاد اللغة العربية وينحدر من قبيلة
سوكلي كاي البشكيرية، وأجادت أمه اللغة الفارسية. وكان أخميت زاكي قائداً
لحركة التحرر القومية البشكيرية، وتخصص بالدراسات التركية، وحصل على دكتوراه
فلسفة، ولقب بروفيسور، وأجاد اللغات البشكيرية والتترية والتركية والروسية، وألم
باللغات الفارسية والعربية والتشيغاتائية وغيرها من اللغات الشرقية.
وخلال الأعوام من 1912
وحتى 1915 مارس التدريس في مدرسة "قاسمية" في كازان، ونشر أبحاثاً في
تاريخ الأتراك والتتار. وقام بمهمات علمية كلفته بها أكاديمية العلوم الروسية إلى
وادي فرغانة عام 1913، وإمارة بخارى عام 1914 وفيها حصل على نسخة مخطوطة مترجمة
إلى اللغة التركية من القرآن الكريم تعود للقرن العاشر الميلادي.
وخلال الفترة من عام
1915 وحتى عام 1918 انتخب عضواً في البرلمان الإمبراطوري الروسي والمحلي، وشغل
عضوية لجنة المسلمين الروس، والهيئآت التعليمية في روسيا. إعتقله البلاشفة في عام
1917. وفي عام 1919 نظم إنتقال القوات البشكيرية إلى جانب السلطة السوفييتية
وتفاوض مع روسيا السوفييتية لإعلان الحكم الذاتي في جمهورية بشكيريا السوفييتية
وترأسها خلال عامي 1919 و1920.
وفي عام 1920 نظم
إنتفاضة ضد الحكم السوفييتي وبعد أن قضى الروس عليها هرب إلى خانية خيوة، وإمارة
بخارى ومن هناك نظم حركة الكفاح المسلح بدعم من أمير بخارى سعيد عالم خان.
وفي عام 1924 انتقل للعيش في برلين.
وفي عام 1925 حصل على
الجنسية التركية وشغل منصب مستشار وزير التعليم في أنقرة، ومارس التعليم في جامعة
استمبول وأصدر صحيفة تركستان التي دعت لتوحيد المسلمين حول تركيا. وفي عام 1927
شارك في استمبول بإصدار مجلة "جانا تركستان".
وفي عام 1935 تخرج من
الجامعة العسكرية وحصل على الدكتوراه عن أطروحته "رحلات بن ماجلان إلى شمال
بلاد البلغار والأتراك والخزر". وفي عام 1935 دعي للتدريس في جامعة بون
بألمانيا وغادرها في عام 1939عائداً إلى تركيا للعمل في جامعة استمبول.
وفي عام 1953 أسس معهد
الدراسات الإسلامية وتولى إدارته. وفي عام 1967 حصل على درجة دكتوراه الشرف من
جامعة مانشستر في إنكلترا. وعلى الميدالية الذهبية من الدرجة الأولى من وزارة
التربية الإيرانية. وتوفي في تركيا يوم 26/7/1970 ودفن في مقبرة Karacaahmet Mezarlığı
باستمبول)
- أقيمت على
أراضي جمهورية تركستان السوفييتية الإشتراكية: جمهورية أوزبكستان السوفييتية
الإشتراكية؛ وجمهورية تركمانستان السوفييتية الإشتراكية؛ وجمهورية طاجكستان
السوفييتية الإشتراكية ذاتية الحكم؛ وجمهورية قره قرغيزستان ذاتية الحكم؛ وجمهورية
قره قلباقستان ذاتية الحكم.
- تاريخ بان تيورك. تمتد
أيديوجية بان تيورك بتاريخها لأكثر من قرن وهي مرتبطة بمفهوم "طوران"
الذي بدأ كحركة معادية لإيران حيث تسود الثقافة الفارسية. وإنتشرت أفكار
"طوران" بشكل واسع في شمال إيران، ومن القوقاز وحتى سايان أي موطن الشعب
"الطوراني" الذي تنتسب إليه المجموعة اللغوية التي يتحث بها سكان
المناطق الممتدة من الأورال وحتى ألتاي. حيث إنتشرت فكرة العالم التركي الشامل
"طوران" أي بان تيورك إنتشاراً واسعاً.
ولا يعتقد أن فكرة بان تيورك تعود بجذورها إلى
صحيفة "ترجمان"، التي بدأت بنشر أعمال للشخصيات المنتسبة لبان تيورك في
المجتمع الروسي منذ عام 1883، وهم من المتنورين ومن بينهم كان الكاتب إسماعيل
بيك غاسبيرينسكي (إسماعيل غاسبرالي). ولكنه ليس الأول الذي دفع أو حاول
تطوير فكرة التضامن وتنوير الشعوب التركية والسلافية في روسيا، عندما أصدر صحيفة
باللغتين الروسية والتركية استمرت بالصدور حتى عام 1905 وأغلقها البلاشفة عام
1918. ووجدت هذه الفكرة أصداء لها في أوساط المثقفين ورجال الدين الأتراك والروس
من سكان القرم، والأورال على ضفاف الفولغا، وفي وسط آسيا، وأذربيجان.
وكانت خطوات غاسبيرينسكي الأولى موجهة
نحو جمع كل اللغات التركية وتنقيتها وتسهيلها وتخليص اللغة التركية من استعمال
المفردات المستعارة من اللغتين الفارسية والعربية.
ودعى غاسبيرينسكي لأن تكون اللغة
التركية لغة واحدة لكل الشعوب التركية في العالم. وكانت فكرة مشروعه أساساً هي
إيجاد لغة تركية حديثة تختلط باللغة العثمانية أثناء حكم كمال أتاتورك.
وكانت الخطوة التالية بإصدار مجلة
"تيورك" في القاهرة عام 1902على طريق تضامن الشعوب التركية. ونشرت على
صفحاتها أسس فكر بان تيورك كبديل للإسلام.
وتعتبر مقالة التتري يوسف أكتشوري (يوسف
أكتشورينا) من قازان، "Och Tarzi Seyaset" (ثلاثة أشكال سياسية)، التي نشرت في عام 1904 الأساس العلمي
والنظري الأول لبان تيورك، وبعد أربع سنوات في عام 1908 نشرت مقالة الأذربيجاني علي
غوسين زاده "Turkuleshmek,
Islamlashmak, Zamanlashmak" (التركية، الإسلامية، التحديث) التي تطورت الفكرة بعدها.
وفي عام 1911 أسس يوسف أكتشوري في
استنبول الصحيفة السرية تورك أورده (الوطن التركي). في الوقت الذي كانت فيه رؤية
الكتاب الأتراك أمثال: ضياء غيوك ألب، وخالد أديب أديوار، تتضمنها
روايتهما "إيني طوران" (طوران الجديد) التي صدرت في عام 1912 ومجدا فيها
بطولات العرق التركي في السابق والمستقبل. آخذين من الذئبة "Bozkurt"، رمزاً للعرق التركي معتبرينها أماً للقومية التركية لأن
الأتراك كانوا يعبدونها قبل اعتناقهم للإسلام.
وتشكلت أيديولوجية بان تيورك كمبادئ كاملة
مع نهاية القرن التاسع عشر من أجل مواجة أيديولوجية بان إسلام أو بان ألمان.
وأصبحت بان تيورك واحدة من عناصر أيديولوجية الشباب التركي وعن طريقها استطاعت الحكومة
العثمانية تقديم المساعدة لمختلف الحركات القومية في وسط آسيا خلال الحرب الأهلية
التي دارت في روسيا من عام 1918 وحتى عام 1921.
وفي عام 1923 أصدر الصحفي ضياء غيوك ألب
كتابه "المبادئ الأساسية للتركية" وشكل إسهاماً كبيراً في أيديولوجية
بان تيورك. وبعد ما سمي بـ"الثورة الكمالية" كانت فكرة بان تيورك ولفترة
طويلة منسية لأن الأيديولوجية الرسمية لتركيا أيام مصطفى كمال آتاتورك
أخذت اتجاه الإصلاح في البلاد بتوجه نحو الأسلوب "الغربي".
وبعد ثورة أكتوبر عام 1917 قضى الشيوعيون
وبقسوة على كل محاولات تحقيق الوحدة التركية. والأكثر من ذلك بذلت كل المحاولات من
أجل تقسيم وإضعاف الشعب التركي.
وبعد وفاة أتاتورك في عام 1938 جرى
إنعاش فكرة بان تيورك. وبعد إنضمام تركيا لحلف الناتو أخذت هذه الفكرة أهميتها
مجدداً كوسيلة أيديولوجية للكفاح ضد إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية من
أجل إبعاده عن جمهوريات وسط آسيا وأذربيجان.
بعد إنهيار إتحاد الجمهوريات السوفييتية
الإشتراكية في عام 1991 توفرت الظروف لإحياء حركة بان تيورك. ولم تعتبر تركيا
الدولة التركية الوحيدة، وظهرت الجمهوريات المستقلة: أوزبكستان وأذربيجان
وتركمانستان وقرغيزستان وقازاقستان.
وفي مدينة كازان أسس مجلس الشعوب التركية،
وهو الحدث الذي كان هاماً في تاريخ بان تيورك، واعتبر بداية لمرحلة تنظيمية جديدة
للحركة. ومجلس الشعوب التركية الآن وبشكل دائم يجري لقاءآت في عواصم الدول
التركية، ويضم بين أعضائه مندوبين عن أكثرية القوميات والجماعات العرقية التركية
في العالم. وفكرة بان تيورك في الوقت الحاضر مؤثرة جداً في تركيا وأذربيجان.
- تورار ريسقولوف: قازاقي ولد بتاريخ
26/12/1894 في شرق تالغار فولوستي في محافظة سيميريتش منطقة أوروتشيش بيشاغاش
"حالياً منطقة تالاغار بمحافظة ألماآتا".
تلقى تعليمه خلال الأعوام من 1907 وحتى 1910 في
المدرسة الداخلية الروسية القازاقية بميركين. وفي عام 1914 تخرج من المدرسة
الزراعية في بيشبيك. وشارك في إنتفاضة وسط آسيا عام 1916، وأسس الإتحاد الثوري
للشباب القازاق في ميرك. وفي عام 1917 إنضم لعضوية الحزب الثوري الديمقراطي
الإشتراكي الروسي. وأدين بمعاداة الشعب لقاء معتقداته ومبادئه ومواقفه وأعدم رمياً
بالرصاص يوم 10/2/1938، ورد إعتباره بعد وفاته.
- شالفا زورابوفيتش إليافي: جورجي، ولد
بتاريخ 18 (30)/9/1883 في قرية غانيري بمحافظة كوتايسك. وانضم لعضوية الحزب عام
1904 وشارك في النشاطات الثورية ضد النظام القيصري واعتقل أكثر من مرة، ونفي
مرتين. وكان عضواً في مجلس المجموعة الجنوبية العسكرية الثورية في الجبهة الشرقية
من 10/4 وحتى 11/8/1919، وجبهة تركستان من 15/8/1919 وحتى 23/9/1920، وعضو المجلس
العسكري الثوري في إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية من 28/8/1923 وحتى
21/11/1925. ورئيس لجنة شؤون تركستان من 8/10/1919 وحتى آب/أغسطس عام 1922، وعضو
لجنة تركستان في الحزب الشيوعي الروسي البلشفي من آب/أغسطس عام 1920 وحتى آب/أغسطس
عام 1922. وأعدم رمياً بالرصاص عام 1937.
- عبد
الله رحيمباييفيتش رحيمباييف: أوزبكي، ولد في أسرة
تجار بتاريخ 1/6/1896 بمدينة حجينت، وأعدم رمياً بالرصاص في موسكو بتاريخ
7/5/1938.
تولى منصب أمين سر اللجنة التنفيذية بمدينة
غولودناي ستيب (سهب الجوع) في عام 1919. وترأس رئاسة اللجنة التنفيذية بمدينة
خوجينت، وكان رئيساً للجنة الحزب الشيوعي التركستاني بمدينة سمرقند. وانتخب في عام
1920 رئيساً للجنة التنفيذية المركزية بجمهورية تركستان السوفييتية الإشتراكية (من
تموز/يوليه وحتى تشرين أول أكتوبر 1920)، وتخلى عن هذا المنصب بعد تعيينه بمنصب
أمين سر اللحنة المركزية للحزب الشيوعي التركستاني (من عام 1920 وحتى عام 1923)
وعضواً في لجنة نواب الشعب لشؤون القوميات بجمهورية روسيا الفيدرالية السوفييتية
الإشتراكية. وانتخبه المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي الروسي في نيسان/أبريل عام
1922 مرشحاً لعضوية اللجنة المركزية (من نيسان/أبريل عام 1922 وحتى نيسان/أبريل
عام 1923)، وفي نفس الوقت شغل منصب عضو اللجنة الثورية التركستانية من أيار/مايو
عام 1922 وحتى أيلول/سبتمير 1926.
وبتاريخ
30/12/1922 شارك بالتوقيع على معاهدة قيام إتحاد الجمهوريات السوفييتية
الإشتراكية. وأعيد إنتخابه في عام 1923 لعضوية اللجنة المركزية للحزب الشيوعي
الروسي (البلشفي) وحصل على منصب أمين سر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي البخاري
(من تموز/يوليه وحتى تشرين ثاني/نوفمبر
عام 1923)، وبعد ذلك انتقل للعمل في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي التركستاني كأمين
سر ثاني (من عام 1923 وحتى عام 1924).
وبعد
إقامة جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية انتخب لمنصب أمين سر اللجنة
المركزية للحزب الشيوعي (البلشفي) الأوزبكستاني (من كانون أول/ديسمبر عام 1923
وحتى كانون أول/ديسمبر عام 1925). وخلال الفترة الممتدة من أيار/مايو عام 1924
وحتى كانون أول/ديسمبر عام 1925 شغل مرة أخرى منصب مرشح لعضوية اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي الإتحادي (البلشفي) وبعد ذلك أعفي من كل مناصبه وأرسل إلى موسكو
للدراسة في دورات تعليم الماركسية اللينينية (من تشرين أول/أكتوبر عام 1926 وحتى
حزيران/يونيه عام 1928).
وخلال
الفترة من عام 1933 وحتى عام 1937 شغل منصب رئيس لجنة نواب الشعب بجمهورية
طاجكستان السوفييتية الإشتراكية. وفي صيف عام 1937 أعفي من منصب رئيس لجنة نواب
الشعب بجمهورية طاجكستان السوفييتية الإشتراكية، وفصل من الحزب الشيوعي الإتحادي
(البلشفي). واعتقل في آب/أغسطس عام 1937 بمدينة ستالين آباد. وأرسل إلى موسكو حيث
أودع في سجن ليفورتوفسكي. وأعدم رمياً بالرصاص تنفيذاً لحكم المحكمة العسكرية
العليا. ورد إعتباره في عام 1956.
- غيورغي فلاديميروفيتش إيفانوف: ولد في أسرة ضابط.
وتخرج من كوربوس الكاديت العسكري في سانت بيربورغ عام 1910، وعمل في مجلة
"أبولون" ونشر أشعاره فيها، وفي 26/9/1922 زار ألمانيا وخلال الفترة من
نهاية تشرين أول/أكتوبر 1922 وحتى آب/أغسطس 1923 عاش في برلين. وقبل ذلك غادرت
زوجته الشاعرة إ. أودويفتسيفا روسيا السوفييتية، وانتقلت من سانت بيربورغ
إلى ريغا في آب/أغسطس عام 1922. وفي 12/10/1923 التقى معها في برلين، وبعد مغادرته
إلى باريس أصبح من أشهر مهاجري الدفعة الأولى وتعاون كشاعر وناقد مع العديد من
المجلات. وتوفي في شباط/فبراير عام 1955 في دار لكبار السن في يرلي بالميه بالقرب
من نيس وهو يعاني من الفقر.
- فايز
الله عبيد الله ييفيتش حجاييف: أوزبكي ولد عام 1896
في بخارى في أسرة تاجر، وأعدم في روسيا يوم 15/3/1938. وعرف بإسم فايز الله
خوجة أوغلي. تعلم اللغتين الطاجيكية والأوزبكية في الكُتـَّاب. وحصل على
تعليمه المتوسط في روسيا التي وصلها مع أبيه وهو في سن الحادية عشرة. وفي عام 1913
انسحب من حركة المجددين.
وخلال الفترة الممتدة
من عام 1916 وحتى عام 1920 كان من قادة حزب الشباب البخارية (من عام 1917 عضو
اللجنة المركزية السرية للحزب)، وأعلن الثورة ضد الحكم في إمارة بخارى ونظم
مظاهرات تطالب بإصلاحات دستورية، وبعد القضاء على المظاهرات هرب من بخارى القديمة
وعمل في بخارى الجديدة وفي طشقند. وكان من أقرب أصدقائه في الحزب الشاعر والمؤرخ أ.
فطرت. وشارك في بداية ثورة أكتوبر في روسيا بالأحداث ووقف ضد أمير بخارى، وبعد
صدور حكم حكومة أمير بخارى بإعدامه هرب إلى تركستان. وفي نهاية عام 1919 نظم في
طشقند لجنة ثوار البخارية الشباب، وترأس تحرير صحيفة "أوتشكون" وأقام
صلات مع ثوار بخارى السريين وزودهم بالمراجع الثورية.
- فلاديمير فلايميروفيتش كويبشيف: ولد
في أومسك بالإمبراطورية الروسية يوم 25/5/1888 (6 يونيه/حزيران) وتوفي بتاريخ
25/1/1935 بموسكو، ثوري وشخصية حزبية وسياسية سوفييتية.
- مير
سعيد حيدرغالييفيتش سلطان غالييف: اسمه التتري مير
سيعيت خيديرغالي أولي سلطان غالييف، ولد في 13/7/1892 في إليمبيتوفو بمحافظة
أوفة (حالياً منطقة ستيرليباش في باشكارستان)، وفي مصادر أخرى قرية كارماسكالي.
وتوفي في موسكو بتاريخ 28/1/1940.
وكان من أبرز القادة
البلاشفة في أوساط الشعوب الإسلامية في إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتركية في
العهد الستاليني. تخرج من معهد التربية المتوسط في كازان، وعمل مدرساً
وأمين مكتبة ونشر في الصحافة التترية الدورية وشارك في الحركة الثورية الطلابية
"الإصلاح". وبعد هزيمة ثورة عام 1905 غادر إلى باكو ومارس نفس الأعمال.
وشارك في أعمال مؤتمر مسلمي عموم روسيا بموسكو في أيار/مايو عام 1917 وانتخب
لعضوية المجلس الإسلامي لعموم روسيا. وعاد إلى كازان في حزيران/يونيه.
وفي بتروغراد شارك مع ملا
نور وحيتوف في إنشاء اللجنة الإجتماعية للمسلمين وشغل منصب أمين اللجنة
التنفيذية فيها. وفي تشرين ثاني/نوفمبر عام 1917 إنتسب لحزب البلاشفة. ومن عام
1917 أدار قسم المسلمين في لجنة نواب الشعب لشؤون القوميات التي كان أمين سرها مصطفى
صبحي. وفي عام 1918 شارك في الإعداد للمؤتمر التأسيسي للجمهورية التترية
البشكيرية السوفييتية. وخلال الأعوام 1918-1920 شغل منصب رئيس الهيئة العسكرية
الإسلامية المركزية التابعة للجنة نواب الشعب لشؤون القوميات في الجمهورية
السوفييتية الفيدرالية الروسية الإشتراكية. وخلال الأعوام 1919-1921 شغل منصب رئيس
المكتب المركزي للمنظمات الشيوعية لشعوب الشرق التابعة للجنة المركزية للحزب
الشيوعي الروسي البلشفي. وخلال الأعوام 1920-1923 كان عضواً بهيئة نواب الشعب
لشؤون القوميات في الجمهورية السوفييتية الفيدرالية الروسية الإشتراكية.
وهو مؤسس وقائد الحزب
الشيوعي الإسلامي الروسي. ومارس التدريس في الجامعة الشيوعية لشعوب الشرق. اعتقل
في عام 1923 وفصل من حزب البلاشفة، واعتقل للمرة الثانية في عام 1928 وحكم عليه
بالإعدام رمياً بالرصاص واستبدل الحكم بالسجن عشر سنوات في معسكر الإعتقال وأفرج
عنه في عام 1934 وعاش بقرية في ساراتوف. وفي عام 1937 اعتقل مجدداً وأعدم رمياً
بالرصاص في عام 1940. ورد إعتباره بعد وفاته في عام 1990.
ويعتبر سلطان
غالييف، مؤسس الأيديولوجية التي جمعت بين العناصر الماركسية والإسلامية
"الماركسية الإسلامية" التي انتشرت في بعض دول العالم الثالث، واطلع
عليها رئيس مصر السابق جمال عبد الناصر، ورئيس الجزائر السابق أحمد بن
بيلا. وفي عام 1992 أطلق اسمه على إحدى الساحات بمركز مدينة كازان.
- نيكولاي نيكولاييفيتش كريستينسكي: ولد
بتاريخ 13(25)/10/1883 وتوفي بتاريخ 15/3/1938، انضم لعضوية الحزب في عام 1903
وكان عضواً في اللجنة المركزية للحزب خلال الفترة من عام 1917 وحتى عام 1921، وعضو
المكتب السياسي في اللجنة المركزية للحزب من 25/3/1919 وحتى 8/3/1921، وعضو اللجنة
التنظيمية في اللجنة المركزية للحزب من 16/1/1919 وحتى 8/3/1921، وأمين سر اللجنة
المركزية من 29/11/1919 وحتى 8/3/1921. وهو أوكراني، ولد في موغيلييف. وتخرج من
جامعة بيتربورغ عام 1907.
اعتقل في أيار/مايو عام 1937 وفصل من الحزب،
وأصدرت المحكمة العسكرية العليا في إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية حكمها
عليه بالإعدام رمياً بالرصاص بتاريخ 13/3/1938 وتم إعدامه في 15/3/1938. وردت
المحكمة العليا في إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية الإعتبار له بتاريخ
8/6/1963. (المصدر إزفيستيا اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الإتحاد السوفييتي،
7/7/1990)
المصادر:
- أليكسي أرابوف: إنهيار مشروع الجمهورية السوفييتية
التركية (1919-1920)، المخطوطات غير
المنشورة عن "الثورة في وسط آسيا". مركز آسيا نقلاً عن mytashkent.uz، 12/5/2012. http://www.centrasia.ru/newsA.php?st=1336816380
- الموسوعة
الإلكترونية التاريخية الروسية.
طشقند في 27/9/2012.
كتبها: أ.د. محمد
البخاري، دكتوراه في العلوم السياسية DC، أستاذ جامعي متقاعد.