نظريات الإعلام
كتبها: أ.د. محمد البخاري: دكتوراه في العلوم السياسية، DC اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD اختصاص: صحافة. بروفيسور قسم العلاقات العامة، كلية الصحافة، جامعة ميرزة أولوغ بيك القومية الأوزبكية. بتاريخ 19/8/2012
كتبها: أ.د. محمد البخاري: دكتوراه في العلوم السياسية، DC اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD اختصاص: صحافة. بروفيسور قسم العلاقات العامة، كلية الصحافة، جامعة ميرزة أولوغ بيك القومية الأوزبكية. بتاريخ 19/8/2012
والقصد من نظريات الإعلام هو خلاصات ما توصل إليه
الباحثين في مجالات الاتصال والإعلام الجماهيري ومن بينها كتاب نظريات الصحافة الأربع الذي ألفه لبيترسون، وشرام ووضعا فيه أسس العلاقة المتبادلة بين
نظريات الإعلام وفلسفة الإعلام لأنه هناك علاقة متبادلة
بين نظريات الإعلام وفلسفة الإعلام، ففلسفة الإعلام تبحث العلاقة الجدلية بين الإعلام وتطبيقاته في المجتمع، أي تحليل
التفاعل بين الإعلام كعلم وبين ممارساته
الفعلية في الواقع الاجتماعي، ورأى منظري نظريات
الإعلام أنها جزء من فلسفة الإعلام لأن فلسفة الإعلام هي أعم
واشمل من النظريات، لأن استخدام
تعبير نظريات الإعلام كان في مجمله انعكاسا للحديث عن الأيديولوجيات والمعتقدات الاجتماعية والاقتصادية، والحديث عن
أصول منابع العملية الإعلامية المؤلفة من: - مرسل؛ - ومستقبل؛ - ووسيلة.
وترتبط نظريات الإعلام بالسياسات الإعلامية في المجتمع، ومدى التحكم بالوسيلة الإعلامية من النواحي
السياسية، وفرص الرقابة عليها وعلى مضامينها التي تنشر أو تذاع من خلالها، ليبرز سؤال هل تسيطر
الحكومة فعلاً على وسائل الإتصال والإعلام ؟ أم أن لها مطلق الحرية في التحرك ؟ أم
التقيد بالقواعد التي تحددها القوانين النافذة ؟. خاصة وأن مجموعة العوامل التي
تشترك في تأسيس منطق النظرية العلمية في المجالات الإنسانية والحياتية المختلفة،
في حقيقتها نابعة من بيئة الإنسان ومجموعة المنبهات والاستجابات التي تتكون وفقاً
لها.
واستطاع الإنسان تشخيص تلك
العوامل البيئية والاجتماعية والنفسية بعد أن عرف اللغة ومفرداتها، لأن اللغة في
شكلها الأول وبطبيعتها البسيطة البدائية كانت ضرورية لحياة الجماعة وأساساً لتكوين
علاقات بين الإنسان وأخيه الإنسان، وبمرور الزمن تطورت اللغة لتصبح ذاكرة للمجتمع
ومكنت الإنسان من تنسيق جهوده وتوحيدها في مجرى مشترك عام وجعلت الكتابة تداول
الخبرة ممكناً بين الأفراد والأجيال والمجتمعات. واللغة بهذا المعنى الواسع أصبحت
أداة اتصال رئيسية بين بني البشر، كما أنها في الجانب الثاني أصبحت أداة فكر وأداة
لتبادل الآراء والأفكار بين الناس.
ومعروف أن المطبعة جاءت
لتفتح الطريق أمام الثورة الصناعية بعد أن مهدت لها الثورة العلمية، وما أن دخل
القرن العشرين حتى صار العالم يعيش ثورة شاملة في وسائل الاتصال والإعلام. وانحسرت
المسافات الجغرافية أمام القدرات التكنولوجية لوسائل الاتصال والإعلام. ومن أجل
تسخير هذه القدرات وتوظيفها لخدمة المعلومات وتبادلها بين المجتمعات أخضعتها
الحكومات والدول إلى نظرياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مما دفع علماء
الاتصال والإعلام لوضع نظريات إعلامية مستنتجة من تلك النظريات السياسية الأوسع
وتطبيقاتها العملية في المجتمعات المختلفة من رأسمالية واشتراكية وهجينة وخاصة
وغيرها. ولا غرابة في أن يكون لإعلام الدول النامية قولٌ في هذا المجال لاسيما
وأنها ابتليت بالأوضاع التي فرضتها عليها السياسات الاستعمارية، وما تعانيه من شدة
الخلافات السياسية التي انعكست بالنتيجة على فعالياتها الإعلامية. ورغم دخول
العالم القرن الحادي والعشرين، وعصر المعلوماتية ووسائل الاتصال المتطورة فإننا
نلاحظ استمرار تخبط الدول النامية في مشاكلها الإعلامية والاتصالية التي ازدادت
صعوبة وتعقيداً. وبقي الإتصال والإعلام ظلاً للسياسة في الحركة الاتصالية اليومية
لتطبيق المناهج السياسية والاقتصادية والفكرية والتربوية والتعليمية والثقافية، في
هذا البلد أو ذاك.
وارتباط وعي الإنسان بهذه
العوامل والتكوينات الاجتماعية وبتقديره للظروف الموضوعية والذاتية التي تحيط به،
والتي ترتبط ارتباطاً مباشراً بلغته القومية، لاسيما وأن اللغة هي التعبير عن
تقديرنا للواقع الموضوعي، وقد ظهر الوعي واللغة في مرحلة محددة من التطور
الاجتماعي للبشرية، ليتمكن بنو البشر من التواصل والاتصال ببعضهم البعض.
واللغة تمنح الإنسان
بالإضافة إلى وراثته البيولوجية فرصة للاستثمار الأمثل للثقافة والمعرفة. وقد أتاح
العلم الحديث للغة ممكنات ووسائل متعددة للتعبير عن دقائق الأحكام الفعلية في
صورها النظرية والتطبيقية لمختلف الحاجات الإنسانية.
ونظراً لتعدد خصوصيات تلك
الحاجات الإنسانية وأساليب إشباعها من الوجهة الاتصالية والإعلامية فقد عمد رجال
الإعلام إلى إتباع النظرية المناسبة لهم في خطابهم الإعلامي والاتصالي لتجسيد المستويات الإعلامية الوظيفية المطلوبة، وهي:
- المستوى المعلوماتي: الذي يتوسل باللغة لتوصيل
المعلومات إلى المتلقي بأسلوب مباشر وبصياغة واضحة ودقيقة؛
- والمستوى الإقناعي:
والذي يقصد به إقناع المتلقي ودعوته إلى الالتزام الأولي ومن ثم تبني المضمون
المطروح أو الفكرة المقصودة أو الرأي المراد إيصاله ومن ثم تدعيمه عن طريق خلق
القناعات لدى الشرائح الاجتماعية؛
- والمستوى التعبيري:
الذي يدخل ضمن باب فن الأدب المستخدم في وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية
السمعية والمرئية والمقروءة لاسيما المستندة منها على استعمال الصورة المتحركة أو
الثابتة. ومن النظريات الإعلامية السائدة في العالم: نظرية السلطة المطلقة على
الصحافة؛ ونظرية الصحافة الحرة؛ والنظرية الصحافة الإشتراكية؛ ونظرية المسؤولية الإجتماعية
للصحافة؛ ونظرية المسؤولية العالمية للصحافة؛ ونظرية الصحافة والمشاركة
الديمقراطية؛ ونظرية الصحافة والتنمية؛ ونظرية التبعية الإعلامية؛ وغيرها من
النظريات.
===