مكرم تورغونباييفا مصممة الرقصات الجماعية الأوزبكية
فنانة الشعب في
الاتحاد السوفييتي السابق، والراقصة الأوزبكية البارزة، الحائزة على جائزة الدولة
مكرم تورغونباييفا (1913-1978)، هي مؤسسة الرقصات الجماعية الأوزبكية على
المسرح، ومؤسسة الفرقة الحكومية للرقص الشعبي الأوزبكي المشهورة "بهار"،
وهي من مؤسسي مدرسة الرقص الأوزبكية، وأسلوب التمكن من مهارات الرقص الشعبي
المعروف باسم "دويرا داريو"، الذي يدرس في معهد الرقص في طشقند
حتى اليوم.
ولدت مكرم
تورغونباييفا في ربيع عام 1913، ولم تعرف تاريخ ميلادها بدقة، ولهذا اعتبرت
يوم التحاقها بالعمل في المسرح 16 سبتمبر/أيلول تاريخ ميلادها. وبعد ذلك اختارت
اليوم الربيعي المزهر 31 مايو/أيار كيوم لميلادها وأخذت تحتفل بهذا اليوم كيوم
لميلادها خلال عشرات السنين من حياتها الإبداعية الفنية.
ومكرم
تورغونباييفا لا تذكر أهلها بسبب وفاتهم في سنين حياتها المبكرة، ولكنها تذكر
عمها وجدتها. وبعد تخرجها من المدرسة عام 1927، التحقت بمعهد التربية المتوسط، وفي
عام 1929 أصبحت ممثلة وطالبة في الأستوديو المسرحي بالمسرح الحكومي الموسيقي
الأوزبكي، ومنذ ذلك الوقت كرست حياتها للفن.
وخلال الفترة من عام
1929 وحتى عام 1933 درست مكرم تورغونباييفا في استوديو المسرح الموسيقي، لدى
استاذ الرقص الشعبي الأوزبكي البارز أسطى عالم كاميلوف، ولدى مدرب الرقص
الفنان يوسوف كيزيك شاكارجانوف، ولدى أبرز مهرة الرقص الفرغاني، ولدى تاماره
خانم، التي كانت حتى ذلك الوقت متمكنة بشكل واسع من أصول الرقص الأوزبكي، كما ألمت بأصول الرقص
الكلاسيكي الأوروبي، والرقص الشعبي المسرحي، والرقصات الحديثة. وكان أستاذ الرقصات
الكلاسيكية الأوربية في الأستوديو في ذلك الوقت المربي ومدرب الرقص كونستانتين
بيك، وبعدها عملت مكرم تورغونباييفا تحت إشراف يكاترينا أبوخوفا
راقصة الباليه الأولى السابقة بمسرح باليه سانتبيتربورغ المشهور، وتحت إشراف مدربي
الرقص الموهوبين والمجددين إيلي أرباتوف، وأليكساندر تومسك، وفي
النهاية تحت إشراف بافل يوركين.
ودرست مكرم
تورغونباييفا الغناء في صف المربي سايانوف، الذي مارس تعليم الصولفيج في
الأستوديو. ومجموعة المعارف المهنية التي تعلمتها مكرم تورغونباييفا ساعدتها على تصميم طبيعة الرقصات
الشعبية، وسمحت لها مهارتها العالية باكتشاف كل المراحل التحضيرية للعملية
الإبداعية للرقص: التمكن من التنفس، وحركة العضلات المتناسقة أثناء أداء الرقصات،
وهي "التقنية" التي لا يلاحظها المشاهدون، بل يروا حركة الجسد المنطلقة
من أحاسيس الراقصة فقط.
وفي
عام 1929 تزوجت مكرم
تورغونباييفا من فنان المسرح الموسيقي نظام خالداروفيتش خالداروف، وفي عام 1934
ولد ابنهما تيلمان نيظاموفيتش خالداروف. وأيام الحرب العالمية الثانية، (1941-1945)،
التحق زوجها لصفوف المحاربين، وسرعان ما وصلها نبأ استشهاده على جبهات القتال.
وفي
أبريل/نيسان 1945 تزوجت مكرم
تورغونباييفا من الفنان ب. ميرزاييف، وولد لهما ابن توفي بتاريخ 5/8/1946،
وسرعان ما انتهى زواجهما بالطلاق. وعاشت تربي ابنها تيلمان وبقيت مخلصة لفن
الراقص.
ومكرم تورغونباييفا تعتبر مصممة ومنفذة الرقصات
الشعبية الأوزبكية: "تنور"، و"كاتا أوين"،
و"جنون"، و"بيلا"، و"بختا"،
التي بقيت في الخزائن الذهبية للرقصات الأوزبكية. وكانت كل رقصة تقدمها للجمهور
أشبه بالقصيدة الشعرية، وعن هذا شهدت تعليقات أشهر الشخصيات الفنية والثقافية
آنذاك:
وقالت
غالينا زاغورسكايا، فنانة الشعب السوفييتي: "انحني دائماً أمام
الحركات المتميزة للراقصات الأوزبكيات، ومنهن مكرم تورغونباييفا التي تملك مواهب رائعة: وتبدي في
حركات رقصاتها: السعادة، والإبتسامة، والحزن...".
وقال
يوري بوبكو، الفنان الحائز على لقب الجدارة في الجمهورية الفيدرالية
الروسية السوفييتية الإشتراكية: "فجأة، وخلال ثانية تغيرت مكرم تورغونباييفا، تبدلت عينيها تماماً، وأخذت تعكس
أسراراً، وأيديها، وأيديها... وكأنهم غنى... ومع ذلك، جلست الراقصة، ولكن الإحساس
كان، وكأنها تحلق في الصالة، ترتفع، تلفك بغموض رقصها. وهذا الإنطباع عن أول
تعارف، وليست انطباعات فقط، بل إحساسات، وأوضاع تعيد إليك كل ذكريات اللقاء مع هذه
الإنسانة والفنانة، النحيلة، والعملية، والطيبة، وتبقى ترافقك لسنوات طويلة".
وقال
الأديب الأوزبكي الكبير غفور غلام: مكرم من أفضل الشخصيات الفنية الأوزبكية، التي استطاعت من
خلال رقصاتها، أن تعكس مصير النساء الأوزبكيات، اللاتي خلال العشرين سنة الأولى من
العصر السوفييتي قطعن الطريق من عاملات إلى البرلمان".
وقالت
تامارة تكاتشينكو، الفنانة الحائزة على لقب الجدارة بالجمهورية الفيدرالية
الروسية السوفييتية الإشتراكية: "لغة الرقص يمكن أن تؤثر على العالم الروحي
للناس، وآمالهم، وأفكارهم، وعلاقتهم بالحياة. وهذه هي رقصات مكرم تورغونباييفا...".
وفي
عام 1957 أنشأت مكرم
تورغونباييفا فرقة "بهار" النسائية للرقص الشعبي. وفي عام 1960 تحولت فرقة
"بهار" إلى الفرقة الحكومية الأوزبكية للرقص الشعبي. وقبل
إنشاءها للفرقة صممت مكرم
تورغونباييفا الكثير من الرقصات الجماعية للعروض المسرحية الموسيقية والغنائية.
أعمالها:
تصميم
رقصات باليه:
–
رقصة شهيدة، في مسرحية الباليه شهيدة تأليف ف. س. تاليا عام 1939
–
رقصة غولياندوم، في مسرحية الباليه غولياندوم تأليف ي. غ. بروسيلوفسكي عام 1940
–
رقصة آك بيلياك، في مسرحية الباليه آك بيلياك تأليف س. ن. فاسيلينكو عام 1946
وصممت
رقصات:
"الإنتظار"؛ و"الفتاة الجريئة"، و"التفاح
النمنغاني"
وحصلت
على الجوائز والأوسمة التالية:
-
لقب فنانة الشعب بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية (1937)
-
وسام راية العمل الحمراء عام 1937
-
ميدالية "البسالة في العمل" عام 1941
-
ميدالية "التميز بالعمل" عام 1945
-
ميدالية "البسالة في العمل خلال الحرب الوطنية العظمى (1941-1945)" عام 1945
-
جائزة ستالين من الدرجة الثانية، لقاء الإنجازات البارزة في تنفيذ الرقصات
الأوزبكية عام 1946
-
وسام راية العمل الحمراء عام 1950
-
جائزة ستالين من الدرجة الثالثة، لقاء تصميم الرقصات للمسرحية الغنائية
"غيولسارة"، تأليف ت. س. صاديقوف، و ر. م. غلير عام 1951
-
وسام لينين عام 1951
-
وسام "شارة الشرف" عام 1957
-
لقب فنانة الشعب بإتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية عام 1959
-
وسام "شارة الشرف" عام 1965
-
جائزة الكومسمول اللينيني عام 1967
-
جائزة حمزة الحكومية في جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية عام 1967
-
جائزة الدولة في إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية عام 1973
-
وسام "بيوك خيزماتلاري أوتشون" (بعد وفاتها) عام 2001
بحث أعده أ.د. محمد البخاري،
دكتوراه في
العلوم السياسية (DC) تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم
الدولية وتطور العولمة؛ ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)،
تخصص صحافة، بروفيسور، متقاعد. طشقند: 1/6/2014 بتصرف عن المصدر الإلكتروني: http://www.ziyonet.uz/ru/people/mukarram-turgunbaeva/