أ.د. محمد
البخاري ناصر محمد
عماد الأرمشي
صفحات من تاريخ الجالية الأوزبكية
في
الجمهورية العربية السورية
غلاف الكتاب الصادر باللغة الروسية
طشقند - 2014
ترجمة لكتاب "صفحات من تاريخ الجالية الأوزبكية في الجمهورية العربية
السورية" الصادر باللغة الروسية في طشقند
Страницы из истории Узбекских эмигрантов в САР
تحرير:
راميل شاكيروف: متخصص
بالدراسات الشرقية.
تأليف:
أ.د. محمد البخاري: دكتور في العلوم السياسية، بروفيسور؛
نصر الدين محمدييف
(ناصر محمد) مدير المركز الثقافي
الأممي بجمهورية أوزبكستان؛
عماد الأرمشي: مؤرخ، متخصص بالدراسات التاريخية العربية
والإسلامية.
الأوزبك في سورية
الأوزبك من الشعوب التركية القديمة، التي تعيش
أساساً في ما وراء النهر بحوض نهري آمو، وسيرداريا. وهاجر قسم منهم إلى الدول
المجاورة عبر القرون بسبب الحروب المحلية وغزو الجيوش الأجنبية. كما نتج عن إحتلال
روسيا القيصرية لوسط آىسيا في النصف الثاني من القرن الـ 19 وإقامة السلطة
السوفييتية عام 1917 موجة هجرة كبيرة، عندما هرب آلاف الأوزبك من الظلم والتعسف،
ووجدوا ملاذاً لهم في الخارج. واليوم يمكن الإلتقاء بالأوزبك في أفغانستان،
وإيران، وتركيا، وباكستان، والهند، وفي الكثير من الدول العربية. وبعد حصول
أوزبكستان على إستقلالها فتحت إمكانيات واسعة للسفر إلى الدول الأجنبية للدراسة
والعمل. وبقي بعض المواطنين هناك للعيش والعمل. ولهذا توجد جاليات أوزبكية اليوم في
روسيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأوروبية.
ويرتبط تاريخ الأوزبك في الدول العربية
بوثوق بالحج إلى المدن الإسلامية المقدسة مكة والمدينة. إذ على كل مسلم أن يؤدي
الحج ولو مرة واحدة في حياته، وهذا يعني زيارة هاتين المدينتين. وفي القرون
السابقة توجهت القوافل إلى الحج على الأقدام أو على الجياد والحمير. واستغرقت هذه
الرحلة المثيرة عدة اشهر وبعدها لم تكن لدى الكثيرين منهم القوة لمتابعة الطريق والعودة.
وبعضهم فضل الحياة في هاتين المدينتين بسلام وهدوء هرباً من الحروب المحلية في
موطنهم. وورد في المعلومات الرسمية أنه يعيش في الوقت الراهن بالعربية السعودية نحو
1 مليون، وفي سورية 10 آلاف، وفي الأردن 10 آلاف أوزبكي. ويمكن مصادفة المنحدرين
من أصول أوزبكية في مصر، والجزائر، وفلسطين، وفي الكثير من الدول العربية الأخرى. وبينهم
علماء مشهورين، ورجال أعمال، وغيرها من التخصصات. وفي كل مكان عاش فيه الأوزبك
كانوا مواطنين ملتزمين بالقوانين وقدموا إسهاماتهم في تطوير البلاد التي اختاروها للعيش
فيها.
وإذا تحدثنا عن سورية لا يمكن أن لا نذكر
أنه في زمن الخلافة العربية الإسلامية الأموية كانت دمشق (شام)، والتي حملت لقب
"شام شريف"، من المراكز الدينية والعلمية. حيث درس وعمل فيها علماء
مشهورين ورجال دين من ما وراء النهر، أي وسط آسيا. وعلى أراضي مصر وسورية حكمت
الأسر الطولونية (868-904م)، والإخشيدية (935-969م)، المنحدرة من أتراك بخارى
وفرغانة، وتركوا أثاراً عميقة في تاريخ هاتين الدولتين.
وخلال القرون اللاحقة استمرت الصلات
الثقافية والاقتصادية بين وسط آسيا وسورية. وقسم من الأوزبك هذه الدولة كانوا حجاجاً
استقروا على الأراضي السورية أثناء عودتهم من المدن المقدسة. ووصلت الموجة الأخيرة
من المهاجرين الأوزبك إلى سورية خلال عشرينات القرن الماضي. وهم من الحرفيين والهاربين
الآخرين من تعسف السلطات السوفييتية. وأحد مؤلفي هذا الكتاب محمد البخاري
هو من أبناء ضابط كبير في قصر أمير بخارى عالم خان، والذي وجد ملاذاً في
سورية بعد إحتلال الجيش الأحمر لبخارى. ومن نهاية سبعينات القرن الماضي ربط محمد
البخاري مصيره بوطنه التاريخي ويعيش حتى الآن نحو 40 عاماً في طشقند. وهو
دكتور في العلوم السياسية، بروفيسور.
ويتحدث هذا الكتاب عن أبناء الجالية
الأوزبكية المشهورين في سورية، وعن الآثار المعمارية، والتاريخية للأوزبك في هذا
البلد. ومن دون شك سيحظى بنطاق واسع من القراء، ومن كل المهتمين بتاريخ الشعب
الأوزبكي.
نصر الدين محمدييف، حائز على لقب الشرف بين العاملين في الثقافة بأوزبكستان، عضو إتحاد
الكتاب وإتحاد الصحفيين في أوزبكستان.
معلومات تاريخية مختصرة
خارطة سورية
سورية (الجمهورية العربية السورية) دولة في
الشرق الأوسط، تقع غرب القارة الآسيوية؛
ومن أواسط القرن الـ 2 قبل الميلاد كانت
سورية ضمن مختلف دول الشرق الأوسط، ومنها الإمبراطوية الرومانية، والبيزنطة؛
وضمت للخلافة الإسلامية العربية في ثلاثينات
القرن السابع الميلادي؛
وكانت المركز السياسي والثقافي للخلافة
الأموية خلال الفترة الممتدة من عام 661م وحتى عام 750م؛
وخضعت سورية لسلطة الأسر العربية، والمصرية،
والكردية، والتركية، والصليبية، من القرن الـ 10، وحتى بداية القرن الـ 16
الميلاديين؛
وضمت سورية للسلطنة العثمانية (التركية) من
عام 1516م وحتى عام 1918م أي حتى الحرب العالمية الأولى؛
وفي عام 1920 خضعت الأراضي الواقعة شرق
البحر الأبيض المتوسط للإنتداب الفرنسي، وأعلنت سورية جمهورية مستقلة شكلياً بتاريخ
27/9/1941، وحصلت على إستقلالها الفعلي بعد تاريخ 17/4/1946 بانسحاب القوات
الأجنبية من أراضيها. وأصبح هذا اليوم عيداً وطنياً (عيد الجلاء) تحتفل به سنوياً؛
وفي عام 1958 شكلت سورية، ومصر، الجمهورية
العربية المتحدة. وانفصلت عن الجمهورية العربية المتحدة عام 1961 بإسم الجمهورية
العربية السورية؛
وبتاريخ 8/3/1963 انتقلت السلطة في سورية
بانقلاب عسكري إلى حزب البعث العربي الإشتراكي (تأسس عام 1947). وتحتفل بهذا اليوم
كعيد للثورة؛
وفي حزيران/يونيه عام 1967 إستولت إسرائيل على
بعض الأراضي السورية، ومن ضمنها هضبة الجولان (حرر قسم منها إثر حرب تشرين
التحريرية التي جرت عام 1973). وتشارك سورية في الوقت الحاضر في التسوية السلمية
للصراع في الشرق الأوسط؛
وبدأت خطط صناعية ضخمة في الجمهورية العربية
السورية منذ عام 1960 ومع ذلك فإنها لم
تزل تعتمد على الزراعة؛
وتلعب الدولة الدور الرئيسي في جميع
القطاعات والمجالات الاقتصادية في البلاد حتى الوقت الحاضر؛
وحوالي 40% من السكان يعتمدون في حياتهم على
الزراعة؛
وأدت مبادرات الحكومية إلى تشجيع إستخدم نظم
الري بشكل واسع وبفعالية منذ عام 1970 ، مما ساعد على زيادة مساحة الأراضي
الزراعية لأكثر من 50%؛
وعلى سواحل البحر الأبيض المتوسط، في جبل
النصيرية، وحول مدينة حلب، وفي المناطق الواقعة بين مدن حمص وحماه، وفي منطقة دمشق،
والأراضي الممتدة بين نهري الفرات والخابور المعروفة باسم الجزيرة تقع أفضل
الأراضي الزراعية؛
وتعتبر دمشق، وحلب، وحمص، من أهم المراكز
الصناعية في سورية؛
وأهم المنتجات الزراعية في سورية هي: القمح،
والشعير، والقطن، والعدس، والحمص، والبذور الزيتية، والشمندر السكري، والفواكه،
والخضار. ويجري فيها تربية الأبقار، والخراف، وتنتج البيض، والحليب؛
ومن أهم المنتجات الصناعية في سورية: المشتقات
النفطية، والنسيج، والمنتجات الغذائية، والمشروبات، والكيماويات، والتبغ، واستخراج
الفوسفات، وصناعة السيارات، بالإضافة لانتشار المنتجات الحرفية اليدوية من الحرير،
والجلود، والزجاج؛
وأهم الثروات الباطنية في سورية: النفط، ويستخرج
بشكل رئيسي من قره شوك على الحدود الشمالية للبلاد؛
والغاز الطبيعي، الذي يستخرج بشكل رئيسي في
منطقة الجزيرة؛
والفوسفات، والملح، وغيرها؛
وتمر عبر الأراضي السورية أنابيب لنقل النفط
من العراق والمملكة العربية السعودية؛
وهناك خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي ممتد من
قره شوك إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط؛
ويشكل النفط المصدر الرئيسي للدخل في سورية من
عام 1974، وبلغت نسبته في نهاية القرن العشرين نحو 65% تقريباً من كل الصادرات.
وفي عام 2001 بلغ استخراج النفط 522,700 برميل في اليوم ، وتقدر احتياطيات النفط بنحو
2.4 مليار برميل (كانون ثاني/يناير عام 2002)، وبلغت احتياطيات الغاز الطبيعي
المكتشفة 240,7 مليار متر مكعب؛
أهم الموانئ البحرية في سورية: اللاذقية،
وطرطوس. ويتجاوز حجم الواردات السورية السنوية من حيث القيمة حجم الصادرات؛
أهم ما تستورده سورية: الآليات، والمعدات،
والمنتجات الغذائية، والمعادن، والنسيج، ومنتجات الصناعات الكيماوية، والسلع
الإستهلاكية؛
أهم الصادرات السورية: النفط، والنسيج،
والمنتجات الزراعية، والفوسفات؛
أهم شركائها التجاريين لسورية: ألمانيا،
وإيطاليا، وفرنسا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية؛
الثروات الطبيعية في سورية: النفط،
والفوسفات، والكروم، والمرغنيس، والأسفلت، والمعادن، والملح الصخري، والمرمر،
والجبصين، ومصادر الطاقة؛
أهم المحاصيل الزراعية في سورية: القمح،
والبطاطا، والشوندر السكري، والشعير، والقطن، والتبغ، والحمص، والعدس، والفواكه،
والخضار؛
وتنتج سورية الطيور المنزلية، والخراف، والمواشي،
بكميات كبيرة؛
وفي سورية صناعة ألبان متطورة؛
وتطورت السياحة في سورية خاصة خلال السنوات
الأخيرة؛
ورئيس الجمهورية العربية السورية بشار
الأسد بعد أن حصل على 11,472,157 صوتاً أو نسبة 95,86% ناخب من أصل 11,967,611
مواطن وردت اسماءهم في القوائم الإنتخابية للإنتخابات على منصب الرئس السوري التي
جرت بتاريخ 17/7/2000. وخلال الإنتخابات التي جرت بتاريخ 27/5/2007 أعيد إنتخاب بشار
الأسد مجدداً لمنصب رئيس الجمهورية، بعد أن حصل على أكبر عدد من الأصوات. و
صوت لصالحه للمرة الثانية 97,62% من مواطني البلاد؛
في عام 2002 بلغ الناتج المحلي الإجمالي
59,4 مليار دولار وحققت سورية نمواً حقيقياً في الناتج المحلي الإجمالي بلغ 3,5% ،
وبلغت حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 3,500 دولار أمريكي؛
وفي عام 2002 بلغت الصادرات السورية 6,2
مليار دولار، وشملت تصدير: النفط الخام، والمشتقات النفطية، والفواكه، والخضار،
وتيلة القطن، والملابس، واللحوم، والمواشي؛
أهم المستوردين من سورية: ألمانيا،
وإيطاليا، وفرنسا، وتركيا، ولبنان، وإسبانيا، والنمسا، والمملكة العربية السعودية،
والعراق؛
وفي عام 2002 بلغت الواردات السورية 4,9
مليار دولار، أنفقت على استيراد: الآلات، ووسائط النقل، والمواشي، والمعادن
ومنتجاتها، والكيماويات والمنتجات الكيماوية. استودرتها من: إيطاليا، وألمانيا،
وفرنسا، ولبنان، وكوريا الجنوبية، وتركيا، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية،
واليابان؛
الوحدة النقدية السورية: الليرة، وتعادل كل
144,75 ليرة سورية 1 دولار أمريكي واحد (26/3/2014)؛
يبلغ طول السكك الحديدة في سورية 2,743 كم،
منها 1.435 كم سكك عادية، و318 كم سكك حديدية ضيقة بعرض 1,050 متر؛
ويبلغ الطول الإجمالي لطرق السيارات 41,451
كم، منها 9,575 كم طرق سريعة معبدة للسيارات، وطرق ترابية 31,876 كم. ويبلغ طول
الطرق المائية 870 كم؛
ويبلغ الطول الإجمالي لأنابيب نقل النفط
الخام 1,304 كم، وأنابيب نقل المنتجات النفطية 515 كم؛
وكما كانت الحال في السابق يعتمد الاقتصاد
السوري على تصدير الخامات ويتأثر بتقلبات الأسعار العالمية لنواقل الطاقة. وبدا
هذا واضحاً أثناء أزمة أسعار النفط، التي وكان النفط يعطي قبل الأزمة نحو 65% من
العملات الصعبة لميزانية الدولة. ولهذا تحاول القيادة السورية مواجهة تأثير تقلبات
الأسعار بدعم الإستقرار المحلي، وعدم السماح بتخفيض الدخل من تصدير النفط. وفي هذا
المجال اتخذت الدولة إجراءآت شجعت على تنفيذ مشاريع في مجالات التنقيب الجيولوجي
واستخراج النفط، وزيادة إنتاج الآبار المستثمرة. وفي الاونة الأخيرة أعارت أهمية
خاصة لتطوير قطاع الغاز (حجم الإحتياطيات المكتشفة للغاز الطبيعي 11 مليار متر مكعب).
وخلال السنوات الأخيرة أدت التقلبات الجوية
(عدم تساقط الأمطار شتاءً وقلة المياه في الربيع والصيف) إلى إنخفاض محاصيل الحبوب،
مما اضطر الحكومة للتوقف عن تصدير القمح، وفي نفس الوقت خصصت موارد كبيرة لإستيراد
الحبوب لتلبية حاجات الطلب المحلي المتنامية على الحبوب. وتوقفت سورية عن شرائها
من الخارج بعد جمع محصول جيد خلال الموسم الزراعي 2009/2010 فقط.
وهنا تجب الإشارة إلى تحمل اقتصاد الجمهورية
العربية السورية عبئاً ثقيلاً بسبب الأوضاع الإجتماعية الصعبة التي تكونت في
البلاد، والناتجة عن الإجراءآت الحكومية لدعم (التمويل، وزيادة الأجور والرواتب
التقاعدية) إلا أن حياة الكتلة الأساسية من السكان لم تزل تحت ظروف الفقر النسبي،
و10% من السكان هم تحت خط الفقر. وتبلغ البطالة رسمياً تبلغ 8,5% من السكان، ومن
المعلومات غير الرسمية يشمل ثلث السكان القادرين على النشاطات الاقتصادية. ومما زاد
من صعوبة الأوضاع استمرار الزيادة السنوية الطبيعية للسكان بنسبة 2.3% كل عام، مما
يصعب على الحكومة حل مشاكل التشغيل الفعلي.
وأدى وصول 1,2 مليون لاجئ عراقي و400 ألف
لاجئ فلسطيني إلى سورية إلى زيادة الصعوبات التي واجهتها السلطات السورية. وتحملها
المصاريف المباشرة وغير المباشرة لتسوية أوضاعهم، الناتجة عن (التعليم، والطب،
وغيرها)، وبلغ عبئها المالي على البلاد نحو 1,5 مليار دولار سنوياً.
وكل هذه المعلومات يمكن تقييمها كمعلومات مبدئية
عن سورية لأن الصعوبات الجادة التي تواجهها هي في علاقاتها الاقتصادية، وعلى
الأكثر تطويرها بالإتجاه الذي يقيها الجمود والأزمات الجارية على الساحة الدولية.
وهذا لا ينفي أن التهديدات الموجهة ضد سورية من الخارج ستنفذ بأي شكل من الأشكال,
وحتى أنه من دونها تبدوا الأوضاع متفاقمة جداً، تحت تأثير المؤثرات الاقتصادية
الداخلية وتداعيات توازن آليات الإنتاج الوطني. لماذا ؟ لأن البلاد لم تزل تستخدم اسلوب
التخطيط الاقتصادي الحكومي أحادي الجانب، ولم يزل القطاع الخاص ضعيفاً، ومجال
الخدمات ينمو على حساب المشاريع الضخمة، دون أن تنعكس على الصناعة. وتبقى عملية إعادة
تنظيم المنشآت والخصخصة من الإجراءآت الليبرالية في مجالات البنوك والمالية، وهو
ما يهدد بحدوث انعطافات خطيرة على الساحة الاقتصادية في البلاد.
البيانات الاقتصادية للجمهورية العربية السورية خلال
سنوات الخطة الخمسية الـ10 (2006-2010)
المؤشر: عام 2006 – عام 2007 – عام 2008 – عام
2009 – عام 2010
نمو الناتج المحلي الإجمالي (%): 5,0 – 5,7 –
4,5 – 6,0 – 4,5
السكان (%): 19,8 – 20,5 – 21,2 – 21,9 –
22,5
التضخم (%): 10,0 – 8,0 – 15,7 – 2,6 – 4,4
مستوى الدخل (%): 8,3 – 9,2 – 10,9 – 8,5 –
8,3
الصادرات (مليار دولار): 10,2 – 11,7 – 15,3
– 10,9 – 11,9
المستوردات (مليار دولار): 9,3 – 12,3 –
16,1 – 13,9 -15,2
سعر صرف الليرة السورية للدولار الواحد: 52 –
50-48 – 46-48 – 46-47 – 46-47
سعر صرف الليرة السورية لليورو الواحد: - - (65-68)
– (65-68) – (65-70) – (65-70)
الاحتاطي الذهبي والعملات الصعبة (مليار
دولار): 16,5 – 17,0 – 17,1 – 17,4 – 17,7
الديون الخارجية (مليار دولار): 6,5 – 6,8 –
7,1 – 7,4 – 7,5
استخراج النفط (ألف برميل باليوم): 420 –
374 – 386 – 375 – 386
استخراج الغاز (مليون متر مكعب باليوم): 20 –
23 – 23 – 23 – 27
آثار الحرب الأهلية وتسلل قوى الإرهاب الدولي
في مادة نشرتها وكالة "إنترفاكس" أعلن
مدير وكالة برنامج التمويل الصغير في الشرق الأوسط التابعة لمنظمة الأمم المتحدة
ومنظمة العمل لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين أليكس بلوك. أن خسارة الاقتصاد السوري
بسبب الحرب الأهلية وتسلل قوى الإرهاب الدولي إلى الأراضي السورية من الدول
المجاورة بلغت 103 مليار دولار، وهي الحرب المستمرة منذ عام 2011، وأضاف أن: الصناعة
السورية توقفت عملياً بسبب التخريب الناتج عن الأزمة.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" تصريح
مندوب منظمة الأمم المتحدة الذي أشار فيه إلى أن القسم الأكبر من السكان الذين بقوا
في سورية، يعيشون بحالة من الفقر، وأن البطالة تجاوزت 2,33 مليون نسمة، وأضاف بلوك،
أن العدد الإجمالي لسكان سورية تقلص بنسبة 8%.
وأن الحرب سببت خسائر كبيرة في مجال
التعليم. وأن ثلاثة آلاف مبنى تقريباً من المدارس والمؤسسات التعليمية تم تخريبها
أو إعطابها أثناء الصراع. وأن نصف تلاميذ المدارس لم يتمكنوا من إنهاء دراستهم.
وأن الحرب في سورية أدت بحياة مئآت الآلاف،
وأصبحت واحدة من الصراعات الدموية التي جرت في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة.
وأضاف أن المواجهات المسلحة تؤدي إلى خسائر من نوع آخر، إذ تؤدي إلى تخريب
الإقتصاد. ومن تقييمات الخبراء، أن الحرب المستمرة منذ 2,5 عاماً تحتاج لـ 25 سنة لإعادة
إعمار البلاد، وأن هذه الفترة، على مايبدوا ليست نهائية. ففي سورية الآن من الصعب
إيجاد قطاع اقتصادي، لا يعاني من التخريب النصفي أو التخريب الكامل.
وحتى أنه من الصعب وصف الاقتصاد السوري بالمزدهر
حتى قبل إندلاع الحرب. لأن حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لم تتراجع في عام
2010 عن حصة الفرد لدى جيرانها، باستثناء العراق. وبغض النظر عن أن الجهود القائمة
لتطوير الصناعة في البلاد، لم تستطع دمشق الاستمرار بالتصدير للخارج، لأن القسم
الأكبر من منتجات القطاع الإنتاجي وجه لتلبية الإحتياجات المحلية.
وسورية كأكثر دول المنطقة، غنية بالنفط بشكل
كاف، ولكن ليس بالشكل الكافي للوصول إلى مستوى الحياة، مقارنة بقطر أو إمارة أبو
ظبي. وإستطاعت سورية بعد اكتشاف مواقع إستخراج النفط بالقرب من دير الزور شرق
البلاد أن توفر لنفسها الأوغلوفودورود وأن تقوم بتصدير الفائض منه إلى الخارج.
وبالنتيجة تحولت البلاد بسرعة إلى اقتصاد النفط: وفي عام 2008 وفر الناتج المحلي
الإجمالي نسبة 22% من الأوغلوفودورود. ووفر النفط للحكومة سنوياً نحو ربع دخل الموازنة.
والأكثر من ذلك كان التصدير نسبياً متواضعاً وبلغ نحو 150 ألف برميل في اليوم، وهو
أقل بـ 18 مرة مقارنة بالكويت على سبيل المثال، والتي يشكل عدد سكانها ثمن عدد
سكان سورية فقط.
وبقيت الزراعة القطاع الاقتصادي الرئيسي في
سورية، بغض النظر عن تزايد استخراج النفط. لأن القسم الأكبر من الأراضي (ويجب
القول، الخصبة) هي في أيدي ملاك شخصيين، على شكل مزارع صغيرة. وبالنتيجة كان القطاع
الزراعي ناجحاً بشكل كبير، لأن المنتجات الغذائية كانت مادة رئسية للتصدير. ومع
ذلك، كانت الأوضاع أكثر سوأ في النصف الثاني من العقد الأول للألفية الثانية، ووقتها
قامت الحكومة بالتحول إلى ليبرالية سوق الأسمدة، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار عدة أضعاف.
وكان بمثابة ضربة وجهت للفلاحين، ورافقه تراجع في المحاصيل الزراعية آنذاك بسبب
الجفاف.
وبشكل مباشر إنهار حجم الناتج المحلي
الإجمالي، وفقاً لتقييم SCPR،
خلال السنة الأولى من المواجهات بنسبة 35%، وفي عام 2012 إنخفض أيضاً بنسبة 18%.
وفي كل سنة تالية من الصراع تراجع الناتج المحلي الإجمالي بإستمرار تقريباً بنسبة
18% أيضاً. وكانت حصة الفرد خلال عام السلام الأخير تبلغ نحو 5100 دولار (من خلال
القدرة الشرائية)، ولابد أن نتائج عام 2013 ستكون بمؤشر يتراوح ما بين 2200 أو
2300 دولار. وهذا لم يعد مستوى تطور آسيوي أو إفريقي.
وأدت الحرب أيضاً إلى إنخفاض حاد في اسعار العملة
الوطنية. وخلال سنة واحدة انخفض سعر الليرة السورية مقابل الدولار لأكثر من 300%.
وهذا له أهمية كبيرة الآن، لأن الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية فرضت
على دمشق عقوبات، واتفق الشركاء التجاريون لسورية وضمنهم روسيا وإيران، على توريد
منتجاتهم للبلاد بعملتهم الخاصة، والأخيرة وكما هو معتاد تقدمها لسورية على شكل قروض.
وفتحت إيران جزئياً للحكومة السورية خط قروض، يعادل مليار دولار، في الوقت الذي تورد
فيه روسيا للبلاد المنتجات النفطية بنحو 500 مليون دولار في الشهر.
وأوضاع مؤلمة تشكلت في بعض القطاعات
الاقتصادية. حيث انخفض استخراج النفط بشكل سريع منذ بداية الصراع ووصل تقريباً إلى
100 برميل في اليوم، والآن من الصعب الإعتماد على الحجم الفعلي للتصدير، ومعه
انخفضت الإحتياطيات الدولية: التي كانت قبل الحرب تبلغ 17 مليار دولار (نحو 20% من
الناتج المحلي الإجمالي)، بينما تراجعت الآن وفق تقييمات الخبراء إلى 4,5 مليار
دولار.
والأموال الواردة من النفط الآن تنفق على احتياجات
الحرب. وهذا يرتبط بالمجموعات المعارضة والإرهابية الدولية أيضاً، وهي التي
استطاعت أثناء الصراع الإستيلاء على قسم من الصناعات النفطية في البلاد. وما حصل
أن بقايا الاقتصاد الواقعي، الذي لم يزل يعمل، وبغض النظر على الهزات، أدت الحرب
نفسها إلى تفاقم أوضاعه.
ولا يوجد أي تقدم نحو إستقرار اقتصاد البلاد
بل هناك تدمير للبنى التحتية. وأصبحت عشرات المدن والقرى عملياً لا تصلح للحياة، وجرى
تخريب الكثير من الطرق والجسور ومئات الكيلو مترات من طرق السكك الحديدية. وإجراءآت
إعادة التشغيل تتم فقط من أجل تلبية الحاجات العسكرية. بالإضافة لإنهيار حجم
الاستثمارات في البلاد. وانخفاض التوظيفات المالية الحكومية جزئياً بنسبة 75%،
والقطاع الخاص إلى 81%. وعلى هذا الشكل يعاد إصلاح ما خرب في بعض الأماكن المحمية
أكثر أو أقل من ساحات العمليات القتالية فقط.
وتعرض نظام الصحة للخسائر أيضاً: وبسبب
التخريب الشامل انخفض عدد المستشفيات والمستوصفات في البلاد لنحو الثلث. والأوضاع في
التعليم أسوأ: إذ منذ بداية الحرب في سورية يتوجه إلى المدارس أقل من نصف عدد التلاميذ.
ويمكن أن يؤدي استمرار الصراع إلى إحياء ظاهرة الأمية الجماعية، التي تجاوزتها
سورية بالكامل خلال السنوات العشر الأخيرة تقريباً.
وإذا كان الأطفال لا يذهبون إلى المدرسة، فهذا
يعني أن الكبار أيضاً لا يذهبون إلى العمل. وبلغ عدد فرص العمل المفقودة منذ بداية
الصراع نحو 2,4 مليون فرصة عمل، في الوقت الذي يبلغ فيه عدد السكان 22,5 مليون
نسمة. وتضاعفت البطالة لأربع مرات، وتوقفت نصف الفعاليات الاقتصادية للسكان تقريباً.
والتي كان بإمكانها النمو أكثر في حال عدم مغادرة أكثر من مليون سوري وطنهم، وهذا
يتضمن أيضاً عدد الباحثين عن فرص العمل.
والنظام السياحي في سورية تعرض أيضاً للخسائر. وهو ما
أشار إليه رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف في كلمته أثناء افتتاح الدورة 99 للمجلس التنفيذي لمنظمة
السياحة العالمية بمنظمة الأمم المتحدة، التي جرت خلال الفترة من 1 وحتى 3/10/2014
في سمرقند، وقال أن: "العامل المهم، الذي يحد من تطور
وفاعلية السياحة العالمية، ومن دون أدنى شك، هو مشاكل توفير السلام والأمن،
والاستقرار السياسي والاقتصادي في العالم كله، وفي بعض المناطق وفي كل بلد، حيث يجري
استقبال السواح.
ولا توجد ضرورة لإثبات أننا نرى
أمثلة محددة، بأن الإرهاب والتطرف الدولي، ونمو التطرف، والحروب المحلية، وأخطار
حركة الأمن هي نفس المعيقات التي تؤدي لإنعدام أية جهود لتطوير السياجة.
وهذه بعض الأمثلة، عندما انخفض بشدة لهذه
الأسباب أو بالكامل توقف تدفق السياح إلى الدول التي ازدهرت السياحة فيها بالأمس،
ويبدو واضحاً أنه لا ضرورة للتأكيد، فنحن نرى كل هذا على مثال دول محددة في الشرق
الأوسط، التي كانت دائماً وكما يمكن القول مفترق طرق التدفق السياحي. واليوم
انظروا هل توجد سياحة في سورية والعراق، وفي أقدم المدن بغداد، حيث عمل أجدادنا
أمثال: الخوارزمي، عندما افتتحت أول أكاديمية في العالم ؟ وبماذا تقدم
نفسها بغداد اليوم، وبماذا تقدم نفسها دمشق، وغيرها من مدن هذه المنطقة ؟ والأسباب
واحدة، فقط. الآثار نفسها بقيت، ونفس المتاحف بقيت، ولكن لا يوجد ضمان، لا يوجد
أمن. وهناك حيث لا يوجد أمن، لا توجد أية سياحة. فمن يريد أن يخاطر، ومن أجل ماذا
؟ إذا نظرنا من خلال هذا الموشور، نعي أكثر العوامل الحاسمة اليوم وهي السلام
والتفاهم بين الشعوب.
تاريخ العلاقات السورية الأوزبكية
بدأت العلاقات السورية الأوزبكستانية في عهد
الإتحاد السوفييتي السابق وحصلت على دعم كبير من الرئيس السوري حافظ الأسد،
الذي أعلن أن "علاقاتنا مبنية على الصداقة والإحترام، ومن جذورها الممتدة
عميقاً في التاريخ".
واعترف الجمهورية العربية السورية باستقلال جمهورية أوزبكستان بتاريخ
28/12/1991،
واستقبل رئيس
جمهورية
أوزبكستان
إسلام
كريموف وفداً
رسمياً
سورياً
رفيع المستوى برئاسة فاروق الشرع وزير الخارجية السوري آنذاك والذي زار أوزبكستان خلال يومي 23 و24/4/1992 وأثناء الزيارة تم التوقيع على بروتوكول لإقامة علاقات دبلوماسية بين الدولتين.
والعلاقات الأوزبكستانية السورية تميزت
بوضع خاص بسبب مشاركة أجيال من الخبراء الأوزبكستانيين زملائهم السوريين في بناء سد الفرات والمشاريع الملحقة به، والأبحاث العلمية المشتركة وإعداد الكوادر الوطنية السورية في مؤسسات التعليم العالي الأوزبكستانية، ومشاريع الري واستصلاح الأراضي البكر في حوض الفرات وغيرها من المناطق في سورية، وخاصة إنشاء مزرعة مسكنة الحكومية بمساحة 4 آلاف هكتار التي جهزتها وقدمتها أوزبكستان هدية للشعب السوري. ولو أن بعض تلك المشاريع في حلب ومسكنة وغوطة دمشق وحمص مستمرة منذ عام 1979 وحتى وقت قريب، إلا أن العلاقات الثنائية بعد استقلال أوزبكستان لم يتم رفعها إلى المستوى المطلوب لتعزيز الصداقة والتعاون بين سورية
وأوزبكستان.
وفي
عام
1999،
بلغ ميزان التبادل التجاري بين البلدين 2 مليون دولار أمريكي منها 0.5 مليون دولار أمريكي صادرات و1.5 مليون دولار أمريكي واردات. وفي وزارة العلاقات الاقتصادية الخارجية الأوزبكستانية
سجلت 11 شركة مشتركة بمشاركة مستثمرين سوريين، منها 8 شركات مشتركة و3 شركات برأس مال سوري 100%. ومن بيانات إدارة الإحصاء المركزي الأوزبكستانية بلغ حجم أعمال الشركات العاملة في أوزبكستان بمساهمة سورية خلال عام 1999 بما فيها تصدير البضائع والخدمات 29.9 ألف دولار أمريكي.
وعلى
أعتاب استقلال جمهورية أوزبكستان زار وفد سوري أوزبكستان برئاسة عضو البرلمان السوري ورئيس الاتحاد الوطني لطلبة سورية حسام دويني وضم عدد من الشخصيات السورية المعروفة وفرقة أمية للفنون الشعبية التابعة لوزارة الثقافة خلال المدة من 21 وحتى 26/6/1990 حيث
أجريت أياماً للصداقة الأوزبكستانية السورية في مدن: طشقند، ونمنغان، وسمرقند.
د. محمد غنوم
ونظم
الفنان
التشكيلي
العربي
السوري
د.
محمد غنوم بالتعاون مع
أكاديمية
الفنون
الجميلة بالجمهورية
والمجلس
الأوزبكستاني لجمعيات
الصداقة
والعلاقات
الثقافية مع
الدول الأجنبية خلال الأعوام من 1991 وحتى 1997 أربع معارض فنية شخصية في: طشقند، وسمرقند، وبخارى، وأهدى عدد من لوحاته لرئيس جمهورية أوزبكستان، ومتاحف الفنون الجميلة في طشقند، وسمرقند، وبخارى، وأكاديمية الفنون الجميلة، والمجلس الأوزبكستاني
لجمعيات
الصداقة
والعلاقات
الثقافية
مع الدول الأجنبية، وحركة الشباب الأوزبكية "كمالات".
استقبال الفنان الكبير صباح فخري في طشقند نظمه عام 2012 المجلس الأوزبكستاني
لجمعيات
الصداقة
والعلاقات
الثقافية
مع الدول الأجنبية
الأوزبك في الجمهورية العربية السورية
يعيش في سورية اليوم بضعة آلاف من المواطنين السوريين
البخارية (من أصول أوزبكية)، ويشاركون في تقدمها وإزدهارها ومنعتها ووحدة أراضيها،
ومن بينهم: أطباء، ومحامون، ومعلمون، وموظفون، وعسكريون، وتجار، وحرفيون. وهم من أبناء وأحفاد أولئك الذين قدموا إلى سورية في
مراحل متعددة، منهم من جاءها طلباً للعلم في شام شريف المقدسة لديهم واستقروا
فيها، ومنهم من أسس المدارس لاستقبال أبناء قومه الوافدين إلى شام شريف لتلقي
العلم ولأبناء دمشق على حد سواء، وكان آخرها المدرسة التي أغلقت أبوابها في أواخر
خمسينات القرن العشرين، بعد أن تخرجت منها شخصيات لامعة في التاريخ السوري الحديث،
وتم هدمها فيما بعد ليبني مكانها مسجد الأفرم المعروف اليوم في منطقة شورى بدمشق،
ومنهم من جاءها لخدمة حجاج بيت الله الحرام وإقامة المساجد والتكايا التي لا يزال
بعضها قائماً حتى اليوم.
لاجئين من بخارى في دمشق عشرينات القرن الماضي
وكان آخر المنتمين بأصولهم إلى أوزبكستان المعاصرة،
وقصدوا دمشق هرباً من سلسلة الإجتياحات القيصرية الروسية لتركستان (قسمت روسيا تركستان بعد احتلالها إلى خمسة جمهوريات
استقلت بعد انهيار الإتحاد السوفييتي السابق وهي: أوزبكستان، وقازاقستان،
وتركمانستان، وقرغيزستان، وطاجكستان.)، ومن بينهم حاكم خانية قوقند خودايار
خان وأسرته ولم يزل أحفاده يعيشون في دمشق حتى اليوم، وكان آخر من قصد دمشق،
أبناء إمارة بخارى بعد أن احتلها البلاشفة الروس بتاريخ 2/9/1920 وشردوا الكثيرين من سكانها
ومن بينهم كانت شخصيات هامة وضباطاً وعسكريون من جيش إمارة بخارى من بينهم عبد
الستار بن عبد القادر (عبد الستار بيك توبشي باشي) والد أ.د. محمد البخاري.
عبد الستار بن عبد القادر البخاري
وتجاراً وحرفيين آثروا أن يجدو الملاذ فيها، وأسس بعضهم
حي البخارية في بساتين الميدان الذي لم تعد له أية آثار اليوم بعد بناء الأبنية
الحديثة في المنطقة ولم يزل يذكره أ.د. محمد البخاري، ومنهم من سكن أحياء
دمشق مثل أحياء: الأزبكية، والمهاجرين، والنبعة على سفح جبل قاسيون، والصالحية،
وسوق ساروجة، والميدان، والقدم وغيرها من الأحياء الدمشقية. ومنهم من سكن التكية
المرادية في حارة الورد حتى آخر أيام حياته (حوار أجراه أ.د. محمد البخاري في طشقند مع فاطمة ابنة خودايار خان المقيمة في دمشق مع
أولادها واحفادها، أثناء زيارتها لأوزبكستان عام 1980
بدعوة من جمعية وطن للعلاقات
الثقافية مع الأوزبك المقيمين في الدول الأجنبية.).
مسجد وتكية المرادي
وكان للبخارية الذين استقروا في دمشق محلاتهم التجارية،
وورشاتهم الحرفية في المهاجرين، والصالحية، وسوق ساروجة، والميدان، وجانب محطة
الحجاز. وآثار كبيرة في التاريخ الحديث لسورية تركتها شخصيات إجتماعية من اصول
أوزبكية.
شخصيات من أصول أوزبكية تركت أثاراً في التاريخ السوري المعاصر
والأوزبك منذ
قدومهم لدمشق مثلهم مثل أبناء سورية الآخرين شاركوا في الحياة العامة، ومن بينهم
كان نصوحي البخاري، الذي ولد بمدينة دمشق عام 1881 وتوفي فيها بتاريخ
1/7/1962، وتزوج عام 1919 من فتاة من الأسر الدمشقية العريقة وهي رفيقة بنت
ممدوح. وتخرج من المدرسة الحربية العثمانية في اسطنبول، ومن مدرسة الأركان وحصل
على رتبة رئيس، وشارك كقائد عسكري في حرب البلقان، والحرب العالمية الأولى وأسر
خلالها وأرسل إلى سيبيريا حيث بقي هناك لمدة تسعة أشهر وتمكن من الهرب والعودة إلى
الدولة العثمانية في مطلع عام 1916، وشارك برتبة عقيد في حرب القفقاس، وحرب غزة،
وتولى قيادة الفرقة السابعة حتى انسحاب القوات العثمانية من سورية. وتولى
في
عهد الملك فيصل الأول قيادة فيلق حلب برتبة زعيم، وتولى رئاسة ديوان
الشورى الحربي الثاني، وعين معتمداً لحكومة الملك فيصل الأول لدى مصر في
أوائل عام 1920،
ومن ثم مديراً عاماً للشؤون الحربية في أواخر العام نفسه واستمر في هذا المنصب
حتّى عام 1921،
ومن ثم تقلّد رئاسة الوزارة في عهد الرئيس هاشم
الأتاسي في 6/4/1939
واستمر في منصبه حتّى تموز من نفس العام، واستقال من منصبه لعدم قيام الفرنسيين
بتحقيق الشروط التي اُتفق عليها
الطرفان، وتقلّد عدة وزارات فيما بعد منها: وزارة الداخلية، ووزارة الدفاع الوطني، ووزارة
المعارف، رغم عدم انتمائه لأي حزب سياسي.
جلال البخاري
ونصوحي
البخاري
هو شقيق جلال البخاري الذي حوكم في عاليه وأُعدم في بيروت يوم 6/5/1916 مع
الشهداء الوطنيين المطالبين باستقلال سورية. وابن العلامة سليم
البخاري رئيس علماء دمشق الذي حوكم أمام الديوان العرفي العثماني في عاليه ونُفي
إلى بروسية. وكان
عضواً مؤسساً للجمعية الخيرية بدمشق، وهي جمعية إسلامية خيرية مارست العمل
السياسي، أسسها الشيخ طاهر الجزائري في أواخر القرن التاسع عشر، ودعت
لإعادة العمل بالدستور العثماني الذي كان معطلاً آنذاك، وجعل الحكم في الدولة
العثمانية والبلاد العربية حكماً يعتمد على الشورى (يوسف الحكيم: سورية والانتداب الفرنسي. ص 332.).
برهان بخاري
وفي نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين فقدت
الجالية الأوزبكية المقيمة في سورية أحد أبرز رجالها الموسوعيين بوفاة برهان
بخاري يوم 30/4/2010،
وهو مواطن سوري من أصول أوزبكية هاجر والداه من وادي فرغانة مثلهم مثل
الكثيرين من الأوزبك للعيش في سورية. أمه أوزبكية ولدت في أنديجان، وأبوه أوزبكي
ولد في مرغيلان، واستقرا بمدينة دمشق حيث ولد برهان بخاري عام 1941.
وتعلم في مدارسها، ودرس الفلسفة واللغة الانكليزية بجامعة دمشق، وخلف وراءه إرثا من الكتابة
التاريخية والموسوعات المتنوعة.
وأنجز مشاريع للترجمة الآلية، ولا تزال مشاريع أخرى له تنتظر الدعم
لتحويلها إلى واقع ملموس، ونعتقد أنها كلها جديرة بالتأمل والتقدير.
ومارس برهان بخاري التعليم في سن مبكرة وابتكر
عددا من الوسائل التعليمية الميسرة لطلاب المدارس. وفي بداية
سبعينات القرن العشرين قام بمشروعه الخاص لمحو أمية الكبار في سورية،
وقام بجولات وعقد لقاءات في القرى السورية واللبنانية ومخيمات اللاجئين
الفلسطينيين، وكان يقدم الدروس ويوزع مؤلفاته مجانا، وقام بنشر سلسلة من المقالات
عن محو الأمية نشرتها له صحيفة البعث الدمشقية. وأعد
مناهج لتعليم اللغة العربية للأجانب وتعليم اللغات الأجنبية للعرب. وكان
إلى جانبه في تلك الجولات التطوعية صديقه الودود الأستاذ عدنان بغجاتي (عدنان بغجاتي: ولد في دمشق عام 1934 تلقى تعليمه في دمشق وتخرج من جامعتها حاملاً الإجازة في اللغة العربية عام 1957 ونال دبلوم التربية عام 1958. عمل مدرساً ومديراً للتربية، ومديراً عاماً لمؤسسة الوحدة ورئيس تحرير جريدة الثورة، وأميناً عاماً لوزارة التربية ووزيراً للتربية ووزير دولة لشؤون مجلس الوزراء، ورئيساً لتحرير جريدة البعث، ورئيساً لاتحاد الكتاب العرب، وعضواً في مجلس الشعب، ومستشاراً ثقافياً في مجلس الوزراء. ورئيس تحرير الموقف الأدبي؛ ورئيس تحرير الآداب الأجنبية؛ ورئيس تحرير الأسبوع الأدبي. وعضو قيادة فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي 1967-1968. وعضو جمعية البحوث والدراسات. توفي في 9/10/1992.) الذي شغل سابقاً منصب وزير التربية ومنصب رئيس اتحاد الكتاب
العرب، والتقى أ.د. محمد
البخاري به أكثر من مرة في بيت برهان بخاري في دمشق.
عدنان بغجاتي
وفي عام 1979 وصل برهان بخاري إلى طشقند عاصمة أوزبكستان
بدعوة من جمعية وطن للعلاقات الثقافية مع الأوزبك المقيمين في الدول الأجنبية
للاشتراك في العيد الألفي لابن سينا، وكانت تلك الدعوة بداية لدخوله خضم
العمل الأكاديمي، حيث ترجم ولأول مرة قطعا أدبية من اللغة الأوزبكية إلى اللغة
العربية مباشرة بعدما كانت الترجمة قبل ذلك تمر عبر اللغة
الروسية. وتحولت
تلك الزيارة إلى دعوة مفتوحة وجهتها له أكاديمية العلوم بجمهورية
أوزبكستان واستمرت لبضعة أشهر، وضع خلالها أسساً علمية لأول معجم أوزبكي/عربي، وعربي/أوزبكي، وكتب
عددا من الدراسات حول بنيوية اللغة الأوزبكية وعلاقتها التاريخية باللغة
العربية، ونال عليها عددا من شهادات التقدير (حوار أجراه في طشقند أ.د. محمد البخاري مع برهان
بخاري رحمه الله، أثناء زيارته لأوزبكستان في عام 1979 بدعوة من جمعية وطن للعلاقات الثقافية مع الأوزبك
المقيمين في الدول الأجنبية.). وبعد عودته
إلى دمشق بدء مشروعاً روائياً طويلاً تحدث فيه عن الأوزبك ودمشق خلال أربعينات
وخمسينات القرن الماضي وضم المشروع معلومات كثيرة غير منشورة ولم يتمه وبقي
مخطوطاً. وترك
وراءة مكتبة ضخمة تضم إرثا من الكتابة والتاريخ والموسوعات المتنوعة. ومشاريع الترجمة
الآلية، ولا تزال مشاريع أخرى له تنتظر الدعم لتحويلها إلى واقع قائم، وتحوي
مكتبته أكثر من 5000
كتاب، ومع الأسف فقد منها الكثير من إصداراته وكتبه لمحو الأمية،
وكتبه الأدبية وقصصه الأولى.
وتعززت جهوده الأكاديمية بعمله أستاذاً زائراً وخبيراً
في جامعة الكويت عام 1983،
حيث ساهم في تطوير بحث حول الصوتيات العربية بما يعرف بالكلام المركب صناعياً
والحاسوب. وكان
أول من عمل على تحويل الكلمات المكتوبة إلى صوتية بواسطة الحاسوب، وتوصل إلى تقطيع
الأوزان الشعرية (عروضيا) بواسطة
الحاسوب.
وبعد ذلك أمضى برهان بخاري ثلاث سنوات في أوروبا
امتدت ما بين عامي 1984
و1986 متنقلا
بين مراكزها العلمية وجامعاتها وشارك في عدد من المؤتمرات والمعارض الدولية الخاصة
بالترجمة الآلية.
كما وضع أسساً
لنظريته الخاصة بالترجمة الآلية، التي عرفت فيما بعد بنظرية اللغة العليا (سوبر لنغوا) القادرة على
الترجمة الفورية إلى جميع لغات العالم ومن بينها اللغة الأوزبكية دفعة واحدة عدا
الصينية واليابانية.
وقام بتصميم لوحة مفاتيح كومبيوتر قادرة على تنضيد جميع أبجديات العالم
والتعامل معها، وقامت بتنفيذها شركة مونوتايب البريطانية، وعرفت بلوحة مفاتيح
البخاري.
وعاد برهان بخاري إلى سوريا في 1986 وعكف
على إنجاز مشروعه الضخم المعروف بإسم "إعادة بناء التراث العربي والإسلامي على الحاسوب"
ويتألف هذا المشروع بشكل أساسي من عشر موسوعات، أهمها موسوعة الحديث النبوي الشريف
ويتجاوز عدد أجزائها المائة,
طبع الجزء الأول منها فقط ولا تزال البقية رغم إنجازها قيد النشر. ومن أبرز
أعمال برهان بخاري أيضا
الموسوعة الشعرية لنزار قباني، وموسوعة شعرية للشعراء من العصر الجاهلي
وحتى العصر الحديث بالتعاون مع مجمع أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة،
وأعمال أخرى.
أما في الجانب
الفكري والأدبي فقد مارس برهان بخاري كتابة النقد الأدبي والقصة القصيرة
والرواية والشعر والمسرح، وكتب للصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون والسينما
والمسرح. وبدأ
منذ عام 1995 بكتابة
سلسلة مقالات أسبوعية في صحيفة تشرين السورية، كما كتب سلسلة مقالات أخرى في صحيفة
الثورة بين عامي 2002
و2007.
وقد أثارت مقالاته ضجة واسعة نظرًا للجرأة الفكرية والعلمية التي اتصفت
بها، وكان من بينها رسائل موجهة إلى رؤساء العالم ومنها رسالة
مفتوحة إلى الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون.
وقال عرفان نجل برهان بخاري أن والده امتاز
بالتحليل المسبق للكثير من المتغيرات العالمية، حيث أطلق مصطلح "إسلام
فوبيا" في
مقال نشر له عام 1996
في جريدة تشرين مستبقا أحداث 11 سبتمبر/أيلول
في الولايات المتحدة الأمريكية بخمس سنوات. ورغم
أن شهرته الحقيقية ابتدأت مع أول مقال له نشرته صحيفة تشرين الدمشقية بتاريخ 15/10/1995 إلا أن تاريخه العلمي يجعل المرء حائرا من أين يبدأ مع هذا الإنسان الموسوعي حتى أن من يعرف إنجازاته العلمية يتساءل كيف له أن
يبرز في مجالات متعددة، وهو
الذي قال له الصحفي البريطاني المعروف باتريك سيل الذي التقاه أثناء زيارته
لبريطانيا: "مكانك هنا في التوثيق وليس في التنظير، أنا مع عملك التوثيقي ولست مع عملك
الإعلامي".
ونظراً لممارسة برهان بخاري كتابة
المقال والنقد الأدبي والقصة القصيرة والشعر والمسرح وكتابته للصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح. فقد نشرت الصحف والمجلات والإذاعتين المسموعة
والمرئية والإلكترونية العربية مقالات عنه بعد وفاته، وكلها موجودة اليوم على
صفحات شبكة الإنترنيت العالمية.
آثار تاريخية بناها الأوزبك في دمشق
مسجد المرادي قديماً
وعند الحديث عن الآثار المعمارية التي تركها الأوزبك
الأوائل في دمشق لابد أن نذكر أنهم كانوا دعاة لنشر العلم والتعليم، وتشير المراجع
التاريخية إلى
تواجد الأوزبك في دمشق منذ القرن السابع عشر الميلادي، ومن بين تلك المراجع بحث
المساجد العثمانية في دمشق الذي أعده الباحث عماد
الأرمشي المتخصص بالدراسات التاريخية
العربية والإسلامية وتناول فيه مسجد المرادي الذي شيده عام 1108هـ، مراد بن علي بن داوود بن كمال الدين بن صالح بن محمد البخاري
النقشبندي المتوفى عام 1132هـ.
مسجد المرادي
التكية المرادية وجامع النقشبندي عام 1899
خارطة موقع مسجد المرادي
ويقع
الجامع المرادي الذي اشتهر بالتكية المرادية، وجامع النقشبندي عام 1899، وهو وقف إسلامي خارج أسوار مدينة دمشق القديمة في حارة الورد من حي سوق
ساروجا، وهو صغير الحجم ولم يزل قائماً وعليه لوحة رخامية معلقة على جداره كتب
عليها: مسجد المرادي، بناه محمد مراد المرادي
سنة 1108 هجرية.
لوحة مسجد المرادي
وجعله
تكية ومدرسة، وكان له باب كبير، سـد اليوم ولا تزال آثاره موجودة، والباب الذي
يدخل منه اليوم الى الجامع هو باب صغير والى جانبه منارة مستديرة مبنية من الحجارة
السوداء والبيضاء، وكتب على قاعدتها المربعة سنة 1179هـ النص التالي (راجع ذيل ثمار المقاصد ص 251.):
منارة
للهدى شيدت بحق بأعلى رأسها الله يذكر
بسم
الله أبدأ في بناها وحمديا على لمن
تشكر
وسهم
للقضا اضمرت فيها بتاريخ لمن بالسوء أبصر
اجيبوا
داعياً لله نادى ونادى للصلاة الله أكبر
بنى هدا الجامع سنة 1108 مراد بن علي بن داوود بن كمال الدين بن صالح بن محمد البخاري النقشبندي المتوفى سنة 1132 للهجرية.
مسجد المرادي
وتتألف المدرسة من صحن ومصلى ومدفن. والصحن مفروش بالموزاييك، وعلى أطرافه الشمالية والغربية سبعة غرف
للمجاورين (أي العابدين المنقطعين للعبادة فقط) بنيت من الحجارة السوداء. وسكن هذه الغرف فيما بعد لاجئون من إمارة
بخارى منذ مطلع عشرينات القرن العشرين، وكانت مقراً للجمعية الخيرية البخارية
بدمشق، التي رأسها الشيخ موسى خوجه البخاري آخر مسؤولي صك النقود وبيت مال أمير بخارى عالم خان، وكانت مكاناً ثابر اللاجئون من إمارة
بخارى على الإلتقاء فيه حتى وفاة آخرهم في ستينات القرن العشرين. ولم يزل يتذكر أ.د. محمد البخاري تلك اللقاءات التي شارك فيها في صباه يقدم
مع أقرانه الرز البخاري والشاي للكبار خلال جلساتهم في بهو المدرسة التي توقفت عن
العمل بسبب إقامة اللاجئين البخارية فيها. وإلى الجنوب من المدرسة هناك ثلاثة قناطر، ومن ورائها المصلى وهو
مؤلف من غرفة واسعة لها قوس عظيم، ومن فوق القوس سقف عادي، والمحراب والمنبر
عاديان، والى يمين المحراب قبة فخمة بحيطان مزخرفة تحتها قبران كبيران يعتقد أنهما
لمراد البخاري وشقيقه، وعلى أحدهما لوحة خطت عليها
سنة 1160هـ الأبيات التالية:
ضريح مولى منيب لله في كل مشهد
قطب الزمان وغوث للكل في كل مقصد
النقشبندي من قد نال المقام المؤصلا
تاريخه جاء بيتاُ مسدد السبك
مفرد
مقام المرادي
وأشار عماد
الأرمشي إلى أن المؤرخ الدكتور أكرم العلبي أوضح في كتابه "خطط دمشق": أن الجامع جزء من المدرسة المرادية
البرانية التي أنشأها الشيخ مراد بن علي البخاري النقشبندي في نفس تاريخ
بناء الجامع. وذكر العلامة الكبير الشيخ محمد أحمد دهمان
أن مئذنة الجامع القديمة سقطت أثر زلزال دمشق
الشهير سنة 1173 هـ الموافق 1759م أيام سلطنة السلطان العثماني عبد الحميد الأول،
وأعيد بنائها من جديد.
مئذنة مسجد المرادي
وأكد ذلك الدكتور قتيبة الشهابي
بسياق حديثه عن المساجد العثمانية وذكر أن مئذنة جامع المرادي هي من المآذن
المشيدة في العهد العثماني على الطراز الشامي بتأثير مملوكي أرقش (الأرقش: أي
المنقط بسواد وبياض وهو غير الأبلق. ورَقَشَ الشيء رقشاً أي نقشه. والرقش
والرقشة أي لون فيه كدرة بياض وسواد.)، جذعها مثمن الأضلاع كثيف الرقش بالأشرطة البسيطة والأشكال الهندسية
الحجرية بلون أسود كالمثلثات والمسدسات وأشباه المنحرف والنجوم ثمانية الرؤوس،
ويحمل هذا الجذع شرفة مثمنة، وينتهي رأس المئذنة بذروة صنوبرية الشكل. وتم بناء المئذنة من الطراز الشامي بتأثير مملوكي
أرقش غير أن عناصرها الزخرفية أضعف من عناصر مثيلاتها من نفس الطراز مثل جامع
العجلوني وجامع القاري في دمشق.
مئذنة جامع المرادي 03
مسجد المرادي ليلاً
جامع المرادية في باب البريد
التكية المرادية في السويقة عام 1911
ويذكر عماد الأرمشي أن جامع المرادية القديم المندثر في باب البريد بمحلة العصرونية في دمشق بناءه مراد بن علي بن داوود بن كمال الدين بن صالح بن محمد البخاري النقشبندي أيضا، المتوفى سنة 1132 هـ الموافق 1719م، وقال شيخنا عبد القادر بن بدران في كتابه "منادمة الأطلال" أن مدرسة المرادية بباب البريد مشهورة ومعروفة وهي ذات مدرستين صغرى وكبرى، والثانية ذات حجرات سُفلى وعليا، كانت محط الرجال الأفاضل معمورة بالعلماء، وكان بها مكتبة عظيمة حتى كان يقال عنها أنها أزهر دمشق. ثم إن نظارها باعوا جانباً منها ومن أوقافها، وقطعوا راتب الطلبة، وأمست في عصرنا (1921م) كأمثالها خالية من دراسة العلم. ويضيف طلس من بعده قوله: لم يبق اليوم منها (1942م) إلا بابها المتين، وما عدا ذلك فمتهدم وغلب على أمره.
ويتابع الباحث عماد الأرمشي أني من
ضمن أبحاثي عن مساجد دمشق قمت بدراسة تاريخية مفصلة مخصصة لمنتدى ياسمين الشام
وبحثت عن جامع المرادية القديم في باب البريد بمحلة العصرونية المتاخمة لسوق
الحميدية ولم أجده، ولعل باحث أخر يبلغنا مكانه.
رحم الله الحاج الشيخ مراد بن علي بن داوود بن كمال الدين بن صالح بن محمد
البخاري النقشبندي الذي انشأ هذين الجامعين سنة 1108هـ وطيب الله ثراه. ولقد وجدت أثناء
بحثي عن مراد بن علي البخاري كتاب اسمه "سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر"
لأبي الفضل محمد خليل بن علي المرادي مؤلف هذا الكتاب، وهو أبو المودة المولى محمد خليل بن السيد علي بن السيد
محمد بن السيد محمد مراد بن علي المرادي الحسيني الحنفي، البخاري الأصل،
الدمشقي المولد.
ولد بدمشق، ونشأ في كنف والده، وقرأ القرآن
على الشيخ سليمان الدبركي المصري، وأخذ العلم عن فضلاء عصره، وطالع في
العلوم والأدبيات واللغة التركية والإنشاء والتوقيع. ولما عُزل ابن عمه السيد عبد الله بن السيد طاهر المرادي عن إفتاء
دمشق، وُجِّه إليه هذا المنصب ونقابة الأشراف في اليوم السابع من شهر شعبان سنة 1192هـ، وكان إذ ذاك في الآستانة (القسطنطينية)، فرحل عنها إلى دمشق حيث قام بمهام الفتوى، وبقي فيها إلى سنة 1205هـ حيث انتقل إلى حلب الشهباء وهناك كانت وفاته رحمه الله في صفر سنة 1206هـ، وهو في شرخ شبابه.
وكتاب «سلك
الدرر في أعيان القرن الثاني عشر» هو
مرجع هام في تراجم أعيان وعلماء القرن الثاني عشر الهجري لما حواه من تراجم ناهزت
الـ
750 ترجمة. ويقع الكتاب في أربعة أجزاء طبعت أجزاؤه الثلاثة الأولى في استانبول عام 1291هـ ثم طبع الجزء الرابع في القاهرة عام 1301هـ. ومن هذه الطبعة أعيد تصويره مرتين الأولى في
بغداد والثانية في بيروت. والكتاب نادر الوجود، ويحتاج إلى تصحيح
وتحقيق لتعم الفائدة منه، ولا غنى لدارس التاريخ العثماني في القرن الثاني عشر
الهجري في البلاد العربية، وخصوصاً بلاد الشام، عن هذا الكتاب.
جامع
ومدرسة الأفرم
خريطة تبين موقع جامع ومدرسة الأفرم
ومن الأبحاث التي أعدها الباحث عماد الأرمشي المتخصص بالدراسات التاريخية العربية والإسلامية عن المساجد المملوكية في دمشق بحثاً تناول فيه جامع الأفرم وذكر فيه أن جامع الأفرم يقع خارج أسوار مدينة دمشق القديمة غربي الصالحية بحي المهاجرين منطقة الأفرم عند التقاء جادة الأفرم نفسها بجادة الحواكير (للمزيد من المعلومات عن المساجد ومدارس دمشق القديمة راجع الخريطة الالكترونية في منتدى ياسمين الشام على هذا الرابط http://yasmin-alsham.com/dmasmap/).
وقد شَـَّيد هذا الجامع المبارك نائب السلطنة المملوكية في الشام الأمير جمال الدين آقوش الدواداري المنصوري الأفرم عام 706 للهجرة الموافق 1306 للميلاد. وأكد المؤرخ الدمشقي الكبير الحافظ ابن كثير: أنه في مستهل ذي القعدة من سنة ست وسبعمائة اكتمل بناء الجامع الأفرم الذي أنشأه الأمير جمال الدين نائب السلطنة عند الرباط الناصري بالصالحية وقد رتب فيه خطيباً يخطب يوم الجمعة وهو القاضي شمس الدين محمد بن أبي العز الحنفي وحضر نائب السلطنة والقضاة ومد الصاحب شهاب الدين سماطاً بعد الصلاة، (انتهى).
جامع الأفرم 1875
وحول ترجمة صاحب الوقف ذكر أنه: الأمير جُل
الدين وفي روايات أخرى: جول الدين
آقوش الأفرم نائب دمشق، وهو شركسي الأصل من مماليك الملك المنصور
قلاوون وكان يحب الفروسية من صغره والتمس أستاذه قلاوون أن يرسلهُ أميراً
إلى الشام فأبى وقال له:
ليس ذلك في أيامي.
ثم تولى نيابة دمشق بعد فرار قبجق إلى التتار وفي أيامه كانت حملات
ملك التتار قازان على بلاد الشام فدافع الأفرم عن دمشق رحمه الله
قدر طاقته، وانسحب منها حينما احتلها التتار إلى مصر وكان يقول معجباً بدمشق: لولا القصر
الأبلق والميدان الأخضر ما خليت بَيْبَرس وسالاد ينفردان بمملكة مصر. وبالرغم من
إحسان الملك الناصر إليه، وإبقائه نائباً في دمشق إحدى عشر سنة متوالية فقد
جحد نعمة مولاه، وانحاز إلى بيبرس الجاشنكير لأنه شركسي مثله، وكانا يشعران
بأنهما كالغرباء بين الأتراك لما كانا صغيرين، ثم هرب مع قراسنقر والزردكاش
إلى خَرْ بنده ملك التتار، فأقطع ملك التتار مراغمة لقراسنقر،
وهمذان للأفرم، ونهوند للزردكاش وهو تركماني على الأغلب، (انتهى).
جامع الأفرم
وذكر المؤرخ أحمد بن طولون الصالحي المسجد في "القلائد
الجوهرية"
واصفاً مئذنة الجامع بان غالبها من الآجر، ومن طبقة واحدة. وذكر الباحث عماد الأرمشي أنه
من ضمن أبحاثه عن مساجد دمشق، هناك دراسة تاريخية مفصلة منشورة بمنتدى المنعكس
الثقافي، وأن وصف ابن كثير وابن طولون للمسجد أو المئذنة لم يعطيا
هذا البناء الجميل حقه من الوصف، وكل ما علمناه وفهمناه أنهما كانا من الحجارة
والآجر وربما كانا من الخشب أو اللبن، ولا نملك أية معلومات إضافية لإلقاء الضوء
على شكل البناء وهندسة بنائه وكمال منظره. وأثناء بحثه
عن المئذنة وجد ما أورده فضيلة الأستاذ محمد أحمد دهمان في كتابه "رحاب دمشق" أن المئذنة تضررت أثر زلزال دمشق الشهير سنة 1173 هـ الموافق 1759م أيام السلطان العثماني عبد الحميد الأول، ومن ثم رممت. ثم هُدم الجامع كلياً أيام الوالي العثماني المصلح مدحت
باشا عام 1295هـ الموافق 1878م، واستعملت حجارته لرصف الشوارع، وكانت الأبنية المحيطة
به أصلاً مهدمة منذ غزو تيمورلنك لدمشق سنة 803هـ الموافق 1401م، ولم يقم أحد بإعادة بنائها لبعدها عن الشام وعن قرية الصالحية نفسها.
الصالحية عام 1868
واستمر حال الجامع والمئذنة
مخربين حتى عام 1327هـ الموافق 1909م، حين أعيد أعماره من جديد. وما لبث أن هُدم الجامع، وأعيد بناءه مرة ثالثة عام 1375هـ الموافق 1955م. وذكر المستشرقان الألمانيان كارل ولتسينجر، وكارل
واتسينجر (Carl Watzinger & Karl Wulzinger) في كتابهما "الآثار
الإسلامية في مدينه دمشق"
الصفحة رقم 241
والصفحة رقم 248،
أن بناء جامع الأفرم يقع في زقاق الزيتون، وهو مسجد حديث يحتفظ جزء منه بحجارة
المسجد القديم، ولا يزال مستعملا، ولكننا لم نتفقده. ولا بد أنه
كان عامراً في هذه المنطقة ويعود الى سنة 706هـ (انظر صفحة 25 لكريمر / ألفريد فون كريمر (1828 ـ 1889م) مستشرق ودبلوماسي ورجل سياسة نمساوي قام برحلة إلى سوريا دامت عامين (بين 1849 ـ 1851م) وكان من ثمار رحلته هذه كتابه "طوبوغرافية دمشق". وهذا الكتاب يعد بالنسبة لموضوعنا مصدراً لا يستهان به ، استفاد منه الباحثان الألمانيان ولتسينجر وكارل واتسينجر وأحالا إليه مراراً في كتابهما كتاب "الآثار الإسلامية في مدينه دمشق".).
الأفرم
وذكر الشيخ الفاضل عبد القادر
بن بدران في سياق حديثه عن جامع المزة: رأيت في هامش "تنبيه الطالب" نقلا عن النعيمي ما محصلته أن جامع المزة، قد خرب
وبطلت الصلوات فيه سنين، الى أن أمر السلطان سليمان
بعمارة جامعه والتكية (التكية
السليمانية) مكان قصر
الملك الظاهر بيبرس (أي
القصر الأبلق).
فأخذت آلات هذا الجامع الى عمارته، وأخذت أيضا
آلات جامع النيرب، ولم يبق بالمزة جامع غير جامع المرجاني فقط، ومثله جامع الافرم
وقد كان غربي الصالحية، بناه الافرم نائب السلطنة سنة ست وسبعمائة ورتب له خطيبا
يخطب فيه وقد أصبح اليوم لا أثر له وكان باتجاه الرباط الناصري وكل منهما يسلم
على الآخر سلام الوداع.
ونوه الدكتور أسعد طلس عندما أحصى مساجد دمشق ضمن
تحقيقه "لثمار
المقاصد في ذكر المساجد"
ان هذا المسجد قد تهدم ولم يبق من بنائه شيء إلا الحجارة التي بني بها مجدداً سنة 1327هـ
الموافق 1909م
بعناية أحد وجهاء مهاجري بخارى المرحوم داوود بن عبد الجبار حفيد الشيخ أحمد
اليسوي ابن مولانا شمس الدين ازكندي، وأحفاده لا يزالون مقيمين في دمشق حتى
هذا اليوم.
وللمسجد صحن مفروش بالتراب وفي جنوبه المصلى المكتوب على
بابه: ((بو
جامع شريف بخارا اشرافندن شيخ احمد يسوي سليمان ولي مولانا شمس الدين از كندي
سلاسندن علما ومشايخ ندن داود بن الشيخ عبد الجبار طرفندن بنا وتأسيس اولنمشدي سنة
1328 تاريخندن)) والمصلى
مؤلف من غرفة فيها قاعدتان حجريتان من فوقهما سقف خشبي، وفيها محراب من الجبس
وثماني نوافذ صغيرة، وفي كل جهة من الجهات الأربعة شباكان آخران، والى جانب المصلى
الأيمن حديقة صغيرة فيها قبر مجدد المسجد المتوفى سنة 1335هـ، وللمسجد
منارة حجرية حسنة أنشأها الشيخ داوود المذكور بمعاونة السيد رضا أفندي
القوتلي، وفي الصحن ثلاث غرف اتخذها أولاد المجدد بيتاً لسكنهم ومدرسة يعلمون
فيها الأطفال والأيتام.
(انتهى ماذكره طلس).
والجدير بالذكر أن البيت كان لم يزل قائماً والمدرسة ظلت
مستمرة في نشاطاتها حتى أواخر خمسينات القرن العشرين وخرجت مجموعة من الأعلام
الدمشقيين من بينهم وزير الاقتصاد السوري السابق محمد العمادي، وأغلقت
عندما وضعت وزارة الأوقاف يدها عليها كونها من الأوقاف الإسلامية. وتم هدم
البيت والمدرسة
والمسجد بالكامل وأعيد بناء المسجد من جديد على شكله الحالي القائم اليوم (حوار أجراه في طشقند أ.د. محمد البخاري مع علاء الدين
البخاري حفيد داوود بن عبد الجبار رحمه الله، والمقيم بمدينة دمشق أثناء زيارته
لأوزبكستان عام 1986 بدعوة من جمعية
وطن للعلاقات الثقافية مع الأوزبك المقيمين في الدول الأجنبية.).
وتابع الباحث عماد الأرمشي أنه ضمن أبحاثه عن مساجد
دمشق هناك دراسة تاريخية مفصلة نشرت بمنتدى المنعكس الثقافي ذكر فيها: أنه في كل مرة كان يتم
إعادة إعمار أي أثر تاريخي، أو مدرسة أو مسجد أو جامع، كان لا يمكن إعادة الأثر
إلى ما كان عليه في الماضي، فما بالكم إذا أعيد اعمار هذا الجامع ثلاث مرات
وبفترات زمنية متباعدة وبعيده جداً عن جذوره المملوكية التي ضاعت مع أعماق الزمن،
وضاعت معها معالم جامع الأفرم القديم ؟؟ وعند زيارتي الميدانية للجامع سنة 2007 وسنة 2010
لم أشتم رائحة
الأفرم، ولا رائحة العصر المملوكي للجامع، ولا حتى العثماني، بل وجدت مسجداً
مستجداً مستحدث بواجهة حجرية عريضة صماء خالية من كافة العناصر الجمالية والتزينية
يتخللها نافذتان عريضتان على حرم الصلاة، ومن فوقهما نافذتان صغيرتان تتوسطهما
نافذة جميلة نوعا ما محمولة على عامودين، وتم زخرفة النافذة بزخرفة حجرية أنيقة
ويعلو النوافذ طنف كامل من المقرنصات، وفي منتصف الواجهة لوحة حجرية كتب عليها بخط
نسخي جميل: جامع الأفرم.
جامع الأفرم 06
وعلى بوابة المسجد
ظهرت بعض التزيينات الطفيفة ولكنها ليست بالقدر الكافي كما هي الحال في المساجد
التي بنيت بنفس الحقبة التاريخية. والمئذنة مجددة
بالكامل وأخذت شكل المآذن ذات الطراز الشامي بتأثير مملوكي غني بالزخارف جذعها
مثمن الأضلاع بطبقة واحدة، أحادية الشرفة، ومزخرفة بالمقرنصات الجميلة، وأسفل
الشرفة أشرطة تزيينية رومانية، وهي مثمنة الأضلاع
يحيط بها درابزين حجري مفرغ بالرسوم الهندسية، وتنتهي المئذنة بجذع ومنه
إلى ذروة بصلية متوجة بتفاحتان وهلال مغلق وكأنها بنيت عام 1990م. وحرم الصلاة، حرم عادي لا يوجد فيه أي أثر مملوكي، ومحرابه
ومنبره كبقية المساجد الحديثة العهد المبنية في منتصف القرن العشرين.
وجرى توثيق الجامع بالنص والصورة والخارطة عام 2006 ضمن
المباني الأثرية العالمية في مدينة دمشق تحت اسم جامع الأفرم برقم 221 في
مجلد كتاب العمارة والمجتمع العثماني في مدينة دمشق بالقرنين التاسع عشر والعشرين
الميلاديين للباحثين الألمانيين ويبر، وستيفان، وتحقيق
البروفسور الدكتور
جودرن كريمر، والبروفسور
الدكتور دورثي ساسك. والموثق هذا موجود في جامعة برلين بألمانيا.
واختتم عماد الأرمشي بقوله:
جامع الأفرم مازال قائما حتى يومنا هذا في حي المهاجرين وهو الذي شيده نائب
السلطنة المملوكية في الشام الأمير جمال الدين آقوش الدواداري المنصوري
الأفرم رحمه الله تعالى فترحموا عليه. واختتم
دراسته بقوله: أن جامع الأفرم
كان من أعظم جوامع دمشق، وكيف ندرسه ولم يبق منه إلا حجراً واحداً ؟
ولم يزل يذكر أ.د. محمد
البخاري زياراته للجامع والمدرسة مع والده في خمسينات القرن
الماضي والطريق التي كانا يتبعانها سيراً على الأقدام من حي المحكمة في الصالحية
إلى حارة قنارة ومن ثم إلى حارة بير التوته وحارة الأولياء وحارة الحواكير حيث كان
يصنع الحرفيون المهرة فيها الأدوات الفخارية المتنوعة من صحون وأباريق ومشربيات
وغيرها، ومنها إلى طلعة شورى ومن ثم السير في ممر غير عريض ممتد بين منزل الشخصية
السياسية المعروفة فارس الخوري ونهر كانت مياهه وفيرة في تلك
الأيام حتى
الوصول في النهاية إلى مدخل الجامع والمدرسة الواقعان بين الأشجار الباسقة قبل
إنشاء الجامع الحديث وحديقة المالكي والبنايات الحديثة بالقرب منهما في نهاية
خمسينات القرن الماضي.
وفي واحدة من تلك الزيارات أذهله أن الرجال اجتمعوا لذبح
حصان كبير توزعت الأسر البخارية الدمشقية لحمه بعد ذبحه وتقطيعه، وطبخوا من لحمه
في ذلك اليوم الرز البخاري وأنواع اللحم المسلوق والمشوي. وكانت المرة
الأولى في حياته التي يتذوق فيها لحم الحصان. ويذكر زيارات
التجار البخارية المقيمين في لبنان والأردن والعراق والسعودية لدمشق بقصد زيارة
أقاربهم والراحة والتسوق والعودة إلى أماكن إقامتهم محملين بالبضائع الدمشقية.
وفي هذا المختصر نكون قد استعرضنا جانباً من حياة وآثار
الأوزبك في سورية وقدمنا من خلالها خدمة للباحثين في هذا المجال الإنساني، وسلطنا الضوء على
صفحات من العلاقات التي ربطت الشعبين الأوزبكي والسوري منذ قرون عديدة. وأن الأوزبك
أنشأوا في دمشق الأحياء الخاصة بهم والعديد من دور العبادة والمدارس، وأنهم مارسوا
كل المهن المعروفة آنذاك وكان من بينهم شخصيات اجتماعية وسياسية بارزة تركت آثاراً
واضحة في التاريخ السوري المعاصر.
المراجع:
1.
د . أكرم حسن العلبي: خطط دمشق دراسة تاريخية شاملة. 1989.
2.
أبو الفداء إسماعيل ابن كثير القرشي الدمشقي: خلاصة البداية والنهاية.
3.
أحمد بن طولون الصالحي: القلائد
الجوهرية في تاريخ الصالحية.
4.
برهان بخاري مفكر موسوعي إلكتروني.
// الرياض: الجزيرة 11/5/2010.
5.
توفي الباحث والمفكر السوري برهان بخاري عن عمر
ناهز الـ 69 عاماً. // المنامة: صحيفة الوسط البحرينية، العدد 2796، 3/5/2010.
6.
رزان البخاري: تحية لبرهان بخاري المفكر والإنسان والعبقري. // الانترنيت 19/10/2009.
7.
الشيخ عبد القادر بن بدران: منادمة
الأطلال ومسامرة الخيال.
8.
د. عبد القادر ريحاوي: العمارة العربية الإسلامية.
9.
الشيخ عبد القادر بن محمد النعيمي الدمشقي: الدارس
في تاريخ المدارس.
10.
عماد الأرمشي: المساجد العثمانية في دمشق. مسجد المرادي. منتدى ياسمين الشام http://yasmin-alsham.com/dmasmap/
11.
عماد الأرمشي: المساجد المملوكية في دمشق. جامع الأفرم. منتدى ياسمين الشام http://yasmin-alsham.com/dmasmap/
12.
د . عفيف بهنسي: سوريا التاريخ والحضارة.
13.
فاطمة عطفة: برهان بخاري عالم عربي ترك بصماته على العالم
من اصل اوزبكي لكن فلسطين كانت
تعني له أكثر من شيء آخر. صحيفة القدس العربي،
20/9/2010.
14.
د. قتيبة الشهابي: مآذن دمشق تاريخ وطراز.
15.
كارل ولتسينجر وكارل واتسينجر: الآثار
الإسلامية في مدينه دمشق.
عربه عن الألمانية قاسم طوير. تعليق: الدكتور
عبد القادر الريحاوي.
- Damaskus: die islamische Stadt
/ Carl Watzinger & Karl Wulzinger.
16.
العلامة الشيخ محمد أحمد دهمان: في
رحاب دمشق.
17.
الشيخ محمد أحمد دهمان: مخطط الأماكن الأثرية المعروفة بين سنة 553
و1153
هـ لمدينة الصالحية.
رقم 89 بمحلة النيرب الأعلى.
18.
د. محمد أسعد طلس: ذيل ثمار المقاصد في ذكر المساجد.
19.
مشروع للترجمة الآلية للباحث
السوري برهان بخاري. // دمشق: صحيفة الأبجدية الجديدة، العدد 25
- 24/12/2006.
20.
منتديات أهل الشام. مساجد أثرية بحوث تاريخية عن مساجد أثرية في دمشق.
http://www.yasmin-alsham.com/vb/forumdisplay.php?s=&daysprune=&f=125
http://www.facebook.com/l/a21fd4HI__g7rpQU9D89rPHze3w;www.yasmin-alsham.com/vb/showthread.php?t=5228
21.
نجم الدين محمد بن محمد الغزي: الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة.
22.
نغم ناصر: رحيل المفكر
الموسوعي برهان بخاري. // الرياض: الجزيرة من دمشق 4/5/2010.
23.
وائل يوسف: الباحث والكاتب الصحفي برهان بخاري
:نعاني من مسألتين عدم الدقة في
المصطلح وتفريغه من مضامينه فليس عندنا تعاريف للديمقراطية والحداثة والعولمة والثقافة.//
صحيفة أفق الإلكترونية، 1/4/2003.
24.
ويبر وستيفان: العمارة والمجتمع العثماني في مدينة دمشق بالقرنين
التاسع عشر والعشرين الميلاديين. البحث موجود في جامعة برلين بألمانيا،
-
Stadt, Architektur und Gesellschaft des osmanischen Damaskus im 19. und frühen
20. Jahrhundert - Weber, Stefan, Universitat Berlin.
25.
يوسف الحكيم: سورية والانتداب الفرنسي.
المحتويات
الأوزبك في سورية
معلومات تاريخية مختصرة
البيانات الاقتصادية للجمهورية العربية
السورية خلال سنوات الخطة الخمسية الـ10 (2006-2010)
آثار الحرب الأهلية وتسلل قوى الإرهاب
الدولي
تاريخ العلاقات السورية الأوزبكية
الأوزبك في الجمهورية العربية السورية
شخصيات من أصول أوزبكية تركت أثاراً في التاريخ السوري
المعاصر
آثار تاريخية بناها الأوزبك في دمشق
الجامع المرادي
جامع المرادية في باب البريد
جامع
ومدرسة الأفرم
محمد البخاري
ناصر محمد
عماد الأرمشي
ترجمة لكتاب "صفحات من تاريخ الجالية الأوزبكية في الجمهورية العربية
السورية" الصادر باللغة الروسية في طشقند
طبع لصندوق المكتبة الخاصة.
السماح بالطباعة 19/12/2014. غانيتورا "Times TAD". ورق أوفسيت.
الشكل 60x84 1/16.
الملازم المطبعية 2,25. عدد النسخ 200 نسخة. الطلب رقم SM/18-14.
طبع في مطبعة الشركة المساهمة المحدودة "SIRIUS MEDIA". مدينة طشقند، 10029.
*********
سيرة ذاتية
الأستاذ الدكتور محمد البخاري، مواليد دمشق 1948م
1. الحياة الوظيفية:
محال على التقاعد من عام 2013
بروفيسور قسم العلاقات العامة والدعاية، كلية الصحافة، جامعة ميرزة أولوغ بيك القومية الأوزبكية (من 5/3/2009 وحتى عام 2013).
أستاذ مادة التبادل الإعلامي الدولي بقسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون في معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية (من 1999 وحتى 4/3/2009).
عضو هيئة تحرير المجلة العلمية "ماياك فاستوكا" التي يصدرها المعهد (من 1999 وحتى 2007).
مستشار رئيس معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية في العلاقات الدولية (من تموز/يوليو 1999 وحتى كانون أول/ديسمبر 2004).
عضو المجلس العلمي بكلية العلاقات الدولية في المعهد (1999/2001).
أستاذ مادة التبادل الإعلامي الدولي، بكلية الصحافة، قسم الصحافة الدولية، بجامعة ميرزة ألوغ بيك الحكومية في طشقند، ونائباً لرئيس القسم (1996/1999)، وعضو المجلس العلمي في الكلية حتى
10/2000. ومحاضر زائر في الكلية حتى عام 2009.
أستاذ زائر بكلية الصحافة الدولية بجامعة اللغات العالمية بطشقند
(1999/2004).
موجه اللغات الشرقية ورئيس لجنة مناهج وطرق تدريس اللغات الشرقية بإدارة التعليم الوطني بمدينة طشقند، ومن ثم موجه اللغات الشرقية بوزارة التعليم الوطني بجمهورية أوزبكستان
(1993/1998).
عضو مجلس مناهج تدريس اللغات الشرقية بوزارة التعليم الوطني بجمهورية أوزبكستان
(1993/2006).
كبير باحثين علميين في الشؤون السياسية والاقتصادية بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية
(1993/1997).
مستشار رئيس معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية في الشؤون العربية، ومدرس مادة لغة الإعلام العربي في كلية الآداب، وعضو هيئة تحرير مجلة "شرق مشعلي" العلمية في الجامعة (1990/1993).
باحث علمي بمعهد البحوث الستسيولوجية التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية، موسكو (1989/1990).
مراسل مجلة كريسباندينت، طشقند (1988/1989).
طالب دراسات عليا في كلية الصحافة، جامعة طشقند الحكومية
(1984/1988).
طالب بكلية الصحافة بجامعة طشقند الحكومية (1979/1984).
طالب في الكلية التحضيرية للأجانب بطشقد (9-1978/8-1979).
مشرف مكتب محو الأمية وتعليم الكبار، وأمين سر لجنة محو الأمية بمحافظة مدينة دمشق (1975/1978).
موظف إداري وعضو مجلس إدارة، في شركة دمشق للمنتجات الغذائية (1966/1975).
2. الدرجات والألقاب العلمية:
لقب بروفيسور بترشيح من قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية (2006).
درجة دكتوراه علوم في العلوم السياسية DC من أكاديمية بناء الدولة والمجتمع التابعة لديوان رئيس جمهورية أوزبكستان (2005) عن بحث: "العولمة وقضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة" الاختصاص:
23.00.03 الثقافة السياسية والأيديولوجية، و23.00.04
القضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة.
لقب أستاذ مساعد بترشيح من قسم العلاقات الدولية بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية (2003).
لقب أستاذ مساعد بترشيح من قسم اللغة العربية بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية (1993).
درجة دكتوراه فلسفة في الأدب PhD (اختصاص: 10.01.10 صحافة) من جامعة موسكو الحكومية عن بحث: "دور وسائل الإعلام الجماهيرية في التنمية والثقافة والتعليم"
(1988).
ماجستير صحافة بدرجة امتياز من جامعة طشقند الحكومية عن بحث "دور الصحافة السورية في التنمية والثقافة والتعليم"
(1984).
شهادة مدرس لغة روسية في الدورات الخاصة، من جامعة طشقند الحكومية (1984).
دبلوم أخصائي في التعليم الوظيفي للكبار من مركز اليونسكو بسرس الليان، مصر. (1975)
3. المؤتمرات والزيارات العلمية:
شاركت في مؤتمر "الدبلوماسية الشعبية من عوامل تعزيز الصداقة والتعاون بين الشعوب" بمناسبة مرور 15 عاماً على تأسيس مجلس جمعيات الصداقة والعلاقات الثقافية والتربوية الأوزبكستانية مع الدول الأجنبية. طشقند: 25/5/2012. موضوع المحاضرة "دور الدبلوماسية الشعبية في تعزيز الصداقة والعلاقات الإقتصادية والإجتماعية".
زرت جامعة اليرموك في المملكة الأردنية الهاشمية خلال الفترة من 3/5 ولغاية
9/5/2012، ضمن وفد جامعة ميرزة ألوغ بيك القومية الأوزبكية.
زرت أكاديمية الفكر الجماهيري في ليبيا، وألقيت محاضرة بعنوان "العلاقات العامة وإدارة الأزمات" يوم 24/11/2010.
شاركت في المؤتمر الدولي الأول لتقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي في الفترة
18-20/3/1430 هـ الموافق
15-17/3/2009م. جامعة الملك سعود الرياض المملكة العربية السعودية. وألقيت بحثاُ بعنوان "الإعلام وتحديات العولمة في الدول الأقل حظاً".
شاركت في ندوة "آفاق تطور العلاقات الثنائية الكويتية الأوزبكستانية في القرن الحادي والعشرين"، التي نظمتها السفارة الكويتية في طشقند بالتعاون مع معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية يوم 23 شباط/فبراير 2004. عنوان المحاضرة: "آفاق تطور العلاقات الثنائية الكويتية الأوزبكستانية في القرن الحادي والعشرين"، و"الجوانب الثقافية للتبادل الإعلامي الدولي وفاعليته".
شاركت في المؤتمر العلمي لأساتذة معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، الذي انعقد بتاريخ 29/4/2003، عنوان المحاضرة: "آفاق التعاون الأوزبكستاني العربي".
شاركت في ندوة "الإسلام والمجتمع: وجهات نظر من أوروبا وآسيا المركزية"، عنوان المحاضرة: "مسؤولية وسائل الإعلام الجماهيرية الحديثة". الذي نظمه معهد غوتة العالمي في طشقند خلال الفترة من 7 إلى 18/4/2003.
شاركت في الندوة العلمية بمناسبة "مرور عام على التعاون الاستراتيجي بين أوزبكستان والولايات المتحدة الأمريكية"، عنوان المحاضرة: "الجوانب الثقافية للتبادل الإعلامي الدولي وفاعليتها". الذي نظمته معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية 12/3/2003.
اتبعت دورة رفع كفاءة مهنية في قسم العلوم السياسية، بمعهد العلوم التربوية العليا بمدينة طشقند، خلال الفترة من 1 ولغاية
28/2/2001.
زرت جامعة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 17/11 ولغاية
24/11/2000، ضمن وفد معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية وألقيت محاضرة بعنوان "الإعلام في جمهورية أوزبكستان"، وزرت مركز زايد للتراث، وقسم الاجتماع، وقسم الدراسات الإسلامية، ومقر الأستوديو الإذاعي والتلفزيوني لقسم الاتصال الجماهيري، ومقر صحيفة قسم الاتصال الجماهيري "الإعلامية"، والمجمع الثقافي بأبو ظبي، ومركز الدراسات بصحيفة "الاتحاد".
حضرت المؤتمر الدولي "أديان العالم على طريق ثقافة السلام" الذي نظمته اليونسكو في طشقند خلال الفترة من 14 إلى 16/9/2000.
شاركت في الندوة العلمية "مكافحة الإرهاب الدولي والتطرف الديني في العالم المعاصر" بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، في بحث بعنوان: "الإعلام والصراعات الدولية". (طشقند
15-16/6/2000)
شاركت في ندوة التعاون العلمي لأساتذة معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، وجامعة الإمارات العربية المتحدة "أوزبكستان الإمارات العربية المتحدة"، في بحث بعنوان: "التجربة الديمقراطية في جمهورية أوزبكستان".
(طشقند 12/4/2000)
شاركت في الندوة العلمية التي نظمها معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، وسفارة المملكة العربية السعودية في طشقند بمناسبة مرور قرن على تأسيس المملكة العربية السعودية، في بحث بعنوان "صفحات مشرقة من تاريخ المملكة العربية السعودية وآفاق التعاون بين المملكة وأوزبكستان".
(طشقند 4/2/1999)
زرت جامعة الإمارات العربية المتحدة ضمن وفد جامعة ميرزة أولوغ بيك الحكومية بطشقند، عام 1998.
زرت جامعة الإمارات العربية المتحدة مكلفاً من رئيس جامعة ميرزة أولوغ بيك الحكومية بطشقند، عام 1997.
زرت وزارة التعليم العالي السورية، وجامعات دمشق، وحلب مكلفاً من وزير التعليم العالي في أوزبكستان عام 1991.
زرت جامعة صنعاء، بدعوة منها عام 1990، ونفذت بحث ميداني عن الصحافة اليمنية بإشراف وزارة الإعلام اليمنية.
مشارك في جميع المؤتمرات العلمية السنوية للأساتذة والمدرسين والمعيدين في المعهد طشقند، من عام 1990 وحتى عام 2008.
مشارك في جميع المؤتمرات العلمية السنوية للأساتذة والمدرسين والمعيدين في الجامعة، منذ عام 1984 وحتى التقاعد.
4. التكريم:
جائزة وزارة التعليم العالي والمتوسط التخصصي لأفضل مؤلف كتاب جامعي بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية عن كتاب "مبادئ الصحافة الدولية والتبادل الإعلامي الدولي"، (2001).
شهادة تكريم من وزارة التعليم العالي الأوزبكستانية، رقم 008 تاريخ
15/9/1997 لقاء الإسهام في إعداد الفائزين بمسابقة طلاب الجمهورية.
شارة الإخلاص في التعليم الوطني، من إدارة التعليم الوطني في طشقند (1995)؛
ميدالية استقلال جمهورية أوزبكستان، من المجلس الأعلى (البرلمان) بجمهورية أوزبكستان (1992)؛
كتاب تقدير من رئيس مجلس الوزراء، رئيس المجلس الأعلى لمحو الأمية في الجمهورية العربية السورية، لقاء الجهود في محو الأمية (1978)؛
كتاب تقدير من مجلس محافظة مدينة دمشق لقاء الجهود في محو الأمية (1977).
5. النشر العلمي:
صدر لي أكثر من 60 كتاب لمواد مقررة للتدريس الجامعي، ومئآت المقالات العلمية المنشورة في الصحافة العربية والأوزبكستانية