أسرار واحة سورخان
لسنوات عديدة جرت تنقيبات
أثرية على أراضي ولاية سورخانداريا بجمهورية أوزبكستان، عثر المنقبون الأثريون خلالها
على أكثر من 800 أثر مادي وثقاقي وعمراني تعود لفترات تاريخية متباعدة. وتركز
إهتمام الأوساط العلمية العالمية خلال خلال تلك الفترة على الآثار الجديدة
المكتشفة في أوزبكستان.
ومضى أكثر من عشر
سنوات على عمل بعثة التنقيب عن الآثار البكتيرية في وسط آسيا التي شكلتها أكاديمية
العلوم بجمهورية أوزبكستان، وأسندت إدارتها للمرشح بالعلوم التارخية إيغور
دفوريتشينسكي، الباحث البارز في بعثة طهارستان للتنقيب الأثري التابعة لمعهد المعارف
الفنية في أوزبكستان. وخلال الفترة الماضية درس أعضاء البعثة مدينة كامبيرتيبه،
على شواطئ نهر أموداريا، والآثار المعمارية في منطقتي غيشتيبه، وشيرآباد. وركزوا
جهودهم في الوقت الراهن على أعمال التنقيب الأثري في قلعة أوزونداره، التي تحدث
عنها في عام 1991 ولأول مرة إدوارد ريتفيلادزه مدير بعثة التنقيب الأثري
التابعة لأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان.
وخلال تلك الفترة قد تمكن
الباحثون من جمع الكثير من اللقيات الأثرية التاريخية. ومن بينها تمكنوا من تحديد
موقع 900 متر من المنشآت العسكرية الدفاعية للدولة البكتيرية اليونانية وفق ماقاله:
إيكوو خيرايامي مدير متحف قسم كرفان ساراي الدولي للثقافة، والمنقب عن
الآثار كوستانتين شييكو.
- وقال العالم إدوارد
ريتفيلادزه: كانت لهذه المنشآت العسكرية الدفاعية مكانة إستراتيجية هامة، ومنشآتها
مؤلفة من قسم رئيسي على شكل رباعي مقنطر، ويمكن التحرك بحرية في أعالي الجدران
البالغ إرتفاعها تسعة أمتار. ومن الأبراج الـ 11 المشيدة فيها يمكن مشاهدة المحيط
كراحة اليد. وعلى أراضي القلعة أكتشفت لقيات أثرية مؤلفة من مجموعات نقدية، ومصنوعات
من السيراميك، وتجهيزات عسكرية، تعود للقرنين الـ3 والـ2 قبل الميلاد. ونقشت على القطع
النقدية صور للقياصرة ديودود (القرن الـ3 قبل الميلاد)، وغيليوكل
(القرن الـ2 قبل الميلاد) والحكام الكوشانيين، وتعتبر كلها من اللقيات الأثرية التاريخية
القيمة جداً. كما وتمتع الأحواض الحجرية الكبيرة الموجودة على أراضي القلعة بأهمية
خاصة. وتوقع العلماء بأنها كانت تستخدم لحفظ المؤن الغذائية. وعلى بعد سبعة كيلو
مترات من قلعة أوزونداره يقع الجدار الدفاعي "دارباند" البالغ طوله 1600
متر. ويعتقد أن المحاربين كان يتخاطبون بالمشاعل النارية فيما بينهم.
وإستناداً لنتائج
الأبحاث تلك، توصل العلماء إلى نتيجة مفادها أن قلعة أوزونداره شيدت قبل مجيء
اليونان إلى المنطقة بفترة طويلة، وأن شكلها المعماري قريب من التقاليد المعمارية المحلية.
وعلى هذا الشكل، يمكن استنتاج أن التنقيبات الآثرية قربت المنقبين عن الآثار نحو
بلوغ هدفهم الرئيسي، وهو الكشف عن خصائص حياة أجداد الأوزبك في العصر الهيلنستي ببكتيريا.
واقتنعوا بأن واحة سورخان العريقة القدم تخفي الكثير من الأسرار التي تثير عجب
العلماء الأوزبك.
**********
بحث أعده أ.د. محمد البخاري، في طشقند بتاريخ 1/11/2015
بتصرف نقلاً عن: أسرار واحة سورخان. // طشقند: وكالة أنباء Jahon، 23/10/2015