طشقند 7/10/2018 أعده للنشر أ.د. محمد البخاري
تحت عنوان "الفنان التشكيلي أيمن الدقر
مكرماً..شاعرية التشكيل.. وإيماءات الحكاية الأسطورية" نشرت الصفحة
الإلكترونية لوزارة الثقافة في سورية يوم 30/9/2018 مقالة كتبتها: فاتن أحمد
دعبول، ولأهميتها واحتراماً لهذا الفنان الكبير أنقلها إليكم حرفياً:
أيمن الدقر
يقول الفنان أيمن الدقر في تكريمه «إن هذا اليوم
يعني لي الكثير، ويبين لي قدر المحبة التي يكنها لي أصدقائي والناس من حولي، وهو
دليل على أن عملي الفني ينال إعجابهم، وجميل أن يكرم الإنسان وهو على قيد الحياة
ليشعر أن هناك جدوى من عمله.
وفي أعماله يقدم رسالته إلى العالم بأن سورية
هي أعرق دولة بالعالم بحضارتها وفنها وثقافتها، وأن السوريين هم أصل الحضارات
وسيبقون حاملين لرسالة الفن مهما جارت عليهم الظروف.
احتفاء بمسيرته الغنية والحافلة بالإنجازات،
أقامت جمعية «شموع السلام» بالتعاون مع وزارة الثقافة والعديد من التشكيليين معرضا
فنيا وندوة بعنوان «تحية إلى أيمن الدقر» في المركز الثقافي «أبو رمانة» بمشاركة
الأديب محمد منذر زريق، والفنان موفق مخول.
وفي تصريحه بين المهندس علي المبيض
معاون وزير الثقافة أن الفنان يكرم خلال مسيرة حياته بشهادات عديدة، وهي تعبر عن
الشكر والاعتراف بأهمية مايقدم، والأهم في هذا التكريم أن يكون في بلده وخلال
حياته، وهذا من مهام وزارة الثقافة التي تسعى دائما لتكريس صنوف الثقافة على
اختلاف أنواعها، ومن أساليب نشر الثقافة، تكريم المبدعين والشخصيات الفنية لكي
تبقى كالمنارة، وفي الوقت نفسه تشجيع الجيل الجديد والأجيال المتلاحقة للسير على
خطاهم.
وفي تكريم الفنان أيمن الدقر يقدم
الفنانون تحيتهم تقديرا لمسيرته التي تمثل حالة إبداعية وذلك من جهة رسمية هي
وزارة الثقافة وأيضا من الفنانين الذين يمثلون أفراد المجتمع المحلي، ونحن نشجع
ونحرص على استمرار هذه التشاركية التي تهدف إلى استمرار مسيرة الفن والثقافة
السورية الممتدة لأكثر من 10 آلاف عام.
كلمة
شكر وتقدير
كما بينت الفنانة لينا رزق رئيسة جمعية
شموع السلام أن من أهداف الجمعية تكريم الفنانين السوريين الرواد الذين قدموا
الكثير للحركة التشكيلية وهم مازالوا بيننا على قيد الحياة لنعطيهم جزءا يسيرا من
حقهم علينا، وهذا التكريم للفنان الدقر جاء تقديرا لمسيرته الغنية المتنوعة
بالإنجازات والغنية بالعطاء.
يشارك في المعرض حوالى 40 فنانا وفنانة قدموا
لوحات متنوعة بمواضيعها وأساليبها وتقنياتها الفنية تعبيرا عن تقديرهم لمسيرة
الفنان، كما شارك الدقر بعدد من اللوحات ماخلق حالة تفاعلية بين المكرم
والمكرمين على اختلاف أجيالهم.
الفنان
الموسوعي
لم يشبع فن الرسم نهمه في التعبير عما يملكه
من إمكانات وإبداعات، فلم يقف عنده، كما يبين الأديب محمد منذر زريق في
مداخلته، بل ذهب إلى العزف على العود والكمان واستطاع أن يترك بصمة في التلحين من
خلال مسرحية «سلطان بالزور» من تأليفه وإخراجه شارك فيها الفنان سلوم حداد،
والعازف عبد الهادي بقدونس.
كتب أيمن الدقر للإذاعة والتلفزيون
العديد من المسلسلات كان أبرزها «حارة المشرقة» الذي تميزت شارته بالأغنية التي
كتبها الشاعر الراحل حسين حمزة ولحنها الدقر في العام 1986، هذا إلى
جانب اشتغاله بالعمل الصحفي وتسلمه لمهام رئاسة تحرير مجلة «أبيض وأسود»
وتميزت كتاباته بالوطنية والقوة والجرأة من خلال تسليط الضوء على الإيجابيات
والسلبيات في المجتمع لمحاولة إيجاد الحلول.
مساهمات
توثيقية
ويضيف زريق: أن الفنان الدقر
استطاع أن يترك بصمة واضحة عند توليه مسؤوليات نقيب الفنانين التشكيليين، وحقق
الكثير من المكتسبات للفن التشكيلي السوري وأهمها افتتاح العديد من الفروع وإقامة
الملتقيات وتسمية عدة مدارس بأسماء الفنانين التشكيليين، كما لايمكن تجاهل دوره في
البحث والعمل التوثيقي الموسوعي ومن أهم أعماله «فلسطين الأمس واليوم وغدا» الذي
قدم فيه آلاف الوثائق النادرة والخرائط الدقيقة عن القضية الفلسطينية، وكذلك قام
بتوثيق آثار الحرب على سورية منذ بداية الهجمة الإرهابية عليها وحتى نهاية عام
1914.
الأصالة
في أعماله
يعتبر الدقر صاحب مدرسة فنية عريقة
تؤمن بالفن القوي الذي يحترم المشاهد، فلوحته تحمل فكرا وتمكنا وثقافة عالية، وقد
التفت إلى روعة أعماله النقاد وكبار الفنانين الذين كتبوا عنه ومن أهمهم صديقه
الراحل فاتح المدرس الذي أطال الحديث عن تميز الدقر بألوانه وفكره
وخصوصاً تلك التي استوحاها من الأساطير السورية وايقوناته التي تتميز بالخصوصية.
ويرى زريق أن أهم مايميز أعمال الدقر
أصالتها، فهي شرقية وسورية بامتياز في مفرداتها وأجوائها، ودمشقية بروحها وخصوصا
المستوحاة من شعر نزار قباني.
ورغم أن الفنان الدقر نقل في معارضه
الفردية التي لم تتجاوز في عددها السبعة أو الثمانية معارض، إلا أنه استطاع أن
يوجه الأنظار إلى أعماله وحصد العديد من الجوائز أهمها الجائزة الأولى للملصق
السياسي في موسكو 1985، ومن أهم لوحاته: الجدارية الضخمة في مستشفى حاميش بدمشق،
ولوحته الكبيرة التي جسد فيها أسباب العدوان على سورية ونتائجه وأشكاله، والكثير
من أعماله مقتناة من جهات عامة وخاصة في العديد من الدول.
الفنان
الديناميكي
وتحدث الفنان موفق مخول عن أهمية أن
يكرم الفنان بين أهله وأصدقائه وفي بلده، وأهمية تكريس المحبة والعلاقات الإنسانية
بين أفراد المجتمع، والتكريم هو كلمة شكر ووفاء للمبدع الذي أخذ على عاتقه إيصال
رسائل المحبة والحضارة إلى العالم..
كما وصف الفنان الدقر بالفنان
«الديناميكي» الذي يمثل دمشق الحضارة والتاريخ والجمال، وتوقف عند الجانب الإنساني
في حياته وعلاقاته الاجتماعية، حيث استطاع أن يخلق جسرا بين اللوحة والمجتمع ككل،
إضافة إلى وقوفه إلى جانب الفنانين الجدد ودعمهم، ليخلص إلى أنه صنع من اللوحة
ابتسامة.
وخلال الندوة قدم معاون وزير الثقافة علي
المبيض درع التكريم للفنان أيمن الدقر وقدم عدد من أصدقائه شهادات بينت
دوره وبصمته اللافتة التي تركت أثرا كبيرا على الساحة التشكيلية السورية، ومنهم جورج
عشي، سامر تقي الدين، عبد المسيح نعمة، زياد قات
والإعلامية رجاء الزين.