وظائف نماذج الاتصال
وظائف
نماذج الاتصال
كتبها: أ.د. محمد البخاري.
وظائف نماذج الاتصال:
نماذج
دراسة عملية الاتصال تخدم أربعة أهداف أساسية، هي:
1-
الحصول على المعلومات وتنظيمها.
2-
تشجيع القائم بالأبحاث العلمية.
3-
المساعدة على التنبؤ.
4-
السيطرة على الظواهر الإعلامية والتحكم بها.
الوظيفة التنظيمية لنماذج دراسة عملية الاتصال:
النموذج
هو محاولة لإعادة العلاقات التي يفترض وجودها بين المكونات أو القوى التي ندرسها
رمزياً أم مادياً. ولا يمكن وصف عملية الاتصال المتغيرة دائماً بسهولة، ولكن
الإطار الذي يوفره النموذج يجدد هذه العملية ويساعد الباحث على عزل المتغيرات
الهامة، ووصف دورها في عملية الاتصال بكاملها.
ويساعده
أيضاً على إعادة بناء الحدث أو الظاهرة الإعلامية، وتحديد عناصرها. وإعادة تقديم
الخصائص الرئيسية للنظام الذي نخضعه للدراسة والتحليل. ووضع عدد كبير من المتغيرات
في تكوين واضح، وربط تأثيرات تلك المتغيرات بعضها ببعض، ومحاولة استنتاج طبيعة
التفاعل بينها. وهذا يضمن عدم تجزئة الأحداث المدروسة.
النماذج تعمل على تطوير الأبحاث العلمية:
النماذج
كما سبق وأشرنا تجعل من نظريات الاتصال أكثر بساطة وفهماً. فالنموذج يقدم أفكار من
قام ببنائه عما يعتقد بأنه من المتغيرات الهامة في عملية الاتصال، بشكل يمكن
الباحث من تحليل الأسلوب الذي تعمل بموجبه تلك المتغيرات. كما ويظهر المتغيرات
التي يمكن تجاهلها في البحث، ويشجع على التوسع في البحث والدراسة.
ومن
أمثلة التشجيع على التوسع في البحث والدراسة نورد النموذج اللفظي التالي الذي
يتضمن العناصر الرئيسية للاتصال التالية:
- المرسل
–
المتلقي
–
الرسالة
-
التشويش.
مرسل
< رسالة { تشويش } رسالة < مستقبل.
ويدفع
هذا النموذج الباحث لدراسة قدر التشويش في عملية الاتصال بين المرسل والمتلقي، ومدى
دقة الرسالة التي تلقاها المستقبل، بأسلوب علمي دقيق.
وظيفة التنبؤ:
هناك
علاقة قوية بين الفهم والتنبؤ، فالتنبؤ مبني على الفهم، الذي هو نقطة البداية
للوصول إلى المجهول. ومن خلال هذه العلاقة يمكن أن نفترض وجود علاقة وظيفية بين
أحداث ومكونات الحدث الإعلامي، والاستفادة منها.
والتنبؤ
هو جزء من خطة التحقق التي نختبر بها صحة معلوماتنا وتساعد من ناحية أخرى على
زيادة الفهم بناء على المعلومات المتوفرة لدينا.
والتأكد
من قدرة النموذج على ربط العناصر غير المرتبطة بالحدث، وغير المعروفة سابقاً،
وإظهار التماثل والارتباط بينها، وتنظيم المعلومات المنفصلة بشكل يسهل تخزينها في
الذاكرة.
وظيفة التحكم:
وبعد
الفهم والتنظيم والتنبؤ، نصل للهدف الأخير من أهداف نماذج الاتصال وهو التحكم،
الذي يعتبر من مستلزمات تطوير المعرفة. من خلال السيطرة على الظواهر واستخدامها
لصالح الإنسان.
والأهداف
الثلاثة:
-
الفهم
-
والتنظيم
-
والتنبؤ،
تخدم
التحكم من خلال معالجة الظروف التي تحدد حدوث الظاهرة، والتمكن من الوصول إلى هدف
معين.
والقدرة
على التحكم مرتبطة بالقدرة على التنبؤ. وبدوره يساعد التحكم على اختبار صحة
التنبؤات، ومدى فهم الظاهرة بشكل عام، ولكي يتحقق التنبؤ لابد من التحكم بالظروف
التي تحدد الظاهرة ذاتها.
صعوبات تصميم نماذج عملية الاتصال:
من
أهم الصعوبات التي نواجهها في تصميم نماذج عملية الاتصال، هي:
1-
الاضطرار إلى تجميد عملية الاتصال، لوصف عناصرها ومكوناتها. وهي أشبه بالصورة التي
تجمد الحدث ولكنها لا تمثله. وتغفل العلاقات بين العناصر وتجمد حركة تفاعل
الأحداث.
2-
إغفال بعض العناصر بسبب تجميد عملية الاتصال، أو فصل بعض العناصر التي لا تقبل
الفصل. لأن عملية الاتصال لا تتضمن خط يحدد الحدود بين أجزاء عملية الاتصال، ووضع
الفواصل سيؤدي إلى إغفال طبيعة الاتصال الدائرية:
-
مرسل
–
رسالة
–
متلقي
-
راجع صدى.
3-
الاضطرار إلى استخدام اللغة في الوصف، واللغة كما هو معروف تخضع للتغيير من وقت
لآخر، لأن استخدام اللغة لوصف شيء يتطلب استخدام كلمات بعينها، بحيث نضطر إلى
تجميد العالم المادي بشكل ما، ووضع كلمات قبل أخرى، أو حذف بعض الكلمات. ولهذا لا
يكون اختيار الكلمات في الوصف موضوعياً تماماً.
الأنواع المختلفة لنماذج عملية الاتصال:
تتعدد
نماذج عملية الاتصال بتعدد الأسئلة التي يتم طرحها من خلال البحث عن المعرفة.
ويميل بعض خبراء الاتصال إلى تقسيمها وفق مستويات الاتصال التالية:
1-
الاتصال الذاتي داخل الفرد.
2-
الاتصال بين فردين.
3-
الاتصال داخل الجماعة.
4-
الاتصال عبر الثقافات.
5-
الاتصال بشكل عام.
6-
الاتصال عبر وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية.
بينما
يميل البعض الآخر إلى تقسيم النماذج الاتصالية على أساس الهدف والمادة، إلى:
-
نماذج بنائية تهدف إظهار الخصائص الأساسية لأي حدث. وتعتمد على عدد وحجم وترتيب
الأجزاء المتصلة داخل النظام.
- ونماذج
وظيفية تتعرض للقوى التي تكون ذلك النظام، وتحدد اتجاهاتها وعلاقاتها بالتأثير.
ويميل البعض الآخر إلى تقسيم النماذج الاتصالية إلى أربعة أنواع رئيسية، وهي:
1- النماذج اللفظية:
وتتكون من سلسلة عبارات تحاول تحديد أهداف المشتركين في عملية الاتصال. ووصف طبيعة
عملية الاتصال. وهي من أقدم النماذج على الإطلاق (الخطابة).
ومن
النماذج اللفظية الهامة، نموذج كينيث برك، ونموذج لازويل، ونموذج فرانكلين فيرنج.
ويقسم كينيث برك المجالات الأساسية لدراسة دوافع الاتصال إلى خمسة مجالات هي:
1-
الحدث The Act؛
2-
خلفية الحدث The Scene؛
3-
القائم بالاتصال The Agent؛
4-
الوسائل The Agency؛
5-
الدوافع The Purpose.
وجاء
نموذج كينيث كنموذج معاصر للنموذج الكلاسيكي السابق الذي وضعه أرسطو.
أما
هارولد لازويل رائد تحليل المضمون الإعلامي، فقد قدم خمسة أسئلة يمكن من خلالها
وصف السلوك الاتصالي، وهي:
1-
من يقول؟
2-
ماذا يقول؟
3-
ومن خلال أي وسيلة؟
4-
ولمن يقول؟
5-
وبأي تأثير؟
وهذا
النموذج أقرب لنموذج أرسطو الذي يتضمن:
1-
المصدر. من يقول ؟
2-
الرسالة. يقول ماذا ؟
3-
المتلقي. لمن يقول ؟
ولكن
لازويل أعطى نفس الأهمية للوسيلة التي تنقل الرسالة، ولتأثير الرسالة الإعلامية.
أما
جربنر فقد حدد عشرة عناصر متغيرة لعملية الاتصال، هي:
1-
شخص ما،
2-
يدرك حدث ما،
3-
ويقوم برد فعل ما،
4-
في ظرف ما،
5-
بوسائل معينة،
6-
لتقديم مادة ما،
7-
بشكل ما،
8-
وفي إطار محدد،
9-
لنقل مضمون معين،
10-
له نتيجة معينة.
2- النماذج
الرياضية: وهي النماذج الإحصائية.
المقالة التالية نماذج الاتصال الذاتي