بسم الله الرحمن الرحيم
السادة الحضورالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كانت انطلاقة المغفور له عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه من الكويت الشقيقة على رأس جيش صغير مؤمن بالله وبتوحيد الوطن المجزأ وجمع الشتات، مع إطلالة شمس اليوم الخامس عشر من يناير عام 1902، نقطة تحول في تاريخ شبه جزيرة العرب التي كانت آنذاك تفتقر للأمن وتتطلع للتخلص من الجهل والفقر والمرض.
ومضى جلالته في كفاحه يوحد أجزاء البلاد المشتتة واحدة تلو الأخرى، حتى تمكن بعد زهاء ثلاثة عقود من الكفاح المستمر من إعلان قيام المملكة العربية السعودية في 22 سبتمبر عام 1932 راسخة شامخة متماسكة البنيان، لتصبح تلك الذكرى العزيزة على كل سعودي وعربي ومسلم اليوم الوطني للمملكة الذي نحتفل به معكم اليوم.
ولم يكن إعلان قيام المملكة العربية السعودية نهاية للكفاح الذي قاده المغفور له جلالة الملك عبد العزيز، بل تابع كفاحه من أجل رفاهية شعبه، متابعاً مسيرة البناء والتنظيم وترسيخ الأمن وتأمين طرق الحج، وتعمير البلاد وتوطين البادية، وتعزيز موقع المملكة الفتية على الساحة الدولية، وتحسين علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية الشقيقة، والوقوف إلى جانب القضايا العربية والإسلامية العادلة في المحافل الدولية. وجاعلاً من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة دستوراً للبلاد، وأسس مجلس الشورى، وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وافتتح المدارس الحديثة واستقدم المدرسين، وأرسل البعثات وطبع الكتب ووزعها مجاناً من أجل اجتثاث جذور الجهل إلى الأبد، وعمل على تحديث وتطوير أساليب الحياة في مملكته الفتية وإدخال التقنيات الحديثة إليها.
وعندما أنعم الله عليه بتدفق البترول عام 1938 أخذت البلاد تتقدم في جميع النواحي، التعليمية والصحية والعمرانية وبدأ بشق الطرق وتعبيدها، ومد السكك الحديدية، وبناء الموانئ البحرية والجوية، وسك العملة الوطنية، وبدأ في تنفيذ مشروعات توسيع الحرمين الشريفين التي لم تتوقف منذ تأسيس المملكة وحتى يومنا هذا وهو النهج الذي سار عليه أبناءه من بعده.
وفي عام 1945 ساهم جلالته رحمه الله في إنشاء جامعة الدول العربية، وضم المملكة لمنظمة الأمم المتحدة، داعياً دائماً إلى التضامن الإسلامي وجمع كلمة المسلمين، مدافعاً بكل قوة عن القضايا العربية والإسلامية.
وبعد انتقاله إلى جوار ربه في عام 1953 انتقلت مقاليد القيادة من بعده إلى ابنه الملك سعود يرحمه الله، الذي سار بثبات على نهج والده إلى أن تنازل لأسباب صحية عن مقاليد القيادة لأخيه المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز. واستطاع المغفور له الملك فيصل خلال فترة حكمه أن يرسي أسس التغيير الاجتماعي، وأن يحقق للمملكة الاستقرار الاقتصادي، وعمل على تقوية روابط المملكة مع الدول العربية والإسلامية الشقيقة معززاً بذلك التضامن الإسلامي. وبعد وفاته في عام 1975 بويع المغفور له الملك خالد بن عبد العزيز، فواصل نفس النهج الذي سار عليه أسلافه البررة من حيث التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف، ومواصلة مسيرة البناء والتشييد. وإثر وفاته رحمه الله في عام 1982 تمت مبايعة ولي العهد فهد بن عبد العزيز ملكاً على البلاد، الذي اختار صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولياً للعهد، وعينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء إلى جانب رئاسته للحرس الوطني. وعين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وزيراً للدفاع والطيران ومفتشاً عاماً ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء.
وهاهي المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز تتابع مسيرة التنمية وتحقيق الرفاهية لأبنائها بخطى واثقة وقوية وثابتة يظللها الأمن والرخاء والاستقرار. ولا أحد ينكر اليوم الدور البارز والمتميز لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في تطوير المملكة والارتقاء بها، وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة، لأنه كان دائماً القاسم المشترك في كل ماحققته المملكة من منجزات وتقدم وتطور حتى قبل توليه مقاليد الحكم ومسؤولية القيادة في المملكة.
واليوم وفي زمن قياسي، نجد المدارس والجامعات والمستشفيات تملأ كل مدن المملكة، حتى أصبحت بلادنا تضاهي البلاد المتحضرة في المؤسسات العلمية والخدمات الصحية، والاحتياجات الضرورية كالماء والكهرباء والطرق المعبدة، وهاهي المعاهد الصناعية والعلمية تخرج آلاف الطلاب كل عام حتى أصبح لدينا المهندس والطبيب والأستاذ والأديب والمفكر وعامل البناء والتنمية في جميع المجالات الإنسانية، وتأتي مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله الموهوبين والتي أسسها ويرعاها صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز لتكون لبنة جديدة تعني بالثروة الإنسانية من أبناء هذا الكيان الرائع.
أما نصيب المرأة من الاهتمام والتعليم فهو مثل نصيب الرجل، فقد أصبح لدينا أعداد من حاملات الماجستير والدكتوراه، وهناك الطبيبة، والأستاذة الجامعية، والأخصائية الاجتماعية، والممرضة، والأديبة والصحفية، وفي هذا العام احتفلنا بنخبة من السعوديات مثل: الدكتورة سميرة إسلام، والدكتورة وفاء فقيه، والأستاذة حياة سندي، والدكتورة سلوى الهزاع، لإنجازهن العلمي ولحصولهن على جوائز محلية وعالمية.
وقد عمل خادم الحرمين الشريفين دائماً على تعزيز الدعوة إلى التضامن الإسلامي الذي هو من ركائز السياسة الخارجية للمملكة، ودعى للتضامن الإسلامي من على منابر مؤتمرات القمة الإسلامية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي وغيرها من الهيئات الإسلامية من أجل جمع كلمة المسلمين. ولا تخفى عن أحد جهود خادم الحرمين الشريفين ومساعيه من أجل رفع شأن الإسلام وتعزيز التعاون بين الشعوب الإسلامية، وتقوية الروابط فيما بينها، وجهوده من أجل تصفية الأجواء وحل الخلافات والتقريب بين وجهات النظر وجعل التضامن بين المسلمين حقيقة واقعة.
ويحفظ تاريخ القضية الفلسطينية أيضاً أكثر من ربع قرن من جهود خادم الحرمين الشريفين في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وشرحه لهذه القضية العادلة لقادة وزعماء العالم. وقدم مبادرته (مشروع فهد للسلام) في عام 1982، المشروع الذي أصبح (المشروع العربي للسلام). إلى جانب جهوده المخلصة لحل القضية اللبنانية حرصاً على استتباب الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
ووقفت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين بكل إمكانياتها وثقلها في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية لرد الغزو العراقي الغاشم لدولة الكويت الشقيقة، وتحريرها وإعادة الشرعية إليها.
ومع التغيرات الكبيرة في النظام الدولي، كان لخادم الحرمين الشريفين مواقفه المشهودة في التغلب على الأزمات الاقتصادية والسياسية، وكانت وقفته التاريخية من قضية أسعار البترول وحجم الإنتاج في دول (أوبيك) موضع تقدير العالم كله، لأن دوره الحيوي الذي أخذ مصالح دول العالم بعين الاعتبار، كان علاجاً لتلك القضية، وعاملاً من عوامل الاستقرار العالمي. داعياً إلى نبذ العنف واستخدام القوة في حل الخلافات عن طريق التفاهم والحوار، وحرصه على معالجة القضايا المتفجرة بكل حكمة وروية من منظور مصلحة العالم والمصلحة الإسلامية والعربية، حتى سمي بـ"رجل السلام" وهو اللقب الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين بجدارة.
وحرصت المملكة في عهده كما كانت دائماً على تقديم الدعم والعون النزيه لكل محتاج إليها وخاصة الدول النامية للخروج من محنها وأزماتها الاقتصادية وتحقيق الرفاهية لشعوبها. وأنشأت في عام 1974 الصندوق السعودي للتنمية ليساهم في مشاريع التنمية في البلدان النامية عن طريق منح القروض لتلك الدول. وقد قدمت المملكة عن طريق هذا الصندوق خلال الفترة من عام 1975 وحتى عام 1994 21 ألف مليون ريال سعودي على شكل قروض ميسرة لتمويل 300 مشروعاً في 61 دولة نامية لتعزيز جهودها التنموية ومساعدتها على تطبيق برامج التصميم الهيكلي وإعادة التعمير. وشكلت تلك المساعدات 5% من إجمالي الدخل الوطني للمملكة.
وتجسيداً للتضامن الإسلامي أصدر خادم الحرمين الشريفين توجيهاته السامية إلى الجهات الرسمية والشعبية في المملكة لبذل أقصى الجهود الممكنة لنجدة إخوتهم في العقيدة الذين يواجهون ظروفاً مأساوية من جراء العدوان والحروب والفتن الأهلية العمياء. ونهضت المملكة مقتدية بخادم الحرمين الشريفين الذي كان أول المتبرعين من ماله الخاص للتبرع بالغالي والنفيس للتخفيف من الويلات التي تعاني منها شعوب مسلمة. وأمر بمد الجسور الجوية لنقل المعونة والأغذية والأدوية والخيام، والأطباء والأجهزة والمعدات الطبية، على متن الطائرات السعودية من المملكة إلى تلك البلدان الإسلامية المنكوبة. وإلى جانب ذلك نشطت هيئات الإغاثة السعودية التي يترأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض لجمع التبرعات المادية والعينية التي يجود بها أبناء الشعب السعودي عن طيب خاطر.
وإلى جانب ذلك قدمت المملكة العديد من المساعدات للكثير من دول العالم، وساهمت مساهمة فعالة في دعم مشروعات وبرامج عدد من المنظمات والهيئات الإنسانية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، وبلغت قيمة تلك المساعدات حتى نهاية عام 1995 أكثر من 71 مليار دولار أمريكي على شكل منح وقروض ميسرة استفاد منها أكثر من 71 دولة من دول العالم. إضافة لمساهمتها في مواجهة الجفاف والتصحر في إفريقيا وتخصيصها مبلغ 100 مليون دولار أمريكي لتنفيذ مشاريع حفر الآبار والتنمية الريفية في دول الساحل الإفريقي. وأعفت المملكة ثمان من الدول الإفريقية من تسديد القروض المستحقة عليها للمملكة والبالغة 310 مليون دولار أمريكي. والمملكة تقدم المساعدات والإعانات والقروض إلى الدول العربية والإسلامية والنامية خالصة لوجه الله تعالى، ومن منطلق إسلامي بحت كما أوضح خادم الحرمين الشريفين في أكثر من مناسبة.
وتأتي مناسبة العيد الوطني لهذا العام والمملكة تحتفل بعيد عاصمتها الرياض التي اختيرت عاصمة للثقافة العربية. وتضم العاصمة اليوم مقر الحكومة والوزارات والمؤسسات الحكومية المركزية والسفارات والبعثات الدبلوماسية والأجنبية. وتعد من أكثر مدن العالم جمالاً وعمراناً وتنظيماً وتدعى "لؤلؤة الصحراء"، وتتركز فيها مختلف أنواع النشاطات العلمية والمالية والصناعية والزراعية والتجارية، علاوة على الفعاليات الاجتماعية والثقافية والفنية وخاصة مهرجان الجنادرية للفنون الشعبية. ويبلغ نطاقها العمراني أكثر من 1600 كم2، ويزيد عدد سكانها على مليوني نسمة، وتشتمل على مدينتين جامعيتين فيهما جامعتان عريقتان هما: جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وتضم الرياض عاصمة الثقافة العربية العديد من الكليات العسكرية والأمنية المتخصصة إضافة إلى المعاهد والمراكز الإعلامية والثقافية والرياضية، والأندية الأدبية والرياضية والمكتبات العامة. ولها أمانة و17 بلدية فرعية لخدمة أحيائها العديدة. وفيها قصر الحكم ومباني إمارة الرياض التي تجمع بين الطراز التقليدي الأصيل والعمران العصري الحديث. وحي السفارات الذي يضم أكثر من 90 سفارة ومفوضية ومؤسسة دولية. ومجمعات وزارة الإعلام، ووزارة الخارجية، ومبنى وزارة الداخلية وإستاد الملك فهد الدولي الذي يتسع لـ 80 ألف متفرج. والمتحف الوطني، ونادي الفروسية ومطار الملك خالد الدولي. وفيها مقر مؤسسة الملك فيصل الخيرية، التي خصصت جائزة الملك فيصل العالمية في مجالات: خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والأدب العربي، والطب، والعلوم. وتمنح المؤسسة الجوائز بناءً على قرار لجان الاختيار من بين مرشحي المنظمات الإسلامية والجامعات والمؤسسات العلمية في مختلف أرجاء العالم. وتتكون الجائزة من: شهادة (براءة) تحمل اسم الفائز وملخصاً للعمل الذي أهله لنيل الجائزة؛ قطعة (ميدالية ذهبية)؛ مبلغ خمسين وسبع مئة ألف ريال سعودي ( 200000 دولار أمريكي ).
وبلغ عدد الفائزين بالجائزة حتى الآن أكثر من 118 فائز من 32 دولة، منها 23 في خدمة الإسلام، و19 في الدراسات الإسلامية، و24 في الأدب العربي، و31 في الطب، و21 في العلوم. ومن بين تلك الدول الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ومصر والمملكة العربية السعودية وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والعراق وسوريا وغيرها من دول العالم.
وقد أعدت الأمانة العامة للرياض عاصمة الثقافة العربية 2000 تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، برنامجاً حافلاً للاحتفال بهذه المناسبة شمل كل أوجه النشاطات الثقافية والفنية والإعلامية والشعبية والمسرحية والموسيقية، يليق بالمناسبة ويعرف العالم بمدينة الرياض، يجري تنفيذه حالياً داخل المملكة وخارجها.
وتأتي مناسبة اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية هذا العام والشعب الأوزبكستاني الشقيق بقيادة فخامة الرئيس إسلام كريموف يحتفل بالذكرى التاسعة للاستقلال، وبهذه المناسبة العزيزة نتقدم لفخامة الرئيس إسلام كريموف وللحكومة الأوزبكستانية وللشعب الأوزبكستاني الشقيق، بأجمل التهاني والتبريكات، مبتهلين إلى الله عز وجل أن يوفق فخامة الرئيس إسلام كريموف والقيادة الأوزبكستانية في جهودها المخلصة لتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية للشعب الأوزبكستاني الشقيق.
وهنا لابد من التوقف عند العلاقات السعودية الأوزبكستانية التي تتطور وتتعزز وتتوسع كل يوم، منذ لقاء خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود وفخامة أخيه إسلام كريموف عام 1992، في الرياض عاصمة العرب الثقافية، وتبادل السفارات، وتوقيع مجموعة من اتفاقيات التعاون الثنائية بين البلدين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والرياضة، وقعها عن الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية، وعن الجانب الأوزبكي معالي البروفيسور عبد العزيز كاميلوف وزير خارجية جمهورية أوزبكستان.
وفي المجالات الاقتصادية: قدمت المملكة العربية السعودية في عام 1992 معونة اقتصادية لأوزبكستان شملت 800 ألف طن من القمح؛ وفي عام 1997 أسست مجموعة من رجال الأعمال السعوديين "الشركة الدولية للإستثمارات في دول آسيا المركزية"، وفي يونيه من نفس العام زار وفد من الشركة، أوزبكستان لتنشيط المشروعات الاستثمارية المشتركة، وتم خلال الزيارة الاتفاق على إقامة جملة من المشاريع الاستثمارية المشتركة في مجالات الصناعات الغذائية والتشييد والبناء. والتفاوض على إنشاء شركة أوزبكستانية سعودية مشتركة لإنتاج الأنابيب البلاستيكية في أوزبكستان؛ وبدأت المفاوضات لإنشاء لجنة مشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي بين الدولتين، بعد أن وصل مؤشر التبادل التجاري بين الجانبين الأوزبكستاني والسعودي 2,83 مليون دولار أمريكي عام 1997، وبلوغ الصادرات الأوزبكستانية إلى المملكة 1,442 مليون دولار أمريكي في نفس العام. وفي 18 أغسطس 1999 قام معالي الأستاذ أسامة بن جعفر فقيه وزير التجارة السعودي بزيارة أوزبكستان للمشاركة في الدورة الأولى للجنة السعودية الأوزبكية المشتركة لمتابعة تنفيذ الاتفاقية المبرمة بين البلدين، والتي يرأسها عن الجانب الأوزبكي معالي أبرار عثمانوف نائب رئيس الوزراء. وسجل مؤشر التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 1999 إرتفاعاً ملحوظاً حيث بلغ 3,678,6 مليون دولار أمريكي، منها 2,080,1 مليون دولار أمريكي صادرات، و1,598,5 مليون دولار أمريكي واردات. ومسجل في قيود وزارة العلاقات الاقتصادية الخارجية الأوزبكستانية في الوقت الحاضر 7 شركات بمشاركة سعودية، منها 4 شركات مشتركة، و3 شركات برأس مال سعودي بالكامل، إضافة لممثلية "مجموعة دار السلام". وقيام الشركة الأوزبكستانية السعودية المشتركة "م س فود بروغريسينغ كو" التي يشارك فيها المستثمر السعودي سعادة الشيخ محمد سعيد، التي قامت بتجديد معدات وتوسيع مصنع الكونسروة القائم في فرغانة. والمصنع أصبح اليوم بإمكانه تصنيع مابين 70 إلى 80 طن من الخضار والفواكه، وينتج حوالي 20 صنفاً من المعلبات والعصير بعد إدخال أحدث المعدات التكنولوجية الأمريكية والإيطالية على خطوطه الإنتاجية، ليتيح 350 فرصة عمل جديدة لأبناء المنطقة، وليصبح بذلك عدد العاملين فيه 647 عاملاً. وتم افتتاحه بتاريخ 22/7/2000 بحضور المسؤولين الأوزبكستانيين وأعضاء السفارة السعودية وعدد كبير من أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في أوزبكستان.
وفي المجال العلمي والثقافي: زار معالي الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي السعودي أوزبكستان في تشرين أول/أكتوبر 1997 على رأس وفد رسمي كبير ضم بعض رؤساء الجامعات في المملكة من بينهم الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الفيصل مدير جامعة الملك سعود، والأستاذ الدكتور غازي عبيد مدني مدير جامعة الملك عبد العزيز، والأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الدخيل مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. وسبق الزيارة قيام الأستاذ الدكتور نعمة الله إبراهيموف رئيس جامعة طشقد الحكومية للدراسات الشرقية، بزيارة للملكة في يونيو من نفس العام، وأعارت الجامعة إثنين من مدرسيها يعملان حالياً في جامعات المملكة. ويدرس عدد من الطلاب الأوزبك في الجامعات السعودية، وعدد من الطلاب السعوديون في مؤسسات التعليم العالي الأوزبكستانية. كما وتقوم بعض الهيئات السعودية بتقديم المعونة للمؤسسات الإسلامية الأوزبكستانية في مجال طباعة الكتب الدينية باللغتين العربية والأوزبكية، وفي ترميم المساجد، ودعم الجامعة الحكومية الإسلامية في طشقند التي أسست بمبادرة خيرة من فخامة الرئيس إسلام كريموف، وفتحت أبوابها للدارسين في سبتمبر 1999. كما وأصدرت مجموعة دار السلام السعودية ومطابع السروات بجدة كتاب فخامة الرئيس إسلام كريموف "أوزبكستان على طريق المستقبل العظيم" الذي ترجمه إلى اللغة العربية أ.د. محمد البخاري عام 1999. وفي الفترة من 18-25 مايو 2000 زار أوزبكستان وفد من وزارة التعليم العالي في المملكة العربية السعودية، برئاسة الدكتور خالد عبد الرحمن الحمودي وكيل جامعة الملك سعود في الرياض.
والمملكة العربية السعودية اليوم تتطلع إلى المزيد من الخطوات المشتركة التي تعزز الصداقة والأخوة بين الشعبين الشقيقين برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وأخيه فخامة إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مداخلة ألقاها أ.د. محمد البخاري خلال الندوة الخاصة التي عقدت عن المملكة العربية السعودية بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية يوم 11/3/2000
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق