مهرجان الصداقة والثقافة في أوزبكستان
أكد رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف ويؤكد
على أن تعدد القوميات بين سكان أوزبكستان يرتبط بشكل وثيق بزيادة الوعي القومي
والإنبعاث الروحي للشعب الأوزبكستاني، وأنها كلها تشكل دفعة قوية على طريق تجديد
المجتمع، ونشر الديمقراطية، وتهيئة الظروف المناسبة لتكامل أوزبكستان مع المجتمع
الدولي.
وبمناسبة الذكرى الـ21 لصدور الدستور الدائم لجمهورية
أوزبكستان، الذي وضع الأسس الصحيحة لتشكيل اللحمة الوطنية وتعزيز السلام،
والإستقرار والتفاهم بين أبناء مختلف قوميات مواطني جمهورية أوزبكستان اليوم. احتفل
المركز الثقافي الأممي بجمهورية أوزبكستان بهذه المناسبة الهامة.
وبدأ الإحتفال صباح يوم 14/12/2013 بتنظيم أعمال المؤتمر
العلمي والتطبيقي "التفاهم بين المواطنين وقومياتهم، عامل هام لضمان إزدهار
البلاد"، نظمه المركز بالتعاون مع أكاديمية العلوم، ولجنة شؤون الأديان، ولجنة
المرأة، وصندوق "محلة" الخيري، والحركة الإجتماعية للشباب
"كامولوت"، واتحاد "تصويري أوينا"، وغيرها من الهيئآت
الإجتماعية الأوزبكستانية. أدار المؤتمر نصر الدين محمدييف: مدير المركز
الثقافي الأممي بجمهورية أوزبكستان، وبدأ بتقديم كلمات التحية للمشاركين في المؤتمر،
ألقاها: م. محمد جانوف، نائب مستشار الدولة لرئيس جمهورية أوزبكستان؛ وإ.باسطخانوفا،
نائبة الوزير الأول بجمهورية أوزبكستان، رئيسة لجنة المرأة الأوزبكستانية، وعضوة
مجلس الشيوخ؛ وش. صاليحوف، رئيس أكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان، عضو
مجلس الشيوخ.
وبعدها قدم للمشاركين في المؤتمر المحاضرين الذين تحدثوا
في موضوع المؤتمر وهم: ق. قوربانباييف، رئيس مركز الدعوة للقيم الروحية الذي
تحدث عن "التفاهم بين المواطنين وقومياتهم، مرآة للقيم الروحية"؛ وتحدثت
ر. مرتظاييفا، دكتورة في العلوم التاريخية، بروفيسور عن "أوزبكستان
متعددة القوميات بيت للجميع: التاريخ والمعاصرة".
وبعدها قدم المداخلات بعنوان "تفاهم المواطنين،
أساس إزدهار البلاد" وتحدث فيها: أ. أحميدوف، رئيس الصندوق الخيري الأوزبكستاني
"محلة"؛ وب. غنييف، رئيس المجلس المركزي لمنظمة الشباب
"كامولوت". وتحت عنوان "دستور أوزبكستان وتطور الثقافة
القومية" تحدث: س. سكوريدين، رئيس المركز البولوني الأوزبكستاني
"سفيتليتسا بولسكا"؛ وم. سافوروف، رئيس مركز الدونغان الثقافي في
طشقند. وتحت عنوان "دستور أوزبكستان ضمانة لتوفير التسامح الديني
والقومي" تحدث: أ. عليموف، رئيس الإدارة الدينية للمسلمين مفتي
أوزبكستان؛ وفيكينتي، ميتروبوليتين طشقند وأوزبكستان للكنيسة الأرثوذكسية.
وأشار المتحدثون في كلماتهم إلى أنه تم خلال سنوات
الإستقلال في أوزبكستان توفير المساواة وتعميق التفاهم على أساس الإحترام المتبادل
بين أبناء مختلف القوميات والشعوب التي تعيش في أوزبكستان، وأن كل هذه المسائل روعيت
في دستور البلاد كأفضلية لتوفير حقوق وحريات الإنسان، ووفرت التسامح، الذي هو من
صفات شعب أوزبكستان، وأن لها جذوراً عميقة في تاريخ الشعب الأوزبكستاني.
وأن أبناء مختلف القوميات والشعوب في أوزبكستان ممثلون بشكل
واسع في أجهزة السلطات المركزية والمحلية. وأن بينهم أعضاء بمجلس الشيوخ، وأعضاء
بالمجلس التشريعي في المجلس الأعلى (البرلمان)، وفي المجالس المحلية، ومنهم من
يشغل مناصب مدراء في المنشآت والمنظمات الكبيرة في جمهورية أوزبكستان. ومن بينهم
من يترأس لجان الأحياء متعددة القوميات التي تضم اليوم ممثلين عن عشرات القوميات من:
روس، وتتار، وقازاق، وكوريين، وويغور، وأرمن، وطاجيك، وغيرهم. وأن الدولة تنظم عملها
مع المواطنين بغض النظر عن الإنتماء القومي. وخلال سنوات الإستقلال حصل مئات
المواطنين من مختلف القوميات على جوائز الدولة الرفيعة.
وأن أسس المجتمع المدني في الجمهورية تظهر بسطوع من خلال
تنفيذ قانون المنظمات غير التجارية وغير الحكومية. ووفق هذا القانون، تقوم نشاطات
المراكز الثقافية القومية، التي وصل عددها في الجمهورية اليوم إلى أكثر من 140
مركزاً. وتعتبر كلها اتحادات إجتماعية، وتقوم بتطوير ثقافتها القومية الأصيلة
بنجاح، وتقوم بأعمال تربوية بين الشباب من خلال روح إحترام القيم الثقافية لكل
القوميات والشعوب من مواطني الجمهورية. وتعبر عن مصالح الأقليات القومية في أجهزة
الإدارة الذاتية للمواطنين، ويقومون بحل مختلف المسائل الحياتية اليومية. كما وتعمل
في بعض المراكز الثقافية القومية وبنجاح مدارس أيام الأحاد، وتوفر للسكان الشباب
والكبار إمكانية التعرف على تاريخهم
القومي، وثقافتهم القومية، وتقاليد شعوبهم، ودراسة لغاتهم الأصلية. وتتعاون
المراكز مع مدارس التعليم العام، التي تقوم بالتعليم بلغات أبناء مختلف القوميات،
من مواطني جمهورية أوزبكستان. وتعمل الآن في أوزبكستان مدارس يجري التعليم فيها
إلى جانب اللغة الأوزبكية، باللغات: الروسية، والقره قلباقية، والقازاقية،
والطاجيكية، والتركمانية، والقرغيزية. ويجري في العديد من مؤسسات التعليم العالي
إعداد كوادر تعليمية لهذه المدارس، وتعمل في كل جامعات البلاد كليات وأقسام للغة
والأدب الروسي، والكوري، وغيره.
وأن عمل الإذاعة والتلفزيون في البلاد يتميز ببث برامج
بمختلف اللغات. وهناك برامج متخصصة في تلفزيون وإذاعة الجمهورية كبرامج:
"ياغون أولادا" (في أسرة واحدة)، و"أوزبكستان – بيت للجميع"،
تعرض الحياة متعددة القوميات في أوزبكستان. كما وتصدر صحف ومجلات بعدة لغات.
وأن المركز الثقافي الأممي في الجمهورية خلال أكثر من 20
عاماً. والذي كان تأسسه بمبادرة من قائد الدولة يسهم في تطوير العلاقات بين أبناء
مختلف القوميات، ويلبي الحاجات القومية والروحية لأبناء مختلف القوميات والشعوب
التي تعيش في أوزبكستان، ويقدم مساعدة منهجية للمراكز الثقافية من أجل الحفاظ على عادات
وتقاليد كل القوميات وتطويرها، ويقوم بنشاطات متعددة من أجل تشجيع ومكافأة
المبادرات الموجهة نحو تأكيد مبادئ التسامح، وتطوير ثقافة علاقات التسامح بين مختلف
القوميات، ويسهم في حل المسائل مع مختلف المنظمات الحكومية والإجتماعية. ومن
الاتجاهات الرئيسية لنشاطات المركز توفير المشاركة النشيطة للمواطنين من مختلف أبناء
القوميات في الحياة الإجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، في أوزبكستان، ومن ضمنها
الإستعداد والمشاركة في الأحداث الهامة، والأعياد الشعبية العامة، وغيرها من
المناسبات الهامة.
ويتعاون المركز الثقافي الأممي بشكل وثيق مع الكثير من
المنظمات الحكومية والإجتماعية. ومن بينها المجلس الأوزبكستاني لجمعيات الصداقة
والعلاقات الثقافية والتربوية مع الدول الأجنبية، ولجنة المرأة، ولجنة الشؤون
الدينية، ومعهد دراسة المجتمع المدني، والحركة الإجتماعية للشباب "كامولوت"،
واتحاد "تصويري أوينا"، وصندوق "محلة" و"نوراني"
وغيرها. ويشهد على هذا تنظيم المؤتمرات المشتركة، والندوات، والطاولات المستديرة،
والمعارض، والحفلات الفنية خلال السنوات الأخيرة.
والجدير بالذكر أن المركز الثقافي الأممي كان قد أصدر أكثر
من عشرين كتاباً باللغتين الأوزبكية والروسية، استعرضت مسائل تطوير الثقافات
القومية، ونظرية وتطبيق الوحدة الوطنية، والتسامح، وتوافق العلاقات بين القوميات
والأديان. ومن بينها كتب: "أوزبكستان بيتنا جميعاً" (صدر عام 2001)،
و"التفاهم بين القوميات والتسامح الديني، عامل التقدم" (صدر عام 2003)،
و"أوزبكستان، بلد التسامح" (صدر عام 2007) تضمن مقالة كتبتها على الصفحتين
274-275 من الكتاب، و"دستور أوزبكستان، ضمانة لمستقبلنا العظيم" (صدر
عام 2009)، و"تطور العلاقات بين القوميات في أوزبكستان المستقلة" (صدر
عام 2012)، وغيرها. وبين مؤلفي المقالات التي جمعتها تلك الكتب أشهر العلماء وممارسي
العمل في المجالات التربوية التعليمية. وتناولت العديد من مجالات التسامح التاريخي
والمعاصر، وتناولت الخبرة التاريخية لأوزبكستان في مجال التفاهم بين أبناء مختلف
القوميات والتسامح بين أتباع مختلف الأديان.
كما يجري تطوير الثقافات بشكل متكامل مع الثقافة
الأوزبكية والثقافات العالمية، وكما أشار الرئيس الأوزبكستاني، حصلت القوميات
والشعوب في أوزبكستان، على أسلوب تفكير واحد، وفلسفة سلوكية عامة. وأسس الأخلاق الواحدة،
كانت مصدراً للتفاهم بين القوميات خلال سنوات الإستقلال.
واليوم وبثقة تامة يمكن القول أن تطور الثقافات الأصيلة
والقيم الروحية للقوميات والشعوب التي تعيش على أرض أوزبكستان، إلى جانب التسامح والعلاقات
الثقافية بين القوميات، أصبحت من عوامل السلام والإستقرار في أوزبكستان المستقلة.
واختتم الإحتفال في الذكرى الـ21 لصدور الدستور الدائم
لجمهورية أوزبكستان بأمسية احتفالية أقيمت على مسرح تركستان في طشقند بمشاركة كل
المراكز الثقافية القومية في أوزبكستان، وشملت معارض للفنون الجميلة، والفنون
التطبيقية، والأزياء الشعبية، واختتمت الأمسية بعروض قدمتها فرق الفنون الشعبية للمراكز
الثقافية القومية، وسبقها تكريم فرق الفنون الشعبية الفائزة بجوائز المسابقة التي
نظمت بهذه المناسبة الهامة، وكان من بينها المركز الثقافي القومي العربي في قارشي
بولاية قشقاداريا.
وأكدت هذه المناسبة على أهمية ما توليه القيادة
الأوزبكستانية من أهمية للحفاظ على الوحدة الوطنية بين مواطني جمهورية أوزبكستان، الوحدة
التي تؤكد الإنتماء للوطن الواحد أوزبكستان دون قطع صلات كل فرد من أبناء
أوزبكستان المعاصرة بثقافته القومية، للحفاظ على السلام، والأمن والهدوء، والتفاهم
وتعزيز التلاحم بين أبناء مختلف قوميات مواطني أوزبكستان. الأمر الذي أكد عليه الرئيس
إسلام كريموف في واحدة من كلماته عندما قال: "علينا الحفاظ على السلام،
والأمن والهدوء، والتفاهم بين قوميات مواطني أوزبكستان وتعزيزه، والحفاظ عليه
كبؤبؤ العين، من أجل أن يبقى المهمة الهامة والرئيسية مستقبلاً". وبهذه
المناسبة لا يسعني إلى أن أهنئ القيادة والشعب الأوزبكستاني بهذه المناسبة الغالية
متمنياً لهم المزيد من التقدم والإزدهار.
كتبه في طشقند: أ.د. محمد
البخاري: دكتوراه في العلوم السياسية (DC) تخصص: الثقافة
السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة ،
ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)، تخصص صحافة،
بروفيسور، متقاعد. 15/12/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق