محمود القشقاري (1029م-1101م) مؤلف ديوان لغة الترك
محمود بن الحسين بن
محمد القشقاري نال شهرة واسعة
بفضل قاموسه الذي ألفه وفسر فيه لهجات اللغة التركية باللغة العربية، وأصدره تحت اسم
"ديوان لغات الترك".
واستخدم العالم محمود
القشقاري في تأليف قاموسه الطرق اللغوية العلمية المتعارف عليها آنذاك، ولم
يزل يتمتع بقيمة خاصة لدى المتخصصين باللغة، والفلكلور، والأدب. ويعتبر الأثر
العلمي الوحيد الذي يفسر اللهجات التركية باللغة العربية في المرحلة المبكرة.
وبالإضافة للغة
التركية أتقن محمود القشقاري اللغتين: العربية، والفارسية. وحصل على تعليمه
في بخارى، ونيشابور، وسمرقند، ومرو، وغيرها من المدن العريقة، حيث عاش لفترات
طويلة، وجمع فيها المواد الضرورية لقاموسه. وبعد أن كون الخبرات القيمة اللازمة،
بدأ القشقاري بكتابة قاموسه، وتمكن فيه من شرح الجوانب المتعددة لحياة
الشعب التركي، وأسلوب تفكيره، وتقاليده، وانتشاره الجغرافي، وخاصة اللغة التركية
المتداولة باللغة العربية.
و"ديوان لغات
الترك" هو عبارة عن موسوعة تركية عربية. جمعت فيها ودرست مجموعة كبيرة من
المواد التاريخية، والثقافية، والإثنوغرافية، واللغوية. وبالإضافة لمعلومات عن: علم
التشريح، والطب، والبيطرة، وعلم الفلك، والجغرافيا، والإثنوغرافيا.
والنسخة الوحيدة المتوفرة
الآن من قاموس محمود القشقاري اكتشفت عام 1915، وهي نسخة كانت معروضة للبيع
في أحد أسواق اسطنبول، وتحتفظ المكتبة القومية في مدينة اسطنبول بها بالوقت الحاضر.
وقاموس هذا العالم يعتبر
من الأعمال الفريدة التي جمع فيها إلى جانب المفردات القاموسية، الكثير من الأعمال
الأدبية، والفلكلورية. وكتب محمود القشقاري نفسه عن ذلك: "وضعت هذا
الكتاب وفق التسلسل الأبجدي، وزينته بالأمثال الشعبية، بنثر مقفى، وأقوال، وأشعار،
وأشعار عن الحرب، ومقتطفات من النثر.
ويتألف "ديوان
لغات الترك" من قسمين.
القسم الأول: ويتحدث عن أهداف تأليف الكتاب، ويتضمن معلومات عن القبائل
والعشائر الناطقة باللهجات التركية.
والقسم الثاني:
ويتضمن تفسير المفردات المتداولة في اللغة التركية باللغة العربية، والتعابير
المتداولة، ونماذج من الإبداع الشعبي المنطوق.
ولم يزل "ديوان
لغات الترك" يتمتع حتى اليوم بقيمة بالغة للمتخصصين في اللغة، والفلكلور،
والأدب. ومنذ نحو ثلاثة عقود تقوم الباحثة في المعهد الحكومي العالي للدراسات
الشرقية بطشقند المستعربة والدكتورة سليمة خان رستامي علي بيك قزي، بدراسة
هذا القاموس وحتى الآن نشرت عنه عدة مقالات علمية.
بحث أعده أ.د. محمد البخاري،
دكتوراه في
العلوم السياسية (DC) تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم
الدولية وتطور العولمة؛ ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)،
تخصص صحافة، بروفيسور، متقاعد. طشقند: 3/6/2014 بتصرف نقلاً عن وكالة أنباء Jahon 23/4/2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق