مؤتمر
دولي بحث تراث علماء ومفكري الشرق في القرون الوسطى ودوره وأهميته في الحضارة
الحديثة
في إحدى الحواضر
الإسلامية العريقة جرت أعمال المؤتمر الدولي "التراث التاريخي لعلماء
ومفكري القرون الوسطى في الشرق، ودوره وأهميته في الحضارة الحديثة" في
قصر الضيافة بمدينة سمرقند يوم 15/5/2014. نظم المؤتمر بمبادرة من رئيس جمهورية
أوزبكستان إسلام كريموف، وشارك فيه علماء وباحثين علميين من نحو خمسين دولة
من دول العالم، من بينها: الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة المتحدة لبريطانيا
العظمى وإيرلاندا الشمالية، وايطاليا، وجمهورية الصين الشعبية، وكوريا الجنوبية،
وألمانيا، واليابان، والهند، ومصر، والمملكة العربية السعودية، والكويت، والإمارات
العربية المتحدة، وعمان، وإندونيسيا، والفيدرالية الروسية، وأذربيجان، ومسؤولين من المنظمات الدولية الهامة، وأساتذة من مؤسسات التعليم
العالي، وخبراء من المراكز والمعاهد العلمية.
وخلال مراسم افتتاح
المؤتمر تحدث رئيس جمهورية أوزبكستان، مشيراً في كلمته إلى أن المؤتمر نظم
في سمرقند، التي بقيت خلال ما يقارب الثلاثة آلاف عام من تاريخها وستبقى على مفترق
طرق حضارات وثقافات الشعوب. وأن سمرقند العريقة دائمة الشباب معروفة على نطاق واسع
في مختلف أنحاء العالم كمدينة اسطورية بألوانها الشرقية الفريدة، وحافظت على
تاريخها الغني والفريد، وعلى آثار الماضي الرائعة. وسمرقند إلى جانب روما كانت معروفة في العالم
منذ القدم كـ"مدينة خالدة"، وجذبت قبابها الزرقاء الجميلة اهتمام ملايين
السياح.
وأن هدف المؤتمر الرئيسي هو مناقشة والتفكير بعميق
بالتراث العلمي لعلماء ومفكري القرون الوسطى البارزين في الشرق، وتقدير دورهم
ومكانتهم التاريخية في الحضارة الحديثة. وأن التراث شكل دفعة جديدة وقوية لمستقبل
تعميق الأبحاث العميقة، والتعريف بالتراث العلمي القيم، والكشف عن أهمية
اكتشافاتهم العلمية للعلوم الحديثة والتقدم والحاجة إليها. لأن تاريخ الشرق في القرون
الوسطى شهد على التصاعد العاصف للثقافة والتعليم، والطب، والأدب، والفنون،
والعمارة، وإنشاء المدارس العلمية، الذي رافقه تدفق المواهب الفذة، وعوامل التطور
السريع للإقتصاد، واقتصاد الأرياف والمدن، والمستوى العالي الذي وصلت إليه الحرف اليدوية والتجارة،
وبناء الطرق وإنشاء طرق جديدة للقوافل.
وبالدرجة الأولى كان الحفاظ
على الاستقرار النسبي. ومن وجهة النظر هذه لا يمكن أن يحدث أي تطور في العلوم، إن
لم يكن هناك استقرار. وهو ما أثبتته الأكاديميات، ومؤسسات التعليم العالي، والأهم في
ذلك الاهتمام بالتعليم وبكل النواحي العلمية، فالبشر يتطلعون نحو النمو والتطور.
وهذا ممكن فقط عندما يكون هناك هدوء من حولنا، وعندما يكون هناك إستقرار، وعندما
يستلقي الناس للنوم دون الخوف من أي مشاكل أو أية كوارث قد تنتظرهم غداً. وهذه
الحقيقة، صحيحة وثابتة وثبتت صحتها خلال الكثير من القرون. وأنا مقتنع بأنكم
تفهموني جيداً بهذه المسألة.
وعن الثقافة المتطورة، أشار الرئيس إلى أن
الآثار القديمة للكتابة البكتيرية، والصغدية، والأورخانية، والخوارزمية، والرسوم الجدارية، والتماثيل، والآثار
المعمارية، والكثير غيرها لدى شعوب آسيا المركزية تشهد
عليها. وأن الدولة
الخوارزمية التي نشأت خلال الفترة الممتدة من القرن الحادي عشر وحتى القرن الثالث
عشر، شملت أجزاءاً هامة من آسيا، ووحدت أراضي الشعوب المجاورة، من الهند وحتى
الخليج الفارسي (العربي).
ومن الصعب تقييم الدور الكبير الذي أداه طريق
الحرير العظيم الذي كان لا بديل له من القرن الثاني قبل الميلاد وحتى القرن الخامس
عشر الميلادي، وكان شرياناً للمواصلات الدولية القديمة، التي ربط بين
دول ومناطق شاسعة، شملت: الصين، والهند، وآسيا المركزية، والشرقين الأوسط والأدنى،
والبحر الأبيض المتوسط. وهذا الطريق لم يوفر الصلات التجارية بين الأراضي آنفة
الذكر وحسب، بل ووفر لها الحوار المعلوماتي بين القارات والدول، وكان صلة وصل
أوصلت وبسرعة ونشرت التكنولوجيا الحديثة والإبتكارات كإنتاج الحرير، والخزف،
والبارود، والورق، والكثير غيرها. وانتشار المحاصيل الزراعية والتقنيات الزراعية،
والقيم الثقافية، التي وفرت ظروف التبادل الحضاري والتكنولوجي.
وأشار الرئيس
الأوزبكستاني في كلمته إلى الدور الخاص الذي لعبه الغنى المتبادل في المعارف
والإنجازات العلمية لشعوب مختلف البلدان. وعبر خطوط طريق الحرير العظيم إلى أوروبا
والعودة منها انتقلت إلى آسيا معلومات عن نشاطات العلماء والمفكرين في الشرق
والغرب، وشكلت عملياً ما توصل إليه العلماء القدامى العظام، أمثال: سقراط،
وأفلاطون، وأرسطو، وبطليموس، وغيرهم من أعمال، وأفكار،
واكتشافات.
وأشار إلى أنه وكما
هو معروف وفقاً للتقاليد آنذاك كان المفكرون والمتنورون، والفلاسفة، والعلماء،
والشعراء، يجدون الملجأ لدى حماتهم في قصور الحكام والسلاطين. و حصلت كوكبة علماء
من بينهم على شهرة واسعة، من الذين عملوا وبنجاح خلال الفترة الممتدة من القرن
التاسع وحتى القرن الحادي عشر في أكاديمية المأمون المحدثة آنذاك في خيوه،
و"بيت الحكمة" المحدث آنذاك في بغداد، ومدرسة ألوغ بيك
التي أسست بسمرقند في القرن الخامس عشر الميلادي.
ووفقاً لرأي العلماء
والباحثين، كان الشرق وخاصة منطقة آسيا المركزية، مصدراً لفترتين من أسطع الفترات
العلمية والثقافية القوية خلال القرون الممتدة من القرن التاسع وحتى القرن الثاني
عشر الميلاديين، وخلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين، وبجدارة حصلت على
اعتراف المجتمع العلمي العالمي كعصر "النهضة الشرقية"، التي كان لها
تأثيرها الإيجابي على عملية النهضة في مناطق أخرى من العالم. وكما أشار الكثير من
الباحثين، أن من نتائج عصر النهضة في أوروبا كان تأليف مؤلفات عظيمة في الأدب،
والفنون، والروائع المعمارية، والقيام بإكتشافات جديدة في الطب، وإدراك الإنسان،
إلا أن خاصية النهضة الشرقية كانت بالدرجة الأولى في تطوير العلوم الطبيعية
والدقيقة، والرياضيات، وعلم الفلك، والفيزياء، والكيمياء، والمسح الجغرافي،
والصيدلة، والطب، بالإضاف للتاريخ، والفلسفة، والأدب.
وأضاف الرئيس
الأوزبكستاني، عندما نتحدث عن الاكتشافات العلمية العظيمة
في المرحلة المبكرة من القرون الوسطى في الشرق، علينا أن نشير إلى أنه كان من بين أوائل الأسماء محمد
بن موسى الخوارزمي،
الذي قدم إسهامات قيمة في الرياضيات الحديثة، وعلم المثلثات، والجغرافيا. وكان أول
من وضع وأدخل النظام العشري وعلامة الصفر في نظام الحساب، وأدخل الإحداثيات
القطبية، التي شكلت نقطة تحول في تطوير الرياضيات، وعلم الفلك. وأنشأ الخوارزمي
علم الجبر، وأعد قواعد علمية
واضحة في مقالاته، وألف أعمال كثيرة في علم الفلك، والجغرافيا، ونظريات المناخ. واعترف
العالم بخدمات الخوارزمي
في تطوير العلوم العالمية على نظاق واسع، وبقي اسمه ومؤلفاته وحيدة وسط أعمال
علماء القرون الوسطى في الشرق، وخلدته في المصطلحات العلمية الحديثة مصطلحات
"الألغاريتم" و"الجبر".
ومن بين الأعمال الأساسية التي كتبها أحمد
الفرغاني في القرن التاسع كان "كتاب عناصر الفلك" الذي تضمن أول معلومات حول بنية العالم، وحجم الأرض، وأثبت فيه
كروية الأرض، واستخدم كتابه في الجامعات الأوروبية حتى القرن السابع عشر الميلادي كمادة
تعليمية أساسية في علم الفلك، وشكل كتابه أساساً علمياً لكولومبوس،
وماجلان وغيرهم من الرحالة في عصر الإكتشافات الجغرافية العظيمة. ومن بين
إنجازات الفرغاني كان إعداد نظرية الإسطرلاب، الأداة الفلكية الأساسية في القرون الوسطى، ووضعه مخطط وتشيد
"مقياس النيل" الشهير على نهر النيل، الذي استخدم كأداة رئيسية
لتحديد مستوى المياه في نهر النيل طوال قرون عديدة. وأشار إلى أن الحظ حالفه كرئيس
لأوزبكستان، عندما كان بزيارة للقاهرة، أن يرى مقياس النيل ويعجب بعبقرية الإنسان،
الذي يعتبره من الأجداد الأوزبك العظام.
وأشار إلى العالم البارز
الآخر أبو نصر بن العراق، الذي يعتبر مؤسس علم المثلثات
الكروية، والمعروف باكتشافاته في الرياضيات، وعلم الفلك. وأنه سمى وبحق "بطليموس
الثاني".
وأشار الرئيس الأوزبكستاني، إلى
أنه من الصعب تقدير عبقرية الأعمال، التي قام بها الموسوعي البارز أبو ريحان
البيروني بالكامل. والتي وصلت إلينا من بين أكثر من 150 عملاً علمياً منها حتى
اليوم 31 عملاً فقط، وأظهرت هذه المعلومات المجزأة التي وصلت إلينا حتى الآن تنوع
التراث الذي خلفه. والبيروني كان أول من اقترح نظرية فريدة للبحار، وبناء
العالم،
وكروية الأرض، وقام بحساب نصف قطر الأرض، وفسر وجود فراغ، وتوقع قبل كولومبوس بـ 500 عام،
بوجود قارة خلف المحيط الهادي، والمحيط الأطلسي، وكان أول من صنف المعادن وأعد
نظرية منشأها، ووضع أسس علم الجيوديسيا. وليس صدفة أن يطلق مؤرخي العلوم الطبيعية في العالم على
القرن الحادي عشر "قرن البيروني".
كم أشار في كلمته إلى
حياة ونشاطات أبو علي ابن سينا الذي حظي بإعجاب الأحفاد، حتى أنه سمي في الغرب بـ"أفيتسينا"، وبجدارة
حصل على لقب "أشهر الفلاسفة، والعالم الموسوعي في
العالم الإسلامي، وكان أحد أعظم مفكري البشرية". وهو الذي بدأ أبحاثه العلمية
في سن السادسة عشرة، وكتب أكثر من 450 مؤلفاً، وبالدرجة الأولى في مجالات: الطب،
والفلسفة. بالإضافة للمنطق،
والكيمياء، والفيزياء، وعلم الفلك، والرياضيات، والموسيقى، والأدب، والمعارف
اللغوية. وحظيت أعماله بإعجاب ليوناردو دا فينشي،
ومايكل أنجلو، وفرانسيس بيكون، وغيرهم من أجيال العلماء. وأنهم في
أوزبكستان يفخرون بعمله الأساسي "القانون في الطب" الذي لا يقدر
بثمن، وهو الكتاب الأكثر شهرة في تاريخ الطب، والذي حدد فيه ابن سينا الإتجاهات الرئيسية لتطوير
المواد الطبية لمئات السنين، ووضع الأسس والطرق العملية الأساسية في الطب،
والصيدلة، والتي لم تفقد أهميتها حتى الآن. وليس صدفة أن هذا الكتاب كان من أول
الكتب التي نشرت في أوروبا خلال القرن الخامس عشر الميلادي، ومن خلاله كان يجري
دراسة الطب في أبرز الجامعات الأوروبية عبر نحو 500 سنة.
والمراسلات التي تبادلها ابن سينا مع البيروني عن "كتاب
السماء" لأرسطو كانت من الأمثلة الكلاسيكية على المستوى العالي
للحوار العلمي، وإعادة
التفكير وبعمق لتطوير وجهات النظر الفلسفية القديمة، وأنها كانت لمفكرين عظام
وبقيت لنا حتى اليوم. وأن خدمات البيروني،
وابن سينا، والعلماء والمفكرين البارزين، الذين عملوا في خوارزم على أعتاب
القرنين العاشر، والحادي عشر الملاديين، لم تقتصر على الأعمال العلمية والإكتشافات
فقط، بل تضمنت مسائل هامة، مثل تأسيس مدارس علمية،ومنها أكاديمية المأمون
في خوارزم، التي تركت أثراً عميقا في التاريخ الفكري للبشرية.
وأشار في كلمته إلى أن معاصري أبو نصر
الفارابي الذي أطلق عليه لقاء معارفه العلمية والموسوعية لقب "أرسطو
الشرق" في القرن العاشر. وهو الذي أغنى جملة من العلوم، وطور النظريات
العلمية الفلسفية في مختلف البلدان. وكتب أكثر من 160 عملاً علمياً. كانت أكثرهم
شهرة "كلمات عن المادة"، و"كتاب مصادر العلوم"،
و"أهمية العقل" وغيرها. وجزء كبير من أعمال الفارابي
العلمية ترجمت إلى العديد من اللغات الأوروبية، والشرقية، وتعتبر حتى الآن مادة
للدراسات العميقة.
وأشار في كلمته إلى كوكبة من العلماء
والمفكرين البارزين خلال القرون الوسطى في الشرق، وفي عصر الأمير تيمور
وأحفاده التيموريين، ومن بينهم كان اسم ميرزه أولوغ بيك الذي سطع
نجم وتألق، إضافة لزملائه وتلاميذه العديدين، أمثال: قاضي زاده الرومي، وعلي
كوشتشي، والكثيرين غيرهم.
ومن المعروف أن أولوغ بيك، حفيد الأمير
تيمور، كان حاكماً شهيراً في سمرقند لأكثر من 40 عاماً، واشتهر كعالم فلك عظيم، واسمه كان
وبجدارة إلى جانب أسماء عباقرة أمثال: كوبرنيكوس، وجيوردانو برونو،
وغاليليو، وغيرهم. وفي
القرن الخامس عشر الميلادي وضع أولوغ بيك عشر جداول فلكية، تضمنت وصوفاً
لمواقع 1018 نجم، وكان أول من وضع خلال 16 قرناً كتالوج جديد للقياسات الفلكية.
وكان زميله الكاشي أول من صاغ الأرقام العشرية، وأعد أساليب تطويرها من
التقريبية المتعاقبة، وأوجد جذور القوى التعسفية. ودعى الرئيس الأوزبكستاني في
كلمته الحضور للإطلاع على المزيد من التفاصيل أثناء زيارتهم لمرصد أولوغ بيك
ومتحفه، الواقع على أحد أعلى التلال المحيطة بسمرقند.
وأشار إلى أن أضخم، المصادر التي لا تنضب من
الحكمة، والمعرفة، الإنسانية للعالم المحيط يمثلها تراث أعظم الفلاسفة، والشعراء،
والمنورين، أمثال: أبو عبد الله روداكي، والفردوسي، ونظامي كنجوي،
وسعدي، وحافظ الشيرازي، وجامعي، وعلي شير نوائي، وبابور،
والكثيرين غيرهم، الذين يعتبرون وبحق كنوزاً للمعرفة العالمية.
وأشار إلى محمود قشقاري مؤلف "قاموس
اللغات التركية" الذي كان الأول في التاريخ، وضمت أعماله مجموعة كبيرة من
الأمثال والأشعار التركية، التي تمثل بالمعنى الكامل للكلمة حروف ذهبية للتعابير
المتداولة. وأنه يعتبر أول باحث في اللغة، والثقافة، واثنوغرافيا،
وفولكلور، الشعوب التركية.
وأشار لحياة محمود زمخشري، اللغوي،
والناقد الأدبي، والجغرافي، والفيلسوف، الذي اشتهر على نطاق واسع، واعترف به كمؤسس
لقواعد اللغة العربية. ومؤلف أول قاموس متعدد اللغات في التاريخ، ضم اللغات:
العربية، والفارسية، والتركية.
وأشاد بالإحترام الكبير الذي حظيت به كوكبة من
المؤرخين العظام في القرون الوسطى، والذين تعتبر أعمالهم شاهداً لا يقدر بثمن على
أحداث ذلك الزمن، ومنهم: أحمد بن عربشاه، ونظام الدين الشامي، وشرف
الدين علي يزدي، وحافظي عبرو، وخوندامير، وعبد الرزاق
سمرقندي، وغيرهم.
وأشار إلى أنهم في أوزبكستان وحتى اليوم، ما
زالت تبهرهم عبقرية، وتعدد اتجاهات واهتمامات والمعارف الموسوعية لعلماء ومفكري
القرون الوسطى في الشرق رغم مرور ما يقرب الألف سنة. ولكن مع الأسف، وبسبب مختلف
الكوارث، والحروب، والكوارث الطبيعية، التي عانت منها البشرية، ولحقت بأرض
أوزبكستان أيضاً، يمكن القول أن واحدا من الألف فقط من تراثهم العظيم وصل إلينا.
والآن من الصعب تصور، كيف كان يسود في تلك المراحل التاريخية، الجهل، والظلامية،
والحياة الصعبة، التي تعرض خلالها العلماء للاضطهاد والمحاكمة، وانتهت حياة
الكثيرين منهم بشكل مأساوي. وما
يثبت هذا حقائق تشير إلى أن أول ضحايا المواجهات، والاشتباكات، والصراعات، بين
الناس، كانت المخطوطات التي لا تقدر بثمن، والكتب التي كانت مصادر للمعرفة. وأضاف
جميعنا نعلم جيداً أنها ضاعت دون رجعة، ومن بينها: أضخم مكتبات العالم القديم،
مكتبة الإسكندرية، ومكتبة أولوغ بيك الفريدة. ومع الأسف، هذه القائمة المحزنة
مستمرة بالإتساع. ولكن،
وعلى الرغم من كل الصعوبات والتجارب القاسية، بقي العلماء والمفكرون مخلصون
لواجبهم العلمي، وللمثل الإنسانية العليا والتنويرية.
وأنهم في أوزبكستان يعتبرون اليوم، أن حياتهم،
كانت لخدمة العلم، وأن إنجازاتهم، لم تزل تبهر البشرية المستنيرة جمعاء حتى الآن،
ومن دون شك هي مثال للتضحية الروحية الحقيقية، التي نحني رؤوسنا جميعاً أمامها. وأن المخزن الضخم للتراث
العلمي، والاكتشافات الضخمة لعباقرة القرون الوسطى في الشرق لم تدرس بشكل كامل
وتنتظر الإستمرار بدراستها.
وعلى سبيل المثال: في أوزبكستان فقط تضم خزائن الكتب اليوم،
أكثر من 100 ألف عمل مخطوط، ومعظمها أدخلت في قائمة التراث العالمي لليونسكو. وأن
مخطوطات علماء ومفكري القرون الوسطى في الشرق، هي "مخزون ذهبي"
في العديد من مكتبات العديد من بلدان أوروبا، وآسيا، والمملكة المتحدة، وألمانيا،
واسبانيا، وروسيا، وفرنسا، ومصر، والهند، وإيران، وغيرها من الدول. وعن هذا تشهد حقائق أنها
وقبل كل شيء، تؤكد على أن الأعمال الرائعة والتراث العلمي للعلماء والمفكرين
البارزين في القرون الوسطى بالشرق، هي ملك ليس لأمة واحدة أو لشعب واحد فقط، بل
للبشرية جمعاء. وهذه الهدية لا تقدر بثمن، وهي مصدر للحكمة والمعرفة للأجيال
الجديدة، ومادة ممتازة للاكتشافات الجديدة. وأن الاستخدام المعقول والفعال
لهذه الثروة المحفوظة حتى أيامنا هذه، والتي تمثل مادة غنية هي لصالح البشرية
جمعاء، وهذه مهمتنا جميعاً، ومن واجبنا معاً.
وأشار في كلمته إلى الإهتمام والإعتراف بالدور
الذي لا يقدر بثمن للعلماء المخلصين، الذين بفضلهم تم فتح إرث الماضي العلمي
الثمين أمامنا. ووجه التحية
للعلماء،
والمؤرخين، والمستشرقين، وعلماء الآثار، وعلماء الانثروبولوجيا، والمتخصصين في
العديد من العلوم الأخرى، وإلى
جميع المشتغلين بالعمل الجاد على المخطوطات المصفرة، والمخطوطات القديمة، لأنه
بفضلهم أصبحت كنوز الفكر الإنساني متاحة للأحفاد المعاصرين، وفتحت العالم الجميل
والغامض للعصور والحضارات السابقة.
وأشار للإنجازات المتميزة في مجالات العلوم،
وأعرب عن إعجابه بالعمل المضني الذي تميزه أفضل الأمثال الأوزبكية التي تقول: أن
تشتغل في العلوم، أشبه بحفر بئر بإبرة. وأشاد بدور من يعمل بالمخطوطات لعشرة أو عشرين سنة، أو
خلال حياته كلها، بإصرار وبسعي دؤوب لكشف تراث العباقرة الكبار للعالم، والذي من
دونه لا يمكن للإنسانية أن تتطور.
ومن بينهم أحد المشاركين الكبار في المؤتمر، وهو من كبار
الباحثين في المنطقة، البروفيسور الياباني كاتو، الذي ساعدت نشاطاته
العلمية على فتح الكثير من الصفحات غير المعروفة في التاريخ، والاثنوغرافيا، وعلم
الآثار، والفنون في آسيا المركزية. بالإضافة لأعماله في دراسة طريق الحرير العظيم،
والدول بدءاً من البكتيرية،
والأبحاث الأثرية الجارية منذ عام 1989 في ولاية سورخانداريا، والأبحاث الأثرية في
مواقع السكن الأثرية: دالويرزينتيبه، وكوراتيبه، وأن ترجمته إلى اللغة اليابانية
لأعمال: الأمير تيمور، وبابور، وأولوغبيك، وغيرهم من كبار المفكرين
في آسيا المركزية سمحت بأن يصبح تاريخ، وثقافة، المنطقة الشاسعة في متناول العالم. وعبر عن شكره له لقاء الكثير
مما يقوم به من أجل تطوير ثقافة الشعوب. وأشار إلى أن أوزبكستان منحته وسام "دوستليك"،
ويعني "الصداقة". وهي حالة من التناغم مع أهدافه في الحياة، وهي
إقامة الصداقة، التي من دونها لا يمكن أن توجد الإنسانية، لأن الإنسان يعيش ليس
للحروب، بل للصداقة.
وأشار لأحد المشاركين في المؤتمر وهو
البروفيسور فريدريك ستار، المؤرخ الأمريكي المعروف، وعالم الآثار،
والانثروبولوجيا، ورئيس معهد آسيا المركزية والقوقاز التابع لجامعة جونز هوبكنز، والذي نشر 22 كتابا وأكثر من
200 مقالة علمية. وفي
عام 2009، تم الاعتراف بمقالته "اكتشافات جديدة في آسيا المركزية"
في الولايات المتحدة كأفضل منشورات العام في وسائل الإعلام الجماهيرية.
وأشار
لأحد الحاضرين في القاعة وهو البروفيسور حيدر منصور، المسؤول العلمي في
مركز أنديرا غاندي القومي للثقافة، في الهند، والذي اشتغل ولسنوات طويلة
وبفاعلية في الدراسات المقارنة والمثمرة لآسيا المركزية في المصادر المكتوبة خلال
القرون الممتدة من القرن التاسع وحتى القرن الخامس عشر، وهي مرحلة النهضة في الشرق
والتي تدرسها وبعمق الأوساط الأكاديمية والثقافية في الهند. وأن الدراسة العلمية عن
"الأهمية التاريخية لـ"ظفرنامة"" التي كتبها نظام
الدين الشامي" حصلت على اعتراف دولي واسع، ودرست بالتفصيل شخصية الدولة الأمير
تيمور، وكانت الوحيدة التي كتبت خلال حياته.
وأشار لضيف قدم من جمهورية كوريا وهو بارك
تشون بيه، رئيس جامعة إنخا، وهي من الجامعات الرائدة في كوريا الجنوبية
والقارة الآسيوية، والمعترف به كمنظم للتعليم العالي، ومتخصص في هندسة الطيران
والفضاء، وقاد لسنوات طويلة الأبحاث في مجال الطيران والفضاء في كوريا الجنوبية. وبمشاركته
الشخصية المباشرة، جرى خلال العام الحالي افتتاح الفرع المعروف لجامعة إنخا في
طشقند لإعداد طلاب مرحلتي البكالوريوس والماجستير بمجال تكنولوجيا المعلوماتية
رفيعة المستوى.
وأشار لبروفيسور جامعة القاهرة، العالمة
المعروفة والمتخصصة باللغة التركية والأدب ماجدة مخلوف، التي أنهت في العام
الماضي، العمل وعلى مدى سنين طويلة ترجمة كتاب "بابور نامة" إلى
اللغة العربية، وأدخلت عليه تعليقاتها الأكاديمية العميقة، وأجرت تحليلاً نقدياً
للدراسات السابقة. وأنه من المهم جدا أن هذا العمل الرائع للسلف الكبير ظهير
الدين محمد بابور أصبح ممكناً الوصول إليه اليوم باللغة العربية إلى جانب
اللغة الإنجليزية، واللغة الفارسية، والعديد من اللغات الأخرى.
وأعرب عن تقييمه العالي للأنشطة العلمية التي
يقوم بها بروفيسور جامعة لوفان الكاثوليكية في بلجيكا يول يانسينس، وهو
مؤلف أكثر من 60 بحثاً منشوراً في مختلف المجالات شملت: التاريخ، والفلسفة
الشرقية. وحصل كتابه "ابن سينا وتأثيره على العالمين العربي
واللاتيني" ومجموعة مقالاته "ابن سينا وتراثه"
على تقييم عال واعتراف كبير ليس في أوساط المتخصصين فقط، بل وفي أوساط أوسع القراء
في جميع أنحاء العالم. وطلب منه التحدث عن هذا الموضوع عبر التلفزيون
الأوزبكستاني، للمجتمع، والشباب، للتعبير عن حبه لتاريخ الشرق، وخاصة تراث ابن
سينا.
وأشار للبروفيسور شي يونلي، المسؤول في
كلية التاريخ والآثار بجامعة العلوم والتكنولوجيا في الصين، والمتخصص المشهور بتاريخ علم
الفلك في العالم. والذي حصلت دراسته المقارنة النسبية في تطور علم الفلك في القرون
الوسطى بآسيا المركزية، والصين، وكوريا، وأوروبا، على شهرة كبيرة. وكان مشهوراً في العالم من
خلال التعريف بتاريخ نشوء وتطور علم الفلك، وهو عضو هيئات تحرير العديد من
المطبوعات العلمية والشعبية الرائدة في الصين وجنوب شرق آسيا.
وأشار لنشاطات الدكتور مارك بونيل الذي
عمل بنكران ذات، والمعروف على نطاق واسع في أوروبا، وهو طبيب وخبير معترف به في
مجال نظم الرعاية الصحية الحديثة. ويرأس
رابطة "ابن سينا فرنسا"
وقدم إسهاماً لا يقدر بثمن للتعريف بالأعمال العلمية لابن سينا في مجالات
الثقافة، والفلسفة، والطب، في فرنسا، وأوروبا.
وأشار لمشاركة العالم الهولندي الشهير روبرت
فان غينت من معهد تاريخ العلوم في أوترخته في أعمال المؤتمر. والذي نشر أكثر
من 10 كتب و 60 مقالة علمية غطت مشاكل علم الفلك الحديث، والجيوديسيا، ورسم
الخرائط، وتناولت تطور التاريخ ومن ضمنها تاريخ القرون الوسطى في الشرق.
ووجه الشكر والاحترام لكل من يستحقه من
العلماء والمتخصصين، الذين قدموا اسهامات جديرة في دراسة وإشهار، وإيصال المعارف لأوسع الشرائح الاجتماعية
عن أهمية تراث علماء ومفكري القرون الوسطى في الشرق. وإسهامهم بتطوير العلوم
والتعليم. وأعرب
عن قناعته بأن الاحترام العميق للتاريخ، والخبرات المتراكمة، والإمكانات الفكرية
المحدثة، التي تعتبر
أكبر كنز في العالم، هو أساس التقدم المادي والروحي في أية دولة. وأشار لما قاله
الكاتب الاسباني العظيم سرفانتس عن أن التاريخ، هو كنز لأفعالنا، وشاهد على
الماضي، ومثال للدراسة في الوقت الحاضر، وتحذير للمستقبل. وركز على تعبير
"تحذير للمستقبل". لأن الذين لا يعرفون التاريخ، سيرتكبون أخطاء
في كل خطوة، والشعب، الذي لا يفخر بتاريخه، لا يمكنه رؤية المستقبل. لأنه دون استيعاب المعارف
العميقة والاكتشافات الهامة للماضي، بما في ذلك القرون الوسطى بالشرق، يستحيل
الوصول إلى الجديد، وإلى المستويات العالية أكثر في العلوم وغيرها من المجالات،
وأكد على استمرار أوزبكستان على هذا الخط مستقبلاً.
وعند تعرضه للنظام التعليمي في أوزبكستان أشار
للإصلاحات الجذرية الجارية فيه، من أجل تعزيز وعي الشباب على القيم الديمقراطية
والسعي لبناء مجتمع جديد. وأن أوزبكستان البالغ عدد سكانها اليوم 31 مليون نسمة،
أكثر من 60% منهم شباب تقل أعمارهم عن 30 عاماً، وتفرض الحاجة وبجلاء ووضوح ضرورو ودور هذه الإصلاحات.
ووفق البرنامج القومي المعمول به في البلاد أدخل نظام التعليم العام الإلزامي
المجاني لـ 12 عاماً وفق مخطط "9+3". وهذا يعني إذا أراد الشخص أن
يؤدي واجبه الدستوري، وواجبه حيال الشعب، وحيال البلاد، يجب أن يتعلم طفله لمدة 12
عاماً. ومن الخصائص المبدئية
للنموذج الذي يطبق في أوزبكستان، وبالمقام الأول بعد الـ 9
سنوات في مدرسة التعليم العام، يدرس التلاميذ 3 سنوات في الكوليجات المهنية
المتخصصة، والليتسيهات الأكاديمية، حيث يتلقى كل منهم إلى جانب المواد العامة
تدريب مهني لمهنتين أو ثلاث مهن وفق التخصصات التي يحتاجها سوق العمل. وقد تم بناء 1500 كوليج وليتسيه
جديدة في أنحاء أوزبكستان وفق أحدث المخططات المعمارية. ويحصل الشباب على التخصصات،
ويتخرجون وهم يعرفون لغة أجنبية واحدة على الأقل، وعلى الأكثر اللغة الإنجليزية.
وبعد 12 عاماً من التعليم الإلزامي يمكن للشباب مواصلة التعليم وفق رغباتهم في
مؤسسات التعليم العالي للحصول على البكالوريوس والماجستير.
وأن برامج
إصلاح التعليم راعت المتطلبات
الحديثة، وأنشأ نظاماً متكاملاً للتعليم المستمر، يتضمن كل مراحل العملية
التعليمية، من مرحلة ما قبل المدرسة، ومرحلة المدرسة، وحتى التعليم المتوسط المهني
التخصصي، والتعليم العالي، والمرحلة الواحدة بعد التعليم العالي، ووفقا للمعايير
الدولية يمكن الدفاع مباشرة عن أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في العلوم. وأن عدد مؤسسات التعليم
العالي زاد خلال سنوات الإصلاحات في البلاد بمعدل مرتين، واليوم يدرس أكثر من 230
ألف طالب وطالبة في 60 جامعة ومعهد. وتعمل في أوزبكستان وبنجاح جملة من
فروع الجامعات الرائدة في أوروبا وآسيا، أمثال: جامعة وستمنستر؛ ومعهد سنغافورة
للتنمية الإدارية؛ وجامعة تورين للبوليتكنيكا؛ والجامعة الروسية للنفط والغاز؛
وجامعة موسكو الحكومية؛ والجامعة الروسية للاقتصاد. وفي الجامعة القومية،
وأكاديمية العلوم الأوزبكستانية في الوقت الراهن وبالتعاون مع أبرز مؤسسات التعليم
العالي في المملكة المتحدة، جامعة كامبريدج أحدث مركز تعليمي تجريبي للتكنولوجيا
الرفيعة. ومن
سبتمبر عام 2014، بدأ نشاطه في أوزبكستان فرع جامعة إنخا الكورية الجنوبية، وسيكون
اتجاه التعليم فيه لتكنولوجيا المعلوماتية والاتصالات، وهندسة الكمبيوتر. كما يحصل الآلاف من الشباب
الأوزبكستانيين الموهوبين على تعليمهم في أبرز الجامعات اليابانية، والألمانية،
والكورية الجنوبية، والصينية، وبريطانيا العظمى، والولايات المتحدة الأمريكية،
وفرنسا، وغيرها من البلدان، وهو ما يتيح لهم فضاءاً واسعاً للمعارف والمهارات.
وأنه وفقاً لمعلومات منظمة الأمم المتحدة،
يبلغ الإنفاق على التعليم بموازنة الدولة في أوزبكستان اليوم أكثر من 35%. ونتيجة للبحث الذي أجرته المنظمة
العالمية للملكية الفكرية في عام 2012 بالإشتراك مع أبرز المدارس التجارية في
العالم "إنسياد" عن مستوى تطور رأس المال البشري، شغلت أوزبكستان المركز
53 بين 141 بلدا في العالم حالياً، ومستوى تطور نظام التعليم، ومن ضمنه حصة
الموارد المخصصة لأغراض التعليم، وتنظيم البحوث شغلت أوزبكستان المرتبة الـ 5 في
العالم.
وفي ختام كلمته عبر عن قناعته بالأهمية
الإستثنائية وجدوى تنظيم المؤتمر لدراسة والتعريف بالتراث العلمي لعلماء القرون
الوسطى العظام في بالشرق عملياً، وإسهاماتهم القيمة في تطوير الحضارة العالمية. وأن هذا المؤتمر يعتبر من أندر
المؤتمرات في العالم. وخصص لموضوع تقديم دفعة للتركة الضخمة من القرون الوسطى في
الشرق ليس لإعلام الجمهور العام فقط، بل ولإعطاء زخما للتنمية الفكرية للشباب
أيضا. وناشد الشباب، بأن يفخروا بالأجداد العظام، وأن يقوموا بتطوير وإثراء تراثهم،
وتقديم الإسهامات الجديرة في هذا الكنز الذي لا يقدر بثمن. وأن المقترحات التي
ستقدم خلال الجلسات العامة والمتخصصة ستساعد على معالجة القضايا المطروحة ومناقشة
المواضيع الملحة. وعبر عن اهتمام
أوزبكستان بمستقبل تعزيز التعاون متعدد الجوانب بين الجامعات الأوزبكستانية والجامعات والمراكز العلمية
والبحثية الأجنبية الرائدة صاحبة العلاقة، واعتبر أنها من الأهداف الرئيسية
للمؤتمر. لأنه من
خلال التعاون مع العلماء والخبراء سيولد جيل من الشباب والطلاب، بغض النظر عن أي
جزء من العالم يعيشون ويتعلمون ويعملون فيه. وأن تعقد مثل هذه المنتديات
بشكل منتظم. ورحب بالمشاركين في المؤتمر بأوزبكستان التي يعيش فيها شعب مضياف،
وتمنى أن يزوروا مدن اللآلئ القديمة: بخارى، وخيوة، وشهريسابز، وغيرها، التي لم
تزل تحافظ وبعناية على التاريخ، وإنجازات الحضارة القديمة.
وبعده تحدث نائب مدير
عام اليونيسكو، مدير المكتب الإقليمي لآسيا والمحيط الهادئ هوبير غيزين،
الذي أشار في كلمته إلى دور وإسهام علماء ومفكري القرون الوسطى في الشرق بتطوير
الحضارة، والعلوم، والفنون العالمية. وعبر عن امتنانه للرئيس الأوزبكستاني
للاهتمام الكبير الذي يوليه لإحياء القيم القومية، ودراسة التاريخ الغني للأجداد
العظام، وتطوير العلوم والتعليم في البلاد.
وخلال الجلسة الإفتتاحية
للمؤتمر تم عرض شريط فيديو عن مظاهر حياة وعمل علماء ومفكري القرون الوسطى في
الشرق، وتراثهم التاريخي، وأنشطة المدارس العلمية.
واستمع الحاضرون في
الجلسة الأولى للمؤتمر لمحاضرات عن:
- تراث علماء القرون
الوسطى في الشرق وتأثيرهم على النهضة الأوروبية. لرئيس معهد آسيا المركزية والقوقاز بجامعة جونس
هوبكينس، الولايات المتحدة الأمريكية.
- العلوم، والآداب،
والفنون في عصر التيموريين كمصدر للنهضة الشرقية. لبروفيسور جامعة ريوكوكو، إيجي مانو، اليابان.
- أهمية
"بابور نامة" للحضارة العالمية. لبروفيسور جامعة القاهرة، ماجدة
مخلوف، مصر.
- تراث العالم
الكبير ابن سينا في تطوير الرياضيات. للبروفيسور، مارك بونيل، رئيس
رابطة "ابن سينا فرنسا"، فرنسا.
- آفاق التعاون
العلمي والتكنولوجي بين أوزبكستان وسلطنة عمان من خلال برنامج الحفاظ ودراسة
التراث المخطوط لعلماء القرون الوسطى في الشرق. لمدير عام مركز التراث القومي
بسلطنة عمان خليل بن علي الخاني.
- نموذج الإسطرلاب
الفلكي "Zawraqi"،
المحدث على أساس الوصوفات المفصلة لعالم الرياضيات، والفلك، الأوزبكي العظيم محمد
بن أحمد أبو ريحان البيروني. للأستاذ
المساعد بجامعة أوتريخت، ويلفريد دي غراف، هولاندا.
- تصنيف علوم
الفلسفة في القرون الوسطى بالشرق ومكانتها في تاريخ العلوم. لبروفيسور، جامعة
طوكيو، ماساتاكا تاكيشيتا، اليابان.
- علم الفلك
الشرقي في عصر ألوغ بيك. لبروفيسور جامعة خيفيس، الدكتور في إدارة تاريخ
العلوم، شي يونلي، الصين.
- إسهام أبو ريحان
البيروني في تطوير العلوم. للبروفيسور مهد يوسف حجي عثمان، مدير معهد
الحضارة الإسلامية، بالجامعة القومية الماليزية.
- التراث العلمي
لابن سينا والبيروني في المجال التاريخي. لبروفيسور، جامعة لوفينا
الكاثوليكية، يول ياسينس، بلجيكا.
- حضارة أوزبكستان
على تقاطع الطرق العظيمة العابرة للقارات في أوروآسيا. للأكاديمي، بأكاديمية
العلوم بجمهورية أوزبكستان ريتفلادزه إدوارد فاسيليفيتش.
وفي اليوم الثاني
للمؤتمر 16/5/2014 توزع المشاركون إلى أربع مجموعات متخصصة هي:
المجموعة الأولى، وبحثت: الإنجازات الهامة لعلماء القرون الوسطى في
الشرق، الذين عملوا في مجال العلوم الدقيقة، وإسهامهم في تشكيل وتطوير العلوم
الحديثة (الفلك، الرياضيات، الجغرافيا، الجيوديزيا) أدار الجلسة: شي يونلي،
بروفيسور، جامعة خيفيس، مدير إدارة تاريخ العلوم، الصين. وإيغامبيردييف ش.أ.،
مدير معهد التاريخ بأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان.
واستمع المشاركون
فيها لكلمات المشاركين عن:
- تقاليد مدرسة
ألوغ بيك العلمية في مجال علم الفلك والحداثة (دراسة الفلك في ميدان المرصد الفلكي).
لبروفيسور، جامعة مدينة نيتستسه، إريك فوسا، فرنسا.
- تأثير أعمال
علماء آسيا المركزية على تطوير العلوم الدقيقة في أوروبا. للأكاديمي، في
أكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان، ش. أيوبوف، مدير معهد الرياضيات
التابع للجامعة القومية الأوزبكستانية.
- تراث ألوغ بيك
في العلوم وتطور تاريخ العلوم في الغرب. لمسؤول مشروع الإدارة الرئيسية للتراث
بوزارة الثقافة الفرنسية جان دافوغيو.
- تراث علماء وسط
آسيا في مجال علم الفلك وعلوم الفضاء في أوزبكستان اليوم. لمدير معهد التاريخ
بأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان إيغامبيردييف ش.أ..
- إسهام ألوغ بيك
في نشوء وتطوير الخرائط السماوية. لبروفيسور، معهد التاريخ بجامعة أوتريكست، روبيرت
فان غينت، هولندا.
- بعض مجالات تراث
ميرزة أولوغ بيك في علم الفلك والإنجازات الحديثة في حركة علم الفلك في أوزبكستان.
لبروفيسور، الجامعة القومية الأوزبكستانية، س. نور الدينوف.
- نماذج تغيرات
العلوم والتكنولوجيا من وجهة نظر التكنولوجيا البيئية. لبروفيسور، جامعة
طوكيو، خيروخيسا أوتشيدا، اليابان.
إسهام أحمد الفرغاني
في علوم المياه والهيدرولوجيا. لرئيس
قسم، في الجامعة القومية الأوزبكستانية، ف. حكماتوف.
- تأثير تراث
الخوارزمي في مجال علم الهندسة على هندسة البناء والتخطيط العمراني في عصر
التيموريين. للباحثة، في المعهد الدولي للبحوث الآسيوية. يلينا باسكاليفا،
هولاندا.
- الخوارزمي مؤسس
الرياضيات الحديثة. للأكاديمي، في أكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان،
بروفيسور، الجامعة القومية الأوزبكستانية، أ. سعد اللاييف.
- محمد بن موسى
الخوارزمي كجغرافي. للباحث العلمي الرئيسي، في فرع سانت بيتربورغ لمعهد تاريخ
المعارف الحقيقية والتكنولوجيا، في الفيدرالية الروسية، د. شيغلوف.
- تراث علماء
القرون الوسطى في مجال الميكانيك، والأجسام السماوية والمعاصرة. لمدير معهد
الميكانيك ومقاومة المباني للزلازل، بأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان، أ.
ريزاييف.
- الآباء الفكريين
لأوزبكستان والثورة التكنولوجية العالمية. لرئيس منتدى كامبريدج لآسيا
المركزية، في بريطانيا العظمى، سيدخارتخ ساكسينا.
- إسهام علماء
الشرق العظام في علم الخرائط. لبروفيسور، الجامعة القومية الأوزبكستانية،
ت. ميرزاليف.
- دور العلماء
المسلمين في القرون الوسطى بتطوير الرياضيات، وعلم الفلك. لرئيس قسم بمعهد
الرياضيات في أكاديمية العلوم الأذربيجانية، علي باباييف.
- إسهام أولوغ بيك
العلمي والفكري. لرئس قسم دراسات تاريخ القرون الوسطى بجامعة جمعية ملية في
نيودلهي، إقتدار محمد خان، الهند.
وشارك في أعمال المجموعة من الأجانب: من بريطانيا العظمى: بيتر
بولان. ومن جمهورية كوريا: يونغ خي كان؛ وإيم مينغ شين؛ وسينخفان
كيم؛ وسينغ غاك لي. ومن ألمانيا: أدغار كلوزيه؛ ودياكونوف
فلاديمير؛ ودانيل فيليب؛ وبرونو بودينبيرغ. ومن زيلانديا
الجديدة: جون خيرنشو. ومن الفيدرالية الروسية: بوغوليوبوف نيكولاي
نيكولاييفيتش. ومن سينغافورة: راماتان ديفينديران؛ وشريف جعفر.
ومن إسبانيا: أنخيلييس لوبيس أغويرا. ومن الولايات المتحدة الأمريكية: إلياس
شتين؛ وأكختار خان. ومن إيطاليا: ستيفانو لودزاتو؛ وماريو
ساليرنو؛ ولويجي أكاردي؛ وجوليو كاساتي؛ ولي دونغ ترانغ؛
وجوفاني فراكاستورو؛ وسالفاتوري كولوتشيا. ومن فرنسا: لوران
سادارين؛ وجان فرانسوا كريتو؛ وجان دافوانيو. ومن اليابان: فومي
يوشيدا. ومن قازاقستان: ب. إسماعيلوف.
المجموعة الثانية، وبحثت: التراث التاريخي والفلسفي للعلماء والمفكرين.
أدار الجلسة: مارك بونيل،
بروفيسور، رئيس رابطة "ابن سينا فرنسا"، فرنسا. وصاليحوف ش.،
رئيس أكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان.
واستمع المشاركون
فيها لكلمات المشاركين عن:
- إسهام ابن سينا
والمعارف التقليدية لشعوب آسيا المركزية في تطوير الطب. للمحاضرة بمعهد أبحاث
الصحة في جامعة مدينة ليدس، بربارة بوتراتا، بريطانيا العظمى.
- دور تراث ابن
سينا العلمي في تطوير الصيدلة الحديثة. للبروفيسور، أ. يونوسحجاييف،
رئيس معهد الصيدلة في طشقند.
- القانون الصغير
لابن سينا. لبروفيسور، المدرسة الطبية، بجامعة باختشيسيخيرا، كيسكينبورا
قادرجان، تركيا.
- أبو ريحان
البيروني وتشكل فكرة الجيوديناميكا في الجيولوجيا. للباحث العلمي البارز بمعهد
الجيولوجيا والجيوفيزيا، في أكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان، ب. نورتاييف.
- التشخيص باللسان
في الطب الشرقي: ملاحظات ابن سينا العلمية. لمدير مركز الطب الشرقي، ساتش
م.، إسرائيل.
- الأفكار
العقلانية الطبيعية والعلمية لعلماء أوزبكستان في القرون الوسطى. لنائبة مدير
معهد الدراسات الشرقية للشؤون العلمية، بأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان،
س. كاريموفا.
- تقييم النظريات
الطبية للعلماء المسلمين في القرون الوسطى وخاصة أجهزة أبو سهل المسيحي (970 –
1011). لرئيس قسم البيوكيميا السريرية بمعهد شير وكاشمير لعلوم الطب، محمد
أمين، شريناغار، الهند.
- تراث ابن سينا
التاريخي. لمدير عام التعليم المستمر في الجامعة العربية المفتوحة، فهد
المقراد، الكويت.
- إرتباطات
النشاطات الإباضية التجريبية في بعض أبحاث ابن سينا. لرئيس قسم بمعهد الصيدلة
بطشقند، البروفيسور، س. سعيدوف.
- الأمرض العصبية
في أعمال ابن سينا. لرئيس تحرير دار النشر "إسرادون"، والمدرس
الأقدم بمعهد أليكساندرا موسى لدراسة إسرائيل، ميخائيل شتيرينشيس، إسرائيل.
- جينات الإنسان:
نظرة علماء القرون الوسطى والعلوم الحديثة. لرئيسة مخبر مركز التكنولوجيا
العالية بمدينة طشقند، ش. تورديكولوفا.
- ابن سينا والطب.
لمدير مركز أبحاث علوم الطب، ميرفايس خاكمال، أفغانستان.
- الآفاق
التاريخية لتطور تكنولوجيا السيراميك في آسيا الوسطى. للسكرتير العلمي في مركز
الإبتكار بمعهد طشقند للكيمياء والتكنولوجيا، د. قاديروفا.
علم النفس لدى ابن
سينا (كتاب علم النفس) ترجمة المستشرق السلوفاكي، والمستعرب، والمتخصص بالدراسات
السامية، يانا باكوشا. لرئيس
الجمعية السلوفاكية للإستشراق، غابرييل بيريكي.
- الأبحاث في مجال
علم الأعصاب لعلماء القرون الوسطى في الشرق. لرئيس الرابطة الدولية،
أفاناسيوس دياماندوبولوس.
- استخدام أساليب
ابن سينا في تشخيص وعلاج أمراض الكبد. لمدير مستشفى روكلاند، منظور أحمد
مير، الهند.
وشارك في أعمال المجموعة من الأجانب: من الولايات المتحدة
الأمريكية: فاينا لينكوف؛ وتسزيان كان تشجو؛ وجيمس ميرفي؛ ودافيد
زاوروف؛ ودونالد سواريز؛ وأوين ريد؛ وإخلاص أ. خان. ومن
بريطانيا العظمى: بيتر تايلور. ومن اليونان: أفاناسيوس دياماندوبولوس.
ومن إسرائيل: يوسف شتينبيرغير. ومن إسبانيا: إرفين فاغنير. ومن
إيطاليا: فرانتشيسكو فورناي. ومن
قازاقستان: و. ميرزاييف. ومن الصين: خي زي لي. ومن تركيا: حسني جان بشير. ومن جمهورية
كوريا: خي جين كيم. ومن فرنسا: توماس خارتلي. ومن لاتفيا: يوريس
مارتينوفيتش سالاكس. ومن اليابان: تاكاشي إيتو؛ وماساشي ميزوكامي.
ومن هولاندا: أ. ر. فان دير كرول. ومن سويسرا: فولفغان فيلكي؛ وخوبيرت
غيزين. ومن سلطنة عمان: خليل بن علي الخاني. ومن باكستان: محمد
إقبال تشوخاري. ومن ألمانيا: بيترا ميشنيك.
المجموعة الثالثة، وبحثت: التراث التاريخي والفلسفي للعلماء والمفكرين.
أدار الجلسة: يول ياسيني، بوفيسور، جامعة لوفينا الكاثوليكية، بلجيكا. وأ.أ.
عبد الوحيتوف، رئيس أكاديمية بناء الدولة التابعة لرئيس جمهورية أوزبكستان.
واستمع المشاركون
فيها لكلمات المشاركين عن:
- التأثير الثقافي
المتبادل بين آسيا المركزية والشرق الأوسط خلال الفترة الممتدة من القرن التاسع
وحتى القرن الثاني عشر. لبروفيسور، جامعة غومبولدت فيادرينا، أودو شتاينباخ،
ألمانيا.
- مؤلف "أثر
البقية" أبو ريحان البيروني كموسوعة إثنوثقافية في القرون الوسطى. لبروفيسور،
معهد طشقند الحكومي للدراسات الشرقية، م. إسحاقوف.
- تراث وحكمة
القرون الوسطى في الشرق في تطور الحضارة الحديثة. للمدير العلمي للمشروع
الأوروبي للرابطة الطبية «Medizine
Park Ruhr, Traditional System Medicine, Research and Development»، أمينة أتخير، ألمانيا.
- إسهام علماء
أوزبكستان في تطوير العلوم الحديثة. لرئيس منتدى رؤساء مؤسسات التعليم العالي
الإندونيسية، لاودي م. كمال الدين.
- حافظ عبرو، مصدر
مرحلة شاه روح ميرزة، حفيد صاحبكيران الأمير تيمور. لبروفيسور، كلية التاريخ
والثقافة بجامعة جمعية ميلية، سعيد ظاهر حسين جفري، نيودلهي، الهند.
- مكانة الوثائق
الخطية للقرون الوسطى في تاريخ الدولة الأوزبكية. لعميد كلية بمعهد طشقند
الحكومي للدراسات الشرقية، ك. أمانوف.
- عن "ظفر
نامة" نظام الدين شامي بالمقارنة مع شرف الدين يزدي. للأستاذ المساعد،
بجامعة وارسو، رادوسلاف ستيرن، بولونيا.
- باخشي وسط آسيا:
من أيام ماركو بولو وحتى اليوم. لرئيس التحرير الدولي بمجلة «Science»، ريتشارد ستون، الولايات
المتحدة الأمريكية.
- إسهام الصغد في
تطوير العلوم والثقافة في القرون الوسطى. لمدير معهد التنقيب الأثري بأكاديمية
العلوم بجمهورية أوزبكستان، أ. بيرديمورادوف.
- التراث الثقافي
وحركة السكن في واحة سمرقند: خارطة التنقيبات الأثرية بوادي زرفشان الأوسط. لمحاضرة من جامعة بولوني، سيمونه مانتيليني،
إيطاليا.
- البرنامج
التعليمي لمدرسة تامغاتش خان بسمرقند (القرنين الحادي عشر، والثاني عشر). للباحث
العلمي الرئيسي في معهد المعارف الفنية بأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان،
أ. حكيموف،.
- تراث ابن سينا
الفلسفي. للمتخصص بالمركز القومي للبحوث العلمية الفرنسي، ميريام سيبتي.
- علم التصوف عند
ابن سينا: الطبيعة والتأثير. للبروفيسور، في جامعة أمستردام، ميخائيل
ليزينبيرغ، هولاندا.
- الزرادشتية في
خلفية الدراسات الفلسفية للبيروني. لبروفيسور، الجامعة القومية الأوزبكستانية غ. محمودوفا.
- إسهام علي شير
نوائي في مجال الثقافة. لنائب
رئيس أكاديمية العلوم في الجمهورية الإسلامية الأفغانستانية، محمد أسلم أفظالي.
وشارك في أعمال المجموعة من الأجانب: من جمهورية كوريا: سونغ
دونغ كي. ومن النمسا: ماركوس ريتير؛ وباري كوبير. ومن
الكويت: أميمة السواحل. ومن بريطانيا العظمى: نيكولاس بوستغيت. ومن
المملكة العربية السعودية: فهد السماري؛ ويحيى محمود بن جنيد. ومن
ألمانيا: فولكير نيف. ومن الولايات المتحدة الأمريكية: بارفيز مورفيج.
ومن الهند: نيشات منظر؛ وب.ل. داش؛ وك. فاريكو. ومن فرنسا: ماكس
شفويرير. ومن التشيك: دكتور لاديسلاف ستانتشو. ومن اليابان: خاريو
كوباياشي؛ وشيويا أكيفومي؛ وكاتسويا إتشيخاشي. ومن إيطاليا: ماورريتسيو
توزي. ومن الصين: سون سياوتشون؛ ولي تسزينسيو؛ وتشين سينتسان؛
ولو خونتساي.
المجموعة الرابعة، وبحثت: التراث العلمي للعلماء والمفكرين في مجال
المعارف اللغوية والآداب. أدار الجلسة: شهيد تسليم، أستاذ مساعد،
بأكاديمية الدراسات الدولية في جامعة جمعية ملية، نيو دلهي، الهند. وب. أ. عبد
الحليموف، نائب رئيس أكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان.
واستمع المشاركون
فيها لكلمات المشاركين عن:
- علي شير نوائي رائد
ومؤسس الأدب والشعر الأوزبكي، وشاعر عظيم، ومؤسس الاتجاه الجديد في الأدب العالمي. لمدير معهد المخطوطات، والعضو المراسل بأكاديمية
العلوم القومية الأذربيجانية، تيمور كيريملي.
- أفكار الطيبة،
والتسامح والإنسانية، أساس فلسفة علي شير نوائي. لرئس معهد سمرقند للغات الأجنبية، ش. سيراج الدينوف.
- التراث الإبداعي
لمفكري القرون الوسطى في الشرق ودوره في تطوير الأدب الأوروبي. للمدير الفخري في المركز القومي للدراسات العلمية،
فرنسا.
- الأهمية
العالمية لإبداعات علي شير نوائي. لرئيس قسم بمعهد اللغات والأدب في أكاديمية
العلوم بجمهورية أوزبكستان، ي. حق قولوف.
- أعمال محمود
الزمخشري في مجال اللسانيات. لبروفيسور،
جامعة كمبريدج، ورئيس مجلس كلية الدراسات الآسيوية والشرق الأوسط، جفري خان،
بريطانيا العظمى.
- وضع فهارس أبجدية
من عدة أجزاء، كمرحلة جديدة للدراسات العلمية لإبداعات علي شير نوائي. لبروفيسور، معهد طشقند الحكومي للدراسات الشرقية،
أ. كورانبيكوف.
- التقاليد الأدبية
لطوران (آسيا المركزية) وأبو منصور الثعالبي. للبروفيسور، والدكتور في العلوم الأدبية، بجامعة
تشيكا، كينغا تاكيشيتا، اليابان.
- رسائل علي شير
نوائي للأحفاد. للباحث العلمي
البارز في متحف علي شير نوائي للآداب بأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان، أ.
قيوموف.
- بابور ومسائل
إصلاحات الكتابة الأوزبكية. للبروفسور،
في معهد بلدان آسيا وإفريقيا بجامعة أورشليم، فلاديمير ميساميد، إسرائيل.
- "ديوان لغة
الترك" ودوره في تطوير المعارف اللغوية الأوزبكية. لبروفيسور، معهد طشقند الحكومي للدراسات الشرقية،
ك. صاديقوف.
- تراث علي شير نوائي
في دراسات الأدب الأذربيجاني. لبروفيسور،
معهد الآداب بأكاديمية العلوم القومية الأذربيجانية، ألماظ علوي بينيتوفا.
- دور أعمال علي شير
نوائي في تشكيل مبادئ اللغة الأوزبكية. لعميد كلية بجامعة طشقند التربوية، ي.
عظيموف،.
- دراسة أعمال علي
شير نوائي في الهند. للأستاذ
المساعد، بأكاديمية الدراسات الدولية، جامعة جمعية ميلية، شهيد تسليم، نيو
دلهي، الهند.
- تأثير نوائي ولطفي
على شعر بيرام خان. لبروفيسور،
جامعة بودابيشت، بينيديك بيري، هنغاريا.
- شعر ظهير الدين
محمد بابور بلغة داري. لنائب
مدير معهد لغات فارسي وداري، محمد فاضل شريفي، أفغانستان.
وشارك في أعمال المجموعة من الأجانب: من أذربيجان: توفيق
غاجييف. ومن بولونيا: يانوش كرجيجوفسكي. ومن المملكة العربية السعودية:
تركي العتيبي. ومن بريطانيا العظمى: بيتر كايل؛ وإفيلين راغ.
ومن اليابان: تورو خوريكافا؛ وتاكيشي ماتسودا؛ وإيسوغاي ماسومي.
ومن مصر: محمد عبد الحميد خليفة. ومن إسبانيا: سولوفيفا ناتاليا.
ومن السويد: عبد الحكيم شعري جورجوني. ومن الصين: سيوي تسينتسيون.
ومن الكويت: عبد الله معتوق المعتوق. ومن لاتفيا: فينتا كوتسيري.
واختتم المؤتمر أعماله يوم 16/5/2014 ولوحظ من خلال
الكلمات تطابق آراء المشاركين حول كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان أثناء مراسم افتتاح
المؤتمر، من أنها وفرت أجواءاً خاصة لأعمال المؤتمر، وشكلت حافزاً للعلماء
والمتخصصين. وإلى أن الحديث دار خلال جلسات فرق العمل في المؤتمر حول دور
الإسهامات الضخمة لمفكري القرون الوسطى في الشرق بتشكيل العلوم الدقيقة، وعلم
الفلك، والرياضيات، والجغرافيا، والجيوديزيا،. وفي تطوير العلوم الطبيعية، والطب،
والصيدلة، والكيمياء، والمعادن. وحول تراثهم التاريخي والفلسفي، ومنجزاتهم
المعرفية اللغوية والأدب.
وفي الجلسة الختامية
جرى الإستماع لمحاضرات عن:
- تأثير التراث
العلمي للخوارزمي على العمارة ودراسة النقوش في عصر التيموريين؛
- أبو ريحان
البيروني، وظهور أفكار الجيوديناميكا والجيولوجيا؛
- اكتشافات أحمد
الفرغاني في الهيدرولوجيا؛
- التراث العلمي
لإبن سينا ودوره في تطوير الطب والصيدلة؛
- خدمات محمود
الزمخشري في مجالات المعارف اللغوية؛
- إسهامات ميرزه
ألوغ بيك وإنشائه المدارس لتطوير الرياضيات وعلم الفلك؛
- أهمية مؤلفات
علي شير نوائي وظهير الدين محمد بابور في تطوير الأدب والثقافة العالمية.
كما تحدث مدير معهد
علم الفلك في أكاديمية العلوم الأوزبكستانية، دكتوراه في علوم الفيزياء والرياضيات،
البروفيسور شهرت إيغامبيردييف؛ والنائب الأول لجامعة ميرزة ألوغ بيك
القومية الأوزبكستانية شهرت سيراج الدينوف؛ والمسؤول في كلية تاريخ العلوم
والآثار بجامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية البروفيسور شي يونلي؛ ورئيس
رابطة "أفتسينا فرنسا" البروفيسور مارك بوننيل (فرنسا)؛ وبروفيسور
جامعة لوفينسك الكاثولوكية يول يانسسينس (بلجيكا)؛ وغيرهم مشيرين إلى أن
المؤتمر الدولي الذي نظم بمبادرة الرئيس إسلام كريموف تمتع بأهمية كبيرة
لدراسة التراث العلمي لمفكري القرون الوسطى، واستيعاب إسهاماتهم في تشكيل وتطوير
العلوم الحديثة، وتوسيع التعاون العلمي الدولي في هذا الاتجاه. وفي ختام المؤتمر
صدرت وثيقة ختامية عن النتائج التي توصل إليها المؤتمر ودعت الوثيقة لعقد مثل هذا
المؤتمر بشكل دوري.
وزار المشاركون في
المؤتمر الكوليج المهني لصناعة السيارات في سمرقند؛ والكوليج المهني للصناعات
الخفيفة والاقتصاد؛ واطلعوا على نتائج تطبيق نظام التعليم المستمر لمدة 12 عاماً
في البلاد. واطلعوا على المعالم والآثار المعمارية والأماكن التاريخية، المرتبطة
بأسماء الأجداد العظام، والمباني الحديثة التي بنيت خلال سنوات الإستقلال.
ولا بد من الإشارة
إلى أن الرئيس إسلام كريموف حصل
بتاريخ 6/11/1998 على ميدالية "أبو علي بن سينا" الذهبية الدولية لليونسكو. التي كانت تقديرا عالياً
لإسهام الشعب الأوزبكي في تطوير الحضارة العالمية، وتقديرا للخدمات، والأعمال التي
تقوم بها الدولة للحفاظ على التراث التاريخي والثقافي والروحي، وتنشئة جيل متناغم
التطور.
كما احتفل تحت رعاية
اليونسكو، بذكرى مرور 1000 عام على تأسيس أكاديمية المأمون الخوارزمية،
والذي يعتبر إحياء نشاطاتها مثال ساطع للاهتمام الذي تبديه أوزبكستان لتخليد ذكرى
الأجداد العظام، وتطوير العلوم. وهذا الصرح العلمي القديم دائم الشباب إلى الأبد،
مستمر بالقيام بأبحاث علمية عن تاريخ خوارزم، وثقافتها. وفي الوقت الراهن بمجالات:
البيئة والثروات الأرضية، وموارد المياه.
وفي كتابه
"المعنويات العالية قوة لا تقهر" أشار الرئيس الأوزبكي إلى المحادثات
التي أجراها في باريس مع المدير العام لليونسكو فيديريكو مايور، عام 1996، والذي
اثنى على التراث العلمي للعالم أولوغ بيك، وأشار خلالها مايور، إلى
أن حسابات الكمبيوتر الحالية للتحقق من تحركات النجوم كانت بفارق بسيط ببضع دقائق
عما توصل إليه أولوغ بيك. وأن السيد مايور أضاف أن أولوغ بيك
لا يمكن أن يكون مخطئا، وربما كان الخطأ في الكمبيوتر. ومنذ استقلال أوزبكستان، جرت وتجري دراسات عميقة وواسعة
النطاق على حياة وأعمال أولوغ بيك. وبمبادرة من الرئيس الأوزبكستاني، أعلن
عام 1994 عاماً لأولوغ بيك، وجرى الإحتفال بذكرى مرور 600 عام على ميلاد
هذا العالم الكبير على نطاق دولي واسع بمقر اليونسكو في باريس التي استضافت خلاله
مؤتمراً دولياً خصص لتراثه العلمي القيم.
ومنذ استقلال أوزبكستان،
تضاعفت عظمة وبهاء سمرقند. وبمناسبة ذكرى مرور 660 على ميلاد الأمير تيمور
وذكرى مرور 600 عاماً على ميلاد أولوغ بيك جرت أعمالاً واسعة في سمرقند،
شيد خلالها نصباً لصاحبكيران (الأمير تيمور) في وسط المدينة. وتم ترميم
مرصد أولوغ بيك والمدارس الدينية الإسلامية. وأصدر الرئيس الأوزبكستاني
بتاريخ 18/10/1996 مرسوماً بمنح مدينة سمرقند وسام الأمير تيمور. ومنذ ذلك
التاريخ تحتفل سمرقند بهذا اليوم كيوم للمدينة. ومنذ ذلك الوقت تجري دراسة تاريخ سمرقند بشكل منتظم. وخلال هذه المدة جرت وعلى
نطاق واسع أعمال حفريات أثرية في موقع أفراسياب الأدنى، وطبقات قلعة المدينة،
والأسوار التي بنيت خلال القرنين السابع، والثامن قبل الميلاد، وتعتبر من أقدم
التحصينات في آسيا المركزية. كما جرت دراسات على اللقيات الأثرية هناك في مختبر
مركز الأبحاث العلمية القومي. وأظهرت التحليلات أن ما اكتشف في أفراسياب يعود لنحو
2750 عام. وبقرار من المؤتمر العام لليونسكو، احتفل في عام 2007 وعلى نطاق واسع بذكرى
مرور 2750 على تأسيس مدينة سمرقند. وعلى أعتاب هذه الذكرى تغير منظر المدينة
القديمة، وشيدت العشرات من المباني والمرافق الاجتماعية، والحدائق والساحات
الجميلة. وتم بناء طريق دائري صغير، ربط بين ضريح الأمير تيمور، وساحة
ريجستان، ومسجد بيبي خانم، ومجمعات شاهي زيندا، ومرصد أولوغ بيك،
لتوفير الراحة للزوار والسياح الأجانب. وهو ما
اطلع عليه المشاركون في المؤتمر الدولي، وشمل ضريح الأمير تيمور، ومتحف
ومرصد أولوغ بيك، وموقع أفراسياب. وفي المقابلات الصحفية التي أجريت معهم
أعربوا عن تقديرهم لأعمال البناء والتحسين التي جرت في سمرقند خلال سنوات إستقلال
أوزبكستان.
طشقند في 27/5/2014
المراجع المستخدمة:
1. مركز جمعة الماجد يشارك في مؤتمر
المخطوطات في أوزبكستان. // أبو ظبي: جريدة الإتحاد، 25/5/2014.
2. وسائل الإعلام الجماهيرية المصرية تتحدث عن المنتدى العلمي في
سمرقند. // طشقند: وكالة أنباء Jahon
من القاهرة، 24/5/2014. (باللغة الروسية)
3. علماء كويتيون يتحدثون عن نتائج المؤتمر
العلمي الدولي في سمرقند. // طشقند: وكالة أنباء Jahon
من الكويت، 20/5/2014.
(باللغة الروسية)
4. إيرادة
منظوروفا: التاريخ القديم والغني أساس المستقبل العظيم. //
طشقند: وكالة أنباء UzA، يوم 20/5/2014. (باللغة الروسية)
5. كلمة رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام
كريموف خلال افتتاح المؤتمر الدولي "التراث التاريخي لعلماء ومفكري
القرون الوسطى في الشرق، ودوره وأهميته للحضارة الحديثة". //
طشقند: وكالة أنباء UzA،
16/5/2014. (باللغة الروسية)
6. إيرادة عماروفا،
ونادرة منظوروفا، وغالب حسانوف، وأعلو عبداللاييف، وعلي
شير ناصيروف: تراث الأجداد العظام ملكاً للإنسانية. // طشقند: وكالة أبناء UzA، 16/5/2014. (باللغة الروسية)
7. نادرة منظوروفا،
وإرادة عماروفا: مستقبل البلاد التي نشأ فيها المفكرين العظام سيكون
عظيماً. // طشقند: وكالة أنباء UzA، 16/5/2014. (باللغة الروسية)
8.
نادرة منظوروفا، وإرادة عماروفا: بهرنا الطابع الحديث لهذه الأرض العريقة التي نشأ عليها
مفكرين عظام. // طشقند: وكالة أنباء UzA، 16/5/2014. (باللغة الروسية)
9. أنور صمادوف، وغالب حسانوف: تراث
الأجداد العظام ملك للإنسانية. // طشقند: وكالة
أنباء UzA، 15/5/2014.
(باللغة الروسية)
10. نادرة
منظوروفا، وإرادة عماروفا: أوزبكستان وطن المفكرين العظام. // طشقند: وكالة
أنباء UzA، 14/5/2014. (باللغة الروسية)
11. إسهام العلماء
الأوزبك في العلوم العالمية لا يقدر بثمن. //
طشقند: وكالة أنباء Jahon من الكويت، 13/5/2014. (باللغة الروسية)
12. التراث العلمي
للعلماء الأوزبك نظرة من مصر. // طشقند: وكالة أنباءJahon
من القاهرة، 11/5/2014.
(باللغة الروسية)
13. أوزبكستان موطن
العلماء الموسوعيين العظام. // طشقند: وكالة أنباء Jahon من الكويت، 9/5/2014. (باللغة الروسية)
14. أوزبكستان موطن العلماء الموسوعيين العظام. //
طشقند: وكالة أنباء Jahon من الكويت، 9/5/2014. (باللغة
الروسية)
بحث أعده في طشقند: أ.د. محمد البخاري.
دكتوراه في العلوم السياسية (DC) تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم
الدولية وتطور العولمة، ودكتوراه فلسفة في الأدب
(PhD)، تخصص صحافة، بروفيسور متقاعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق