ظرف التعرض الانتقائي للمعلومات
ظرف
التعرض الانتقائي للمعلومات
كتبها: أ.د. محمد البخاري.
ظرف فرض الخضوع:
وهو
الظرف الذي يضطر فيه الفرد للقيام بسلوك معين لا يقدم عليه بإرادته، ويضمن قيام
الفرد بهذا السلوك التعرض عادة لضغط يكون على شكل عقاب عن عدم الخضوع وكذلك بغية
الحصول على جزاء الخضوع. وكلما قل الضغط الذي يفرض علينا السلوك الذي لا نريده
كلما زادت حالة التنافر التناقض. وحينما يضطر الفرد إلى التعبير علانية عن رأي
مخالف ومتناقض مع رأيه الخاص تحدث حالة من التنافر والتناقض يتوقع معها حدوث ضغوط
معينة للتقليل منها.
وقد
يضطر شخصاً ما لسبب أو لآخر بغرض كسب تأييد من نوع معين أو لتجنب خطر ما إلى
التصريح برأي علني مخالف لآرائه المعتادة. آخذاً بعين الاعتبار:
1-
قدر الجزاء الذي سيحصل عليه من سلوكه العلني المخالف.
-
قدر المضايقة التي يجنيها من سلوكه العلني المخالف.
وباختصار،
فإن إغراء الإنسان بأن يسلك سلوكاً مخالفاً لاعتقاده الخاص، لقاء جزاء موعود،
ومضايقة بسيطة، فإن ذلك سيؤدي إلى حدوث اتفاق بين رأيه الخاص وما صرح به علانية.
ظرف التعرض الانتقائي للمعلومات:
من
خلال بحث الإنسان عن المعلومات ومن أجل التقليل من حالة التنافر والتعارض عنده،
فإنه يلجأ لتغيير عنصر المعرفة المتصل بالظروف المحيطة به. وهو ما يسمى التعرض
الانتقائي للمعلومات، الذي ينظر إليه من خلال وجهتي نظر أساسيتين، هما:
1-
التعرض غير الاختياري الذي يظهر من خلال تناقض المعلومات الجديدة مع المعرفة
المختزنة لديه ليعبر خلالها عن عدم الارتياح والتنافر من خلال:
آ-
إدراك المعلومات بشكل سيء أو محرف؛
ب-
تجنب المعلومات الجديدة أو نسيان ما كان يعرفه عنها؛
ج-
تغيير آراءه من خلال الاقتناع بالمعلومات الجديدة.
2-
التعرض الاختياري عن طريق البحث المتعمد عن المعلومات الجديدة، مما يدفع بالمرء
لاتخاذ قرار بطرق عقلانية.
ظرف التأييد الاجتماعي:
حينما
يتفق الآخرون معنا بالرأي نشعر بالراحة الداخلية، وعندما يختلفون معنا، فإننا نشعر
بحالة من القلق وعدم الراحة. ويتوقف مدى التنافر والتناقض أو نقص التأييد
الاجتماعي على عدة عوامل، نلخصها بالتالي:
1-
توافر طريقة معينة لاختيار الموضوع الذي تختلف حوله وجهات النظر.
2-
عدد الناس الذين يتفقون أو يختلفون معنا في الرأي.
3-
أهمية الموضوع.
4-
مدى رغبة الفرد في الاختلاف مع فرد أو جماعة.
5-
درجة الثقة بالشخص الذي نختلف معه بالرأي، فمن لايهمنا أمرهم التنافر معهم يكون
أقل من الذين نهتم بهم.
وإذا
كان مسبب حالة التنافر والتناقض مشكلة عدم الاتفاق الاجتماعي فإن التقليل منه يمكن
بواحدة من ثلاث طرق، هي:
1-
إما تغيير الرأي حتى يتفق مع رأي أولئك الذين يستمد منهم التأييد الاجتماعي؛
2-
أو مواصلة تقديم الحجج والحقائق للذين نختلف معهم بالرأي على أمل أن يغيروا رأيهم؛
3-
أو محاولة إظهار الآخرين وكأنهم مختلفون عنا تماماً.
مثال
العبارات التالية: "إنهم لا يفهمون شيئاً"، "إنهم مختلفون
عني"، إنك لا تتفق معي لأنك تنتمي لمجتمع آخر".
ومن
ذلك كله نستنتج أن نموذج التنافر والتعارض الذي قدمه ليون فستنجر هو نموذج عام
للسلوك البشري، ويغطي مجال الاتصال الإنساني بشكل عام. ويهتم بالتغييرات
السيكولوجية التي تحدث داخل الإنسان، وعلاقته الاتصالية بالآخرين. واتجاه التغيير
والسلوك الذي يحدث عندما تتواجد علاقات لا تتسم بالاتفاق.
الإقناع في نموذج كرونكيت:
ركز
كرونكيت في نموذجه على الجوانب السيكولوجية التي تلعب دوراً عندما يحاول القائم
بالاتصال التأثير من خلاله على اتجاهات فرد آخر. كما وركز كرونكيت في نموذجه
أساساً على تغيير الاتجاه، بحيث يحاول من يقوم بالإقناع تغيير سلوك المتلقي عن
طريق جعل سلوك المتلقي يتوازن مع المنبهات التي يقدمها المصدر. أي أن يصبح بذلك
الإقناع موجهاً نحو تغيير السلوك بدلاً من تغيير الاتجاهات.
والمفروض
أن الاتجاهات التي لا يمكن رؤيتها تفسر السلوك لهذا اهتم كرونكيت بالعلاقة بين
المنبهات المستخدمة، وسلوك الإنسان الذي يتلقى المنبهات. وافترض أن الإنسان سوف
يحاول تحقيق التوازن في العلاقات بين المنبه الذي يحصل عليه المتلقي واستجابته
لهذا المنبه. وهو ما أسماه كرونكيت موضوع المفهوم أو المنبه الذي يحاول القائم
بالاتصال تغييره. ولتحقيق هذا الهدف يلجأ القائم بالاتصال إلى منبه يؤثر على الدوافع
أو مفهوم يؤثر على الدوافع. ويشترط هنا أن يقيِّم الإنسان هذا المنبه تقييماً
إيجابياً وأن يقبل به.
وعلى
القائم بالاتصال أن يجعل المتلقي يرى علاقة إيجابية بين موضوع المنبه والمنبه الذي
يؤثر على الدوافع. وذكر كرونكيت عمليتين هامتين تدخلان ضمن عملية الإقناع:
1-
أن يقوم القائم بالاتصال، وهو القائم بالإقناع، باختيار المؤثرات التي تؤثر على
الدوافع، والمفاهيم التي يعرف أنها سوف تؤدي إلى استجابة قوية وايجابية عند
المتلقي، وتقنعه لتغيير سلوكه.
2-
أن يبين القائم بالاتصال المفاهيم التي تهدف التأثير على الدوافع المتصلة بشكل
واضح بموضوع المفهوم، بحيث يستجيب المتلقي لموضوع المفهوم باستمرار وقوة كما يفعل
حيال المفهوم الذي يؤثر على دوافعه. لأن المتلقي يقبل أو يرفض الاقتراح الذي يشير
بأن أي مفهوم من المفاهيم متصل أو غير متصل بمفهوم آخر. وقد لا يربط بين مفهومين
يعرفهما. لذلك على القائم بالاتصال أن يعرف الحجج التي سيقدمها ويقبلها المتلقي
كحقائق.
المقالة التالية نموذج الحكم الاجتماعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق