مراحل تكون الصحافة 1
أ.د. محمد البخاري
التبادل الإعلامي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة
طشقند -
2011
تأليف:
محمد
البخاري: دكتوراه في العلوم السياسية DC، اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة؛ ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD، اختصاص: صحافة؛ بروفيسور قسم العلاقات العامة والإعلان، كلية الصحافة، جامعة ميرزة ألوغ بيك القومية الأوزبكية.
مراحل
تكون الصحافة
نشأت
الصحافة
المطبوعة وبدأت
بالتطور
بعد أن تمكن ميانكيس، وجوهان جنسفليش، الملقب بـ غوتينبرغ، وجوهان فوست، وبيتر شوفير، من التوصل في عام 1450م إلى اختراع اعتبر الأساس لنشأة الطباعة الحديثة، عن طريق الطباعة بالحروف المنقوشة على مادة مصنوعة من الخشب أو الحجر أو الحديد، والتي عرفت بالتيبوغرافية. وكان هذا الاختراع لاحقاً من أسباب ظهور أولى الصحف الدورية في القارة الأوروبية، وظهرت في: براغ وإنفسبورغ عام 1597م؛
ودانيفر عام 1605م؛
وبال عام 1610م؛
وفيينا وفرانكفورت عام 1615م؛
وهامبورغ عام 1616م؛
وبرلين عام 1617م؛
ولندن عام 1622م؛
وباريس عام 1631م. واستمرت هذه الدوريات بالتطور والانتشار حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في المجتمع الأوروبي. حتى غدت
الصحافة تعد وسيلة هامة من وسائل التبادل الإعلامي الدولي، نظراً للإمكانيات التي تملكها سواء أكانت تقنية، أم بشرية، أم مالية. إضافة للعدد الضخم من النسخ التي تصدرها وتوزعها مطبوعة أو عبر
شبكات الإنترنيت في
مختلف دول العالم، وما يترتب عن هذا التوزيع من نتائج سياسية واقتصادية لصالح الدول المصدرة داخل الدول المستوردة.
ومتوسط
توزيع الصحف اليومية ذات الاهتمامات العامة كان يزيد عن 59 مليون نسخة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها في أواخر القرن الماضي. وذكرت بعض المراجع أن أوروبا استهلكت 38% من الصحف اليومية في العالم، وأن أمريكا الشمالية استهلكت 23% من تلك الصحف، وأن القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية استهلكت حوالي 26% من الصحف الدولية على الرغم من أن سكان هذه القارات يشكلون 70% من سكان العالم.
ومن الصحف الدولية البارزة في الولايات المتحدة الأمريكية: نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وشيكاغو تريبيون، ونيويورك ديلي نيوز.
ومن الصحف البريطانية: تايمز، وغارديان، وفايننشال تايمس، وصنداي تايمز.
ومن الصحف الفرنسية: لوموند، ولورور، ولوفيغارو. إضافة لصحيفة إنترناشيونال هيرالد تربيون التي أنشأت عام 1887م وتصدر في باريس، إلى جانب إصدارها من قبل صحيفة نيويورك تايمز، وصحيفة واشنطن بوست في الولايات المتحدة الأمريكية.
وجريدة
العرب الدولية: الشرق الأوسط التي تصدر من لندن باللغة العربية، عن الشركة السعودية للأبحاث والتسويق البريطانية المحدودة، وتوزع في أنحاء العالم، وتطبع في وقت واحد في كل من: الظهران، والرياض، وجدة، في المملكة العربية السعودية. والكويت، والدار البيضاء، والقاهرة، وبيروت، وفرانكفورت، ومارسيليا، ولندن، ونيويورك. وتنقل عبر شبكة الإنترنيت الدولية.
ومن
المجلات
الدولية
البارزة
في الولايات المتحدة الأمريكية: تايم، ونيوزويك.
ومن المجلات الفرنسية: باري ماتش، وإكسبريس.
ومن المجلات البريطانية: إيكونوميست.
إضافة للمجلات الدولية المتخصصة بمنطقة معينة من العالم كمجلة أفريكا التي تصدر في لندن، ومجلة جون أفريك التي تصدر في باريس. وتوزع هذه الصحف والمجلات على نطاق عالمي واسع، إذ يبلغ عدد ما توزعه مجلة تايم الأمريكية وحدها حوالي 6,5 مليون نسخة، ومجلة نيوز ويك 2,5 مليون نسخة، ومجلة إكسبريس الفرنسية 433 ألف نسخة.
وتعتبر
الصحف والمجلات الدولية الواسعة الانتشار، من الوسائل الفاعلة لتنفيذ السياسات الخارجية للدول وتؤثر عليها بأي شكل من الأشكال، وتعتبر من الوسائل التي تلجأ إليها مختلف المؤسسات والجماعات للاستفادة من خدماتها في تحقيق أغراضها الثقافية والسياسية والاقتصادية المختلفة.
وتعد
الصحف والمجلات الأمريكية نتاجاً للنظام الأمريكي بكل جوانبه، وتعكس صورة هذا النظام وتؤثر وتتأثر به، وتساعد السياسة الخارجية الأمريكية على تحقيق أهدافها عن طريق العمل ضمن إطار المصالح الأمريكية في العالم؛
والدعوة لهذه المصالح، وتغطية أنباء مختلف فعاليات السياسة الخارجية الأمريكية على نطاق عالمي واسع، وتختار لذلك اللغة المفهومة للجمهور الإعلامي، والأسلوب والمنطق الإعلامي المقبول لدى الجمهور الذي تتوجه إليه.
بينما
أدى تركز السلطة الإعلامية في بريطانيا خلال ثمانينات القرن العشرين إلى خلق تيار عالمي، أصبحت معه الصحف البريطانية والمصالح الإعلامية البريطانية في حالات كثيرة، مجرد مخافر حراسة متقدمة للإمبراطوريات الإعلامية على نطاق عالمي. ومثلت صحف مردوخ البريطانية الخمس جزءاً من سلسلة صحف تمتد على محور شمالي جنوبي ما بين لندن وأديلاند، وعلى محور شرقي غربي مابين بودابست وبوسطن. لتتبلور معها إمبراطورية إعلامية كبرى تشمل شركة تونتيياث سنتشري فوكس السينمائية الأمريكية الضخمة، وشبكة فوكس TV الإذاعة
المرئية الأمريكية، ومحطة بي سكاي بي الأوروبية الإذاعية
المرئية عبر الأقمار الصناعية، ودار هاربر كولينز الكبرى للنشر في بريطانيا، ودار هاربر إند رو في الولايات المتحدة الأمريكية، ومجموعة مجلات ترتينغل واسعة الانتشار الجماهيري في الولايات المتحدة الأمريكية.
إضافة
لسيطرة
إمبراطوريتين
إعلاميتين
مركزهما
في كندا على تلغراف، وصنداي تلغراف، ومجموعة طومسون الصحافية في بريطانيا. بينما تدخل مجموعة ميرور البريطانية ضمن مجموعة كبرى للاتصال التي تضم شركة TVA للإذاعة
المرئية الفرنسية، ومحطة MTV للإذاعة
المرئية عبر الأقمار الصناعية، ودار بير غامون البريطانية لنشر الكتب، ودار ماكميلان لنشر الكتب في الولايات المتحدة الأمريكية، ويسيطر عليها مجتمعة ماكسويل.
وقد
أدت الاندماجات في الصحافة البريطانية إلى خلق مصالح أساسية، ومصالح إعلامية أخرى، ومصالح غير إعلامية متعددة في عدد من الدول لكل من التجمعات التالية:
مجموعة
بير غامون هولدنغ فوندايشن التي يسيطر عليها ماكسويل، ولها مصالح أساسية في الصحافة البريطانية متمثلة في: ديلي ميرر، وصنداي ميرور، وصنداي بيبل، وديلي ريكورد، وصنداي ميل التي توزع بمجموعها 10,5 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في بريتش كابل سيرفيسز TFA في فرنسا، وببر غامون بريس في بريطانيا، ومريل بابليشينغ، وماكميلان في الولايات المتحدة الأمريكية، وماغيار هيرلوب في هنغاريا؛
ومصالح غير إعلامية في أي. جاي. أرنولد للأثاث، وهوليس بلاسنيكس، وبولتون إنفستمانتس في بريطانيا، وجيت فيري إنترناشيونال في باناما، وميلثورب ماشينري في أستراليا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق