تابع مراحل تكون الصحافة 13
أ.د. محمد البخاري
التبادل الإعلامي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة
طشقند -
2011
تأليف:
محمد
البخاري: دكتوراه في العلوم السياسية DC، اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة؛ ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD، اختصاص: صحافة؛ بروفيسور قسم العلاقات العامة والإعلان، كلية الصحافة، جامعة ميرزة ألوغ بيك القومية الأوزبكية.
ويرجح د. فهد بن عبد العزيز
العسكر تطور الصحافة في عهد الملك فهد (رحمه الله)، بأن هامش الحرية الذي أتيح
أمام الصحف السعودية يعود إلى قناعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد
العزيز (رحمه الله)، وأن ما تنشره الصحافة السعودية إنما يستهدف الصالح العام،
وقناعته بأهمية دور الصحافة في المجتمع، ورغبة القيادة السعودية في فتح قنوات
للحوار بين المسؤولين في الأجهزة المختلفة والمستفيدين من خدمات هذه الأجهزة من
المواطنين والمقيمين من خلال هذه الصحف التي تعد مائدة يومية لكل مواطن ومقيم على
الأراضي السعودية.
وأكد د. محمد الأحمد أستاذ
الإعلام، في جامعة الملك سعود، أن عهد الملك الراحل تضمن العديد من القفزات
الهائلة في مجال الاتصال والإعلام، إذ زاد عدد القنوات الفضائية إلى أربع قنوات:
إحداها عامة؛ والثانية تبث باللغتين الإنجليزية والفرنسية؛ والثالثة متخصصة في
الحقل الرياضي وموجهة للشباب؛ والرابعة إخبارية متخصصة في السياسة والاقتصاد.
إضافة لصدور صحيفة الوطن السعودية، وتأسيس مؤسسة عسير للصحافة والنشر،
ليصبح عدد المؤسسات الصحافية السعودية 9 مؤسسات، مما أثرى الاتصال والإعلام
السعودي المقروء، وأعطى مزيداً من هامش الحرية والمنافسة، فضلاً عن سماح السعودية
لدخول الاتصال والإعلام الإلكتروني والبث المرئي والمسموع عبر شبكة الإنترنت.
وتابع الأحمد بأن دمج الثقافة مع الإعلام، ونقل جميع المؤسسات الثقافية تحت مظلة
وزارة الثقافة والإعلام، يعدان نقلة نوعية في عهد المرحوم الملك الفهد (رحمه
الله)، إضافة إلى الأوامر السامية بتحويل وكالة الأنباء السعودية والإذاعتين
المسموعة والمرئية إلى مؤسسات، ويضيف أستاذ الإعلام أن «هناك آمال عريضة، غير أننا
نتطلع إلى رؤية مؤسسات مربوطة بالقطاع الخاص ومدينة إعلامية سعودية، وكليات إعلام
للفتاة السعودية في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله).
ومن جانبه رأى عادل المكينزي،
أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، أن مرحلة حكم الملك فهد (رحمه الله) شهدت العديد من التطورات والمؤثرات على الصعيد
الإعلامي، أبرزها انطلاق الفضائيات على المستوى الإعلامي العربي والدولي، والمرحلة
الانتقالية لبعض الصحف من المحلية إلى العربية والعالمية والعكس للبعض الآخر، إلى
جانب تطور الطواقم الإعلامية السعودية وتطور البرامج المهنية والحرفية، بشكل أفضل
من السابق. ويؤكد المكينزي على أن اهتمام الملك فهد (رحمه الله) الخاص بالإعلام
ألقى بظلاله على الأداء الإعلامي وعلى المؤسسة الإعلامية السعودية، حيث يلحظ تطور
نوعي في المهنية والتقنية داخل المؤسسة الإعلامية، على مستوى التنظيمات، وفي ذات
الإعلاميين السعوديين أنفسهم، مشيراً إلى أن اهتمام القيادة السعودية بالإعلام بث
الحيوية داخل المؤسسات الإعلامية، وأبرز شخصية إعلامية سعودية مختلفة عن بقية
الإعلامات الأخرى الموجودة على الساحة. ووصل المكينزي إلى نتيجة بأن الإعلام
السعودي تغلب على العديد من التحديات التي أحاطت بالإعلام السعودي، أبرزها ما حدث
خلال حرب الخليج حينما كان الإعلام العراقي يمثل تحديا كبيراً، التفت إليه الإعلام
السعودي، وحرص هذا الآخر على التطوير السريع والحضور القوي في المحافل المختلفة،
من خلال المراقبين السعوديين والمثقفين والمفكرين. وتطلع المكينزي إلى استمرارية
الدور الإعلامي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه
الله)، في استيعاب التحديات الإقليمية والدولية، وإتاحة مساحة جيدة من الحرية
للإعلاميين السعوديين في ظل الثوابت الوطنية والدينية التي ارتضاها المجتمع، وفي
ظل حكم رجل ذي رؤية تطويرية، مشيراً إلى أن النظرة التطويرية لخادم الحرمين
الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود (حفظه الله)، والتي تسير في جميع
الاتجاهات، ستؤتي أكلها الإيجابي، وسترفع من أسهم الإعلام السعودي وتعلي صوته في
المحافل المختلفة.
وكانت
تصدر في المملكة العربية السعودية عام 1999 أكثر 100 صحيفة ومجلة، منها: صحيفة البلاد التي صدرت من عام 1934 بحوالي 20 ألف نسخة؛ وصحيفة الندوة وصدرت بـ 10 آلاف نسخة من عام 1958؛
وصحيفة المدينة المنورة وصدرت من عام 1937 بـ20
ألف نسخة؛ وصحيفة الرياض وصدرت من عام 1964 بـ
10 آلاف نسخة؛ وصحيفة نيوز فروم ساودي أرابيا News from Saudi Arabia تصدرها
وزارة الإعلام باللغة الإنكليزية منذ عام 1961.
وتعتبر
الصحافة
الدورية
في المملكة من أوائل وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية في الدول
العربية وبدأت
في الصدور من كانون أول/ ديسمبر 1924 عندما صدرت صحيفة أم القرى في مكة المكرمة. وفي نهاية خمسينات القرن العشرين أصدرت الحكومة السعودية قراراً بتركيز إصدار الصحف في دور النشر، ومن أهمها دار اليمامة التي تصدر صحف الرياض من عام 1965؛ والرياض ديلي، ومجلة اليمامة، وصحيفة عكاظ من عام 1960؛ وصحيفة الجزيرة من عام 1964. كما وتصدر في المملكة صحف باللغة الإنكليزية
هي: أراب
نيوز، والرياض ديلي، وساعودي غازييت،.
وفي
الجمهورية
العربية السورية يمكن اعتبار صدور جريدة "سورية" بدمشق بتاريخ 19/11/1865، نقطة البداية لنشوء الصحافة. ومنذ ذلك الحين مرت الصحافة السورية بعدة عهود تاريخية متباينة، وهي:
العهد العثماني: الذي بدأ بإلحاق سورية بالدولة العثمانية في القرن السادس عشر، وانتهت عام 1918، بدخول القوات العربية بعد إعلان الثورة العربية الكبرى، وإعلان قيام المملكة السورية. وخلال تلك الفترة بدأت بالصدور صحفاً ومجلات عديدة، في العديد من المدن السورية كدمشق، وحلب، وحمص، وحماة، واللاذقية، والقنيطرة، ودير الزور تميزت كلها بقصر العمر، وتنوع الموضوعات وبلغ عدد ما صدر منها آنذاك 83 صحيفة، و18 مجلة، وصفها المفكر العربي السوري محمد كرد علي في كتابه خطط الشام، بأنها كانت أدوات كسب وتدجيل، كما ظهرت خلال ذلك العهد أولى التشريعات التي كانت الغاية منها الحد من حرية الصحافة الوطنية التي كانت تناضل آنذاك من أجل: مقاومة سياسة فرض اللغة التركية على العرب؛ والدعوة إلى المساواة بين العرب والأتراك؛
والمطالبة بالحرية والإصلاحات الإدارية. وأدى تحول الصحافة العربية الوطنية آنذاك إلى صفوف المعارضة للحكم العثماني، إلى إعدام العديد من الصحفيين العرب السوريين لمواقفهم الوطنية في 6/5/1916، وكان من بينهم: عبد الغني العريسي، وعبد الحميد الزهراوي، وشكري العسلي، وأحمد طبارة، وجلال البخاري، وغيرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق