سعد الدين التافتازاني
ولد سعد الدين التافتازاني، في عام 1322م بقرية
تفتازان في خوراسان (شمال شرق إيران) وتوفي في سمرقند عام 1390م. وهو تلميذ المعلق
الإيجي، وألف العديد من الكتب المدرسية، التي لم تزل تستخدم حتى اليوم في
المدارس الإسلامية. ومن بينها الكتاب المشهور الرسالة الشمسية، وتعليق على مقالة
في المنطق، التي كتبها كاتبي قزويني. وكان التفتازاني من العَشريين.
وهذا لم يمنعه من أن يحتفظ بحرية تفكيره بشكل كاف، كما اشتغل
بمسائل متناقضة، جرت عادة خارج إطار المناقشات. وتجب الإشارة إلى موقفه من المسائل
الهامة حول العلاقة بين حرية الضمير والقدر، التي كانت تناقش بحدة في الإطار
الإسلامي آنذاك. ولم يشكك التافتازاني بأن الإنسان خلق مع مسؤولية أخلاقية
ويتحمل المسؤولية عن أفعاله أمام الله (ج). وأن الله (ج) والإنسان يشتركان في التصرفات
البشرية. وأن هذه التصرفات ليست أحادية الجانب، بل عملية معقدة. وكان التافتازاني
مقتناً بشدة بأن الله (ج) والإنسان متشاركان في النفس البشرية بشكل واقعي وليس بشكل
مجازي. وأن الرب هو خالق التصرفات الإنسانية بمعنى أن الله (ج) ترك للإنسان حرية اختيار
تصرفاته. وكان التافتازاني قريباً في ذلك من مدرسة معترضي، أكثر من
العَشريين.
وعلاقة الفلاسفة ببعضهم البعض ليست بسيطة دائماً. والتافتازاني
شكر صديقه وزميله مير شريف جرجاني الذي قدمه لشاه شودي في شيراز عام
1377م عندما استولى الأمير تيمور (تيمورلانغ) على المدينة، وانتقلا معاً
إلى سمرقند. ودعي الصديقان إلى مناقشة عامة كبيرة جرت في بلاط الأمير تيمور.
ولكن صداقتهما لم تصمد أمام هذه التجربة.
المصدر: http://www.ziyonet.uz/ru//
بحث كتبه: أ.د. محمد البخاري في طشقند، 7/10/2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق