الأمن
المعلوماتي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي
بقلم: أ.د. محمد البخاري،
دكتوراه علوم سياسية DC، اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية
للنظم الدولية وتطور العولمة؛ ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD، اختصاص: صحافة؛
بروفيسور قسم العلاقات العامة والإعلان، كلية الصحافة، جامعة ميرزة ألوغ بيك القومية
الأوزبكية.
نشرت
صحيفة هآرتس الصهيونية يوم 25/3/2011 ما يشير إلى أن الإنتفاضات والثورات والحروب
في الدول العربية أظهرت أنها لن تؤدي فقط الى تغيير الانظمة، بل وإلى إعادة رسم
خريطة المنطقة. فالحدود بين الدول هو إرث خلفته القوى الاستعمارية العظمى التي تقاسمت
المنطقة في ما بينها وقطعت أوصال الامبراطورية العثمانية، وأن هذا الواقع يوشك على
التغير. فصراعات البقاء لبعض أنظمة الشرق الأوسط تبشر بنهاية قريبة لاتفاقية سايكس
ـ بيكو التي عقدت بعد الحرب العالمية الاولى، ونشأ عنها التقسيم السياسي للشرق
الاوسط. وفي السنوات القريبة القادمة ستظهر على خريطة المنطقة أعلام دول مستقلة
جديدة، او متجددة كـ: جنوب السودان، وكردستان، وفلسطين، بل وربما كورنايكا في شرقي
ليبيا، والصحراء الغربية التي ستنفصل عن المغرب، وجنوب اليمن، والامارات في الخليج
التي ستنفصل عن الاتحاد.
ويحتمل
انشقاق السعودية بين دولة الاماكن المقدسة في الحجاز، والقوة النفطية العظمى في
الشرق الأوسط، وانشقاق سورية الى دولة سنية، ودولة علوية، ودولة درزية.
وأن
أساس الانشقاقات سيكون مبدأ حق تقرير المصير للشعوب والقبائل، التي ادخلت دون خيار
ودون رغبة منها الى رزمة الوطنية مع خصومها. والخريطة الجديدة ستؤدي الى بناء
منظومات لعلاقات جديدة بين دول المنطقة، تكمن فيها فرص كبيرة لاسرائيل. لأن
السياسة الخارجية الاسرائيلية بنيت دوما، وحتى قبل قيام الدولة، على الخصومات بين
الجيران العرب والمسلمين. وأن الوحدة العربية والاسلامية اعتمدت بقدر كبير على
العداء لاسرائيل، وفضلت لهذا الغرض وطنيات منفصلة لجيرانها. فكلما كانت الدول أكثر
في المحيط، سيسهل على اسرائيل المناورة بينها.
والحدود
في الشرق الاوسط تقررت في مفاوضات جرت بين قوى عظمى أوروبية، أدارها موظفون بربطات
عنق في قصور يلفها المجد. وإعادة ترسيمها في القرن الحادي والعشرين سيتم بالقوة،
وبالحروب وبالثورات الشعبية. وبدأت بالاجتياح الامريكي للعراق، قبل ثماني سنوات،
الذي حطم الحكم المركزي لصالح الجيوب العرقية. وتواصلت مع الانسحاب الاسرائيلي من
قطاع غزة، الذي أدى الى إقامة دولة بالفعل تحت سيطرة حماس؛ والاستفتاء الشعبي على
تقسيم السودان في نهاية حرب داخلية طويلة ووحشية.
وقد
تسارعت المسيرة مع الثورات في الدول العربية، والتي لا تزال في بدايتها وأدت الى
الحرب في ليبيا. وأشارت صحيفة هآرتس إلى توقع فرج قانا، الباحث في صندوق أمريكا
الجديد في واشنطن، تكاثر الدول واقترح على القوى العظمى السير مع التيار ومساعدة
الدول الجديدة. وفي كتابه "كيف يدار العالم" الذي صدر عشية الثورات في
تونس، ومصر، توقع قانا نشوء منظومة دولية تضم 300 دولة مستقلة ذات سيادة، مقابل
نحو 200 اليوم. وحسب تعبير قانا فإن أساس الانشقاقات هو "ظاهرة ما بعد
الاستعمار"، فالعديد من الدول نشأت من مستعمرات سابقة، وتعاني منذ إستقلالها
من تفجر سكاني لا يمكن السيطرة عليه، ومن دكتاتوريات مفترسة، ومؤسسات متفككة،
واستقطاب عرقي وقبلي. وهي بالضبط ذات الأسباب التي تعزى إليها اليوم موجة الثورات
في العالم العربي.
وأشار
قانا إلى: أن الحدود القائمة هي سبب المواجهات الداخلية. وأعطى مثال على الدول
الفاشلة كاليمن، وباكستان، والكونغو. ووفق نهجه فان الحروب في افغانستان، والعراق،
ليست "حروباً أمريكية"، بل نوافل بقيت في ميدان المعركة من الحروب
الاوروبية القديمة، وخطط لالغامها أن تنفجر بعد سنوات طويلة. والولايات المتحدة
ليست مذنبة في أن التوقيع على اتفاق سايكس بيكو قسم الدول دون مراعاة لسكانها، أو
في التقسيم البريطاني لباكستان، وأفغانستان. ولكن الولايات المتحدة، إلى جانب
الدول العظمى الأخرى، يمكنها وينبغي عليها أن تساعد اليوم للوصول إلى الحل. وليس
فقط في إعادة ترسيم الحدود، أو في التصويت في الامم المتحدة، بل وفي اقامة بنى
تحتية تمنح سنداً إقتصادياً للدول الجديدة وتحررها من التعلق بجيران أقوياء مثل
تركيا، وإسرائيل. حسب تعبير صحيفة هآرتس التي أضافت أنه في القرن السابق كانت
الامور مختلفة تماما.
فالامبراطوريات
الغربية سيطرت على آسيا وافريقيا ووجدت فيها غنيمة كبيرة وخاصة في الشرق الأوسط.
والموظف البريطاني مارك سايكس، والموظف الفرنسي، فرانسوا بيكو، اتفقا في بداية
1916 على تقسيم تجريبي للامبراطورية العثمانية، التي قاتلت ضدهما إلى جانب
ألمانيا. والوثيقة التي اتفقا عليها والخريطة التي رسماها كانتا نظريتين، واحتمال
تحقيقهما كانت طفيفة. لأن الاتراك كانوا بعيدين في حينه عن الهزيمة، والجيوش
الغربية كانت تنزف في الجبهة الأوروبة. ومع ذلك، فقد سعى سايكس، وبيكو، إلى تسليم
سورية ومعظم بلاد إسرائيل لفرنسا، والعراق المستقبلي لبريطانيا. وأشارت صحيفة
هآرتس في مقالتها إلى وصف المؤرخ الامريكي دافيد فرومكن، في كتابه "السلام
الأخير" الذي صدر بترجمته العبرية عن دار زمورا بيتان، للكيفية التي صممت
القوى العظمى من خلالها خريطة الشرق الاوسط أثناء الحرب العالمية الأولى وبعدها،
والوعود المتضاربة التي أعطيت للعرب وللحركة الصهيونية، وللخصومات وصراعات القوة
بين بريطانيا، فرنسا، وروسيا القيصرية في المراحل الأولى.
وحسب
تعبير فرومكن، فإن الإيمان اللاسامي بقوة "اليهود" والتأثير على القوى
العظمى ونسج المؤامرات قبع في الخلفية الدبلوماسية للدول الغربية، التي سعت إلى
ربط القوة اليهودية بمصالحها. وأضافت صحيفة هآرتس بعد أن تحقق الاتفاق مع بيكو،
كان سايكس يوشك على التوجه إلى بتروغراد، عاصمة الامبراطورية القيصرية الروسية،
ليعرض تفاصيلها على الروس، الذين سعوا دوما للسيطرة على اسطنبول للتمتع بقدرة
الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. وفي طريقه التقى سايكس، مع الكابتن رجيلاند هول،
رئيس استخبارات الأسطول الملكي البريطاني، وأطلعه على الخريطة. وقال له هول، حينها
أن بريطانيا يجب أن تنزل قوات في بلاد اسرائيل. وعندها فقط سينتقل العرب إلى
تأييدها في الحرب. و"القوة هي الدعاية الافضل في أوساط العرب"، ووفق
صحيفة هآرتس الاسرائيلية، شرح ضابط الإستخبارات للدبلوماسي أن "العرب لا
يفهمون الا القوة". ولم يتغير كثيراً منذ ذلك الحين: ويمكن أن نتخيل هذا
الإستعراض، مغلفا بسلامة سياسية حديثة العهد، تقدم على لسان قادة أمريكيين
وبريطانيين في طريقهم الآن إلى العراق وليبيا. وأضافت صحيفة هآرتس أن سايكس كان
واثقا من أن الإتفاق الذي عقده مع الفرنسيين سيرضي الشريف حسين في الحجاز، الذي
طالب بالاستقلال عن الامبراطورية العثمانية، مقابل تأييده للبريطانيين. وعندها
فاجأه هول بطرح عنصر جديد في معادلة القوة: أن "لليهود مصلحة مادية ومصلحة
سياسية كبيرة في مستقبل بلاد إسرائيل". وكان سايكس مذهولا. فهو لم يسمع حتى
ذلك الحين عن الصهيونية وتطلعاتها. وسارع لعقد لقاء مع وزير الداخلية اليهودي في
مجلس وزراء الحرب البريطاني، هربرت صموئيل، كي يشرح له عما يدور الحديث.
وهكذا
بدأت المسيرة التي أدت إلى تصريح بلفور، وإلى إحتلال البلاد وإقامة الانتداب
البريطاني، وتعيين صموئيل مندوبا سامياً أول. وعندها زرعت بذور الغضب العربي على
القوى العظمى الغربية، الذين تصرفوا بالشرق الاوسط وكأنه لهم دون أن يسألوا سكانه،
فككوا وركبوا شعوبا ودولاً ووعدوا الصهاينة ببلاد إسرائيل. وقرر وزير المستعمرات
ونستون تشرتشل الحدود النهائية في مؤتمر القاهرة عام 1922، وأخرج شرقي الأردن من
حدود الانتداب.
وحتى
اليوم يبكي اليمين الاسرائيلي هذا "التمزيق". وعندما انسحبت القوى
العظمى الإستعمارية من المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية، بقيت الحدود السياسية
الجديدة. وقبع الحفاظ على الحدود أساس الترتيب الإقليمي، الذي ترك الكثير من شعوب
المنطقة غير راضين، ووزع الاكراد، بين العراق، وسورية، وتركيا، وإيران. وكرد فعل
على الإستعمار جاءت قومية الرئيس المصري جمال عبد الناصر، التي وصلت إلى ذروتها
بالوحدة بين سورية، ومصر، في نهاية خمسينيات القرن الماضي، ولكن الوحدة لم تصمد
وتراجعت الدولتان عنها نحو القومية البروتوكولية.
وأضافت
صحيفة هآرتس أنه الآن وبعد نحو مائة سنة من محادثات سايكس، بيكو، بقيت الرزمة التي
أعداها كفيلة بأن تفاجىء من جديد. وبإنسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من العراق
سيمنح الأكراد فرصة الاستقلال رغم المعارضة التركية. كما ويعمل الفلسطينيون للحصول
على اعتراف دولي بدولتهم في الصيف القادم، رغم الرفض الاسرائيلي. و"دول مصطنعة"
أخرى مثل ليبيا، التي تشكلت من ثلاث مستعمرات إيطالية سابقة، واليمن، وسورية،
والأردن، والبحرين، وعُمان، والسعودية كفيلة بالتفكك أيضاً. وتعاني كلها من توتر
داخلي شديد بين القبائل والجماعات، أو سلطة الأقلية المفروضة على الاغلبية.
والفصل
الجغرافي ليس حلا سحريا، فاليمن كانت منقسمة في الماضي وهي كفيلة بأن تنقسم من
جديد إلى شمال وجنوب. وفي السعودية مسافات واسعة، ولكن كيف يمكن تقسيم الأردن،
الذي يختلط فيه الفلسطينيون والبدو؟ والحرب في ليبيا تشقها عمليا بين كورنايكا في
الشرق معقل الثوار، وطرابلس بسيطرة القذافي. وليس واضحاً إلى ما ومتى سيعاد توحيد
هذين الجزأين، إذا كان هناك مبرر ومعنى لتوحيدهما.
وانضمام
القوى العظمى الغربية إلى الحرب إلى جانب الثوار يدل على أنها تريد خلق منطقة
فاصلة تحت تأثيرها، بجوار الحدود المصرية التي قد تصبح جمهورية إسلامية معادية
للغرب، ونوع من الصيغة الدينية لمصر الناصرية. ومن الصعب إيجاد منطق إستراتيجي آخر
لدخولها المعركة في ليبيا. واختتمت صحيفة هآرتس مقالتها بأن هذه المصالح أيضا غير
جديدة. فالمعارك بين البريطانيين وقوات الجنرال رومل في الحرب العالمية الثانية
دارت بالضبط في ذات الاماكن تلك وكانت تستهدف ذات الغايات، وهي حماية الجناح
الشرقي لمصر وقناة السويس. وتقاتل رومل، ومونتغومري، هناك قبل وقت بعيد من اكتشاف
النفط في ليبيا. وفي تلك الأيام وفي ذروة المعارك، ولد القذافي في خيمة بدوية بين
بنغازي وطرابلس. والغرب، مثله مثل اسرائيل، يفضل شرق أوسط منقسم ومتنازع ومتصارع
في عدة جبهات ضد القومية العربية.
والأمة
الاسلامية التي يقودها اليوم اسامة بن لادن، وبأسلوب آخر، محمود أحمدي نجاد، ورجب
طيب أردوغان. وعليه يمكن التقدير بأن القوى العظمى لن تحاول إحباط عملية إنشقاق
دول المنطقة، بل ستساهم فيه. وسيكون لإسرائيل دوراً مزدوجاً في العملية. فهي ضالعة
مباشرة في النزاع وفي إقامة فلسطين المستقلة وتصميم حدودها، وستتأثر بقدر كبير من
تفتت الدول المجاورة وعلى رأسها الأردن، وسورية، والسعودية. وأن السياسة
الإسرائيلية الصحيحة تلتقط الفرص التي ينطوي عليها ظهور دول جديدة وتعرف كيف
تستغلها، ويمكنها أن توجه المسيرة المحتمة نحو زيادة قوتها وتوسيع نفوذها في
المنطقة. ومما سبق نفهم مدى تركيز الحركة الصهيونية العالمية على المنطق العلمي
التاريخي ومراعاة المصالح الغربية في تعاملها مع مصالح الغرب لتحقيق مكاسب
لتطلعاتها، وأنها بالفعل تستخدم تقنيات المعلوماتية والأجهزة الإعلامية الدائرة في
فلكها لإدارة صراعها مع الأمتين العربية والإسلامية، وتقوم بنشر أخبار كاذبة
وملفقة لبث الفرقة، وإثارة النعرات الطائفية، والعرقية، والقومية، وإثارة الفوضى
والتحريض على استخدام العنف، وخلق حالة من الفوضى تدمر وتنهب من خلالها الأملاك
العامة والخاصة، وتحرق السيارات، وتعطل حركة المرور، لتشويه مفاهيم الديمقراطية
الحقة، ولتعطيل الإنتاج، وتعمد تخرب الإقتصاد الوطني، والمستفيدون الوحيدون من هذا
الوضع فقط هم من يقفون وراء تلك التصرفات المشينة التي تسيء للأمة والوطن. ومن بينهم
العدو الصهيوني الذي أشارت صحيفة هآرتس الصهيونية صراحة لضلوعه بما يجري على ساحة
الشرق الأوسط منذ القرن الماضي وحتى اليوم، وخير مثال على ضلوعه بما يجري إعترافات
المصري الذي يحمل الجنسية الأمريكية وجاء لسورية من إسرائيل عبر الأردن، وقام
بإرسال صور عبر تقنيات الإتصال الحديثة عن جانب من أحداث الشغب التي تعرضت لها
سورية الأبية لجهات أحنبية، وشاهد العالم إعترافاته التي أدلى بها على شاشات
الإذاعة المرئية السورية، ونعتقد أنه واحد من كثيرين تم دسهم لبث الفتنة والتحريض
عليها منتشرين في دول عربية وإسلامية.
وتشير
بعض المصادر الإعلامية إلى أنه لم يعد بالإمكان تجاهل تأثير تقنيات الإتصال
الحديثة والشبكة العنكبوتية العالمية "الإنترنت" على الأفراد والمجتمعات
والأنظمة، وبطبيعة الحال لم يعد بالإمكان العيش دون خدماتها وهي التي غدت تتمتع
بدور كبير في تفاعلات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، حتى أن الاقتصادي
المعروف أدم سميث، لخص في واحدة من نظرياته أن "التخصص يؤدي إلى زيادة
الإنتاجيّة" وأصبحت مقولته تلك تطرح اليوم بطريقة جديدة تقول أن
"الاتصالات تؤدي للإنتاجية"، ولهذا نرى أنه على الدول بذل الجهود لتصبح
شبكة الإنترنت في متناول الجميع، ووضع خطط مناسبة للاستفادة من خدمات شبكة
الإنترنت في مجالات التنمية، والتعليم، وتوفير الخدمات الحكومية عبر الإنترنت،
ووضع آليات داعمة لها كتوصيف الخدمات، ووضع معايير موحدة لتبادل البيانات
الإلكترونية. وتسخير تقنيات المعلوماتية والإتصال للتعريف بالبلد وما يمتاز به من
طبيعة وأماكن أثرية وتراث وثقافة وخدمات. لا إثارة الفتن وبث الفرقة والتحريض
عليها. خاصة وأن الأحداث الجارية في العالم العربي أظهرت عملية خلق كائن افتراضي
تحت اسم مجموعة Group وتحول هذا الكائن الافتراضي إلى كائن حقيقي فرض واقعاً جديداً لا
يمكن تجاهله، ويجب التعامل معه بوعي ومعرفة وصولاً إلى فك رموزه وتمييز صوابية
طروحاته وتوجهاته المتميزة بخبث طروحاتها. وبشكل عام باتت المواقع التشاركية أو ما
يسمى بالشبكات الاجتماعيّة في المرتبة الأولى عالمياً لأنها وببساطة تنسجم مع
طبيعة العلاقات البشرية، وباتت تجذب أعداداً كبيرة من المستخدمين محددة بذلك مسار
الجيل الثالث من الإنترنت، ومحققةً تأثيراً كبيراً على الرأي العام. لذلك لا يمكن
تجاهل دور الشبكات الاجتماعيّة بأي شكل من الأشكال. بل تفرض الحاجة ضرورة وضع خطط
وسياسات مناسبة للتعامل مع محتواها، ولا بد من دراسة محتواها وإنتاجها مع المؤشرات
المناسبة التي تفيد في مراقبة تغيير المحتوى بمختلف اتجاهاته، ووضع خطط للتعامل مع
هذه التغيرات والسيناريوهات للتعامل مع ما ينتجه هذا التغير من تحولات.
ولعل
أهم طرق التعامل مع هذه الشبكات، إمتلاك القدرة على إغناء هذه المواقع بمحتوى
إيجابي، ودراسة المحتوى الموجود حالياً بهدف معرفة ردود فعل الأطراف المستهدفة
(مواطنين، زبائن... وغيرهم). لأن اعتبار هذه المواقع غير موجودة والتعامل معها بلا
مبالاة أو إغلاقها في حال إحتوائها على إساءات أثبت فشله. ولا بد من النظر إلى هذه
الشبكات من خلال جهات خبيرة ومراقبتها بدقة ورصدها وتصحيح عملها بشكل إيجابي وبناء
للوصول إلى الأهداف الوطنية الموضوعة.
ويرى
البعض أن محاربة الإساءآت في شبكة الإنترنت يتم من خلال الإغراق وليس الإغلاق، أي
إغراق محتويات المواقع بمحتويات إيجابية صحيحة تطغى على المحتوى السلبي من خلال
وضعها ضمن خطة عمل وطنية ملائمة. ويرى البعض أن على الجهات الحكومية أن تلعب دور
المحرض لفتح السبل أمام تكثيف المحتوى الرقمي الصحيح، ومن أجل إغناء المحتوى
بمعلومات مفيدة عن الوطن. وأن يطغى المحتوى الإيجابي على الإساءات والمعلومات غير
الصحيحة المدسوسة في الشبكة. وحبذا لو كانت هناك رؤية تشمل حملات يتنافس فيها
القائمون بالإتصال وبلغات متعددة يقوم بها طلاب المدارس الثانوية، والمعاهد،
والجامعات، والجمعيات الأهلية، بغية إبراز ما تتميز به بلدهم من تراث وأوابد
تاريخية، ومنشآت حضارية.
ويخطئ
من يعتقد أن ما يجري في العالم العربي اليوم من إنتفاضات هو محض صدفة، لأنه هناك
وكما أشرنا قوى تتحكم بالرأي العام من الخارج والداخل وتسعى للسيطرة عليه.
والحقيقة أن من يمتلك تقنيات إتصال معاصرة وخطط ونظم مدروسة قادر على قيادة تلك
المجموعات التي تكفلت عن وعي أو عن غير وعي بقيادة مجموعات واسعة من الجماهير. ولا
بد من الإعتراف بوجود قادة لتلك المجموعات والتعامل معهم بحرص، لأن كرة الثلج بدأت
بالتدحرج، وتدعوا للتظاهر في الأماكن المزدحمة واللجوء إلى العنف من خلال إغراقها
بعبارات وشعارات مثل "الشعب يريد"، وأدى تصدي قوى الأمن لها لوقوع
إصابات وقتلى، وأدى تشييع القتلى لازدياد عدد المتظاهرين، الأمر الذي يدعو قوى
الأمن للتصدي لها من جديد.
ورافقت
أعمال الشغب تلك دائماً تغطية فورية من قبل أشخاص يحملون وسائط تكنولوجية شخصية
لتصبح بمثابة مصدر مهم لمواقع المعارضة على الشبكات الاجتماعية. وأثبتت الأحداث أن
تلك المواقع قامت بتضخيم الأحداث وأظهرتها وكأنها تمثل أعداداً كبيرة تؤيدهم. في
الوقت الذي تقوم منابر إعلامية دولية بالتعليق على الأحداث بشكل يصعد الموقف ويسيء
للبلد المستهدف، ويخفي صور التدخل الأجنبي ودوره في إثارة البلبلة والفوضى، لأنه وكما
هو معروف أن الجماهير تلتف حول قائدها عند وقوع اعتداء أجنبي، ولهذا تعمل تلك
المنابر على تفويت الفرصة على الجماهير والظهور بمظهر المراقب فقط تمهيداً للمرحلة
التالية والتي يدعون أنها لـ"دعم الشعوب" ليظهروا وكأنهم يتبنون مواقف
الجماهير، وأن ما يحدث هو شأن داخلي يحترمونه لأنه قرار الشعب. والأسئلة التي تطرح
نفسها هنا: كيف يتم التواصل بين أعضاء المجموعات ؟ ومن يديرها ؟ ومن يحدد اتجاه
الرأي العام لدى هذه المجموعات ؟ ومن يحدد ساعة الصفر ؟ وما هي مقومات ساعة الصفر
تلك ؟ والجواب يأتي ببساطة، بأن من يملك مفاتيح التحكم بالشبكات الاجتماعية
العالمية يملك القدرة على التحكم بالرأي العام المنبثق عن تلك الشبكات، ويستطيع
تحقيق قيادة شاملة لتمرير ما يشاء من الأخبار، والصور، وأفلام الفيديو، والأراء،
والتعليقات، لتصل خلال لحظات إلى كل مشترك في تلك المجموعات.
فما
حدث في مصر مثلاً كان إنتفاضة جرى الإعداد لها بدقة، وليست إنفجار شعبي طبيعي
لمواطنين لهم مطالبهم، رغم أحقية المصريين بالمطالبة بحقوقهم ولا يحق لأحد التحدث
نيابة عنهم، ولكنها أظهرت مدى تأثير الشبكات الاجتماعية التي لا يمكن إغماض العين
عن دورها في السيطرة وتوجيه الرأي العام وقيادة المجموعات الشبكية. ومثال على ذلك
ما أشار إليه أحد المواقع الرقمية، ومانشرته المواقع الإلكترونية من معلومات عن
اليهودي الأمريكي جارد كوهين، الذي كان مديراً لـ Google Ideas
ويعمل اليوم موظفاً بالخارجية الأمريكية ويعرف بإسم مهندس "الديموقراطيّة
الرقميّة" و"الثورات المُخمليّة"، ويجيد اللغتين: العربيّة،
والفارسيّة. ويُنسب إليه تغذيّة الثورات في الشرق الأوسط، ويملك ومجموعته معرفة
كبيرة عن واقع الدول العربية، ويحاور مع فريقه أشهرِ المنتديات في مواقعِ الفيس
بوك منتحلاً شخصية مواطن من البلد الذي يكتب عنه، فلديه خلفية عن كل بلد، وعاش في
عدد من البلدان العربيّة، ولديه قوة للضغط على مواقع مثل غوغل، وفيس بوك، وتويتر،
ويستطيع الدخول وممارسة الضغوط لصالح الأطراف التي يريدها ويعمل على تنميتها،
ويستطيع تغيير أي صفحة من صفحات الأفراد، فيخفي حقائق ويركز على ما يريد التركيز
عليه، ولا يوجد حساب على الفيس بوك أو غيره من المواقع الاجتماعية عصي على فريق
جارد كوهين. هذا الرجل كان قد فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق خططه لتوجيه مجموعات نحو
الثورة المخملية في إيران حتى كاد يلغي مشروعه، ولكنه وكما تناقلت المواقع
الالكترونية، نجح في تونس مما أعاده للعمل لإنجاح مشروعه، رغم احترامنا لمطالب
الشعب التونسي.
ومن
يراقب عمل المجموعات الاجتماعية التي تدعوا للثورات في بعض الدول، يلاحظ زيادة
سرطانية غريبة في أعداد المنضمين لتلك المجموعات قبل إنطلاق الإنتفاضات بأيام
قليلة وفي أيامها الأولى. وهذا أمر لا يمكن أن يحدث بشكل طبيعي، لأنه هناك من يملك
مفاتيح التحكم بهذه المجموعات، وقادر من خلالها على توليد كم هائل من الأعضاء بطرق
أتوماتيكية تنتشر كالسرطان ويتم عن طريقها إلغاء الآخر، وهو بطبيعة الحال غير
مستفز، ولا حاجة له لإنتاج مجموعات شبيهة تستطيع مواجهة مجموعات معارضة، ومواجهة
النمو الطبيعي لتلك المجموعات وهو الذي يحدث تراكمياً نتيجة لعمل برامج الشبكات
الاجتماعية التي تعتمد بشكل رئيسي على التشابك غير المحدود. والإستهداف الواضح
والموجود، ويكفي للإشارة إليه بالإضافة لما ذكرناه أن نطالع تصريحات الإدارة الأمريكية
للرئيس أوباما، وإدارته الخارجية التي ترأسها هيلاري كلينتون، التي تبنت علناً
إستخدام القوة لتغيير الأنظمة، ودافعت عن إستخدام ما وصفته بـ "القوة
الذكيّة"، وتعرفت على عمل مجموعة "ايسوغ" التي يقودها جارد كوهين
لإستخدام شبكة الانترنت كأداة لتعبئة المعارضة في الدول المختلفة. وعمل هذه
المجموعة لتحضير نماذج للثورات "الناعمة"، كما حدث في أوكرانيا،
وجورجيا، وقرغيزستان، ولبنان، وغيرها من الدول.
وجارد
كوهين، نفسه لا يخفي هذا التوجه، وفي محاضرة ألقاها في تشرين الأول/أكتوبر عام
2007 بمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى "وينيب"، تحت عنوان:
"النساء والشباب والتغيير في الشرق الأوسط"، وكان موضوعها المحوري ما
أسماه كوهين بـ"الديموقراطية الرقميّة"، أن الشباب في الشرق الأوسط
"جاهزون بشكل خاص لتلقي التأثير الخارجي عبر "ممرّات التكنولوجيا
الحديثة" كفضائيات الإذاعة المرئية، والهواتف المحمولة، وشبكة الانترنت.
وألقى كوهين محاضرة أخرى في أيار/مايو عام 2010 تحت عنوان: "كيف يمكن
للتكنولوجيا أن تغير التاريخ"، وتحدث فيها وبكل وضوح عن كيفية الاستفادة من
مواقع الشبكات الاجتماعية لتكوين مجموعات عمل، وآراء معارضة للسلطات، وأسهب في
الأمثلة المختلفة حول عدة تجارب قام بها شخصيّاً لتغيير الرأي العام حول قضية ما.
وهذا شيء مما تعمل الولايات المتحدة عليه، ومن يتابع ما تنشره شبكة الإنترنيت
بموضوعية يجد الكثير من الأدلة على ذلك. والمطلوب اليوم هو حوار موضوعي ينطلق من
البيئة المحلية ويعتمد على العلمية ويبنى على احترام الرأي والرأي الآخر والضوابط
الوطنية وعدم الإنجرار إلى المتاهات الإقليمية والعرقية والطائفية.
لأن
تقنيات الإتصال الحديثة هي سلاح ذو حدين ولا يمكن الإستغناء عنها في عالمنا
المعاصر، ولابد من تحصين الوطن والمواطن بسياج من العلم والمعرفة بدلاً من التخبط
والضياع في معالجة ما تفاجئنا به تقنيات المعلوماتية الحديثة، لأن الوطن بحاجة
لثورة معرفية تساعده على المشاركة في تقدم الحضارة الإنسانية والوصول لمجتمع
المعرفة الذي تفترض فيه الشفافية والصدق في التعامل بين جميع أفراد المجتمع المدني
المعاصر ومؤسساته وهو ما يحتاجة الأمن القومي والأمن المعلوماتي. ومن الواضح
والمعروف أن سياسة الأمن المعلوماتي هي جزء لا يتجزأ من سياسة الأمن القومي، وأن
سياسة الأمن القومي تنطلق من خلفيات وطنية وإجتماعية وثقافية وتاريخية.
وتداخلت
اليوم إلى حد بعيد مع خلفيات الأمن العالمي. ومعروف أن مفاهيم الأمن تعتمد ومنذ
زمن طويل على مقاييس تشمل الأمن: العسكري، والسياسي، والإقتصادي، والإجتماعي،
والبيئي، والمعلوماتي، بالإضافة للمشاكل الحادة التي تعاني منها بعض الدول.
ومفاهيم
"الأمن" مرت من خلال تطورها بعدة مراحل تاريخية: فخلال القرنين الـ16
و17 كان الحديث يدور حول توفير الأمن الشخصي للأفراد، وكان المطلوب من الدولة
آنذاك ضمان أمن حياة وممتلكات مواطنيها. وبعد الثورة البورجوازية الفرنسية، إرتبط
الأمن بالأفكار والمبادئ التي نادت بها الثورة الفرنسية وهي الحرية، والمساواة.
أما اليوم فقد أصبح للأمن مفهوماً أشمل يفرض توفير ضمانات أكيدة للأمن العسكري،
والإقتصادي، والمعلوماتي، والبيئي، والسياسي، والثقافي. ومع تباشير الهدوء النسبي
الذي بشر به انتهاء الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية بقيادة الإتحاد السوفييتي
السابق والغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، أخذت بعض الدول ومن مطلع
تسعينات القرن الماضي تصدر قوانين تحدد مهام الأمن القومي من وجهة النظر الرسمية
والإجراءات الواجبة لتوفير الحقوق الدستورية للأفراد والمواطنين، ومؤسسات الدولة.
وحماية القيم الإجتماعية، ومصالح الأفراد، والمجتمع، والدولة، من الأخطار الداخلية
والخارجية.
وعلى
ضوئها أصبح لنظام الأمن القومي خصائصه وقيمه وأفضلياته، ومن أجل ضمانها كان لا بد
من تفعيل العوامل العسكرية وغير العسكرية في آن معاً. وأظهرت الخبرات العالمية
المعاصرة زيادة دور العوامل غير العسكرية، التي شملت عوامل جغرافية وسياسية،
وإقتصادية، ومعلوماتية، وإجتماعية، وغيرها. وجاء إزدياد تأثير المعلوماتية الحديثة
في مجالات الحياة الإجتماعية ليؤكد على أهمية توفير الأمن المعلوماتي في البلاد
كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي. ومواكبة التطور المتصاعد لنظم الإتصال عبر الأقمار
الصناعية، وتأمين دخولها فعلياً للساحة المعلوماتية العالمية. الأمر الذي فرض معه
ضرورة توفير الأمن المعلوماتي الذي يراعي الحاجات الجغرافية والسياسية لدول
العالم، وأن تأخذ سياسة الأمن القومي باعتبارها مصالح الدول الأجنبية، وحماية
الساحة المعلوماتية ضد أي نوع من أنواع الإعتداءات الداخلية والخارجية.
والأمن
المعلوماتي يعني حماية الموارد المعلوماتية، والقنوات المعلوماتية والإنفتاح ووصول
أي مواطن والمنظمات الإجتماعية والمؤسسات الحكومية بالكامل للمصادر المعلوماتية؛
وتوفير قدرة الدول على حرية الحصول ونشر أي معلومات صحيحة، معتمدة على حماية
مضمونها من التحريف، ومن الأنباء الكاذبة والتصرفات العدوانية، التي تؤثر سلبياً
على السياسة الداخلية، وتؤثر على العلاقات القائمة بين المجموعات العرقية التي
تسكن البلاد، وتؤثر على أوضاع التسامح الديني في البلاد.
وتعتبر
من مصادر تهديد الأمن القومي والمعلوماتي الخارجية والداخلية. وتشمل التهديدات
المعلوماتية الخارجية للأمن القومي: نشاطات الأجهزة: السياسية، والدينية،
والإقتصادية، والعسكرية، والتجسسية الأجنبية؛ ونشاطات المنظمات الإرهابية
والإجرامية وجماعاتها؛ والإستعدادات التي تقوم بها بعض الدول لوضع سياسات لاستخدام
وسائل للتأثير على البنية التحتية للمعلوماتية والموارد المعلوماتية؛ وتفعيل
التدخل المعنوي والثقافي لزيادة تأثير وربط الجيل الشاب بمصادر المعلوماتية
الخارجية التي تتفق ومصالح الجهات التي تنشرها.
وتشمل
التهديدات المعلوماتية الداخلية للأمن القومي: زيادة الجريمة المنظمة وتسييسها،
ونشر الجريمة في المجتمع؛ وتخفيض مستوى التعليم لدرجة مأساوية، لنشر الجهل في
المجتمع؛ وعدم كفاية خدمات الشبكة المعلوماتية في مجالات الإدارة الحكومية؛
وانتشار جرائم الحاسب الآلي (الكميوتر)؛ وغياب أسس المجتمع المدني ودولة الحقوق.
ويضاف
لتهديدات الأمن المعلوماتي تهديدات: الحياة المعنوية والأخلاقية للناس والمجتمع؛
والحقوق الدستورية وحريات المواطنين؛ والبنية التحتية للموارد المعلوماتية.
وبرأيينا
الأكثر تهديداً للأمن المعلوماتي في الدول النامية هي مجالات الثقافة الإجتماعية،
والنتائج السلبية للأزمات الإقتصادية التي يعاني منها المواطنون. لأن التأثيرات
السلبية للأزمات الإقتصادية يعاني منها المواطنين بشكل مباشر؛ ويعتبر إنعدام
الكفاية الإجتماعية في أي مجتمع من أخطر تهديدات الأمن القومي؛ وغياب المعرفة
والحصول على معلومات تمكن من الحصول على عمل مناسب تؤدي إلى زيادة الشريحة
السكانية التي تعاني من الجهل في المجتمع، ولا تملك فرصاً قانونية للحصول على
رفاهية الحياة المطلوبة، ويمكن أن تلعب الأزمات الناتجة عن إنتشار الجهل في أي
مجتمع دور الصاعق المفجر للأزمات التي تؤدي للفوضى وتسمح بالتدخل الخارجي في الشؤون
الداخلية للدول المستقلة. وتميز الأزمات المعنوية التي تعاني منها مجتمعاتنا
العربية قبل كل شيء بضياع القيم الأخلاقية وضعف الولاء للوطن.
ومصالح
الأمن القومي في هذه الأوضاع تتطلب توحيد جهود كل القطاعات الثقافية، والفنية،
والإجتماعية، وقطاعات التعليم، والعلوم، ووسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية،
والهيئات السياسية والدينية، للعمل في إطار برامج موحدة للتطور الإجتماعي والثقافي
في المجتمع، برامج تعتمد على الفكر الوطني الشامل، الذي ينطلق من المواطنين
أنفسهم، برامج تعتمد في قيمها على الوطنية والعدالة الإجتماعية.
ويظهر
التاريخ الإنساني أن المواجهات المعلوماتية كانت تجري دائماً أثناء التحضير للقيام
بالحروب. وتستخدم اليوم مختلف الأساليب للتأثير على مقدرات الخصم، إلى جانب الطرق
التقليدية كالتجسس، ومكافحة التجسس، وتوجيه الضغوط السيكيولوجية والأخلاقية، حتى
أنها أصبحت تستخدم للمواجهات الجارية عبر الإذاعات المسموعة والمرئية، وشبكات
المعلوماتية الإلكترونية.
وأدت
الثورة العلمية والتقنية إلى تحول جذري في الصراع. وجرت تغيرات نوعية وكمية في
المواجهات المعلوماتية بعد قيام الساحة المعلوماتية الدولية الموحدة وإنتشارها
الواسع، وأصبح إجراء العمليات المعلوماتية والسيكيولجية، عن طريق نظم الصراع
الإلكتروني أكثر نشاطاً، ويجري إستخدام تكنولوجيا جديدة معاصرة ومتطورة، للتأثير
على الموارد المعلوماتية، وبنوك المعلومات، وإدار نظم الإتصالات. ومكن إحداث شبكة
المعلوماتية العالمية "الإنترنيت" من زيادة تهديدات الأمن القومي لبعض
الدول، ورافقه ظهور مفاهيم جديدة. كـ "حروب الشبكات" وهي من المفاهيم
الجديدة وتعني التسلل لشبكات الخصم لتدميرها وتحقيق السيطرة المعلوماتية، أو
اختراقها للحصول على معلومات معينة، أو دس معلومات ملفقة.
وبالمقارنة
مع الحروب المعلوماتية التقليدية، فحروب الشبكات أظهرت وسائل وطرق مختلفة تماماً
للوصول للأهداف الموضوعة لأن: مهام الحروب المعلوماتية تتوافق مع النظم
المعلوماتية وشبكات الخصوم من أجل تخريبها وتعطيل عملها الطبيعي؛ ولأن مهام حرب
الشبكات تتناقض مع طبيعة عمل تلك الشبكات. حتى أن بعض الباحثين اعتبروا أن حرب
الشبكات ما هي إلا مقدمة لحروب المستقبل. وأنها أصبحت اليوم عامل واقعي لإثارة
الصراعات المعلوماتية والصراعات الإجتماعية.
وتبرز
المجموعات المؤيدة لحروب الشبكات أن: المناضلين من أجل العدالة الإجتماعية،
يستخدمون شبكة الإنترنيت من أجل الوصول لأهدافهم الخاصة، ومن أجل نقل العدوى
السياسية والديماغوجية الحقوقية للشباب من مستخدمي الإنترنيت من أجل إفسادهم
وتضليلهم؛ وأن المجموعات العرقية والقومية تعتبر من القنوات غير الكبيرة أو
المجتمعات الصغيرة، التي تناضل من أجل استقلالها القومي؛ وأن المنظمات والمجموعات
الإرهابية، تستخدم شبكات الإنترنيت للقيام بعمليات معلوماتية واسعة من خلال حروب
الشبكات. حتى أن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية كانت مضطرة لإتخاذ إجراءات
محددة لمواجهة الإرهابيين الذين يقومون بمثل هذه الأعمال، ولتقييم مقدراتهم
وإمكانياتهم لتخريب العمل الطبيعي للنظم الهامة في حياة المجتمع والبلاد، والشبكات
والبنية التحتية للمعلوماتية. وحسب تعبير مدير قسم حماية البنى التحتية للأمن
الفيدرالي الأمريكي مايكل فيتيس، فإن التكنولوجيا الحديثة تسمح لمديري الإرهاب
بالتسلل لشبكات أجهزة الدولة، ووقف عمل إدارات كاملة، وإحداث تخريب وإدخال دعاية
غير قانونية، وهي خطرة، وتعتبر حمايتها من مهام عمل خدمات الأمن الخاصة الأمريكية،
لمواجهة قدرة مخربي الشبكات، وقدرتهم على إدخال فيروسات للحاسبات الآلية
"الكمبيوتر" في الشبكة العنكبوتية الدولية. مثل فيروس "خنفسة
الحب"، وفيروس "أنا أحبك"، التي أرسلت بالبريد الإلكتروني وخربت
"عقول" الحاسبات الآلية "الكمبيوتر"، وألحقت أضراراً بلغت 10
مليارات دولار أمريكي، وهو ما يعادل الموازنة السنوية لدولة صغيرة.
حتى
أن مجموعة من المتسللين لشبكات الإنترنيت مثل: Legion of the Underground أعلنت حرباً معلوماتية ضد بكين انتقاماً لإعدام مجرمين اثنين من
مجرمي الكمبيوتر في الصين: وأدى نشاطهم للقضاء بالكامل على جميع نظم الحاسب الآلي
الصينية. وأن العناصر والمجموعات المجرمة العابرة للقارات، تستخدم الإنترنيت
للقيام بأعمال مخالفة للقانون. وأن جوهر خصائص القيام بحروب الشبكات هو التأثير
النفسي على مجموعات بشرية عن طريق نشر أخبار مضللة وملفقة. وفي بعض الدول تستخدم
الحركات الإجتماعية شبكة الإنترنيت، لإطلاق بداية الصراعات الإجتماعية والسياسية
الكبيرة. وتستخدم منظمات الجريمة العابرة للقوميات شبكة الإنترنيت كـ "سوق
سوداء" من أجل التسويق الدولي للبضائع المشكوك فيها والقيام بعمليات غير
قانونية. وأن التجمعات الإجرامية الكولومبية، والمكسيكية، والروسية، وغيرها من دول
العالم استخدمت شبكة الإنترنيت من أجل نشاطاتها. ومن أجل مكافحة مثل هذه الظواهر
الإجرامية أحدثت في الكثير من دول العالم خدمات خاصة لنظم خدمات الأمن القومي.
ومن
الأمثلة على ذلك الخدمة الفيدرالية للأمن في روسيا التي أحدثت مجموعة عمل في نظام
الوسائل التكنولوجية لتقديم المساعدة العملياتية في أعمال البحث، وصرح مديرها
كابانوف س. بأنه على هذا الشكل سيتم في المستقبل التعامل مع كل الجرائم الشبكية في
العالم. في الوقت الذي يخطط مجرمون من قراصنة البحر للدخول إلى ساحة جنوب شرق آسيا
عبر شبكة الإنترنيت لسرقة النفط. وهناك معلومات تشير إلى أن جمهورية كوريا الشعبية
لجأت لخدمات قراصنة البحر للحفاظ على سيادتها في المناطق المتنازع عليها. وتستخدم
المنظمات الإرهابية الدولية شبكة الإنترنيت من أجل الدعاية ونشر أفكارها.
وبالإضافة لذلك يستخدمون تكنولوجيا حديثة تمكن من إحداث ما يسمى بـ"أممية
الإرهاب"، أي المكافحين المستعدين في أي وقت للكفاح على أراضي الدول الأخرى،
مثل: أفغانستان، والبوسنة، والشيشان، والجزائر، وتونس، ومصر، وغيرها من الدول،
ودمج نشاطاتها الأيديولوجية مع النشاطات التجارية، وتجارة المخدرات، وتجارة
الأسلحة، وغيرها من النشاطات المخالفة للقانون.
وهناك
إتجاه آخر للأمن المعلوماتي، يتمثل في أن الدول المتطورة كالولايات المتحدة
الأمريكية، واليابان، والدول الأوروبية، أثناء العولمة المعلوماتية زادت من ضغوطها
السياسية، والإقتصادية، والعسكرية، على الدول الأخرى. وهذه حقيقة تدعوا إلى ضرورة
إصدار وثيقة دولية، تستطيع توفير: حقوق الإنسان غير القابلة للإلغاء في التطور
الآمن وإستخدام وحفظ والحصول وإرسال أية معلومات، بإستثناء الحالات التي اتفق
عليها المجتمع الدولي؛ وزيادة الأمن في الشبكات والنظم المعلوماتية المحدثة
مجدداً؛ وحماية الوسط المعلوماتي للمجتمع الدولي، وحماية تشكله الصحيح وتطوره
لصالح المواطنين، والمنظمات والمجتمع الدولي بالكامل؛ والحماية من التأثير
المعلوماتي السيء على العلوم، والثقافة، والإقتصاد، والوعي الإجتماعي؛ والتعاون
الدولي الواسع في كل مجالات النشاطات الإنسانية. وإصدار مثل هذه الوثيقة سيوفر
إمكانية تطور ساحة معلوماتية عالمية واحدة في ظروف التضييق على كل مجالات
وإمكانيات المواجهات المعلوماتية على أساس قواعد الحقوق الدولية.
والخلاصة:
أن التطور الدائم للمقدرات الحضارية ممكن فقط في حال توفر الموارد المعنوية
والمادية غير المحدودة. لأن أي حضارة لا تملك طاقة خلاقة دون حدود، وهذا يعني أن
إمكانيات أية حضارة تنتهي في النهاية، إما بالموت، أو التداخل مع غيرها من
الحضارات. ويرى البعض أن اتجاهات التطور يجب أن تأخذ توجهات قيمية مثل:
-الإنتقال
من العمل الحر لرأس المال إلى التجمعات الحكومية. وزيادة دور الدولة في الإقتصاد؛
-
وزيادة تغييرات التطور المعنوي والأخلاقي للمجتمع: عن طريق "القوى الإبداعية
للثقافة الغربية"، لـ"تشرق شمس الثقافة الغربية" كما يدعوا
شبينغلير، وبيردياييف، وياسبيرس، وسوروكين، وغيرهم؛
-
والتركيز على المجالات السياسة: "فقد انتهى عصر السياسيين العظماء"؛
-
وتداعيات إنهيار إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية: كما قال السيناتور
الجمهوري دويل: "لم تكن أمريكا أبداً متربعة على قمة العولمة كما في مثل هذه
الظروف".
فالولايات
المتحدة الأمريكية أصبحت تفرض منتجات الحضارة الغربية المتطورة رغم أن:
آ)
"القرن الأمريكي وصل لنهايته. وأظهرت أهم أحداث القرن العشرين الكبيرة بزوغ
اليابان كدولة عظمى متفوقة؛
ب)
وأن القرن العشرين كان قرناً أمريكياً. وتوقع أن يكون القرن الـ 21 قرناً أمريكياً
أيضاً"؛
-
وقدوم النهضة الأوروبية مع إنهيار إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية ونهاية
الحرب الباردة.
دفع
هانتينغتون للقول: "ولو أن في كل العالم يتدافع البشر على الطوابير أمام
أبواب المستشارين الأمريكيين، ففي بروكسيل دول بالكامل وقفت على الدور خلف أبواب
الإتحاد الأوروبي"، و"الفيدرالية الديمقراطية، للدول الغنية، والمتنوعة
إجتماعياً مع الإقتصاد المتداخل يمكن أن تتحول إلى قوة عظمى على الساحة الدولية.
وإذاً
فالقرن القادم ليس أمريكياً، وهذا يعني أنه من الممكن أنه يكون القرن القادم قرناً
أوروبياً.
وقيادة
العالم اتجهت نحو الغرب عبر المحيط الأطلسي في بداية القرن الـ20، ويمكن أن تعود
للخلف نحو الشرق خلال مائة سنة"؛
-
وأن القيادة لآسيا في القرن الـ 21 لأنه مع نهاية القرن الـ 19 حسب تعبير ج. خيه
(وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية) كان: "البحر الأبيض المتوسط –
والمحيط الأطلسي في الماضي كانا المحيط الحاضر، والمحيط الهادي سيكون محيط
المستقبل".
للمزيد
يمكن الرجوع إلى:
1. بايسالباييف ج. أ.: الأمن المعلوماتي كجزء لا يتجزأ من الأمن
القومي. أستاذ مساعد بأكاديمية لجنة الأمن القومي بجمهورية قازاقستان. مواد شبكة
الإنترنيت.
2. الشبكات الإجتماعية وقيادة الرأي العام، الثورات العربية
نموذجاً. // الأبجدية الجديدة، 19/3/2011.
3. صحف عبرية: دول عربية جديدة ستظهر بعد انقشاع غيوم الثورات.
// لندن: القدس العربي، 26/3/2011، نقلاً عن صحيفة هآرتس 25/3/2011.
4. أ.د. محمد البخاري: اتخاذ قرارات السياسة الخارجية. على
الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_17.html
5. أ.د. محمد البخاري: الإعلام الدولي والسياسة الخارجية. على
الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_8891.html
6. أ.د. محمد البخاري: الإعلام وتحديات العولمة في الدول الأقل
حظاً. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_22.html
7. أ.د. محمد البخاري: الإعلام والمجتمع في عصر العولمة. على
الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/06/1-6.html
8. أ.د. محمد البخاري: الإعلام وتحليل المضمون الإعلامي. على
الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/03/blog-post_7864.html
9. أ.د. محمد البخاري: آفاق التبادل الإعلامي الدولي في إطار
العلاقات الدولية. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_5562.html
10. أ.د. محمد البخاري: الأمن الإعلامي وهموم المجتمع
المعلوماتي في عصر العولمة. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/1-2_05.html
11. أ.د. محمد البخاري: الأمن المعلوماتي في الظروف المعاصرة.
على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/03/blog-post_21.html
12. أ.د. محمد البخاري: الأمن الإعلامي الوطني في ظل العولمة.
على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/01/blog-post_4582.html
13. أ.د. محمد البخاري: أهمية البحث العلمي لتطوير الأداء
الإعلامي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_1863.html
14. أ.د. محمد البخاري: البحث العلمي ضروري لتطوير الأداء
الإعلامي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_9800.html
15. أ.د. محمد البخاري: تأثير الانترنيت على تطور المجتمعات.
على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/02/blog-post_27.html
16. أ.د. محمد البخاري: التأثير المتوقع لعملية التبادل
الإعلامي الدولي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_4601.html
17. أ.د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي في ظروف
العولمة والعلاقات الدولية المعاصرة. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/1-3_21.html
18. أ.د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي واتخاذ
القرارات في السياسة الخارجية. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_9820.html
19. أ.د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي في ظروف
العولمة. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_4988.html
20. أ.د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي من وجهة نظر الأمن
القومي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_5382.html
21. أ.د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي بين الواقع
والآفاق. http://muhammad-2009.blogspot.com/2009/11/blog-post_3920.html
22. أ.د. محمد البخاري: تحديات العولمة والمجتمع المعلوماتي في
الوطن العربي والدول النامية. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/01/blog-post_25.html
23. أ.د. محمد البخاري: تحديات العولمة وتكامل الإعلام العربي
مع المجتمع المعلوماتي المنفتح عالمياً. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/01/blog-post_27.html
24. أ.د. محمد البخاري: التدفق الإعلامي الدولي وتكوين وجهات
النظر. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_7411.html
25. أ.د. محمد البخاري: تقارب وسائل الاتصال والإعلام
الجماهيرية. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2009/12/blog-post_06.html
26. أ.د. محمد البخاري: الجزيرة العربية وبلاد الشام في سياسة
المصالح الخارجية للدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى. على الرابط
الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_30.html
27. أ.د. محمد البخاري: الخدمات الإعلامية في ظروف العولمة
والمجتمع المعلوماتي. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/01/blog-post_21.html
28. أ.د. محمد البخاري: خصائص التبادل الإعلامي الدولي. على
الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/03/blog-post_11.html
29. أ.د. محمد البخاري: دور وكالات الأنباء العالمية في تحديد
أطر السياسات الخارجية وتنفيذها. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_2229.html
30. أ.د. محمد البخاري: الدور الجديد للإعلام العربي المرئي
والمسموع. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/02/blog-post_17.html
31. أ.د. محمد البخاري: الدراسات الإعلامية وتحليل المضمون
الإعلامي. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2009/09/1-2.html
32. أ.د. محمد البخاري: رؤية مستقبلية للصحافة العربية
والدولية. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_25.html
33. أ.د. محمد البخاري: رياح التغيير تعصف بقنوات البث الإذاعي
المرئي العربية. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/06/blog-post_18.html
34. أ.د. محمد البخاري: الصحافة الدولية والتبادل الإعلامي
الدولي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/1-2_18.html
35. أ.د. محمد البخاري: العلاقات الدولية الآسيوية الإفريقية
بالأمس واليوم. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/1-5_22.html
36. أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة في إطار التبادل الإعلامي
الدولي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/blog-post_4372.html
37. أ.د. محمد البخاري: العلاقات الدولية والتبادل الإعلامي.
على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_7653.html
38. أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة كوظيفة من وظائف
التبادل الإعلامي الدولي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_4957.html
39. أ.د. محمد البخاري: العلاقات الدولية في ظروف الثورة
المعلوماتية. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_26.html
40. أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة (الدبلوماسية الشعبية)
والمجتمع المعلوماتي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_8476.html
41. أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة وإدارة الأزمات. على
الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/06/1-2.html
42. أ.د. محمد البخاري: العلاقات الدولية في عصر العولمة
المعلوماتية. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/01/blog-post_6432.html
43. أ.د. محمد البخاري: العلاقات الدولية المعاصرة والتبادل
الإعلامي. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/03/blog-post_8891.html
44. أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة الدولية (الدبلوماسية
الشعبية) ونظريات الاتصال والإعلام الجماهيرية. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2009/12/blog-post_03.html
45. أ.د. محمد البخاري: العلاقات الدولية المعاصرة والتبادل
الإعلامي. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2009/09/1-3.html
46. أ.د. محمد البخاري: العولمة والتبادل الإعلامي الدولي. على
الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2009/11/blog-post_04.html
47. أ.د. محمد البخاري: العولمة وقضايا التبادل الإعلامي الدولي
في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_81.html
48. أ.د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الوطني. على
الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post.html
49. أ.د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الدولي. على
الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/01/blog-post_5478.html
50. أ.د. محمد البخاري: العولمة وقضايا الأمن الإعلامي الوطني
في إطار التبادل الإعلامي الدولي. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/03/blog-post_6617.html
51. أ.د. محمد البخاري: العولمة وطريق الدول النامية إلى
المجتمع المعلوماتي. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/01/blog-post_31.html
52. أ.د. محمد البخاري: العولمة الإعلامية تعني الانتقال النوعي
من تقديم الخدمات الإعلامية إلى المجتمع المعلوماتي المنفتح عالمياً. على الرابط
الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/01/blog-post_6885.html
53. أ.د. محمد البخاري: قضايا الأمن الوطني في إطار العولمة
والتبادل الإعلامي الدولي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/1-2_16.html
54. أ.د. محمد البخاري: القيم الأخلاقية للعاملين في العلاقات
العامة. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2009/12/blog-post_27.html
55. أ.د. محمد البخاري: مبادئ الصحافة الدولية والتبادل
الإعلامي الدولي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/1-2.html
56. أ.د. محمد البخاري: المجتمع المعلوماتي وتحديات العولمة في
الدول الأقل حظاً. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/blog-post_15.html
57. أ.د. محمد البخاري: محاضرات في العلاقات الدولية الآسيوية
والإفريقية. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/1-2_814.html
58. أ.د. محمد البخاري: محاضرات في العلاقات العامة الدولية
والتبادل الإعلامي الدولي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/1-2_15.html
59. أ.د. محمد البخاري: محاضرات في الدراسات الإعلامية وتحليل
المضمون الإعلامي. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/blog-post_07.html
60. أ.د. محمد البخاري: مراحل تكون الصحافة الدولية. على الرابط
الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2009/11/blog-post_03.html
61. أ.د. محمد البخاري: المشرق العربي في سياسة المصالح
الخارجية للدول المنتصرة في الحرب العالمية الأولى. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/blog-post_19.html
62. أ.د. محمد البخاري: المعلوماتية وأمن الموارد الإعلامية بين
التخصص والاختصاص. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_2500.html
63. أ.د. محمد البخاري: المعلوماتية والعلاقات الدولية في عصر
العولمة. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/02/blog-post_02.html
64. أ.د. محمد البخاري: النظم السياسية ووسائل الإعلام والاتصال
الجماهيرية. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_16.html
65. أ.د. محمد البخاري: وسائل الإعلام الجماهيرية والتبادل
الإعلامي الدولي الإذاعات ووكالات الأنباء العالمية والصحافة الدولية. على الرابط
الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/09/1-2_07.html
66. أ.د. محمد البخاري: وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري
كأدوات للنظم السياسية. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_1404.html
67. أ.د. محمد البخاري: وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية
أدوات فاعلة للنظم السياسية. على الرابط الإلكتروني: http://muhammad-2009.blogspot.com/2010/02/blog-post_4346.html
68. أ.د. محمد البخاري: وكالات الأنباء العالمية وتحديد أطر
تنفيذ السياسات الخارجية. على الرابط الإلكتروني: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_15.html
69. هآرتس تروج لـ « ســـــايكس - بيكــــــــو» جديدة في
المنطقة. // دمشق: الثورة - رصد إلكتروني أخبـــــار. 28-3-2011.