الدكتور محمد البخاري
ملخص حياة
الأمير تيمور مؤسس الدولة التيمورية
1336م-736هـ
، 1405م-807هـ
طشقند -
1997
ملخص حياة
الأمير تيمور مؤسس الدولة التيمورية
1336م-736هـ
، 1405م-807هـ
دراسة أعدها في طشقند وانتهى من إعدادها في شهر كانون الأول/ديسمبر 1996. أ.د.
محمد البخاري: أستاذ مساعد بقسم العلاقات الدولية، كلية التاريخ. وكبير باحثين
علميين بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية. وينشر في الدوريات العربية
والأوزبكية.
المحتويات
نشأة الأمير تيمور مؤسس الدولة التيمورية 1336م 736هـ-
1405م 807هـ
تأسيس الدولة التيمورية
الدولة التيمورية بعد الأمير تيمور
السلالة التيمورية في الهند
أسماء زوجات وأبناء وأحفاد الأمير تيمور
أحـفاده وحفـيداته
أسماء علم وردت في الدراسة
المراجـــــع
بسم الله
الرحمن الرحيم
المقدمة
تضاعف الاهتمام في الآونة الأخيرة بتاريخ دول آسيا
المركزية (أوزبكستان، وقازاقستان، وقرغيزستان، وتركمانستان، وطاجكستان)، بعد
استقلالها إثر انهيار الاتحاد السوفييتي السابق، وشروع العديد من دول العالم
بالتسارع لسد الفراغ الذي أحدثه انهيار الاتحاد السوفييتي المفاجئ، سياسياً
واقتصادياً وعسكرياً، تحسباً من عودة أي شكل من أشكال النظام السابق في المنطقة.
إضافة إلى حالة الترقب التي تعيشها المنطقة حالياً بسبب الحرب الأهلية المدمرة
الدائرة على أرض أفغانستان المجاورة، والتي تشترك معها في التركيبة السكانية
والاجتماعية المعقدة للمنطقة، وما يمكن أن تؤديه نتائج الصراع في أفغانستان على
الاستقرار والتوازن السكاني والعرقي والاجتماعي والسياسي على المنطقة بأسرها، ولعل
الأوضاع السائدة في طاجكستان منذ استقلالها وحتى اليوم لخير دليل على ذلك.
لاسيما وأن جراح الاحتلال الروسي للمنطقة لم يلتئم بعد،
ذلك الاحتلال الذي تم بالتنسيق مع بريطانيا العظمى التي كانت مسيطرة على الأراضي
الواقعة جنوب مناطق الاحتلال الروسي آنذاك، ووصل توسع روسيا قمته باحتلالها إمارة
بخارى عام 1920 ونزوح الملايين من سكانها الآمنين إلى الدول المجاورة والعديد من
دول العالم. ورغم تقسيم الروس لولاية تركستان إلى الجمهوريات الخمس التي نعرفها
اليوم، خدمة للسياسة القومية التي اتبعتها موسكو خلال عشرينات القرن الحالي
وتسهيلاً لسياسة تحطيم البنية الديموغرافية والسكانية والثقافية للمنطقة وتغييرها
لصالحها، ليصبح السكان المحليون أقليات محكومة في بلادها، وإتباعها لسياسة التهجير
القسري لشعوب برمتها من مناطق سكناها الأصلية إلى تلك الجمهوريات كما حدث
للكوريين، وتتار القرم، والألمان والشيشان وغيرهم من شعوب الاتحاد السوفييتي
السابق، ورغم إدخال هذه الجمهوريات في عضوية الاتحاد السوفييتي، فإن ذلك لم يغير
أو يعيق من استمرار السياسة الاستعمارية التي رسمتها الإمبراطورية الروسية
للمنطقة، قبل استيلاء البلاشفة على السلطة في روسيا عام 1917.
وبرزت جمهورية أوزبكستان اليوم كقوة تشكل عامل استقرار
في المنطقة، منذ استقلالها في 1/9/1991 مما زاد من اهتمام العديد من دول العالم،
بهذه الجمهورية الفتية لما تتمتع به من ثروات طبيعية وبشرية إضافة للقاعدة العلمية
والتقنية المتوفرة لديها وخاصة منها تلك التي لها مصالح في المنطقة.
ومعروف للجميع الدور الهام الذي لعبته المنطقة وخاصة الجزء
الذي أقيمت عليه جمهورية أوزبكستان، في تاريخ العالم الإسلامي. فمن لا يعرف أسماء
العواصم الإسلامية العريقة كبخارى وسمرقند، ومن لا يعرف أسماء علماء ولدوا في ذلك
الجزء من ما وراء النهر ولمعوا ولم يزل بريق عِلْمِهم يسطع حتى الآن كابن سينا
والخوارزمي والبخاري والترمذي والبيروني والكثيرين الكثيرين غيرهم.
ومن لا يعرف أسماء قادة عسكريين عظام ذاعت شهرتهم عبر
التاريخ، قادة أقاموا دولاً قوية، يعتبر تاريخها جزءاً هاماً من تاريخ العالم
الإسلامي القديم والمعاصر على السواء. ومن مصادفات القدر أن تنطلق من منطقة
جغرافية واحدة، وهي المثلث الذي تقوم عليه مدن بخارى وقارشي وسمرقند خلال القرون
الوسطى وفي فترة متقاربة، قوات قائدين كان لهما أثر كبير في تغيير ملامح التاريخ
الإسلامي، وهما:
أرطغرل بك جد العثمانيين الأتراك الذين أسسوا الدولة
العثمانية، وتولوا الإمارة من عام 1326م وحتى عام 1516م، ومن ثم الخلافة الإسلامية
من عام 1516م وحتى عام 1924م، وعاصمتها اسطنبول في آسيا الصغرى، الدولة التي كادت
تفتح أوروبا بأسرها.
وتيمور (تيمولانك) مؤسس الدولة التيمورية، التي جعل من
سمرقند عاصمة لها في ما وراء النهر، وأنقذ أوروبا من الفتح العثماني الوشيك، وهو
ما يفسر الاهتمام الأوروبي، وخاصة الفرنسي بهذا القائد العسكري الفذ، الاهتمام
الذي ظهر خلال الإعداد وأثناء انعقاد الندوة العلمية الدولية المكرسة للذكرى 660
لميلاد الأمير تيمور (طشقند – سمرقند، تشرين أول/أكتوبر 1996م ).
والأمير تيمور هو موضوع بحثي هذا الذي أتمنى أن يخدم كل
مهتم بتاريخ هذا القائد العسكري وتاريخ تلك الحقبة التاريخية الهامة من تاريخ
العالم الإسلامي. واعتمدت في بحثي أساساً على المصادر المنشورة باللغة الروسية
خلال الفترة من عام 1873م وحتى عام 1996م، وهو ما تفتقر لهه المكتبة العربية على
ما أعتقد.
طشقند في
2/1/1997 الدكتور
محمد البخاري
نشأة الأمير
تيمور مؤسس الدولة التيمورية
1336م 736هـ-
1405م 807هـ
ولد تيمور بن طرغاي بهادور بن حجي أمين، الشخصية
العسكرية الفذة ومؤسس الدولة التيمورية، التي استمرت في الحكم من عام 1370م
الموافق لعام 771هـ وحتى عام 1858م الموافق لعام 1274هـ. في 8/4/1336م الموافق للـ
25، شعبان عام 736هـ بقرية خوجه إلغار، التي تبعد 13 كم عن مدينة كيش،[1]
وكان والده طرغاي بهادور من أعيان القبيلة التركية برلاس.
ولم يكد يبلغ السابعة من عمره عندما غادر مسقط رأسه كيش
في عام 1343م الموافق لعام 743هـ متوجها إلى قارشي مقر إقامة جده حجي أمين، حيث
قضي خمس سنوات تعلم خلالها في المدرسة وسط أبناء وجهاء المدينة، الذين تميز بينهم.
وفي عام 1350م الموافق لعام 750هـ رافق تيمور والده في رحلة
إلى سمرقند للمشاركة في المجلس المصغر لأمراء القبائل التركية المشهورة في دولة ما
وراء النهر التي تشكلت على أنقاض تشيغاتاي أولوس[2]
الذي أسسه تشيغاتاي ثاني أبناء جنغيز خان، وانهار خلال أربعينات القرن الرابع عشر،
ليتولى قازاغان حكم الدولة آنذاك. وأثناء هذه الرحلة شاء القدر أن يلتقي تيمور
بحفيد الأمير قازاغان، حسين الذي كان المنافس العنيد لتيمور على السلطة في ما وراء
النهر لاحقاً. وأمضى تيمور عام 1351م 751هـ مع الرعاة التابعين لأبيه في جبال
أوروتشي.
وعند بلوغ تيمور سن الرشد التقى في نيسان/أبريل عام
1352م الموافق لصفر 753هـ بمدينة قارشي بمعلم أبيه الشهير الأمير قليال الذي شهد
يوم ميلاده وأطلق عليه اسم تيمور.
وفي خريف عام 1355م الموافق لعام 756هـ تزوج تيمور من
ابنة بيك ياككا باغ، جاكو برلاس تورموش آغا، التي أنجبت له ابنه البكر جهانغير،
وابنته أوغابيغي.
وبدأ تيمور حياته العسكرية مبكراً بالتحاقه في عام 1356م
الموافق لعام 757هـ، بخدمة حاكم ما وراء النهر آنذاك الأمير قازاغان الذي زوجه
حفيدته أولجاي توركان آغا شقيقة الأمير حسين، اعترافاً منه بالخدمات العسكرية
الكبيرة التي قدمها له أثناء خدمته لديه. وفي نفس العام ولد ابنه البكر جهانغير.
وابنه الثاني عمر شيخ من زوجته طولون آغا.
وأولى تجارب تيمور في شؤون الحكم كانت وهو ابن الثانية
والعشرين من عمره، عندما عينه قازاغان عام 1358م الموافق لعام 759هـ، حاكماً على
مدينة شيبرغان.
وفي عام 1360م الموافق لعام 761هـ توفي والد تيمور،
طرغاي بهادور ووري التراب بمدينة كيش.[3]
وهو نفس العام الذي اجتاح به حاكم المغول توغلوق تيمور خان بن أُغول خوجه بن
دواخان ما وراء النهر على رأس جيش مؤلف من مائة ألف مقاتل . وبدأ اجتياحه
بالاستيلاء على مدينة حجيند ومنها توجه إلى سمرقند. مرغماً الأمراء المحليين على
ترك مدن ما وراء النهر خوفاً من بطشه ومن القوة العظيمة التي رافقته في زحفه. وكان
من بين الهاربين حاكم كيش، عم الأمير تيمور حجي بارلاس الذي هرب إلى خراسان.
إلا أن تيمور فضل البقاء في ما وراء النهر بدلاً من
الهرب، وتوجه إلى مقر توغلوق تيمور، واضعاً نفسه في إمرته. فما كان من توغلوق
تيمور إلا أن اعترف بتومان[4]
كيش، وتومان قارشي أملاكاً قبلية لتيمور .
وفي نهاية عام 1361م الموافق لعام 763هـ عاود خان المغول
توغلوق تيمور من جديد تقدمه في عمق أراضي ما وراء النهر واستولى على مدينة سمرقند،
حيث انعقد قورولتاي[5]
الذي أَعلنَ فيه ابنه الياس حجي خاناً على ما وراء النهر، وعين تيمور قائداً
للجيوش.
ولكن سرعان ما ترك تيمور الخدمة عند الخان الياس حجي عام
1362م الموافق لعام 764هـ وغادر سمرقند متوجهاً إلى بلخ متحالفاً مع حاكمها حسين،
وخاض الاثنان وقواتهما معركة ضارية خاسرة ضد المغول، وكانت هذه الهزيمة إيذاناً
ببدء صراع مرير بينهما على السلطة في ما وراء النهر.
وبصحبة جماعة قليلة ممن تبقى من الجند غادر الحليفان ما
وراء النهر، هائمين على وجوههم داخل أراضي خوارزم وأملاك القبائل التركمانية، التي
تمكنت واحدة منها من أسرهما آملاً بالحصول على مكافأة مجزية من الياس حجي.
وتخلص تيمور وحسين من الأسر بعد 62 يوماً، بمساعدة حاكم
ماخان علي بيك عام 1363م الموافق لعام 764هـ، حيث قام مبارك شاه أحد أغنياء ماخان،
بتسليحهما وتموينهما ليتمكنا من الوصول إلى سيستان. ولقاء هذه المساعدة حظي مبارك
شاه وأحفاده على احترام ونفوذ كبيرين لدى التيموريين فيما بعد.
وأثناء أحد المعارك في سيستان، أصيب تيمور بجراح بليغة
في يده اليمنى وساقه اليمنى، وبنتيجتها جفت يده وأصيبت ساقه بالعرج. فاكتسب لقبه
الشهير ( تيمور لا نك ) أي ( تيمور الأعرج ).
وبعد عدة معارك طاحنة ضد جيوش الخان المغولي الياس حجي،
وبالقرب من ترمذ على شاطئ نهر أموداريا،[6]
تمكن تيمور وحسين من تحقيق النصر النهائي عليه في المعركة التي جرت بينهم بالقرب
من بلدة ميتان، بضواحي سمرقند عام 1364م الموافق لعام 765هـ. ووقع بنتيجة هذه
المعركة الياس حجي نفسه وبعض أمراءه في الأسر، ولكنه تمكن من الإفلات والهرب.
وتابعت جيوش تيمور وحسين تقدمها، مستولية على سمرقند
وحجيند وطشقند طاردين المغول نهائياً من أراضي ما وراء النهر.
وفي نفس العام انعقد قورولتاي أمراء ما وراء النهر الذين
انتخبوا سليل جينغيز خان ووريثه الأمير قابول شاه، خاناً على ما وراء النهر.
وبقرار من الخان الجديد تسلم تيمور المدن والأراضي الواقعة على الشاطئ الأيمن من
نهر أموداريا، وتسلم حسين المدن والأراضي الواقعة خلف هذا النهر.
وفي ربيع عام 1365م الموافق لعام 766هـ عادت قوات مغول
للزحف من جديد على ما وراء النهر، بقيادة الخان الياس حجي. واتجه تيمور وحسين على
رأس جيش مؤلف من ثلاثين ألفاً من المشاة والفرسان لصد القوات المغولية الزاحفة.
والتقت القوات المتحاربة في منطقة شيناز على الطرف
الجنوبي من مدينة طشقند. وجرت معركة قاسية بين القوات المغولية بقيادة الياس حجي،
وقوات تيمور وحسين في الثاني والعشرين من أيار/مايو عام 1365م الموافق لغرة رمضان
766هـ في أحوال جوية سيئة تحت أمطار غزيرة حولت التراب إلى وحل راح ينغرس فيه
المتقاتلون وخيولهم مما أثر على سير المعركة ونتائجها، وهذا كان سبب إطلاق اسم
(جامغي لاي) أي معركة الوحل على هذه المعركة.
ونتيجة للمعركة ظهر ضعف وتقاعس قوات حسين، الذي امتنع عن
سماع نصائح تيمور أثناء سير معركة جامغي لاي. مما سبب إلحاق الهزيمة بقواتهما أمام
المغول. واضطرهما لترك عاصمة ما وراء النهر سمرقند. وغادرها تيمور وما تبقى من
قواته إلى قارشي، بينما اتجه حسين إلى أبعد من ذلك إلى بلخ على الضفة الأخرى من نهر
أموداريا فاسحين المجال أمام قوات الخان الياس حجي، إثر استلائها على المدينة
لدخول قصر خان ما وراء النهر قابول شاه وقتله.
ورغم هذا الانتصار لم تستطع القوات المغولية من التثبت
في المدينة أمام مقاومة سكانها العنيفة. حيث تمكن السربداريون وفي طليعتهم طلاب مدرسة
مولانا زادة، بقيادة شيخ فرازي القطن أبو بكر كيليوي والنبَّال حورداك بخاري، من
طردهم إلى خارج المدينة.
وأمام المقاومة البطولية للسربداريين وصمودهم أمام
المغول خلال حصار مدينة سمرقند، اضطر الخان الياس حجي وقواته المغولية إلى فك حصار
عن المدينة ومغادرة ما وراء النهر عام 1365م الموافق لعام 766هـ. وبرز السربدار
على الساحة كقوة سياسية وعسكرية، يحسب لها.
واستمر هذا الوضع إلى أن عاد الحليفان تيمور وحسين في
ربيع عام 1366م الموافق لعام 767هـ على رأس جيش مؤلف من بضعة آلاف مقاتل إلى
سمرقند، ونجح حسين باستمالة قادة السربداريون ودعاهم إلى معسكره ، وأطبق عليهم
هناك وأمر بقتلهم على الفور. لتقع المدينة في قبضة الحليفين من جديد. وفي قرولتاي
الأمراء الذي انعقد في المدينة أعلن حسين نفسه أميراً لأمراء ما وراء النهر، وعين
حليفه تيمور ساعداً أيمناً له.
وشهد هذا العام مولد الابن الثالث لتيمور، ميران شاه من
زوجته مينغل بيك آغا. وشهد وفاة زوجته أولجاي توركان آغا، أم بناته سلطان بخت،
وبغيم.
وفي ربيع عام 1367م الموافق لعام 768هـ حاول حسين
الانفراد بالسلطة، وترأس حملة قوامها خمسون ألف مقاتل إلى مدينة قارشي معقل تيمور.
التي اضطر لمغادرتها، مجتازاً نهر أموداريا إلى الصحراء التركمانية، نظراً لقلة
وضعف قواته أمام القوات الزاحفة.
ولكن ما لبثت الأمور بين تيمور وحسين أن عادت إلى مجراها
الطبيعي بعد الصلح الذي تم بينهما كحليفين كما في السابق، وتوجه الحليفان في عام
1369م الموافق لعام 770هـ على رأس حملة استوليا خلالها على مدينة كابول. وفي نفس
الوقت وقعت عداوة بين حسين وباديشاه بدهشان، فكلف حسين حليفه تيمور بقيادة حملة
تأديبية على بدهشان، التي توجه إليها على رأس جيشه واستولى عليها قبل وصول حسين
إليها .
وفي شباط/فبراير عام 1370م الموافق لرجب 771هـ انعقد في
هندوان، قورولتاي أمراء ما وراء النهر بدعوة من حسين، دون علم من تيمور. وتم خلال
القرولتاي اختيار سليل جينغز خان، عادل سلطان خاناً على ما وراء النهر، وحسين
حاكماً على ما وراء النهر. الأمر الذي أزعج تيمور، ودفعه للانتقام منه ورد
الاعتبار لنفسه.
وكان رد تيمور عنيفاً حيث استولى في آذار/مارس 1370م
الموافق لشعبان 771هـ، على مدينة بلخ عنوة، وأخذ حسين المتحصن فيها أسيراً وأمر
بقتله.
تأسيس الدولة
التيمورية
وبعد مقتل حاكم ما وراء النهر حسين اجتمع قورولتاي أمراء
ما وراء النهر في العاشر من نيسان/أبريل عام 1370م الموافق للرابع عشر من رمضان
771هـ في بلخ واختار سيورغا تميش خان خاناً جديداً على ما وراء النهر، وتولى إدارة
الحكم تيمور الذي اختار مدينة سمرقند عاصمة لحكمه. ليبدأ تاريخ الدولة التيمورية
التي استمرت تحكم أجزاء واسعة من القارة الأسيوية مابين توسع وانحسار حتى انتهت
آخر دولها في الهند عام 1858مالموافق لعام 1274هـ على أيدي القوات الإنكليزية.
وفي نفس الشهر أعلن تيمور زواجه من أرامل حسين الأربعة،
ومن بينهم كانت ساراي ملك خانم ابنة سليل جنغيز خان، قازان خان. مما سمح لتيمور
الحصول على لقب كوراغان، أي صهر الخان. وحظيت ساراي ملك خانم هذه بموقع الصدارة
بين حريم تيمور، وحصلت على لقب بيبي خانم أي أميرة الأميرات.
وخلال شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو من نفس العام
الموافقان لشهري شوال وذي القعدة 771هـ بدأ تيمور بتعزيز أسوار وأبراج المراقبة
بمدينة سمرقند، وحشد لهـــذا العمل الكبير أكثر من أربعين ألف رجل. وأصدر في الوقت
نفسه أمراً ببناء قصر محصن من ثلاث طوابق في قلب سمرقند أطلق عليه اسم كوك ساراي
أي القصر الأزرق .
وفي خضم الصراع بين تيمور وحليفه السابق حسين. وقف إلى
جانب تيمور عدد من رجال الدين، ومن أبرزهم كان الشيخ سعيد بركة، الذي أهدى تيمور
طبلاً وعلماً كان لهما دوراً بارزاً في شحذ همم وزيادة حماسة قوات تيمور في كل
حملاته ومعاركه اللاحقة. فكرمه تيمور بمنحه عام 1370م الموافق لعام 771هـ مدينة
أنداهاي التي توفي ودفن فيها عام 1403م الموافق لعام 806هـ، ونقلت رفاته منها بأمر
من شاه روح عام 1409-812هـ، لتوارى في سمرقند إلى جوار قبر تيمور بضريح غور أمير.
ولم يكد يمضي على حكم تيمور لما وراء النهر عاماً واحداً
حتى ذاعت شهرته في أنحائها، وبدأ حكام الدول المجاورة بالتوافد إلى سمرقند لخطب
ودّه. وفي ربيع عام 1371م الموافق لعام 772هـ وصلت سمرقند بعثة حاكم الأوردة
البيضاء أوروس خان، برئاسة توي خوجه أوغلان والد تختاميش حليف وخصم تيمور فيما
بعد، والذي كان ضمن البعثة أيضاً. واستقبلهم تيمور في قصر كوك ساراي الذي انتهت
أعمال بنائه للتو. وفي نفس العام وصلت سمرقند بعثة الأوردة الذهبية أيضاً.
وخلال هذا العام أيضاً حاول بعض حكام المدن الانفصال عن
ما وراء النهر والخروج عن طاعة تيمور، فما كان منه إلا وأن ترأس على الفور حملة
تأديبية ضد العصاة الخارجين عن طاعته. فسارع حاكم مدينة شيبرغان المتمرد زيند
تشاشيم للامتثال طائعاً لسلطة تيمور واستسلم وأتباعه دون قتال مسلمين المدينة له.
التي عين لحكمها تابعه آقبوق. ولم يختلف المصير ذاته عن مصير مدينة هيرات التي
استسلم حاكمها المتمرد مالك معز الدين حسين، لتيمور طائعاً كغيره من حكام المدن
المتمردة .
وصادف هذا العام وفاة ابنة أخته شادي ملك، التي أمر
ببناء ضريح لها في مقابر شاه زنده بسمرقند، وهو الضريح الذي دفنت فيه والدتها
شقيقة تيمور الكبرى كوتلوق توركان آغا.
وفي عام 1371م الموافق لعام 772هـ بدأت أولى حملات تيمور
على خوارزم، وبدأها بالاستيلاء على مدينة كيات، إلى أن التقت قواته بقوات خوارزم
شاه حسين صوفي بالقرب من مدينة أورغينيتش وأسفرت المعركة عن هزيمة كبيرة بقوات
حسين صوفي الذي هرب وتحصن داخل المدينة التي حاصرتها قوات تيمور.
وأثناء الحصار وفي 5/1/1372م الموافق للـ 28 من جماده
الثانية عام 773هـ توفى حسين صوفي خوارزم شاه داخل عاصمته المحاصرة مدينة أورغينتش
. وتولى الحكم من بعده أخوه يوسف صوفي، الذي عقد الصلح مع تيمور وسمح بدخول قواته
عاصمة الخوارزميين أورغينتش . لتصبح بذلك خوارزم تابعة لدولة ما وراء النهر ،
الأمر الذي سمح لتيمور بالحصول على لقب سلطان طوران.
وعاد خوارزم شاه عن عهوده التي قطعها لتيمور بالطاعة
والخضوع لسلطته فجرد تيمور حملته الثانية على خوارزم في عام 1373م الموافق لعام
775هـ لتأديب خوارزم شاه على نقضه عهود السلام بينهما. فأثارت سرعة ردة فعل تيمور
هذه، مخاوف يوسف صوفي خوارزم شاه وأسرع بتقديم آيات الطاعة والولاء والاعتذار
فقبلها تيمور وقفل راجعاً إلى عاصمته سمرقند.
وفي أيار/مايو عام 1374م الموافق لذي القعدة من عام
775هـ شهدت سمرقند احتفالات عقد قران الابن البكر لتيمور، جهانغير على سوين بيكا
(خان زاده)، ابنة شقيق خوارزم شاه حسين صوفي، وحفيدة أوزبيك خان. فتعزز بذلك مركز
قبيلة تيمور. وتعززت صلات القرابة بسلالة جينغيز خان.
ومهد الاستقرار النسبي الذي تمتعت به دولة ما وراء النهر
لتيمور فجريد حملة عام 1375م الموافق لعام 777هـ على مغولستان، ولكنه اضطر لقطعها
بسبب تمرد بعض أمرائه ساري بوك، وعادل شاه، وبهرام جلاير، من قادة قوات المقدمة،
وانشغاله بالقضاء عليهم وعلى قواتهم المتمردة .
وأثناء حملته الثالثة على مغولستان تمكن تيمور من تدمير
قوات حاكمها قمر الدين، الذي فر هارباً من أرض المعركة مع فلول قواته وطاردهم ابن
تيمور، جهانغير حتى أسفل مجرى نهر إيلي، حيث استولي على معقل قمر الدين وأسر زوجته
وابنته دلشاد البالغة من العمر خمسة عشرة عاماً والتي أصبحت فيما بعد زوجة لتيمور.
ولم تقف المطاردة عند هذا الحد بل تابعها جهانغير إلى أبعد من ذلك في عمق أراضي
مغولستان.
في آذار/مارس من عام 1376م الموافق لشوال من عام 777هـ
ولد محمد سلطان بن جهانغير بن الأمير تيمور من زوجته سيوين بيكا (خان زادة)، وكان
الحفيد المحبب لتيمور .
وفي صيف عام 1376م الموافق لعام 778هـ هاجم قمر الدين
حاكم مغولستان ما وراء النهر من جديد واستولي على مدينة أندكان، فجرد تيمور حملته
الرابعة ضده، وبعد تحريره للمدينة سحق تيمور مرة أخرى قوات قمر الدين.
وفي عام 1376م الموافق لعام 778هـ توفي جهانغير بن تيمور
في سمرقند إثر مرض شديد ألم به. وبعد وفاته بشهر ونصف وضعت زوجته الثانية بخت ملك آغا
ابنه بير محمد، الحفيد الذي أوصى به تيمور خليفة من بعده في الحكم
وبعد مقتل حاكم مانغيشلاق على أيدي أوروس خان، خان
الأوردة البيضاء لرفضه المشاركة في الحملة ضد الأوردة الذهبية. لجأ ابنه تختاميش
إلى تيمور في سمرقند عام 1376م الموافق لعام 778هـ، واستقبله تيمور بحفاوة بالغة،
ومنحه توماني أوترار وسابران الحدوديين، ليجمع منهما قواتاً لمواجهة أوروس خان.
وكان لهذه المساعدة أبلغ الأثر على تختاميش الذي جمع جيشاً واجه به أوروس خان،
ولكن الأخير ألحق به الهزيمة.
ومن أجل جمع المعلومات عن كل ما يجري في ما وراء النهر
وخارجها من الدول المجاورة، وللوقوف على الأحداث الجارية والتعامل معها في حملاته،
والتأثير على معنويات خصومه، أنشأ تيمور جهاز الحرس السري صوغلياداتاي تورو (الدرع
الكبير) عام 1376م الموافق لعام 778هـ. وكان لهذا الجهاز الفضل الكبير في توجهاته
وانتصاراته.
وفي 20/8/1377م الموافق للـ 15 من ربيع الثاني عام 779هـ
ولد شاه روح الابن الرابع لتيمور من زوجته تاغاي توركان آغا.
وفي عام 1377م الموافق لعام 779هـ كرر تيمور تقديم الدعم
والمساعدة لتختاميش، ومرة أخرى لم يستطع الصمود أمام قوات حاكم الأوردة البيضاء
أوروس خان، التي ألحقت به الهزيمة من جديد.
وفي عام 1378م الموافق لعام 780هـ تزوج تيمور من تومان
آغا ابنة الأمير موسى. وتكريماً للأميرة أمر بإنشاء حديقة واسعة في القسم الغربي
من سمرقند عرفت باسم باغي بيخشتي أي حديقة الروضة. شيدت كلها من المرمر التبريزي .
وبأمر من تيمور بدأت في العام 1379م الموافق لعام 781هـ
أعمال تحصين كبيرة شملت تشييد أسوار بعلو أكثر من إحدى عشر متراً حول مدينة كيش
(شهر سابز اليوم)، وزودت هذه الأسوار بأبراج للمراقبة وبوابات. وبدأت كذلك أعمال
تشييد ضريح حضرة إمام فوق قبر ابنه البكر جهانغير.
وأمام الهزيمتان اللتان لحقتا بتختاميش تدخل تيمور بنفسه
هذه المرة، وجرد حملة عسكرية في عام 1379م الموافق لعام 781هـ، لمساعدته ضد حاكم
الأوردة البيضاء، وتمكن تيمور من تدمير جيش أوروس خان، وعزله عن خانية الأوردة
البيضاء. ممهداً الطريق لاختيار حليفه تختاميش خاناً عليها في القرولتاي الذي حضره
أمراء الخانية، بدعوة من المنتصر.
وفي نفس العام قطع خوارزم شاه يوسف صوفي كل صلات القرابة
التي جمعته بتيمور، وأعلن الانفصال عن دولة ما وراء النهر. وقام بضم كيات وخيوة
لحكمه، واستولى على مدينة بخارى وأعمل فيها النهب والتخريب. فما كان من تيمور إلا
وأن جرد حملته الرابعة لإخضاع خوارزم، والقضاء على خوارزم شاه. وتوجه على رأس جيش
قوامه خمسون ألف مقاتل إلى خوارزم. واستولى أثناء هذه الحملة على مدينة أورغينيتش
عاصمة خوارزم بعد حصار طويل، توفى خلاله خوارزم شاه يوسف صوفي نتيجة نوبة قلبية.
وفي نفس العام بدأت أعمال تشييد ضريح حضرة إمام في كيش،
على قبر ابنه البكر جهانغير.
وفي عام 1380م الموافق لعام 782هـ، بدأت في سمرقند أعمال
تشييد ضريح روح آباد على قبر الشيخ برهان الدين صاغراجي الذي كان له دوراً هاماً
في الحياة الدينية لما وراء النهر إبان حكم تيمور. وتم كذلك بناء ضريح على قبر
بوروندوك أحد قادة تيمور العسكريين، في مقبرة شاه زندة بسمرقند.
وانتقل تيمور في نفس العام إلى مدينة كيش التي غير اسمها
إلى (شهر سابز)، وبدأت فيها على الفور أعـمال بناء ضخمة لتشييد قصر آق ساراي على
شرف أمه تيغينه موح، وحشد لهذا العمل الكبير أكثر من خمسين ألف رجل.
وفي عام 1381م الموافق لعام 783هـ، أرسل تيمور ابنه
ميران شاه على رأس جيش جرار إلى خراسان، واستولي فيها على هيرات، وسيراخس، مخضعاً
خراسان بأكملها لسلطة أبيه تيمور. وفي نفس العام استولي تيمور على مدينة سيبزيوار
وأخضع دولة السربداريين لحكمه .
وفي نفس العام أيضاً التقى تيمور بالشيخ العلامة الشهير
زين الدين عبد بكروم التوي آبادي.
وفي عام 1382م الموافق لعام 783هـ عين تيمور ابنه ميران
شاه حاكماً على خراسان. وأخضع لحكمه مدن عصفران، وتورشيز، ونيشابور، وقالات.
وفي شباط/فبراير عام 1383م الموافق لذي الحجة عام 784هـ
أخضع تيمور لحكمه منطقة مازيندران على بحر قزوين، واستولى على قلعة بدر آباد، وقضى
على تمرد السربداريين في سيبزيوار.
وفي نفس العام أمر تيمور ببدء أعمال إعادة بناء مدينة
بناقند، الواقعة على ضفاف نهر سرداريا وسط مروج طشقند، التي كان قد دمرها جينغيز
خان أثناء حملاته على ما وراء النهر. وتم تشييد وإسكان هذه المدينة خلال فترة
قصيرة جداً، وأحيطت بأسوار حصينة وأبراج حراسة ضخمة، وأطلق عليها اسم شاه روحي على
شرف ابنه الأصغر شاه روح.
وصادف نفس العام وفاة زوجة تيمور، دلشاد آغا، وشقيقته
قوتلوق توركان آغا.
وفي عام 1384م الموافق لعام 786هـ استولى تيمور على أستر
آباد ، ودمر جيش الأمير والي الذي فرّ ولجأ إلى رستام دار. وتابع تيمور زحفه
واستولى عـلـى قـندهار، وأخضع لحكمه سيستان وعاصمتها غارانج .
وبعد قضائه فصل الشتاء في مدينة ري، تابع تيمور زحفه في
عام 1385م الموافق لعام 787هـ، واستولى على مدينة السلطانية وعين ساريق عادل
حاكماً عليها. ودخل كوهستان، ورستام دار، التي فر منها الأمير والي هارباً، لتناله
المنية في الطريق مقتولاً.
وفي عام 1385م الموافق لعام 787هـ، تم تشييد ضريح على
قبر شيرين بيكة آغا أخت تيمور، ضمن مقابر شاه زندة بسمرقند.
وفي عام 1386م الموافق لعام 788هـ، غادر تيمور عاصمته
سمرقند على رأس حملة عسكرية استمرت ثلاث سنوات، استولي خلالها على تبريز، وعين
محمد سلطان حاكماً عليها. ومن ثم أخضع أذربيجان، ودخل أرمينيا، وجورجيا، واستولى
على تفليس، وميهيت، وغوري، وغيرها من المدن والقلاع. مخضعاً المنطقة من أرضروم إلى
دربند لسلطته. وغادر في نفس العام جورجيا متوجهاً إلى جنوب فارس.
وفي عام 1387م الموافق لعام 789هـ، دخل تيمور مدينة
أصفهان التي سلمها له حاكمها سعيد مظفر كاشي دون قتال. ولكن المدينة انتفضت في
17/11/1387م الموافق لـ 6 من ذي القعدة عام 789هـ بقيادة علي كودوكابا، وقامت قوات
تيمور بتهدئة السكان. واستسلمت في نفس الشهر مدينة شيراز في الجنوب الغربي من فارس
معلنة الولاء لتيمور.
وباستيلاء تيمور في 13/12/1387م الموافق للثاني من ذي
الحجة 789هـ على مدينة فارس أصبحت دولة المظفريين في الجنوب الغربي لفارس تابعة
لسلطته.
واستغل خان الأوردة الذهبية تختاميش غياب تيمور وخان
عهوده التي قطعها له، وبمساندة من الخوارزميين هاجم ما وراء النهر، وألحق الهزيمة
بابن تيمور، عمر شيخ. واحتل مدينة بخارى، وأحرق قصر تشيغاتاي في قشقاداريا. مما
أدى إلى خلو العديد من المدن والقرى في المنطقة من السكان. واستمرت الحال على ما
عليه حتى وصول النجدة من خراسان بقيادة ميران شاه بن تيمور، الذي وجه ضربة قوية
لقوات تختاميش.
وعاد تيمور إلى عاصمته سمرقند بعد غياب طويل، ووصلها في
كانون الثاني/ يناير من عام 1388م الموافق لذي الحجة 789هـ، وطرد جيوش خان الأوردة
الذهبية تختاميش نهائياً من أراضي ما وراء النهر.
وبعد تفرغ تيمور من ترتيب أوضاع حكمه، جرد حملته الخامسة
والأخيرة على خوارزم انتقاماً من خوارزم شاه الذي ساند تختاميش في عدوانه على
أراضي ما وراء النهر. واستولى على عاصمتها أورغينيتش منهياً بذلك حكم الصوفيين
فيها إلى الأبد.
وفي نفس العام تمرد صهر تيمور، محمد ميرك حاكم خوتّوليان
فأمر تيمور باعتقاله وإعدامه مع أخيه عبد الفتاح.
وفي عام 1388م الموافق لعام 789هـ، انتهت أعمال بناء
مدرسة محمد سلطان في سمرقند، التي ضمت تسعة وعشرون حجرة وقاعتان للدراسة، خصصت
لتربية وتعليم أبناء وجهاء المدينة من أتراب حفيده محمد سلطان بن جهانغير. وإلى
جانب المدرسة تم تشييد خانقة ( دار ضيافة ) لاستقبال وإقامة كبار الضيوف.
وفي 29/12/1389م الموافق لغرة صفر عام 791هـ توفي بمدينة
توي آباد شيخ الإسلام زين الدين أبو بكر التوي آبادي المقرب من تيمور.
وفي آذار/مارس عام 1389م الموافق لربيع الأول عام 791هـ
جرد تيمور حملة جديدة على مغولستان التي حل فيها على كرسي الخانية خضر خوجه، بدلاً
عن الخان المعزول قمر الدين. ودمر قوات الخان الجديد وطارد فلولها في عمق أراضي
مغولستان، واصلاً بقواته إلى إيرتيش شمالاً، وكتّا يولدوز (النجمة الكبيرة) غرب
جبال تيان شان في الشرق حيث أقام احتفالات كبيرة بانتصاره الساحق هذا. وعاد بعدها
من مغولستان حاملاً انتصاراته إلى سمرقند التي وصلها في أيلول/سبتمبر 1389م
الموافق لرمضان 791هـ . لتقام فيها الاحتفالات بعودة المنتصر وعقد قران ابنه عمر
شيخ على سيفينتـش قوتلوق.
وفي عام 1390م الموافق لعام 792هـ عاد تيمور وجرد حملة
عسكرية جديدة وغادر سمرقند على رأس جيشه متوجهاً إلى داشتي كيبتشاك هذه المرة. وفي
الطريق أمضى فصل الشتاء في طشقند، ومنها توجه إلى حجيند لزيارة قبر مصلح الدين،
وخصص هناك عشرة آلاف دينار لترميم ضريحه. وبعد عودته إلى طشقند أصيب بوعكة صحية
منعه عن متابعة طريقه. فمكث في طشقند حتى شفائه. وفي 29/1/1391م الموافق للـ 13 من
صفر 793هـ، استعرض قواته وأوفد الأمير موثق لإصلاح أحوال خوارزم. وأرسل ابنه شاه
روح وحفيده بير محمد إلى سمرقند، لإدارة الحكم فيها أثناء غيابه. وتوجه هو على رأس
جيشه المؤلف من مائتي ألف مقاتل لملاقاة تختاميش خان الأوردة الذهبية ، وتوجه
أولاً إلى الشمال عابراً نهر توبول، ومن ثم توجه نحو الغرب.
وفي 6/5/1391م الموافق للثاني من جماد ثاني 793هـ نظم تيمور
حملة صيد كبيرة لقنص الحيوانات البرية في وادي نهر توبول، ليؤمن اللحم والمؤن
لجيشه الجرار.
وفي 29/5/1391م الموافق للـ 25 من جماد الثاني 793هـ
طارد تيمور بجيشه، جيش الخان تختاميش الذي عبر نهر الأورال. وفي 4/6/1391م الموافق
للـ 2 من رجب 793هـ اجتاز تيمور نهر إيك، وفي الثامن عشر من نفس الشهر الموافق
للسادس عشر من رجب وبالقرب من نهر قوندورتشا بسهل ساماره بدأت المعركة الكبيرة
والتحمت قوات تيمور، بقوات الخان تختاميش. واستمرت المعارك الطاحنة بين الجيشين
المتقاتلين ثلاثة أيام متتالية حقق خلالها تيمور أولى انتصاراته الحاسمة على خان
الأوردة الذهبية تختاميش.
وعلى ضفاف نهر الفولغا أقام تيمور احتفالات انتصاره
الكبير، لمدة ستة وعشرين يوماً كاملة من شهر تموز/يوليو1391م الموافق لشعبان
793هـ. وخلال الاحتفالات الكبيرة قدم جنود تيمور على وقع الموسيقى والغناء عرضاً
لانتصارهم الكبير على الكبتشاكيين الذي حققوه في المعركة التي خاضوها معهم منذ
أيام.
وعاد تيمور إلى عاصمته سمرقند في تشرين أول/أكتوبر عام
1391م، الموافق لذي القعدة عام 793هـ حاملاً معه انتصاره الكبير وغنائمه من ضفاف
الفولغا، ونتائج حملته الناجحة على الأوردة الذهبية.
ومرة أخرى غادر تيمور عاصمته سمرقند في أيار/ مايو 1392م
الموافق لجماد الثاني عام 794هـ على رأس جيش مؤلف من ثمانين ألف مقاتل. متوجهاً
هذه المرة نحو الغرب، بحملة استمرت خمس سنوات، وأخضع خلال عام 1392م الموافق لعام
794هـ مازينديران من جديد، وانتصر على جيوش دولة المظفريين بقيادة الشاه منصور،
وللمرة الثانية استولى على شيراز إثر معركة قتل خلالها الشاه منصور. وعين تيمور في
نفس العام حفيده بير محمد بن جهانغير حاكماً على كابول.
وخلال صيف وخريف عام 1393م الموافق لعام 795هـ وصل تيمور
بجيشه إلى بلاد العرب واستولي على قلعة تكريت، وبعدها على مدينة البصرة جنوب
العراق. وفي تشرين الأول/ أكتوبر الموافق لذي الحجة استولي على مدينة بـغـداد
وتوجه منهـا إلى أرمينيا، وجورجيا، ومن هناك عين ابنه عمر شيخ حاكماً على فارس،
وابنه ميران شاه حاكماً على أذربيجان والقوقاز.
وفي عام 1393م الموافق لعام 795هـ أوفد تيمور مبعوثاً
لسلطان الشام ومصر برقوق الذي ردَّ بقتل الرسول.
وفي 22/3/1394م الموافق للـ 19 من جماده الأولى عام
796هـ وبمدينة السلطانية ولد حفيد تيمور، محمد طرقاي (أولوغ بيك) بن شاه روح الابن
الرابع لتيمور. وهو الذي حكم ما وراء النهر خلال الفترة من عام 1409م الموافق لعام
811هـ إلى عام 1449م الموافق لعام 853هـ، وهو العالم الكبير وباني المرصد الفلكي
المشهور في سمرقند، ومؤلف كتاب "زوجي جديدي قورغاني" الجداول الجديدة في
علم الفلك.
وفي 28/8/1394م الموافق للأول من ذي القعدة عام 796هـ
ولد الابن الثاني لشاه روح، إبراهيم سلطان. من زوجته طومي آغا.
وفي نفس العام شيدت في سمرقند حديقة باغي أمير زاده شاه
روح، احتفالا بعودة ابن تيمور، شاه روح من حملة القوقاز.
وخلال العام نفسه وأثناء حصار إحدى القلاع في كردستان،
قتل عمر شيخ الابن الثاني لتيمور. ونقل ليوارى إلى جوار شقيقه جهانغير في شهرسابز.
وفي عام 1394م الموافق لعام 796هـ، تحالف سلطان الشام
ومصر برقوق، مع خان الأوردة الذهبية تختاميش ضد تيمور. وتوجه السلطان برقوق على
رأس جيشه لمواجهة تيمور حيث كان في أرمينيا، ولكنه عاد بجيشه إلى حيث أتى عندما
علم أن تيمور ينوي العودة إلى سمرقند. ولكن تيمور قرر قضاء فصل الشتاء في القوقاز،
مواجهاً التحرشات الدائمة لقوات الأوردة الذهبية التي جرته في النهاية إلى
المواجهة الشاملة.
وفي 22/4/1395م الموافق للـ 2 من رجب عام 797هـ التحمت
قوات تيمور، بقوات خان الأوردة الذهبية تختاميش بمعركة ضارية شملت المنطقة الممتدة
بين نهري تيريك وكور، وأسفرت عن انتصار حاسم لقوات تيمور. الذي احتفل وقواته
بالنصر على ضفاف نهر كور.
وفي آب/أغسطس عام 1395م الموافق لشوال عام 797هـ وأثناء
مطاردة تيمور لفلول قوات الخان تختاميش، دخل بلاد الروس، واستولى على مدينة
ييليتس. وبعد استراحة قصيرة استمرت أسبوعين على حدود مقاطعة كنياز ريزان، اتجه
بقواته نحو الجنوب.
وخلال أيلول/سبتمبر، وتشرين أول/أكتوبر عام 1395م
الموافقان لذي القعدة، وذي الحجة عام 797هـ من نفس العام، استولي تيمور على مدينة
أزوف، وحجي طرخان (أستراخان اليوم)، وهدد عاصمة الأوردة الذهبية ساراي بركة،
الواقعة على شاطئ الفولغا. وبإستلائه على ساراي بركة، أنهى دولة الأوردة الذهبية
الواسعة والقوية في ذلك الوقت إلى الأبد.
وفي نفس العام وصلت قصر تيمور في سمرقند، سفارة الصين
برئاسة آن تشجي داو، وغو تسزي، وأقامت هذه السفارة في الدولة التيمورية حتى عام
1404م الموافق لعام 806هـ.
وفي ربيع عام 1396م الموافق لعام 798هـ وبعد أن أمضى فصل
الشتاء في جورجيا طاف تيمور متفقداً المدن والقلاع التي أخضعها في أرمينيا وجورجيا.
في تموز/يوليو 1396م الموافق لشوال 798هـ عاد تيمور إلى
عاصمته سمرقند التي استقبلته باحتفالات مهيبة، منهياً حملته التي استمرت خمس سنوات
متواصلة. وبهذه المناسبة، ولكثرة ووفرة الغنائم التي حملها معه، قرر إعفاء سكان
دولة ما وراء النهر من الضرائب لمدة ثلاث سنوات.
وفي أيار/مايو 1397م الموافق لشعبان 799هـ عين تيمور،
ابنه شاه روح حاكماً على خراسان، وسيستان، ومازيندران.
وفي ربيع نفس العام أمر تيمور بإنشاء حديقة في شمال
مدينة سمرقند أطلق عليها اسم باغي شمالي، أي حديقة ريح الشمال. تكريماً لابنة
ميران شاه، بيغي سلطان. وفي نفس العام أيضاً انتهت أعمال إنشاء حديقة باغي
ديلكوشو، أي الحديقة آسرة القلب. وقصراً من ثلاث طوابق، جنوب مدينة سمرقند.
وكان بناء حديقة باغي ديلكوشو تكريماً لزوجته، توكيل
خانم ابنة خان مغولستان خضر حجي، التي تزوجها في نفس العام، وشغلت بين حريمه مكانة
كيتشيك خانم أي السيدة الصغيرة، وهي المكانة الثانية بعد زوجته ساراي ملك خانم.
وصادف عام 1397م الموافق لعام 799هـ ميلاد غياث الدين باي سونغور الابن الثالث
لشاه روح بن تيمور.
وفي آذار/مارس 1398م الموافق لجماده الثانية عام 800هـ،
غادر تيمور عاصمته سمرقند مرة أخرى على رأس حملة قصد بهـا هـذه المرة هـنـدسـتـان.
وفي طريقـه توقـف في ترمـذ خلال نيسان/أبريل وأب/أغسطس الموافقان لرجب وذو القعدة،
وأمر هناك ببناء جسر من الزوارق عـبـرت قواته من فوقـه نهر أموداريا. ومن ثم
اجتازت جبال غيندوكوش، وبعد استيلائه على كافرستان. توقف لمدة قصيرة في كابول،
وغادرها وقواته في 20/9/1398م قاصداً هندستان. وعبر تيمور وقواته نهر الهنـد في
11/10/1398م الموافق لـ 30 من محرم 801هـ، وبعده عبر نهر تشيناب. وفي 29/10/1398م
الموافق للـ 18 من صفر 801هـ، استولى على مدينة تولوما، وحاصر مدينة مولتان التي واجهته
بمقاومة شديدة.
وفي 26/11/1398م الموافق للـ 17 من ربيع أول 801هـ أخذ
عنوة قلعة باتنير. وفي 3/12 الموافق للـ 24 من ربيع الأول، استولى على مدينة
سيريستي. وفي 8/12 الموافق للـ 29 من ربيع الأول استولى على مدينة فتح آباد. وفي
نهاية كانون الأول/ديسمبر الموافق لربيع الثاني وعند أسوار مدينة دلهي سحق تيمور
قوات سلطانها توغلوق، واستولى على دلهي عاصمة دولته. وفي نفس العام أرسل حفيده
محمد سلطان، إلى الحدود مع مغولستان وكلفه ببناء قلعة محصنة في أشبره.
وفي عام 1398م الموافق لعام 801هـ، أمر تيمور بتشييد
ضريح ضخم فوق قبر العالم الإسلامي والشاعر الكبير أحمد يسوي، المتوفي عام
1166م-562هـ، في مدينة تركـســــتان (داخل جمهورية قازاقستان اليوم) واستدعي لهذا
الغرض أفضل المعماريين من فارس، وأسند للمعماري شمس أبو الوهب الشيرازي الإشراف
على بناء هذا الصرح المعماري العظيم الذي لم يزل ماثلاً للعيون حتى يومنا هذا. وفي
نفس العام أمر ببناء حديقة باغي جاهان نامة (مرآة العالم) في سمرقند. وحديقة أكبر
مع قصر تختا كراتشا الذي تحمل اسمه الطريق الجبلية بين شهر سابز وسمرقند اليوم.
وغادر تيمور وقواته دلهي في 18/1/1399م الموافق للـ 11
من جماده الأولى عام 801هـ وتابع تقدمه على ضفة نهر جامني، حتى عبره إلى الضفة
الأخرى. وتابع تقدمه حتى وصل إلى ضفاف نهر الغانج، وفي 18/3/1399م الموافق للـ 21
من رجب عام 801هـ أخذ تيمور طريق العودة إلى عاصمة دولته في ما وراء النهر، وفي
الطريق استولى على بعض المدن والحصون.
وفي أيار/مايو 1399م الموافق لشعبان 801هـ وصل تيمور إلى
عاصمته سمرقند حاملاً نتائج انتصاراته الكبيرة في هندستان، ومن ضمنها آلاف الأسرى
من الحرفيين الهنود، الذين جلبهم معه لأعمال البناء والتشييد، التي بدأت على الفور
بتشييد حديقة وقصر دولت آباد، تكريماً لعودته المظفرة من هندستان. وأعمال بناء
كبيرة لتشييد المسجد الجامع بيبي خانم. وفي تموز/ يوليو 1399م الموافق لذي القعدة
801هـ أمرت كبرى زوجات تيمور، ساراي ملك خانم ببناء مدرسة تحمل اسمها في سمرقند.
وفي أيلول/سبتمبر عام 1399م الموافق لصفر عام 802هـ،
غادر تيمور سمرقند مرة أخرى، على رأس حملة كـبـيـرة عرفت بحملة السبع سنوات،
والسبب أن تيمور أمــر بدفع رواتب الجـنـد قبل مغادرتهم سمرقند معه عن سبع سنوات
مقدماً. وأثناء إقامته في السلطانية، حدث خلاف بينه وبين ابنه ميران شاه حاكم
أذربيجان. بسبب الأخبار التي وصلته عن جور ابنه وظلمه لسكان أذربيجان، تلك الأخبار
التي أزعجته وجعلته يعزل ابنه عن الحكم، ويأمر بإعدام مساعديه الستة. وأسند حكم
أذربيجان لابنه عمر شيخ.
وفي آب/أغسطس عام 1400م الموافق لذي الحجة عام 802هـ دخل
تيمور بقواته آسيا الصغرى بعد عبوره نهر الفرات. وبعد حصار ثمانية عشر يوماً
استولي على مدينـــــة سيواس، وأخذ قلعـــة سيباستيو عنوة. وتابع زحفه حتى دخل في
تشرين الأول/أكتوبر 1400م الموافق لصفر عام 803هـ بلاد الشام، وبعد انتصاره على
الجيوش الشامية بالقرب من حلب، استولى على مدن حلب، وحماة، وبعلبك، وغيرها من
المدن الشامية.
وخلال هذه الفترة قام السلطان العثماني بيازيد
بالاستيلاء على مدينة أرزينجان، التي كان يحكمها تابع تيمور، طاهرتان. وكان هذا
الحدث سبباً لبدء الاتصالات وتبادل الرسائل بين تيمور والسلطان بيازيد. وبعد
انتصاره في آذار/مارس عام 1401م الموافق لرجب عام 803هـ، على جيش سلطان الشام فرج
في ضواحي دمشق، استسلمت مدينة دمشق له وفيها التقى بالمؤرخ والفيلسوف الشهير بن
خلدون.
وفي التاسع من تموز/يوليو1401م الموافق للثامن والعشرين
من ذي القعدة 803هـ، وبعد حصار أربعين يوماً اقتحمت قواته مدينة بغداد للمرة
الثانية. وألقى السلطان فرج بنفسه في النهر هرباً من تيمور الذي عين حفيده أبو بكر
بن ميران شاه حاكماً عليها.
وبعد قضائه وقواته فصل الشتاء أسفل مجرى نهري كوري
وأراكس في قره باغ، تابع زحفه في آذار/ مارس عام 1402م الموافق لشعبان عام 804هـ
واصلاً بقواته إلى مدينة مينكو بالقرب من جورجيا.وأرسل منها مبعوثاً للسلطان
العثماني بيازيد يطالبه بإعادة قلعة كيماخ القريبة من مدينة إرزينجان التي كانت
تحت حكم تابعه طاهرتان، وسبق واستولى عليها السلطان بيازيد.
وفي ربيع نفس العام زحف تيمور على طرابزون، بطلب من
الإمبراطور البيزنطي مانويل الثاني، الذي حضر شخصياً إليه، ووضع تحت تصرفه
إمكانيات بلاده وقواته البرية والبحرية لمواجهة السلطان العثماني بيازيد.
وفي 15/5/1402م الموافق للـ 13 من شوال 804هـ أرسل تيمور
لحاكم طرابزون يوحنا باليولوغ رسالة ذكره فيها بوعود الإمبراطور مانويل الثاني
بوضع عشرين سفينة حربية تحت تصرفه، للبدء بالعمليات الحربية ضد العثمانيين.
وفي 20/7/1402م الموافق للـ 20 من ذي الحجة عام 804هـ
جرت المعركة الحاسمة بين قوات تيمور والسلطان العثماني بيازيد في سهول تشيبوك آباد
القريبة من أنقرة، وخرج منها تيمور منتصراً، بعد تدميره للقوات العثمانية، وأسره
للسلطان بيازيد نفسه الذي توفي أسيراً في 9/3/1403م الموافق للـ 15 من شعبان عام
805هـ. وفي 6/12/1402م الموافق للـ 11 من جماده الأولى عام 805هـ استولي تيمور على
مدينة سميرنو بعد حصار استمر أسبوعين. وفي 12/3/1403م الموافق للـ 18 من شعبان عام
805هـ وبينما كان في طريقه إلى فارس توفي حفيده المحبب محمد سلطان. ونقلت جثته إلى
سمرقند حيث ووري أولاً في الخانقة التابعة للمدرسة التي تحمل اسمه، ومن ثم في
الضريح الذي أمر تيمور بتشييده له بالقرب من المدرسة.
وفي 27/3/1403م الموافق للـ 2 من رمضان عام 805هـ دخل
تيمور جورجيا عن طريق أرضروم وقارص، واجتاز هذه الأراضي بالقوة حتى أبخازيا. وفي
8/4 الموافق للـ 16 من رمضان ترك أبخازيا عائداً إلى سمرقند، عابراً أردبيل،
والسلطانية، وقزوين، وفـــي الطريق أخذ بالقوة مدينة ديموويند على شاطئ بحر قزوين.
في أيار/مايو 1403م الموافق لشوال 805هـ وصلت باريس بعثة
الأمير تيمور برئاسة مطران مدينة السلطانية يوحنا، حاملة رسالة لملك فرنسا كارل
السادس. وفي نفس التاريخ غادرت مدينة قادس بعثة ملك ليون وقشتالة هـنـري الثالـث
إلى بلاط الأمير تيمور في سمرقند، بهدف تعزيز الصداقة التي بدأت بين الدولتين، وضـمت
البعثة رئيسها ريوي غانزاليس دي كلافيخو، وماجستير العلوم الدينية ألفونس بايس دي
سانتا ماريا، والحارس الخاص للملك غوميس دي سالازار. وفي 15/6/1403م الموافق للـ
15 من ذي القعدة عام 805هـ أرسل ملك فرنسا كارل السادس رده على رسالة الأمير
تيمور، معبراً فيها عن تقديره الكبير لتحطيم السلطان العثماني بيازيد بالقرب من
أنقرة، وفضل الأمير تيمور في تطوير العلاقات التجارية بين فرنسا والدولة
التيمورية. وفي أواسط نفس العامً، رد ملك إنكلترا هنري الرابع على رسالة الأمير
تيمور، معبراً فيها عن تمنيات إنكلترا بمواصلة العلاقات التجارية بين أتباع
البلدين، "خاصة وأنهم كانوا يقيمون مثل هذه العلاقات بشكل طبيعي في
السابق"، وعبر ملك إنكلترا عن ارتياحه، وسعادته الكبيرة للانتصار الكبير الذي
حققه تيمور على عدوهما المشترك بيازيد. كما وتحدثت المراجع التاريخية عن أن حكام
أوروبا أشادوا بالأمير تيمور كمنقذ لأوروبا من الغزو العثماني المؤكد لها، وعن
إقامة تمثال من الذهب الخالص تخليداً للأمير تيمور لم يزل محفوظاً في باريس حتى
الآن.
وفي نفس العام أمر الأمير تيمور بإعدام حاكم شيراز كتب
الدين صدر، لإجحافه في حق سكان شيراز وظلمهم.
ووصل الأمير تيمور يوم 19/7/1403م الموافق للـ 29 من ذي
الحجة عام 805هـ إلى عاصمته سمرقند، حاملاً معه غنائمه الكثيرة ونتائج انتصارات
حملته التي لم تستغرق سبع سنوات كما كان مخططاً لها عند بدايتها.
وفي 31/8/1403م الموافق للـ 13 من صفر عام 806هـ وصلت
إلى سمرقند بعثة ملك ليون وقشتالة هنري الثالث، برئاسة ريوي غانزالس دي كالافيخو.
وزارت حديقة دولت آباد، التي وصفها كالافيخو "بأنها كثيرة الأشجار المثمرة
المتنوعة، وإلى جانب الليمون ومختلف الحمضيات، كان فيها ستة جداول تجري في وسطها
المياه، وتوزعها على مختلف أنحاء الحديقة. ومن جدول إلى آخر امتدت الأشجار
الظليلة... وفي هذه الحديقة سرحت الغزلان التي أمر السلطان بإحضارها، وطيور
كثيرة... وفي وسط الحديقة انتصب قصر رائع كثير الغرف، تزينه النقوش المطعمة بالذهب
والألوان البديعة ".
وفي 8/9/1403م الموافق للـ 21 من صفر عام 806هـ جرت
مراسم استقبال بعثة ملك ليون وقشتالة هنري الثالث، في حديقة باغي ديلكوشو. وبدأت
المراسم بتقديم البعثة للهدايا التي جلبتها معها، وبعد ذلك تسلم ثلاثة من أحفاد
الأمير تيمور الصغار الهدايا من أيدي أعضاء البعثة الملكية، ونقلوها للأمير تيمور
الذي جلس في مكان مرتفع. ومن ثم اصطحبوا البعثة للتحدث إليه، وخلال المحادثة قرأ
ماجستير العلوم الدينية ألفونس بايس رسالة الملك هنري الثالث للأمير تيمور على
مسامع الجميع. وانتهت المراسم بوليمة كبيرة أقامها الأمير تيمور، حضرها سفراء
الصين وسلطان بابل.
وفي 22/9 الموافق للـ 6 من ربيع أول زارت بعثة ملك ليون
وقشتالة هنري الثالث، حديقة باغي ناو، أي الحديقة الجديدة. التي تم تشييدها
بسمرقند في نفس العام، وشيد داخلها قصراً بلغت أبعاده ألف قدم بكل اتجاه وكسي
بالمرمر والفرفور والفسيفساء. وأثناء الاحتفالات الضخمة التي بدأت خلال الشهر،
واستمرت لأربعين يوماً احتفاء بالانتصار الكبير الذي حققه الأمير تيمور على
السلطان العثماني بيازيد، بحضور بعثات ملك ليون وقشتالة، وروما والمقاطعات
الروسية، ودوشتي كابتشاك، ومغولستان، وألطاي، والصين، ومصر، والشام، تم عقد زواج
ستة من أحفاد الأمير تيمور دفعة واحدة.
في أيلول/ سبتمبر عام 1404م الموافق لربيع أول عام 807هـ
انتهت في سمرقند أعمال بناء ضريح لمواراة رفات محمد سلطان حفيد الأمير تيمور. هذا
الضريح الذي تحول فيما بعد إلى مقبرة للتيموريين، واشتهر باسم غور أمير. وفيه دفن
الأمير تيمور نفسه، وابناه ميران شاه، وشاه روح، وحفيداه محمد سلطان، وألوغ بيك.
وأستاذه الشيخ سعيد بركة.
وفي 21/11/1404م الموافق للـ 18 من جماده الأولى عام
807هـ غادرت بعثة ملك ليون وقشتالة هنري الثالث سمرقند متوجهة إلى بلادها، ووصلتها
في آذار/مارس من عام 1406م الموافق لرمضان عام 809هـ ، ووصف كلافيخو رحلته إلى
بلاط الأمير تيمور في كتابه "حياة وأعمال تيمورلانك العظيم" الذي صدر
للمرة الأولى في مدينة سيفيلية عام 1582م-990هـ.
الأمير تيمور الذي اعتاد الترحال والفتوحات والحملات
المظفرة، لم يستطع الإقامة طويلاً في عاصمته فجرد حملة جديدة، مستهدفاً فيها الصين
هذه المرة. وغادر عاصمته سمرقند في 27/11/1404م الموافق للـ 24 من جماده الأولى
عام 807هـ على رأس جيش مؤلف من مائتي ألف مقاتل قاصداً أراضي الصين. وفي نفس الشهر
انتهت أعمال بناء مسجد بيبي خانم الجامع الذي وصفه سفير ليون وقشتالة، كلافيخو
"بأنه ينتمي إلى أروع ما بناه السلطان تيمور حتى الآن ". وفي هذا العام
أيضاً أنهى المؤرخ نظام الدين الشامي كتابه "ظفر نامة تيموري" الذي تحدث
فيه عن فتوحات وحياة الأمير تيمور.
وبأمر من الأمير تيمور بدأت
في سمرقند أعمال إصلاح وتسوية أحد الشوارع الرئيسية في المدينة، ليشيد على جانبيها
محلات تجارية من طابقين، وأمامها فسحات وواجهات بنيت من الحجر الأبيض لعرض
البضائع، وسقفت من الأعلى لتحميها من الشمس والمطر. وفي 9/1/1405م الموافق للثامن
من رجب عام 807هـ وصـل الأميـر تيمـور إلى مدينـة أتـرار، وفي الطريق إليها أصيب
بوعكة صحية ألزمته الفراش، حتى وافته المنية في 18/2 الموافق للـ 17 من شعبان عام
807 للهجرة، في أترار حيث قام الأمير خوجة يوسف بنقل جثمانه إلى سمرقند وتم دفنه
إلى جانب حفيده محمد سلطان يوم 23/2/1405م الموافق للـ 24 من شعبان عام 807هـ
بمقبرة غور أمير.
الدولة
التيمورية بعد الأمير تيمور
يذكر المؤرخ شرف الدين علي يزيدي الذي عاصر تلك المرحلة.
أن الأمير تيمور بعد وفاته خلف سبعة وثلاثون ابناً وحفيداً، استمروا في الحكم من
بعده بما فيهم أبناء ابنه جهانغير الذي توفي قبله مخلفاً أحد عشر ابناً وحفيداً.
وابنه عمر شيخ الذي توفي قبله أيضاً مخلفاً تسعة أبناء وأحفاد. وابنه ميران شاه
(1366م-767هـ،1408م-810هـ) الذي خلف سـبـعـة أولاد وحـفيـديـن. وابنه شـاه روح (
1377م-768هـ،1447م-851هـ ) الذي خلف سبعة أبناء وأحفاد. والابن الوحيد لابنته
الكبرى أوغا بيغي، سلطان حسين.
وبعد أيام من وفاة الأمير تيمور، بدأ الصراع على أشده
بين أبنائه وأحفاده على السلطة، في الدولة مترامة الأطراف التي خلفها لهم الأمير
تيمور، ونصبهم حكاماً على أجزائها الرئيسية أثناء حياته. وفي 18/3/1405م الموافق
للـ 17 من رمضان عام 807هـ، سبق حفيد تيمور، خليل سلطان بن ميران شاه، وقواته
المتواجدة على أطراف طشقند، الحفيد الآخر بير محمد بن جهانغير الذي عينه الأمير
تيمور خليفة له أثناء حياته، واستولى على عاصمة الدولة التيمورية سمرقند. وباءت كل
محاولات بير محمد بن جهانغير الدفاع عن حقه بالفشل، حتى قتل في عام 1407م الموافق
لعام 809هـ.
ونجح ابن الأمير تيمور، شاه روح حاكم هيرات، في عزل
أبناء ثلاثة من إخوته الأكبر منه سناً جهانغير وعمر شيخ وميران شاه عن السلطة،
وعين ابنه إبراهيم سلطان حاكماً على شيراز، وابنه سويورغاتميش حاكماً على كابول،
وغزنة، وقندهار، وعين ابنه البالغ من العمر خمسة عشر عاماً، محمد طرقاي (أولوغ
بيك) في عام 1409م الموافق لعام 811هـ حاكماً على سمرقند وما وراء النهر واستمر في
حكمها أربعين عاماً حتى عام 1449م الموافق لعام 853هـ. واحتفظ شاه روح لنفسه بحكم
خراسان من عاصمته هيرات، حتى عام 1447م الموافق لعام 851هـ، وكان آخر حكام خراسان
من السلالة التيمورية سلطان حسين الذي حكم خلال الفترة من 1469م الموافق لعام
873هـ وحتى 1506م الموافق لعام 912هـ.
وباستيلاء قوات شيباني خان على هيرات عام 1507م الموافق
لعام 913هـ، انتهى حكم السلالة التيمورية في خراسان وما وراء النهر.
السلالة
التيمورية في الهند
واستمرت السلالة التيمورية في حكم الدولة التي أسسها
بابور (1483م-888هـ 1530م-936هـ) في الهند عام 1526م الموافق لعام 932هـ حتى عام
1858م الموافق لعام 1274هـ، عندما سقط حكم بهادر شاه الثاني على أيدي المستعمرين
الإنكليز. وبسقوطها انتهى حكم السلالة التيمورية الذي استمر قرابة الـ 488 سنة.
أسماء زوجات وأبناء وأحفاد الأمير تيمور بن طرغاي بهادور
بن حجي أمين، والدته تيغينة موح. الملقب بـ( تيمور لانك - كوراغان - سلطان طوران -
صاحب قيران) مؤسس الدولة التيمورية. (1336م-736هـ،1405م-807هـ) التي وردت في
الدراسة:
زوجاته: أولجاي توركان آغا حفيدة الأمير
قازاغان، وشقيقة حسين. توفيت عام 1366م-767هـ؛ تاغاي توركان آغا. والدة شاه روح؛
تورموش آغا بنت جاكو برلاس، بيك يككا باغ. أولى زوجات الأمير تيمور؛ تومان آغا بنت
الأمير موسى. تزوجها عام 1378م-780هـ؛ توكيل خانم (كيتشيك خانم) بنت خان مغولستان
خضر حجي. تزوجها عام1397م-799هـ؛ دلشاد بنت قمر الدين خان مغولستان. توفيت عام
1383م-784هـ؛ ساراي ملك خانم (بيبي خانم) بنت قازان خان، من سلالة جنغيز خان،
وأرملة حسين؛ طولون آغا. والدة عمر شيخ بن الأمير تيمور؛ مينغيل بيك آغا. والدة
ميران شاه بن الأمير تيمور.
أبناءه وبناته: أوغابيغي
بنت الأمير تيمور من تورموش آغا؛ بيغيم بنت الأمير تيمور من أولجاي توركان؛
جهانغير بن الأمير تيمور من تورموش آغا؛ سلطان بخت بنت الأمير تيمور من أولجاي
توركان؛ شاه روح بن الأمير تيمور من تاغاي توركان آغا؛ عمر شيخ بن الأمير تيمور من
طولون آغا؛ ميران شاه بن الأمير تيمور من مينغيل بيك آغا.
أحـفاده وحفـيداته: أبو بكر بن
ميران شاه بن الأمير تيمور؛ إبراهيم سلطان بن شاه روح بن الأمير تيمور من طومي
آغا؛ إبراهيم سلطان بن ميران شاه بن الأمير تيمور؛ بير محمد بن جهانغير بن الأمير
تيمور من بخت ملك آغا؛ بيغي سلطان بنت ميران شاه بن الأمير تيمور؛ خليل سلطان بن
شاه روح بن الأمير تيمور؛ خليل سلطان بن ميران شاه بن الأمير تيمور؛ غياث الدين
باي سنغور بن شاه روح بن الأمير تيمور؛ محمد سلطان بن جهانغير بن الأمير تيمور من
سوين بيكا؛ محمد طرقاي ( أولوغ بيك ) بن شاه روح بن الأمير تيمور؛ سلطان حسين حفيد
الأمير تيمور من ابنته أوغابيغي؛ سيورغاتميش بن ميران شاه بن الأمير تيمور.
أسماء علم وردت في الدراسة: أبو بكر بن
ميران شاه: حفيد الأمير تيمور، عينه حاكماً على بغداد؛ أبو بكر كيليوي: شيخ فرازي
القطن في سمرقند وأحد قادة المقاومة ضد المغولستانيين فيها؛ إبراهيم سلطان: ابن
شاه روح بن الأمير تيمور، من زوجته طومي آغا. ولد عام 1394م-796هـ؛ إبراهيم سلطان:
ابن ميران شاه بن الأمير تيمور، عينه والده حاكماً على شيراز بعد استتباب الحكم له
بعد وفاة الأمير تيمور؛ ابن خلدون: (عبد الرحمن، أبو زيد)
(1332م-732هـ،1406م-808هـ) مؤرخ وفيلسوف عربي التقى به الأمير تيمور في دمشق؛ أحمد
يسّوي: عالم وشاعر وفيلسوف إسلامي توفي ودفن بمدينــــــة تركستان عام
1666م-562هـ؛ أغابيغي: ابنة الأمير تيمور من زوجته تورموش آغا؛ آقبوق: عينه الأمير
تيمور حاكماً على مدينة شيبرغان بعد تشاشيم؛ حجي بارلاس: عم الأمير تيمور وحاكم
كيش، هرب منها أمام المغولستانيين عام 1360م-761هـ إلى خراسان؛ الأمير قازاغان: من
سلالة جنغيز خان، وحاكم ما وراء النهر عام 1350م-743 هـ؛ الأمير قليال: معلم طرغاي
بهادور والد الأمير تيمور؛ الأمير موثق: أرسله الأمير تيمور لإصلاح أحوال خوارزم؛
الأمير خوجه يوسف: نقل جثة الأمير تيمور بعد وفاته إلى سمرقند؛ الأمير قازاغان:
حاكم ما وراء النهر ، منتصف القرن 14م؛ الأمير قابول شاه: خان ما وراء النهر عام
1364م-765هـ من ســـلالـة جنغيزخان؛ الأمير موسى: والد تومان آغا زوجة الأمير
تيمور؛ الأمير والي: حاكم سيستان عام 1384م-786هـ، قتل عام 1385م-787هـ أثناء
هروبه من الأمير تيمور؛ الإمبراطور مانويل الثاني: إمبراطور بيزنطة وحليف الأمير
تيمور ضد السلطان العثماني بيازيد؛ الفونس بايس دي سانتا ماريا: رجل دين مسيحي،
ماجستير في العلوم الدينية، عضو بعثة هنري الثالث ملك ليون وقشتالة للأمير تيمور؛
الياس حجي: ابن توغلوق تيمور بن أغول خوجة بن دواخان، خان ما وراء النهر عام
1361م-763هـ؛ آن تشجي داو: سفير الصين للأمير تيمور، أقام في سمرقند من عام
1395م-797هـ إلى عام 1404م-806هـ؛ أولجاي توركان آغا: زوجة الأمير تيمور، وحفيدة
الأمير قازاغان، وشقيقة الأمير حسين. توفيت عام 1366م-767هـ؛ أوروس خان: خان
الأوردة البيضاء؛ أوزبيك خان: من سلالة جينغيز خان؛ بابور (بابر): ظهير الدين بن
عمر شيخ من سلالة الأمير تيمور (1483م-888هـ،1530م-936هـ) ومؤسس الدولة التيمورية
في الهند التي استمرت من عام 1526م-932هـ حتى قضى عليها الإنكليز عام
1858م-1274هـ؛ بخت ملك آغا: زوجة جهانغير بن الأمير تيمور، ووالدة بير محمد؛ بهرام
جلاير: من قادة الأمير تيمور العسكريين. تمرد عام 1375م-777هـ؛ بوروندوك: أحد القادة
العسكريين البارزين لدى الأمير تيمور؛ بيغيم: ابنة الأمير تيمور من زوجته أولجاي
توركان آغا؛ بير محمد: ابن جهانغير بن الأمير تيمور، من زوجته بخت ملك آغا؛ ولد
عام 1376م-778هـ. أوصى به الأمير تيمور خليفة له في السلطة، قتل عام 1407م-809هـ
أثناء الصراع على السلطة بعد وفاة الأمير تيمور؛ بيغي سلطان: ابنة ميران شاه بن
الأمير تيمور؛ تاغاي توركان آغا: زوجة الأمير تيمور؛ تختاميش: ابن قوي خوجه أوغلان
حاكم مانغيشلاق، لجأ للأمير تيمور بعد مقتل أبيه عام 1376م-778هـ، وخان الأوردة
البيضاء عام 1379م-781هـ؛ تشيغاتاي: ثاني أبناء جنغيز خان ومؤسس تشيغتاي أولوس؛
تورموش آغا: أولى زوجات الأمير تيمور وابنة جاكو برلاس، ووالدة جهانغير وأوغابيغي؛
توغلوق تيمور: ابن أغول خوجة بن دواخان، خان مغولستان، اجتاح ما وراء النهر عام
1363م-761هـ؛ توغلوق: سلطان دلهي هزمه الأمير تيمور عام 1398م-800هـ؛ تومان آغا:
ابنة الأمير موسى وزوجة الأمير تيمور، تزوجها عام 1378م-780هـ؛ توكيل خانم:
(كيتشيك خانم) ابنة خان مغولستان خضر خوجه، تزوجها الأمير تيمور عام 1397م-799هـ؛
تيغينة موح: والدة الأمير تيمور؛ جاكو برلاس: بيك ياككا باغ، ووالد زوجة الأمير
تيمور، تورموش آغا؛ جهانغير: ابن الأمير تيمور من زوجته تورموش آغا.(
1356م-757هـ،1376م-778هـ )؛ جينغيز خان: مؤسس دولة المغول؛ حجي أمين: جد الأمير
تيمور؛ حسين: حفيد الأمير قازاغان، وحاكم بلخ، وأمير أمراء ما وراء النهر
عام1366م767هـ. وحاكم ما وراء النهر عام1370م-771هـ، أسره وقتله الأمير تيمور في
نفس العام؛ حسين صوفي: خوارزم شاه توفي عام 1372م-773هـ أثناء حصار عاصمته
أورغينيتش؛ حورداك بخاري: أحد قادة المقاومة ضد المغولستانيين في سمرقند؛ خضر
خوجه: خان مغولستان عام 1389م-761هـ بعد الخان قمر الدين، ووالد زوجة الأمير تيمور
توكيل خانم؛ خليل سلطان: ابن ميران شاه بن الأمير تيمور. استولى على سمرقند بعد
وفاة جده الأمير تيمور؛ دلشاد: زوجة الأمير تيمور، وابنة قمر الدين خان مغولستان،
توفيت عام 1383م-784هـ؛ ريو غانزاليس دي كلافيخو: رئيس بعثة هنري الثالث ملك ليون
وقشتالة للأمير تيمور؛ زيند تشاشيم: حاكم مدينة شيبرغان، تمرد على الأمير تيمور
عام 1371م-772هـ؛ ساراي بوك: من قادة الأمير تيمور العسكريين، تمرد عام
1375م-777هـ؛ ساراي ملك خانم: (بيبي خانم) ابنة قازان خان من سلالة جنغيزخان،
أرملة الأمير حسين ومن ثم زوجة الأمير تيمور؛ ساريق عادل: عينه الأمير تيمور
حاكماً على مدينة السلطانية عام 1385م-787هـ؛ سعيد مظفر كاشي: حاكم أصفهان، استسلم
للأمير تيمور عام 1387م-789هـ؛ سلطان بيازيد: السلطان العثماني، هزمه وأسره الأمير
تيمور بالقرب من أنقرة عام 1402م-804هـ، توفي وهو في الأسر عام 1403م-805هـ؛ سلطان
فرج: سلطان الشام، انتصر عليه الأمير تيمور؛ سلطان برقوق: سلطان مصر والشام؛ سلطان
حسين: حفيد الأمير تيمور من ابنته أوغابيغي؛ سلطان حسين: من السلالة التيمورية
وآخر حكام خراسان، من عام 1469م-873هـ إلى عام 1506م-912هـ. هزمه الشيبانيون في
هيرات؛ سلطان بخت: ابنة الأمير تيمور من زوجته أولجاي توركان آغا؛ سوين بيكا: (خان
زادة) ابنة حسين صوفي خوارزم شاه وحفيدة أوزبك خان. وزوجة جهانغير بن الأمير
تيمور؛ سيفينيتش قوتلوق: زوجة عمر شيخ بن الأمير تيمور؛ سيورغاتميش خان: خان ما
وراء النهر عام 1370م-771هـ، من سلالة جينغيز خان وفي عهده أصبح الأمير تيمور
حاكماً على ما وراء النهر؛ سيورغاتميش: ابن ميران شاه بن الأمير تيمور، عينه والده
حاكماً على كابول وغزنة وقندهار، بعد إستتباب الحكم له عقب وفاة الأمير تيمور؛ شاه
روح: ابن الأمير تيمور من زوجته تاغاي توركان آغا. ولد عام 1377م-779هـ وتوفي عام
1447م-851هـ؛ الشاه منصور: شاه دولة المظفريين. قتل عام 1392م-794هـ؛ شادي ملك:
ابنة شقيقة الأمير تيمور الكبرى كوتلوق توركان آغا، توفيت عام 1371م-772هـ؛ شرف
الدين علي يزيدي: مؤرخ عاصر فترة حياة الأمير تيمور؛ الشاه منصور: من حكام دولة
المظفرين؛ شمس أبو الوهب الشيرازي: معماري كلفه الأمير تيمور ببناء ضريح العالم
الإسلامي أحمد يسّوي في مدينة تركستان؛ شيباني خان: أبو الفتح محمد (
1451م-855هـ،1510م-916هـ )، خان الأوزبك ومؤسس الدولة الشيبانية في ما وراء النهر
وخوارزم ومرو؛ الشيخ سعيد بركة: من أنصار الأمير تيمور، ومن رجال الدين الإسلامي،
وحاكم أندهاي 1370م-771هـ، توفي ودفن فيها عام 1403م-806هـ؛ الشيخ برهان الدين
صاغراجي: من علماء الدين الإسلامي في ما وراء النهر؛ الشيخ زين الدين عبد بكروم
التوي آبادي: من علماء الدين الإسلامي في عصر الأمير تيمور. توفي عام 1389م-791هـ؛
الشيخ مصلح الدين: من علماء الدين الإسلامي فيما وراء النهر؛ شيرين بيكة آغا:
شقيقة الأمير تيمور؛ طاهر تان: حاكم مدينة إرزينجان وتابع الأمير تيمور؛ طرغاي
بهادور: والد الأمير تيمور، من أعيان قبيلة برلاس التركية. توفي عام 1360م-761هـ؛
طولون آغا: زوجة الأمير تيمور؛ طومي آغا: زوجة شاه روح بن الأمير تيمور؛ عادل
سلطان: خان ما وراء النهر عام 1370م-771هـ، من سلالة جينغيز خان؛ عادل شاه: من
قادة الأمير تيمور العسكريين. تمرد عام 1375م-777هـ؛ عبد الفتاح: شقيق محمد ميرك
صهر الأمير تيمور، أعدم مع أخيه؛ علي بيك: حاكم ماخان عام 1363م-764هـ. أنقذ
الأمير تيمور من أسر التركمان؛ علي كادوكابا: زعيم انتفاضة أصفهان عام
1387م-789هـ؛ عمر شيخ: ابن الأمير تيمور من زوجته طولون آغا.(
1356م-757هـ،1394م-796هـ )؛ غو تسزي: عضو السفارة الصينية لدى الأمير تيمور. أقام
في سمرقند من عام 1395م-797هـ إلى عام 1404م-806هـ؛ غياث الدين باي سونغور: ابن
شاه روح بن الأمير تيمور، ولد عام 1397م-799هـ؛ غوميس دي سالازار: حارس هنري
الثالث ملك اليون وقشتالة، وعضو بعثته للأمير تيمور؛ قابول شاه: خان ما وراء النهر
عام 1364م ، من سلالة جنغيز خان؛ قمر الدين: خان مغولستان عام 1375م-777هـ؛ قوتلوق
توركان آغا: شقيقة الأمير تيمور الكبرى، توفيت عام 1383م-784هـ؛ قوي خوجة أوغلان:
رئيس بعثة خان الأوردة البيضاء للأمير تيمور عام 1371م-772هـ، حاكم منغيشلاق ووالد
تختاميش؛ كارل السادس: ملك فرنسا؛ كتب الدين صدر: حاكم شيراز أمر الأمير تيمور
بإعدامه عام 1403م-805هـ؛ مالك معز الدين حسين: حاكم مدينة هيرات، تمرد على الأمير
تيمور عام 1371م-772هـ؛ مبارك شاه: أحد أعيان ماخان، ساعد الأمير تيمور للوصول إلى
سيستان عام 1363م-764هـ؛ محمد سلطان: ابن جهانغير بن الأمير تيمور من زوجته سيوين
بيكا؛ توفي عام 1403م-805هـ؛ محمد ميرك: صهر الأمير تيمور، أمر بإعدامه عام
1388م-789هـ؛ محمد طرقاي: (أولوغ بيك) ابن شاه روح بن الأمير تيمور. ولد عام
1394م-796هـ. حكم ما وراء النهر من عام 1409م-811هـ إلى عام 1449م-853هـ؛ ملك آغا:
زوجة جهانغير بن الأمير تيمور، ووالدة بير محمد؛ ميران شاه: ابن الأمير تيمور من
زوجته مينغل بيك آغا. ( 1366م-767هـ،1408م-810هـ )؛ مينغيل بيك آغا: زوجة الأمير
تيمور، ووالدة ميران شاه؛ نظام الدين الشامي: مؤلف ظفر نامة تيموري؛ هنري الثالث:
(1379م- 1406م) ملك ليون وقشتالة 1390م؛ هنري الرابع: ملك إنكلترا؛ يوسف صوفي:
خوارزم شاه بعد أخيه حسين صوفي. عقد صلحاً مع الأمير تيمور عام 1372م-773هـ. توفي
عام 1379م-781هـ؛ يوحنا باليولوغ: حاكم طرابزون، وتابع الإمبراطور البيزنطي مانويل
الثاني؛ يوحنا: مطران السلطانية. حمل رسالة من الأمير تيمور لملك فرنسا كارل السادس.
المراجـــــع
1. أرتامونوف م.: التاريخ القديم للخزر. ليننغراد 1937.
2. إكزمبليارسكي ا.ف.: الكنيازات العظيمة والمتفرقة
بشمال روسي في المرحلة التترية من عام 1238م إلى عام 1505م. سانت بيتربورغ
1889-1891.
3. أفتيسيان ف.ا.: الاجتياح المغولي لأرمينيا، في القرن
الثالث عشر. موسكو 1939.
4. بارتولد ف.ف.: ألوغ بيك وعصره. بيتروغراد 1917.
5. بارتولد ف.ف.: عن قبر تيمور. بتروغراد 1915.
6. بارتولد ف.ف.: تركستان في عصر الاجتياح المغولي. سانت
بيتربورغ 1898- 1900.
7. ياكوبوفسكي ا.يو.: شكل سمرقند القديمة. في عصر تيمور.
1925.
8. بيتروشيفسكي ي.ب.: من تاريخ نضال الشعب الأذربيجاني
في القرنين 13 و 14 . باكو 1941.
9. بوريبوي أحمدوف، وزاهد الله منروف: العرب والإسلام في
أوزبكستان، تاريخ آسيا الوسطى من أيام الأسر الحاكمة حتى اليوم. شركة المطبوعات
للتوزيع والنشر، بيروت 1996م. (باللغة العربية).
10. تاريخ شعوب أوزبكستان . جزئين، طشقند 1992 دار فن
للنشر.
11. تاريخ جمهورية أوزبكستان السوفييتية الاشتراكية. تحت
إشراف: ي.م. مؤمينوف. طشقند 1974.
12. تاريخ جمهورية أوزبكستان السوفييتية الاشتراكية.
طشقند 1967.
13. تاريخ شعوب أوزبكستان. تحت إشراف: س.ف. باخروشين،
ف.يا. نيبومينين، ف.ا. شيشكين .جزئين، دار نشر أكاديمية العلوم الأوزبكية
السوفييتية. طشقند 1947.
14. تاريخ الإتحاد السوفييتي من القديم وحتى عام 1861م.
دار النشر الحكومية للكتب السياسية. موسكو 1956.
15. تاريخ المغول في المراجع الأرمينية. ترجمة وشرح:
ك.ب. باتكانوف، سانت بيتربورغ 1873-1874.
16. تيزينغاوزين ف.غ.: مجموعة مواد عن تاريخ الأوردة
الذهبية من المراجع العربية والفارسية. سانت بيتربورغ 1884وموسكوولينينغراد 1941.
17. تيخوميروف م.ن.: معركة كوليكوف عام 1380. موسكو
1955.
18. خانديمير: تاريخ المغول من القديم حتى تيمورلانك.
ترجمه للروسية: ف.ف. غريغورييفا، سانت بيتربورغ 1884.
19. رشيد الدين: مجموعة مخطوطة. ترجمها من الفارسية:
ل.ا. خيتاغوروف، و.ي. سميرنوفا. موسكو ولينينغراد 1952.
20. رشيد الدين: مجموعة مخطوطة. ترجمها من الفارسية:
ا.ك. اريندس، تحت إشراف: ا.ا. روماسكيفيتش، يي.إ. بيرتيلس، ا.يو. ياكوبوفسكي.
موسكو ولينينغراد 1946.
21. ريباكوف ب.ا.: دور الخاقانات الخزرية في تاريخ
الروس. موسكو 1953.
22. ريباكوف ب.ا.: الروس والخزر. موسكو 1952.
23. سافارغالييف م.غ.: من النضال البطولي للشعب المردوفي
ضد الظلم التتري. سارانسك 1946.
24. ستروييفا ل.ف.: نشوء دولة تيمور. ليننغراد 1952.
25. علي زاده ا.ا.: أوضاع الفلاحين في أذربيجان خلال
القرون 10-14م. باكو 1953.
26. علي زادة ا.ا.: الاجتياح المغولي لأذربيجان والمنطقة
المحيطة بها في القرنين 13 و 14 . موسكو 1952.
27. علي زاده ا.ا.: صراع الأوردة الذهبية ودولة الخانيون
على أذربيجان. باكو 1949.
28. غريكوف ب.د.، وياكوبوفسكي ا.يو.: انهيار الأوردة
الذهبية. موسكو وليننغراد 1950.
29. غوردليفسكي ف.ا.: الدولة السلجوقية في آسيا الصغرى.
موسكو وليننغراد 1941.
30. غلوبوفسكي ب.ف.: بيتشينغي، تركي، والبلوفتسيين حتى
الاجتياح التتري. تاريخ سهوب جنوب روسيا خلال القرون 9-13م. كييف 1884.
31. غيراسيموف م.م.: لوحة تيمورلانك. موسكو-ليننغراد
1947.
32. فلاديميرتسوف ب.يا.: البنية الاجتماعية للمغول.
إقطاعات المغول الرحل. ليننغراد 1934.
33. فلاديميرتسوف ب.يا.: جينغيزخان. دار نشر غرجيبينا،
برلين 1922.
34. فياتكين ف.ل.: أثار سمرقند القديمة. سمرقند 1933.
35. قاري نيازوف ت.ن.: مدرسة ألوغ بيك الفلكية. موسكو وليننغراد
1950.
36. كلوتشيفسكي ف.و.: دولة موسكو في أحاديث الأجانب.
موسكو 1916.
37. ماسون م.يي.: مرصد ألوغ بيك. طشقند 1941.
38. مجموعة أعداد صحيفة برافدا فاستوكا الطشقندية
91/1996.
39. مجموعة أعداد صحيفة نارودنوية صلوفا الطشقندية
91/1996.
40. مجموعة أعداد صحيفة فيتشرني طشقند 91/1996.
41. مواد الندوة العلمية المكرسة للذكرى 660 لميلاد
الأمير تيمور. طشقند - سمرقند تشرين أول / أكتوبر 1996.
42. مؤمينوف ي.م.: دور ومكانة الأمير تيمور في تاريخ
آسيا الوسطى. طشقند 1968.
43. موسوعة جمهورية أوزبكستان السوفييتية الاشتراكية.
طشقند 1984.
44. الموسوعة السوفييتية الكبيرة. (30 جزء)، موسكو 1978.
45. المنجد في اللغة والأعلام. دار المشرق، بيروت 1975.
(باللغة العربية).
46. ناصونوف ا.ن.: المغول والروس. تاريخ السياسة التترية
في روسيا. موسكو وليننغراد 1940.
47. ياكوبوفسكي ا.يو.: تيمور خبرة وطبيعة سياسته. 1946.
هوامش
[1] شهر سابز
مدينة بولاية قشقاداريا جنوب جمهورية أوزبكستان[2]
أولوس تعني اتحاد.[3]
دار التلاوات وضريح طرغاي، بمدينة شهر سابز اليوم[4]
تومان: منطقة إدارية[5]
قورولتاي: مجلس الحكم، أو البرلمان وفق مفهوم اليوم.[6]
جنوب جمهورية أوزبكستان اليوم.