أربعون عاما على رحيل لؤي كيالي ومازال حاضراَ بقوة في سورية والعالم
طشقند 21/1/2019 أعدها للنشر أ.د. محمد
البخاري
تحت عنوان "أربعون عاما على رحيل لؤي
كيالي ومازال حاضراَ بقوة في سورية والعالم" نشرت وكالة أنباء سانا يوم
21/1/2019 مقالة كتبها: محمد سمير طحان، وجاء فيها:
اعترافا بمكانة الفنان التشكيلي السوري الراحل
لؤي كيالي احتفل محرك البحث العالمي جوجل بذكرى ميلاده والذي ولد في 20 كانون
الثاني عام 1934 ورحل في 26 كانون الأول عام 1978 ليحقق خلال عمره القصير نسبيا
حضورا فنيا مميزا في سورية والعالم.
برع كيالي في رسم البورتريه والحالات
الإنسانية المتعددة منحازا للفقراء والبائسين والأطفال وامتلك أسلوبية فنية خاصة
به ومدرسة تعبيرية نهل منها كثير من التشكيليين السوريين ما أعطاه تميزا فنيا رغم
ما طاله من انتقادات حادة من المنافسين وأعداء الحداثة ومدعي المعرفة الفنية إلى
جانب معاناته الحياتية جراء أحداث مأساوية طبعت سنوات من عمره.
ولد كيالي في مدينة حلب وبدأ أولى خطواته
بالرسم عام 1945 حيث عرض أولى لوحاته في مدرسة التجهيز عام 1952 وفي عام 1954 أنهى
الدراسة الثانوية وبدأ بدراسة الحقوق في جامعة دمشق واشترك عام 1955 في معرض جامعي
ليفوز فيه بالجائزة الثانية ليترك بعدها كلية الحقوق ويعود إلى حلب ليتوظف كاتبا
في المعتمدية العسكرية.
أوفد كيالي عام 1956 من وزارة المعارف إلى
إيطاليا لدراسة الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة في روما إثر فوزه بمسابقة أجرتها
الوزارة وفي إيطاليا تفوق وتجلت موهبته أثناء دراسته فشارك في معارض ومسابقات شتى
وحصل على الجائزة الأولى بمسابقة سيسيليا التابعة لمركز العلاقات الإيطالية
العربية في روما كما نال عدة جوائز كالميدالية الذهبية للأجانب في مسابقة رافيّنا
عام 1959 وأقام بنفس السنة معرضه الشخصي الأول في صالة لافونتانيللا.
مثل كيالي بلده سورية الى جانب التشكيلي
الكبير فاتح المدرس في بينالي البندقية عام 1960 كما حصل على الجائزة الثانية في
مسابقة ألاتري و أقام في ذات العام معرضه الشخصي الثاني في صالة المعارض بروما.
بعد تخرجه في أكاديمية الفنون الجميلة في روما
قسم الزخرفة بدأ عمله مدرساً للتربية الفنية في ثانويات دمشق ثم انتقل فيما بعد
ليدرس التصوير والزخرفة في المعهد العالي للفنون الجميلة بدمشق ولاحقا كلية الفنون
حيث استقطب إليه أنظار النقاد والوسط الفني لاسيما عندما أقام معرضه الثالث في
صالة الفن الحديث العالمي في دمشق والذي احتوى على 28 لوحة زيتية و30 رسماً.
تبع ذلك عدة معارض وصلت لاثني عشر معرضا
تخللها الكثير من الأحداث منها أصابته بالاكتئاب نتيجة الهجوم عليه من مجموعة من
الصحفيين والنقاد في أعقاب معرضه السابع عام 1967 في المركز الثقافي العربي بدمشق
واعتزل الرسم معتكفا في بيته في دمشق ليغادر بعدها إلى حلب ويعاني حالة اكتئاب
أكبر مع موت والده وتقاعده من التدريس في كلية الفنون الجميلة عام 1971 وما لبث أن
عاد للرسم مرة أخرى وعرض أعماله وشارك في معارض خارجية مثل من خلالها سورية.
معرضه الثاني عشر والأخير كان في صالة الشعب
للفنون الجميلة برعاية وزارة الثقافة وسافر بعده إلى إيطاليا عام 1978 لكنه سرعان
ما عاد إلى حلب ليعتزل الناس.
في ليلة 9 أيلول احترق وهو في سريره بغرفته في
حلب وسط روايات متباينة لأسباب الحادث من لفافة تبغ كان يدخنها أو محاولة انتحار
فنقل إلى مستشفى جامعة حلب ثم إلى المستشفى العسكري بحرستا ليسلم الروح فيها يوم
الثلاثاء 26 كانون الأول عام 1978 ويدفن في حلب في مقبرة الصالحين.