تحت عنوان "اســـــتبيان
صحيفة الثـــــــورة حـــــول القـــــراءة... هل نقرأ.. وكيف نقرأ.. ومــا نوعية
قــراءاتـنا...أهمية الأرقام في التعاطي مع الظواهر الثقافية..."
نشرت صحيفة "الثورة" الصأدرة في دمشق يوم 25/9/2016 نص نتائج
الاستبيان الذي أجرته: سعاد زاهر. ولأهميته في رصد عادات المطالعة والظواهر
الثقافية في المدينة أعيد نشره آملاً أن يستفيد منه كل أصدقائي المهتمين بالبحوث
الستسيولوجية الإعلامية (واضعاً ملاحظاتي عليه بين قوسين). أ.د. محمد
البخاري، دكتوراه في العلوم السياسية DC، ودكتوراه فلسفة في
الأدب PhD، أستاذ جامعي متقاعد.
شكلت عودة معرض الكتاب فرصة لنا لإعداد
استبيان حول القراءة وتوزيعه أثناء المعرض، مع علمنا أن نتائج الاستبيان في هذه
الحالة سيكون لها ميزات معينة، توجهنا لرواد المعرض، يعني اختيارنا الدخول الى
عوالم قارئ نوعيته خاصة، مهتم بالقراءة والكتاب، لم يأت للمعرض لمجرد الفرجة، خاصة
انها فرجة ليست مسلية...! وزعنا نسبة 90%، من الاستمارات في المعرض، الامر
الذي أعطى خصوصية لنتائج الاستبيان، لو أننا وزعناها خارج المعرض لربما اختلفت
النتائج كلياً... مثلا في سؤال هل تحب القراءة جاءت
- النسبة كبيرة حيث بلغت 86.2%،
- وبلغت نسبة الذين يفضلون شراء الكتب من رواد
المعرض نسبة 60%.
الامر الذي يدلنا منذ البداية ان النتائج خاصة
بقارئ سوري من نوعية راقية، يتناول مسألة التعاطي مع الكتاب بجدية، واقتناع، وهو
ما لاحظناه خلال العديد من الاجابات... وزعنا خلال ايام المعرض (500) استمارة، بعض
المشاركين لم يجيبوا على الاسئلة جميعها، وبعض النسب بدت متغيرة كون السؤال احتوى
ثلاثة خيارات وربما أكثر....
- 86% يرغبون بالقراءة... فهل تتحول
إلى فعل ..
الهدف من الاستبيان
معرفة مزاج القراءة لدى السوريين، خاصة بعد
الظروف الصعبة التي عايشوها خلال السنوات الست الماضية،
- هل تبدل مزاجهم....؟
- هل لازالت عادات القراءة مترسخة في بنية
المجتمع السوري، باعتباره شعباً عرف على الدوام باهتماماته الثقافية...؟
- ميول القراءة وتنوعها
لديه،وموانعها....؟
- هل أثرت الأزمة على تزايد نسب القراءة أو
تراجعها...؟
-
معرفة مدى الانسحاب نحو عالم التكنولوجيا بعيدا عن الورق..
- والى اي درجة أثرت مواقع التواصل الاجتماعي
على علاقة القارئ بالكتاب..؟
ملامح أولية
شارك في الاستبيان:
- نسبة 56.9% ذكور،
- وبلغ عدد الاناث 43.06%،
بالنسبة للشريحة العمرية المشاركة فقد قسمناها
الى خمس شرائح:
-
تحت سن (18) وبلغت نسبة المشاركين 7.1%
-
من(18) الى (30) بلغت 42.7%
-
من (31) الى (43) بلغت 21.5%
-
من (44) الى (56) بلغت 18.4%
فوق (57) بلغت نسبتهم 10.06%
اما فيما يتعلق بالعمل فكانت:
- نسبة الموظفين هي الاعلى بنسبة بلغت 34.5%،
- نسبة المشاركين من الطلاب 26.7%،
- نسبة المشاركين في بند أعمال حرة 14.9%،
- نسبة المشتركين بلا عمل 14.1%،
- نسبة المشتركين والذين يمارسون أعمالا اخرى
9.6%.
غوايتها الأزلية ...!
يبدو ان للقراءة غوايتها الازلية، هي بمثابة
تواصل مع مبدعين يحاربون قيم البشاعة بمكوناتها الواضحة والملتصقة عنوة في بشر، ربما
لم تصل الى ايديهم ابداعات قد تعطيهم فرصا لاعتناق أفكار تدلهم على نوعية حياة مغايرة،
تعطي فرصة للمجتمعات بالنهوض بمنأى عن كل ما يحيط بنا من رهاب الجهل والتخلف، والغاء
الفكر، لصالح قيم تخلص لجاهلية تصر رغما عن الجميع على الاقامة بيننا...!
الكاتب الارجنتيني ألبرتو مانغويل وعبر
سلسلة تكونت من ثلاثة كتب (تاريخ القراءة، المكتبة في الليل، يوميات القراءة) تحدث
عن اهمية القراءة...(كفعل تحرر... مفتاح الحرية، الفردية والعامة، أو هي إحدى أهم
المفاتيح. هي طريقنا إلى فهم أعمق وأوضح للعالم، طريق لتحقيق الذات... هي فوق كل
ذلك، الفعل الذي يزودنا بالرؤية النقدية ويرفعنا فوق مستوى القطيع الراكد...)
يشرح مانغويل ويعاين قيمة القراءة كفعل
بالغ الأهمية، ويعكس بعمق العلاقة الغامضة تقريبًا بين القارئ والكتاب... من يقرأ
لا يشعر بالعزلة أبدا: «أعطتني القراءة عذرا مقبولا لعزلتي، بل ربما أعطت مغزى
لتلك العزلة المفروضة علي»... القراءة هي طريق الروح لتذهب عميقا في الحياة... انطلاقا
من أهمية القراءة كفعل بناء روحي وفكري وبالتالي حضاري... جاء سؤالنا الافتتاحي في
الاستبيان كمدخل الى معرفة علاقة الناس بعالم القراءة
(هل تحب القراءة)...؟
-
بلغت نسبة من اجاب بنعم (86.2%)،
- وبلغت نسبة من اجاب بلا (13.8%)،
لم تفاجئنا النسبة الكبيرة لمحبي القراءة، فمن
منا لايحبها..؟
ولكن هل نقرأ.. وكيف نقرأ.. وماهي نوعية
قراءاتنا...؟
في سؤالنا الثاني (هل تفضل قراءة الكتب، الصحف،
المجلات)؟ دخلنا الى بعد جديد في عالم القراءة هكذا حددنا ثلاثة اتجاهات يمكنها ان
تجذب القارئ، لمعرفة أيها الاكثر أهمية له..؟
-
حازت الكتب على النسبة الاكبر حيث بلغت النسبة 58.6%،
- تلتها الصحف بنسبة 41.8%،
- وحلت المجلات في المرتبة الاخيرة بنسبة
26.4%.
الامر الذي يعكس قناعة لدى الناس بعمق ما
تحتويه الكتب بين صفحاتها، رغم كل ما نعيشه من تسارع وتطور، لصالح أدوات حديثة
لاتزال تحظى بمكانة مهمة لدى القارئ، لا يمكن الجزم بمدى تأرجحها مستقبلا، لكن
المعطيات الرقمية تدل انها لا تزال حتى الان، تحافظ على مكانة مهمة لدى القارئ
السوري... تراجع نسبة المجلات والصحف لاشك ان له اسبابا عديدة، لن نحاول هنا
التكهن بها ونحن نتحدث عن لغة الارقام...!
العامل الاقتصادي
حين يمتلك القارئ شغفا خاصا للقراءة..
- هل يقف العامل المادي في طريقه...؟
-
هل يصر على اقتناء كتبه المفضلة ام ان العامل المادي يقف حائلا دون تحقيق
رغبته...؟
في سؤالين متتاليين في الاستبيان حاولنا عبرهما
معرفة مدى تأثير العامل المادي خاصة ونحن نعيش ظرفا اقتصاديا صعبا، جراء حربنا
الطويلة، فوجئنا في الاجاية حول سؤال (هل تفضل قراءة الكتب بعد شرائها أو
استعارتها من الانترنت؟)
- أن النسبة الاكبر فضلت شراء الكتب حيث بلغت
النسبة (60%)،
- وبلغت نسبة استعارتها (24%)
- ونسبة قراءتها من الانترنيت (27.8%).
وفي سؤال تلاه مباشرة صيغ على الشكل التالي (سبب
عدم شرائك للكتب..؟)
-
في بند غلائها جاءت النسبة 67%،
- وفي بند عدم توفر المال لشراء الكتب جاءت
النسبة 33.2%...
الامر الذي يعكس تناقضا واضحا في الاجوبة، حيث
يبدو ان هناك نية لشراء الكتب، ورغبة في اقتنائها، لكن يحول الغلاء والعامل المادي
في التراجع عن الشراء...، لا شك ان مبدأ الاولويات، خاصة في الظروف التي نعيشها
يلعب دورا في هذا التراجع، بالإضافة الى توفر الكثير من الكتب عبر الانترنت، وعدم
اغراء الكثير من العناوين التي تطبع عشوائيا من اجل سوق لم يعد يلتهم كل شيء، خاصة
في ظل عالم ثقافي انتقائي، لم يعد بإمكانه الترويج لكل شيء، فالتعددية الثقافية
والتكنولوجية، جعلت من امر الخيارات لاحدود لها.
ولاشك أن الحسومات الكبيرة التي تحفل بها
المعارض تعطي فرصة كبيرة لراغبي القراءة، في حال كانوا يعانون من مشكلات مادية
للعودة الى كتبهم المفضلة والاحتفاظ بها...!
سوق المعرفة الثقافي...!
اهتمامات القارئ فيما يتعلق بسوق الكتب حاولنا
معرفتها من خلال سؤالنا ما هي المواضيع التي تحب قراءتها..؟
فجاءت النسب على الشكل التالي:
- اعلى النسب كان من نصيب الكتب الادبية -
والثقافية، حيث بلغت النسبة 42.6%،
- تلاها الكتب العلمية بنسبة 38.6%،
- ثم التاريخية بنسبة 32.6%،
- ثم الترفيهية بنسبة 27%،
- ثم الدينية 9.6%،.
النسب توضح ان الكتب الادبية -والثقافية، تحتل
المرتبة الاولى بكل مافيها من غنى فكري وجمالي، واذا كان رولان بارت قد قال
(الكتابة ليست سوى بقايا الأشياء الفقيرة والهزيلة والجميلة في دواخلنا.. ولكن هذه
الأشياء هي العناصر التي ينطلق منها الكاتب في تشييد عالم خصب مضيء متجدد يقف
بديلاً عن عالم الابتذال والتقليد والأشياء البغيضة..) فان القارئ بات يدرك لذة
التواطؤ مع كتابه المفضلين في اكتشاف تلك البقايا الغامضة الى حين المرور عليها
بتوق معرفي، لا يتوقف ابدا لدى معتنقيه.
يبدو ان المتعة التي تتيحها الكتب الادبية هي
ما يجعل القارئ يقبل عليها، دون ان ننسى النسبة الكبيرة للكتب العلمية التي يتطور
الاهتمام بها خاصة لدى جيل شاب تتنامى اهتماماته العلمية، ومن ثم يأتي بعدها الكتب
الترفيهية... بينما احتلت الكتب الدينية المرتبة الاخيرة... النسب في الاستبيان
الذي اجريناه، بينت ان اهتمامات القارئ متنوعة، هو يتقلب بين مختلف الانواع، ولعل
من المهم أن نذكر هنا، ان اهم القراءات تلك التي يتفاعل فيها القارئ مع الكتابة
الامر الذي يحقق متعة عميقة بما يضمن التواصل مع القارئ، دون اغفال أهمية التذوق
الجمالي من اجل بناء علاقة مع النص تعمق بعدي التواصل والامتاع... العناصر
السابقة .. متغيرة ترتبط بتبدل النصوص وانواعها، فالتذوق الروائي، يختلف عن
التعاطي مع الكتب النقدية او الدراسات الادبية.. او الكتب العلمية... ان عامل
التذوق المتغير بتبدل المنتج الادبي، يقوي العلاقة بين القارئ والمنتج الادبي، الامر
الذي يبدل حالات التفاعل بما يحرض على اكتشاف طرق مختلفة للمعرفة والامتاع معا.
علاقة القارئ بالمكتبة
علاقة القارئ بالمكتبة العادية والخاصة في
انحسار كبير، فمن خلال سؤالين:
الاول
يتعلق بوجود المكتبة الخاصة (هل عندك مكتبة في البيت ؟) جاءت نسب الاجابة على
الشكل التالي:
- نعم 42.5%،
- ونسبة لا بلغت 57.4%.
السؤال الثاني
هل تذهب الى المكتبة لتقرأ؟...
- بلغت نسبة نعم 27.8%،
- وبلغت نسبة لا 72.1%.
حظيت المكتبة على الدوام بموقع مهم لدى
القارئ، سواء اكانت مكتبة عامة او مكتبة شخصية في المنزل، المكتبات العامة شكلت
منافذ للكتب باعتبارها سلعة، يمكن التسويق لها عبر تلك المكتبات، من جهة، او جعلها
متوفرة للباحثين والقراء، بدلا من الاكتفاء بعرضها وانتظار الشاري بكثير من
الاحباط والملل، خاصة في ظروفنا الحالية. كثيرا ما لعبت المكتبات دورا كملتقى
ثقافي قد يحتضن انشطة أو لقاءات ثقافية مساهمة منها في خلق وعي مغاير، ولكن هذا
الدور بدأ ينحسر مع التغيرات التي طالت حياتنا، اختلف موقعها وتضاءل الاهتمام بها،
والعديد من المكتبات التي كانت تعتبر الكتاب سلعة ثقافية يدر عليها الارباح اغلقت،
وان لم تغلق فهي تحاول ادخال سلع جديدة الى جانب الكتاب، او البحث عن حل لانتشالها
من قلة المبيعات وبالتالي الخسائر المادية... لاشك ان المكتبة بكافة انواعها، سواء
الشخصية، او المكتبات العامة، او المكتبة الاعتيادية التي يعتاش أصحابها على
مبيعات الكتب... بدا واضحا من الاجابات لدينا مدى الضرر الذي تتعرض له، ان غالبية
من اجابوا عن السؤال بدا ان علاقتهم مع المكتبة في أدنى الحدود ذهابا اليها او
شراء منها، او علاقتهم معها داخل بيوتهم....! الامر الذي يجعلنا ندرك مدى
انحسار دورها في مختلف الميادين ولم يعد يشعر القارئ أنه جزء من عالمها الثقافي، خاصة
اذا استثنينا الطلاب والباحثين، كما انحسرت علاقته بها كزبون يشتري منها، غالبا
ينتظر المعارض وحسوماتها الكبيرة ليقتنص فرصته لشراء كتبه المفضلة (في سورية
هناك خلط في فهم مصطلح مكتبة، فاستعمال مصطلح مكتبة مجرد يعني محل لبيع الكتب
والصحف والمجلات وتأجيرها، أما إستعمال مصطلح مكتبة عامة فهو يعني المكتبات العامة
التي يمكن قراءة الكتب والمجلات والصحف فيها أو إستعارتها. بالإضافة لإقامة مختلف
النشاطات الثقافية بين ظهرانيها كالمحاضرات والمعارض وغيرها، وعادة تتبع لوزارة الثقافة).
هذا كله يجعلنا ندرك ان المكتبات بأنواعها
المختلفة ... تواجه تحديات عدة ليس ابرزها تقهقر حركة البيع والشراء، ولا الدور
الثقافي، بل والانصراف الى منافذ أخرى مثل مواقع التواصل الاجتماعي والكتب
الإلكترونية، الامر الذي يضع المكتبات امام تحد كبير... لاكتشاف مدى قدرتها على
تجاوز هذه الصعوبات...!
بين الالكتروني والورقي
يبدو ان القارئ السوري يتأرجح بين الكتاب
الورقي والالكتروني، ففي سؤالنا حول الافضلية بين الكتاب الورقي والالكتروني جاءت
النسب على الشكل التالي:
- نسبة من يفضلون الكتب العادية 63.6%،
- اما نسبة من يفضلون الكتب الالكترونية
36.3%. (وأعتقد أن هذا أمر طبيعي لأن أنصار الكتب الإلكترونية لا يزورون مثل
هذه المعارض بل يزورون معارض الكمبيوتر وبرامجه، ولو كان الإستبيان بينهم لكانت
النسبة أعلى بكثير)
الامر الذي يجعلنا نكتشف التحدي الكبير الذي
يعيشه الكتاب الورقي، فرغم الظروف الخاصة التي يعيشها القارئ السوري، لم يفقد
الكتاب الورقي مكانته، ولكن نسب الاستبيان توضح ان هناك حركة انسحاب باتجاه الكتب
الالكترونية.
تأرجح القارئ بين الكتب الالكترونية
والعادية...سببه ميزات عالم النت التي تحيط بنا ونمسك بها طيلة الوقت، وتسمح بدخول
سريع الى عالم متعدد الخيارات، يدعم تلك الخيارات بالصوت والصورة، يسمح باطلاع
فوري ويفتح المجال للتفاعل والتبادل بحيوية وسرعة، وهو امر لايتيحه الكتاب
الورقي.
الاهتمام بتصفح المواقع الالكترونية، لا يهدد
الكتب الورقية فحسب، بل مختلف المطبوعات الورقية، ولعله من هنا تأتي أهمية معارض
الكتب التي تصر على ان يعود للكتاب الورقي مكانته المرموقة، من خلال التلاقي
الشخصي بينه وبين قارئه، وعرض محتوياته المهمة، وتسليط الضوء على مختلف الاتجاهات
الفكرية للكتب ليس المحلية فحسب بل والعربية، وحتى العالمية، وهو امر مهم، حتى لا نعيش
انقطاعا عن ثقافات وتجارب واتجاهات فكرية جديدة... لاشك ان التحديات التي
يواجهها الكتاب الورقي تتطلب السعي لإيجاد افكار وبدائل تدعم مكانة الكتاب الورقي
ضمن المشهد الثقافي، والحيلولة دون تراجعه، فبالإمكان الاستعانة بالوسائل الرقمية
لزيادة جاذبيته وتوفير سبل الدعاية له،وزيادة قوته التنافسية، بما يضمن تسويقا
لائقا له، خاصة ضمن الاوساط الشبابية التي تهتم بالرقميات اكثر من اهتمامها
بالورقي، وبات يشكل هاجسا وادمانا لديها.. كما ان اهتمام المعارض بالكتب
الالكترونية لايتعارض مع اهتمامها بالورقي، بل انه يمكن الاستفادة من ميزات الكتاب
الالكتروني لدعم الكتاب الورقي... عموما ...ليس الانترنت وحده من يشكل خطورة
على الكتاب الورقي، بل هناك الكثير من معطيات مجتمعنا، خاصة في ظل الظروف الحالية
وما نعانيه من تدهور في انماط المعيشة، والانشغال بمقومات الحياة الاساسية، وعدم
توفر الظروف الاقتصادية المناسبة للارتقاء الثقافي.
علاقة القارئ بمواقع التواصل
اجاب على سؤال المقارنة بين القراءة في عالم
الكتب، او مواقع التواصل الاجتماعي (481) شخصا،
- حيث بلغت نسبة قارئي الكتب 48%،
- وبلغت نسبة متابعة مواقع التواصل الاجتماعي
52%،
لم يكن مفاجئا النسبة الكبيرة لمتابعي مواقع
التواصل الاجتماعي، خاصة ان أغلب العينة لدينا كانت من فئة الشباب، وهم الاكثر
اهتماما بعالم الانترنت، ولكن كيف تؤثر هذه العوالم على قراءاتهم، وما نوعية
القراءة، والكيفية التي يتعاطون معها:
- هل هي مجرد تصفح،
- هل يتعمقون،
- هل تؤثر على وعيهم وشخصياتهم، بعمق، تمكنهم
من تكوين فرادة شخصية تساهم في نهضة مجتمعية ضرورية...
- ام انها مجرد تعاط سطحي مع عوالم لازلنا حتى
الان نتعامل معها دون فهم لدورها غالبا...؟!!
لاشك ان مواقع التواصل بدأت تغزو حياتنا، وحياة
جيل كامل يعيش على وقعها، والاختلاف بينها وبين عالم الكتب، ان الاول تقرأه
منفردا، منعزلا، تغوص في عوالمه لتناقش أفكاره، بينك وبين ذاتك، ينما تمتلك مواقع
التواصل الاجتماعي تأثيرا مختلفا من خلال تفاعلها الاني مع اشخاص يمتلكون الميول
والاهتمامات ذاتها.
لا تأتي جاذبيتها من خصوصيتها فقط، بل ومن
خلال امكانية قول وكتابة كل ما يخطر في البال دون قيد او شرط، وبلا تكلفة غالبية
الاحيان... كما ان المواقع أصبحت خلال السنوات الاخيرة تأخذ مكانة مهمة في عالمنا
لتأثيرها على تشكيل الرأي العام، ونشر الافكار بلا قيد او مراقبة، وتشكل فسحة مهمة
للتعبيرعن مختلف الآراء، حيث يقدم فيها الشخص نفسه بالطريقة التي تناسبه، وبما
يلائم اهتماماته، وينجذب الى أفراد يشاركونه الميول الامر الذي يتيح تبادلا واسعا
للمعارف والخبرات... طالما اننا نعيش عصر ثقافة الإنترنت، وتأثير ادوات النت من
فيس بوك، ويوتيوب، وتويتر.. أصبحت بمثابة الادوات الجديدة للثقافة، ولكن نعرف مدى
سوء استخدامنا لهذه الادوات من خلال محتوى النت المتوفر عربيا والذي غالبا ما يكون
سياسيا او ترفيهيا ... ولكنه وفي كثير من الاحيان يتناول القضايا بشكل سطحي... الامر
الذي يفرض ضرورة الارتقاء بالمحتوى المعرفي للنت، بما يطرح مقومات فكر نحتاجه حتى
لو كان بمثابة لمحات أولية تغزو عالما في كثير من الاحيان يغرق في الدردشة
والتسلية التي تبتلع وقتنا حتى دون ادراك منا الى كمية الوقت المهدور من دون اي
مردود ممتع او مقنع.
ماذا نقرأ ...وكم..؟
لا يكفي أن نقرأ ...! ولايهم ان قرأنا مئات
الصفحات دون فهم أو عمق...!
فعل القراءة ترتبط بخيارات عديدة منها نوعية
القراءة، ومن هنا طرحنا سؤالين يرتبطان باجوبتهما معا،
الاول: ما السبب الذي يدعوك للقراءة...؟
جاءت الاجابات على الشكل التالي:
- تطور قدراتك 25.8%،
- تمتعك 34%،
- تفيدك في عملك 18.8%،
- تعلمك 23 %،
- تثقفك 32.2%.
السؤال الثاني ماهي مدة القراءة اليومية ..؟
جاءت الاجابات على الشكل التالي:
- ساعة أو أكثر 37.4%،
- نصف ساعة 43.6%،
- لاشيء 12.2%.
هكذا تبدو النسب بالنسبة لرواد المعرض منطقية،
مع العلم اننا لم نحدد ان كانت مدة القراءة لها علاقة بالكتاب، او بمواقع التواصل
الاجتماعي، ولكنها تثبت تمسكهم بالقراءة تحت أي ظرف...!
ان طرحنا لموضوع القراءة رغم ما قد يبدو فيه
من ترف للوهلة الاولى، باعتبار ان ما نعانيه في حربنا الطويلة يفوق الوصف، ونحن
نواجه في كل لحظة مصيرا مرعبا، قد يقذف بنا في ثانية الى مجاهل لم نتوقعها يوما...
وكأن مجتمعاتنا أصيبت بمس لم نفهمه يوما.. ومما لاشك فيه ان الكتاب يتأثر بالواقع
السياسي... ولكن في الوقت ذاته اذا نظرنا للأمر من زاوية اخرى، فان الاحداث
العربية الاخيرة عموما، والسورية خصوصا وأضحت حاجتنا الماسة للقراءة، ليس كفعل
هدفه الترفيه أو الامتاع، وان كنا لا نغفل اهمية هذا الجانب، للمتابعة، والاستمرارية
في قراءة الكتاب حتى نهايته، ولكن لما تولده القراءة من حالة معرفية، تبدا بالفرد
ومن ثم ازدياد رقعتها يجعلها تنسحب على الوعي الجمعي، الامر الذي يولد فعلاً
ثقافياً يرتبط بسلوك حضاري، لا نحتاج ضمن معطيات الظرف الحالي للدلالة على
أهميته... فعل القراءة يمنحك عقلا جدليا وفكرا ناقدا... وذهنا وقادا... كما
يمنحك فرصة لتفكيك السائد واعادة طرح مختلف البنى الراسخة من وجهة نظر
تحديثية-نقدية، تنبذ كل ما ثبت عدم صلاحيته في ارتقاء مجتمعاتنا، خاصة تلك
المتعلقة بروح قبلية، يحاول كل ماحولنا تعميقها باعتبارها البديل الاساسي عن فكر
نير، يرجح الانساني، وقبول الاختلاف والاخر مهما كانت رؤاه الفكرية وتوجهاته
الحياتية...!
اشك ان صعود نخب شبابية جديدة، تؤمن بفعل
القراءة وبجدوى أثرها العملي على حياتنا، سيتيح لنا تحرير مجتمعاتنا من هذا الفكر
المتخلف الذي ندور في دوامته، عالقين ضمنه، غير قادرين على نفض اذهاننا من
رواسبه.
قد يبدو الفكاك لجيل تجاوز مرحلة الشباب صعبا،
هو غالبا يبدو اسير قناعات استوطنته ولايريد التخلي عنها...!
لكن الجيل الشاب، يشكل القاعدة الفكرية
الضامنة، لصناعة وعي ذاتي مختلف... يتيح الفرصة امام الانسان ليكتشف علاقته بذاته
وبالآخر، المختلف معه دينيا واجتماعيا وفكريا...! النخب الشبابية والاجيال
المعاصرة لفكر مغاير مهمة جدا، من اجل صناعة انسان مستقبلي يترفع عن الضغائن
والاحقاد، ويقاطع الماضي خاصة الارث الذي يشكل مرتعا خصبا للتخلف، والتحريض على
الكراهية والتعصب..!
ان نجحنا في تشكيل هذه النخب الجديدة لن يتمكن
المأجورون والمرتزقة، من تفريغ عقول هذه النخب وضخ بدائل تحاصرنا بقمعها
وبوحشيتها... ولكن في الوقت ذاته نحتاج هذه النخب لمجتمعات تؤمن بها وبدورها... نخب
لا تخشى ان تقول ما تفكر به... ولا تفكر باعتناق ما يلائم الاقوياء... فقط، لتعيش
ازدواجية مخربة...!
نخب تؤمن بمسارات وعي وفكر لايضطرب امام عواصف
التغيير، يدرك كيف يمكن للوطن حينها ان يحتمي بنخبه الفكرية، دون تبديل للقيم
الانسانية الحقيقية أو تحايل عليها بما يرضي الممول...!
الكتب العربية والمترجمة
لاحظنا في سؤال نسبة توجه لقراء الكتب
المترجمة، ان المعارض المحلية تعطي فرصة للقارئ السوري، للاطلاع على نتاجه المحلي
أكثر من المترجم، الذي تمتلئ به المكتبات الالكترونية عبر النت... باستثناء الجديد
منها والذي لم يستثمر ماديا بعد بما يرضي الناشر. الاطلاع على الكتب المترجمة عبر
المكتبات الالكترونية واتاحتها من خلال بعض المواقع التي تحدث محتوياتها
باستمرار... ربما هذا الامر يعطي الفرصة للكتب العربية بأخذ مكان الصدارة في بعض
المعارض العربية... هكذا جاءت:
- نسبة الاقبال على الكتب العربية 74.1%،
- بينما الكتب المترجمة 25.2%.
من ناحية اخرى ... لايوجد كاتب الا ويحلم
بترجمة عمله الى احدى اللغات الحية، لا احد يكتب لينحصر توجهه محليا أو عربيا... وهو
امر لا يزال ادبنا العربي يعاني من مشكلات كبيرة خاصة في ظل انحصار خيارات الترجمة
من الادب العربي بمنظور غربي، يركز على مايريد بثه عبر مختلف قنواته عن مجتمعاتنا،
بما يتماشى مع رؤى يريد تبنيها والترويج لها... عموما....الكاتب العربي حلم على
الدوام بحضور عالمي، يتوج حضوره المحلي والعربي... ولكن مع ذلك فان قلة قليلة بقيت
تدور في فلكها المحلي غير قادرة على انتزاع اعتراف عربي،فكيف باعتراف غربي...!
تأثير الأزمة... ردة فكرية
حتى نعرف كيف اثرت الازمة على مزاج القراءة
لدينا طرحنا سؤال
هل تقرا حاليا اكثر أو اقل من السابق... فجاءت
الاجابات على الشكل التالي:
- أكثر من السابق 43.3%،
- اقل من السابق 56.6%..
لا شك ان الوعي ازداد لدى السوريين الى اهمية
القراءة، وما تولده من وعي مغاير للتعامل مع المحيط المحبط، والمشكلات الناتجة عن
ازمة استوطنت منذ ست سنوات... همة دور النشر في الاستمرار بالنشر، وعدم التقاعس
رغم صعوبة الظروف لاشك انه ان لم يساهم في رفع مستوى القراءة، يحافظ على الاقل على
مستواها... يمكن للازمات ان تؤثر على مستويين
الاول: تبتلع
الازمة وعيهم وتبعدهم ليس عن عالم القراءة فحسب، بل وعن عالم الفكر والثقافة، ليعتنقوا
قيما مغايرة، هم مؤهلون اساسا لاعتناقها، مما يزيد من غوغائيتهم وجهلهم... فيندمجون
في الازمة، كوقود بشرية يغذونها بكل الوسائل...
النوع الثاني:
يعيش ما يشبه الارتداد نحو عالم الفكر والثقافة أيا كان نوعها، يدرك انها وحدها
التي تبني المجتمعات.
العلاقة مع الإعلام ...الثقافة أولاً
...والسياسة ثانياً...!
في سؤالنا حول الصحف المقروءة، قسمنا السؤال
الى ثلاثة أقسام:
الاول:
أي الصحف الاكثر قراءة..؟ وارتأينا هنا التحفظ على الاجابات حفاظا على المصداقية، فربما
من الطبيعي أن تنال صحيفتنا نسب قراءة مرتفعة، لأننا أصحاب الاستبيان...!
الشق الثاني من
السؤال ناقش أي الاقسام يفضل قراءته؟
جاء في المرتبة الاولى (القسم الثقافي)، ايضا
كان من المنطقي تصدر الثقافة كأولوية لدى رواد المعرض، باعتبارهم يهتمون بعالم
الثقافة والكتب وكل ما له علاقة بالإبداع والادب عموما...
المفاجأة ان الاهتمام بالأقسام السياسية جاء
في المرتبة الثانية.. لاشك ان السبب عائد الى ما نعيشه من انعكاس للوضع السياسي
على حياتنا، الأمر الذي يجعل القارئ يتابعها مبدلا اولويات قراءاته...
الشق الثالث من
السؤال مع من تناقش المواضيع التي تقرأها..؟
-
جاء في المرتبة الاولى مع الاسرة،
- وفي الثانية (بمفردي)
- وفي الثالثة مع الاصدقاء...
وهذا يعني ان أي أمر يثير اهتمام القارئ، لا تزال
الاسرة مرجعيته، بكل ما تحتويه من دفء وأمان ومصداقية، ثم يمكن له أن يناقشه
بمفرده، كحالة جدلية، يمكن للمرء أن يستنتج بينه وبين ذاته الكثير من الافكار التي
تلتمع فجأة فكرة اثر اخرى...!
اما الأصدقاء فجاءت في المرتبة الاخيرة... وطبعا
هو امر له دلالته في عالم معاصر... تنسحب فيه العلاقات الاجتماعية الى حدود
دنيا... وتقل فيه ثقتنا تجاه الاخر... وغالبا ما يحكم علاقاتنا المصلحة بكل ما
فيها من تراجع وانحسار وخيبات...!
لايزال حياً...!
ان عودة المعرض بادرة ثقافية مهمة، نتمنى
عبرها ترسيخ الحضور الثقافي الدائم للمعرض، واستمراريته السنوية بحيث يكون فرصة
مهمة لحضور الكتاب في المشهد الثقافي السوري، ولمعرفة مدى أثر عودة المعرض توجهنا
بسؤالين الى رواد المعرض
الاول: كيف
ترى عودة معرض الكتاب اجاب عن السؤال 474، وتضمن السؤال 3 خيارات، وجاءت الاجابات
على الشكل التالي:
- جيدة 45%،
- معقولة 31%،
- نوعية 18.8%.
السؤال الثاني:
هل تشكل المعارض نافذة لاقتناء الكتب اجاب عن
السؤال 470، وتضمن السؤال ثلاثة خيارات، وجاءت الاجابات على الشكل التالي:
- نعم 42.8%،
- لا 22%،
- احيانا 29.2%.
معارض الكتب، من اهم وسائل الترويج للكتب، حيث
تشكل فرصة تسويقية للكتاب باعتباره سلعة ثقافية تجعله متوفرا عن قرب للقارئ المهتم
بعالم الكتب، ولا ننسى البرامج الثقافية التي ترافق المعارض، الامر الذي يجعل من
المعارض فرصة للقاء ثقافي مرتقب سنويا... هذا الامر عشناه خلال معرض الكتاب
الاخير، الذي استضافته مكتبة الاسد، لتشكل عودته بعد غياب ست سنوات، فرصة ثقافية
ترينا وضع النشر والناشر السوري، بعد ست سنوات مضنية من عمر الازمة في سورية...
ولاشك ان عودته جاءت فرصة مهمة من اجل تداول الكتاب حتى لو كان مجرد تداول محلي، خاصة
وان تدوال الكتب المنشورة مؤخرا، عانى الكثير من الصعوبات في ظل مشكلات الناشر
السوري في التعاطي مع المعارض الخارجية... وعدم تمكنها من التداول التسويقي بسهولة
في ظل ظروف الناشر السوري الصعبة.
ربما ابرز ما رايناه خلال تفريغنا لاستمارات
المشاركين أن الكثير من القراء أثبتوا اخلاصهم للكتاب الورقي تحديدا (وهذا أمر
طبيعي لأن هواة الإنترنيت يتوجهون لمعارض الكمبيوتر وبرامجه)، حيث عاش المعرض
اقبالا على مبيعات الكتاب الورقي بأنواعه المختلفة، مما يدل على ان سوق الكتاب رغم
كل الظروف منتعشا الى حد ما ... كما ان المعرض حفل بأنواع مختلفة من الانشطة، ندوات،
محاضرات، توقيع كتب ولقاءات ثقافية متنوعة... الامر الذي خلق طرقا تفاعلية بين
القارئ والمعرض تجاوزت حالة الشراء والبيع، ليشعر القارئ انه ليس مجرد زبون يشتري
كتبا ويمضي بل يمكنه أن يكون جزءا من عالم المعرض الثقافي... لكن ربما تكون
المعارض فرصة لتقدم مشهدية متكاملة للكتاب السوري اولا... والعربي ثانيا، والمترجم
ثالثا.... قبل وبعد الازمة في سورية، وعلاقة الكتاب، بسوق معرفي يتضاءل حضوره على
وقع التغيرات، الامر الذي يعكس معاناة الكاتب ويظهر همومه عن قرب، بحيث تبدو
المعارض فرصة لاكتشاف معاناة عميقة للكاتب الذي يستباح جهده ووقته، ولم يعد
بإمكانه وسط كل هذه القباحة أن ينشر قيمه، التي يكرس حياته للدفاع عنها
ونشرها...!
(التطبيل
والتزمير...) الذي نعيشه اثناء هذه المناسبات، مهم كدعاية تسبق الافتتاح، أما بعد
حضوره كنشاط فاعل وجاد، فان ما نعيشه من تراجع ثقافي يحرضنا على تعاط نقدي، جاد
ينبه على الثغرات، التكرار الدائم سيحرض مسؤولي الثقافة الجادين على تبني تلك
الحالات النقدية اللافتة...!
المعارض هل تحرك الركود الثقافي، ام انها
مناسبة موسمية، تثير فينا الحمية والحماس قبل أن تعود الكتب الى مغاورها في دور
نشر، تحملها في كثير من الاحيان وتدور بها من معرض الى آخر... علها تتمكن من احداث
تغيير مرتقب، عبر زجها في وجوه قراء نامل أن يتزايدوا يوما اثر آخر.. عل عدوى
ثقافية تصيبهم، مع ادراكنا الى خصوصية اللحظة العربية والمحلية-السورية خصوصا..
سقف التعاطي الثقافي ان لم ترفعه الاجواء الثقافية المحلية (طواعية) او اقتناعا...
فإن المتابع، او القارئ.. أو متعاطي الثقافة عموما، يفعلونها خفية.... عبر
مواقعهم، عبر احاديثهم... عبر مختلف الوسائل التي ينشطون عبرها...
اخيرا ... رغم كل النتائج التي تبدو ايجابية
للوهلة الاولى، ولكن لاشك اننا لو وضعنا الاستبيان في ظروف مغايرة، ولو حاولنا
التعمق بالمعطيات الاولية للاستبيان، عبر اسئلة أكثر تحديدا عن ماهية القراءات
وتخصيص اسئلة حول ماهي اخر القراءات... لوجدنا نقصا كبيرا في المعلومات...!
لم يكن هدف استبياننا اختبار مدى جدية القارئ
او اجراء اختبار له، بل كان الهدف محاولة الاقتراب من عوالم القراءة لدى السوريين،
وطريقة تفاعلهم مع الكتاب باعتباره منتجا ثقافيا سيبقى أثره حيا على الدوام، خاصة
ونحن بأمس الحاجة لأفعال ثقافية تشجع اي تعاط جاد مع الفكر... لم يكن هدف استبياننا الندب على تراجع
القراءة او ازمتها، انما محاولة الاقتراب من حالة وتوصيفها بمنطقية عبر لغة
الارقام التي تثبت دائما صحتها، وضرورة الانطلاق منها للبناء مستقبلا في تعاملنا
مع الظواهر الثقافية.
فريق العمل: عمار النعمة، فاتن
دعبول، هفاف ميهوب، آنا خضر، يحيى الشهابي.
(وبقي
أن أقول أن إستبيان صحيفة الثورة أثبت قدرة صحفييها على إجراء إستبيانات ناجحة ومفيدة
تناولت عادات المطالعة وميول القراء، والتي تعود الفائدة منها على تطوير حركة
النشر وجذب القارئ ومعرفة ميوله لتلبيتها. وحبذا لو قامت إدارة التحرير بإنشاء قسم
خاص للدراسات الستسيوإعلامية "عادات المطالعة وميول القراء الثقافية والعلمية
والاقتصادية والسياسية" تتابع القراء باستبياناته الدائمة، وتنشر نتائجها ولو
مرة واحدة في الشهر)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق