الأمن
المعلوماتي في الظروف المعاصرة
على أعتاب الألفية
الثالثة حدثت ثورة حقيقية في مجالات المعلوماتية والاتصال، رافقها تبدلات جذرية في
تصورات البشرية المعاصرة عن الإعلام والمعلوماتية والاتصال. رافقها دخول الحاسب الإلكتروني
قيد الإستخدام الواسع، وأدى تطور تكنولوجيا المعلوماتية الحديثة إلى حدوث قفزة
نوعية نحو الأمام في مجالات: التعليم، والتجارة، والصناعة، والبحث العلمي،
والعلاقات الدولية.
ومنذ وقت قريب فرضت تطبيقات
نظريات الإتصال والمعلوماتية أهمية توفير أمن الدولة، مع التركيز على الجوانب العسكرية
منها. لتصبح اليوم واقعاً اقتصر على الثورة العلمية والتقنية أدت إلى تشكل مجتمع
معلوماتي أصبحت فيه المعلومات عاملاً رئيسياً للإدارة، ومن الأدوات التي تستخدمها السلطة
في العالم المعاصر.
وغدت التبدلات
الإجتماعية العالمية التي جرت في العالم المعاصر مع نهاية القرن العشرين، تتطلب
تحليل موضوعي وإيجابي للوسط المعلوماتي في المجتمعات الدولية. وتجدر الإشارة هنا
إلى أن مشكلة توفير الأمن المعلوماتي في معظم دول العالم لم يجري الإهتمام بها، بل
كان يجري التغاضي عنها. ويعتقد أنه من الممكن حلها عن طريق الحلول والقيود
المفروضة بسرية تامة. وعلى سبيل المثال جرى خلال تسعينات القرن الماضي في روسيا الإهتمام
بهذه المسألة وأنشأت لجنة مشتركة من مختلف الإدارات الحكومية للإهتمام بالأمن
المعلوماتي ضمن مجلس الأمن القومي الفيدرالي الروسي. وأعدت مشاريع عكست في مضمونها
أساليب ووسائل وطرق حماية المصالح الحيوية للأفراد، والمجتمع، والدولة، على الساحة
المعلوماتية العالمية المفتوحة في عالم اليوم.
وغدت الأوضاع السياسية
والجغرافية تفرض الحاجة لإيجاد مدخل مبدئي جديد للنظر في مشاكل توفير الأمن
القومي، وتحليل مضامين ومراحل تطور كل المسائل السياسية الجغرافية، والأهم بينها كانت
مسائل المعلوماتية. وأصبح معها طبيعياً اليوم أن إثبات الظروف الواقعية للوصول إلى
الأهداف الإستراتيجية للدولة مرتبط بالقدرات المعلوماتية. وشهدت على ذلك نتائج
الحرب الباردة التي جرت بالوسائل المعلوماتية وحققت من خلالها الولايات المتحدة
الأمريكية التفوق على الإتحاد السوفييتي السابق في المجالات العسكرية وأدت إلى
هزيمة الإتحاد السوفييتي في المجالات المعلوماتية. ومن ضمن هذا المجال نستطيع فهم
تقييمات القيادة العسكرية والسياسية في الولايات المتحدة الأمريكية لدور
المعلوماتية، وفهم أسباب زيادة إنفاقها على مجالات تطوير وترشيد تكنولوجيا
المعلوماتية، وهو ما يوضحه أنفاق الولايات المتحدة الأمريكية على اقتناء تكنولوجيا
المعلوماتية نحو 8 مليار دولار أمريكي في عام 1980، وزاد هذا الإنفاق في عام 1994
لأكثر من 25 مليار دولار أمريكي (1).
وإذا حاولنا القيام بتحليل
إيجابي للأسباب السياسية لهزيمة الإتحاد السوفييتي في الحرب الباردة، فيجب علينا
الإشارة إلى عدة عوامل: اقتصادية؛ وسياسية؛ وأيديولوجية؛ واجتماعية؛ وغيرها.
بالإضافة لعدم قدرة القيادة العسكرية والسياسية في الإتحاد السوفييتي السابق على
تقدير دور وأهمية العوامل المعلوماتية، وغياب فاعلية استخدام تكنولوجيا
المعلوماتية في الصراع، وغيرها من العوامل. لماذا ؟ لأن الولايات المتحدة
الأمريكية حتى بداية ثمانينيات القرن العشرين زادت من دور وتأثير نشاطاتها المعلوماتية
والنفسية من خلال العمليات النفسية التي كان يشنها نظامها للأمن القومي. وما أن تم
انتخاب الرئيس رونالد ريغان حتى قدم استراتيجية للأمن القومي تألفت من أربع
اتجاهات: دبلوماسية؛ واقتصادية؛ وعسكرية؛ ومعلوماتية. تم التركيز فيها على العناصر
المعلوماتية وجرى المحافظة عليها في الوثائق اللاحقة لمسائل الأمن القومي. وفي
كانون ثاني/يناير عام 1983 وقع رونالد ريغان على نظام "قيادة
الدبلوماسية الحكومية، المرتبطة بأهداف الأمن القومي". وأعطى النظام أوسع
الحدود للنشاطات الدبلوماسية الحكومية، وأكد على أنه "يتضمن إجراءآت حكومة
الولايات المتحدة الأمريكية الموجهة نحو دعم سياسة الأمن القومي الأمريكية أيضاً"
(2). وهذا يعني أن النظام أصبح يقوم بتنظيم وتنفيذ دائرة واسعة من الإجراءآت
المعلوماتية والثقافية. والأكثر من ذلك، وفر هذا النظام الظروف المناسبة لإعداد
آليات تخطيط وتنسيق النشاطات الاجتماعية، والمعلوماتية، والسياسية لإدارة الولايات
المتحدة الأمريكية، والمسائل المتعلقة بالبث الإذاعي المسموع والمرئي.
وقام جورج سوروس
في عام 1987 بأول محاولة للدخول إلى الساحة المعلوماتية في اتحاد الجمهوريات
السوفييتية الإشتراكية بغرض تنفيذ برنامج ريغين لمكافحة "إمبراطورية
الشر" (اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية) والعناصر المعلوماتية لخطة
الأمن القومي الأمريكية. وكان جورج سوروس قد حصل على شهرته العالمية لأول
مرة في عام 1992، بعد العمليات المالية التي قام بها، وأحدثت إنهياراً كارثياً في سعر
صرف الجنيه الاسترليني. وبلغ دخله من هذه الأزمة نحو 2 مليار دولار. استخدمها
لإنشاء صندوق سوروس للعمل على ساحة الدول الإشتراكية السابقة في شرق أوروبا
وكانت روسيا من ضمنها أيضاً (وفي الوقت الراهن يعمل هذا الصندوق في أكثر من 30
دولة، واستطاعت بيلاروسيا فقط التصدي قانونياً لنشاطات هذا الصندوق، الذي كانت تتم
من خلاله عمليات تمويل نشاطات المعارضة ضد الرئيس).
ومع وصول إدارة رونالد
ريغان إلى قمة السلطة في الولايات المتحدة الأمريكية، جرت في نفس الوقت تبدلات
جذرية في نظرية تطبيق التأثير المعلوماتي. وبدأ عصر الصراع العالمي على الوعي
الجماهيري للشعوب باستخدام أحدث تكنولوجيات المعلوماتية من خلال تنسيق نشاطات كل
الأجهزة الحكومية والاتحادات العابرة للقوميات. وفي عهد رونالد ريغان أصبحت
الأجهزة الحكومية تستخدم إلى حد متنامي كمراكز تنسيق موجه للتأثير المعلوماتي
والنفسي. والدور الرئيسي في عملية تنسيق نشاطات أجهزة التأثير المعلوماتي والنفسي الذي
أصبح يلعبه مجلس الأمن القومي في الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت وظيفة مجلس
الأمن القومي في عقيدة "الدعاية النفسية للأمن القومي" كفقرة مركزية في
نظام العمليات النفسية إلى جانب الإدارة الحكومية، والمنظمات الدولية، وإدارة
التجسس المركزية، ووكالة المعلومات في الولايات المتحدة الأمريكية (يوسيدا). ورافقها
ظهور آليات التنسيق العالمي للتأثير المعلوماتي والنفسي على المجتمع الدولي، وشملت:
رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؛ ومجلس الأمن القومي؛ والوزارات (الإدارات)؛
ومنظمات الولايات المتحدة الأمريكية العاملة على الساحة الدولية. ومن دون شك، جاءت
نشاطات أجهزة المعلوماتية والنفسية (الحكومية، والمنظمات الإجتماعية والتجارية)
بثمارها: لتسيطر الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحاضر على الساحة
المعلوماتية العالمية. ولم تزل الولايات المتحدة الأمريكية اليوم تسعى بمساعدة
شبكة الإنترنيت المتطورة لفرض استراتيجية تفوقها على الساحة المعلوماتية العالمية خلال
القرن الـ 21.
وللنظر في أفضليات
وتوجهات تداخل مشاكل الأمن القومي وضعت العلوم التطبيقية أمام مهمة إعداد اتجاهات
جديدة تماماً لهذه المشاكل، أطلق عليها تسمية "الأمن النفسي". في الوقت الذي
يطبق في الفيدرالية الروسية نظاماً دقيقاً لتوفير المستوى المطلوب للدفاع عن مواقع
الأمن (الشخصية، والإجتماعية، والحكومية)، جرى إحداثه من خلال قانون
"الأمن". ومع ذلك لم يدرج مفهوم "الأمن النفسي" في هذا
القانون وغيره من النصوص القانونية المتعلقة بالأمن القومي الروسي. ولكن الذي جرى
في الآونة الأخيرة كان تسريع عملية إجراء تبدلات قاعدية على الإجراءآت التي تحتاجها
فعلاً لحل قضايا المعلوماتية النفسية وحماية الأمن القومي الروسي، وحماية سلوك
السكان والعسكريين من التأثيرات السلبية للمعلوماتية النفسية المعادية. بعد أن أحدثت
وسائل جديدة للتأثير على نفسية الناس، والإدارة، وسلوكهم في الوقت الراهن. ومن
خلال هذه العملية أخذت بالظهور وبشكل دائم معلومات عن البرامج الأمريكية "م ك
– أولترا"، وأرتيشوك، والبرامج المشابهة لها، التي أعدت في: فرنسا، وألمانيا،
وإسرائيل، واليابان، وغيرها من دول العالم.
وزادت إمكانية
التأثير على نفسية الإنسان فجأة خلال العشر سنوات الأخيرة. ومن الأسباب الرئيسية
لهذه الزيادة كان النجاح الكبير الذي تحقق في المجالات: النفسية؛ والإيحاء النفسي؛
والطاقة الحيوية؛ وغيرها من الظواهر النفسية الفيزيولوجية. واتسع خلالها البحث عن
أشكال وطرق جديدة للتأثير على نفسية الإنسان، والتأثير على مجموعات كبيرة من الناس
في عدد كبير من الدول المتقدمة في العالم. واحتلت الولايات المتحدة الأمريكية
مكاناً رائداً في هذا المجال؛ لأنها تملك أوسع شبكة من المؤسسات، والمراكز،
والمختبرات، والجمعيات، للقيام بأبحاث نظرية وتطبيقية لحل المهام العسكرية. ومن
ضمنها: تبدي الإدارة العسكرية في الولايات المتحدة الأمريكية اهتماماً كبيراً بهذه
المهام. وتقنياً أصبح من الممكن التأثير على نفسية الإنسان عن طريق الأقمار
الصناعية. وهو المجال الذي أصبح يثير خطراً جدياً بعد نشر نظام تيليديسيك، الذي اتجهت
نية المليونير الأمريكي ب. غيتس. لتحقيقه بمساعدة الصواريخ الروسية س س –
18 (ر س – 20)، وبلغت كلفة المشروع نحو 5 مليارات دولار (3). ويمكن استخدام هذا
النظام للأغراض العسكرية، والقيام بالمواجهات المعلوماتية أيضاً. ويوفر عدد كبير
من الأقمار الصناعية (أكثر من 300) إمكانية إطلاق الإشعاعات كحد أدنى من قمرين
صناعيين في وقت واحد على أية نقطة من الكرة الأرضية. وإذا أخذنا بعين الإعتبار أن
الولايات المتحدة الأمريكية تملك الآن 420 قمراً صناعياً في الفضاء الكوني، وأن روسيا
تملك 160 قمراً صناعياً، فستكون الولايات المتحدة الأمريكية المسيطر الكامل على
الساحة المعلوماتية في الفضاء الكوني مع بداية القرن الـ 21.
وعلى هذا الشكل، ولأغراض
حماية المواقع الإجتماعية (الشخصية، والإجتماعية، والحكومية) من أخطار التأثير
المعلوماتي، كان من الضروري إحداث نظام لتوفير الخدمات المعلوماتية والنفسية كجزء
أساسي من نظام الأمن القومي، وتوفير الخدمات المعلوماتية والنفسية لنظام الأمن
القومي الروسي كجزء أو (نظام ملحق) لنظام توفير الأمن القومي، يسمح بتنظيم وتنسيق
نشاطات الوزارات (الإدارات)، والمنشآت، والمنظمات، والقطعات العسكرية، وأجهزة
الإدارة الحكومية، والعسكرية، والاتحادات الإجتماعية، والأحزاب السياسية،
والمواطنين، لتوفير الأمن للوسط المعلوماتي والنفسي، والأمن النفسي للسكان
والعسكريين في المجتمع الروسي. وتتضمن مواقع الخدمات المعلوماتية والنفسية لنظام
الأمن القومي الروسي:
أ) الوسط المعلوماتي
والنفسي في المجتمع، وهو جزء من الوسط المعلوماتي للمجتمع الدولي ومرتبط باستخدام
المعلومات، والموارد المعلوماتية، والبنية التحتية للمعلوماتية، للتأثير أو (السيطرة)
على سلوك وتصرفات الناس؛
ب) الموارد
المعلوماتية عن (القيم الروحية، والثقافية، والتاريخية، والقومية، والتقاليد،
وغيرها)؛
ت) نظام تشكيل الوعي
الإجتماعي (وجهات النظر، والآراء السياسية، والقيم الروحية)؛
ث) نظام تشكيل الرأي
العام؛
ج) نظام اتخاذ
القرارات السياسية؛
ح) نفسية وتصرفات
الإنسان (4).
ويتضمن نظام الأمن
القومي الروسي خدمات معلوماتية ونفسية لتحقيق الأهداف التالية:
- حماية نفسية
السكان، والجماعات الإجتماعية، والعسكريين، والمواطنين، من التأثيرات المعلوماتية والنفسية
المدمرة للهجمات المعلوماتية والنفسية والإجتماعية الموجهة ضد المجتمع الروسي؛
- مواجهة محاولات التلاعب
في عمليات تأثير المعلومات على السكان والعسكريين من جانب القوى السياسية المعادية
للدولة الروسية، والجارية بهدف إضعاف قدراتها الدفاعية؛
- الدفاع عن المصالح
القومية، والأهداف والقيم الروسية على الساحة المعلوماتية (عالمياً، وإقليمياً،
والأقاليم المجاورة، ودول رابطة الدول المستقلة، وعلى المستوى القومي)؛
- متابعة علاقة
المجتمع الروسي بالمشاكل الهامة للأمن القومي كـ(قياس الرأي العام)، ومتابعة الأوضاع
النفسية للشعب الروسي، والعسكريين، بشكل دائم؛
- مواجهة التدخلات
المعلوماتية التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية في المجالات الروحية
والأخلاقية.
خاصة وأنه لوحظ خلال
السنوات الأخيرة اصطناع تصور سيء عن روسيا في الغرب. تقوم وسائل الإعلام
الجماهيرية من خلاله بنشر شائعات حول "المافيا الروسية"، للتأثير على مصداقية
أبرز البنوك والشركات الروسية. ورافقها قيام هوليود بزيادة إنتاج أفلام تظهر الروس
كإرهابيين، ومغتصبين، إلى حد كبير. واستخدم في هذا المجال كخلفية طبيعية العقد
الذي أبرمته شركة "غازبروم" الروسية مع الشركة الإيرانية "نيوس"
في سبتمبر/أيلول عام 1997 بكلفة 2 مليار دولار، لتجهيز مواقع إنتاج الغاز في جنوب
بارس (بالتعاون مع الشركات الفرنسية والماليزية)، ومباشرة أثار هذا العقد عدم رضا
كونغرس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي رأى فيه دعماً للإرهاب الدولي. والأكثر
من ذلك كان قيام سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الفدرالية الروسية ج.
كولينز بزيارة مفاجئة لرئيس إدارة الشركة الروسية المساهمة
"غازبروم" ر. فياخيريف، بتاريخ 15/10/1997 وصرح حينها بأن
نشاطات "غازبروم" في إيران يمكن أن تكون أساساً لاتخاذ عقوبات أمريكية ضد
الشركة الروسية.
بالإضافة للضغوط
السياسية الكبيرة التي وجهتها الولايات المتحدة الأمريكية على قيادة الفيدرالية
الروسية بسبب إصدارها قانون "حرية الضمير والاتحادات الدينية" في سبتمبر
عام 1997، القانون الذي ضيق على نشاطات الطوائف الشمولية والمبشرين الأجانب على
الأراضي الروسية. وقبل صدور هذا القانون بوقت قصير زارت م. أولبرايت السكرتير
الحكومي للولايات المتحدة الأمريكية موسكو. وخلال لقائها مع البطريرك أليكسي
الثاني، توجهت إليه برجاء عدم التعرض لنشاطات الطوائف الدينية الغربية على
الأراضي الروسية. واعتبرت السيدة أولبرايت، أن ذلك يعتبر دليلاً واضحاً على
التزام روسيا بمبادئ الحرية والديمقراطية. ولكن ردة فعل البطريرك كانت سلبية. وصرح
في واحدة من مقابلاته الصحفية أنه: "تعمل في روسيا اليوم كمية ضخمة من
الكنائس الأجنبية، والأبرشيات، والطوائف، ونشاط الكثير منها له طابع شمولي ومدمر. وأنها
تستخدم طرقاً للسيطرة على العقول والتنويم المغناطيسي، وتلجأ إلى استخدام المؤثرات
العقلية. وعلى هذا الشكل يقومون بقمع الشخصية الفردية" (5).
وفي جميع مراحل
التطور التاريخي كانت المعلوماتية هدفاً من أهداف الصراعات القائمة. والصراع
المعلوماتي جرى عملياً خلال كل الحروب. والمضمون الأساسي للصراع المعلوماتي كان ولوقت
طويل يتمثل بتصرفات يقوم بها الجانبين للقيام بالإستطلاع ومواجهته. ومع بداية تشكل
الساحة المعلوماتية العالمية لوحظت تغيرات كمية ونوعية في الصراعات المعلوماتية. وأحدثت
الثورة العلمية والتقنية انقلاباً حقيقياً في مجال توفير المعلومات للنشاطات
الإنسانية. وظهرت معلومات جماهيرية، وهي عبارة عن معلومات موجهة لدائرة غير محدودة
من الأشخاص: مطبوعة، أو مسموعة، أو مرئية، وغيرها. وأحدثت وسائل لنشرها السريع. ولكن
يجب التمييز بين المفهوم الواسع والضيق للصراع المعلوماتي كمصطلح (في المجالات العسكرية
أو الدفاعية). لأن الفكرة الواسعة للصراع المعلوماتي، هي شكل من أشكال الصراع، تستخدم
فيه طرق خاصة (سياسية، واقتصادية، ودبلوماسية، وعسكرية، وغيرها)، وطرق ووسائل أخرى
للتأثير على الوسط المعلوماتي للجهات المتصارعة، ولحماية المصالح الخاصة، والوصول
إلى الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية الموضوعة.
والصراع المعلوماتي
في المجال العسكري عبارة عن جملة من الإجراءآت تتخذ للحصول على المعلومات، وللتأثير
المعلوماتي، وحماية المعلومات، وتجري كلها من خلال فكرة وخطة واحدة هي الإستيلاء
على المعلومات، والمحافظة على التفوق المعلوماتي على الخصم أثناء الإستعداد أو
أثناء سير العمليات (القتالية) العسكرية، والسيطرة على الساحة المعلوماتية
(عالمياً، وإقليمياً، والأقاليم المجاورة، وعلى المستوى القومي). ولكن يجب التمييز
بين شكلين من الصراعات المعلوماتية في المجال العسكري وهما:
- معلوماتية تكنولوجية:
يكون الهدف الرئيسي منها أثناء القيام بالصراع المعلوماتي التكنولوجي، التأثير على
النظام المعلوماتي التكنولوجي وحمايته كـ(نظم الإتصال، ونظم الاتصالات السلكية واللاسلكية،
ووسائط الحرب الإلكترونية، وغيرها)؛
- ومعلوماتية نفسية: والهدف
الرئيسي منها التأثير في الصراع المعلوماتي النفسي وحمايته، على نفسية أفراد
القوات المسلحة، والخدمات الخاصة، وسكان الأطراف المتصارعة، ونظم تشكيل الوعي
الاجتماعي، والرأي العام، وعملية اتخاذ القرارات.
ويتضمن الصراع
المعلوماتي في المجالات العسكرية ثلاثة أقسام، هي:
أولاً: جملة إجراءآت تتخذ
بهدف الحصول على معلومات عن الخصم في ظروف الصراع المعلوماتي؛ وجمع المعلومات عن
قواته وأسلحته؛ والتعامل مع المعلومات وتبادلها بين أجهزة (نقاط) الإدارة من أجل
تنظيم والقيام بالعمليات الحربية. وفي هذه الحالة يجب أن تكون المعلومات مؤكدة،
ودقيقة وكاملة، وأن يتم اختيارها في وقت الحصول عليها. ومن المنطقي تسمية المهام
المشار إليها بـ"توفير المعلومات عن القوات والأسلحة".
ثانياً: التأثير
المعلوماتي. ويتضمن إجراءآت تتخذ لمنع الوصول، والتعامل، وتبادل المعلومات، وإدخال
المعلومات المضللة.
ثالثاً: إجراءآت
حماية المعلومات، وتتضمن إجراءآت منع حجب المعلومات الضرورية لأداء الإدارة لمهامها،
وحجب المعلومات المضللة، المنشورة والمدخلة إلى نظام المعلوماتية للإدارة.
ويجب الأخذ بعين
الإعتبار، أن العمل في إعداد نظرية الصراع المعلوماتي، يجري على المستويات:
الإستراتيجية، والعملياتية، والتكتيكية. وعلى المستوى الإستراتيجي أساساً، ويجب أن
تعمل الأجهزة العليا لسلطات الدولة، والخدمات الخاصة والقطعات العسكرية، خلالها على
المستويين العملياتي والتكتيكي.
وهناك فرق بين مفهومي
"الصراع المعلوماتي" و"الحرب المعلوماتية". فالصراع
المعلوماتي عبارة عن جملة من العمليات المشتركة تستخدم فيها: القوة، ووسائط الصراع
المعلوماتي، في الصراع المسلح. ويتميز الصراع المعلوماتي عن الصراع المسلح، بأنه يجري
في أوقات السلم، وفي أوقات الحرب. وباستمرار ينمو دور ومكانة الصراع المعلوماتي في
نظام توفير الأمن القومي لأي دولة. ومن بين الدول البارزة في العالم التي تملك
مقدرات معلوماتية قوية في الوقت الراهن (الولايات المتحدة الأمريكية خاصة،
واليابان، وفرنسا، وألمانيا)، تمكنها من تحقيق أهدافها السياسية، بسبب غياب المعايير
القانونية الدولية للقيام بالصراع المعلوماتي.
ومن أجل حماية المواقع
الاجتماعية من التأثير السلبي أثناء الصراع المعلوماتي العالمي من الضروري إحداث
نظام يكفل الحماية من المعلوماتية النفسية كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي. وكنظام
يوفر حماية نفسية السكان والمواطنين والعسكريين من تأثير المعلوماتية النفسية
السلبية. ومهمته الرئيسية، توفير الأمن النفسي للأفراد، والمجتمع، والدولة. والتأثير
المعلوماتي النفسي يجري عن طريق إنتاج ونشر معلومات موجهة خاصة، تؤثر مباشرة
(إيجاباً أو سلباً) على وظائف وتطور الوسط المعلوماتي والنفسي للمجتمع، ونفسية
وسلوك السكان، والعسكريين. وتنوع التأثير المعلوماتي والنفسي، يبقى كتأثير دعائي نفسي.
ومع ظهور وسائل الإعلام
الجماهيرية الإلكترونية وتطورها السريع، إزداد دور الرأي العام بشدة، وأصبح يؤثر أكثر
مما مضى على التفاعلات الإجتماعية والسياسية، وعلى خصائص ووظائف الوسط المعلوماتي
والنفسي في المجتمع، وعلى الأوضاع النفسية للعسكريين أثناء الصراعات المسلحة. ولهذا
يعتبر نظام تشكيل الرأي العام من المواقع الأساسية لتوفير المعلوماتية النفسية.
ومن الضروري دراسة خصائص تشكيل ووظائف الرأي العام أثناء الصراعات المسلحة باستمرار،
وإعداد طرق عملية لتوفير الأمن النفسي للعسكريين على أساس نتائجها. وأحدث انتشار
المعلوماتية بشكل واسع في صفوف القوات المسلحة وضعاً نوعياً جديداً لتطوير الشؤون
العسكرية. ولاستعراض ما جرى عملياً يمكن الإشارة إلى الصراعات المسلحة والحروب
التي جرت خلال السنوات العشر الأخيرة من القرن العشرين، ومطلع القرن الـ 21. وتحليلها
من كل الجوانب المرئية لنستنتج أنه خلال سير العمليات القتالية على أي مستوى في
العالم المعاصر كانت تعتمد بالكثير على أساليب القيام بالمواجهات المعلوماتية.
ومن دراسة الصراعات
المسلحة خلال النصف الثاني من القرن العشرين، ومطلع القرن الـ 21، (لبنان، يوغسلافيا،
العراق، السودان، مصر، تونس، ليبيا، اليمن، سورية، وغيرها) نرى أن جهود استخدام
قوى ووسائل التأثير المعلوماتي والنفسي انتقلت إلى مرحلة متقدمة جداً وأصبحت تجري
قبل فترة زمنية طويلة قبل البدء بالعمليات العسكرية (شهر أو شهرين، وحتى لعدة
سنوات)، ورافقها ظهور وسائط وأساليب جديدة للتأثير المعلوماتي النفسي اطلق عليها
اسم (الأسلحة المعلوماتية). والأسلحة المعلوماتية، هي آدوات ووسائط، مهمتها تحميل
الجهات المتصارعة خسائر كبيرة أثناء الصراع المعلوماتي عن طريق التأثيرات
المعلوماتية الخطرة. وأهداف تأثير الأسلحة المعلوماتية يمكن ان تكون: - نظم تقنيات
المعلوماتية؛ - ونظم تحليل المعلومات؛ - ونظم تقنيات المعلوماتية، ومن ضمنها
الإنسان؛ - ونظم تحليل المعلومات، ومن ضمنها الإنسان؛ - والموارد المعلوماتية؛ - ونظم
تشكيل الوعي والرأي العام، التي تعتمد على وسائل الإعلام الجماهيرية والدعائية؛ - ونفسية
الإنسان.
وفي الحالات التي تستخدم
فيها الأسلحة المعلوماتية بشكل مباشر أو غير مباشر للتأثير على نفسية الإنسان (أو الجماعات
الإجتماعية)، يجري الحديث عن التأثير المعلوماتي النفسي. وهناك نظم للآراء المتعلقة
بتوفير الأمن المعلوماتي والنفسي القومي، في معظم دول العالم المعاصرة، وكلها أظهرت
أنها قليلة الفعالية عملياً. ومن الضروري وبشكل عاجل اتخاذ إجراءآت، والقيام
بأعمال بحثية علمية، وتنظيم مؤتمرات علمية تطبيقية بهدف إيجاد تقنيات فعالة لتوفير
الأمن المعلوماتي للدولة في ظروف الصراعات المعلوماتية النفسية القائمة على
المستوى العالمي.
هوامش:
1. سكفارتسوف
أ، وكلوتكوف أ.، وتوركو م.: استخدام العوامل الجغرافية
والسياسية من أجل حل مسائل الأمن القومي والحكومي. // موسكو: مجلة الفكر العسكري
2/1995. ص 15-23. (باللغة الروسية)
2. عمليات الحرب النفسية ومكافحتها. – موسكو، 1993.- ص 8-9.
(باللغة الروسية)
3. ماليوتين أ.:
ألعاب النجوم لغيتس: النسخة الروسية//كوميرسانت.-1997.- ؟ 38 - ص 9.
(باللغة الروسية)
4. بانارين ي.:
توفير الأمن المعلوماتي والنفسي في روسيا. – ملخص أطروحة للحصول على الدرجة
العلمية دكتور في العلوم السياسية. موسكو، 1997. – ص 13. (باللغة
الروسية)
5. غافريكوف ف.:
تدمير المعابد –كتدمير نفوسنا//بروفيل. – 1997. - ؟ 35. – ص 11.
(باللغة الروسية)
6. بانارين إ.ن.: قضايا توفير الأمن المعلوماتي في
الظروف المعاصرة. 1997 http://kiev-security.org.ua. (باللغة
الروسية)
للمزيد يمكن الرجوع
إلى:
باللغة العربية:
1.
د. صابر فلحوط، أ.د. محمد البخاري: الأمن الإعلامي العربي وهموم المجتمع
المعلوماتي في عصر العولمة. دمشق: 2008.
2.
أ.د. محمد البخاري: السياسات الحكومية والصحافة والعلاقات العامة في عالمنا المعاصر. // دمشق:
مجلة المعرفة العدد 594 ربيع الثاني 1434 الموافق آذار 2013.
3.
أ.د. محمد البخاري: العلاقات الدولية
والثورة المعلوماتية. // الرياض: صحيفة البلاد، 27/5/2012.
4.
أ.د. محمد البخاري: الوطن العربي وقضايا
الأمن الإعلامي في الظروف المعاصرة. // دمشق: مجلة المعرفة العدد 577 دي القعدة
1432 الموافق تشرين أول 2011.
5.
أ.د. محمد البخاري: الثورة المعلوماتية
فجرت الحواجز القائمة بين الشعوب والدول. // دمشق: مجلة المعرفة العدد 576/أيلول
2011.
6.
أ.د. محمد البخاري: الأمن
المعلوماتي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي. // دمشق: مجلة المعرفة العدد 574/تموز 2011.
7.
أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة
الدولية وإدارة الأزمات. // دمشق: مجلة المعرفة، العدد 570 آذار 2011.
8.
أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة
الدولية واتخاذ قرارات السياسة الخارجية.// الرياض: مجلة العلاقات العامة. العدد
4/سبتمبر 2010.
9.
أ.د. محمد البخاري: الإنترنت وتأثيرها على تطور المجتمعات. // دمشق: مجلة
المعرفة، العدد 561 حزيران 2010.
10.
أ.د. محمد البخاري: وصفة مواجهة التحدي الإعلامي جاهزة.. ولكن من يأخذ بها؟//! الرياض: مجلة الدعوة،
العدد 2203 | 1 شعبان 1430 هـ
11.
أ.د. محمد البخاري: الإعلام وتحديات العولمة في الدول الأقل حظاً. الرياض:
مواد المؤتمر الدولي الأول لتقنيات الاتصال والتغير الاجتماعي، جامعة الملك سعود
15-17/3/2009.
12.
أ.د. محمد البخاري: تقارب وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية. // دمشق:
مجلة المعرفة العدد/554 كانون أول/ ديسمبر 2009.
13.
أ.د. محمد البخاري: دور وكالات الأنباء العالمية في تحديد أطر السياسات
الخارجية. // دمشق: مجلة "المعرفة"، العدد 535/ربيع الأول 1429،
نيسان/أبريل 2008.
14.
أ.د. محمد البخاري: العولمة وقضايا التبادل الإعلامي الدولي. // دمشق: مجلة
"المعرفة"، العدد 521/محرم 1428، شباط/فبراير 2007.
15.
أ.د. محمد البخاري: العلاقات الدولية في ظروف الثورة المعلوماتية. // دمشق:
مجلة "المعرفة"، العدد 519/ ذي القعدة 1427، كانون أول/ديسمبر 2006.
16.
أ.د. محمد البخاري: الإعلام التقليدي في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي.
جدة: مجلة المنهل، العدد 592/2004 أكتوبر ونوفمبر.
17.
أ.د. محمد البخاري، د. دانيار أبيدوف: الخدمات الإعلامية في ظروف العولمة
والمجتمع المعلوماتي. دمشق: مجلة "المعرفة"، العدد 491/2004 آب/أغسطس.
18.
أ.د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الوطني والدولي. // الرياض:
مجلة الدراسات الدبلوماسية، العدد 18، 1424هـ، 2003م.
19.
أ.د. محمد البخاري: المعلوماتية والعلاقات الدولية في عصر العولمة. //
الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 320 صفر 1424 هـ/أبريل 2003.
20.
أ.د. محمد البخاري: العولمة وطريق الدول النامية إلى المجتمع المعلوماتي
(1- 6). // أبو ظبي: الاتحاد، سبتمبر/ أكتوبر 2001.
21.
أ.د. محمد البخاري: الحرب الإعلامية والأمن الإعلامي الوطني. // أبو ظبي:
صحيفة الاتحاد، الثلاثاء 23 يناير 2001. صفحة 33.
22.
أ.د. محمد البخاري: الأمن الإعلامي الوطني في ظل العولمة. // أبو ظبي:
صحيفة الاتحاد، الاثنين 22 يناير 2001. صفحة 34.
23.
أ.د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الدولي. // دمشق: مجلة
"معلومات دولية" العدد 65/ صيف 2000.
باللغة الروسية:
1. بايسالباييف ج. أ.: الأمن
المعلوماتي كجزء لا يتجزأ من الأمن القومي. أستاذ مساعد بأكاديمية لجنة الأمن
القومي بجمهورية قازاقستان. مواد شبكة الإنترنيت.
2.
بارانوف أ.: المتسللون فتحوا جبهة ثانية. // موسكو: صحيفة ماسكوفسكي
كمسوموليتس، 25/5/1999.
3. بانارين إ.: توفير المعلومتية النفسية للأمن
القومي الروسي. // موسكو: 1998.
4. بانارين إ.: توفير الأمن المعلوماتي والنفسي
في روسيا. – ملخص أطروحة للحصول على الدرجة العلمية دكتور في العلوم السياسية.
موسكو، 1997.
5. بانارين إ.ن.: قضايا
توفير الأمن المعلوماتي في الظروف المعاصرة. 1997 http://kiev-security.org.ua.
6. بيل غيتس: تكنولوجيا الكمبيوتر الطريق للقرن
الحادي والعشرين. // HARD’n’SOFT، 1998/العدد:10.
7. تأثر الإنترنيت على الإقتصاد في أوروبا المعاصرة. // Henley
Centre،
1999.
8. حق المعرفة: التاريخ، والنظرية، والتطبيق. العدد 7-8
(43-44) تموز/يوليه، آب/ أغسطس 2000.
9.
سكفارتسوف أ، وكلوتكوف أ.، وتوركو م.: استخدام العوامل الجغرافية والسياسية
من أجل حل مسائل الأمن القومي والحكومي. // موسكو: مجلة الفكر العسكري 2/1995.
10. عمليات الحرب النفسية ومكافحتها. – موسكو، 1993.
11. غافريكوف ف.: تدمير المعابد –كتدمير
نفوسنا//بروفيل. – 1997. - ؟ 35.
12. كوتشيتوف أليكساندر نيكولاييفيتش: المجتمع
المعلوماتي. // الأكاديمية الروسية للأجهزة الحكومية التابعة لرئيس الفيدرالية
الروسية. 1999، الإصدار الـ 5.
13. ماليوتين أ.: ألعاب النجوم لغيتس: النسخة
الروسية//كوميرسانت.-1997.
14.
أ.د. محمد البخاري: أشكال وطرق رصد وسائل
الإعلام والإتصال الجماهيرية. مقرر جامعي لطلاب الماجستير. طشقند: الجامعة
القومية الأوزبكية، 2012.
15.
أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة الدولية. مقرر جامعي لطلاب الماجستير،
جامعة ميرزة ألوغ بيك القومية الأوزبكية. طشقند، 2011.
16.
أ.د. محمد البخاري: مقدمة في الإعلان والعلاقات العامة الدولية. مقرر جامعي
لطلاب الماجستير، جامعة ميرزة ألوغ بيك القومية الأوزبكية. طشقند، 2010.
17.
أ.د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي والعلاقات الدولية. مقرر
جامعي. طشقند: معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006.
18.
أ.د. محمد البخاري: التفاعلات السياسية في وسائل الإعلام الجماهيرية. مقرر
جامعي. طشقند: معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006.
19.
أ.د. محمد البخاري: مبادئ الصحافة الدولية في إطار العلاقات الدولية. مقرر
جامعي. طشقند: معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006.
20.
أ.د. محمد البخاري: قضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات
الدولية المعاصرة. مقرر جامعي. طشقند: معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات
الشرقية، مطبعة بصمة، 2004.
21.
أ.د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي في إطار العلاقات الدولية.
مقرر لطلاب البكالوريوس، معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2002.
22.
أ.د. محمد البخاري: العلاقات العامة والتبادل الإعلامي الدولي. مقرر لطلاب
الدراسات العليا (الماجستير)، معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2001.
23.
أ.د. محمد البخاري: وظيفة التبادل الإعلامي الدولي. // طشقند: ماياك
فاستوكا، العدد 1-2/2001.
24.
مينشينينا ف.: عاصفة معلوماتية في الخليج. // كونفيدينت، 1997 العدد:2.
25.
وارتانوفا يي.ل.: إلى أين يؤدي تقارب وسائل الإتصال والإعلام الجماهيرية.
// موسكو: مركز الدراسات الإعلامية والإتصالات الجماهيرية والثقافية، بكلية
الصحافة، جامعة موسكو الحكومية.
بحث كتبه: أ.د. محمد البخاري،
عربي سوري مقيم في جمهورية أوزبكستان، دكتوراه في العلوم السياسية (DC)
تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور
العولمة، ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)،
تخصص صحافة، بروفيسور متقاعد.
طشقند 15/1/2014