للمهتمين أضع في متناولكم المقابلة التي أجرتها شبكة ضياء للمؤتمرات والدراسات
من أ.د. أحمد حمدي عميد كلية علوم الإعلام والاتصال جامعة الجزائر 3.
أ.د.
أحمد حمدي: دكتوراه الدولة في علوم الإعلام والاتصال
1999. عميد كلية علوم الإعلام والاتصال جامعة الجزائر 3. الموقع http://www.ahmedhamdi.net/
س/ يسعد شبكة ضياء أن تتواصل معكم لتقديم جهودكم
الأكاديمية لعموم السادة الباحثين والمهتمين بالبحث العلمي في العالمين العربي
والإسلامي. في البدء، نحب أن تقدموا نظرة عامة عن كلية علوم الإعلام والاتصال التي
تشرفون على إدارتها ؟
ج / في البداية أودّ أن أشكركم على هذه
الاستضافة الكريمة، وأثمن جهودكم الرامية الى خلق جسر تواصل بين الجامعات
والجامعيين العرب والمسلمين .
اما فيما يتعلق بسؤالكم هذا، فاذكر بأننا في
شهر نوفمبر الماضي احتفلنا بخمسينية الدراسات الاعلامية في الجزائر،
وهذا الاحتفاء إنما أقيم احياء للذكرى الخمسين لتأسيس (المدرسة الوطنية
العليا للصحافة ) الذي جاء تنفيذا للمرسوم الصادر بالجريدة الرسمية الجزائرية يوم
21 ديسمبر 1964، وإنشاء هذه المدرسة العليا للصحافة كان بهدف تكوين صحفيين
باللغتين العربية والفرنسية، قادرين على الارتقاء بالصحافة الجزائرية الى مصاف
الاحترافية، ويستلهم هذا القرار الامال المعقودة على دور الاعلام في المساهمة
الفعالة في عملية البناء والتشييد الوطني، وايضا يشير الى ارتباط الثورة الجزائرية
بالإعلام التي انطلقت قبل ذلك بعشر سنوات، اي ابتداء من اول نوفمبر 1954.
وهذه المؤسسة الفتية كانت هي الاولى من نوعها
في الوطن العربي، وقد أطرها في البداية اساتذة كبار من المشرق العربي وفرنسا، كما
استقبلت من أيامها الاولى عددا معتبرا من الطلبة العرب والأفارقة الذين أصبحوا
اطارات في دولهم، ومؤسسي الدراسات الإعلامية في بلدانهم، كما أنها تعتبر
إشارة الانطلاق للدراسات والتكوين والبحث في مجال علوم الاعلام والاتصال في
الجزائر.
ولا شك أن قصة الدراسات الإعلامية في الجزائر
جديرة بالمراجعة والتأمل، فقد تطورت بصفة تدريجية من أستاذين او ثلاث جزائريين الى
اكثر من 200 أستاذ حاليا ناهيك عن انتشار اساتذة الدراسات الاعلامية في العديد من
الجامعات العربية وكل الجامعات الجزائرية وهي نابعة من صلب هذه المدرسة الام.
كما أن تطور عدد الطلبة من حوالي 19 طالبا سنة
1970 الى اكثر من 6000 طالب الآن وهي أرقام جد معبرة عن التطور والإقبال الذي
تعرفه الدراسات الاعلامية التي انتقلت من مدرسة الى قسم ثم الى معهد ثم الى الكلية
الحالية.
يمكن أن نشير ايضا الى أن التطور والأهمية
التي يكتسيها الإعلام والاتصال في عالم اليوم قد انعكست على الدراسات الاعلامية
فتطور تكنولوجيات وسائل الإعلام والرقمنة وظهور الصحافة الالكترونية كلها تحديات
جديدة صارت تفرض نفسها على الدراسات الاعلامية والاتصالية.
س / ما هي أبرز المشاريع العلمية التي
تشتغل عليها مختبراتكم البحثية؟
ج / الى جانب المهام البيداغوجية حيث توفر
التعليم من الليسانس الى الدكتوراه علما أنها الآن تسير وفق نظام LMD (ليسانس،
ماستر، دكتوراه ) فإنها تقوم بالعديد من الأعمال العلمية والبحثية، من ضمنها ثلاثة
مؤتمرات علمية دولية تتعلق بالمرأة والإعلام وحرية التعبير وجمهور وسائل الاعلام
والظواهر الاتصالية والإعلامية الجديدة. كما تضم الكلية ثماني
فرق بحث تقدم أعمالها سنويا في ملتقيات وندوات علمية، وكذلك تضم الكلية
ثلاثة مخابر بحث تقدم حصائلها العلمية وأعمالها في ندوات وطنية ودولية. إضافة الى
النشاطات العلمية الطلابية التى يتم تشجيعها وحثها على روح المبادرة في هذا
المجال، وتصدر عن الكلية مجلة نصف سنوية هي (المجلة الجزائرية للاتصال) كما تصدر
عنها مطبوعات علمية تحتوي نتائج وأشغال الندوات والورشات العلمية التي تسهر على
تنظيمها الكلية.
س / من المعلوم أن مجال الإعلام والاتصال
تتنازعه مجموعة من المؤسسات منها الجامعات والمعاهد ووكالات الأنباء والفضائيات
والوزارات وغيرها. هل وضعتم استراتيجية للتنسيق والتعاون مع هذه المكونات بما يحقق
الأهداف والمقاصد العليا للوطن والأمة؟
ج / نحن ننظر الى الموضوع من زاويتين، زاوية
علمية أكاديمية، وزاوية مهنية احترافية، ونرى أن الأولى سابقة عن الثانية، لكنها
ملتصقة بها، ولهذا نأمل في السنوات المقبلة، وفقا لنظام LMD أن
نكثف الأعمال التطبيقية والتربصات خاصة وأن التجارب البيداغوجية الجديدة تؤكد على
أن التدريس في مجال الإعلام والاتصال اثناء العمل يكون اكثر مردودية، ولكم مثال
جامعة ميسوري الأمريكية عميدة الجامعات في هذا المجال، واعتقد أن مهمة الجامعة في
هذا المجال هي التكوين والإنتاج العلمي أما الوكالات والوزارات والفضائيات
والجرائد ،،الخ، فمجالها تطبيقي بل ويوفر النظام الجديد – بالنظر الى مرونته
– أن يُكوّن كوادر لهذه المؤسسات وفق الطلب .
فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد
حمدي، نشكركم ونرجو لكم ولمؤسستكم
التوفيق في جميع ما أنتم مقبلون عليه من مشاريع أكاديمية نافعة للجزائر والأمة
العربية والإسلامية.
تطور يستحق كل التقدير، شكراً للمتحدث الأستاذ الدكتور أحمد حمدي وللناشر