البنية
الإلكترونية في الدول المتقدمة اقتصادياً
البنية
الإلكترونية في الدول المتقدمة اقتصادياً
كتبها في طشقند: ا.د. محمد البخاري.
أشار
ماكلوهين إلى أن وسائل الاتصال والأعلام
الإلكترونية
ساعدت على تقليص الزمان والمكان على الكرة الأرضية ووصفها بـالقرية العالمية Global Villageوهي الأرضية التي ولد عليها
مصطلح (العولمة) ورافقه الاتجاه الجديد للاتصال وتدفق المعلومات عالمياً، باتجاه
نحو اللامركزية في الاتصال، وتقديم رسائل متعددة تلاؤم الأفراد والجماعات الصغيرة المتخصصة،
واتخذت هذه اللامركزية مظهرين:
الأول:
ويتحكم فيه المرسل.
والثاني:
ويتحكم فيه المستقبل.
عن
طريق ربط الحاسبات الإلكترونية لتوفر خدمات
متنوعة من الاتصال وتبادل المعلومات بدأ
من انتشار
الصحافة المطبوعة ونقل النصوص المكتوبة، والبرامج التلفزيونية والأفلام
السينمائية، التي أصبح نقلها ممكناً عبر مسافات شاسعة وبسرعة فائقة.
ورأى
الباحث الفن توفلر: أن البنية الإلكترونية
الأساسية في الدول المتقدمة اقتصادياً تتميز بسمات تمثل
مفاتيح
المستقبل وهي:
-
التفاعلية؛
-
وقابلية التحرك؛
-
وقابلية التحويل؛
-
وقابلية الربط؛
-
وقابلية الانتشار؛
-
والعولمة.
ليفرض
الاتصال معها خلال القرن الحادي والعشرين:
-
تكريس اللامركزية في الإرسال والاستقبال؛
-
وتكريس الهيمنة والاندماج من خلال اتجاه
وسائل الاتصال
والإعلام الجماهيرية إلى التركيز في كيانات ضخمة وملكية مشتركة ومتعددة الجنسية؛
-
وحدوث توافق بين التقنيات القديمة والتقنيات الحديثة.
ومع
تحول مؤسسات الاتصال والإعلام الجماهيرية في القرن الحادي والعشرين إلى شبكات ضخمة
تتصارع المصالح داخلها، أصبح من الصعب دراسة ما يحدث داخل المؤسسات الإعلامية ودور
القائمين بالاتصال فيها، وتحليل الاتصال كوظيفة اجتماعية، ودراسة دور ومركز
العاملين في الصحيفة، أي الصحفيين والتقنيين، والظروف والعوامل التي تؤثر على
اختيار مضامين الصحف، لأن الأخبار يصنعها
الصحفيون، وهنا برزت أهمية دراسة الالتزامات المهنية، والأخلاقية، وطبيعة السيطرة
المؤسساتية على عمل الصحفيين.
وكانت
أول دراسة كلاسيكية من هذا النوع الدراسة التي قام بها روستن في الولايات
المتحدة الأمريكية عام 1937 وتناول فيها بالدراسة مراسلي الواشنطن بوست، وفي عام
1941 نشرت مجلة الصحافة الربع سنوية الصادرة في ولاية أيوا بالولايات المتحدة
الأمريكية دراسة مهمة عن العاملين في صحيفة ملواكي، وبعد فترة طويلة ظهرت أبحاث
أخرى تناولت القائمين بالاتصال والمؤسسات التي يعملون فيها.
ونشر
ديفيد مانج وايت دراسته عن حارس البوابة، وجمع الأخبار، وكانت دفعة قوية
للأبحاث الجارية في هذا المجال.
وبعدها
طورت الأبحاث التي قام بها عالم النفس
النمساوي
الأصل الأمريكي الجنسية كرت لوين نظرية حارس
البوابة
الإعلامية. وذكر لوين: أنه على طول الرحلة التي تقطعها المادة الإعلامية
حتى تصل إلى الجمهور تمر عبر نقاط أو (بوابات)
يتم خلالها اتخاذ قرارات حول ما يدخل وما يخرج من تلك البوابات، وكلما طالت
المراحل التي تقطعها الأخبار حتى تظهر في وسيلة الاتصال والإعلام الجماهيرية،
تزداد المواقع التي يصبح فيها متاحاً
لسلطة فرد أو عدة أفراد تقرير ما إذا كانت الرسالة ستنتقل
بنفس الشكل أو
بعد إدخال بعض التغييرات عليها، ليصبح نفوذ من يديرون هذه
البوابات
والقواعد التي تطبق عليها، والشخصيات التي تملك بحكم عملها سلطة التقرير كبيراً في
تقرير انتقال المعلومات.
ومع
ذلك بقيت دراسات (حارس البوابة) تجريبية في الواقع
وتناولت
دراسات منتظمة لسلوك الأفراد الذين يسيطرون في نقاط مختلفة، على مصير النصوص
الإخبارية.
وأوضحت الدراسات أن حراس البوابات الإعلامية هم صحفيون يقومون بتجميع ونقل الأنباء
للتأثير على اهتمامات وإدراك الجمهور الإعلامي.
وخلال
خمسينات القرن العشرين أجريت سلسلة من الدراسات ركزت على الجوانب الأساسية لعمل
حارس البوابة دون الإشارة للمصطلح قدمت تحليلاً وظيفياً لأساليب السيطرة والتحكم
والتنظيم وأداء الوظيفة الاجتماعية في غرف إعداد
الأخبار، وحللت الإدراك المتناقض لدور ومركز ووضع العاملين
بالصحيفة
ومصادر حصولهم على الأخبار، والعوامل التي تؤثر على اختيار المحررين للأخبار
وطريقة عرضها.
وقام بتلك الدراسات مجموعة من الباحثين الأمريكيين أمثال: وارن
بريد جاد، وروى كارتر، وستارك، وجيبر، وروبرت
جاد، ووايت،
وكن مكرورى، وغيرهم.
-
وفي عام 1951 نشر الباحث الأمريكي شارلي ميتشل دراسته عن غرف إعداد الأخبار
والعاملين فيها.
-
ونشر الباحث الأمريكي سابين دراسة عن كتّاب
الافتتاحات في
ولاية أوريجون.
-
ونشر الباحث لورنس دراسة عن المحررين في كنساس.
ولخص
الباحث الأمريكي ولتر جيبر في مقالته
"الأخبار هي ما يجعلها الصحفيون أخباراً" نتائج
الأبحاث
الأساسية التي أُجريت على حراس البوابة، وأجرى في عام 1956 دراسة عن محرري الأنباء
الخارجية في 16 جريدة يومية بولاية وسكونسن، تستقبل أنباءها من وكالة أنباء أسوشيتدبرس
فقط.
وأظهرت
الدراسات التي قام بها جيبر أنه إذا كان المحرر يختار عينة مما يصله
من أنباء يمكننا أن نقول أنه قد وفق في أداء عمله، وأضاف: أنه يمكن عن طريق ملاحظة
الأسلوب الذي يختار المحرر بمقتضاه الأنباء لفترة لا تزيد عن عدة أيام، يمكننا أن نتنبأ
بما قد يختاره في يوم آخر. وكان الأمر المشترك بين جميع محرري الأنباء، الذين درسهم
جيبر، الضغوط التي يفرضها الواقع البيروقراطي، وأن العمل في غرفة إعداد
الأخبار يعتبر من أقوى العوامل تأثيراً، فمحرر
الأنباء الخارجية يعمل دائماً من خلال حساباته الخاصة للضغوط
الميكانيكية
المترتبة في عملة، أكثر من اهتمامه بالمعاني الاجتماعية لتأثير الأخبار، وباختصار
كانت ظروف إخراج الصحيفة والروتين
البيروقراطي والعلاقات الشخصية داخل غرف إعداد الأخبار
تؤثر على عمل
المحرر.
تتبع