الاتصال
وعملية التعليم
الاتصال
وعملية التعليم
كتبها: أ.د. محمد البخاري.
تعتمد
عملية التعلم على استجابة الإنسان للمنبه من خلال إدراكه وحواسه.
وتتضمن
عملية التعلم:
وجود
المنبه، الذي يستطيع الفرد إدراكه بحواسه، وأن يدرك الفرد هذا المنبه، وأن يفسر
الفرد المنبه الذي أدركه. ليكون استجابة معينة للمنبه.
ومن
ملاحظة الاستجابة نرى أن الفرد يحافظ على الاستجابة التجريبية إذا أدرك أن نتائجها
مفيدة له، ويترك الاستجابة التجريبية إذا أدرك أنها غير مفيدة.
ومن
ذلك نستنتج أن مكونات عملية التعلم هي:
-
تقديم منبه،
-
وإدراك هذا المنبه،
-
وتفسير هذا المنبه،
-
والإقدام على استجابة تجريبية،
-
وتقييم نتائج الاستجابة التجريبية،
-
والقيام باستجابات أخرى،
-
وتطوير العلاقة الثابتة بين المنبه والاستجابة. أي تطوير ما تعود عليه الفرد.
وقوة
العادة لدى الإنسان تنشأ عادة عن:
1- التكرار:
فعندما
نتعلم مهارات جديدة، تؤدي الممارسة وتكرار الحدوث للوصول إلى الكمال.
2- العزل:
يتعرض
الإنسان لوسائل إعلام جماهيرية مختلفة، ولكن إن استطاع مصدر الإتصال أن يعزل
المتلقي، أو يقلل من الرسائل المتوافرة له، أصبح في إمكانه زيادة فرص تعرض ذلك
المتلقي لرسالة المصدر هذه فقط، وليس للرسائل الأخرى المنافسة.
واعتمدت
بعض الدول كالإتحاد السوفييتي السابق ودول المنظومة الاشتراكية على السيطرة التامة
على وسائل الإعلام الجماهيرية، ولم تسمح بنقل رسائل إعلامية تنافس الرسائل
الإعلامية للحكومة، وفرضت على الجمهور الإعلامي وجهة نظر واحدة فقط.
ويرى
البعض في تركيز ملكية وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية في الولايات المتحدة
الأمريكية وبعض الدول الأوروبية، في أيدي قلة من المالكين أمراً يدعو للقلق. فقد
ازداد عدد المدن الأمريكية التي لا يوجد فيها صحفاً منافسة، ويعزو البعض ذلك إلى
أسباب اقتصادية بحتة، وليس لأسباب سياسية.
3- مستوى
الفائدة:
فكلما
زاد مستوى الفائدة من المنبه الجديد، كلما زاد مستوى الاستجابة له من قبل المتلقي.
4- تأخير
الفائدة:
ويؤثر
على قوة الاستجابة، لأن الفائدة المباشرة تزيد من احتمال استبقاء تلك الاستجابة
أكثر. ومنه يمكن أن نخرج بحقيقتين هامتين، هما:
أن
المادة الإعلامية التي توفر الفائدة المباشرة والسريعة، يحتمل أن يستجيب لها كل
شخص،
بينما
المواد التي توفر فائدة آجلة، فقد يقرؤها من كان له حظاً أوفر من التعليم فقط.
5- الجهد
المطلوب للاستجابة:
فإذا
تساوت الظروف، يلجأ الفرد إلى استجابات تحتاج إلى مجهود بسيط، ويعرض عن الاستجابات
التي تحتاج لمجهود كبير. ولهذا يجب التقليل من المجهود المطلوب من المتلقي لتحقيق
الاستجابة المطلوبة.
وعندما
نقوم بإعداد الرسائل الإعلامية، أو عندما نتلقى رسائل إعلامية، أو نحلل عملية
الاتصال علينا أن نأخذ بعين الاعتبار:
1-
الاستمرار في تقديم الرسالة الإعلامية، مع أو دون تحقيق فائدة للمتلقي.
2-
وجود أو عدم وجود منافسة بين المنبه أو الاستجابة، ومنبه واستجابة أخرى.
3-
قدر الفائدة التي يشعر المتلقي أنه حصل عليها نتيجة للاستجابة.
4-
الفترة الزمنية بين القيام بالاستجابة والفائدة التي حصل عليها المتلقي.
5-
المجهود المطلوب من المتلقي للقيام بالاستجابة المطلوبة.
والتعلم
والفائدة مرتبطتان ولهما دوراً أساسياً في تقوية العادات السلوكية لدي المتلقي،
وجعل عملية الاتصال أكثر فاعلية. وللفائدة دوراً أساسياً في تقوية العادة وتحقيق
أهداف عملية الاتصال.
فنحن
كمصدر للاتصال أو متلقين للاتصال، نريد إشباع حاجاتنا، وتحقيق أهدافنا. والهدف
الرئيسي هو التأثير، فنحن نحاول التأثير على أنفسنا وعلى الآخرين وعلى الظروف
المادية المحيطة بنا.
فالإنسان
يسعى دائماً إلى التقليل من إحساسه بالتوتر، ويسعى للحصول على الحقائق التي تساعده
على زيادة يقينه بما يحدث فعلاً.
وهذه
العلاقة بين الحقيقة، والتوتر، تكمن في نظرية هوميوستيز في التعلم، والتي تدخل في
نظرية أسجود وتانينباوم عن مبدأ الاتفاق في الاتصال، ونظرية فستنجر عن تنافر وتآلف
المعرفة في السلوك البشري. وكلها متصلة بمفهوم الفائدة.
وفي
أي ظرف اتصالي، علينا أن نختار موضوعات على ضوء النتيجة التي نتوقع أن يحصل عليها
المتلقي، وكقائمين بالاتصال علينا أن نتذكر أن الاستجابة التي نريدها من المتلقي
تكمن في الفائدة التي يحصل عليها، وإلا فإنه لن يكررها ولن يتعلمها. وأن الاتصال
الفعال يجب أن يؤكد الجوانب الإيجابية ويقلل من الجوانب السلبية، ولو أن التعلم
يتطلب خلق توتر، وتقليل اليقين الفردي، ولكن هذا التوتر يجب أن يكون خلاقاً ليصبح
ذو فائدة.
المقالة التالية التأثيرات الداخلية والخارجية لعملية
الاتصال