مخزون المخطوطات الشرقية القديمة في أوزبكستان
تعتبر مجموعة
المخطوطات المحفوظة في معهد أبو ريحان البيروني للدراسات الشرقية التابع
لأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان من حيث القيمة العلمية من أغنى واشهر خزائن
المخطوطات الشرقية في العالم.
ويعود تاريخ أقدم
المؤلفات المحفوظة في مخزون المخطوطات بالمعهد لأكثر من ألف عام. بينما يشير تاريخ
أحدث المؤلفات إلى بداية القرن العشرين.
وكتبت مجموعة المخطوطات
المخزونة في المعهد باللغات: الأوزبكية، والعربية، والفارسية، والطاجيكية،
والأوردو، والبشتو، والأذربيجانية، والتركية، والتترية، والتركمانية، والويغورية،
وغيرها من لغات شعوب الشرق.
وتناولت هذه المؤلفات
مختلف المسائل: التاريخية، وتاريخ الأدب، والفلسفة، والحقوق، وعلم الفلك،
والفيزياء، والكيمياء، والطب، واللغة، والصيدلة، والجغرافيا، والموسيقى،
والرياضيات، والمعادن، والزراعة، والفنون التشكيلية، وغيرها من المسائل.
وتتمتع هذه المخطوطات
بأهمية كبيرة لدراسة تطور وتاريخ ثقافة شعوب وسط آسيا، والهند، وباكستان،
وأفغانستان، والدول العربية، وإيران، وتركيا، وغيرها من الدول الشرقية، وكذلك دراسة
الصلات السياسية، والاقتصادية، والدبلوماسية، والثقافية بين تلك الدول.
وتوفر مثل هذا
المخزون الغني من المخطوطات ساعد على القيام بالأعمال الضرورية لدراستها المعمقة،
من أجل أن يصبح التراث الثقافي في متناول المجتمع العلمي. وكل قوائم المؤلفات
المخطوطة المحفوظة في القسم الشرقي بمكتبة علي شير نوائي الحكومية العامة،
سلمت لمعهد الدراسات الشرقية بعد تأسيسه.
وللتوسع الدائم بنشاطات
المعهد برزت الحاجة لإحداث أقسام: التعامل العلمي الأولي، والتنظيم، والوصف العلمي
والكاتالوكات، ودراسة ونشر الآثار المكتوبة والوثائق، وكذلك قسم دراسة الحياة
السياسية، والاقتصادية، والثقافية، للدول الأجنبية المجاورة، وعلاقاتها مع وسط
آسيا.
ويضم مخزون المخطوطات
في المعهد مؤلفات أدبية لأبرز كلاسيكيي الأدب الشرقي، أمثال: يوسف خوص حاجب
بالاساغوني، ورابغوزي، وروداكي، وفردوسي، ونظامي
غانجوي، وسعدي، وأمير خوسروف دهلوي، وعبد الرحمن جامعي،
وعلي شير نوائي، وفريد الدين عطار، وجلال الدين رومي، وحافظ،
وعمر خيام، وفيظيلي، وميرزه عبد القادر بيديلي، وأبو علي
بن سينا، والعلامة زمخشري، ومحمود قشغاري، وميرزه ألوغ بيك،
وقاضي زاده رومي، وعلي كوشتشي، وكتب الدين شيرازي، والكثيرين
غيرهم في مختلف قطاعات العلوم الطبيعية.
ويحوي مخزون مخطوطات
المعهد الكثير من مخطوطات: تاريخ الإسلام، والعلوم الإسلامية، والتصوف، كتبت
باللغات: العربية، والفارسية، والأوزبكية القديمة، تعود كلها للقرون الممتدة ما
بين القرن التاسع والقرن التاسع عشر.
ومن أقدم نسخ القرآن
الكريم المحفوظة بين المخطوطات، المخطوطة التي تعود للقرن التاسع وكتبت بالخط
الكوفي. كما وتحتفظ مخطوطات المعهد كذلك بقائمة رائعة للقرآن الكريم نسخها خطاطون في
مختلف القرون بخط النسخ الرائع. ومخزون المخطوطات الشرقية في الوقت الراهن يتألف
من 25621 مجلد. الكثير منها مجموعات جلدت في كل منها عدة مؤلفات. ولهذا يزيد عددها
كمؤلفات منفردة بعدة مرات. ويتألف مخزون الكتب المطبوعة على الحجر والمطبوعة من
39300 مجلد. يحتوي كل منها كذلك على عدة مؤلفات جمعت في تجليد واحد، ولهذا عدد
مؤلفاتها يزيد إلى حد كبير، إذا نظرنا إليها كمؤلفات منفردة.
ويضم مخزون المعهد أرشيف
وثائق تضم من حيث التاريخ مرحلة ألف سنة. وأقدم الوثائق تعود للقرن الـ 10، وأحدث الوثائق
تعود لبداية القرن الـ 20. وعدد كبير من الوثائق المحفوظة كتبت في عهد خانيات:
بخارى، وخيوة، وقوقند. وتجري حالياً أعمال خاصة لدراسة وبحث الوثائق المشار إليها.
وبفضل جهود العاملين
العلميين في المعهد تم إصدار 11 مجلد لكاتالوك "مجموعات المخطوطات الشرقية في
أكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان". ضمت وصوفاً علمية قصيرة عن 7574 مؤلف
مخطوط كتبت بمختلف اللغات الشرقية. ولم تزل هذه الأعمال مستمرة حتى الآن. كما أعد
العاملون العلميون للنشر كاتالوكات خصصت لوصف مؤلفات مخطوطة من مجموعة معهد
الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان لبعض أبرز ممثلي
العلوم والثقافة، أمثال: أبو نصر الفارابي، وأبو علي بن سينا، وأمير
خوسروف دهلوي، وعبد الرحمن جامعي، وعلي شير نوائي. كما نشر
كاتالوك مزود بالصور عن "المنمنمات الشرقية في مجموعة معهد الدراسات الشرقية
في أكاديمة العلوم بجمهورية أوزبكستان"، تم إعداده بالتعاون مع معهد حمزة
للفنون.
وبمناسبة الذكرى
الألفية لإبن سينا تم الإصدار الثاني لـ"القانون في الطب".
وخلال سنوات الإستقلال صدرت الطبعة الثالثة للكتاب. لأن المعهد يعمل على دراسة وترويج
التراث العلمي للعالم العظيم، واستحق المعهد جائزة ابن سينا الدولية
الأولى.
وأصدر العاملون
العلميون في المعهد مع الترجمة والأصل جملة من المصادر في مختلف مسائل التاريخ،
وتاريخ الثقافية والعلوم. كما وأصدر العاملون في المعهد المؤلفات التالية:
"كتاب سر
الأسرار" لأبو بكر الرازي؛
"بابور نامه"
لظهير الدين محمد بابور؛
"همايون نامة"
لغولبادان بيغيم؛
"عبد الرزوق
سمرقندينيننغ هنديستون سفارنوماسي" ("مذكرات عبد الرزاق سمرقندي عن
رحلته إلى الهند")؛
"خيوه دولت
حوجاتلاري" ("وثائق دولة خيوه")؛
"تاريخي
سلاطين مينغيتينا" ("تاريخ الحكام المانغيتين") لميرزه عبد
العظيم سامي؛
"بخارو
تاريخي" ("تاريخ بخارى") لنارشاهي؛
"عبد الله
نامه" لحافظ تانيش بخاري؛
"تاريخي مقيم
خاني" ("تاريخ خانية مقيم ") لمحمد يوسف مونيش؛
"عبد الله
نامه" لمير محمد أمين بخاري؛
"تاريخي
مسعودي" ("تاريخ مسعود") لأبو الفضل البيهقي؛
"مطلع
السعدين ومجمع البحرين" لعبد الرزاق سمرقندي (المجلد 11)؛
"مهمان نامه
بخارى" ("كتاب ضيوف بخارى") لفضل الله روزبي خان؛
"الجزء الجغرافي
لـ"بحر الأسرار" لمحمود بن والي؛
"مجمع
الأرقام" لميرزه بديع ديوان؛
"الأدوية
القلبية"؛
"أورجوزة"
و"سلامان وإبسال" لإبن سينا؛
"الاطروحه في علم الفلك" لعلي
كوشتشي؛
"يتيمة الدهر"
لأبو منصور الثعالبي؛ وغيرها.
ومع إزدياد الإهتمام
بدراسة التراث المكتوب، أعد المعهد للإصدار جملة من الكاتالوكات لبعض الإتجاهات من
مجموعة المخطوطات الشرقية في العلوم: التاريخية، والعلوم الطبيعية والدقيقة، وفي
الطب، والتصوف، وكتالوكات للمنمنمات، والوثائق، وغيرها. وصلات العلماء الأجانب من:
ألمانيا، وإيران، واليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من الدول تزداد باستمرار
لدراسة ونشر مخطوطات المعهد.
وتشمل المخطوطات
المحفوظة في مخزون المخطوطات مرحلة تضم أكثر من ألف سنة من تطور ثقافة شعوب الشرق،
تمتد من القرن التاسع وحتى بداية القرن العشرين. وفي الوقت الراهن أضيف مخزون
مخطوطات المعهد إلى قائمة اليونسكو كأغنى مخزون للمخطوطات في العالم.
بحث أعده أ.د.
محمد البخاري إعتماداً على المواد المنشورة في الموقع الإلكتروني: www.mg.uz