السبت، 1 أغسطس 2015

المستشرق والمستعرب الروسي والسوفييتي أليكساندر إدواردوفيتش شميدت


ولد المستشرق والمستعرب الروسي والسوفييتي أليكساندر إدواردوفيتش شميدت في استراخان بتاريخ 12 (24)/3/1871، لأسرة طبيب عسكري إنحدر من أسرة إرستقراطية المانية تحولت إلى أسرة روسية. وتوفي بتاريخ 9/8/1939 بمدينة طشقند.


وأنهى تعليمه في الغيمنازي الكلاسيكية رقم: 1بمدينة تبليسي، عام 1889  حاصلاً على الميدالية الذهبية. وتابع تعليمه في كلية اللغات الشرقية بجامعة سانت ببيتربورغ، التي تخرج منها عام 1894 حاصلاً على الدبلوم من الدرجة الأولى بقسم اللغات العربية والفارسية والتركية في الكلية.
وتمتع شميدت بمواهب براقة ساعدته على دراسة اللغات، وألم بالعديد من اللغات الأوروبية والشرقية والقديمة منها: الفرنسية، والإنكليزية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، والهولندية، واللاتينية، واليونانية، والعبرية القديمة، والعبرية الحديثة، والعربية، والفارسية، والتركية، والأوزبكية، وظهرت ميوله نحو أعمال البحث العلمي منذ أيام دراسته الجامعية.
وتتلمذ أليكساندر إدواردوفيتش شميدت لدى أبرز المستشرقين الروس من بينهم فيكتور رومانوفيتش روزين، الذي كان يعتبر هاماً جداً في مجال الدراسات التاريخية والعربية، وعالم دراسات الآثار الإسلامية المخطوطة، وكان له تأثير هام على شميدت وعلى تشكيل إهتماماته العلمية.
وبعد تخرج أليكساندر إدواردوفيتش شميدت من الجامعة تم إبقاءه فيها كما كتب آنذاك "من أجل التحضير للتسمية المهنية".
وفي عام 1896 وبعد أداءه لامتحانات الماجستير توجه برحلة لمدة سنتين إلى الخارج، حيث اتبع دورات تدريبية لدى المستشرقين الأوروبيين الكبار في ذلك الوقت: المستشرق الهنغاري ي. غولدتسيير، والمستشرق النمساوي الهنغاري ي. كاراباتشيك، والمستشرق الهولندي م.يا. غويه.
وفي عام 1897 نشر شميدت أول مقالة علمية جادة في الدراسات العربية. وفي عام 1898 بدأ أليكساندر إدواردوفيتش شميدت بالتعليم في الكلية الشرقية بجامعة سانت بيتربورغ، وشغل منصب أستاذ مساعد مبتدئ. وألقى بالجامعة محاضرات في اللغة العربية والدراسات الإسلامية. وفي عام 1899 نشر نقد لكتاب المستشرق والكاتب أ.يي. كريمسكي "الإسلام ومستقبله".
ونجح أليكساندر إدواردوفيتش شميدت بالملاءمة بين الجامعة وعمله كمفتش في ليتسيه أليكساندر، وبعدها عمل سكرتيراً في هيئة تحرير صحيفة "فيدوموست سانت بيتربورغ". ومن عام 1907 وحتى عام 1920 عمل كبير مساعدين لأمين المكتبة، وأميناً للمكتبة، ومساعداً للمدير في المكتبة العامة الروسية في سانت بيتربورغ.
وفي عام 1912 بدأ يتعاون بنجاح مع مجلة "مير إسلاما" (العالم الإسلامي)، التي أسستها جمعية الإستشراق في الإمبرطورية عام 1912، وبمساعدة ف.ف. بارتولد، الذي كان أول رئيس لتحرير هذه المجلة، نشر أليكساندر إدواردوفيتش شميدت في عدة أعداد من هذه المجلة دراسته عن تاريخ الدين الإسلامي، وراجع مواداً عن وسط آسيا أيضاً، ونشر في المجلة الفرنسية "أوبزرينيه مسلمانسكفا ميرا" (دراسات العالم الإسلامي).
وفي عام 1914 دافع شميدت بنجاح عن أطروحة الماجستير التي كانت بعنوان "عبد الوهاب الشعراني و"كتابه اللؤلؤ المنثور". وفي نفس الوقت ألقى محاضرات علمية وإخبارية في القسم الشرقي بجمعية التنقيب عن الآثار الروسية (سانت بيتربورغ) ومعهد لازاريفسكي (موسكو).
ومن 1/9/1917 وأثناء عمله بمعهد لازاريفسكي شغل شميدت منصب بروفيسور استثنائي بجامعة بيتروغراد.
وفي يوليه/تموز عام 1918 وخلال مؤتمر مدرسي المدرسة العليا بموسكو أنتخب أليكساندر إدواردوفيتش شميدت بروفيسور وعميداً لكلية التاريخ واللغات، وفي نفس الوقت مارس التدريس في الكلية الشرقية بجامعة بيتروغراد. ومن 1/10/1918 بدأ العمل في كلية الشعوب البدائية واللغات بمعهد لازاريفسكي للغات الشرقية بموسكو، حيث القى محاضرات في مادة الحقوق الإسلامية، ومادة الدراسات الإسلامية. ومن عام 1920 أصبح عضواً في جماعة المستشرقين بالمتحف الآسيوي بأكاديمية العلوم.
ومن نهاية عام 1917 شارك أليكساندر إدواردوفيتش شميدت مع غيره من أوساط المجتمع العلمي والتعليمي وبنشاط في أعمال اللجنة التنظيمية والتحضيرية لإنشاء جامعة تركستان الحكومية في طشقند. وبتاريخ 31/8/1919 انتخب أليكساندر إدواردوفيتش شميدت نائباً لرئيس هذه الجامعة، وخلال مشاركته في أعمال اللجنة التنظيمية والتحضيرية لإنشاء جامعة تركستان الحكومية أرسل بتاريخ 17/1/1920 بمهمة إلى طشقند، وانتقل إليها في فبراير/شباط عام 1920، وترأس فيها أول مجموعة من الأساتذة الموفدين إلى طشقند "لتجهيز التربة للنشاطات النهائية للجماعتين التنظيميتين الموسكوفية والطشقندية".
وبالإضافة لاختيار المدرسين للجامعة اشتغل أيضاً باستكمال مجموعات الكتب في مكتبة الجامعة. وترأس أليكساندر إدواردوفيتش شميدت الذي جاء من موسكو بتاريخ 19/2/1920، جماعة المدرسين في الجامعة الذين وصلوا إلى طشقند على القطار الصحي رقم: 159 بتاريخ 10/4/1920.
ومن نهاية عام 1920 وحتى أواسط عام 1921 شغل عميد وبروفيسور كلية التاريخ واللغات بجامعة تركستان.
وفي أبريل/نيسان عام 1920 انتخب أليكساندر إدواردوفيتش شميدت بروفيسوراً في معهد الإستشراق، الذي تم تأسيسه بطشقند في آن معاً مع الجامعة، وأصبح رئيسه اعتباراً من ديسمبر/كانون أول عام 1920. وبقي في هذا المنصب حتى أواسط عام 1921. كما ألقى محاضرات عن الدراسات الإسلامية، والحقوق الإسلامية، والعقيدة الإسلامية، والتاريخ، والأدب العربي، واللغة العربية، في هذا المعهد.
وتحت رئاسته عملت في جامعة تركستان جمعية العلوم التاريخية والأدبية، والإجتماعية والاقتصادية، خلال الأعوام 1920-1922. وأصبح عضواً في مجلس لجنة تركستان لشؤون المتاحف، وحماية الآثار التاريخية في البلاد، والفنون، والطبيعة (توركومستاريس).
 وفي سبتمير/أيلول عام 1920 قام برحلة ضمن جماعة من المستشرقين إلى بخارى لمشاهدة الآثار التاريخية في البلاد واتخاذ إجراءآت من أجل حمايتها (في نفس الشهر الذي سقطت فيه مدينة بخارى بأيدي القوات السوفييتية الروسية "المعد"). وشارك في عام 1922 بالبعثة العلمية إلى مدينة تركستان لدراسة ضريح أحمد يسوي. وفي عام 1922 عمل مساعداً لرئيس تحرير المجلة الطشقندية "ناووكا وبروسفيشينيه" (العلوم والتنوير) أيضاً. ومن أغسطس/آب عام 1922 وحتى فبراير/شباط عام 1923 شغل منصب نائب رئيس المجلس العلمي الحكومي التابع للجنة الشعبية للتعليم في جمهورية تركستان السوفييتية الإشتراكية ذاتية الحكم. وخلال الأعوام 1920-1921 كان عضواً في اللجنة العلمية لدراسة حياة السكان الأصليين في تركستان. وفي أواسط عشرينات القرن العشرين شارك بنشاط في أبحاث بعثات الدراسات في قرغيزيا وتركمانيا. وبتكليف من القيادة التركستانية شارك شميدت بنقل قرآن عثمان من أوفة إلى طشقند في يونيه/حزيران عام 1923.
وفي سبتمبر/أيلول عام 1924 تحول معهد الإستشراق إلى الكلية الشرقية في جامعة طشقند. ونتيجة لإجراءت الفصل القومي المتبعة في وسط آسيا حصلت جامعة طشقند على اسم، جامعة وسط آسيا الحكومية في يوليه/تموز عام 1923، وشغل شميدت فيها منصب عميد الكلية الشرقية في جامعة وسط آسيا الحكومية. واستمر في منصبه هذا حتى عام 1926 حين عين نائباً لرئيس جامعة وسط آسيا الحكومية للشؤون التعليمية.
وترك شميدت منصب نائب رئيس جامعة وسط آسيا الحكومية في سبتمبر/أيلول عام 1928. وباقتراح من المسؤولين في الجامعة عينت اللجنة الشعبية الإتحادية للمالية في أغسطس/آب عام 1929 له راتباً تقاعدياً خاصاً "كرمز واعتراف بخدماته الكبيرة في مجال تأسيس مؤسسات التعليم العالي". واستمر أليكساندر إدواردوفيتش شميدت بالتعليم في الجامعة.
وفي عام 1930 وبقرار من اللجنة السياسة والأمن في المنطقة أبعد من مدينة طشقند إلى مدينة ألماآتا ضمن 11 شخصاً من أساتذة ومدرسي الكلية الشرقية بجامعة وسط آسيا الحكومية. وفي عام 1930 تم إغلاق الكلية الشرقية بجامعة وسط آسيا الحكومية وفي مارس/آذار عام 1931 تم وقف تعليم اللغة العربية في الجامعة.
وفي أبريل/نيسان عام 1933 وبقرار الحكومة الأوزبكستانية عن "توحيد مخازن المخطوطات في الجمهورية" اعلنت المكتبة الحكومة العامة في طشقند المخزن المركزي للمخطوطات، وبدأ بالتدف إليها سيل كبير من المخطوطات، من مكتبات ومؤسسات المدن الأخرى في الجمهورية. ولتنظيم وحفظ ودراسة المخطوطات استخدم في المكتبة كموظفين مستشرقين كبار منهم: بروفيسور أ.أ. مالتشانوف (من مايو/أيار عام 1933)، والبروفيسور أليكساندر إدواردوفيتش شميدت (من يونيه/حزيران عام 1934)، والبروفيسور أ.أ. سيمينوف (من مايو/ أيار عام 1936).
كما عمل شميدت بالقسم الشرقي في المكتبة الحكومية العامة بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية وغيرها من المؤسسات في طشقند، ولأهداف علمية زار ليننغراد وموسكو. وعمل في وصف المخطوطات الشرقية.
وبتكليف من معهد الإستشراق بأكاديمة العلوم باتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية عمل أليكساندر إدواردوفيتش شميدت خلال سنوات حياته الأخيرة في نقد والتعليق على نصوص "كتب الضرائب" لقضاة عصر هارون الرشيد، لأبو يوسف وهو المصدر الهام لوصف التاريخ الإجتماعي والاقتصادي للخلافة في القرنين الثامن والتاسع.
وفي عام 1938 اعتقل شميدت مرة أخرى. وجاء في تحقيقات الإدعاء على أليكساندر إدواردوفيتش شميدت المؤرخة بتاريخ 16/6/1938 جاء: "أثناء عملي في البداية عميداً للكلية الشرقية بجامعة وسط آسيا الحكومية، وبالتعاون مع البروفيسورات سيمينوف، وميليتسكي، وأندرييف، ترأست مجموعة رد فعل البروفيسورات. وأنشأنا في الكلية الشرقية مجموعة تخريبية معادية للثورة من بين البروفيسورات والمدرسين، وضعت أمامها هدف: تعطيل العمل في مجال إعداد كوادر المتخصصين السوفييت، ومعارضة تعميم السوفييتية على المدرسين وإدخال مواد إجتماعية وسياسية بالمنهج الماركسي اللينيني".
وتوفي أليكساندر إدواردوفيتش شميدت في السجن يوم 9/8/1939. ودفن في طشقند، في مقبرة شارع بوتكينا سابقاً.
*****
دراسة أعدها أ.د. محمد البخاري، دكتوراه في العلوم السياسية (DC)، تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)، تخصص صحافة. بمدينة طشقند بتاريخ 1/8/2015 نقلاً عن الرابط الإلكتروني:
http://sharqshunos.uz/shmidt-aleksandr-eduardovich-vostokoved/

السبت، 13 يونيو 2015

المستشرق والمستعرب السوفييتي بافل غيورغيفيتش بولغاكوف


بافل غيورغيفيتش بولغاكوف (6/7/1927 – 28/10/1993)


بافل غيورغيفيتش بولغاكوف هو عالم ومستشرق. ودكتور في علوم الفلسفة (1967). وبروفيسور. وعضو مراسل بأكاديمية علوم جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية (1979). ومتخصص في مجال الأدب العربي، وتلميذ عضو أكاديمية العلوم السوفييتية إ. يو. كراتشوفسكي (الذي ترجم القرآن الكريم إلى اللغة الروسية)، وهو مؤلف لأكثر من 140 عملاً علمياً في مجال تاريخ الأدب والعلوم العربية، وتاريخ العلوم والثقافة في وسط آسيا، وحائز على جائزة أبو ريحان البيروني في أوزبكستان السوفييتية لقاء سلسلة أبحاثه العلمية عن أعمال البيروني (1971).
ولد بافل غيورغيفيتش بولغاكوف بتاريخ 6/7/1927 بمدينة طشقند. والده البروفيسور غ. ب. بولغاكوف، المتخصص بعلم الحيوان، وكان من أوائل المدرسين بجامعة آسيا الوسطى الحكومية، الذين وصلوا لطشقند ضمن "قافلة لينين" عام 1920 لتأسيس أول جامعة سوفييتية في وسط آسيا. وخلال عامي 1944 و1945 خدم بافل غيورغيفيتش بولغاكوف في صفوف الجيش الأحمر (المدرسة الجوية).
 وفي عام 1951 أنهى دراسته في جامعة ليننغراد الحكومية قسم الأدب العربي، وفي نفس العام إلتحق فيها كطالب دراسات عليا. وفي عام 1954 دافع عن أطروحته "معلومات الجغرافيين العرب في القرن التاسع وبداية القرن العاشر عن طرق القوافل ومدن آسيا الوسطى" وحصل على درجة مرشح في العلوم.
ومن عام 1954 وحتى عام 1957 مارس تدريس اللغة العربية بالكلية الشرقية في جامعة ليننغراد الحكومية. وبعدها أرسل للعمل في الجمهورية العربية المتحدة (مصر)، حيث كان خلال السنوات السبع (من عام 1957 وحتى 1964) رئيساً لإتحاد جمعيات الصداقة السوفييتية، والسكرتير الأول بسفارة إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية في الجمهورية العربية المتحدة. ولقاء أعماله المتواصلة لسنوات عديدة في الخارج أعلنت رئاسة إتحاد جمعيات الصداقة السوفييتية عن تقديرها لبافل غيورغيفيتش بولغاكوف، وقامت سفارة إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية بالجمهورية العربية المتحدة بتسليمه الشهادة وأدخل اسمه في كتاب الشرف عام 1963.
وبعد عودته من مصر عمل بافل غيورغيفيتش بولغاكوف من عام 1964 بمعهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية كباحث علمي أقدم، ومن عام 1971 شغل منصب نائب مدير المعهد للشؤون العلمية. وأثناء وجوده في الخارج أعد بافل غيورغيفيتش بولغاكوف نص نقدي عن "الجيوديسيا" (فرع من الرياضيات)" للبيروني، ونشره في القاهرة عام 1962 في كتاب مستقل. وخصص أطروحته لنيل الدكتوراه في العلوم لبحث وإعداد الإصدارة الروسية للـ"الجيوديسيا" ودافع عنها في عام 1967 ونشرها قبل الدفاع عنها في عام 1966.
وكان بافل غيورغيفيتش بولغاكوف أول من وضع حيز التداول العلمي في العالم عدد من المخطوطات العلمية التي لم تترجم ولم تكن معروفة سابقاً في المراجع العالمية. ومن بينها "الجيوديسيا" للبيروني، و"قانون معصود" (نشره بالإشتراك مع ب.أ. روزينفيلد عام 1973).
وفي عام 1972 صدر مؤلف بافل غيورغيفيتش بولغاكوف الأساسي "حياة وأعمال البيروني"، الذي تضمن تحليلاً عميقاً لما وصل حتى ذلك الوقت من تراث البيروني. وكان محيط إهتمامات بافل غيورغيفيتش بولغاكوف واسعاً جداً رافقه تفوقه المعتاد في البحث العلمي. ومع م.أ. ساليه ترجم "قانون العلوم الطبية" لابن سينا، وشارك في تحرير إصدارته الثانية. وفي عام 1960 صدرت "رسالة أبو دلافه الثانية"، الرحالة العربي في القرن العاشر، وهو الذي ترك وراءه معلومات عن ماوراء القوقاز، وخورسان، وإيران (كتبها بالتعاون مع أ.ب. خاليدوف).
وفي عام 1983 نشر كتاب "محمد الخوارزمي" (بالتعاون مع ب.أ. روزينفيلد وأ. أحميدوف).
واكتشف بافل غيورغيفيتش بولغاكوف في خزائن معهد الإستشراق بطشقند مخطوط فريد للنسفي العالم في وسط آسيا القرن الـ 12 "أماكن شروق النجوم وعلوم التركيز"، والتي كانت بمثابة موسوعة شملت مختلف معارف ذلك العصر. وخلال السنوات الأخيرة من حياته كتب عملاً كبيراً بعنوان "الإنسان. الأرض. الكون"، ضم مختلف اتجاهات نشاطات البيروني العلمية، وكل تراثه العلمي تقريباً. ومع الأسف لم ينشر هذا العمل حتى الآن.
وبعد وفاته نشر عمله عن "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، الذي لم يتمكن بافل غيورغيفيتش بولغاكوف من إنهائه أثناء حياته. وأتمه من بعده تلميذه ش. كمال الدين وصدر في طشقند عام 2006.
وبنشاط شارك بافل غيورغيفيتش بولغاكوف في الأعمال الإجتماعية. وكان نائباً لرئيس القسم الأوزبكي لجمعية الصداقة مع الدول العربية، ونائب لرئيس الفرع الأوزبكي للرابطة الإتحادية للمستشرقين، وعضو في قسم دراسة الأدب الشرقي باللجنة المركزية لتنسيق الأبحاث العلمية في مجال الإستشراق، وعضو هيئة تحرير مجلة العلوم الإجتماعية في أوزبكستان. والقى محاضرات عن ظهور الإسلام، وعلماء القرون الوسطى، والمرحلة الحديثة التي شملت أدب: الخميسي، ونجيب محفوظ، والكثيرين غيرهم. وشارك في الدورات العلمية، والمؤتمرات، واللقاءآت، ومن ضمنها المؤتمر الثاني للمتخصصين في اللغات السامية (تبليسي 1966)، والمؤتمر الإتحادي لتاريخ العلوم في القرون الوسطى (دوشنبة 1967)، ومؤتمر ذكرى ابن سينا (دوشنبة 1968).
وكان بافل غيورغيفيتش بولغاكوف مشرفاً علمياً على أبحاث جملة من طلاب الدراسات العليا، والباحثين العلميين، ونظم ندوات لإعداد المتخصصين الشباب.


وكان بافل غيورغيفيتش بولغاكوف مؤلف سيناريو فيلم "أبو ريحان البيروني" (أخرجه ش. عباسوف). وفي عام 1976 نشرت دار نشر "إسكوستفو" سيناريو الفيلم. وخرج الفيلم للنور وحصل على الجائزة الأولى في المهرجان السينمائي الإتحادي السابع في كيشينيوف  (1976).
توفي بافل غيورغيفيتش بولغاكوف بتاريخ 28/10/1993 بعد مرض طويل. ودفن في طشقند المقبرة رقم 2 (دومبراباد).
سيرة حياة بافل غيورغيفيتش بولغاكوف
ولد بافل غيورغيفيتش بولغاكوف في طشقند بتاريخ 6/7/1927 وتوفي فيها عام 1993، وهو لغوي ومستعرب، وعضو مراسل في أكاديمية علوم جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية من عام 1951.
وانحدر من أسرة بروفيسور كان رئيساً لقسم الفقريات بجامعة آسيا الوسطى الحكومية.
وفي عام 1935 إلتحق للدراسة في المدرسة المتوسطة رقم: 2 بمدينة طشقند.
وفي عام 1943 تخرج من القسم التحضيري بجامعة آسيا الوسطى الحكومية.
وفي عام 1944 تطوع في الجيش السوفييتي وأرسل للدراسة بالقسم الجوي.
وفي عام 1945 سرح من الجيش السوفييتي والتحق للدراسة في السنة الأولى بالكلية الشرقية، جامعة آسيا الوسطى الحكومية.
وفي عام 1946 انتقل إلى جامعة ليننغراد الحكومية، ونظراً لاختلاف البرامج الدراسية أعيد للسنة الدراسية الأولى. واهتم بالنشاطات الإجتماعية وأدار فرقة للهواة في الكلية الشرقية بجامعة ليننغراد الحكومية.
وفي عام 1951 أنهى دراسته الجامعية وحصل على تخصص "مستشرق، باللغة العربية". وفي نفس العام إلتحق بالدراسة كطالب دراسات عليا.
وفي سبتمبر/أيلول عام 1951 تقدم بافل غيورغيفيتش بولغاكوف بطلب للعمل في المكتبة الخاصة بنصف دوام من أجل الموافقة بين العمل والدراسة كطالب دراسات عليا. وتم تعيينه بعمل تنظيمي لمعرفته اللغة العربية ومعرفته التعامل مع المخطوطات. وسمحت له مواد المكتبة الخاصة بالعمل على وصف المخطوطات العربية، والفارسية، من أجل إتمام الكاتالوكات. وأثناء بحثه في المخطوطات المخزونة في المكتبة الخاصة اكتشف مخطوطات غير معروفة سابقاً، أدخلها حيز التداول العلمي. وبتاريخ 1/1/1952 استقال من العمل في المكتبة الخاصة. ونشر في عام 1957 ضمن أعمال المكتبة الحكومية الخاصة مواد بحثه الذي أشار فيه إلى أعمال علماء الشرق الأوسط الذين درسوا الأبحاث العلمية لابن سينا في القرن الـ 14م.
وفي أكتوبر 1954 دافع عن أطروحته في جامعة ليننغراد الحكومية بموضوع "معلومات الجغرافيين العرب في القرن الـ 9 وبداية القرن الـ 10 عن طرق القوافل ومدن آسيا الوسطى" وحصل على الدرجة العلمية مرشح في العلوم اللغوية.
ومارس التعليم في الكلية الشرقية بجامعة ليننغراد الحكومية خلال الأعوام من 1954 وحتى 1957.
وعمل مندوباً لإتحاد جمعيات الصداقة والعلاقات الثقافية مع الدول الأجنبية في الجمهورية العربية المتحدة خلال الأعوام من 1957 وحتى 1964.
وفي عام 1964 حصل على وظيفة في معهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية. وفي عام 1966 حصل على منصب باحث علمي أقدم فيها. وفي نفس العام طبع كتابه "تحديد حدود الأماكن لتعيين المسافة بين المراكز السكانية" (للبيروني). واعتبر هذا الكتاب بمثابة أطروحة دكتوراه في العلوم، وفي نوفمبر/تشرين ثاني عام 1967 حصل على الدرجة العلمية دكتور في العلوم اللغوية.
وكلف بمهام نائب مدير معهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم الأوزبكستانية من عام 1971 وحتى عام 1993.
وفي عام 1979 أصبح عضواً مراسلاً في أكاديمية العلوم الأوزبكستانية.
وبشكل دائم كان بافل غيورغيفيتش بولغاكوف ينشر في الإصدارات العلمية:
- "فلسطين، مجموعة أعمال"؛
- و"جمعية العلوم في أوزبكستان"؛
- و"شعوب آسيا وإفريقيا"؛
- و"الإستشراق السوفييتي".
وفي عام 1976 وبالإشتراك مع ش.س. عباسوف كتب سيناريو فيلم "أبو ريحان البيروني". وكان محرراً لكتاب "المقالات الفلكية" (طشقند 1983) بالتعاون مع س.خ. سيراج الدينوف، وم.م. خير الله ييف. و"مواد تاريخ علوم وثقافة شعوب آسيا الوسطى" (طشقند 1991).
من مؤلفاته:
- المختصر لـ"قانون" ابن سينا ضمن مجموعات المخطوطات العربية بمكتبة م.ي. سالتيكوف شيدرين الخاصة الحكومية // المجموعات الشرقية. ليننغراد، 1957 الإصدار الـ 2؛
- "الملاحظة الثانية" أبو دلافة الرحالة العربي في القرن الـ 10م // الإستشراق السوفييتي. 1957 العدد:3 (بالإشتراك مع أ.ب. خاليدوف
- المخطوطات العربية مجموعة جامعة ليننغراد الحكومية // في ذكرى الأكاديمي إغنات يوليانوفيتش كراتشوفسكي. ليننغراد، 1958 (بالإشتراك مع ف.ي. بيلياييف
- الملاحظة الثانية أبو دولافه. موسكو، 1960 (بالإشتراك مع أ.ب. خاليدوف
- أصدر نص نقدي عن البخاري // مؤلفات مختارة. القاهرة، 1962؛
- مرو في المصادر العربية // جنوب تركمانستان. بعثة التنقيب عن الآثار. مجمع. (بعثة التنقيب عن الآثار في مجمع جنوب تركمانستان). 1963 الجزء الـ 12؛
- البيروني ومؤلفه "جيوديزيا" // البيروني. مؤلفات مختارة. طشقند، 1966 الجزء الـ 3؛
- حياة وأعمال البيروني. طشقند، 1972؛
- أبو ريحان البيروني. طشقند، 1973 (باللغة الأوزبكية)؛
- "قانون مسعود": (الكتب 1-5) // البيروني. مؤلفات مختارة. طشقند، 1973. الجزء الـ5؛
- البيروني والخوارزمي // الرياضيات والفلك في أعمال علماء القرون الوسطى في الشرق. طشقند، 1977؛
- عبقرية سبقت القرون. طشقند، 1983 (بالإشتراك مع إ.يو. يوسوبوف، وأ.أ. أحميدوف
- محمد الخوارزمي: نحو 783م – نحو 850م. موسكو، 1983 (بالإشتراك مع س.أ. روزينفيلد، وأ.أ. أحميدوف).
قام بتحرير:
- مواد في التاريخ وتاريخ علوم وثقافة شعوب آسيا الوسطى. طشقند، 1991 (بالتعاون مع و.ي. كريموف).
ترجمة:
- ابن سينا. قانون علوم الطب. طشقند، 1959. الكتاب الـ 3، الجزء الـ2 (بالتعاون مع م.أ. ساليه، وك.ف. يونوسوف، وف.ف. ماتفييف).
للمزيد يمكن الرجوع إلى:
- Узб. сов. энц. Ташкент, 1972. Т. 2 (на узб. яз.);
- Милибанд. 2008;
- Выпускники СПбГУ // http: //www.alumni.spbu.ru/man. asp?uid.
- Г. П. Старущенко  - Арх.: ОАД РНБ. Ф. 10/1.
- http://www.nlr.ru/nlr_history/persons/info.php?id=1525
- http://sharqshunos.uz/bulgakov-pavel-georgievich-06-07-1927-28-10-1993/

بحث كتبه أ.د. محمد البخاري، دكتوراه في العلوم السياسية (DC) تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة، ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)، تخصص صحافة.
طشقند 31/5/2015

الاثنين، 1 يونيو 2015

مدينة خيوه من المعالم التاريخية في أوزبكستان


مدينة خيوه معروفة كمتحف تحت قبة السماء، وتقع بولاية خوارزم في أوزبكستان المعاصرة، وعلى ارتفاع 100 متر فوق سطح البحر. وبالقرب منها تقع مساحات كبيرة من صحراء قزل قوم. ويشرب سكانها من مياه قنال بالفان. ومن جولة في شوارعها الضيقة يمكن إلقاء نظرة على الأبواب الخشبية المنقوشة بمهارة، ومشاهدة الحياة في بساتينها التي تظهر وكأنها ليست متحف فقط بل ومدينة تعج بالحياة.


شيء من التاريخ
تذكر المراجع التاريخية أن مدينة خيوة ظهرت على موقع بئر مياه عذبة اشتراها أحد أبناء نوح الثلاثة. وأطلق على مصدر المياه هذا اسم خيفاك، وحتى اليوم يعتبر من المعالم السياحية بالمدينة. وعبر القرون استولى على المدينة العرب، والسلاجقة، وتبدلت عليها الأسر الحاكمة، وفي عام 1220م محتها أورطة جينغيز خان من على وجه الأرض. وتاريخها الذي يمتد عبر القرون مرتبط بمصير خوارزم. وواجهت مراحل من الصعود وكانت قمة الهرم عند تشكل دولة عظيمة، كما تعرضت لانهارات عديدة عندما تعرضت للفناء وهجرة سكانها تحت ضربات الغزاة من الأعداء. وفي بداية القرن العشرين شيدت المدينة بشكلها النهائي كمدينة بمخطط تقليدي: مستطيلة الشكل، وتمتد من الشمال إلى الجنوب، على شكل صليب وتحيط بالشارع الرئيسي على مساحة 650 X 400 متر.
وذكرت خيوة لأول مرة في المصادر التاريخية المكتوبة في القرن العاشر الميلادي كمدينة صغيرة، تقع على طرق القوافل الممتدة بين مرو وأورغينتش. وفي عام 1598م صبحت عاصمة لخانية خيوة، وبدأت بالتطور السريع وسرعان ما أصبحت من المراكز الدينية الضخمة في الشرق الإسلامي. وخلال القرون الـ 18م والـ 19م شيد فيها الكثير من المنشآت المعمارية الرائعة، ضمت منشآت دينية ومدنية. وفي بداية القرن الـ 19م كانت خيوة مركز ثقافي هام في عهد حكم أسرة كونغرات.
المعالم التاريخية
ومدينة خيوة تحوي مئآت الآثار التارخية لمختلف العصور والشعوب، وأدخلت مدينة خيوه القديمة في عام 1967م، وإتشان قلعة في عام 1990م بقائمة التراث العالمي لليونسكو.


وحافظ داخل إتشان قلعة بخاصيته الشرقية الرائعة. ويضم الآثار المعمارية التاريخية الأساسية، التي تشمل: قلعة أرك كوخنا (1686م-1888م)، وقصر طوشخولي (1830م-1838م)، ومسجد الجمعة (1788م-1789م)، ومنارة كالتا مينور غير مكتملة البناء (1835م-1955م)، ومنارة إسلام خوجه (1910م)، وضريح بلفان محمود (1804م-1806م). ولكل منشآتها المعمارية تاريخها الخاص وشكلها المتميز في فن العمارة.


ويطلق على قسم مدينة خيوه الخارجي اسم ديشان قلعة، ويضم منطقتين سكنية وتجارية. ويلفت إهتمام الزوار بوابة كوش داروازة الشمالية (القرن الـ20م)، والبوابة الغربية آتا داروازة، و بوابة غانديميان داروازة التي أعيد إنشائها (1842م-1970م)، وبوابة خازاراسب داروازة (القرن الـ 19م)، وقنطرة توزابوغ (1910م)، وقصر كيبلا توزابوغ (1897م)، وقصر نور الله باي (1910م-1918م)، ومسجد ومدرسة سعيد نياز شاليكار باي، وأضرحة: عبد الله بوبو (القرون الـ8م والـ18 م)، وشاكالاندار بوبو (القرن الـ16م)، وسعيد محمد ماهيري (القرن الـ 19م)، ومدرسة سعيد محمد خان (1864م)، وتورت شافاز (1885م)، وبيكانجان بيك (1894م)، ومامات مارام (1903م)، وبالفان قاري (1905م)، وخوارزم شاه (1915م).

ومقابل إتشان قلعة في ديشان قلعة هناك الكثير من المصادر المائية والأراضي الخضراء. وتمتاز أحياءها السكنية الكثيرة بأسلوب التشييد الفريد من حيث المساحة والحجم، كما تتميز أيواناتها بشكلها الفريد، وبأعمدتها ومساندها وأبوابها، وغيرها من التفاصيل الخشبية المزينة بنقوش رائعة. وحتى اليوم يحافظ سكانها ويطورون التقاليد الفنية لفن العمارة في خيوه.
شخصيات عظيمة
من أبناء ولاية خوارزم العظماء كان علماء وحكماء مشهورين، من بينهم: أبو ريحان البيروني، والخوارزمي، الذين قدموا إسهامات كبيرة في تاريخ أوزبكستان.


ولد أبو ريحان محمد أحمد البيروني عام 973م بمدينة قيات (عاصمة خوارزم). وكان يتيماً، وكعالم شهير عمل في قصر خوارزم شاه، ولكنه سرعان ما أجبر على مغادرته. وتوفي بمدينة غزنة عام 1048م. كا أطلق عليه اسم العالم الموسوعي، وخلف وراءه مؤلفات في الرياضيات، وعلم الفلك، والفيزياء، والنباتات، والجغرافيا، والجيولوجيا العامة، وعلم المعادن، وعلم السلالات البشرية، والتاريخ، والوثائق التاريخية، وغيرها.
ومن بين الأعمال الأساسية للعالم العظيم: "قانون مسعود للفلك والنجوم"، و"علم العقاقير الطبية"، و"الهند أو كتاب تفسير ما قبله أو رفضه العقل مما وضعه العلماء الهنود"، و"علم النجوم"، وغيرها من المؤلفات. وحتى اليوم يؤخذ بما ألفه نابغة عصره في كل مكان ويدرس ويستخدم في مختلف المجالات العلمية.


ومؤسس الجبر الكلاسيكي أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي الذي ولد بمدينة خيوه. وتاريخ ميلاده الدقيق مجهول، ولكن يعتقد أنه تقريباً كان في عام 783م. ولا توجد أية معلومات عن طفولته.
ويطلق على هذا العالم العظيم اسم أبو الجبر. والخوارزمي كان أول من وضع الجبر كعلم مستقل شمل مختلف طرق الحلول العددية لمعادلات الخطوط والمعادلات التربيعية. وجاء مصطلح "الجبر" من مقالات الخوارزمي "الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، وجاء مصطلح "الغاريتم" (الحل الشامل لأي معادلات حسابية) من اسم العالم، وهذا يعني أن مصطلح ألغاريتم هو تحريف لاسم الخوارزمي.
ويبلغ تراثه العلمي نحو عشرين كتاباً، الأكثر شهرة منها "الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، و"الجداول الفلكية". واستخدمت أجيال كثيرة من العلماء في الشرق والغرب جداول الخوارزمي.
مدينة خيوة اليوم
في السنوات الأخيرة ظهر عاملان هامان شجعا على النهضة الاقتصادية الجديدة بالمدينة وهي:
أولاً: خط أنابيب نقل الغاز بخارى – الأورال الذي يراعي تزويد أراضي خوارزم القديمة بالغاز؛
ثانياً: النهضة القوية التب شهدتها السياحة في البلاد وفي كل أنحاء العالم وكانت بمثابة دفعة قوية لإحياء المدينة وإحياء آثارها التاريخية.


ومدينة خيوة تعتبر المدينة الوحيدة في وسط آسيا التي حافظت على أبرز المواقع الأثرية المعمارية لدول القرون الوسطى في وسط آسيا. وكل من يزور هذه المدينة يصبح شاهداً على المنارات الفريدة، والأزقة الحجرية المتداخلة والمؤدية إلى المدارس، وشاهد على النقوش الأشبه بالموزاييك المنقوشة على جدرانها القديمة. لتمثل بحق أسطورة شرقية حية!
ويستولي على قلوب السياح بالإضافة لمواقعها التاريخية حسن ضيافة سكانها، الذي لا يمكن تصوره دون الموائد الوفيرة والحلويات اللذيذة والأطعمة المطهية من ثمار الأراضي الخوارزمية، وبشكل خاص تتميز أصناف البطيخ الأصفر المحلية المشهورة، والتين، والعنب. وكانت سوق خيوه منذ القدم من أكثر الأماكن إكتظاظاً بالناس بالمدينة.

بحث أعده باللغة العربية أ.د. محمد البخاري في طشقند بتاريخ 1/6/2015 نقلاً عن ش. غلامجانوف، "مدينة خيوه من المعالم التاريخية في أوزبكستان". وكالة أنباء Jahon، 18/5/2015.

الثلاثاء، 26 مايو 2015

معهد تطوير المعلمين بطشقند يكرم ستة من متقاعديه


بمناسبة عام رعاية جيل كبار السن في أوزبكستان، ونهاية العام الدراسي 2014/2015 أقام معهد تطوير المعلمين بمدينة طشقند يوم 22/5/2015 حفلاً كبيراً حضره الخبراء والموجهون والعاملون في المعهد، وعدد كبير من المدعويين، وستة من خبراء المعهد المتقاعدين هم: دينارة عبد الغنييفنا علييفا مديرة المعهد سابقاً؛ ود. تورغون رحماتوفيتش أزلاروف خبير وموجه البرمجة الإلكترونية والحائز على لقب (أوزبكستان قهرماني)؛ وفيروزة مباركوفا خبيرة وموجهة مادة البيولوجيا؛ وأحمد جان عمرانحجاييف خبير وموجه مادة الهندسة؛ وإلميرا إركينوفنا موحمتباييفا خبيرة وموجهة تصحيح النطق لدى الأطفال؛ والمواطن السوري أ.د. محمد البخاري الذي شغل منصب خبير وموجه اللغات الشرقية ورئيس مجلس معلمي اللغات الشرقية بالمعهد، لتكريمهم أثناء الحفل. وقدم تلاميذ ومعلمي المدارس المتخصصة خلال الحفل فقرات غنائية وموسيقية وفلكلورية وشعرية ولوحات تعبيرية.


وفي بداية الحفل ألقى البروفيسور نور بيك عيسى قولوفيتش تايلاقوف مدير المعهد كلمة رحب فيها بالحضور وشكرهم على مشاركتهم في الحفل، وقيم أعمال المتقاعدين المكرمين، وأشاد برعاية الدوبة بالتعليم بمختلف مراحله. وألقت السيدة دينارة عبد الغنييفنا علييفا باسم الخبراء المتقاعدين كلمة شكرت فيها إدارة المعهد على مبادرتها بتكريم بعض المتقاعدين من خبراء وموجهي المعهد، ونوهت للرعاية التي يتلقاها التعليم في كل مراحله، وجيل كبار السن من قبل الدولة.


وبعدها قام البروفيسور نور بيك عيسى قولوفيتش تايلاقوف بتكريم خبراء وموجهي المعهد المتقاعدين الستة ومن بينهم: المواطن السوري أ.د. محمد البخاري الذي شغل منصب موجه اللغات الشرقية ورئيس مجلس معلمي اللغات الشرقية في المعهد خلال الفترة الممتدة من عام 1993 وحتى عام 1998 وألف كتابين لتعليم اللغة العربية للصفين الخامس والسادس في المدارس المتخصصة بتعليم اللغة العربية، ودليل للمعلمين تضمن منهاج وأسلوب تدريس الكتابين التعليميين، وملحق بالكلمات الجديدة والمصطلحات التي تضمنها الكتابين مع ترجمة لها إلى اللغة الأوزبكية. وكان .د. محمد البخاري قد حصل في عام 1995 على شارة (الإخلاص في التعليم الوطني)، بترشيح من إدارة التعليم الوطني بمدينة طشقند.
أ.د. محمد البخاري، طشقند 22/5/2015