الجمعة، 25 فبراير 2011

العالم الموسوعي أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي


العالم الموسوعي أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي

بقلم أ.د. محمد البخاري: بروفيسور قسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الصحافة، جامعة ميرزة ألوغ القومية الأوزبكية.

الخوارزمي في المراجع الأوزبكية


تشير الموسوعة الإلكترونية الأوزبكية "ziyonet" إلى أن أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي هو عالم موسوعي عربي عاش في القرن التاسع الميلادي، واشتغل بالبحث في مجالات: الرياضيات، والفلك، والجغرافيا. وأشارت إلى أن كنيته الخوارزمي تشير إلى موطنه الأصلي خوارزم (ولاية في أوزبكستان المعاصرة) وأنه لقب بالمجوسي إشارة لأصله المنحدر من سلالة الكهنة الزردشتيين السحرة الذين يطلق عليهم "المجوس" باللغة العربية. وأن اسمه الكامل هو: أبو عبد الله وفي بعض المصادر الأخرى أبو جعفر محمد بن موسى الخوارزمي. وإلى أن المراجع لم تشر لا إلى تاريخ مولده ولا إلى تاريخ وفاته، وكل ما وصل إلينا هو: أنه ولد في نهاية القرن الثامن الميلادي، وتوفي في النصف الثاني من القرن التاسع الميلادي، بينما أشارت بعض المصادر إلى أنه توفي في عام 847م، وبالتقريب ولد عام 783م، وتوفي عام 850م.
وأشارت إلى أن بعض المصادر أطلقت على الخوارزمي لقب "المجوسي"، لفسح المجال أمام القراء لاستنتاج أن أجداده كانوا كهنة من سحرة الزردشتية التي كانت منتشرة في وسط آسيا آنذاك. وأن الخوارزمي كان واحداً من علماء ما وراء النهر الذين دعتهم الخلافة العربية الإسلامية للعمل في عاصمتها بغداد، التي كان عدد العلماء من أمثاله كبيراً فيها، ومن بين العلماء من معاصري الخوارزمي الذين عاشوا في بغداد آنذاك كان عالم الفلك الشهير أبو العباس أحمد الفرغاني، الذي قدم إلى بغداد من فرغانة (ولاية في أوزبكستان المعاصرة)، وأحمد بن عبد الله المروازي، الشهير باسم حبش الحاسب، الذي قدم من مرو.
وأشارت المصادر إلى أن الخليفة العباسي المنصور الذي تولى الخلافة ما بين عامي 754 و775م اختار في ستينات القرن الثامن الميلادي بغداد عاصمة جديدة للدولة التي شغلت مساحات واسعة آنذاك، وسرعان ما تحولت بغداد إلى مركز هام للتجارة، والعلوم، والثقافة.
وأشارت المصادر إلى أن إدارة الدولة الإسلامية مترامية الأطراف لم تكن من الأمور السهلة، لهذا أدرك الخلفاء العباسيون عدم إمكانية تنفيذ الخطط الاقتصادية والعسكرية دون استيعاب معارف شعوب الدولة الإسلامية الشاسعة، إلى جانب تطوير العلوم وتشجيعها. ولهذا الغرض أنشأوا في بغداد مدرسة علمية كبيرة أطلقوا عليها اسم "دار الحكمة"، وهي التي جذبت بدورها أشهر علماء تلك المرحلة التاريخية. وأنشأوا فيها مكتبة ضخمة احتفظت بالكتب العلمية القيمة. وأولت "دار الحكمة" اهتماماً خاصاً في تلك المرحلة للمنجزات العلمية لعلماء اليونان القدامى، وجمعت أعمالهم وترجمتها إلى اللغة العربية، وأحدثت جهات خاصة لإقتناء المخطوطات. وأحيطت فيها العلوم الحية كالرياضيات، وعلم الفلك، وعلم الأرض، والرياضيات الجغرافية بإهتمام خاص. وجرى فيها ترجمة "البداية" لأويقليدس، و"ألماغيست" لبيطليموس، و"سفيريكا" لمنيليلوس وغيرهم. وجرت فيها دراسات على مؤلفات علماء الفلك الهنود. وأضافت أن علماء بغداد في الفترة الممتدة من القرن الثامن وحتى القرن التاسع الميلاديين لم يحصروا عملهم بالترجمة والتحقيق وحسب، بل اشتغلوا بأعمال البحث العلمي وتوصلوا لنتائج جيدة في مختلف المجالات العلمية والمعرفية.
وأن المصادر أشارت إلى أن الخلفاء الذين جاؤا بعد الخليفة المنصور استمروا بإيلاء الاهتمام بالعلوم. وجاء حفيد هارون الرشيد الذي تسلم السلطة خلال الفترة من عام 786م وحتى عام 809م، لتزدهر العلوم في عهده. وأن العلوم في بغداد واصلت تقدمها نحو المزيد من الإزدهار في عهد ابن هارون الرشيد الخليفة المأمون الذي تولى الحكم من عام 813م وحتى عام 833م. وفي عهده تم إنشاء "بيت الحكمة" الشبيه بأكاديمية العلوم في أيامنا هذه. وضم "بيت الحكمة" مكتبة غنية بمحتوياتها من المخطوطات القديمة، ومرصد فلكي. ومن بين العلماء الذين عاشوا وعملوا في "بيت الحكمة" ببغداد آنذلك ولسنوات عديدة كان الخوارزمي. وأن المؤرخ الشهير في القرن العاشر ابن النديم ذكر أن الخليفة المأمون دعى محمد بن موسى، المولود في خوارزم للعمل في "بيت الحكمة" ببغداد. وتوقعت الموسوعة أن يكون المأمون الذي تولى ولاية المناطق الشرقية للدولة الإسلامية وعاش حينها بمدينة مرو حتى عام 813م قد التقى هناك بالخوارزمي، ومن ثم دعاه لبغداد. والخوارزمي امتدح في واحدة من مؤلفاته الخليفة المأمون، مشيراً لـ"حبه للعلوم وسعيه لتقريب العلماء منه، وشمولهم برعايته، وتقدم المعونة لهم لشرح كل ما هو غير مفهوم، وتذليل المصاعب أمامهم".
ورغم عدم إشارة المصادر للإسهامات العلمية الشخصية للمأمون، فإنه لا مجال للشك بالإسهامات الكبيرة التي قدمها علماء "بيت الحكمة" في مجالات الرياضيات، وعلم الفلك، وغيرها من العلوم. وقيامهم بإجراء قياس لخطوط الطول مقدراً بالدرجة من أجل تحديد محيط الأرض، حيث قدروا نصف دائرة الدرجة الواحدة بـ (111 كم) وهي قريبة من الحقيقة. وأن المؤرخين أشاروا لمشاركة الخوارزمي بهذه الأعمال. وأشارت إلى أن المراجع لم تحتفظ بتفاصيل حياة الخوارزمي في بغداد. ولكن بعض المصادر أشارت دون تأكيد إلى أن الخوارزمي قام برحلتين خلال حياته: الأولى: إلى بلاد الخزر، والثانية: إلى بيزنطة. وأشارت إلى أن الخوارزمي كان بين الشخصيات التي شهدت وفاة الخليفة الواثق عام 847م.
وعلى هذا الشكل نرى أن الحقائق المتوفرة عن حياة العالم الكبير المنحدر من وسط آسيا قليلة جداً. ولهذا اقترحت الموسوعة على مؤرخي العلوم التركيز بشكل رئيسي على أبحاثه ومؤلفاته. وإلى تنوع الإهتمامات العلمية للخوارزمي التي شملت: الرياضيات، وعلم النجوم النظري والتطبيقي، والجغرافيا، والتاريخ. رغم أن الأعمال التي كتبها الخوارزمي لم تبقى لنا بالكامل حتى اليوم، والإشارة لبعضها في أعمال كتاب القرون الوسطى، إلا أنها فقدت تماماً.
وأشارت الموسوعة إلى أن الخوارزمي كان أول من كتب دليل في الحساب اعتمد على مبادئ ثابتة وبقيت بعض أعماله في الجبر والتقاويم. وأن محمد الخوارزمي كتب كتابه الشهير "الجبر والمقابلة" وحل فيه مسائل الخطوط والمربعات، ومن تسمية الكتاب جاء تعبير "الجبر". وأن أعماله في الجبر تضمنت فصلاً في الهندسة، وجداول هندسية، وجداول في طول وعرض المدن. وأن إدارته للعلوم في تلك الفترة لعبت دوراً كبيراً جداً لتطوير الحساب. وأن اسمه باللغة اللاتينية: Algorismus، و Algorithmus وهو الاسم الذي أصبح يعني في أوروبا نظام الحسابات العشرية خلال القرون الوسطى. وهكذا أصبحت كلمة "ألغاريتم" تعني كل التفاعلات الحسابية المستمرة، وفي النهاية أدت لعدد من الخطوات اللازمة لحل مجموعة من المسائل المحددة. وأن مؤلفه "كتاب خارطة الأرض" في الجغرافيا هو أول عمل مشهور في الجغرافيا كتب باللغة العربية، وأثر تاثيراً كبيراً بمستقبل تطور هذا العلم في البلاد الشرقية.

الخوارزمي في بعض المراجع العربية

والمراجع العربية تشير إلى أن أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي عالم الرياضيات والفلك والجغرافيا، ولد في خوارزم عام 780م، واتصل بالخليفة العباسي المأمون وعمل في "بيت الحكمة" ببغداد وكسب ثقة الخليفة المأمون الذي ولاه "بيت الحكمة" وعهد إليه برسم خارطة للأرض عمل على رسمها معه أكثر 70 جغرافيا، وقبل وفاته في عام 850م، 232 هـ، ترك الخوازرمي لنا العديد من المؤلفات في علوم الفلك والجغرافيا، من أهمها "كتاب الجبر والمقابلة" الذي يعد من أهم كتبه، وأن هذا الكتاب ترجم إلى اللغة اللاتينية في عام 1135م وعلى إثره دخلت إلى العلوم في اللغات اللاتينية مصطلحات مثل: الجبر Algebra والصفر Zero.
ومؤلفات الخوارزمي شملت "كتاب الجمع والتفريق في الحساب الهندي"، و"كتاب رسم الربع المعمور"، و"كتاب تقويم البلدان"، و"كتاب العمل بالأسطرلاب"، و"كتاب صورة الأرض" الذي اعتمد فيه على "كتاب المجسطي" لبطليموس مع إضافات وشروح وتعليقات، وأعاد كتابة كتاب الفلك الهندي المعروف باسم "السند هند الكبير" الذي ترجم إلى العربية زمن الخليفة المنصور وأعاد الخوارزمي كتابته وأضاف عليه وأطلق عليه اسم "كتاب السند هند الصغير".
وأن الخوارزمي عرض في كتابه "حساب الجبر والمقابلة" أو "الجبر" أول حلول منهجية للمعادلات الخطية والتربيعية. حتى أن الخوارزمي يعتبر مؤسس علم الجبر، وهو اللقب الذي تقاسمه في القرن الثاني عشر مع ديوفانتس. وقدمت ترجمات لاتينية لحساباته المبنية على الأرقام الهندية، والنظام العشري إلى العالم الغربي. ونقح الخوارزمي كتاب الجغرافيا لكلاوديوس، وبطليموس، وكتب في علم الفلك، والتنجيم. وكان لاسهاماته تأثيراً كبيراً على اللغة. و"الجبر" هو من العمليات التي استخدمهما في حل المعادلات التربيعية. وأن كلمتي Algorism و algorithm في اللغة الإنجليزية تنبع من Algoritmi، وهو الشكل اللاتيني لاسمه. وأن اسمه جاء في أصل الكلمة الإسبانية guarismo، والبرتغالية algarismo، وتأتي الكلمتان بمعنى رقم.
وأشارت المصادر إلى أن أصل مؤسس علم الجبر محمد بن موسى الخوارزمي، من خوارزم. وعاصر المأمون، وأقام في بغداد حيث ذاع اسمه وانتشر صيته بعد أن برز في علم الفلك والرياضيات، واتصل بالخليفة المأمون الذي أكرمه، وانتمى لـ "بيت الحكمة، وكان من العلماء الموثوق بهم، وتوفي بعد عام 232هـ.
وأن الروايات تشير إلى أن عائلة "الخوارزمي انتقلت من خوارزم (مدينة "خيوه" في جمهورية أوزبكستان حاليا) إلى بغداد في العراق، بينما ينسبه البعض للعراق فقط، وأن الخوارزمي أنجز معظم أبحاثه بين عامي 813م، و833م، في "دار الحكمة"، التي أسسها الخليفة المأمون، وعينه على رأس خزانة كتبه، وعهد إليه بجمع الكتب اليونانية وترجمتها. وأن الخوارزمي استفاد من الكتب المتوافرة في خزانة المأمون ودرس الرياضيات، والجغرافية، والفلك، والتاريخ، وأحاط بالمعارف اليونانية والهندية، ونشر كل أعماله باللغة العربية، التي كانت لغة العلم في ذلك العصر. وأن الطبري أطلق عليه في تاريخه اسم: محمد بن موسى الخوارزمي القطربلّي، نسبة إلى قرية قُطْربُلّ من ضواحي بغداد، وأن الخوارزمي بدأ كتابه "الجبر والمقابلة" بالبسملة. وتشير الموسوعات العلمية، كالموسوعة البريطانية، وموسوعة مايكروسوفت إنكارتا، وموسوعة جامعة كولومبيا، وغيرها، على أنه عربي، في حين أشارت مراجع أخرى إلى أصوله الفارسية، وفي الإصدار العام للموسوعة البريطانية ذكر أنه "عالِم مسلم" دون تحديد قوميته.
ويُعَدُّ الخوارزمي من أكبر علماء العرب، ومن العلماء العالميين الذين كان لهم تأثيراً كبيراً على علوم الرياضيات والفلك، وفي هذا الصدد ذكر ألدو مييلي: "إذا انتقلنا إلى الرياضيات والفلك فسنلتقي، منذ البدء، بعلماء من الطراز الأول، ومن أشهر هؤلاء العلماء أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي".
وأشارت المصادر العربية إلى أن الخوارزمي كان أول من فصل بين علمي الحساب والجبر، وأنه كان أول من عالج الجبر بأسلوب منطقي علمي، وهكذا عد الخوارزمي من أبرز علماء العرب، وأحد مشاهير العلم في العالم، وتعددت جوانب نبوغه، ووضع أسس الجبر الحديث، وترك آثاراً مهمة في علم الفلك وغدا الـ"زيج" الذي وضعه مرجعاً لأرباب هذا العلم وأطلع الناس على الأرقام الهندسية، ومهر علم الحساب بطابع علمي لم يتوافر للهنود الذين أخذ عنهم هذه الأرقام، وأن نهضة أوروبا في علوم الرياضيات انطلقت ممّا أخذه علماء الرياضيات عنه، ولولاه لتأخرت هذه النهضة وتأخرت المدنية زمناً ليس باليسير.

الخلاصة

ومن المعروف أن الخوارزمي كان مبتكر مفهوم الخوارزمية في الرياضيات وعلم الحاسوب، (الأمر الذي أعطاه عند البعض لقب أبو علم الحاسوب)، حتى أن كلمة خوارزمية جاءت في العديد من اللغات، ومنها algorithm بالانجليزية التي اشتقت من اسمه. وقدم الخوارزمي أعمالاً مهمة في مجالات الجبر، والمثلثات، والفلك، والجغرافيا، ورسم الخرائط، وأدت أعماله المنهجية والمنطقية في حل معادلات الدرجة الثانية الى نشوء علم الجبر، حتى أن هذا العلم اخذ اسمه من كتابه "حساب الجبر والمقابلة"، الذي نشر في عام 830م، وانتقلت هذه الكلمة إلى العديد من اللغات كـ Algebra في اللغة الانجليزية. وجاءت أعمال الخوارزمي الكبيرة في مجال الرياضيات نتيجة لأبحاثه الخاصة، وأنجز الكثير في تجميع وتطوير المعلومات التي كانت موجودة قبله عند الإغريق، والهنود، وأعطاها طابعه الخاص من الالتزام بالمنطق، وبفضل الخوارزمي، غدا العالم يستخدم الأعداد العربية التي غيرت وبشكل جذري مفهومنا عن الأعداد، وأدخل مفهوم الصفر، الذي بدأت فكرته من الهند.
وصحح الخوارزمي أبحاث العالم الإغريقي Ptolemy في الجغرافية، معتمدا على أبحاثه الخاصة، وأشرف على عمل 70 جغرافياً لإنجاز رسم أول خريطة للعالم، وغدت أبحاثه معروفة في أوروبا بعد ترجمتها إلى اللاتينية، وكان لها دوراً كبيراً في تقدم العلوم في الغرب، وعرف علم الرياضيات في أوروبا من كتابه "الجبر"، وغدا هذا الكتاب، كتاب تدريس الرياضيات في الجامعات الأوروبية حتى القرن السادس عشر، كما كتب الخوارزمي عن الساعة، والإسطرلاب، والساعة الشمسية.
ولعبت انجازات الخوارزمي في الرياضيات دورا كبيرا في تقدم الرياضيات والعلوم التي تعتمد عليها، إضافةً لإسهاماته الكبرى في الحساب، وأبدع في علم الفلك، وأتى ببحوث جديدة في المثلثات، ووضع جداول فلكية (زيجاً)، وكان لهذا الزيج الأثر الكبير على الجداول الأخرى التي وضعها العرب فيما بعد، أو استعانوا بها، أو اعتمدوا عليها، وأخذوا منه أهم إسهاماته العلمية والتحسينات التي أدخلها على جغرافية بطليموس سواء بالنص أو الخرائط.
ويعد كتاب "الجبر والمقابلة" من أشهر كتب الخوارزمي، وهو الكتاب الذي ألَّفه لما يلزم الناس والحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم، وفي مقاسمتهم وأحكامهم وتجارتهم، وفي مساحة الأرض وجميع معاملاتهم. وعالج الكتاب تعاملات الناس من بيع وشراء، وصرافة العملات، والتأجير. وأثناء بحثه في أعمال مسح الأرض عين وحدة للقياس، وقام بأعمال تطبيقية تناولت مساحة بعض السطوح، ومساحة الدائرة، ومساحة قطعة الدائرة، وعين لذلك قيمة النسبة التقريبية لـ(ط) بـ 7/22، وتوصل أيضاً إلى حساب بعض الأجسام، كالهرم الثلاثي، والهرم الرباعي، والمخروط. وترك من بعده كتباً هامة مثل: "الزيج الأول، والزيج الثاني" المعروف "بالسند هند"، وكتاب "الرخامة"، وكتاب "العمل بالإسطرلاب".
وهذا إثبات آخر يشير إلى أن الفترة الممتدة من أواخر القرن العاشر وحتى بداية القرن الحادي عشر كانت من أهم المراحل التي بلغت خلالها الحضارة والثقافة والعلوم العربية والإسلامية ذروتها، ووصل معها الفكر العربي الإسلامي أعلى درجاته، ولكنها ومع الأسف الشديد بدأت بالأفول مع غياب الإستقرار إثر الصراعات الدامية التي دارت من أجل السلطة، والحروب الداخلية التي عصفت بأنحاء الدولة الإسلامية مترامية الأطراف آنذاك، ومهدت الطريق أمام الغزو الأوروبي الذي فرض على العالمين العربي والإسلامي التجزئة والتخلف، وبنى على أنقاض الدولة العربية الإسلامية حضارة مزدهرة وأنكر فضل الحضارة العربية الإسلامية على ما وصلت إليه العلوم الحديثة اليوم.
المراجع:
1. الموسوعة الأوزبكية: http://www.ziyonet.uz/ru/.  (باللغة الروسية)
2. الموسوعة الحرة ويكيبيديا.
3. الموسوعة البريطانية للطلاب.
4. الموسوعة البريطانية.
5. موسوعة مايكروسوفت إنكارتا.
6. موسوعة المعرفة http://www.marefa.org/.
7. موسوعة موهوبون http://www.mawhopon.net/.
8. هنري كوربين: الرحلة والرسول: إيران والفلسفة. كتب شمال الأطلسي، 1998.