الاثنين، 31 مارس 2014

الأديب الأوزبكي الكبير عبد الله قادري


الأديب الأوزبكي الكبير عبد الله قادري
بحث أعده أ.د. محمد البخاري، عربي سوري مقيم في جمهورية أوزبكستان، دكتوراه في العلوم السياسية (DC) تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة، ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)، تخصص صحافة، بروفيسور متقاعد. طشقند، 31/3/2014


الشاعر والأديب والمؤلف المسرحي الأوزبكي المشهور على نطاق واسع في وطنه وخارجه عبد الله قادري، هو مؤسس فن الرواية في الأدب الأوزبكي الحديث.
ومؤلفات عبد الله قادري بالكامل تناولت حياة الشعب الأوزبكي. ومن مؤلفاته المسرحية المنشورة مسرحية "طائر اللقلق الأبيض والأسود" التي كتبها خلال ثلاثينات القرن العشرين، وقام المخرج المسرحي المعروف مارك فايل، في وقت لاحق بتقديمها على خشبة المسرح التجريبي "إلهام" الذي أسسه بمدينة طشقند.
وعبد الله قادري (جولكوكباي) ولد بمدينة طشقند عام 1894 في أسرة تاجر طشقندي ثري. وعاش سنوات طفولته ومراهقته وسط التجار والفلاحين الفقراء والأغنياء، وكبار الحرفيين الموهوبين، والحرفيين الصغار، والفلاحين المعدمين الذين جاؤا إلى طشقند تحت وطأة الفقر بحثاً عن مصدر للعيش.
ولعب عالم الكادحين، والمثقفين الذي عاشه في مدينة طشقند دوراً هاماً في تشكل ونمو آفاق مستقبله كأديب أوزبكي.
وعبد الله قادري لم يتعرف على حياة الشعب الذي ينتمي إليه عن طريق السماع أو بقراءة الكتب، بل تشبع بخصائصه عن طريق التعامل المباشر مع الناس من حوله.
وبعد تخرج عبد الله قادري من مدرسة النظام التعليمي القديم، التحق بالدراسة في المدرسة الروسية المحلية. وخلال دراسته اهتم بمطالعة مؤلفات: علي شير نوائي، ولطفي، ومقيمي، وفرقت، وتشولبان، وفطرت، وغيرهم من كلاسيكيي الأدب الأوزبكي.
وتشكلت أصالة هذا الأديب على أعتاب القرنين التاسع عشر، والعشرين، والتي كانت مرحلة تبدلات إجتماعية جذرية في المجتمع الذي عاش فيه، وهو ما أثر على نظراته الأدبية وزادها تعقيداً وتناقض، وجاءت ورافقت مرحلة غير مستقرة عانت من الهزات الإجتماعية، والسياسية، والأخلاقية. وتركت بصماتها على مؤلفاته وآراءه، التي كانت بحد ذاتها متناقضة، ولم تخلو من الأفكار الإجتماعية والحياتية المتحيزة لوطنه.
وتميز الطريق الذي سار عليه عبد الله قادري في بحثه الأدبي بالصعود الدائم، والإنجازات الإبداعية المتميزة. وجاءت فترة قمة بحثه الأدبي لإعطاء إجابات على أسئلة تاريخية تشكلت في الحياة الإجتماعية الأوزبكية، وعكست وبشكل واسع واقع الحياة المعاصرة أو ما اصطلح على تسميته آنذاك بـ"الوقت الميت" في الواقع التاريخي المعاش.
ومن لآلئ إبداعات عبد الله قادري روايات تاريخية، منها: "أيام زمان" كتبها عام 1926؛ و"العقرب من المذبح" كتبها عام 1929؛ وكانت من المؤلفات الأولى التي تناولت مواضيع تاريخية في الأدب الأوزبكي الحديث. ورواية "الأيام الماضية"؛ وهي الرواية التي تناول فيها الواقع بالكامل، والصراعات الإجتماعية والأخلاقية الصعبة، والتداخلات الإجتماعية العميقة آنذاك.
ووصف عبد الله قادري في مؤلفاته، النواحي الجمالية للتقاليد الشعبية، والعبادات الدينية، واستعرض القوانين غير المكتوبة، سارية المفعول في أملاك حاكم طشقند عزيز بيك آنذاك، والتي كانت تنتهك حقوق وكرامة الناس. ومثلها بوصفه لمكر وخداع وقسوة "القاضي" مع "الجانحين" أمثال: عزيز بيك المنافق الماهر الذي حكم طشقند لمدة ثلاث سنوات، أصيبت طشقند خلالها بالإنحطاط، وأصاب الحرفيين الإفلاس، وأدت إلى انخفاض زراعة الرز، والقطن، بشكل ملحوظ.
وأظهرت روايات عبد الله قادري الفقر الروحي لدى أصحاب السلطة، وانعزال قمة السلطة عن الإهتمام بالشعب، وعدم قدرتهم النظر بالقضايا الإجتماعية التي نضجت، وعجزهم عن إيجاد طرق عملية لحلها. ومن ضمن هذا الإطار كانت رواية "الأيام الماضية" قمة الصعود في إبداعات عبد الله قادري، ومرحلة هامة من مراحل تطور فن النثر في الأدب الأوزبكي الحديث.
وقام عبد الله قادري وبمهارة فنية عالية، وبصدق، بوصف تناقضات واقع عالم الإقطاعيين. وأبرز الشعب كصانع للقيم المادية والثقافية من جانب، ومن جانب آخر، كحامي ومدافع عن الدولة، وحاول في كتاباته تقويض أسس حكم الخانات، ودعى للتمرد على مضطهدي الشعب. وبالضبط ضد الحكام الذين فرضوا على الشعب ضرائب كبيرة وباهظة.
وتمثل الصراع الرئيسي في الرواية، كصراع اجتماعي وأخلاقي ضد التناقضات الجارية بين الأب والإبن، عطابيك الفتي، وهو إنسان يتمتع بنظرة تقدمية نحو "البناء الأسروي"، ويكافح ضد التقاليد، وخاصة عندما قام الوالدين بتزويج ابنهم من فتاة لا يحبها، ووالده يوسف بيك حجي، الذي كان حامياً للتقاليد، والنظام الأبوي، والعادات الأسروية القديمة. وبمهارة قام عبد الله قادري بوصف هذا الصراع الدائر ضمن الأسرة، وليس كصدفة، بل كظاهرة قومية عامة.
وصور في الصراع عطا بيك والفتاة التي أحبها كوميوش، كظاهرة جديدة لم يعتد عليها الأدب الأوزبكي. عطابيك منحدر من أسرة غنية، وهو إنسان متعلم، ويفهم الحياة بطريقة مغايرة لمفهوم الجيل الذي سبقه، ويملك أحاسيس قوية بالعدالة. ومن خلالها يفضل محبوبته كوميوش، التي تتمتع بتربية جيدة، ومتعلمة، وتملك ذكاء طبيعياً، وجمالاً، وحسن المعاشرة. وتحب عطا بيك بصدق. ولكن هذا الحب حرمها من السعادة، لتبقى أسيرة للتقاليد القديمة، التي لا يحترم الأهل فيها مشاعر ابنتهم.
وطبعاً كانت كوميوش مدينة بصفاتها الروحية، والجمالية، وغنى عالمها الخاص لأمها، أفتوب أيم، التي جسدت في شخصيتها الأحلام الطيبة للمرأة الأوزبكية الأصيلة. وكوميوش الذكية، والهادئة، والمحافظة، والتي تحب أمها، تحب بصدق إنسان أبعدته عنها ربة البيت. لتبقى أفتوب أيم أسيرة العادات القديمة، وتقوم وبصدق بتحقيق رغبات زوجها، وتطيع آراءه وتحافظ عليها.
واهتماماته بالمواضيع التاريخية أوضحها عبد الله قادري، من خلال مساعيه الفكرية والفنية في تصوير ماضي شعبه، وإظهاره لصبره، وحبه للعمل، وكفاحه البطولي من أجل الحرية والإستقلال، وفي النظرة العميقة بالقضايا المعاصرة للشعب الذي ينتمي إليه.
ومن خصائص روايته "العقرب من المذبح"، التي نشرت باللغة الروسية عام 1961، أن عبد الله قادري استطاع عرض صور الحياة، وتاريخ الشعب الأوزبكي بنجاح، وأدخلها بمهارة وسطوع في روايته، وأعطاها الألوان المميزة لتلك المرحلة، وكشف طبيعة أبطاله كما كانوا في الظروف التاريخية الحقيقية بأربعينات القرن التاسع عشر.
ومن ضمن هذا الإبتكار نظر النقاد إلى عبد الله قادري كأول رائد للرواية التاريخية الأوزبكية. وأغنى في روايته "العقرب من المذبح" إلى حد كبير تقاليد الإتجاهات الواقعية، وأدخل إسهامات ملحوظة في أشكال التحليل السيكلوجي لأبطال الرواية، وفتح طريقاً جديدة لتصوير العالم الداخلي للإنسان، مظهراً التطور الدائم لطبيعة أبطال رواياته.
وفي هذا المجال قال عبد الله قادري "سأعرض بإيجاز مضمون الرواية، بقدر ما يكون ذلك ممكناً في إطار كتاب صغير، فأنا قلت في كتابي، أن العلماء وفروا الغطاء المطلوب لخودايار خان، بصفتهم هيئة دينية عليا في المنطقة، وحتى من خلال حياتهم الإجتماعية والخاصة، وفي المدارس، وفي الحياة الأسروية..". وهنا لابد من افشارة إلى أن الأبطال الرئيسيين اللذين اختارهم عبد الله قادري لمؤلفاته كانوا من "الكادحين الأمناء بأخلاقهم، وصدقهم، واستعدادهم للوقوف دفاعاً عن بعضهم البعض".
وفي روايته "العقرب من المذبح"، تحدث عبد الله قادري وبصدق عن الحياة الإجتماعية والأخلاقية للمجتمع التركستاني خلال الفترة الممتدة ما بين القرنين التاسع عشر والعشرين.
ووضع عبد الله قادري الموهوب صوراً متعددة الجوانب للحياة التاريخية الواقعية في تركستان، عكس من خلالها وبسطوع الأحداث التي جرت، وطبيعة الأبطال، المشاركين في تلك الأحداث التاريخية الحقيقية. وأكد من خلالها على الحرية الشخصية للإنسان، وحرية أهدافه الحكيمة، وحب الشباب النقي.
وفي هذا سعى عبد الله قادري للكشف عن تميز وجوهر تركيبة الحياة الإقطاعية لدى الشعب، مظهراً طبيعة الحكام عملياً، وطبيعة ملهميهم الروحانيين، ولم يخفي، بل حتى ضخم التناقضات بين القوانين الإقطاعية الراسخة المكتوبة وغير المكتوبة، وهي "قوانين" العادات والتقاليد الشعبية. حيث تشكلت تلك التناقضات غير المعلنة، من خلال المصائر الصعبة التي واجهها أبطاله في حياتهم. وأنور، ورانو، كانا الصورة الدرامية التي عكست رغبات عبد الرحمن المتمثلة بإخضاع الفتاة لإرادته، وعلى الرغم من تآمر شهيد بيك، فقد مجد المؤلف حبهم الصادق لبعضهم البعض، واستعدادهما لإنشاء أسرتهم الخاصة بهم.
وصور سعي رانو، نحو كل شيء جميل، ونقي، ونبيل، وقدمها عبد الله قادري في الرواية كفتاة رائعة، تتمتع بخصائص عادية نابعة من الطبيعة الشعبية الأوزبكية، وتتميز بالصدق، ونقاء الأفكار، والبساطة الروحية، والإنفتاح. وتحب أنور حباً نظيفاً ساطعاً، وبصدق وإخلاص. وكان أنور يجسد بالنسبة لها الرجولة، واحاسيس العدالة والإخلاص بلا حدود.
وهكذا رأت رانو، حبيبها، كما هو بالفعل. جريء، وذكي، ويحسن النضال للفوز بحبيبته، وتتلوع روحه من دونها. وهو وبكل بساطة لا يتصور حياته دون محبوبته رانو. وبفضل ذكائه، وحذاقته، وموهبته، وخفة ظله، وهو الذي نشأ يتيماً محباً للعمل، أصبح شخصية هامة في مجتمع قصر الخان، الذي أعطاه منصب ميرزة (أي أمين السر)، ليتمتع بشخصية متميزة بين نبلاء القصر.
ولكن ما ميز أنور، عن الكثيرين من المحيطين به بالفعل، هو أنه لم يفقد صلته الروحية مع الشعب الذي ينتمي إليه، وحافظ على حسن علاقاته الإنسانية، ووقف ضد العنف والإستبداد، وبقي إنساناً صادقاً، ومخلصاً. ولهذا كان أنور يعاني من صعوبات كبيرة في خدمة الخان الحاكم، الذي يتجاهل كل القوانين، ويعترف برغباته فقط وأحياناً "دون الرجوع حتى لضميره".
وعبد الله قادري مؤلف الرواية الضخمة "مجرفة عابد"، ومؤلف المقالات الأدبية التي أثارت ضجة كبيرة في الأوساط الأدبية، مثل: "ماللابوي آكا من غيروان"، والكثير غيرها من المقالات الأدبية والقصص، التي قدم من خلالها إسهامات ملحوظة في تاريخ الأدب الأوزبكي. دفعت عزت سلطانوف للكتابة عن أن "عبد الله قادري، دخل الأدب الأوزبكي مثل الرعد والبرق، وكضوء البرق الساطع، وجذب لنفسه إهتمام الجميع".
ومثل هذه الشهادة العادلة جاءت أيضاً في كلمات الكاتب القازاقي مختار أويزوف الذي أشار خاصة إلى: "نحن قرأنا في أيام شبابنا روايات عبد الله قادري. وأذهلتنا مهارته في نحت الطبيعة الإنسانية، ونقله عاصفة من المشاعر الإنسانية إلينا... وكلها كانت تسمو بحب أبطالها ".
ولهذا حصلت مؤلفات عبد الله قادري الكثيرة، على إعتراف الكثير الدول الشرقية، ودول رابطة الدول المستقلة، كمؤسس لفن الرواية في الأدب الأوزبكي الحديث.
ومن مؤلفاته: - "الأيام الماضية"؛ - "العقرب من المذبح"؛ - "مجرفة عابد"؛ - "ماللابوي آكا من غيروان"؛ - "الزنديق"؛ - "العريس البائس"؛ - "لأمتي"؛ - "حفل الأرواح الشريرة".
ونعتقد أن دراسة مؤلفات عبد الله قادري وأمثاله لم تزل حتى اليوم هامة وتوفر الفرصة للباحثين في تشخيص الصعوبات التي عانى ويعاني منها الأدباء والمفكرين بأبداعاتهم خلال المنعطفات الرئيسية التي تجري في حياة المجتمعات التي ينتمون إليها. وأن مثل تلك الدراسات تمكن الأدباء والمفكرين الشباب من تجنب تكرار تلك الصعوبات والوقوع في أخطائها.
المراجع:
1. أ. علييف: "عبد الله قادري". طشقند، 1967.
2. مؤلفات: كيتشيك أسارلاري. طشقند، 1969؛ ترجمت إلى اللغة الروسية، بعنوان "الأيام الماضية". ترجمة: بوسليسل. إ. سلطانوافا، طشقند، 1961؛ والعقرب من المذبح. موسكو، 1964.
3. إضاءآت: كوشتشانوف م.، على مهارات عبد الله قادري...، في كتابه: حياة. طبيعة. مهارة. طشقند، 1963.
4. الرابط اإلكتروني: http://www.ziyonet.uz/ru/people/abdulla-kadiri/
===

الثلاثاء، 25 مارس 2014

الأديب الأوزبكي الكبير تشولبان


الأديب الأوزبكي الكبير تشولبان
كتبه: أ.د. محمد البخاري


تشولبان هو الإسم المستعار للشاعر والكاتب المسرحي، والأديب، والمترجم الأوزبكي عبد الحميد سليمان أوغلي يونوسوف.
وتقديراً لمواقفه البطولية وخدماته الكبيرة في الأدب الأوزبكي أصدر رئيس جمهورية أوزبكستان في عام 1999 قراراً بمنحه وسام "مستقليك".
ولد تشولبان بمدينة أنديجان في أسرة تاجر غني عام 1893، وفي البداية تلقى تعليمه بالمدرسة التقليدية، وبعدها انتقل للدراسة في المدرسة الروسية بأنديجان.
واهتم تشولبان منذ صباه بالأنشطة الأدبية، وبالأفكار التربوية، وكانت صحيفة "ترجمان"، التي أصدرها بمدينة باختشي ساري آنذاك ورئس تحريرها المربي المعروف إسماعيل غاسبيرينسكي (ولد عام 1851 وتوفي عام 1914)، مصدر كل إهتماماته الأدبية.
ونشاطاته الأدبية بدأها تشولبان في عام 1914. وكان متأثراً بالتربية والثقافة الكلاسيكية السائدة آنذاك في العالم الإسلامي، ولكنه كان في نفس الوقت متجرعاً لروح المرحلة الجديدة التي عاشها، وكان مقتنعاً بضرورة إدخال تغييرات في الأدب السائد آنذاك. ووضعت مؤلفاته الأسس اللازمة للشعر الأوزبكي الحديث، بينما أغنت مؤلفاته الدرامية المسرح الأوزبكي، وغدت رواياته الأدبية مرحلة جادة من مراحل تطور فن الرواية بالأدب الأوزبكي الحديث.
وكان تشولبان مهتماً بالترجمة من اللغة الروسية إلى اللغة الأوزبكية، حيث شكلت ترجماته مدرسة هامة صقلت مهاراته الأدبية.
وترجم تشولبان إلى اللغة الأوزبكية مأساة "هاملت" للأديب العالمي و. شكسبير، وترجم بعض المسرحيات التي ألفها ك. غوتستسي، وك. غولدوني، وترجم بعض المؤلفات الكلاسيكية في الأدب الروسي التي كتبها أ. بوشكين، ون. غوغول، وأ. تشيخوف، وغيرهم من الكتاب الروس إلى اللغة الأوزبكية، وترجم "قصة المشنوقين السبعة" التي كتبها الأديب ل. أندرييف، ورواية الأديب م. غوركي "الأم".
وفي المرحلة التي سبقت الثورة البلشفية في روسيا كانت تشوب مؤلفات تشولبان مواضيع متشائمة بقوية كقصته "الدكتور محمديار" التي كتبها عام 1914.
وتميزت إبداعاته الشعرية أثناء حكم السلطات السوفييتية في أوزبكستان بتناقض الأفكار والمواقف. وغلبت على مجموعاته الشعرية "النهضة" عام 1922، و"الينابيع" عام 1924، و"أسرار الفجر" عام 1926، مشاعر وأحاسيس البورجوازية الوطنية.
واستمرت هذه الحال معه حتى النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي حيث توقف تشولبان عن تلك المشاعر وبدأ يتجنب الأخطاء والمتاهات في كتاباته، معترفاً بتفوق الواقع الجديد تاريخياً وإجتماعياً.
ومراحل تطوره وسعة آفاقه انعكست في روايته الدرامية "ياركين أوي" التي صدرت عام 1920، وأعيد إصدارها معدلة في عام 1926، وفي روايته "الليل والنهار" التي صدر القسم الأول منها عام 1936، وفي القصص التي كتبها آنذاك.
وفي مجموعته الشعرية "سوز" التي صدرت عام 1931 مجد ثورة أكتوبر التي حدثت عام 1917 وأشاد بنجاحات البناء الإشتراكي في أوزبكستان.
ولكن ذلك لم يشفع له وواجه نفس المصير الذي واجهه الأديب الكبير فطرت، والكثير من الشخصيات الأدبية والإجتماعية الأوزبكية آنذاك. وفي ثلاثينات القرن الماضي وقع تشولبان ضحية تهمة ملفقة اتهمته برسالة مجهولة المصدر بأنه معاد للثورة ومعاد للسلطات السوفييتية. وقامت السلطات السوفييتية باعتقاله عام 1937، وأعدم رمياً بالرصاص يوم 4/10/1938.


بحث أعده أ.د. محمد البخاري في طشقند بتاريخ 25/3/2014 بتصرف عن المصدر الإلكتروني: http://www.ziyonet.uz/ru/people/chulpan/

الأحد، 9 مارس 2014

الفنان التشكيلي الأوزبكي الكبير رحيم أحميدوف


الفنان التشكيلي الأوزبكي الكبير رحيم أحميدوف
كتبه: أ.د. محمد البخاري


رحيم أحميدوف
رحيم أحميدوف، فنان تشكيلي أوزبكي من المرحلة السوفييتية، حصل في عام 1962 على لقب فنان الشعب بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية. وشغل من عام 1965 منصب رئيس مجلس إدارة اتحاد الفنانين التشكيليين بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية. وفي عام 1967 حصل على جائزة حمزة الحكومية بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية عن سلسلة لوحاته للشخصيات المعاصرة، وحصل على وسام "شارة الشرف".


بورتريه الحافظ الشعبي عمرزاقوف


بورتريه الفلاح
ولد رحيم أحميدوف عام 1921 بمدينة طشقند. واجتاز طريق حياة إبداعية كبيرة، وخلال الأعوام الممتدة من عام 1947 وحتى عام 1953 درس في معهد ب. بينكوف للفنون والتماثيل والعمارة في ليننغراد. وفي عام 1953 بدأ حياته العملية ومارس التدريس في معهد ب. بينكوف المتوسط للفنون في أوزبكستان، وعمل بعد ذلك مدرساً أقدم، ومن ثم بروفيسور في معهد طشقند الحكومي للفنون. ومن عام 1965 وحتى عام 1984، ومن عام 1992 وحتى عام 1994 شغل رحيم أحميدوف منصب رئيس إتحاد الفنانين التشكيليين في أوزبكستان.


أحميدوف في مرسمه
وكرس الفنان التشكيلي الموهوب رحيم أحميدوف أعماله الفنية وبمهارة عالية لفرادة جمال طبيعة وطنه، والتقاليد الطيبة والقيم القومية للشعب الأوزبكستاني، وأجد شكل للناس محبي العمل والكرماء. ولاقت أعماله الفنية نجاحاً كبيراً في المعارض الفنية الهامة، التي نظمت في أوزبكستان وفي العديد من الدول الأجنبية. ولوحاته التشكيلية "أكتاش"، و"الربيع"، و"عند الحاووظ"، و"أفكار الأمومة"، و"الصديقات"، و"يناير/كانون الثاني"، أصبحت من الموروث المعنوي للشعب الأوزبكستاني، وأخذت المكان اللائق بها في خزائن الفنون الجميلة القومية بأوزبكستان.


لوحة ألوان أرضي
 ولوحات رحيم أحميدوف التشكيلية "صباح الأمومة"، و"إمرأة من سورخانداريا"، و"الأغنية"، و"في الورشة"، و"بورتريت فنان الشعب الأوزبكستاني أ. تنسيقباييف"، تميزت بمهارة فنية عالية.


أحميدوف مع واحدة من لوحاته
وأحدث رحيم أحميدوف مدرسته الإبداعية الواقعية الفريدة في الفنون الجميلة القومية، وأشرف على تنشئة عشرات الفنانين التشكيليين الموهوبين، وحاز على احترام وتقدير أوساط المثقفين في أوزبكستان كمربي ومعلم أحاط طلابه باهتمامه دائماً.


اللوحة
ولقاء الإنتاج المبدع، وإسهام رحيم أحميدوف الكبير في تطوير الثقافة والفنون الأوزبكستانية حصل على تقدير الدولة. واستحق اللقب الفخري "فنان الشعب بجمهورية أوزبكستان"، وجوائز حكومية أوزبكستانية، وقلد وسام "بيوك خزماتلاري أوتشون".
وبتاريخ 9/7/2008 توفي فنان الشعب الأوزبكستاني، عضو أكاديمية الفنون الجميلة رحيم أحميدوف عن عمر ناهز الـ 87 عاماً.
وستبقى ذكرى الفنان التشكيلي البارز رحيم أحميدوف، والمربي، الذي كرس إبداعاته لجمال طبيعة بلاده الفريدة، والمربي الذي حرص على تنشئة جيل شاب من الفنانين التشكيليين، دائماً في قلوب طلابه ومحبيه في أوزبكستان.

بحث أعده أ.د. محمد البخاري في طشقند بتاريخ 9/3/2014 بتصرف نقلاً عن المصدر الإلكتروني: http://www.ziyonet.uz/ru/people/rahim-ahmedov/


الخميس، 6 مارس 2014

الشاعر والشخصية الإجتماعية الأوزبكية إركين وحيدوف

الشاعر والشخصية الإجتماعية الأوزبكية إركين وحيدوف

كتبه: أ.د. محمد البخاري

 

إركين وحيدوف

الشاعر والشخصية الإجتماعية الأوزبكية إركين وحيدوف من الشخصيات اللامعة في الأدب الأوزبكستاني المعاصر. ويعتبر شعره بحق استمراراً لفن الغزل الشعري الكلاسيكي التقليدي الأوزبكي، الذي يعبر عن حب الوطن وفضائه الجميل، والإيمان بالمستقبل المشرق للوطن الذي كان وبقي في صلب إبداعاته الشعرية.

ولد إركين وحيدوف بتاريخ 28/12/1936 في تومان ألتي آريك، بأسرة معلم في المدرسة. وتلقى تعليمه من عام 1955 وحتى عام 1960 بكلية الآداب في جامعة طشقند الحكومية (حالياً الجامعة القومية الحكومية بجمهورية أوزبكستان). وبعد تخرجه منها عمل في مختلف دور النشر والصحف والمجلات، وكان أول رئيس تحرير لمجلة "يوشليك" (الشباب) عام 1982.

ويعبر الشاعر إركين وحيدوف وبسطوع عن مواقفه حيال وطنه. وتمتلئ أشعاره بالقلق حيال مستقبل الشباب في وطنه أوزبكستان، بسعي دائم يراعي التفاعلات الروحية والأخلاقية الجارية في الحياة المعاصرة في بلده. وخاصة في أشعاره:
- "البرج" التي تحدث فيها عن ضرورة الحفاظ على الماضي في ذاكرة أبناء بلده؛
- و"الليل في سمرقند" التي تحدث فيها عن العلاقة الوثيقة بي العصور التي مرت بها بلاده؛
- و"الأسطورة الشرقية" التي تحدث فيها عن جوهر الحياة الإنسانية؛
- و"قلب الشاعر" و"أباي" و"الأشعار الضائعة" التي تحدث فيها عن أهمية الشاعر الوطنية.
وشغل الهجاء مكانة ملحوظة في إبداعات الشاعر إركين وحيدوف، وفي سلسلة أشعاره الساخرة "نكات قرية دانش " تحدث عن أم موسى، وسخر من التملق، والخيانة، والبخل، وشراء الذمم. وجاء جمال أشعاره من تنوع ملاحظاته الدقيقة، وعمق تفكيره بها، وخصوصية الوسائل التي عبر عنها في أشعاره.
وفي قصيدته "النعامة"، لعب إركين وحيدوف باسم هذا الطير باللغة الأوزبكية، والمؤلف من كلمتين، الجمل، والطير. لتولد معها أبيات شعرية قصيرة، تعبر بدقة عن أولئك الناس الذين لا قيمة لهم في المجتمع، من الانتهازيين والجبناء. وقصائده العاطفية استحقت دائماً الإهتمام. واعتبر وبحق من مطوري أسلوب الغزل الكلاسيكي الأوزبكي، ومن الأمثلة على ذلك أشعاره " بكى العندليب طيلة الليل"، و"البرعم" حيث قدم الشعر الغزلي، عبر الورود، وفرهاد ومجنون، وأعطى صورة مميزة للحب المأساوي، وركز على ذكر اسمه في الأبيات الشعرية الأخيرة، مثل:
نعم نمى دم إركين،
زهرة في حديقة حبك.
وحافاظ إركين وحيدوف في أشعاره على التقاليد الشعرية الأوزبكية، وصور حبه الشاعري الأصيل. وفي أشعاره "النبع" صور للقراء فتاة، تجلس عند النبع، من خلالها صور خلفية واقعية، وصور عواطفه من خلال استعراض تاريخ الحب، وكان أكثر دقة في تصويره لانتظار الحب. وشبه حب أبطال أشعاره العاطفية كجزء من النبع المتدفق من أعماق الأرض. وقدم أبطال اشعاره وهم ينتظرون الأحاسيس المضيئة.
وفي اشعاره "بلدي الحر أوزبكستان" أنشد الشاعر لأغلى ما حصل عليه الشعب الأوزبكستاني، وهو الحرية وإستقلال الوطن. وتوجه إركين وحيدوف في أشعاره نحو الماضي التاريخي لأرض وطنه، مشيراً لـ"جحافل الشر المفترسة التي داست أرض وطنه مخلفة فيها جروحاً مرئية". وفخر الشاعر بالمساعي الجارية في بلاده منذ القدم نحو حرية وازدهار الوطن، وعبر في ملاحم "ألباميش" و"تور أوغلي" عما يجري في الوقت الراهن، مشاركاً مباشر في تلك الأحداث مشاركة عضوية. ويقارن بدقة بين الوطن والأسطورة البطولية للحصان المجنح، رمز القدرة، والقوة والحرية.
وعن أعجابه بإبداعات إركين وحيدوف عبر الشاعر روبيرت روجديستفينسكي وكتب: دخلت صلابة صدقه أعماقي في قصيدته "الأرض الصلبة"، وأعجبتني قصيدته لتعدد طبقاتها وأصواتها معبرة عن "تمرد الخالدين" للشاعر البنغالي نازرولي إسلامي. وعرض فيها صوت المؤلف من كل الجوانب الممكنة وكل ما سجيله، من همسات، وحتى الصراخ...
وختم ملاحظته القصيرة بقوله، أريد استعراض أحد أشعاره من المجموعة. وفيها سلسلة رائعة تقول:
لا تبحث في اشعارك عن تسميتك،
أضع فوق اشعاري أحياناً نجمة. في الليل، وسط صمت النوم،
وفي ضوضاء النهار وسط الأشعة الساطعة،
كحارس أمين للآية، وتحترق، نجمة.
أحترق في دقائق السعادة العميقة،
أحترق في ساعات الحزن وحيداً،
وفي اللهيب أحترق. وفي البرد. وعندما تغرب نجمتي.
وكتب الشاعر الروسي روبيرت روجديستفينسكي عن الشاعر الأوزبكي إركين وحيدوف " هذه الأشعار برأيي جيدة جداً ودقيقة. وتتضمن حكمة وهدوء وبساطة. وتتضمن آلام. آلام إنسانية حقيقية...".
وتعبيراً عن الإعتراف بدور الشاعر استحق إركين وحيدوف عام 1999 لقب بطل أوزبكستان.

وسام بطل أوزبكستان
و السياسة شغلت إركين وحيدوف عن الأعمال الإبداعية الشعرية بعد انتخابه عضواً في البرلمان الأوزبكستاني بعد الإستقلال.

إركين وحيدوف يتحدث أثناء إحدى اللقاءآت السياسية
ومن مؤلفاته: المجموعة الشعرية الأولى: "تنفس الصباح" عام 1961.
ومجموعاته الشعرية: "أغنية لك" عام 1962؛ "القلب والعقل" عام 1963؛ "صراخ القلب" عام 1964؛ "كلمات عاطفية" عام 1965؛ "قصيدة كتبت في الخيمة" عام 1966؛ "ديوان الشباب" عام 1969؛ "تشاروغبون" عام 1970؛ "الكواكب الحية" عام 1978؛ "الشاطئ الشرقي" عام 1981؛ "رسالة للمستقبل" عام 1983؛ "الحب" عام 1984؛ "شباب اليوم" عام 1986؛ "الآلام" عام 1991؛ "الأفضل الحقيقة المرة" عام 1992.
ومن مؤلفاته المسرحية: "الجدار الذهبي"؛ "مأساة اسطنبول"؛ "التميمة الثانية".
ومن أعماله الأخرى: ترجم إركين وحيدوف إلى اللغة الأوزبكية: ماساة غوته "فاوست"؛ واشعار س. يسينين، وأ. تفاردوفسكي، وم. إقبال، ورسول حمزاتوف، وغ. إمينس، وغيرهم من الشعراء.
وبقي أن أشير إلى اللقاء الأول الذي جمعني بالشاعر الأوزبكي الكبير إركين وحيدوف عندما كنت طالباً بكلية الصحافة بجامعة طشقند الحكومية، وأعددت حينها مع يوسف حمداموف أحد المدرسين الشباب في الكلية مقالة عن الشبيبة في سورية، وزرناه معاً في مكتبه بمجلة "يوشليك" وسلمناه المقالة التي نشرت في أول عدد صدر بعد ذلك اللقاء. وفي عام 1984 ترجمت مقالة نشرتها إحدى الصحف المحلية الصادرة في طشقند وتحدث فيها عن انطباعاته لزيارته سورية ضمن وفد اتحاد الكتاب السوفييت، ونشرتها صحيفة البعث الدمشقية بعددها رقم 6371 تحت عنوان "مع الشاعر إركين وحيدوف" وزرته حينها في مكتبه بالمجلة وسلمته نسخة من الصحيفة. وفي تسعينات القرن الماضي شاءت الأقدار ليكون ابنه خورشيد بين الطلاب اللذين درستهم اللغة العربية في كلية اللغات الشرقية بجامعة طشقند الحكومية، وذات مرة فوجئت بدعوة حملها ابنه تدعوني لزيارته في بيته، وكانت جلسة حميمية على مائدة الغداء تحدث خلالها إركين وحيدوف عن ذكرياته وانطباعاته التي تركتها لديه زيارته لسورية، وعن الأدباء والشعراء العرب اللذين التقى بهم في طشقند ودمشق وأماكن أخرى.

بحث أعده أ.د. محمد البخاري بتصرف عن الرابط الإلكتروني: http://www.ziyonet.uz/ru/people/erkin-vahidov/ في طشقند بتاريخ 4/3/2014.

الأحد، 2 مارس 2014

المخرج السينمائي الأوزبكي الكبير شهرت عباسوف


المخرج السينمائي الأوزبكي الكبير شهرت عباسوف
كتبه: أ.د. محمد البخاري

المخرج السينمائي الأوزبكي، وكاتب السيناريو السينمائي في العهد السوفييتي شهرت صاليحوفيتش عباسوف، استحق لقب فنان الشعب بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية، ولقب "فنان الشعب في اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية" عام 1981، ووشغل منصب أمين سر إدارة اتحاد السينمائيين في أوزبكستان، وحصل على جائزة حمزة الحكومية لجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية عام 1974، وعلى جائزة لينين للكومسومول الأوزبكستاني عام 1972.
ولد شهرت عباسوف، عام 1931 بمدينة قوقند. وتخرج من المعهد المتوسط الطبي بطشقند عام 1949. ولكن ميوله الفنية تغلبت والتحق للدراسة بكلية الإخراج في معهد أ.ن. أوستروفسكي المسرحي الفني بطشقند وتخرج منه عام 1954، والتحق في عام 1958 بالدراسة في دورات الإخراج العليا التابعة لـ"موسفيلم". وبعدها عمل مخرج رئيسي بالمسرح الدرامي بمدينة يانغي يول. وأخرج فيه مسرحيات: "أسرار القلب" تأليف ب. رحمانوف؛ و"نور خان" تأليف كامل ياشين؛ و"خداع ميسرة" تأليف حمزة حكيم زادة نيازي؛ و"الأسنان المريضة" تأليف ع. قهار، وغيرها.
كما مارس تدريس مهارات التمثيل في معهد أ.ن. أوستروفسكي المسرحي الفني بطشقند. وعمل مخرج منفذ في الإستديو السينمائي "أوزبك فيلم" من عام 1959. ومن عام 1982 شغل منصب مدير الإستديو السينمائي "أوزبك فيلم".
وكان مشروع تخرج شهرت عباسوف كتابة سيناريو فيلم "الفليبيني والسكران" القصير لمدة ساعة، من تأليف الكاتب الأمريكي و. سارويان والذي جرى تصويره في استوديوهات "موسفيلم".
وفي إستديو "أوزبك فيلم" السينمائي أخرج الأفلام التالية:
- "عن هذا تتحدث كل المحلة" صور عام 1960، المخرج الثاني يوري ستيبتشوك، الموسيقى التصويرية للملحن ماناس ليفييف، وصمم لوحاته الفنية فينيامين ماياكوتني، ومكياج خوسان عبد اللاييف، بطولة: لطفيخانوم ساريمساكوفا بدور مهرينيسو؛ ومريم ياكوبوفا بدور أويباشا؛ وسعدي تابيبوللاييف بدور الطبيب؛ وآخرون؛
- "أنت لست يتيماً" جرى تصويره خلال عامي 1962 و1963، سيناريو رحمت فايزي، مدير الفيلم إسماعيل غازييف، والموسيقى التصويرية للملحن إكرام أكباروف، قام بتصوير مشاهد الفيلم خاتام فايزييف، مونتاج ميخائيل بونومايوف، وصمم لقطات الفيلم: إمونويل كالانتاروف، وناريمان رحيمباييف، بطولة: لطفيخانوم ساريمساكوفا بدور فاطمة، وآخرون؛
- "الإحتقار" وجرى تصويره خلال عامي 1965 و1966، مدير الفيلم إسماعيل غازييف، مصمم اللقطات ترايكو إفتيموفسكي، هندسة الصوت ناريمان شادييف، بطولة: مختار أغا ميرزاييف؛ وسفيتلانا نورباييفا بدور خديجة؛ وغولشهره جاميلوفا بدور غولشهره؛ وغيرهم؛
- "طشقند – مدينة الخبز" وجرى تصويره خلال عامي 1967 و1968، مساعد المخرج إيسون كاريموف، مصمم الأزياء ناريمان رحيمباييف، محرر النص كلارا غيلدييفا، مكياج خوسان عبد اللاييف، بطولة: هاني أعظاموف بدور الزعيم؛ وآخرون؛
- "دراما الحب" عام 1971؛
- وفلم تاريخي عن حياة "أبو ريحان البيروني" من جزأين صور عام 1974، الموسيقى التصويرية للملحن روميل ويلدانوف، ومصمم اللقطات إمونويل كالانتاروف، والمخرج الثاني إدوارد خاتشاتوروف، ومحررة النص كلارا غيلدييفا، ومصور اللقطات خاتام فايزييف، ومساعد المصور فاديم باختييف، ومونتاج ميخائيل بونوماريوف، ومهندس الصوت جلال أحميدوف، وفناني الماكياج: خوسان عبد اللاييف، غيورغي زاإيروف، بطولة: بولات سعيدقاسيموف بدور بيروني؛ وبختيار إختياروف بدور سوخراب؛ ونبي رحيموف بدور خوجاندي؛ و رزاق حمراييف بدور ابن عراق؛ ووهاب عبد اللاييف؛ وآخرون. وجرى عرض الفلم خلال المهرجان السينمائي الرابع لدول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية في طشقند.
وفيلم حياة "أبو ريحان البيروني" حصل على الجائزة الأولى في المهرجان السينمائي الإتحادي الثامن في كيشينيوف عام 1975، وجائزة "الدلفين الذهبي" في المهرجان السينمائي الدولي بطهران عام 1977.
كما حصلت أفلام شهرت عباسوف الأخرى على جوائز منها:
- حصل فيلمه "أنت لست يتيماً" على جائزة المهرجان السينمائي الدولي في فرانكفورت ناماين عام 1963؛
- وفيلم "طشقند – مدينة الخبز" على جائزة أفضل مخرج وأفضل تصميم فني بمهرجان ألما آتا عام 1968؛
- وفيلم "دراما الحب" على جائزة أفضل مخرج بالمهرجان السينمائي الإتحادي في تبليسي عام 1972.
وكان شهرت عباسوف أحد مؤلفي السيناريو في جملة من الأفلام. وبطلب من التلفزيون والإذاعة الحكومية في إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية تم في استديوهات "أوزبيكفيلم" تصوير الفلم الطويل "الطريق النارية" الذي تحدث وبعدة حلقات عن حياة ونشاطات حمزة حكيم زادة نيازي، وكتب سيناريو الفيلم: ب. بريفالوف، وكامل ياشين، وشهرت عباسوف عام 1979.
في عام 1974 حصل شهرت عباسوف على جائزة حمزة الحكومية لجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية، وفي عام 1972 على جائزة الكومسومول اللينيني الأوزبكستاني.
وتقلد وسام الراية العمل الحمراء، وميدالية "الإخلاص في العمل". وحصل على لقب فنان الشعب بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية. ولقب فنان الشعب في إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية عام 1981.
وشغل شهرت عباسوف منصب أمين سر إدارة اتحاد السينمائيين في أوزبكستان.
أفلام من إخراج شهرت عباسوف:
- واسيسوالي لوخانكين، عام 1958؛
- عن هذا تتحدث كل المحلة، عام 1960؛
- أنت لست يتيماً، عام 1962؛
- طشقند – مدينة الخبز، عام 1968؛
- أبو ريحان البيروني، عام 1974؛
- الطريق النارية، من 17 حلقة، صور خلال الأعوام من عام 1977 وحتى عام 1985؛
- إنسان صغير في حرب كبيرة، عام 1990.
جوائز حصل عليها شهرت عباسوف:
- جائزة المهرجان السينمائي الدولي في فرانكفورت ناماين عام 1963؛
- جائزة أفضل مخرج وأفضل تصميم فني بمهرجان ألما آتا عام 1968؛
- جائزة أفضل مخرج بالمهرجان السينمائي الإتحادي في تبليسي عام 1972؛
- جائزة الكومسومول اللينيني الأوزبكستاني عام 1972؛
- جائزة حمزة الحكومية لجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية عام 1974؛
- الجائزة الأولى في المهرجان السينمائي الإتحادي الثامن في كيشينيوف عام 1975؛
- جائزة "الدلفين الذهبي" في المهرجان السينمائي الدولي بطهران عام 1977؛
- وسام الراية العمل الحمراء؛
- ميدالية "الإخلاص في العمل"؛
- لقب فنان الشعب بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية؛
- لقب فنان الشعب في إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية عام 1981.

بحث أعده أ.د. محمد البخاري بتصرف نقلاً عن الرابط الإلكتروني: http://www.ziyonet.uz/ru/people/shuhrat-salihovich-abbasov/ في طشقند، بتاريخ 2/3/2014