الخميس، 3 يوليو 2014

المؤرخ والكاتب والشاعر والشخصية الحكومية البارزة خوندامير


المؤرخ والكاتب والشاعر والشخصية الحكومية البارزة خوندامير


يشغل غياث الدين بن همام الدين الحسيني الملقب بـ "خوندامير" مكانة بارزة بين كوكبة العلماء اللامعين في عصره ، وهو الذي قدم إسهامات كبيرة في تاريخ آسيا المركزية. وفي مجال العلوم اعترف به كمؤرخ، وكاتب، وشاعر، وشخصية حكومية بارزة.
ولد خوندامير عام 1475م في هيرات عاصمة الدولة التيمورية (شمال أفغانستان) بأسرة خوجا همام الدين محمد، الإنسان الذي تمتع بتعليم عالي، وكان وزيراً لدى التيموري سلطان محمود ميرزة. وفيما وصل إليه خوندامير من مستوى عال في التعليم والعلوم لعب دوراً كبيراً جده ميرخوند والشاعر العظيم علي شير نوائي.
والتقى خوندامير مع علي شير نوائي في سني شبابه، وعمل أميناً لمكتبته من عام 1498م. وبدأ نشاطاته العلمية فيها.
وفي عام 1508 غادر خوندامير مدينة هيرات إلى جورجان. وفي عام 1515م عاد مرة أخرى إلى هيرات.
وفي عام 1527م غادر هيرات متوجهاً إلى أغرا، حيث إلتحق بخدمة بابور. وبعد وفات بابور التحق بخدمة همايون بن بابور. وفي الهند استمر بنشاطاته العلمية.
ووكانت إسهامات خوندامير في العلوم العالمية متنوعة.
- ففي مجال بناء الدولة بعصر التيموريين قام وللمرة الأولى بتحليل تنظيم همايون للإدارة الحكومية.
- ووضع وصفاً مفصلاً لعاصمة الدولة التيمورية هيرات، شملت عوالمها الأثرية، وسير حياة قصيرة لأكثر الهيراتيين شهرة.
- وقدم معلومات قيمة عن تاريخ الثقافة، وخاصة العلوم، والآداب، والفنون، والموسيقة، والعمارة، والتاريخ الإجتماعي للتيموريين المتأخرين وكيف تم وضع أشكال جديدة لكتابة الرسائل.
- وفي الأدب دون سيرة حياة على شير نوائي مصوراً فيها مختلف جوانب حياة ونشاطات معلمه.
ووصل إلينا من أعمال خوندامير حتى اليوم 8 أعمال فقط، ترجمت منها 3 أعمال إلى اللغتين الإنكليزية والروسية، و3 أعمال إلى اللغة الأوزبكية.
وتحفظ نسخ مخطوطة من أعماله في متاحف: بريطانيا (لندن)، وإيران، وأفغانستان، والهند، وتركيا (اسطنبول)، وباكستان، وفرنسا، والعربية السعودية، وأذربيجان، وروسيا، وطاجكستان، وأوزبكستان (طشقند).
وتخليداً لذكراه أطلق اسمه خوندامير على أحد شوارع منطقة أوتش تيبه بمدينة طشقند. ويحمل عشرات سكان أوزبكستان اليوم اسم خوندامير.
وفي عام 1535م توفي خوندامير بمدينة ماند (الهند). ودفن في دلهي إلى جانب الشاعر خوسراو ديهلوي.

بحث كتبه أ.د. محمد البخاري في طشقند 3/7/2014 بتصرف نقلاً عن "في ذاكرة الأحفاد". وكالة أنباء Jahon، 1/7/2014