الأحد، 25 نوفمبر 2012

20 عاماً من تطور العلاقات السعودية الأوزبكستانية - 3


من جانبه عبر معالي رئيس مجلس الشورى عن ارتياحه لمستوى العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين ونوه بالدور الكبير والمهم الذي قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفخامة رئيس جمهورية أوزبكستان من أجل توطيد وتمتين هذه العلاقات.
وفي نهاية اللقاء تم تبادل الهدايا التذكارية بهذه المناسبة. حضر جلسة المحادثات واللقاءات من الجانب السعودي أعضاء وفد مجلس الشورى وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى أوزبكستان الدكتور عبد الرحمن الشايع (رئيس مجلس الشيوخ الأوزبكي يشيد بجهود المملكة. // الرياض: صحيفة الجزيرة، 25/4/2012).
بوزارة الشؤون الخارجية بجمهورية أوزبكستان يوم 16/7/2012 جرى استقبال وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمملكة العربية السعودية نزار بن عبيد مدني. وأثناء المحادثات جرى بحث أوضاع وآفاق تطور العلاقات الثنائية، ومن ضمنها في إطار التعاون ضمن المنظمات الدولية. وأشير إلى أن توسيع الصلات على مختلف المستويات تشغل مكانة هامة في تعميق التعاون الأوزبكستاني السعودي. وجرى التعبير عن الإهتمام المشترك بتفعيل الصلات التجارية والإقتصادية والإستثمارية، وتعزيز التعاون في المجالات الثقافية والإنسانية. وتبادل الجانبان الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية الهامة.
وفي نفس اليوم جرت مشاورات سياسية ثنائية بوزارة الشؤون الخارجية، تعتبر استمراراً للمرحلة الأولى من المحادثات التي جرت في نوفمبر عام 2010 بمدينة الرياض. وشارك في المشاورات السياسية الأوزبكية السعودية سفير المملكة العربية السعودية المعتمد لدى أوزبكستان عبد الرحمن بن عبد الله الشايع (لقاء مع وزير الدولة للشؤون الخارجية في العربية السعودية. // طشقند: الخدمة الصحفية لوزارة الشؤون الخارجية بجمهورية أوزبكستان، والصحيفة الإلكترونية UzReport، 16/7/2012).
وكشف أيوب خان يونوسوف، القنصل العام لجمهورية أوزباكستان في السعودية، لـ«الشرق الأوسط» عن دخول تحالف سعودي للاستثمار في بلاده، وذلك في إطار الدعم الذي تقدمه الحكومة لتشجيع الاستثمار الأجنبي مشيرا إلى لقاء مرتقب في الفترة المقبلة على مستوى وزارة التجارة والغرف التجارية.
وقال أيوب خلال حفل توقيع الاتفاقية بين التحالف السعودي والشركات الأوزبكية أن الشركات السعودية سوف تستثمر مبدئيا أكثر من 50 مليون ريال (18.7 مليون دولار) في جانب الزراعة مقابل تصدير المواد الغذائية المعلبة من السعودية إلى أوزباكستان، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 4.5 مليون دولار، وتستثمر 10 شركات سعودية حاليا في البلاد وتعمل في إنتاج المشروبات غير الكحولية ومنتجات المخابز والمنتجات البلاستيكية.
وتعتبر أوزبكستان أكبر دولة سكانا، في وسط آسيا «تركستان»، وتأخذ من مدينة طشقند عاصمة لها، وتعد سمرقند من أهم مدنها، كما أنها واحدة من الجمهوريات الإسلامية ذات الطبيعة الفيدرالية ضمن الجمهوريات السوفياتية السابقة.
وبالعودة إلى خان، فإن هذه الخطوات الإيجابية في استثمار الفرص الاستثمارية جاءت نتيجة تفاعل رجال الأعمال في البلدين بعد الزيارة التي قام بها الرئيس إسلام كريموف رئيس جمهورية أوزبكستان للسعودية، حيث كانت حافزا لتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية، معربا عن تطلع بلاده إلى بناء علاقات أوسع في كافة المجالات سيما وأن هناك روابط تاريخية وثقافية بين البلدين.
وأوضح القنصل العام لجمهورية أوزباكستان في السعودية أن المواصلات تعتبر العائق الأكبر أمام قطاع الأعمال بين أوزباكستان ومنطقة الخليج وخاصة السعودية (فهد البقمي: تحالف سعودي، يستثمر زراعيا في أوزباكستان. تستثمر مبدئيا 18.7 مليون دولار. // الرياض: صحيفة الشرق الأوسط من جدة، 3/8/2012).
وأعلن أيوب خان يونوسوف القنصل العام لأوزبكستان في السعودية، أن اقتصاد بلاده حقق نتائج إيجابية خلال النصف الأول من العام الحالي، مما يدل على إيجابيات الإجراءات المتخذة من أجل تعميق الإصلاحات الاقتصادية وتحقيق الأفضليات المهمة لتطور البلاد الاجتماعي والاقتصادي التي حددها الرئيس إسلام كريموف رئيس أوزبكستان.
جاء ذلك خلال لقاء المائدة المستديرة التي نظمتها القنصلية العامة لأوزبكستان في جدة «غرب السعودية» بمشاركة عدد من رجال الأعمال السعوديين بهدف إطلاعهم على الفرص الاستثمارية المتاحة في البلاد.
وقال أيوب خان لـ«الشرق الأوسط» إن 10 شركات سعودية تستثمر حاليا في بلاده منها 6 شركات عبارة عن مشاركة رأسمال مشترك مع الشركات الأوزبكية في حين أن 4 شركات تستثمر برأسمال أجنبي 100 في المائة، مبينا أن التسهيلات الجديدة التي تقدمها الحكومة للمستثمرين الأجانب، زاد حجم الاستثمارات بنسبة 7.6 في المائة فيما بلغت أعمال البناء والتشييد نسبة نمو 8.6 في المائة، بينما بلغ حجم إجمالي الاستثمارات الموظفة في الاقتصاد 6.9979 مليار سوم (5.250) مليار دولار. وأضاف أيوب خان «إنه نتيجة لهذه الإجراءات زاد عدد المؤسسات العاملة في الجمهورية بمشاركة الاستثمارات الأجنبية عن أكثر من 4.2 ألف مؤسسة وذلك في كافة أفرع الاقتصاد الرئيسية. وسنويا يتم توظيف أكثر من 3 مليارات دولار من الاستثمارات الأجنبية وغالبيتها (المباشرة) وتزيد حصتها في حجم عام للاستثمارات الموظفة في الاقتصاد عن 26 6. في المائة». 
وأشار إلى أن الرئيس إسلام كريموف عمل على تنفيذ الإجراءات الإضافية لتشجيع جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وذلك بغرض توفير الحد الأقصى من المناخ الاستثماري الملائم للمستثمرين الأجانب الذين يقومون بتوظيف الاستثمارات المباشرة في تطوير الإنتاج ذي التكنولوجيات العالية، وزاد حجم الاستثمارات والقروض الأجنبية الموظفة عن مليار دولار خلال الفترة الماضية ومنها أكثر من 80 في المائة تمثل الاستثمارات الأجنبية المباشرة. حيث دخل إلى البلاد 350 مشروعا إنتاجيا في صناعة الخفيفة، وصناعة الأغذية، وصناعة الكيمياويات، وصناعة الأخشاب، وصناعة مواد البناء، وصناعة الآليات حيز الاستثمار.
وأضاف أن نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال النصف الأول من العام الحالي بلغ8.1 في المائة، وتم الحفاظ على نسبة التضخم المنخفضة 3.4 في المائة وجرى تنفيذ ميزانية الدولة بفائض بلغ 0.2 في المائة مقارنة بالناتج الإجمالي المحلي، الفائض في ميزان التجارة الخارجية للبلاد في مقدار أكثر من 1.2 مليار دولار، مشيرا إلى أن حجم الإنتاج الصناعي نما بمعدل 7 في المائة، الإنتاج الزراعي 7 في المائة، إنتاج السلع الاستهلاكية 7.7 في المائة.
وأوضح أنه تم تنفيذ برنامج الأفضلية لتطوير صناعة أوزبكستان في أعوام 2011 - 2015 جرى في النصف الأول من السنة الجارية اطراد تعميق التحولات الهيكلية في الصناعة، وتم تحقيق تطور كبير في الصناعات الخفيفة وصناعة الآليات والتعدين وصناعة الأغذية وصناعة مواد الإنشاء والكيمياء والبتروكيمياويات.
وفي جانب تطوير القطاع المصرفي قال أيوب خان إن الإجراءات الرامية إلى توسيع موارد البنوك وتفعيل أنشطة البنوك الاستثمارية، أسهمت في زيادة رأسمال إجمالي للنظام المصرفي بنسبة 24.2 في المائة لغاية 1 يوليو (تموز) الماضي، مقارنة بالفترة المماثلة للعام الماضي، فيما زادت أصول البنوك الإجمالية بنسبة 3.30 في المائة، وجذب ودائع الزبائن إلى البنوك بنسبة 5.30 في المائة.
من جانبه قال محمد أنور تركستاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة «تبر العرب» إنه تم توقيع تحالف شركات سعودية للاستثمار في أوزباكستان متوقعا أن يستثمر التحالف السعودي مبدئيا أكثر من 50 مليون ريال (18.7 مليون دولار)، مشيرا إلى أن هناك تعاون بين رجال الأعمال في البلدين (فهد البقمي: مسؤول أوزبكي: 5 مليارات دولار حجم الاستثمار الأجنبي ونسعى لاستقطاب الشركات السعودية. أيوب خان القنصل العام في السعودية: نعمل على تنفيذ إجراءات إضافية لتشجيع جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة. // الرياض: صحيفة الشرق الأوسط من جدة، 8/8/2012).
جرى اليوم في طشقند لقاء مع رؤساء مجموعات الحجاج لموسم "الحج – 2012". وأعلنت الخدمة الصحفية للجنة الشؤون الدينية، أنه اللقاء الأول الذي حصل خلاله رؤساء المجموعات من مدينة طشقند وولايات طشقند وسيرداريا وجيزاخ، على المعلومات الجديدة الضرورية عن أداء فرائض الحج، وناقشوا المسائل التنظيمية وغيرها. ويخطط في هذا العام إرسال 5000 آلاف حاج من أوزبكستان إلى مكة والمدينة، ولهذا بدأت أعمال تحضيرية واسعة. وحجزت للحجاج الأوزبكستانيين أماكن في الفنادق الواقعة بأقرب الأماكن. وخلال تواجدهم في مكة والمدينة سيقدم للحجاج الخدمات 30 فرداً في فرق العمل، و30 طبيب، و10 طباخين (5000 حاج من أوزبكستان سيؤدون فريضة الحج في عام 2012. // طشقند: صحيفة UzReport الإلكترونية، 6/9/2012).
تحت عنوان "دعم الجهود" نشرت صحيفة Uzbekistan Today، يوم 15/11/2012، خبراً جاء فيه: عقدت مجموعة التنسيق العربية جلسة لها في طشقند، وتضم المجموعة: - بنك التنمية الإسلامي؛ - وصندوق التنمية السعودي؛ - والصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية؛ - وصندوق أوبيك للتنمية الإقتصادية الدولية؛ وصندوق أبو ظبي للتنمية.
الجانب الأوزبكستاني
افتتح الجلسة النائب الأول للوزير الأول، وزير المالية بجمهورية أوزبكستان رستام عظيموف الذي عبر عن شكره لأعضاء مجموعة التنسيق العربية لدعم الذي تقدمه لتطور الجمهورية، وخاصة في ظروف الأزمة الإقتصادية العالمية. وأشار إلى أن تنفيذ برامج إجراءآت مكافحة الأزمة الإقتصادية العالمية في البلاد بقيادة الرئيس إسلام كريموف وفر للجمهورية إمكانية إظهار تطور إقتصاد قوي. وما يثبت ذلك حقيقة أنه خلال السنوات الأخيرة أظهر الإقتصاد الأوزبكستاني نمواً سنوياً بمستوى 85%. والمشاريع التي تنفذ بدعم من المؤسسات المالية الدولية، هي أيضاً من إجراءآت مواجهة الأزمة. وأشار النائب الأول للوزير الأول، إلى أنه في أوزبكستان حتى عام 2015 خطط لتنفيذ أكثر من 500 مشروعاً تبلغ كلفتها أكثر من 50 مليار دولار أمريكي. والكثر منها ستحقق بدعم من مجموعة التنسيق العربية، التي تعتبر شريكاً مضموناً لأوزبكستان. وحتى اليوم نفذ 16 مشروعاً بإسهام مجموعة التنسيق العربية بكلفة 259 مليون دولار أمريكي.
وأعطى أعضاء وفد مجموعة التنسيق العربية تقييماً عالياً لعملية الخصخصة، والإصلاحات المستمرة في الإقتصاد الأوزبكستاني، وحركة تطور المشاريع الصغيرة والعمل الحر. وفي هذا المجال أعلن رئيس بنك التنمية الإسلامي أحمد محمد علي المدني: "أننا إجتمعنا هنا من أجل بحث المشاريع التي تحظى بإهتمام كبير من أجل مستقبل دعم الجهود لتطوير أوزبكستان وتوسيع التعاون الإقليمي وتكامل هذا الإقليم الهام. وخبرة بنك التنمية الإسلامي في أوزبكستان هي إثبات لقوة مقدرات المؤسسات الحكومية في هذا البلد، التي تعتبر عاملاً رئيسياً في التطور الإقتصادي والإزدهار الإجتماعي. ونحن على ثقة من أن المحادثات الجارية والتوقيع في نهايتها على الوثائق سيكون له منافع مشتركة، وستعزز من تعاوننا". وأيده المدير الإقليمي للصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية لدول آسيا المركزية وأوروبا يوسف البدر الذي قال أن: "صندوقنا خلال سنوات عديدة يتعاون مع أوزبكستان. ونفذت العديد من المشاريع المشتركة في مختلف المجالات بكلفة إجمالية بلغت 110 ملايين دولار أمريكي. ونتمنى في المستقبل أن تصبح أوسع أكثر".
كنوز المخطوطات الشرقية
في إطار مشروع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة للحفاظ على مجموعة المخطوطات بمعهد أبو ريحان البيروني للدراسات الشرقية، صدر كتاب "كنوز المخطوطات الشرقية" باللغات الأوزبكية الإنكليزية والروسية. جهزه للنشر خبراء معهد أبو ريحان البيروني للدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان بالإشتراك مع الخبراء الدوليين م. دي بيللا وأ. ميرابيلي (إيطاليا)، وتضمن الكتاب مجموعة مواضيع تشمل: - وصفاً لمضامين مجموعة المعهد التي تضم أكثر من 26 ألف مخطوطة، و39 ألف كتاب مطبوع بالحرف العربي؛ - وشروحاً لمجموعة مخطوطات المعهد وفق مواضيعها؛ - تناولت فنون كتابة الكتب وأعمال خطاطين ينتمون لمختلف مدارس الخطاطين، ورسوم الزينة من المنمنمات، وإخراج المخطوطات، وخصائص تجليدها؛ - وتطور إنتاج الورق وعشرات أنواع الورق المستخدمة في المخطوطات؛ - ومشروع حفظ ودراسة مجموعة المخطوطات في المعهد. وأشارت النشرة الإعلامية التي وزعتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، أن الهدف من إصدار الكتاب كان تعريف القراء على مخزون معهد أبو ريحان البيروني للدراسات الشرقية التي كانت موضوعة في السابق تحت تصرف وسط علمي محدود.
وجرى تقديم الكتاب في معهد أبو ريحان بيروني للدراسات الشرقية يوم 16/11/2012 خلال ندوة علمية خاصة أدارها مدير  المعهد الدكتور بهرام عبد الحليموف الذي رحب بالحضور وأشاد بالتعاون العلمي القائم مع صندوق الملك عبد العزيز العلمي بالمملكة العربية السعودية الذي يهدف إلى بناء قاعدة عمل مشترك لخدمة المشروعات العلمية ذات الطابع العربي والإسلامي والبحث والنشر العلمي وبناء خطط عمل مشتركة تعود بالنفع على الباحثين والمؤرخين في المملكة وأوزبكستان ويكون مردودها النهائي لخدمة التاريخ الإسلامي.
ومن ثم دعى الدكتورة ثريا كريموفا لإلقاء محاضرتها التي تناولت عرضاً شاملاً لمخزون المخطوطات في المعهد، والجهود العلمية والدولية المبذولة للحفاظ عليه ودراسته ووضعه في خدمة الأوساط العلمية.
وبعدها قدم مدير  المعهد مديرة مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة لدى أوزبكستان السيدة كريستا بيككات التي تحدثت عن الجهود المشتركة المبذولة في مجال الحفاظ على كنز المخطوطات في المعهد ودراسته ووضعه في خدمة أوسع القراء.
وبعدها أعطى مدير  المعهد الكلمة للدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الشايع السفير المفوض فوق العادة للمملكة العربية السعودية لدى أوزبكستان الذي أشار في كلمته إلى: "أن ما نشاهده اليوم هو ثمرة من ثمار النشاط القيم الذي يقوم به معهد أبو ريحان البيروني للدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان. ونحن في المملكة العربية السعودية نشعر بالفخر للمشاركة في الجهود المبذولة للحفاظ على الثروات التاريخية القيمة والتي تمت بجهود ودعم منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ومعهد أبو ريحان البيروني. وأضاف يعلم الجميع بأن أوزبكستان هي الأرض التي شهدت مولد الكثير من العلماء والمفكرين الذين قدموا الكثير من الإسهامات للإرث العلمي الإسلامي، ولهذا كله اختيرت مدينة طشقند في عام 2007 "عاصمة للثقافة الإسلامية".
وعند الحديث عن تاريخ العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية وأوزبكستان الذي يعود لمئات السنين، لا بد من الإشارة إلى العلماء والمفكرين العظام الذين أنجبتهم هذه الأرض الطيبة أمثال: الإمام البخاري، والترمذي، وابن سينا، وأبو ريحان البيروني، والخوارزمي، وغيرهم من العلماء والمفكرين العظام الذين تركوا بصماتهم في مجالات العلوم الطبية، والرياضيات، وعلم الفلك، والعلوم الفقهية، والحقوق، والأدب. وهم جميعاً مصدر فخر ليس للشعب الأوزبكي وحده، بل وللأمة الإسلامية في كل أنحاء العالم.
وأضاف أن المملكة العربية السعودية كانت من اوائل الدول التي اعترفت بإستقلال جمهورية أوزبكستان، ورافقه إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والتي كانت بداية لعصر جديد من التعاون الثنائي. والعلاقات الثنائية اليوم تشمل العديد من المجالات ومن بينها مجالات العلوم والثقافة التي تتمتع بأهمية خاصة. وتقديراً للجهود الهامة التي يبذلها معهد أبو ريحان البيروني، قدمت المملكة منحة للمعهد عن طريق منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في عام 2009، وفي أكتوبر من عام 2010، ونظمت بمدينة طشقند ندوة خاصة عن مراجع "الحج في وسط آسيا"، وتم التوقيع على اتفاقية تعاون علمي بين معهد أبو ريحان البيروني ودارة الملك عبد العزيز في يناير من عام 2011. كما قام مدير المعهد على رأس وفد بزيارة مركز الملك فيصل للدراسات الإسلامية جرى خلالها بحث أوجه التعاون في مجالات البحث والنشر العلمي بين الجانبين، كما التحق ثلاثة من العاملين في المعهد بدورات تدريبية نظمها المركز.
وقال أن العمل الجاد لن ينتهي وسيستمر دائماً لإنجاز المزيد مما يمكن عمله. ومن الضروري الإستمرارية وتقديم الجهد والتعاون المطلوب للحفاظ على الثروات القيمة والثمينة للأجيال القادمة. ونحن نقدر الجهود التي يبذلها المعهد، وجهود المنظمات الإقليمية والدولية في هذا المجال، ونحن ملتزمون بالإستمرار في تقديم الدعم لهذا العمل النبيل".
وفي نهاية الندوة عرض فيلم وثائقي عن نشاطات المعهد وعلاقاته الدولية، وبعد ذلك شكر الدكتور بهرام عبد الحليموف المتحدثين على كلماتهم القيمة، وشكر الحضور على مشاركتهم في الندوة وأعلن عن ختامها.
وحضر الندوة سعادة محمد بن سعيد بن محمد اللواتيا السفير المفوض فوق العادة لسلطنة عمان لدى أوزبكستان، والبروفيسور خالد عمر عبد الله مدير المركز الثقافي المصري في طشقند، وعدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب المعتمدين لدى أوزبكستان، وجمع كبير من المستعربين والمتخصصين في مجالات الدراسات الشرقية، وضيوف، ومندوبين عن وسائل الإعلام الجماهيرية.
الخاتمة
وهكذا نكون قد استعرضنا من خلال متابعة لما نشرته وسائل الإعلام والإتصال العربية والأوزبكستانية جانباً من المصالح والعلاقات الثنائية لأوزبكستان مع المملكة العربية السعودية.
وسلطنا الأضواء على نتائج الزيارات التي قام بها رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف إلى المملكة العربية السعودية في نيسان/أبريل 1992.

منوهين إلى أنه من أجل تحسين وتقوية وتعزيز العلاقات الثنائية العربية السعودية الأوزبكستانية والجماعية بين الدول العربية والإسلامية وأوزبكستان، ومن أجل تهيئة الظروف الملائمة لها وفق تصورنا لا بد من:
- إنشاء مجلس مشترك لرجال الأعمال والغرف التجارية والصناعية والزراعية في البلدين يتخذ من طشقند والرياض مقرات له، وتسند له مهمة البحث عن أوجه تنشيط العلاقات الإقتصادية والتجارية والإستثمارية بين البلدين؛
- إنشاء ملتقى إعلامي عربي سعودي أوزبكستاني تشارك فيه أجهزة الإعلام في البلدين (المؤسسات الصحفية والإذاعتين المسموعة والمرئية والمنظمات المهنية للصحفيين) يكون صلة وصل لتبادل المواد الإعلامية ونشرها للتعريف بالقضايا التي تهم الجانبين، وتشجيع تبادل المراسلين الصحفيين بين البلدين؛
- إنشاء ملتقى للجامعات ومؤسسات البحث العلمي العربية السعودية والأوزبكستانية، تسند له مهمة توسيع وتعميق التعاون العلمي وتبادل الطلاب والأساتذة والمناهج بين الجانبين؛
- التوسع بإفتتاح خطوط جوية مباشرة بين المطارات في جمهورية أوزبكستان والمملكة العربية السعودية، ومن بينها خطوط للترانزيت تمر في خط سيرها عبر أكثر من دولة لتحقيق الجدوى الإقتصادية؛
- تشجيع إنشاء خطوط الترانزيت والمواصلات البرية وبالسكك الحديدية والبحرية وتوسع القائم منها بين الجانبين.
- الإستفادة من المواطنين السعوديين البارزين من أصول أوزبكية لتنشيط الدبلوماسية الشعبية بين البلدين.
- العمل على إنشاء جمعية صداقة عربية سعودية أوزبكستانية في طشقند من أبرز الشخصيات الإجتماعية الأوزبكستانية بالتعاون بين سفارة المملكة العربية السعودية لدى أوزبكستان، والمجلس الأوزبكستاني لجمعيات الصداقة والعلاقات الثقافية والتربوية مع الدول الأجنبية، لتنشيط الدبلوماسية الشعبية بين البلدين لما فيه من فائدة للبلدين.
ونعتقد أن كل ذلك سيساعد على تهيئة الظروف الملائمة لعلاقات أخوة وصداقة بين الشعبين العربي السعودي والأوزبكستاني. ويقدم خدمة للدارسين والمهتمين بالعلاقات الثنائية العربية السعودية الأوزبكستانية.
وبمناسبة مرور 20 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية أوزبكستان لا يسعني إلا أن أتقدم بأسمى التهاني والتبريكات للقيادتين العربية السعودية والأوزبكستانية وأجمل التمنيات للشعبين السعودي والأوزبكستاني بالإزدهار والتقدم.