الثلاثاء، 25 مارس 2014

الأديب الأوزبكي الكبير تشولبان


الأديب الأوزبكي الكبير تشولبان
كتبه: أ.د. محمد البخاري


تشولبان هو الإسم المستعار للشاعر والكاتب المسرحي، والأديب، والمترجم الأوزبكي عبد الحميد سليمان أوغلي يونوسوف.
وتقديراً لمواقفه البطولية وخدماته الكبيرة في الأدب الأوزبكي أصدر رئيس جمهورية أوزبكستان في عام 1999 قراراً بمنحه وسام "مستقليك".
ولد تشولبان بمدينة أنديجان في أسرة تاجر غني عام 1893، وفي البداية تلقى تعليمه بالمدرسة التقليدية، وبعدها انتقل للدراسة في المدرسة الروسية بأنديجان.
واهتم تشولبان منذ صباه بالأنشطة الأدبية، وبالأفكار التربوية، وكانت صحيفة "ترجمان"، التي أصدرها بمدينة باختشي ساري آنذاك ورئس تحريرها المربي المعروف إسماعيل غاسبيرينسكي (ولد عام 1851 وتوفي عام 1914)، مصدر كل إهتماماته الأدبية.
ونشاطاته الأدبية بدأها تشولبان في عام 1914. وكان متأثراً بالتربية والثقافة الكلاسيكية السائدة آنذاك في العالم الإسلامي، ولكنه كان في نفس الوقت متجرعاً لروح المرحلة الجديدة التي عاشها، وكان مقتنعاً بضرورة إدخال تغييرات في الأدب السائد آنذاك. ووضعت مؤلفاته الأسس اللازمة للشعر الأوزبكي الحديث، بينما أغنت مؤلفاته الدرامية المسرح الأوزبكي، وغدت رواياته الأدبية مرحلة جادة من مراحل تطور فن الرواية بالأدب الأوزبكي الحديث.
وكان تشولبان مهتماً بالترجمة من اللغة الروسية إلى اللغة الأوزبكية، حيث شكلت ترجماته مدرسة هامة صقلت مهاراته الأدبية.
وترجم تشولبان إلى اللغة الأوزبكية مأساة "هاملت" للأديب العالمي و. شكسبير، وترجم بعض المسرحيات التي ألفها ك. غوتستسي، وك. غولدوني، وترجم بعض المؤلفات الكلاسيكية في الأدب الروسي التي كتبها أ. بوشكين، ون. غوغول، وأ. تشيخوف، وغيرهم من الكتاب الروس إلى اللغة الأوزبكية، وترجم "قصة المشنوقين السبعة" التي كتبها الأديب ل. أندرييف، ورواية الأديب م. غوركي "الأم".
وفي المرحلة التي سبقت الثورة البلشفية في روسيا كانت تشوب مؤلفات تشولبان مواضيع متشائمة بقوية كقصته "الدكتور محمديار" التي كتبها عام 1914.
وتميزت إبداعاته الشعرية أثناء حكم السلطات السوفييتية في أوزبكستان بتناقض الأفكار والمواقف. وغلبت على مجموعاته الشعرية "النهضة" عام 1922، و"الينابيع" عام 1924، و"أسرار الفجر" عام 1926، مشاعر وأحاسيس البورجوازية الوطنية.
واستمرت هذه الحال معه حتى النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي حيث توقف تشولبان عن تلك المشاعر وبدأ يتجنب الأخطاء والمتاهات في كتاباته، معترفاً بتفوق الواقع الجديد تاريخياً وإجتماعياً.
ومراحل تطوره وسعة آفاقه انعكست في روايته الدرامية "ياركين أوي" التي صدرت عام 1920، وأعيد إصدارها معدلة في عام 1926، وفي روايته "الليل والنهار" التي صدر القسم الأول منها عام 1936، وفي القصص التي كتبها آنذاك.
وفي مجموعته الشعرية "سوز" التي صدرت عام 1931 مجد ثورة أكتوبر التي حدثت عام 1917 وأشاد بنجاحات البناء الإشتراكي في أوزبكستان.
ولكن ذلك لم يشفع له وواجه نفس المصير الذي واجهه الأديب الكبير فطرت، والكثير من الشخصيات الأدبية والإجتماعية الأوزبكية آنذاك. وفي ثلاثينات القرن الماضي وقع تشولبان ضحية تهمة ملفقة اتهمته برسالة مجهولة المصدر بأنه معاد للثورة ومعاد للسلطات السوفييتية. وقامت السلطات السوفييتية باعتقاله عام 1937، وأعدم رمياً بالرصاص يوم 4/10/1938.


بحث أعده أ.د. محمد البخاري في طشقند بتاريخ 25/3/2014 بتصرف عن المصدر الإلكتروني: http://www.ziyonet.uz/ru/people/chulpan/