الأربعاء، 26 فبراير 2014

تاماره خانم أول إمرأة قدمت الفلكلور على المسرح الأوزبكستاني


تاماره خانم أول إمرأة قدمت الفلكلور على المسرح الأوزبكستاني
كتبه: أ.د. محمد البخاري



تاماره خانم (اسمها الكامل تاماره أرتيوموفنا بيتروسيان)، ولدت عام 1906 وتوفيت عام 1991، وهي راقصة من العهد السوفييتي السابق، ومغنية، ومدربة رقص، وفنانة الشعب في اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية عام 1956. وحائزة على جائزة ستالين من الدرجة الثانية عام 1941. وأطلق الجمهور عليها المعجبون لقب "أيسيدرا دونكان الشرقية". وقلدتها ملكة بريطانيا شخصياً أعلى وسام لاسهامها الكبير في تطوير الفنون.
وقبل نشأة التلفزيون والبرامج الموسيقية في وسط آسيا كانت تاماره خانم نجمة كبيرة في الفنون الفلكورية. وكان يمكن سماعها ومشاهدتها في الحفلات الموسيقية، حيث رقصت، وغنت، ولبست الملابس الشعبية الأوزبكية، وعرضت فنها بتفاعل أذهل المشاهدين دائماً. وقصة حياة هذه المرأة الشهيرة يشبه أسطورة سندريلا. إذ قبل أن تبلغ شهرتها في العالم، عانت من الفقر والجوع. وذاع صيتها على ساحة الإتحاد السوفييتي السابق، وبعيداً جداً خارجه. وهذه الفتاة الأرمنية التي نشأت في قرية أوزبكستانية منسية، كانت تتمتع بسعي دائم، وحب للعمل، وبمواهب فنية.
ولدت تاماره خانم بتاريخ 29/3/1906 في أسرة أننا وأرتيوم بيتروسيان المتواضعة، الذين أبعدوا عن وطنهم الأصلي إلى تركستان، وعاشوا في قرية محطة غورتشاكوفو (حالياً مدينة مرغيلان). ونشأت الفتاة في حي أوزبكي، ولم تتميز كثيراً عن أطفال القرية، عيناها سوداوان، مرحة. وعندما وصل إلى قريتها مجموعة فنانين متجولين، لتقديم عروضهم الفنية. انبهرت تاماره بعروضهم السحرية، وسيرهم على الحبال، ورقصاتهم. وبطريقة عفوية كانت تكرر حركات الفنانين في البيت. وفي كل مرة كانت تقدم عروضها بثقة بالنفس ودون مهارات فنية، وعندما بلغت السادسة من عمرها صفق الأهل لها على رقصاتها للمرة الأولى. وقالت أمها بفخر آنذاك: "سترون، سترقص في باريس"، وهو ما أثار ضحك الحاضرين. ومر الوقت، ووضعت رقصاتها الرائعة في باريس بداية لنجاحها الكبير كراقصة شابة.
وفي تلك الأيام صعود المرأة على المسرح لم يكن واقعياً في الشرق الإسلامي. وخاصة وفق تقاليد تركستان، وبعد زواجها المبكر اقتصرت حياتها كامرأة على أعمال البيت "إتشكاري"، فالمرأة نصف البيت، وكان عليها إخفاء وجهها وجسدها بشكل كامل تحت الحجاب والملابس المتعارف عليها آنذاك. ونشأت تاماره والناس يعيرون أسرة بتروسيان بأن ابنتهم لا تحترم التقاليد، ولكنها وببساطة لم تفكر بترك هوايتها المفضلة الرقص. حتى اضطر والدها لتهديدها بالقتل إن لم تستطع كبح جماح جرأتها وتحترم التقاليد المعروفة آنذاك.
ولعبت الصدفة دورها: ووصل القطار الدعائي "فوستوك" إلى محطة كورتشاكوف، يحمل فرقة فنية بقيادة حمزة حكيم زادة نيازي، الذي كان آنذاك شخصية كلاسيكية في الأدب الأوزبكي. والفنون آنذاك كانت توظف لـ"توعية الشعب" بشكل واسع خلال السنوات الأولى للسلطة السوفييتية. وأحد الأشخاص أخبر حمزة عن الفتاة الموهوبة، وهو الأمر الذي حدد مصيرها، وفي نهاية عام 1918 صعدت تماره على خشبة مسرح حقيقي لأول مرة في حياتها. وآنذاك لم تتجاوز الـ 12 من عمرها، وقدمت عروضها للمشاهدين بنفس المستوى مع غيرها من الفنانين. والحقيقة أن الرقص كان جزءاً لا يتجزأ من حياتها، ويثير حماسها، وتعرضه بشكل رائع. وأظهرتها عروضها في حفلات فرق الهواة كراقصة بارعة، وكانت الوحيدة بينهم من الجنس اللطيف، تجرأت على الرقص علناً، ودون غطاء على الوجه. وانهالت التهديدات عليها من كل حدب وصوب، واضطر أهلها لإرسالها إلى طشقند تجنباً للشر.
وبدأت تماره الدراسة بفرقة طشقند للباليه عام 1922، وأخذت ترقص في الحفلات مع الفرق نصف المحترفة، التي رأسها آنذاك أوائل الفنانين الأوزبك: أبرار هيداياتوف، ويتيم باباجانوف، وعلي أرودوبوس إبراهيموف. ووصلت الشائعات حول سلوكها غير العادي إلى قريتها، وقام المتعصبون هناك بقتل أبيها بوحشية. وبقيت أمها وحيدة مع أطفالها، حتى أن تأثير الشائعات حول رقص تماره طال كسرة خبز أهلها.
وقدمت الفرقة الراقصة عروضها في وسط آسيا، وعرضت تماره رقصات شعبية. ووصلتها تهديدات، وقذفت بالحجارة حيث رقصت في المدن الصغيرة والقرى. وكادت تلك العروض تهدد حياتها: حتى أن المشاهدين الغاضبين كانوا مستعدين لتمزيق جسدها. وفي أحد المرات تدخل أحد الفنانين لإنقاذها، وهو الموسيقي وصاحب الكلمة الحادة يوسف جان كيزيك. وألقى عليها حجاباً نسائياً وساعدها سراً للخروج من وسط الجموع الغاضبة. وكانت تماره تحتاج لقوة معنوية كبيرة، وقناعة بصحة ما تقوم به، كي لا تستسلم.
وفي عام 1923 سافرت تماره إلى موسكو لاستكمال تعليمها في معهد أ.ف. لوناشارسكي المسرحي المتوسط. وهناك عوضها المشاهدون في موسكو عن كل المشاكل التي تعرضت لها في عروضها الأولى، واستقبلوا فن الشابة الموهوبة بتشجيع كبير. وحصلت في موسكو على لقبها الإسطوري الثاني "سنونو الشرق".
وكثيراً ما كان المعجبون يتسللون لخلف المسرح بعد عروضها للتعبير عن إعجابهم لها شخصياً. وعندما وصل أحد المعجبين الشجعان إلى غرفة مكياجها وأخذ ينهال عليها بكلمات الإعجاب، لم تتعجب تماره، وكان هذا المعجب المطرب الأوزبكي المعروف محي الدين قاري يعقوبوق. الذي قام المسؤول الفني بتقديمه لها قائلاً: "من الآن فصاعداً ستقدمون عروضكم مع بعض". ولم تتوقع تماره أن تكون هذه "مع بعض" ستكون دائمة، فقد أصبح محي الدين زوجها، ووالد طفلتهما.
وأول رحلة توجه الفنانان الشابان بها خارج الإتحاد السوفييتي كانت إلى فرنسا. وفي عام 1925 نظم في باريس معرض فن الديكور العالمي. وكان لمحي الدين قاري يعقوبوق، وتماره شرف تمثيل فنون المنطقة التي ينحدران منها. وتوجت عروضهم بنجاح كبير، وبقيت ذكريات الفنانان الأوزبكيان لدى البارسيين لفترة طويلة. وفي طريق عودتهما إلى وطنهما مر الزوجان عبر ألمانيا، ورغبت تماره هناك التعرف على الراقصة الشهيرة أيسيدورا دونكين، التي طلبت من تماره أن تسمح لها بلمس عامودها الفقري، لأنها كانت مقتنعة بأن الأجسام العادية للإنسان لا تستطيع القيام بحركات عجيبة وصعبة ورائعة كالتي تقدمها تماره.
وفي سن الـ 19 من عمرها حصلت تماره على الشهرة. وبعد النجاح الذي حققته في باريس انفتح العالم أمامها، وطافت برقصاتها نحو نصف الكرة الأرضية. وبعد مصادفة مثيرة التصق بها لقب خانم، وحدث ذلك قبل أحد حفلاتها الضخمة بموسكو حيث سمع منظم الحفل كيف يسميها أبناء وطنها "خانم"، وفي اليوم التالي ظهرت الإعلانات في كل أنحاء المدينة وهي تحمل اسم "تاماره خانم". حتى أن الأجانب لم يستطعوا فهم انتمائها، من أية قومية تنحدر هذه الراقصة الرائعة. فهي من حيث صلة الدم أرمنية، ولكنها نشأت في حي أوزبكي.
ومن كل رحلة كانت تاماره خانم تحضر معها رقصات جديدة، وتستوعبها بقوة عظيمة. وتراكمت في إبداعاتها الفنية مجموعة رقصات لشعوب 86 دولة من دول العالم. وكانت تاماره خانم تحفظ الرقصات، وخصائص الخطوات، والحركات الإيمائية، والحركات الجسدية الخاصة بسكان تلك الدول. وحتى الملابس، والماكياج، والرقصات، كانت متطابقة مع ما هو موجود في تلك البلاد، لدرجة أن سكان تلك البلاد كانوا يظنون أنها واحدة منهم.
وفي عام 1938 أحدثت تاماره خانم انقلاباً في الفنون المسرحية، وجمعت وللمرة الأولى على المسرح بين فن الغناء، وفن الرقص. وكانت تغني بدقة تامة بعدة لغات وتتقمص بالكامل الشخصية التي تقدمها. وعن هذا قالت تاماره خانم "ما أن أخطو خطوة واحدة من خلف المسرح للقاء المشاهدين، حتى أحس في داخلي آلاف الخيوط الخفية التي تربطني بالمشاهدين. وكلما كثرت تلك الخيوط، يصبح صوتي أفضل، وتدور في داخلي آلاف الشياطين التي تبدع رقصاتي".
وهذه التعابير المعبرة عن حب العمل، وحبها الفريد للعمل، والموهبة التي منحها لها الله (ج) حافظت عليها لسنوات طويلة وهي في قمة الإحترام والإعجاب. وفي مهرجان الرقص العالمي الذي نظم عام 1935 في لندن قامت الملكة البريطانية شخصياً بتقليدها أعلى وسام لقاء إسهامها في تطوير الفنون. وخلال الحرب العالمية الثانية تنقلت تاماره خانم بحفلاتها على كل الجبهات، من المحيط الهادي، وحتى أوروبا، حتى أن القيادة العسكرية من بين كل الفنانين منحتها رتبة نقيب وسمحت لها بحمل السلاح.
وكان قادة الدول، والشخصيات السياسية البارزة، والفنانين، والشخصيات الإجتماعية، يعتبرون مشاهدة حفلات تمارة خانم والتعرف إليها شخصياً شرفاً كبيراً لهم. وذات مرة كتب إليها الملحن إسحق دوناييفسكي: "تدعينني لزيارة أوزبكستان المشمسة. شكراً ! ولكن أي بلد، وأي مكان، حيث تكونون أنتم مع فنكم الرائع سيكون مشمساً !".
وبعد أن كونت خبراتها الإبداعية، جربت الفنانة القديرة قواها كمدربة رقص في عام 1930. وفي عام 1932 تعاونت مع المخرج ز. قابولوف والملحن ب. رحيموف، لافتتاح مسرح في أورغينيتش، وعملت هناك مدربة للرقص، وراقصة، ومربية، ومدربة في نفس الوقت. وبمبادرة منها افتتحت في طشقند مدرسة للباليه الكلاسيكي. والتفاؤل، والأحاسيس المرحة، وقوة الإرادة، كلها ساعدتها للحفاظ طويلاً على جمالها. وحتى سن متأخرة تجولت في أنحاء العالم، دون أن تفقد أي قطرة من طاقتها الحيوية، وخفة حركتها. وكانت طبيعتها المبتهجة بالحياة، والطيبة، مغنطيس يجذب الناس إليها.
وفي عام 1991 توفيت تمارة خانم بطشقند، وأوصت أن يقام في بيتها متحف تحفظ فيه آلاف الملابس المسرحية، التي رقصت بها، والمطرزة بالخيوط الذهبية والفضية، والمرصعة بالأحجار الكريمة، وكل منها يعتبر نموذجاً فنياً متميزاً.
وافتتح متحف تمارة خانم عام 1994. ويحتفظ اليوم بغرف الجلوس كما كانت، ويحتفظ بالملابس، وتسجيلات الأغاني، وبمجموعة رائعة من اللوحات، والهدايا، والصور، وما كتبته الفنانة البارزة بخط يدها. ومن بينها مذكراتها التي لم تنشر بعد، وأشعار كتبتها خلال سن النضوج والحكمة في السنوات المتقدمة من عمرها. وفي واحدة منها استعارت تمارة خانم سطور من عمر الخيام تقول: "ما جاء به الحظ إليك، لا يمكن للموت أن يسلبه منك..."
ولمن يحالفهم الحظ ويزورون أوزبكستان ويرغبون بزيارة متحف تمارة خانم فهو قائم اليوم في مدينة طشقند، شارع تمارة خانم، 1/41 هاتف: 2678690 (+ 998 71) ويعمل يومياً من الساعة 09:00 صباحاً، وحتى الساعة 18:00 مساءاً، وعطلته الأسبوعية يوم الأحد.

بحث أعده أ.د. محمد البخاري، بتصرف نقلاً عن الرابط الإلكتروني: http://www.ziyonet.uz/ru/people/tamara-hanum/ طشقند، 25/2/2014

الأحد، 23 فبراير 2014

أول إمرأة سعودية تعين رئيسة لتحرير صحيفة يومية


أول إمرأة سعودية تعين رئيسة لتحرير صحيفة يومية


في خبر نشرته صحيفة البيان الإماراتية نقلاً عن وكالة أنباء فرنس بريس يوم 16/2/2014، ونشرته صحيفة الشرق الأوسط الصادرة في لندن يوم 17/2/2014، أشير إلى تعيين الصحفية السعودية سمية الجبرتي رئيسة لتحرير صحيفة "سعودي غازيت" اليومية الناطقة باللغة الإنكليزية. ويعتبر هذا التعيين سابقة لم تشهدها الصحافة السعودية عبر تاريخها الطويل، رغم شغل بعض النساء مواقع قيادية في بعض المجلات السعودية المتخصصة في الجانب النسائي أو الاجتماعي في السابق.
والسيدة سمية الجبرتي بدأت حياتها الصحفية مترجمة إلى اللغة الإنجليزية، وعملت لمدة تسع سنوات في صحيفة "عرب نيوز" (arab news) السعودية، وشغلت فيها منصب نائب رئيس التحرير، وبعدها انتقلت للعمل في صحيفة "سعودي غازيت" التي أكثر محرريها الصحفيين الـ 20 من النساء، وشغلت فيها منصب مساعد رئيس التحرير..
والسيدة سمية الجبرتي أمضت في المجال الإعلامي نحو 17 عاماً وعملت في صحف سعودية ناطقة باللغة الإنجليزية، قبل تعيينها رئيسة لتحرير صحيفة "سعودي غازيت" بدلاً عن الصحفي السعودي خالد المعينا. وسبق وعملت نائبة لرئيس تحرير صحيفة «عرب نيوز»، وهي إحدى مطبوعات المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، وكانت أول امرأة سعودية تشغل منصب كهذا في المؤسسات الصحفية السعودية.
ونجاح السيدة سمية الجبرتي اعتمد على خبرتها الإدارية والتربوية والعلمية والصحفية، وهي التي بدأت عملها الإعلامي في صحيفة «سعودي غازيت» عام 1997 كمترجمة، وعملت في مراكز بحثية متعددة، وبعد حصولها على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، عملت بوزارة التربية والتعليم لمدة خمس سنوات، وعملت في القطاع الخاص، ثم عادت للإعلام عام 2003، لتعمل في صحيفة «عرب نيوز»، إلى جانب إكمال دراستها الأكاديمية وحصولها على درجة الماجستير عن أطروحتها "ازدواجية الطبيعة البشرية". وأثناء ذلك عينت مسؤولة عن الأخبار المحلية في صحيفة «عرب نيوز»، ثم عن الإدارة التنفيذية، وشغلت منصب مديرة التحرير منذ عام 2008، حتى تم اختيارها نائبة لرئيس التحرير، وفي  عام 2011 عينت في منصب نائبة رئيس تحرير صحيفة «سعودي غازيت»، حتى إعلان نباً تعيينها رئيسة لتحريرها مؤخراً.
ويأتي قرار تعيين أول امرأة سعودية في منصب رئاسة تحرير صحيفة يومية في زمن حققت فيه المرأة السعودية قفزات عديدة وتولت العديد من المهام والمسؤوليات في الدولة والقطاع الخاص. وأبرزها كان إشراك المرأة السعودية في صنع القرار في مجلس الشورى، وقيام 30 سيدة بأداء القسَم أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، ليبدأن عملهن في مجلس الشورى منذ بداية العام الماضي، ويعد هذا من أبرز المكتسبات التي حققتها المرأة السعودية حتى الآن، في نفس الوقت الذي تنتظر فيه خوض تجربة الانتخابات في المجالس البلدية بمختلف المناطق السعودية كمرشحة أو ناخبة بعد نحو سنتين من الآن، وهو ما يعد تحولاً لافتاً للأنظار، لأن تجربة الرجال في المجالس البلدية المنتخبة لم تزل قصيرة ولم تتجاوز العقد الواحد؛ وهذا يعني أن الرجال السعوديين لم يسبقوا النساء إلا بسنوات قليلة فقط منذ بدء تجربة شغل عضوية المجالس البلدية السعودية عن طريق الترشيح والإنتخاب الجديدة على المجتمع السعودي.

الموشحات أندلسية المنشأ أم سريانية شرقية


طشقند: أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "الموشحات أندلسية المنشأ أم سريانية شرقية" نشرت صحيفة الثورة الدمشقية بملحقها الثقافي الصادر بتاريخ 9/7/2013 مقالاً كتبه: معين حمد العماطوري. ولأهميته وللتعبير عن أسفي الشديد لعجز مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات البحث العلمي واتحاد الجامعات العربية التابع لجامعة الدول العربية منذ الاستقلال وحتى الآن عن وضع أسس موحدة لإجراء دراسات تتناول الجذور الثقافية والسكانية التي تربط بين أبناء هذا الوطن الكبير الذي يمتد من الخليج إلى المحيط. تاركين الأمر بدلاً عنهم للمستشرقين الأوربيين يخوضون في هذا المجال، مستفيدين من غياب الباحثين العرب عن تناول هذا المجال، للإمعان فيه تحريفاً وتزييفاً كما يشاؤون خدمة لمصالح الدول التي تمول دراساتهم وأعمالهم البحثية، والأسوأ من ذلك أن أكثر الباحثين العرب المعاصرين أخذوا ينقلون عن أولئك المستشرقين بأمانة وإخلاص وتباهي، دون إخضاع ما ينقلونه للمنطق العلمي، ودون العودة للمراجع العربية الأصلية المخطوطة حيثما وجدت، ومن الأمثلة الحميدة على ذلك ما جاء في مقالة معين حمد العماطوري التي تساءل فيها عن أصول الموشحات الأندلسية أهو أندلسي غربي أم سرياني شرقي ؟ دون تسليط أي ضوء أو إشارة إلى أن الحكم الأموي آخر أيامه في بلاد الشام انتقل من عاصمته دمشق إلى بلاد الأندلس. وحتى دون الإشارة إلى إمكانية ترك أعداد كبيرة من السريان موطنهم الأصلي وانتقالهم مع الأمويين إلى الأندلس، حاملين معهم ثقافتهم وتقاليدهم وعاداتهم التي تميزهم عن غيرهم. وكلي آمل أن تثير هذه الإشارة بعض الباحثين العرب لتسليط الضوء على العلاقة الإثنية والثقافية التي تربط بين مشرق الوطن العربي ومغربه في عالم اليوم. ليسموا الأشياء بأسمائها دون تحيز سوى للحقيقة العلمية.
أما العماطوري فقد كتب مقالته:
قبل الدخول في معرفة الموشح أندلسي أم سرياني شرقي، لابد أولاً من ذكر التعاريف التي جاءت على ألسنة الباحثين المهتمين في هذا المجال، حيث ذكر المؤرخون والباحثون تعاريف عديدة للموشح منهم:


ابن خلدون
1- ابن خلدون «تولد سنة 808 هـ المصادف 1388م» الذي عرف الموشح بقوله: «وأما أهل الأندلس فلما كثر الشعر في قطرهم، وتهذبت مناحيه وفنونه، وبلغ التنسيق الغاية استحدث المتأخرون منهم فنا سموه الموشح ينظمونه أسماطا أسماطا، أغصانا أغصانا، يكثرون من أعاريضها المختلفة، ويسمون المتعدد منها بيتا واحدا ويلتزمون عند قوافي تلك الأغصان.
2- ابن سناء الملك «تولد سنة 550 هـ»: الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص..
والمحدثين عرفوا الموشح ومنهم:


حنا الفاخوري
3- حنا الفاخوري الذي عرف الموشح بـ«قصيدة شعرية موضوعة للغناء».
4- الأديب المغربي محمد بن تاوبت بأن الموشح «هو فن مستحدث من فنون الشعر العربي في هيكل من القصيدة، لا يسير في موسيقاه على النهج الشعري التقليدي الملتزم لوحدة الوزن ورتوب القافية وإنما يعتمد على منهج تجديدي متحرر، فيه ثورة على الأساليب المرعية في النظم بحيث يتغير الوزن وتتعدد القافية.
5- د. رضا محسن القريشي: الذي عرف الموشح بضرب من ضروب الشعر تتعدد قوافيه وأوزانه تبعا لرغبة ناظمه، ويعد ثورة على الشعر المقفى التقليدي الذي يخضع لقيدي الوزن الواحد والقافية الواحدة،
ومن خلال دراستنا لهذه التعاريف رأينا أنهم أجمعوا على إن الموشح لا يخرج عن كونه نوعا من النظم وان فنه من فنون الشعر العربي. والموشح مشتق من كلمة وشح أي زين، وسميت بالموشحات لما فيها من تزيين وتنميق.‏
وهناك تعاريف كثيرة لكننا آثرنا على التعاريف المذكورة لأن بمجملها تدور في دائرة واحدة..وذلك بقصد الغور في المنشأ.
منشأه:
كثرت آراء القدامى والمحدثين حول تاريخ ومكان نشأت الموشحات فمنهم من أرجع تاريخها لأواخر القرن التاسع، وآخرون في نهاية القرن العاشر، وآخرون في أوائل القرن الحادي عشر.‏
أما منشأه فهناك عدة نظريات نوجزها بما يلي:


بطرس البستاني
أولا- أن أغلب الباحثين من المستشرقين "مينيندز بيلينو، وريبيرا، وجب، وبروكلمان، وبنكل، وغيرهم" والعرب "يوسف اسعد، وبطرس البستاني، ود. عبد العزيز الاهواني، وحنا الفاخوري، وغيرهم» عرفوا الموشح بأنه فن التوشح الذي انتقل إلى الأدب العربي من خلال الأغاني الشعبية الاسبانية «الفلامنكو» والبروفنسانية اللاتينية التي كانت تعرف بالرومانسية من خلال جماعة الرواة والمغنين المعروفين في فرنسا بالتروبادور، وجنكلر، من العصر الوسيط «القرن السابع والثامن الميلادي» واشتهروا في غالية واسبانيا إذ كانوا يطوفون البلاد متنقلين من قصر إلى قصر يقصدون الأمراء في المواسم والأعياد، يتغنون بأناشيدهم الغرامية وقصص الفروسية في مقاطع غير محكمة الوزن، ولا تلتزم فيها القوافي التزاما. أما الأساس الذي يستندون إليه في نظريتهم هو:‏
1- لأن قصائدهم «أسوة بالموشحات» كانت مغناة.
2- مواضيعها تدور في الغرام والفروسية.
3- غير محكمة الوزن ومختلفة القافية.
4- وجود جوانب مشتركة بين الموشحات والمنظومات التروبادورية، حيث نجد في مقطوعة من المقطوعات التروبادورية جزء يقابل الغصن في الموشحة وجزء يقابل القفل.. ومن نقاط الالتقاء أيضا أن ما يقابل الغصن مع ما يقابل القفل يسمى عند جماعة التروبادور بيتا كما هو الحال عند جماعة الموشحات.‏


مقداد رحيم
إلا أن هذا الرأي خلق عند البعض رأي معاكس، آي دفع بالبعض أمثال المستشرق "ليفي بروفنسال، وبنكل، وكراتشوفسكي، ومقداد رحيم، ومجدي شمس الدين، وغيرهم... الذين لا يستبعدوا أن يكون شعراء التروبادور هم الذين تأثروا بالموشحات، حيث كانوا قبل أن يعرفوا فن التوشيح ينشدون منظومات شعرية تتجرد تماما من الوزن والقافية، ولا تتضمن من الإيقاع إلا اتحاد الحروف الأخيرة، ويدعمون نظريتهم بما يلي:
1- أن أول شاعر تروبادوري هو جيوم التاسع أمير بانييه الذي كتب أشعاره بين سنة 1100-1127م أي بعد أقدم الموشحات بأكثر من 200 سنة.
2- ما ذهبنا إليه من التقارب بين الموشحات وأغاني التروبادور كتقابل الأغصان والأقفال.
3- نجد إن هذه الظاهرة غريبة على الشعر الأوربي قبل جماعة التروبادور.


طه حسين
ثانياً: والبعض الآخر أمثال ابن بسام، وابن خلدون، واحمد حسن الزيات، طه حسين، ومارون عبود، وإبراهيم أنيس...وغيرهم يعتقدون أن فن التوشح هو مشرقي المنشأ أي عربي وينسبونه إلى مقدم بن معافر الفريري من شعراء الأمير عبد الله بن محمد المرواني هو أول من كتب الموشح وكان ذلك في أوائل القرن الحادي عشر الميلادي واخذ عنه أبو عبد الله احمد بن عبد ربه صاحب كتاب العقد الفريد ويوسف بن هارون، وعبادة بن ماء السماء، إلا أنه لم يظهر لهم ذكر.. ومنهم من يعتقد ان الشاعر العراقي ابن المعتز المتوفى سنة «296هـ – 876م» هو أول من انشأ هذا الفن بقوله:
أيها الساقي إليك المشتكي قد دعوناك وان لم تسمع
ونديم همت في غرته
وشربت الراح من راحته
كلما استيقظ من سكرته

أبونواس
ثالثاً: البعض ومنهم خاصة د. عبد العزيز الأهواني يعتقد بان الموشحات أعجمية لوجود ألفاظ أعجمية أي خرجات أعجمية وهذا ما سينقلنا إلى عدة احتمالات هل هي أندلسية أم فارسية أم سريانية.. فمن يدرس الموشحات سيجد إن كثير من الوشاحين «وحتى غير الوشاحين أمثال أبو نواس» يخرجون قصائدهم بأبيات لأشهر الشعراء من العرب والأجانب أو ألفاظ دخيلة إلا أنها قد تكون مألوفة لديهم. حيث روى أبو فرج الأصفهاني «تولد 356هـ - 936م» مقطعة من أربعة أبيات لإبراهيم الموصلي يصف بها خمارا ختمها بالبيت الآتي


أبو الفرج الأصفهاني
فقال «إزل بشينا» حين ودعني وقد لعمرك زلنا عنه بالشين
نجد أن الشاعر استخدم مفردات سريانية كعبارة «ازل بشينا ـ إزل بشينا» بمعنى اذهب بسلامة وكذلك «اّزلنا. زِلنا» بمعنى ذهبنا و"بشينا ـ بالشين" بمعنى بالسلامة.‏
رابعا: وآخرون يعتقدون أمثال الأستاذ مقداد رحيم أن الموشحات التي نسمعها اليوم مغناة بشكل جماعي ليست أندلسية في طريقة الغناء والألحان، بل هي مشرقية. فهي مزيج من ألحان مشرقية وألحان أندلسية كنسية. ويعتقد الأستاذ مقداد إن الموشحات كانت في السابق يغنيها شخص واحد مع جوقة تردد بدلا من جوقتين... كما يعتقد إن الموشحات مرت بثلاث ادوار وما وصلنا منها كانت بالدور الثالث أي متكاملة.
خامساً: الأستاذ سلمان علي التكريتي الذي يقول: ولا نغالي إذا قلنا أن الموسيقى السريانية بواسطة الكنيسة الشرقية قد تمكنت من فرض فنية ترانيمها الشرقية على عموم أوربا عن طريق مدرسة الرها ونصيبين، وان الموسيقى الأندلسية والموشحات الأندلسية، هي موسيقى الكنيسة الشرقية، التي انطلقت من وادي الرافدين وبلاد الكنعانيين والفينيقيين وشبه الجزيرة العربية. ويعتقد الأستاذ سلمان علي بأن الموشحات الأندلسية في المشرق العربي «سوريا، والعراق، ولبنان، والأردن، ومصر» قد تأثرت تأثيرا واضحا بإيقاعات الغناء الشعبي من ناحية وتأثيرات الموسيقى التركية من ناحية ثانية، فافتقدت الموشحات الأندلسية في المشرق العربي ميزتها التراثية الأصلية، لكننا نجد العكس في المغرب العربي «تونس، والمغرب، والجزائر» إذ أن الموشحات الأندلسية صارت هي الأساس الذي يستلهم منه الغناء الشعبي، لان الموشحات في الأصل كانت هي الغناء الشعبي والتقليدي في أن واحد، والدليل على هذه الأصالة والنقاء هو الذي قربها ومشابهتها لأداء الغناء الكنسي المشرقي الذي ما زال يؤدي على شاكلته على مر القرون، ومنذ ظهوره وخلال تطوره بأسلوب مار افرام.‏


مار أفرام
سادساً: لعلني أتفق مع الأستاذ سلمان علي التكريتي على أن الموشحات هــــي مشرقيـــة الأصل ذات جذور كنسية سريانية، فهذا الفن وجد في الأدب السرياني قبل أن يوجد عند جماعة التروبادور، والجنكر، بقرون، ويرجع السبب في ظهوره في الأندلس بدلا من العراق وبلاد الشام إلى:‏
1- كون بغداد والشام هي مركز الخلافة الإسلامية وكان الأدب العربي لا يزال يشكل امتداداً لبيئته الصحراوية في الجزيرة، وكان تمسك الخلفاء بتراثهم وانشغالهم في الفتوحات أدت إلى عدم تشجيعهم لأي قصيدة تخرج من إطارها التقليدي.‏
2- أما الأندلس فلبعدها عن المركز وانفتاحها على مجتمع شاع فيه الترف واللهو والغناء شيوعا عظيما أضعفت سيطرتهم لا بل جذبتهم الطبيعة الأندلسية وجعلتهم ينسون طبيعتهم الصحراوية وأوزانها التقليدية، الآمر الذي أدى بالأمراء في الأندلس إلى تشجيع هذا اللون من الشعر. فبدأت حركـــة التحرر في القـرن الحادي عشـــر فأخذ الشعراء العرب يمثلون بيئتهم الجديدة من غير أن يهملــــوا التقليـــد إهمالا تامــا، أمثال الشاعر ابن زيدون، وابن عمار، والمعتمد بن عباد، وغيرهم.‏


ابن زيدون
أما كيف انتقل هذا الفن من التراث السرياني إلى الموشح العربي فيكون:
1- من خلال المدارس والجامعات السريانية في الكنائس والأديرة التي كان يتلقى فيها الكثير من الأدباء والمفكرين العرب علومهم فيها، ومن بينها المدارس والسوغيتات، ومن خلال ما نقله المترجمون السريان من الآداب والعلوم السريانية إلى العربية. فتشبعت الأذن العربية بهـــذه التراتيل التي كانت ترتل باستمرار في الكنائس والأديرة بألحان شتى. وكانت بغداد ودمشق زاخرة بشعر عربي أصيل يشكل امتدادا للشعر في الجزيرة ويتطرب بنغمات المدينة الحاضرة، فليس من المستبعد أن تكون بغداد ودمشق قد شقت طريقها نحو التجدد الشعري، وكان محقا من اعتبر بشار بن البرد، وأبا نواس، ومسلم بن الوليد، أول دعاة التجدد، في حين كان الشــعر في الأندلس لا يجـرؤ أن يـذرع مثـل هــذه الخطـوات لانشغال العرب هناك بالدفاع عن أنفسهم والتفكير بالتوسع، إلا في أواخر عهد الأمارة الأموية في القرن العاشر الميلادي. فليس مستبعداً أن تكون هناك عشرات الموشحات تغنى سراً أو علناً في العراق أو الشام واختفت لعدم تشجيعها من قبل الخلفاء.


بشار بن برد
2- عندما دخلت الجيوش العربية الإسلامية بلاد الأندلس واستقرت هناك، كان من بينهم أو من بين الذين توافدوا إليها لاحقا الكثير من الأدباء الذين تلقوا علومهم في المدارس السريانية في العراق أو بلاد الشام، فنقلوا معهم أشعارهم وأفكارهم التجددية في الشعر، فعندما سنحت لهم الفرصة أظهروها هناك. حيث كانت العلاقات وثيقة بين طرفي العالم العربي، والرحالة الكثيرون يذهبون إلى الشرق للتزود بعلمه ويأتون إلى الأندلس طلبا للرزق أو الشهرة. فوفد زرياب "تلميذ اسحق الموصلي" إلى الأندلس عام 882 م وكان له اثر بليغ في فن الغناء والموسيقى، وجلبت المغنيات من الشرق فحملت معها إلى الأندلس فنها وأدبها، ومن أشهر هؤلاء المغنيات القيان قمر البغدادية ومن الأسباب التي دعتني إلى ذلك:‏


زرياب

اسحق السرياني
1- أن الجيوش الإسلامية فتحت بلاد الأندلس سنة 711م ودامت الدولة الإسلامية هناك حتى سنة 1492م، في حين إن أقدم الموشحات ظهرت فـــي القرن العاشر أو الحادي عشر. في حين كان احتكاك المفكرين والأدباء العرب في المشرق منذ القرن السابع الميلادي حين نزلوا إلى ساحات العمل في التأليف والترجمة جنبا إلى جنب إخوانهم السريان.‏
2- كانت باستطاعة الأذن العربية أن تتقبل اللغة السريانية وآدابها وألحانها بصورة أسهل بكثير من تقبلها للغة أعجمية بعيدة كل البعد عن لغتها وتراثها.‏
3- إن ما يجمع من صفات مشتركة بين التراث السرياني «القرن الثالث الميلادي» والموشحات العربية «القرن الحادي عشر»، يجعلنا نؤكد جازمين أن الموشح مشرقي الأصل سرياني المولد. فالموشح هو عبارة عن منظوم جدلي في قالب شعري يمثل النوع الغنائي من الوزن ويمتاز بـ:‏
1- أن أبياتها لا تكون على نمط واحد أي تتساوى عدد مقاطعه حينا، وتختلف حينا آخر.‏ وأن أبياتها تكون قائمة بذاتها ولا صلة لها بالبيت السابق «أي تأتي مستقلة، أي كل بيت في المد راش قائم بذاته» وتفصل هذه الأبيات «ويسمى في الموشحات الدور حيث يشتمل على أجزاء تسمى أغصاناً تتعدد بتعدد الأغراض» ردة «قفل بالعربية الذي هو عبارة عن بيت واحد أو عدة أبيات من الشعر تبتدئ بها الموشحات وتتكرر ويشترط فيها التزام القافية والوزن والأجزاء وعدد الأبيات الشعرية وذات موسيقى واحدة» ترتلها الجوقة بعد كل بيت أو أكثر يقوم فرد بترتيله، أي أن:‏
- الجوقة الأولى «الشماس في الغالب» ترتل الأبيات الطويلة.‏
- الجوقة الثانية ترتل الأبيات القصيرة التي تؤلف الردة «التي هي عبارة عن حمدلة أو صلاة ما». ومن شروط هذه الأبيات «باستثناء الردة/القفل» أن تكون متشابهة وزنا ونظاما وعدد أجزاء، وباستطاعة الراوي تنويعها.
3- للموشحات أنغام شتى وكانت الألحان تتغير بموجب أنواعها فالمونسنيور لامي أكد وجود 75 ضربا من الألحان في الأناشيد الصحيحة أو المنحولة لمار افرام. وتأتي على الأغلب على شكل حوار، وأول من صنفها هو برديصان «+154م» واسونا «القرن الرابع الميلادي» ومار افرام «+306م» ومار اسحق وبالاي، وقد دخلت عليها وعلى الموشحات بعض الفنون في كتابتها. وتفرع من السوغيت، حيث يستعمل في صياغة المآسي الدينية ويكون على شكل حوار بين منشدين أو جماعتين.‏
فبعد مقدمة مؤلفة من 5-10 أبيات ذات أربعة أشعار من الوزن السباعي «الغالب» تبدأ المحاورة بين شخصين أو جوقتين كما في أنشودة الميلاد «محاورة بين العذراء والمجوس»، وأنشودة البشارة «محاورة بين الملاك جبرائيل والعذراء» وهي من قصائد نرساي «399 -503م».‏
أما الموشحات فهي تتألف من أسماط «أقفال ـ يقابلها الردة» ومن أبيات تتفرع إلى أغصان «أجزاء ـ يقابلها دعامات» وهي كالآتي:‏
1- القفل «الاسماط»: هو بيت أو عدة أبيات من الشعر تبتدئ بها الموشحات في اغلب الأحيان، وتتكرر قبل كل بيت منها، ويسمى القفل سمطا، ويشترط في الأقفال التزام القافية والوزن والأجزاء وعدد الأبيات الشعرية. وهكذا تكون كلها في الموشحة ذات موسيقى لفظية وتلحينية واحدة. والقفل لا يكون أقل من جزأين «دعامتين» ويصل إلى ثمانية أجزاء عند البعض وهي قليلة. فمثلا:‏
-  القفل المركب من جزأين، شمس قارنت بدرا راح ونديم 7+5 حركات.
- القفل المركب من ثلاث أجزاء، حلت يد الأمطار أزرة النوار فيأخذني 7+7+5 حركات.
- القفل المركب من أربعة أجزاء، ادر لنا أكواب ينسى بها الوجد واستحضر الجلاس كما اقتضى الود 7+6+7+7 وهكذا.
2- البيت: وهو ما نظم بين القفلين من أبيات شعرية «ويسمى الدور»، ويشتمل على أجزاء تسمى أغصانا تتعدد بتعدد الإغراض والمذاهب. وقد يتألف البيت من جزأين أو ثلاثة أجزاء. ومن شروط الأبيات أن تكون كلها متشابهة وزنا ونظاما وعدد أجزاء، وأما الروي فيحسن تنويعه، ومن عادة الموشح أن يبدأ بقفل وينتهي بقفل ويسمى بالتام، وعادة يتردد ست مرات. أما إذا تردد خمس مرات «أي لا يبدأ بقفل» يسمى بالأقرع.‏
وقد قسم ابن سناء الملك الموشحات إلى قسمين:
1- ما جاء على أوزان العرب وهي تشبه الموشح السرياني ذو الوزن المتساوي.‏
2- الخالية من العروض كما يقول: «أردت أن أقيم لها عروضا يكون دفترا لحسابها وميزانا لأوتارها وأسبابها فعز ذلك وأعوز لخروجها عن الحصر وانفلاتها من الكلف... وأكثرها مبني على تأليف الأرغن...» يقصد بها ابن سناء العروض الخليلي لأنها كما يقول هو نفسه مبنيــة على الإيقاع. وهي نفسها في الموشحات الموزونة على الوزن المركب، كأن تكون منظومة على البحر الخامس والسابع أو السابع والثامن أو... وهذا ما نلاحظه في الموشحات أيضا، فهي مبنية "ومـن ضمنها الموزونة على أوزان العـرب" على الإيقاع أكثر من بنائها على التفعيلة الخليلية.

أسماء وردت في المقالة
1- أبو نواس:
أبو نواس أو الحسن بن هانئ الحكمي الدمشقي شاعر عربي من أشهر شعراء العصر العباسي. ويكنى بأبي علي وأبي نؤاس والنؤاسي. وعرف أبو نواس بشاعر الخمر. قال البعض انه تاب عما كان فيه وأتجه إلى الزهد، وقد انشد عدد من الأشعار التي تدل على ذلك. أبو نواس هو أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح وكان الصباح مولى للجراح بن عبد الله الحكمي المذحجي، ولد في مدينة الأحواز من عربستان  (خوزستان جنوب غربي إيران اليوم) سنة 145هـ الموافق 762م، من أم فارسية اسمها جُلبان. توفي أبو نواس عام 199هـ الموافق 813م،  قبل أن يدخل المأمون بغداد، وقد أختلف حول مكان وفاته في السجن ! أم في دار إسماعيل بن نوبخت ! وأختلف أيضاً بسبب وفاته، وقيل أن إسماعيل قد سممهُ تخلصاً من سلاطة لسانه. وذكر الخطيب البغدادي، صاحب كتاب تأريخ بغداد، في الجزء السابع، صفحة 448، أن الشاعر أبو نؤاس دفن في مقبرة الشوينزية في الجانب الغربي من بغداد عند تل يسمى تل اليهود وهي مقبرة الشيخ معروف حالياً.
2- أحمد حسن الزيات:
أحمد حسن الزيات باشا: ولد بتاريخ 16 جمادى الآخرة 1303هـ الموافق 2/4/1885م، وتوفي بتاريخ 16 ربيع الأول 1388هـ الموافق 12/5/1968م، وهو من كبار رجال النهضة الثقافية في مصر والعالم العربي، ومؤسس مجلة الرسالة. انتخب عضواً في مجامع اللغة العربية في القاهرة، ودمشق، وبغداد. وفي عام 1992 حصل على أعلى جائزة تقديرية للدولة في مصر.
3-  إبراهيم أنيس:
إبراهيم أنيس: (1324هـ الموافق 1906م – 20 جمادة الآخرة 1397هـ الموافق 8/6/1977م) رائد في الدراسات اللغوية العربية، وباحث لغوي، ولد في القاهرة، والتحق بدار العلوم العليا، وتخرج منها وحصل على دبلومها العالي عام 1930م. ومارس التدريس في المدارس الثانوية. وفي عام 1930م حصل على البكالوريوس من جامعة لندن، والدكتوراه عام 1941م. وانتخب عضواً بمجمع اللغة العربية عام 1961م. وتزخر المجلات العربية ببحوثه ومقالاته في اللغة.
4- إبراهيم الموصلي:
إبراهيم الموصلي: (742م – 806م). واسمه الحقيقي إبراهيم بن ميسون وكانت أمه من بنات الدهاقين. وكان إبراهيم الموصلي من أشهر المغنين في العصر العباسي. وهو من أصول فارسية، وولد في الكوفة سنة 125هـ، 742م. توفي والده وهو في سن الثلاث سنوات، ولقب بالموصلي لإقامته في الموصل، وتربى عند بني تميم، والتحق بالكتاب ولكنه لم يتعلم شيئاً بسبب شغفه بالغناء، ولقي بسببه محاربة من اسرته.
5- أبو عبد الله أحمد بن عبد ربه:
أبو عبد الله أحمد بن عبد ربه: واسمه الكامل: أبو عمر أحمد بن محمد بن عبد ربه بن حبيب بن حيدر بن سالم. ولد ونشأ في قرطبة بتاريخ 10 رمضان 246هـ. وكان جده مولى للأمير هشام الرضا. وامتاز ابن عبد ربه بسعة الإطلاع في العلوم والرواية والشعر. وكتب أشعاراً في الصب والغزل، وبعد توبته كتب أشعاراً في الموعظة والزهد أطلق عليها "الممحصات". وكان يتكسب من الشعر ومديح الأمراء مما أعطاه الثروة بعد الفقر. وكان من رواد نشر الموشحات الأوائل، وأخذها عن مبتكرها مقدم بن معافي القبري. وكان كتابه "العقد الفريد" بمثابة موسوعة بينت أحوال الحضارة الإسلامية في عصره. وسمع الرواية من بقي بن مخلد، وابن وضاح، وغيرهم. توفي ودفن في قرطبة يوم 18 جادى الأولى 328هـ وأصيب بالفالج قبل وفاته بعدة أعوام.
6- أبو فرج الأصفهاني:
أبو الفرج علي بن الحسين الأموي القرشي الأصفهاني ويرجع نسبه لبني أمية ( 284- هـ897م  14 - ذو الحجة356 هـ - 20 نوفمبر 967م( من أدباءالعرب، وصاحب كتاب الأغاني، وجده مروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية؛ وهو أصفهاني المولد بغدادي المنشأ، وكان من أعيان أدبائها ومصنفيها، وروى عن كثير من العلماء، وكان عالِماً بأيام الناس والأنساب والسير، وله أشعار كثيرة.
7- ابن خلدون:
ولد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي عام 1332م، وهو مؤرخ عربي، تونسي المولد وأندلسي الأصل ومغربي الثقافة، تتلمذ في جامع القرويين، ونهل من معارف الآبلي، وابن مرزوق، وناظر علماء البلاط المريني، والتقى بفاس مع لسان الدين بن الخطيب الذي كان له أثر عظيم في تكوينه، وخدم الدولة المرينية بالمغرب الأقصى طوال حياته، ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع الحديث، وترك تراثا ما زال تأثيره ممتدا حتى اليوم. توفي ابن خلدون في مصر عام 1406م ودفن قرب باب النصر بشمال القاهرة.
8- ابن سناء الملك:
القاضي السعيد أبو القاسم هبة الله بن القاضي الرشيد أبي الفضل جعفر بن المعتمد سناء الملك أبى عبد الله محمد بن هبة الله بن محمد السعدي (550 هـ - 608 هـ)، وهو شاعر مشهور، وصاحب الديوان الشعرى البديع والنظم الرائق، وأحد الفضلاء الرؤساء النبلاء، وكان كثير التخصص والتنعم، وافر السعادة، محظوظا في الدنيا. ولد في القاهرة وتوفي فيها. وأخذ الحديث عن الحافظ السلفي الأصفهاني، وكتب الشعر منذ سن مبكرة، وكتب قصيدة للقاضي الفاضل، وسنه لم يبلغ العشرين سنة، وكان مطلعها:
وهَجْرُُ تولى صلح عينى معَ الدمعِ               فَراقُُ قضى للهم والقلب بالجمع
اتفق في عصره بمصر مع جماعة من الشعراء المجيدين، وكان لهم مجالس تجرى بينهم فيها مفاكهات ومحاورات يروق سماعها، وكان على رأس هؤلاء الشعراء ابن عنين الدمشقي.
9- ابن بسام:
هو أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني (شنترين 450هـ - إشبيلية 542هـ) وهو من شنترين (البرتغال حاليا)، انتقل إلى قرطبة بعد سقوط مدينته الأصلية في أيدي مسيحيي الشمال بقيادة ألفونسو الأول، ووصف ابن بسام هذه الحادثة في أشهر أعماله وكيف خرج من بلده مقهورا ومدى تأثره بهذا المصاب.
صنف ابن بسام كتابه "الذخيرة في معرفة أهل الجزيرة" والذي يعد من أهم المراجع الأدبية والحضارية في بلاد الأندلس. وكان ذلك في أشبيلية سنة 502هـ حيث استقر وتفرغ للتأليف معتمدا في كسب عيشه على قلمه يكيل المديح لمن يجزيه بالمال.
10- ابن المعتز:
عبد الله بن المعتز بالله وهو خليفة عباسي وكنيته أبو العباس، ولد في بغداد عام 247هـ الموافق عام 861م، وكان أديباً وشاعراً وسمي خليفة يوم وليلة، حيث آلت الخلافة العباسية إليه، ولقب بالمرتضي بالله، ولم يلبث يوماً واحداً حتى هجم عليه غلمان المقتدر وقتلوه عام 296هـ الموافق 909م، وأخذ الخلافة من بعده المقتدر بالله. ورثاه الكثير من شعراء العرب.
11- ابن زيدون:
أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، أبو الوليد المعروف بابن زيدون ولد في قرطبة عام 394هـ الموافق 1003م، وتوفي  في الأول من رجب عام 463هـ الموافق 4/4/1071م. وهو شاعر أندلسي، برع في الشعر وبرع في فنون النثر، وكان من أبرز شعراء الأندلس المبدعين، وتميزت كتاباته النثرية بالجودة والبلاغة، وتعد رسائله من عيون الأدب العربي.
وكان ابن زيدون وزيرا، وكاتبا، وشاعراً من قرطبة، انقطع إلى ابن جهور من ملوك الطوائف بالأندلس، وكان سفيراً بينه وبين ملوك الأندلس. اتهمه ابن جهور بالميل إلى المعتمد بن عباد وحبسه، واستعطفه ابن زيدون برسائل عجيبة ولم يعطف عليه.
12- ابن عمار:
ذو الوزارتين أبو بكر بن عمار (422هـ الموافق 1031م – 477هـ الموافق 1085م) وهو شاعر وسياسي أندلسي، وكان وزيراً وسفيراً للمعتمد بن عباد حاكم إشبيلية، ثم خرج عليه واستقل بحكم مرسية عام 471هـ إلى أن انتزعها منه عبد الرحمن بن رشيق عام 474هـ.
13- اسحق الموصلي:
إسحاق الموصلي هو إسحاق بن إبراهيم بن ماهان (أو ميمون) بن بهمن الموصلي التّميمي بالولاء، الأرجانيّ بالأصل والمعروف بابن النّديم الموصلي نادم الرّشيد، والمأمون، والمُعتصم، والواثق، ولد عام 767م في مدينة الري.
سافر إلى بغداد مع أبيه وتلقى تعليمه على يد أساتذه أكفاء منهم هيثم بن بشير الكسائي وتتلمذ على يد منصور زلزل أحد تلامذة والده، وتعلّم منه الضّرب على العود، وتعلّم الغناء من عاتكة بنت شذا، وتعلم التاريخ والأدب من الأصمعي، واشتهر بالغناء والموسيقى حتى أصبح من أشهر وأمهر المُغنّين والموسيقييّن في العصر العباسي، وبلغ أعظم منزلة عند ستة من الخلفاء حتى المتوكل.
تفرّد بالغناء وصناعته، وكان عالماً باللّغة والموسيقى والتّاريخ وعلوم الدّين وعلم الكلام؛ راوياً للشّعر، حافظاً للأخبار، وقام بتلحين أبيات شعرية لا يجرؤ أحد من معاصريه على تلحينها، مع أن هذا كان مألوفا في ذلك العصر، وكان إسحق على معرفة بأصول الموسيقى وأسرارها ودقائقها، واستطاع اختيار ألوان الألحان والإيقاعات التي يصوغها لتتناسب مع الشعر، وقيل أنه أول من ضبط الأوزان التي تبنى عليها مقامات الموسيقى العربية وميز بينها تمييزا لم يقدر عليه أحد من قبله وسار إسحق الموصلي على نهج والده، وكان من مؤيدي المدرسة القديمة في الغناء وفي صراع دائم مع طرق الغناء الحديثة آنذاك. وقال عنه صاحب الأغاني: "كان الغناء أصغر علوم إسحاق وأدنى ما يوسم به، وإن كان الغالب عليه وعلى ما يحسنه. وهو الذي صحّح أجناس الغناء". وقال عنه المأمون: "لولا اشتهار إسحاق بالغناء لَوَلّيتُه القضاء، لما أعلم من عفّته ونزاهته وأمانته". وقال الواثق: "ما غنّاني إسحاق قط إلاّ ظننتُ أنّه زيد لي في ملكي". وتوفّي الموصلي عام 867 م.
14- بشار بن البرد:
بشار بن برد العقيلي الملقب أبو معاذ. وقيل العقيلي نسبه لامرأة من بني عقيل أعتقته. وهو شاعر مطبوع، وإمام الشعراء المولدين، ومن المخضرمين وعاصر نهاية الدولة الأموية، وبداية الدولة العباسية. وكان اعمى منذ ولادته وقال في ذلك: عَميتُ جنيناً والذكاءُ من العَمَى، فجئتُ عجيبَ الظنَ للعلم موئلاً، دميم الخلقة، طويلاً، ضخم الجسم.
ولد بشار بن برد في عام 96هـ وتوفي عام 168هـ عند بني عقيل في بادية البصرة وأصله من فارس (أقليم طخارستان). أبوه فارسي كان يعمل طياناً و يقال أن أمه روميه. وكان هجاءاً، فاحشاً في الشعر، وهجى الخليفة المهدي ووزيره يعقوب بن داود. حتى أنه تعرض للعلماء والنحاة ومن بينهم: الأصمعي، وسيبويه، والأخفش، وواصل بن عطاء.
واتهمه بعض العلماء بالشعوبية والزندقة لغيرة العرب من الفرس، وبرئه البعض منها عند بداية العصر العباسي وقيام الفرس بشؤون الدولة. تعلم في البصرة وانتقل إلى بغداد. واتهم في آخر حياته بالزندقة. وضرب بالسياط حتى مات. وقد ذكر ابن المعتز سبب وفاته في كتاب "طبقات الشعراء" وقال: "كان بشار يعد من الخطباء البلغاء الفصحاء وله قصائد وأشعار كثيرة، فوشى به بعض من يبغضه إلى المهدي بأنه يدين بدين الخوارج فقتله المهدي، وقيل: بل قيل للمهدي: إنه يهجوك، فقتله، والذي صح من الأخبار في قتل بشار أنه كان يمدح المهدي، والمهدي ينعم عليه، فرمي بالزندقة فقتله، وقيل: ضربه سبعين سوطاً فمات، وقيل: ضرب عنقه، ودفن بالبصرة. في عصر الخليفة المهدي.
15- بروكلمان:
ولد كارل بروكلمان بتاريخ 17/9/1868م بمدينة روستوك، وبدأ دراسة اللغة العربية في المرحلة الثانوية، وكانت أشد أمانيه العيش فيما وراء البحار، وذلك بسبب تردي الأوضاع في روستوك، حتى أن العديد من التجار تطلعوا للعمل فيما وراء البحار. وأثناء دراسته الثانوية، درس كتابة اللغة السريانية، واللغة الآرامية، وأتقن اللغة العبرية. وفي الجامعة درس إلى جانب اللغات الشرقية، اللغات اليونانية، واللاتينية الكلاسيكية، ودرس عند المستشرق ثيودور نولدكه، الذي كلفه بدراسة العلاقة بين كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير، وكتاب أخبار الرسل والملوك للطبري, وحصل على درجة الدكتوراه الأولى عام 1890م، وانتخب بروكلمان لعضوية المجامع العلمية في برلين، وليبزيج، وبودابست، وبون، ودمشق، وغيرها.
16- بطرس البستاني:
بطرس البستاني الملقب بالمعلم بطرس. هو أديب موسوعي ومربي ومؤرخ لبناني، أدخل المدارس الوطنية وألف أول موسوعة عربية سماها دائرة المعارف وهي: قاموس عام في كل فن ومطلب. وكان المعلم بطرس البستاني أول من أسس مدرسة وطنية عالية راقية، وأول من أنشأ مجلة هادفة سامية، وأول من ألف قاموساً عربياً عصرياً مطولاً، وأول من بدأ مشروع دائرة المعارف باللغة العربية، ويعد من أكبر زعماء النهضة العربية الحديثة. توفي بطرس البستاني سنة 1883م.
17- حنا الفاخوري:
الأب حنا الفاخوري هو أديب ولغوي ومؤرخ عربي من لبنان، ولد سنة 1916م في زحلة، التي نزح إليها ذووه من قرية مجدلون قرب بعلبك في أوائل الحرب العالمية الأولى، وتلقى تعليمه الابتدائي في زحلة، وفي حوش حالا بريّاق. وفي عام 1927م انتقل إلى القدس وأنهى فيها تعليمه المتوسط والثانوي، عام 1936م، وبعد انتهائه من دراسة الفلسفة، انضم لجمعية المرسلين البولسيين وانتقل إلى حريصا. وكلّف بالتدريس في الإكليريكية التي أنشأتها الجمعية البولسية آنذاك، ومن تلك الفترة بدأ نشاطه الثقافي، وكان يتابع دراسته اللاهوتية، وأثناءها كان يدرّس ويضع الكتب المدرسية وغيرها من الكتب الأدبية. كتـب حنا الفاخوري أكثـر من مئـة كـتاب في اللغة والأصول والإنشاء والأدب والفلسفـة والدين، واشتـهر بكتابه "تاريـخ الأدب العربي" الذي ظهرت الطبعة الأولى منه سنـة 1951م، واقترن باسمه في كل أنحـاء العالم العربـي، وترجمـ إلى اللغة الفارسية سنة 1958م والى اللغة الروسية سنة 1959م. وفي عام 1958م كتب "تاريخ الفلسفة العربية" الذي ترجم أيضاً إلى اللغة الفارسية. ووضع سلاسل مدرسية عديدة حول الأدب واللغة، وحقق الكثير من مؤلفات التراث ووضع عليها شروحاً وتعليقات. وحاضر في الجامعات الأوروبية وفي المؤسسات التونسية والمغربية. وحصل على أوسمة من وطنه لبنان ومن إيران والبرازيل.
18- د. رضا محسن القريشي:
د. رضا محسن القريشي، ولد في قرية "خرنابات" في ديالي بالعراق عام 1924م وتوفي عام 1984م، وهو كاتب متخصص في الأدب الشعبي. حصل على درجة الماجستير في الآداب من جامعة عين شمس (مصر) عام 1969م، وحصل على الدكتوراه منها عام 1974م.
19- زرياب:
زرياب هو أبو الحسن علي بن نافع، وكان موسيقياً ومطرباً عذب الصوت من بلاد الرافدين في العصر العباسي وعاصر الخليفة المهدي. وكانت له إسهامات كبيرة وبارزة في الموسيقى العربية والشرقية. ولُقِّب بـزرياب باسم طائر أسود اللون عذب الصوت يعرف بالشحرور.
20- طه حسين:
طه حسين واسمه الكامل طه حسين علي سلامة ولد بتاريخ 15/11/1889م وتوفي بتاريخ 28/10/1973م،  وهو أديب وناقد مصري، لُقّب بعميد الأدب العربي. غيّر الرواية العربية، وأبدع السيرة الذاتية في كتابه "الأيام" الذي نشر عام 1929م، ويعتبر من أبرز شخصيات الحركة الأدبية العربية الحديثة. يعتبره البعض من أبرز دعاة التنوير في العالم العربي، في حين يعتبره آخرون رائدا من رواد التغريب في العالم العربي. ويعتقد الإسلاميون أن الغرب هو من خلع عليه لقب عميد الأدب العربي.
21- عبادة بن ماء السماء:
عُبادة بن مَاء السماء، واسمه الكامل: أبي بكر عبادة بن عبد الله بن محمد بن عبادة الأنصاري المعروف ابن ماء السماء وينتهي نسبه إلى الصحابي سعد بن عبادة. وهو شاعر أندلسي، ومن رواد فن الموشحات. وكان ابن ماء السماء من كبار شعراء العامريين، وله دور كبير في تهذيب فن الموشحات في الأندلس، وعُرف عن ابن ماء السماء  تشيعه، وله كتاب "أخبار شعراء الأندلس". توفي ابن ماء السماء في مالقة عام 422هـ.
22- الأمير عبد الله بن محمد المرواني:
عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأمير أبو محمد المرواني أخو المنذر تملك الأندلس بعد اخيه وامتدت أيامه، وكان أسن من أخيه بعام وكان لينا وادعا يحب العافية، فقام عليه في كل قطر من الأندلس متغلب وتناقض أمر المروانية في دولته، وقال أحمد بن محمد عبد ربه كان الأمير عبد الله من أفاضل أمراء بني امية بنى الساباط وواظب عليه إلى الجامع والتزم الصلاة إلى جانب المنبر طول مدته، وقال محمد بن وضاح، كان عبد الله الأمير من الصالحين المتقين العالمين روى العلم كثيرا وطالع الرأي وأبصر الحديث وحفظ القرآن وتفقه وأكثر الصوم وكان يلتزم الصلوات في الجامع فيمر بالصف فيقوم الناس له فكتب إليه سعيد بن حمير ايها الإمام أنت من المتقين وإنما يقوم الناس لرب العالمين فلا ترض من رعيتك بغير الصواب فإن العزة لله جميعاً، فأمر العامة بترك ذلك فلم ينتهوا فحينئذ أبتنى الساباط طريقا مشهورا من قصره إلى المقصورة. قال اليسع بن حزم استضعفت دولته بني أمية وقام بن حفصون وكان نصراني الأصل فأسلم وتنصح وألب وحشد وصارت الأندلس شعلة تضرم ولم يبق لبني أمية منبر يخطب فيه إلا منبر قرطبة والغارات تشن عليها حتى قام عبد الرحمن الناصر فتراجع الأمر. مات عبد الله في أول ربيع الأول سنة ثلاث مئة وله اثنتان وسبعون سنة
23- كراتشوفسكي:
إغناتي يوليانوفيتش كراتشكوفسكي، مستشرق روسي، وأحد مؤسسي مدرسة الاستشراق الروسية. ولد بتاريخ 4/3/1883م بمدينة فيلنيوس وتوفي بتاريخ  24/1/1951 في لينينغراد. شغف منذ صغره بدراسة آراء المستشرقين ودراسة اللغة العربية. والتحق بكلية اللغات الشرقية في جامعة سان بطرسبيرغ عام 1901م، وبدأ بتعلم الغة العبرية، واللغة الحبشية، وحضر دروس زوكوفسكي في اللغة الفارسية، واللغة التركية التترية. ودرس تاريخ الشرق الإسلامي على يد المؤرخ الروسي بارتولد، ثم اللغة العامة عند مليورانسكي، وتدرب مع انطوان خشاب، على لغة المحادثة بالعربية باللهجة الشامية. وزار مصر، وسوريا، وفلسطين، وأطلع علي خزائن الكتب فيها وتعرف إلي علمائها وأدبائها، ثم عاد إلى بلاده وعين أستاذا للغة العربية، وهناك من يقول أنه كان مكتشف الأدب العربي الجديد بالنسبة للغرب.
24- ليفي بروفنسال:
إفاريست لافي بروفنسال، بالفرنسية (Évariste Lévi-Provençal): مؤرخ، وكاتب، من المستشرقين، اختص في العلوم الإسلامية، ولد عام 1874م، وتوفي عام 1956م. وهو فرنسي من أصول يهودية. ويقال أن عائلته جاءت من الجزائر، رغم أن عائلته جاءت من بروفانس جنوب فرنسا  ومن هنا جاء اسم بروفنسال، وكانت العائلة قد تركتها في نهاية القرن الخامس عشر عام 1480م وبعد أن بقيت لفترة طويلة في إيطاليا حيث جاء اسم "ليفي"، استقرت في شمال إفريقيا، ربما حتى سنة 1600م، وفي القرن التاسع عشر اتجهت العائلة إلى الجزائر بعد طرد اليهود من البروفانس ومنطقة غرب البحر الأبيض المتوسط الأوروبية. وتتلمذ على يديه الدكتور محمد عبد الله دراز من مصر.
25- مار افرام:
الملفان مار أفرام السرياني، بالسريانة (ܡܪܝ ܐܦܪܝܡ ܣܘܪܝܝܐ - مور إفرم سوريويو)،  ولد في نصيبين عام 306 م ونفي إلى الرها عام 373 م، وهو راهب سرياني من رواد كتاب وشعراء المسيحية، ويعتبره بعض المؤرخين واللاهوتيين أعظم من كتب القصيدة والترنيمة الدينية في الشرق المسيحي، ولفصاحة لسانه وبلاغة ادبه وطهارة سيرة حياته لقب بالقاب عدة منها: قيثارة الروح القدس، وشمس السريان، وهو على كل حال كان أحد آباء ومعلمي الكنيسة الذي تجمعت على قداسته جميع الطوائف المسيحية الرسولية. ولد عام 306 م في مدينة نصيبين في أسرة مسيحية، وتتلمذ على يد خاله مار يعقوب النصيبيني أسقف نصيبين، وانخرط بالسلك الرهباني واختار البقاء في رتبة الشمامسة حتى وفاته حيث لم يكن يحسب نفسه اهلاً لان يقلد مهام الكهنوت، وقام بتأسيس مدرسة لاهوتية في نصيبين ذاع صيتها واشتهرت بين أبناء ذاك الزمان. وأجبر على النزوح من مدينة نصيبين بعد سقوطها بيد الساسانيين عام 363 م، وانتقل إلى مدينة الرها التي كانت انذاك خاضعة للحكم الروماني وتوفي هناك عام 373 م.
برع القديس افرام السرياني بتفسير الكتاب المقدس وعقائد الإيمان القويم واتبع في ذلك الطريقة الشعرية حيث أبدع أجمل ما كتب في شرح وإيضاح المعاني الروحية لكلمة الله، إضافة إلى ذلك اهتم بالكرازة وعاش حياة المتصوفين، وكتب جميع مؤلفاته باللغة السريانية، وترجمت إلى مختلف لغات العالم، وتعد من روائع الادب المسيحي السرياني، وتمتاز مؤلفاته الكثيرة بالرقة وجمال الفكر والتعبير، وما زالت تتلى حتى اليوم كجزء من ليتورجيات الكنائس السريانية المختلفة، وكتب الكثير في مدح السيدة العذراء. كما يعزى إليه تطوير الموسيقى الكنسية السريانية المستخدمة في القداديس السريانية.
26- مار اسحق:
اسحق السرياني أو اسحق النينوي وهو أحد أساقفة ولاهوتيي القرن السابع ويعتبر من أكبر المعلمين الروحيين في الشرق المسيحي. ولد في شرق الجزيرة العربية في المنطقة التي كانت تعرف قديماً بالسريانية "بيث قطرايي" أي (القطر البحري) وهي منطقة تمتد مساحتها الجغرافية من الكويت شمالاً وحتى أقصى عُمان جنوباً .انخرط اسحق في السلك الرهباني مع شقيقه وهو لايزال شاباً يافعاً، وذاع صيته في المنطقة واختير من قبل أهل نينوى ليرتسم أسقفاً عليهم وكانت النسطورية حينها هي السائدة في تلك المدينة. نال رسامته من الجاثليق النسطوري جرجس ما بين عامي 660م و680م، وبعد ذلك بخمسة أشهر فر إلى الجبال وعاش حياة التوحد والزهد قبل أن يستقر أخيراً في دير رابان شابور حيث توفي ودفن هناك. أصيب بالعمى في أواخر أيامه وكان يملي مؤلفاته على تلاميذه.
27- مارون عبود:
مارون بن حنا بن الخوري يوحنا عبّود، هو كاتب وأديب لبناني كبير، ولد في عين كفاع، من قرى جبيل عام 1886م وتوفي عام 1962م.
28- محمد بن تاوبت:
محمد بن محمد بن تاويت الطنجي، هو اديب وباحث مغربي، توفي عام 1394 هـ الموافق عام 1974م.
29- مسلم بن الوليد:
أبو الوليد مسلم بن الوليد الأنصاري، هو صريع الغواني وأحد الشعراء الفلقين، نظم الشعر في صباه ولم يتجاوز به الأمراء والرؤساء مكتفيا بما يناله من قليل العطاء، ثم انقطع إلى يزيد بن مزيد الشيباني أحد قادة هارون الرشيد الذي اتصل به فيما بعد ومدحه ومدح البرامكة وحسن رأيهم فيه. ولما أصبح الحل والعقد بيد ذي الرياستين الفضل بن سهل وزير المأمون في أول خلافته، قربه وأدناه وولاه أعمالا ًبجرجان، ثم الضياع بأصبهان. اكتسب من عمله الجديد مئات الألوف وأنفقها على لذاته وشهواته، ولما قتل الفضل لزم منزله ونسك ولم يمدح أحدا حتى مات بجرجان سنة 208 هـ.
30- المعتمد بن عباد:
أبو القاسم المعتمد على الله بن عبَّاد، ومن ألقابه: الظافر والمؤيد. ولد عام 431هـ الموافق 1040م وتوفي عام 488هـ الموافق 1095م، وهو ثالث وآخر ملوك بني عبَّاد في الأندلس، وابن أبي عمرو المعتضد حاكم إشبيلية، وكان ملكاً لإشبيلية، وقرطبة، في عصر ملوك الطوائف قبل أن يقضي المرابطون على إمارته.  ولد في باجة (إقليم في البرتغال حالياً)، وخلف والده في حكم إشبيلية عندما كان في الثلاثين من عمره، ثم وسَّع ملكه فاستولى على بلنسية، ومرسية، وقرطبة، وأصبح من أقوى ملوك الطوائف، فأخذ الأمراء الآخرون يجلبون إليه الهدايا ويدفعون له الضرائب. وقد زعم شاعره أبو بكر بن اللبانة أنه امتلك في الأندلس 200 مدينة وحصن، وولد له 173 ولداً.
واهتم المعتمد بن عباد كثيراً بالشعر، وكان يقضي الكثير من وقته بمجالسة الشعراء، وظهر في عهده شعراء معروفون مثل: أبي بكر بن عمَّار، وابن زيد، ونوا بن اللبانة وغيرهم. وازدهرت إشبيلية في عهده، وعُمِّرت وشيدت. وخلال فترة حكم المعتمد حاول ألفونسو السادس ملك قشتالة مهاجمة مملكته، فاستعان بحاكم المرابطين يوسف بن تاشفين، وخاض معه معركة الزلاقة التي هزمت فيها الجيوش القشتالية. وفي عام 484هـ الموافق عام 1091م، شنَّ يوسف بن تاشفين حرباً على المعتمد، وحاصر إشبيلية، وتمكَّن من الاستيلاء عليها وأسر المعتمد، ونفاه إلى مدينة أغمات في المغرب حيث توفّي أسيراً بعد ذلك بأربع سنوات، ورغم ذلك، أثار إسقاط يوسف بن تاشفين لإمارة بني عباد الكثير من الجدل بين المؤرّخين قديماً وحديثاً، ووُجِّهت انتقادات كثيرة له لما فعله بالمعتمد.
31- مقداد رحيم:
مقداد رحيم ولد في بغداد عام 1953 وهو مؤلف وشاعر وأستاذ جامعي. عمل محرراً ثقافياً في الصحافة ما بين عامي 1977 و1979، وكاتباً مشاركاً فيما بعد، وزاول التدريس الجامعي، في كلية الآداب بجامعة البصرة  العراقية من عام 1982 وحتى عام 1992، وجامعة التحدي في ليبيا من عام 1992 وحتى عام 1996، وفي جامعة غوتنبرغ، والجامعة الشعبية في السويد. وهو عضو في اتحاد الكتّاب السويديين، وعضو المجمع اللغوي السويدي، ومنتدى الشعر السويدي.
32- يوسف بن هارون:
أبو عمر يوسف بن هارون الرمادي الكندي وقيل أبي جنيش يوسف بن هارون الرمادي. توفي عام 403 هـ، وهو شاعر أندلسي، ينتسب إلى قبيلة كندة، وترجع نسبة الرمادي إلى رمادة بالمغرب التي كان يسكنها أحد أجداده. وتتلمذ في صناعة الأدب على يد يحيى بن هذيل، وروى عن أبي علي القالي كتابه "النوادر". سجنه الخليفة الحكم المستنصر بالله مع بعض الشعراء الذين ظهر في شعرهم ذم للسلطان، وفي السجن كتب كتابه "الطير" الذي وصف فيه كل طير. وخرج من سجنه في عهد الخليفة هشام المؤيد بالله. ونقل ابن عبد البر جانبًا من أشعاره في بعض مؤلفاته. توفي يوسف بن هارون الرمادي عام 403هـ.
المصدر ويكيبيديا، الموسوعة الحرة الإنترنيت، بتصرف
وهناك بحث له صلة بالموضوع ننصح بقراءته: د. علي أحمد: مساهمات الأندلسيين والمغاربة في الحروب الصليبية في مصر والشام. دراسة منقولة عن ديوان أصدقاء المغرب، منشورة في مجلة التراث العربي - مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب دمشق: العدد 67 - السنة السابعة عشرة - أيار "مايو" 1997– محرم  1418. رابط الدراسة على الأنترنت: http://www.awu-dam.org/trath/67/turath67-006.htm 
ورابط ديوان أصدقاء المغرب على الأنترنت: http://www.awu-dam.org/trath/67/turath67-006.htm#_ednref1
ونشرتها في صفحتي الإلكترونية تحت عنوان "الأندلسيين والمغاربة في بلاد الشام" بتاريخ 17/2/2012 على الرابط: http://muhammad-2009.blogspot.com/2012/02/blog-post.html

بحث أعده أ.د. محمد البخاري، في طشقند، بتاريخ 21/2/2014 بتصرف