الثلاثاء، 23 يونيو 2020

تابع مراحل تكون الصحافة 7

تابع مراحل تكون الصحافة 7
أ.د. محمد البخاري
التبادل الإعلامي في ظروف  العلاقات الدولية المعاصرة
طشقند - 2011
تأليف:


محمد البخاري: دكتوراه في العلوم السياسية DC، اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة؛ ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD، اختصاص: صحافة؛ بروفيسور قسم العلاقات العامة والإعلان، كلية الصحافة، جامعة ميرزة ألوغ بيك القومية الأوزبكية.

وبالإضافة للصحف تضم التجمعات الصحفية في الولايات المتحدة الأمريكية محطات للإذاعتين المسموعة والمرئية، مثال:

تجمع تايم الذي يضم مجلات: ليس ماغازينز، وتايم، وفورشين، وسبورتز، وإللوستريتد أركيتيكتشوال فورم، وهاوس إند هوم إضافة لشركة كبيرة للإذاعتين المسموعة والمرئية، و13 شبكة إذاعية مرئية عبر الكابلات بار كيبلز، وداراً للنشر، ومؤسسة لإنتاج الوسائل السمعية والبصرية التعليمية، ومعامل للورق، وآلاف الكيلومترات المربعة من الغابات، وشراكة في ميترو غولدوين ماير، ومؤسسات للاتصالات في أمريكا اللاتينية، وألمانيا الاتحادية، وأستراليا، وهونغ كونغ؛

وتجمع بوست كومباني الذي يملك: صحيفة واشنطن بوست، ومجلة نيوزويك، ومجلة أرت نيوز، ومحطات الإذاعة المسموعة والمرئية المتنقلة سي بي إس أوف جيكسون فيل فلوريدا، وواشنطن D.C.؛

وتجمع شيكاغو تربيون المهم والذي يضم: صحيفة شيكاغو تريبيون، وصحيفة شيكاغو تودي، وصحيفة نيويورك ديلي نيوز، إضافة لمصالحه في محطات الإذاعة المسموعة والمرئية في مدن مينيسوتا، وكولورادو، وكونكتيكت، إلى جانب شبكات التلفزة بالكابلات في كاليفورنيا وميتشغان، وصحف فلوريدا اليومية؛

وتجمع نيوز هاوس الذي يملك إضافة للـ23 صحيفة يومية عدداَ من المجلات النسائية كمجلة مس كالس، ومجلة كلمور، ومجلة فوغ، ومجلة مدموزيل، ومجلة هاوس إند غاردن، إضافة لسيطرته على عدد من المحطات الإذاعية المسموعة والمرئية التي تبث لبعض المدن المسيطرة على سوق أهم صحف التجمع: سيراكوس بولاية نيويورك، وبورتلاند بأراغون، وسان لويس بميسوري، وبيرمنغام بآلاباما. مما سمح للتجمع باحتكار وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية المطبوعة والمسموعة والمرئية على حد سواء؛

وتجمع هيرست الذي يضم 8 صحف يومية وعدد كبير من المجلات، من بينها: هربرز بازار، وغود هاوس، وكيبنك، وكوزموبوليتان، وتاون إند كانتري، وهاوس بيوتيفول، وبوبيولار، وميكانيكس. إضافة لمحطات الإذاعة المسموعة والمرئية في بالتيمور، ومحطات الإذاعة المسموعة والمرئية المرتبطة بشبكة NBC، والصحيفة المسائية نيوز أميركان.

وتشير بعض الدراسات إلى أن مجموع ما يصدر من الصحف اليومية في الولايات المتحدة الأمريكية يعادل ربع عدد الصحف اليومية الصادرة في دول العالم مجتمعة، ومع ذلك فإننا نرى أن ترتيب الولايات المتحدة الأمريكية يأتي بعد بريطانيا، والسويد، وألمانيا الاتحادية، والليكسمبورغ، واليابان، وسويسرا، من حيث النسبة المؤوية بين عدد القراء وعدد النسخ الصادرة من الصحف اليومية. والجدير بالذكر أن أكثر الصحف في الولايات المتحدة الأمريكية تصدر مساءً، أو تصدر بطبعتين صباحية ومسائية وبلغ عددها 18 صحيفة عام 1970. كما وتظهر أن عدد النسخ الصادرة من الصحف اليومية في الولايات المتحدة الأمريكية صغير بالمقارنة مع ما يصدر من صحف يومية في اليابان، وبريطانيا، وألمانيا الاتحادية.
وتعتبر الدعاية من أهم مصادر الدخل للصحف في الولايات المتحدة الأمريكية، رغم صدور الصحف بحجم كبير وعدد صفحات لا يقل عن 53 صفحة، وقلة الصحف التي تصدر بحجم صغير تابلويد والتي لا يتجاوز عددها عن الـ20 صحيفة فقط، فإننا نرى القارئ مضطراً للبحث عن تتمات الموضوع الذي يقرأه في عدة صفحات متباعدة بسبب تقاطع المواد الإعلامية ومواد الدعاية والإعلان التي تنشرها تلك الصحف مما يجعل من مطالعة الصحيفة صعباً للغاية كما أشار الباحث الأمريكي ج. هنبرج، بقوله: أن الصحف اليوم أصبحت سميكة كدليل التلفون، وصعبة القراءة.
ومما تتميز به الصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية عن غيرها في العالم، طريقة التوزيع المباشر إلى المنازل الذي تبلغ نسبته 90% من التوزيع اليومي للصحف، ويقوم به يومياً أكثر من 700 ألف طفل تتراوح أعمارهم مابين الـ10 والـ15 سنة، الوضع الذي يسمح بحد ذاته بإقامة سوقاً حقيقية لليد العاملة، التي يدفع المستهلك الأمريكي أجرها عن طيب خاطر لقاء الحصول على صحيفته يومياً في البيت مباشرة.
ومن المميزات الأخرى للصحافة في الولايات المتحدة الأمريكية، تنوع مادة صحف يوم الأحد من أدبية وفنية وعلمية واجتماعية واقتصادية ورياضية واستطلاعات مصورة... الخ، إضافة لكثرة عدد الصفحات الذي يتراوح مابين الـ 350 و400 صفحة مما يجعل وزنها يزيد عن الكيلو غرام، مثل صحيفة: نيويورك تايمز مثلاً. وقد بلغ عدد صحف يوم الأحد عام 1969 حوالي 585 صحيفة، وبلغ إجمالي ما أصدرته من نسخ 59.675 مليون نسخة.
وتشتمل الصحف الصادرة في الولايات المتحدة الأمريكية على صحف موجهة للأقليات الأمريكية، كالصحف الموجهة لأصحاب البشرة السوداء من المواطنين الأمريكيين كصحيفة أتلانتا ديلي وورلد التي توزع 30 ألف نسخة، وصحيفة ديلي ديفندر التي تصدر في شيكاغو بـ40 ألف نسخة. إضافة للصحف الناطقة بلغات أخرى غير اللغة الإنكليزية والموجهة للأقليات الأمريكية كالإيطالية والصينية والمجرية والروسية والإسبانية والعبرية والعربية ... الخ.
ومن الواضح أن القارئ في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر ميلاً لمطالعة المجلات الدورية من مطالعة الصحف اليومية، لأنه ينتظر من مجلته المفضلة توضيحاً أكثر، وتفصيلاً وشرحاً للأحداث الجارية، وهي التي تعرف عليها من خلال وسائل الاتصال والإعلام المسموعة والمرئية فور وقوعها، فهو ينتظر في المجلة الريبورتاج والمقالة والتعليق والمقابلة التي تذهب به إلى أعمق من الأخبار التي تلقاها من خلال نشرات الأخبار المسموعة عبر الإذاعة المسموعة والمصورة على شاشة الإذاعة المرئية. وهو ما يعتبره المراقبون من أسرار نجاح المجلات في الولايات المتحدة الأمريكية أمثال: مجلة  نيوز ماغازين، ومجلة نيوز ويك، ومجلة يو إس نيوز إند وورلد ريبورت، والمجلة واسعة الانتشار عالمياً تايم التي ذاع أسلوبها في كل مكان من العالم وأصبح معروفاً من خلال مجلات تصدر في دول مختلفة من العالم مثال: مجلة ديرشبيغل في ألمانيا الاتحادية، ومجلة لكسبريس في فرنسا، ومجلة إلزفيرز في هولندا، ومجلة تيمبو في المكسيك. وجاء في دراسات عادات المطالعة لدى الجمهور الإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية أن العدد الواحد من المجلة يطالعه مابين 6.67 و2.26 قارئ، وهذا يعني أن المجلات في الولايات المتحدة الأمريكية عكس الصحف اليومية هي التي تمثل الصحافة الوطنية الجماهيرية.