السبت، 19 يناير 2013

مراحل تكون الصحافة في أوروبا والولايات المتحدة


مراحل تكون الصحافة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية  1من كتابي "التبادل الإعلامي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة".

1
مراحل تكون الصحافة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية
نشأت الصحافة المطبوعة وأخذت بالتطور بعد أن تمكن ميانكيس، وجوهان جنسفليش، الملقب بـ غوتينبرغ، وجوهان فوست، وبيتر شوفير، من التوصل في عام 1450م إلى إختراع أعتبر الأساس لنشأة الطباعة الحديثة عن طريق الطباعة بالحروف المنقوشة على مادة مصنوعة من الخشب أو الحجر أو الحديد والتي عرفت بالتيبوغرافية. وكان هذا الاختراع لاحقاً من أسباب ظهور أولى الصحف الدورية في القارة الأوروبية، وظهرت في: براغ وإنفسبورغ عام 1597؛ ودانيفر عام 1605؛ وبال عام 1610؛ وفيينا وفرانكفورت عام 1615؛ وهامبورغ عام 1616؛ وبرلين عام 1617؛ ولندن عام 1622؛ وباريس عام 1631. واستمرت هذه الدوريات بالتطور والإنتشار حتى أصبحت جزءاً لا يتجزأ من الحياة اليومية في المجتمعات الأوروبية. حتى غدت الصحافة تعد وسيلة هامة من وسائل التبادل الإعلامي الدولي، نظراً للإمكانيات التي تملكها سواء أكانت تقنية أم بشرية أم مالية أم إقتصادية. إضافة للعدد الضخم من النسخ التي تصدرها وتوزعها مطبوعة أو عبر شبكات الإنترنيت في مختلف دول العالم، وما يترتب عن هذا التوزيع من نتائج سياسية وإقتصادية لصالح الدول المصدرة داخل الدول المستوردة.
ومتوسط توزيع الصحف اليومية ذات الاهتمامات العامة كان يزيد عن 59 مليون نسخة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها في أواخر القرن الماضي. وذكرت بعض المراجع أن أوروبا استهلكت 38% من الصحف اليومية في العالم، وأن أمريكا الشمالية استهلكت 23% من تلك الصحف، وأن القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية إستهلكت حوالي 26% من الصحف الدولية على الرغم من أن سكان هذه القارات يشكلون 70% من سكان العالم. ومن الصحف الدولية البارزة في الولايات المتحدة الأمريكية: نيويورك تايمز، وواشنطن بوست، وشيكاغو تريبيون، ونيويورك ديلي نيوز. ومن الصحف البريطانية: تايمز، وغارديان، وفايننشال تايمس، وصنداي تايمز. ومن الصحف الفرنسية: لوموند، ولورور، ولوفيغارو. إضافة لصحيفة إنترناشيونال هيرالد تربيون التي أنشأت عام 1887 وتصدر في باريس إلى جانب إصدارها من قبل صحيفة نيويورك تايمز، وصحيفة واشنطن بوست في الولايات المتحدة الأمريكية. وجريدة العرب الدولية: الشرق الأوسط  التي تصدر من لندن باللغة العربية عن الشركة السعودية للأبحاث والتسويق البريطانية المحدودة، وتوزع في أنحاء العالم، وتطبع في وقت واحد في كل من: الظهران والرياض وجدة في المملكة العربية السعودية. والكويت، والدار البيضاء، والقاهرة، وبيروت، وفرانكفورت، ومارسيليا، ولندن، ونيويورك. وتنقل عبر شبكة الإنترنيت الدولية.
ومن المجلات الدولية البارزة في الولايات المتحدة الأمريكية: تايم، ونيوزويك. ومن المجلات الفرنسية: باري ماتش، وإكسبريس. ومن المجلات البريطانية: إيكونوميست. إضافة للمجلات الدولية المتخصصة بمنطقة معينة من العالم كمجلة أفريكا التي تصدر في لندن، ومجلة جون أفريك التي تصدر في باريس. وتوزع هذه الصحف والمجلات على نطاق عالمي واسع، إذ يبلغ عدد ما توزعه مجلة تايم الأمريكية وحدها حوالي 6,5 مليون نسخة، ومجلة نيوز ويك 2,5 مليون نسخة، ومجلة إكسبريس الفرنسية 433 ألف نسخة. وتعتبر الصحف والمجلات الدولية الواسعة الإنتشار من الوسائل الفاعلة لتنفيذ السياسات الخارجية لتلك الدول وتؤثر عليها بأي شكل من الأشكال، وتعتبر من الوسائل التي تلجأ إليها مختلف المؤسسات والجماعات للإستفادة من خدماتها في تحقيق أغراضها الثقافية والسياسية والإقتصادية المختلفة.
وتعد الصحف والمجلات الأمريكية نتاجاً للنظام الأمريكي بكل جوانبه، وتعكس صورة هذا النظام وتؤثر وتتأثر به، وتساعد السياسة الخارجية الأمريكية على تحقيق أهدافها عن طريق: - العمل ضمن إطار المصالح الأمريكية في العالم؛ - والدعوة لهذه المصالح، وتغطية أنباء مختلف فعاليات السياسة الخارجية الأمريكية على نطاق عالمي واسع، وتختار لذلك اللغة المفهومة للجمهور الإعلامي، والأسلوب والمنطق الإعلامي المقبول لدى الجمهور الإعلامي الذي تتوجه إليه.
أما في ألمانيا فقد ظهرت أولى الصحف عام 1660 باسم ليبزيغور زايتنغ، وظلت الصحافة الصادرة في الإمبراطورية الألمانية خاضعة لنظام دقيق من الرقابة الصارمة وقيود الحصول على رخص الإصدار منذ البداية. بعد أن أنشأ فريدريك الثاني نظاماً دقيقاً للرقابة على الصحف، ووظفها لخدمة حكمه في السلم والحرب، حتى أنه كان يشارك شخصياً أحياناً في الكتابة للصحف. وبعد فترة قصيرة من الحرية الصحفية استمرت من عام 1731 وحتى عام 1739 اتبع جوزيف الثاني سياسة حاسمة ضد الصحف، وتم توظيفها لخدمة مصالح الدولة، ووضع نظاماً صارماً للرقابة على الصحف وفرض ضريبة الطابع على الصحف منذ عام 1789، ومن القوانين التي لم تزل سارية حتى الآن في ألمانيا القانون الإمبراطوري الصادر عام 1874 الذي يحدد شروط الرد على ما تنشره الصحف الألمانية. وتميزت الصحافة الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية، حسب رأي آلفرد غروسر بالتركيز على الأخبار العامة والابتعاد قدر الإمكان عن الوقائع والتعليقات السياسية، واستقلالية الصحافة التي تصدرها الأحزاب السياسية الألمانية.
وخلال ستينات وسبعينات القرن العشرين شهدت الصحافة الألمانية ميلاً واضحاً نحو التركيز والهيمنة وبدا هذا واضحاً من خلال تراجع أعداد الصحف الصادرة خلال تلك الفترة من 1460 صحيفة عام 1967 إلى 998 صحيفة عام 1970، وظهور التجمعات المهيمنة على الصحافة الألمانية وعلى رأسها التجمع الذي يملكه أكسل سبرينجير المهيمن على 39% من الصحف اليومية، و10% من الدوريات الأخرى، إضافة لسيطرته على 69% من الصحف الصادرة في برلين و80% من الصحف الأسبوعية.
وكان أكسل سبرينجر أول شخص يحصل من السلطات البريطانية على تراخيص لإصدار الصحف في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وقد بدأ في هامبورغ عام 1946 بإصدار المجلة الشهرية نورتدوتش هيفته، وبعدها بدأ بإصدار مجلة هورتزو المتخصصة بالبرامج الإذاعية. وبفضل نجاحه الكبير هذا تمكن سبرينغر من فرض هيمنته لاحقاً على القسم الأكبر من الصحف الألمانية. ورغم الضغوط التي تعرض لها خلال ستينات القرن العشرين واضطراره عام 1968 لبيع خمسة مجلات كبيرة كان يملكها وهي: دير نوييه بلات، وجاسمين، وإلتيرن، وبرافو، وتوين، إلا أنه ظل متربعاً على عرش الصحافة المهيمنة في ألمانيا، محققاً رقماً قياسياً من خلال أعماله التي بلغت آنذاك أكثر من ملياري مارك ألماني، ومن خلال كبريات الصحف اليومية واسعة الانتشار التي يملكها أمثال: صحيفة بلت زايتونغ والصحف اليومية الأخرى كـصحف: بيرلينر ميرغينبوست، ودي ويلت، وآبينتبلات، وبيرلينر تسايتونغ هامبورغير. والصحف الأسبوعية: ويلت إم زونتاغ، وبيلت إم زونتاغ، ومجلات: فونك أور، وهيرزو، إضافة لامتلاكه لدار النشر القوية أولشتين في هامبورغ وبرلين، التي تنشر حتى لمنافسيه أمثال: نوييه، وريفيو، وشتيرن، وكويك.
ومن التجمعات الصحفية الألمانية الأخرى: - تجمع هنري باوير الذي يهيمن على 17% من سوق الصحف؛ وتجمع بوردا الذي يهيمن على 12% من سوق الصحف؛ - وتجمع غرومر يير الذي يهيمن على 8% من السوق؛ - وتجمع وايتبيرت الذي يهيمن على 6% من السوق؛ - إضافة لـتجمعات: شتوتغارتير تسايتونغ، وزوتدوتشي تسايتونغ، وفرانكفورت ألغيماينه، ويستدوتشه ألغيماينه، التي لا تزيد حصتها في السوق الإعلامية الألمانية عن 4%.
ومما تجدر الإشارة إليه أن تلك الأرقام هي أرقام التوزيع لأن أكثر الصحف توزع على القراء عن طريق الاشتراكات، وأن المرتجع من الصحف المعروضة للبيع قليل جداً في ألمانيا بالمقارنة مع الصحف، ونرى أن المجلات الدورية الألمانية توزع نسخاً أكثر من الصحف الدورية، إضافة لاهتمامها بقضايا الساعة، ونشرها عادة لمقالات في السياسة والاقتصاد على صفحاتها الأولى. إضافة لتنوع خطابها الإعلامي وفق الشرائح الاجتماعية التي تخاطبها من خلال تخصصها كمجلات: نسائية أو شبابية أو للآباء أو المنزل والأسرة أو التسلية أو الشؤون العاطفية أو برامج الإذاعة المسموعة والمرئية...الخ.
وعن بنية الصحافة الألمانية خلال تسعينات القرن العشرين بعد توحيد شطري ألمانيا، وخصخصة الصحافة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقة من قبل مجلس الوصاية الذي شكل لهذا الغرض تحدث هيرمان ماين في كتابه "وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية في جمهورية ألمانيا الاتحادية" فذكر أنها تتميز بـ: - الملكية الخاصة؛ - وكثرة الأسماء؛ - والعلاقات المحلية للعديد من الصحف اليومية؛ - وقوة صحافة الأقاليم الألمانية؛ - وقلة عدد الصحف التي تصدر في عدة أقاليم ألمانية؛ - وتنوع المجلات الألمانية؛ - وضعف الصحف الحزبية؛ - وتأثر الصحف الألمانية بكمية الإعلانات التي تحصل عليها؛ - وتمركز الملكية. وأن حصة كل ألف مواطن بلغت 328 صحيفة عام 1993، في الوقت الذي بلغ فيه عدد النسخ الصادرة في نفس العام من المجلات المنوعة 122.12 مليون نسخة، والصحف اليومية 30.93 مليون نسخة، ومجلات الشركات التجارية 22.59 مليون نسخة، والمجلات المتخصصة 16.45 نسخة، والصحف الأسبوعية 2.21 مليون نسخة. ولابد هنا من ذكر أن صحف الدعاية اليومية والنصف شهرية والشهرية كان عددها في ألمانيا 1228 صحيفة عام 1992، تصدرها 489 مؤسسة صحفية، وتوزع 70.547.616 نسخة مجاناً على المنازل، وتمول بالكامل من أجور الدعاية الإعلان.
ومن أبرز التحولات في وسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية في أراضي شرق ألمانيا كما سبق وذكرت، كان تحول ملكيتها إلى القطاع الخاص، وتوزع ملكيتها من جديد على ضوء إشتراك رأس المال الألماني الغربي في ملكيتها، وظهور ملاك جدد للصحف الصادرة في شرق ألمانيا وبلغ عدد ما توزعه حوالي 4,5 مليون نسخة، وبمقارنة هذه الأرقام مع ما يصدر في أراضي غرب ألمانيا نلاحظ زيادة واضحة في عدد نسخ الصحف الصادرة في غرب ألمانيا تلبية لاحتياجات السوق في شرق ألمانيا، مثال: مجلة دير شبيغل الشبيهة بمجلة تايم الأمريكية التي نرى أن عدد نسخها الصادرة عام 1993 قد ارتفع إلى أكثر من مليون نسخة، بينما كان في ثمانينات القرن الماضي يقل عن 924 ألف نسخة، بينما نلاحظ تراجعاً واضحاً في عدد نسخ الصحف الصادرة في شرق ألمانيا، رغم ظهور حوالي 34 صحيفة يومية جديدة هناك تصدر إجمالياً حوالي 1.215 مليون نسخة. وتشير إحصائيات نهاية عام 1996 إلى أن مبيعات الصحف اليومية في جمهورية ألمانيا الاتحادية بلغت حوالي 25.5 مليون نسخة في اليوم، وهو المباع فعلاً لأهم الصحف الألمانية بتاريخ 31/3/1997.
بينما أدى تركز السلطة الإعلامية في بريطانيا خلال ثمانينات القرن العشرين إلى خلق تيار عالمي أصبحت معه الصحف البريطانية والمصالح الإعلامية البريطانية في حالات كثيرة مجرد مخافر حراسة أمامية للإمبراطوريات الإعلامية على نطاق عالمي. ومثلت صحف مردوخ البريطانية الخمس جزءاً من سلسلة صحف تمتد على محور شمالي جنوبي ما بين لندن وأديلاند، وعلى محور شرقي غربي مابين بودابست وبوسطن. لتتبلور معها إمبراطورية إعلامية كبرى تشمل شركة تونتيياث سنتشري فوكس السينمائية الأمريكية الضخمة، وشبكة  فوكس TV للإذاعة المرئية الأمريكية، ومحطة بي سكاي بي الأوروبية الإذاعية المرئية عبر الأقمار الصناعية، ودار هاربر كولينز الكبرى للنشر في بريطانيا، ودار هاربر إند رو في الولايات المتحدة الأمريكية، ومجموعة مجلات ترتينغل واسعة الانتشار الجماهيري في الولايات المتحدة الأمريكية.
إضافة لسيطرة إمبراطوريتين إعلاميتين مركزهما في كندا على تلغراف، وصنداي تلغراف، ومجموعة طومسون الصحافية في بريطانيا. بينما تدخل مجموعة ميرور البريطانية ضمن مجموعة كبرى للاتصال التي تضم شركة TVA للإذاعة المرئية الفرنسية، ومحطة MTV للإذاعة المرئية عبر الأقمار الصناعية، ودار بير غامون البريطانية لنشر الكتب، ودار ماكميلان لنشر الكتب في الولايات المتحدة الأمريكية، ويسيطر عليها مجتمعة ماكسويل.
وقد أدت الاندماجات في الصحافة البريطانية إلى خلق مصالح أساسية، ومصالح إعلامية أخرى، ومصالح غير إعلامية متعددة في عدد من الدول لكل من التجمعات التالية:
- مجموعة بير غامون هولدنغ فوندايشن التي يسيطر عليها ماكسويل، ولها مصالح في الصحافة البريطانية متمثلة في: ديلي ميرر، وصنداي ميرور، وصنداي بيبل، وديلي ريكورد، وصنداي ميل التي توزع بمجموعها 10,5 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في بريتش كابل سيرفيسز TFA في فرنسا، وببر غامون بريس في بريطانيا، ومريل بابليشينغ، وماكميلان في الولايات المتحدة الأمريكية، وماغيار هيرلوب في هنغاريا؛ ومصالح غير إعلامية في أي. جاي. أرنولد للأثاث، وهوليس بلاسنيكس، وبولتون إنفستمانتس في بريطانيا، وجيت فيري إنترناشيونال في باناما، وميلثورب ماشينري في أستراليا.
- ومجموعة نيوز كوربوريشن التي يسيطر عليها مردوخ، ولها مصالح صحافية في الصحافة البريطانية متمثلة في: صن، ونيوز أوف ذي وورلد، وذي تايمز، وصنداي تايمز، وتوداي التي توزع بمجموعها 11,5 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في بي سكاي بي، وهاريير كولينز في فونتانا، وتشانيل تين في سيدني، وهيرالد إند ويكلي تايمز غروب في أستراليا، وفوكس TV، وهاربر إند رو في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ومصالح غير إعلامية في أنسيت ترانسبورت، وسانتوس للغاز الطبيعي، ونيوز إيغل لتصدير النفط في أستراليا، وسنود لاند فايبرز، وايتفرايرزر إنفستمانت في بريطانيا.
- ومجموعة يونايتد نيوز بابيرز التي يسيطر عليها ستيفنز، ولها مصالح صحفية في الصحافة البريطانية متمثلة في: ديلي إكسبريس، وصنداي إكسبريس، وديلي ستار، ويونايتد بروفيشنال نيوز بايبر، ويونايتد ماغازينز، ومورغان غرامبيان ماغازينز التي توزع بمجموعها 6.5 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في TV-M، وآجيان بيزنسبرس في سنغافورة، وسبيشاليست بوبليكايشنز في هونغ كونغ، وكابيتال راديو في بريطانيا، وإنترميديا غروب في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ومصالح غير إعلامية في جاي. بي. أس. بروبارتيز، وإم جي إنشورنس، ومونكروفت فايننس في بريطانيا، وب. ر. ن. هولدينغز، وديفيد ماكّاي إنشورنس في الولايات المتحدة الأمريكية.
- ومجموعة ريد غروب، التي لها مصالح في الصحافة البريطانية متمثلة في: أي. بي. سي ماغازينز، وأي. بي. سيبيزنس برس، وريد ريجونال ببليشنغ التي توزع بمجموعها نصف مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في بترورث البريطانية، وأي. بي. سي بيزنس برس في الولايات المتحدة الأمريكية، وتريد نيوز آجيا في سينغافورة، ويوروبيان دو بوبليكاسيون أس. أ. في فرنسا؛ ومصالح غير إعلامية في ريد فايننس بجنوب إفريقيا، وريد كانديان هولدينغز ببريطانيا، و أو. ب. م فايننس في برمودا.
- ومجموعة أسوشيتد نيوز بايبرز، التي يسيطر عليها روثرمير، ولها مصالح في الصحافة البريطانية متمثلة في: ديلي ميل، وميل وأون صنداي، وويك إند، ونورثكليف نيوز بايبرز التي توزع بمجموعها 5,3 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في لندن برودكاستنغ كومباني في بريطانيا، وهيرالد صن TV في أوستراليا، وإسكواير ماغازين غروب في الولايات المتحدة الأمريكية؛ ومصالح غير إعلامية في بوفيري إنفستمانتس، وكونسوليدايتد باثورست في كندا، وترانسبورت غروب هولدينغز، وجيتلينك فيريز في بريطانيا.
- ومجموعة ذي ثومسون كوربوريشن، التي لها مصالح في الصحافة البريطانية متمثلة في: ثومسون ريجينال نيوزبايبر، وسكوتمان، ويسترن ميل، وبيلفست تلغراف التي توزع بمجموعها 1,5 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في ثومسون داتا ببريطانيا، و41 صحيفة يومية في كندا، و121 صحيفة يومية في الولايات المتحدة الأمريكية، وراوتليدج في بريطانيا؛ ومصالح غير إعلامية في ثومسون نورث سي، وثومسون ترافيل في بريطانيا.
- ومجموعة بيرسون، التي يسيطر عليها كاودراي، ولها مصالح في الصحافة البريطانية متمثلة في: ويستمنستر برس غروب، وفايننشيال تايمز، وذي إكونوميست، ونورثرن إيكو التي توزع بمجموعها 1,1 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في إلسيفيا بفرنسا، وبنغوين في بريطانيا، ويوركشاير TV N.A.L. في الولايات المتحدة الأمريكية، وبريتش سكاي برودكاستنغ في بريطانيا؛ ومصالح غير إعلامية في ميدهيرست كوربوريشن في الولايات المتحدة الأمريكية، ولازارد بارتنرز، ورويال دولتون في بريطانيا، وكامكو إنترناشيونال في الولايات المتحدة الأمريكية.
- ومجموعة لونرهو، التي يسيطر عليها رولاند، ولها مصالح في الصحافة البريطانية متمثلة في: أوبزرفر، وجورج أوترام إند كومباني، وسكوتيش إند يونيفرسال نيوز بايبر التي تصدر بمجموعها 3.1 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في راديو كلايد، وبوردر TV في بريطانيا، وراديو ليمتد، وتايمز نيوز بابير في زامبيا، ميلودي ركوردس في زيمبابوي؛ ومصالح غير إعلامية في وايت إند ماكامي فرستيل غروب في بريطانيا، وكونسوليدايتد هولدينغز في كينيا، وكونتراكشن أسوشيتد في زيمبابوي، هـ. س. س. إنفستمانتس في جنوب إفريقيا.
- ومجموعة هولينغر، التي يسيطر عليها بلاك، ولها مصالح في الصحافة البريطانية متمثلة في: ديلي تلغراف، وصنداي تلغراف التي توزع بمجموعها 1,8 مليون نسخة من الصحف؛ ومصالح إعلامية أخرى في سترلينغ نيوز بايبر غروب بكندا، وتي. جي. إند كاي برس ميديا في الولايات المتحدة الأمريكية، وستاندرد برودكاستنغ كوربوريشن في كندا؛ ومصالح غير إعلامية في هانّا في الولايات المتحدة الأمريكية، ورافلستون هولدينغز في كندا، ونورسن أنيرجي في بريطانيا، وريسورسز في كندا.
وهذه التجمعات تعنى أساساً بالاتصال، وتنمو بوتيرة متسارعة الأمر الذي تعززه ثلاث تطورات، هي: - صعود البث الإذاعي المرئي عبر الأقمار الصناعية ودارات البث المغلقة (الكابلات)؛ - وانتقال الإذاعة المسموعة إلى القطاع الخاص؛ - وتراخي قوانين التملك الإعلامي المشترك (مع بعض الحكومات). مما سمح للأقطاب المسيطرة على الإعلام البريطاني أن يصبحوا لوردات (القرية الكونية - Global Village). ومعروف أن سائر الصحف والمجلات الدولية تختار لغتها من بين أكثر اللغات العالمية انتشاراً بسبب المواريث الاستعمارية والعوامل التاريخية التي ساعدت على إنتشار تلك اللغات في أنحاء واسعة من الكرة الأرضية، كاللغة الإنكليزية على وجه الخصوص، واللغات: الفرنسية والإسبانية والبرتغالية والإيطالية والروسية. وفي بعض الأحيان إحدى اللغات القومية كالصينية والعربية والفارسية والتركية... وغيرها من اللغات الحية في الإعلام الموجه لتلك الشعوب تحديداً، ولمخاطبة القارئ باللغة والأسلوب الذي يفهمه دون أية عراقيل تذكر.
ومعروف أن الصحافة أخذت مكانة كبيرة في المجتمع البريطاني على الرغم من الرقابة والضغوط الحكومية عليها، حيث أصدر البرلمان الإنكليزي أول نظام للتأليف عام 1662 وشدد فيه الرقابة على المطبوعات، وفرض شرط الحصول على ترخيص مسبق لإصدار أي مادة مطبوعة، ومنع الصحافة من نشر ما يدور في جلسات البرلمان من مناقشات. وسرعان ما ألغى البرلمان الإنكليزي هذا النظام عام 1695 تحت ضغوط الصحافة الإنكليزية التي دافعت بشدة عن حريتها.
وشهدت الفترة اللاحقة ظهور صحف إنكليزية كثيرة، نذكر منها: - صحيفة ديلي، وهي أول صحيفة إنكليزية يومية صدرت عام 1702 واستمرت في الصدور حتى عام 1704؛ - وأول المجلات الأسبوعية التي أصدرها دانيال ديفو عام 1704؛ - ومجلة تاتلير التي أصدرها كلاً من أديسون وأستيل عام 1709؛ وظهرت أولى الصفحات السياسية في الصحف الإنكليزية عام 1771 بعد السماح للصحافة الإنكليزية بنشر التعليقات على جلسات البرلمان، وفي نفس الفترة بدأت بالظهور الصحف التي تعتبر أمهات الصحف الصادرة حالياً في بريطانيا، حيث ظهرت: - صحيفة ديلي العالمية عام 1785 التي أسسها جون والتير واستقرت بعد ذلك على اسم تايمز عام 1788، لتصبح من أكبر الصحف البريطانية اعتباراً من عام 1803 وحتى الآن.
كما ويعتبر البريطانيون اليوم أكثر سكان العالم قراءة للصحف إستناداً لتقارير اليونسكو التي تشير إلى أن نسبة عدد نسخ الصحف لكل ألف مواطن بريطاني تبلغ 488 نسخة، وأن ما يصدر في بريطانيا من صحف هو أكثر من 125 صحيفة يومية، وكلها تصدر ملاحق أسبوعية أيام الأحد علاوة عن الصحف المتخصصة، وحوالي 1200 صحيفة محلية أغلبها أسبوعي، منها 145 صحيفة تصدر في لندن الكبرى وحدها. ونشرت كلها 25,338 مليون نسخة يومية، و26,837 مليون نسخة من صحف يوم الأحد، إضافة إلى 13,423 مليون نسخة من الصحف الأسبوعية خلال عام 1969.
ومن بحث نشرته صحيفة ديلي إكسبريس عام 1971 تبين أن كل ألف راشد يقرؤون 181 صحيفة يومية وطنية، وتعتبر بريطانيا العظمى أول دولة في العالم إعترفت بحرية الصحافة عندما ألغت الرقابة على الصحف عام 1695، وقامت بإنشاء مجلس للصحافة عام 1953 للمحافظة على حرية الصحافة، ويتكون هذا المجلس من: - رئيس مستقل من خارج المؤسسات الصحفية؛ - و20 عضواً يمثلون الجمعيات الصحفية البريطانية، أغلبهم من ممثلي هيئات تحرير الصحف؛ - و5 أعضاء يمثلون القراء.
كما ولجأت الصحف البريطانية إلى إنشاء التجمعات (Trust تروست) لضمان  استقلالها وتدعيم سلطتها، ومن هذه التجمعات الصحفية:
- تجمع سكوت تروست الذي يصدر صحيفة غارديان؛ وتجمع أوبزيرفر تروست الذي يصدر صحيفة  أوبزرفر؛
- وتجمع بيوفر بروك  الذي يملك  51% من أسهم شركة بيوفر بروك نيوز بيبر ليمتد  التي تصدر ديلي إكسبريس، وصانداي إكسبريس، وإيفينينغ ستاندرد (غلاسكو). ويعمل هذا التجمع من خلال توجيهات اللورد بيوفر بروك، القاضية بمساندة سياسة الإمبراطورية البريطانية، ويحرص على تعيين الأشخاص المؤيدين لهذه السياسة فقط لإدارة المؤسسات الصحفية التابعة له.
وقد رفعت التجمعات الصحفية الكبرى حصتها في مجمل سوق الصحف اليومية والأسبوعية، خلال الفترة الممتدة ما بين عام 1947 وعام 1988 إلى أكثر من الثلث تقريباً. مما سمح لثلاثة من أباطرة الصحافة البريطانية، وهم: مردوخ وماكسويل وستيفنز بالسيطرة عام 1988 على 57% من مجموع التوزيع اليومي والأسبوعي للصحف البريطانية. وأدى تطور التركيز والتجمع في الصحافة إلى بروز إتجاه متزايد نحو السيطرة على صناعات وقت الفراغ، وأصبحت معه خمس شركات في قطاعات الإعلام تسيطر في أواسط ثمانينات القرن الماضي على ما يقارب 40% من مبيعات الكتب و 45% من عمليات الإرسال من محطة ATV للإذاعة المرئية... الخ، وتصدر جميع الصحف اليومية الوطنية البريطانية في لندن، عدا صحيفة غارديان فتصدر من لندن ومانشستر في آن واحد، ويتراوح عدد صفحاتها مابين الـ 14 و32 صفحة.
وقد أشار الباحث الفرنسي رولان كايرول إلى أن الصحافة البريطانية تعاني من ركود وتراجع في أعداد نسخها الصادرة منذ ستينات القرن الماضي، وهذا الأمر شمل الصحف المتخصصة والشعبية على حد سواء. وفي إستطلاع أجرته صحيفة فايننشل تايمز عام 1971 تبين أن عدد قراء الصحف البريطانية يزيد عن عدد النسخ الصادرة من كل عدد.
وعن خريطة الإعلام في الفيدرالية الروسية بعد إنهيار الإتحاد السوفييتي كتب الصحفي المصري سامي عمارة من موسكو مقالة نشرتها صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم 9/9/2010 وذكر فيها أن: الصحافة مكتوبة كانت أو مرئية وثالثة مسموعة ورابعة إلكترونية.. كلها أشكال تتعدد لكن يظل الجوهر متقاربا. فالدولة تفرض قبضتها الحديدية بقفاز حريري على الجزء الأعظم منها فيدرالية كانت أو إقليمية، لتبدو جميعها وقد اتسقت توجهاتها وانتظمت أفكارها ولم يشذ عن السياق سوى الجموح منها وهو قليل نادر ندرة المطر في صيف قائظ. وكانت هذه الصحافة حتى الأمس القريب مقصد الكثيرين من الطامحين إلى السلطة عبر ثرواتهم التي تراكمت في غفلة من الزمن ومن خلال قوانين سيئة الصيت نجحوا جميعا في صياغتها مع أول أيام ما بعد إنهيار السلطة السوفياتية في مطلع تسعينات القرن الماضي.
ويذكر الكثيرون بعضا من تاريخ الأيام الخوالي التي شهدت سطوع نجوم الصحف الخاصة التي سارعوا إلى تسميتها بالمستقلة، وهي ليست في واقع الحال مستقلة، تمييزا لها عن الصحف الحزبية التي كانت في نفس الوقت صحفا حكومية أو بقول آخر تابعة مباشرة إلى السلطة. وكان الرئيس السابق ميخائيل غورباتشوف قد أطلق قبل ذلك الزمن بقليل صيحته المعروفة تحت اسم الغلاسنوست (الشفافية أو العلانية) مرادفا لسياسات البيرسترويكا (إعادة البناء) لتترامى أصداؤها في مختلف أرجاء البلاد معلنة عن مولد الكثير من الجبهات الشعبية والحركات الإنفصالية التي سرعان ما استغلت حرية الكلمة سلاحا راحت تشهره في وجه كل من يناصبها العداء. ومن هنا حرص أثرياء روسيا الجدد وكانوا في غالبيتهم من أولاد العم (يقصد عمارة اليهود)، على الإستحواذ على عقول ومشاعر بسطاء المواطنين من خلال أبواق إمبراطورياتهم الإعلامية الجديدة.
وكان لفلاديمير غوسينسكي أول رئيس للمؤتمر اليهودي الروسي قصب السبق من خلال إمبراطورية ميديا موست التي نجحت في السيطرة ليس فقط على الشارع الروسي بل وعلى رموزه الحاكمة في الكرملين وفي البيت الأبيض مقر الحكومة الروسية على ضفاف نهر موسكو بمساندة صريحة ودعم مباشر من جانب عمدة موسكو يوري لوجكوف. وكانت قناته الإذاعية المرئية إن تي في إمتدادا لصحافته المكتوبة التي بدأها بصحيفة سيفودنيا ومجلة إيتوغي التي عاد وأصدرها بالتعاون مع نيوزويك الأميركية بعد إعلانه عن افتتاح إذاعة صدى موسكو عام 1990 إلى جانب الكثير من المجلات والإصدارات الأخرى. وكانت جميعها السبيل إلى تولي الرئيس الأسبق بوريس يلتسين لمقاليد ولايته الثانية في الكرملين عام 1996 وما تبع ذلك من امتيازات خاصة لهذه الوسائل الإعلامية البالغة التأثير والهائلة النفوذ.
أما قرينه الملياردير اليهودي بوريس بيريزوفسكي فقد سار على نفس الدرب من خلال صحيفة نيزافيسيمايا (المستقلة) التي ظهرت في 1990 وتلاها بقنوات تلفزيونية وإن لم تحظ بنفس انتشار مثيلاتها التابعة لغوسينسكي حتى حانت الساعة متمثلة في ظهور فلاديمير بوتين رئيسا إشرأبت إليه الأعناق طمعا في الخلاص من براثن هذا الأخطبوط الإعلامي المتعدد الأشكال. ولذا كان من الطبيعي أن يستهل بوتين تصفية حسابات الماضي بتوجيه ضرباته إلى إمبراطورية غوسينسكي استنادا إلى ما تضمنه ملفها من جرائم اقتصادية وأخلاقية لتتهاوى أركانها سريعة كبيت من رمال وليلوذ صاحبها بالفرار إلى إسرائيل وهو مصير مشابه لقرينه بيريزوفسكي الذي استقر لاجئا سياسيا في بريطانيا.
وكان من الطبيعي أن يتوقف الكثيرون وفي مقدمتهم السلطة الرسمية أمام الواقع الجديد في محاولة لإستيضاح كنهه وتلمس السبل المناسبة لإقتسام التركة التي تركها أصحابه غير الشرعيين فريسة لأول عابر طريق. وإذا كانت السلطة ركزت إهتمامها على إستعادة القنوات الإذاعية المرئية بوصفها أقصر الطرق إلى عقل المشاهد، فقد تفرقت دماء هذه الصحف والمجلات على القبائل وإن كان الإندثار والنهاية مصير غالبيتها لتبقى إذاعة صدى موسكو التي تحتفل هذا العام بالذكرى العشرين لميلادها بعد أن تحولت ملكية القسط الأكبر من أسهمها إلى مؤسسة غاز بروم شبه الحكومية. ورغم الملكية شبه الرسمية لهذه الإذاعة فإن سياستها التحريرية تقف على يمين الكرملين الذي تركها عن طيب خاطر لتناصب بعض سياساته العداء حرصا على توفير شكل من الديمقراطية والمعارضة، في الوقت الذي تظل فيه وثيقة الصلة بالأوساط اليهودية في إسرائيل، فيما يواصل غوسينسكي شخصيا الإشراف على مشروعها المشترك مع الإذاعة المرئية الإسرائيلية وما بقي من إمبراطوريته الإعلامية هناك.
ومن الصحف المؤثرة التي فقدت مالكها الأول في روسيا اليوم تقف صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا (الصحيفة المستقلة) التي آلت ملكيتها إلى مجموعة من المساهمين ممن لا يملكون تأثير الأمس في الوقت الذي إنفض عنها رموزها وفي مقدمتهم مؤسسها فيتالي تريتياكوف الذي إنتقل للعمل في مؤسسات السلطة قريبا من الكرملين، وإن ظلت الصحيفة تحظى ببعض وقار الماضي وتوزع اليوم نحو 50 ألف نسخة. وتتصدر خريطة الصحافة المكتوبة اليوم عدد من الصحف ذات التاريخ العريق مثل ازفيستيا إحدى أقدم الصحف في الساحة الروسية وكانت حتى الأمس القريب الصحيفة الرسمية الثانية للاتحاد السوفياتي السابق بوصفها ناطقة باسم مجلس السوفيات الأعلى (برلمان ذلك الزمان) تحولت إلى أحد مقتنيات مؤسسة لوك أويل النفطية التي عادت وباعتها إلى مؤسسة غاز بروم الحكومية وتوزع اليوم 263 ألف نسخة يوميا. وقد إهتزت صورة ازفيستيا بعد إنفراط عقد أبرز محرريها الذين إنشق بعضهم عنها برئاسة رئيس التحرير الأسبق غولومبيوفسكي الذي كان أعلن مع عدد من محرريها عن تأسيس صحيفتهم الخاصة نوفيه ازفيستيا أي «ازفيستيا الجديدة»، ويرأس تحريرها اليوم فاليري ياكوف أحد أبرز مراسليها إبان الحرب الشيشانية الأولى من عام 1994 وحتى عام 1996 وتوزع ما يزيد قليلا على 107 آلاف نسخة. أما الصحيفة الرسمية الأولى إبان سنوات الاتحاد السوفياتي السابق التي كان توزيعها يبلغ 20 مليون نسخة هم عدد أعضاء الحزب الشيوعي السوفياتي وهي صحيفة البرافدا فقد إندثرت بعد رحلة من الهوان تراجع خلالها توزيعها وتأثيرها بعد أن طرحها أصحابها على كل من هب ودب، حتى آلت إلى ثري يوناني دخل في خلاف مع بعض كتابها ومحرريها السابقين، ومنهم فيكتور لينيك الذي حاول إصدارها إعتمادا على قواه الذاتية. وقد ظهرت صحيفة روسيسكايا غازيتا (الجريدة الروسية) الرسمية لتشغل المكانة التي كانت تحتلها البرافدا لسان حال الحزب الشيوعي السوفياتي السابق بعد أن إختارتها الحكومة الروسية ناطقا رسميا باسمها. وتوزع هذه الصحيفة الروسية التي تصدر يومياً 431569 نسخة بعد أن عهدت الحكومة إليها نشر كل بياناتها ووثائقها وقراراتها الرسمية التي لا تصبح سارية المفعول إلا بعد نشرها في هذه الصحيفة.
وتتصدر قائمة الصحف الأكثر رواجا في روسيا صحيفة كوميرسانت ديلي اليومية التي يرتبط محررها الأشهر الكاتب والصحافي أندريه كوليسنيكوف بعلاقة خاصة مع فلاديمير بوتين منذ بزوغ نجمه في نهاية 1999. وتظل هذه الصحيفة التي تأسست عام 1909 وإنقطعت عن الصدور مع إنطلاقة ثورة أكتوبر/تشرين الأول الشيوعية عام 1917 لتعود إلى الصدور ثانية عام 1992 وهي الأقرب إلى بوتين رغم حرصها على إبراز إستقلاليتها عن السلطة الرسمية ضمن عدد من المطبوعات تصدر عن دار النشر التي تحمل اسم كوميرسانت. ومن الصحف التي تلقى رواجا اليوم أيضا عدد من الصحف السوفييتية القديمة التي تواصل الصدور باسمها السابق مثل كومسومولسكايا برافدا الشبابية. ويقول ناشروها إنها توزع اليوم في روسيا وبلدان الكومنولث نحو 27 مليون نسخة، وهو رقم مشكوك فيه بسبب إنحسار هواية القراءة لدى الكثيرين، وعلى ضوء إعتراف آخر صدر عن أحد مواقعها يقول بأن عدد قرائها يناهز المليوني قارئ يوميا!! ومن اللافت للنظر أن هذه الصحيفة تبدو الأقرب في بعض ما تنشره إلى الكرملين.
ومن الصحف التي إحتفظت باسمها السوفييتي أيضا صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس نسبة إلى عضو إتحاد الشبيبة أو الكومسومول في موسكو، وهي صحيفة تبدو في طبعتها وطبيعتها أقرب إلى التابلويد فيما تجنح في بعض أخبارها إلى أساليب الصحافة الصفراء التي تهتم بتداول الشائعات، وتبدو في خلاف حاد مع فلاديمير بوتين، ويرأس تحريرها بافيل غوسيف منذ مطلع تسعينات القرن الماضي. ونواصل لنشير إلى صحيفة ارغومينتي إي فاكتي (براهين ووقائع) الأسبوعية، وهي إحدى الصحف الأكثر توزيعا في روسيا والتي كانت تصدر عن جمعية المعرفة السوفييتية القديمة، وانتقلت ملكيتها منذ نهاية الثمانينات إلى مجموعة من المساهمين. وقد كانت هذه الصحيفة الأوسع انتشارا في العالم مع أولى سنوات البيريسترويكا والغلاسنوست بنسبة توزيع بلغت 33.5 مليون نسخة سجلتها موسوعة غينيس للأرقام القياسية العالمية عام 1990. لكن هذه النسبة تراجعت اليوم حتى 7 ملايين قارئ، حسبما يقول ناشروها.
وتشمل خريطة الصحافة الروسية عددا من الصحف ذات النزعات القريبة من الغرب ومنها صحيفة فيدومستي الاقتصادية التي تصدر بالتعاون مع صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية ووول ستريت جورنال الأميركية، وصحيفة نوفايا غازيتا (الصحيفة الجديدة) الأسبوعية المعارضة التي تصدر منذ 13 عاما ويساهم في ملكيتها الرئيس السوفياتي السابق ميخائيل غورباتشوف وضابط الـ كي جي بي السابق أيضا وعضو الدوما ألكسندر ليبيديف وتصدر بالتعاون مع واشنطن بوست الأميركية وتقول حسب إفادة موقعها الإلكتروني أنها تصدر في 172 ألف نسخة في موسكو و535 ألف نسخة في روسيا والأقاليم المجاورة.
ومن الصحف التي تحظى باهتمام خاص من جانب السفارات العربية والأوساط ذات الصلة مع العالم العربي وإيران صحيفة فريميا نوفوستي التي تترأس قسم الشؤون الخارجية فيها المستعربة المعروفة يلينا سوبونينا وتتمتع بعلاقات متميزة مع دوائر صناعة القرار بحكم وجودها ضمن مجموعة الصحافيين الذين يرافقون كبار قيادات الدولة والحكومة في رحلاتهم الخارجية والداخلية، وإستنادا إلى علاقاتها الواسعة مع الكثيرين في منطقة الشرق الأوسط والبلدان العربية. وتصدر هذه الصحيفة منذ عام 2000 في 51 ألف نسخة يوميا.
وإذا كانت خريطة الصحافة الروسية تحفل بالكثير من الأسماء والمسميات التي تشير إلى شتى المجالات والتوجهات ويُقدر عددها بالمئات إن لم يكن بالألاف فإنها تظل في مجملها أدنى تأثيرا وأقل رواجا بين مواطني هذا البلد المترامي الأطراف والمتعدد القوميات. ومن الطريف في هذا الصدد أن كل هذه الصحف والمطبوعات تتصدرها عبارة قلما تجدها في أي من مثيلاتها في أي من بلدان العالم وهي أن «ثمن الصحيفة حسب الاتفاق»!!! بما يعني أن ذات الصحيفة يمكن أن تباع وتشترى بأثمان مختلفة تختلف بإختلاف ليس المكان فقط بل والزمان.