السبت، 26 نوفمبر 2016

معــرض تحيــة وفــاء للفنــان التشــــكيلي نذيـــر اســماعيل بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيله


طشقند: 25/11/2016 أعده للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "تكريم .. بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيله.. معــرض تحيــة وفــاء للفنــان التشــــكيلي نذيـــر اســماعيل" نشرت صحيفة الثورة بدمشق يوم 25/11/2016 تقريراً صحفياً أعدته: فاتن أحمد دعبول، وجاء فيه:


أصدقاء الفنان الراحل نذير اسماعيل اجتمعوا قلوبا مفعمة بالحزن على رحيله، ولكنهم أرادوه رحيلا معطرا بروح المحبة والوفاء، فكان معرضهم الذي يحمل في مضمونه تحية الحب والوفاء لصديق لطالما كان بينهم يتقاسمون الفكرة واللون كما الحياة بحلوها ومرها.


وفي ذكرى مرور أربعين يوما على رحيله، أقام اتحاد الفنانين التشكيليين في الجمهورية العربية السورية في صالة الشعب للفنون الجميلة معرضا، تحية ووفاء من أصدقائه وتكريما لعطائه ودوره في الحياة التشكيلية، فكانت لوحاتهم التي تجاوزت في عددها ال25 لوحة تعبر عن تلك الحميمية التي تجمعهم بالفنان الراحل.‏‏


وبين د. إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين أن المعرض هو نوع من الوفاء والتكريم لفنان الراحل وهذه سنة نتبعها في الآونة الأخيرة ونتمنى أن يتم تكريم الفنانين في حياتهم وليس بعد رحيلهم.‏‏
وأضاف أن الفنان اسماعيل كان من الفنانين المهمين في الساحة التشكيلية وأيضا على الصعيد الإنساني وتميز بفنه الذي اشتهر به على مستوى الوطن العربي والعالم.‏‏
والفنان الراحل هو قصة قصيرة بحسب التشكيلي أنور الرحبي، لأنه ينتمي إلى الإنسانية ويميل في شخوصه إلى إظهار تلك المقامات الرائعة في الوجوه، ويعرج في الآن نفسه على القيمة الفعلية لإحساس الإنسان المبدع، وكانت ألوانه حديقة فرح، وشكل في رسمه التعبيري جسرا حقيقيا مابين الثقافة الأوروبية البصرية والثقافة السورية.‏‏
ويرى الفنان موفق مخول في صديقه الراحل موطنا اجتماعيا يجمع حوله الأصدقاء لما يتمتع به من دماثة الخلق، وهو في فنه يسعى دائما إلى التجديد والحداثة والساطة والوضوح، واستطاع أن يشكل لنفسه هوية بصرية تميزه.‏‏
وقد شكل الفنان نقطة مضيئة في تاريخ التشكيل السوري بحسب الفنان سعد يكن، والمعرض تعبير من الأصدقاء عن تقديرهم لحياته وعطائه الفني كإنسان أولا ومن ثم كونه فناناً متميزاً على الصعيد العربي والدولي.‏‏
ولم يكن بالنسبة لزوجته الفنانة عناية بخاري زوجا فقط بل كان الصديق والأخ والأب وقد شاركت بلوحة هي آخر لوحة وضع لها إطارا قبل العرض، وستبقى ذكراه في القلب لأنه رفيق العمر والفن معا.‏‏
وبدا الحزن كبيرا في حديث الفنان محمود جوابرة الذي تقاسم معه لسنوات جلساته في صالة الرواق العربي، ويصفه بالفنان المجتهد، وبجهده الدؤوب استطاع أن يتبوأ مكانة مرموقة في الفن التشكيلي السوري، ولايمكن أن ننسى كيف حول»تنكة مهروسة» إلى عدد كبير من اللوحات حتى كادت تنطق بأوجاعها.‏‏
وفي رسالته قال الفنان نعيم شلش: «يازميلي الغالي رحلت مبكرا، ونحن مازلنا بشوق للمزيد من إبداعك وسلوكاتك المميزة، ونشتاق للجلوس معك، أنت الأنيس والصديق وستبقى دائما في القلب والروح».‏‏
ويصفه الفنان أحمد أبو زينة، بالقامة الفنية الكبيرة على مستوى الوطن العربي وتصنف أعماله بالأعمال العملاقة عالميا، فقد قدم أعمالاً كثيرة على أشكال وجوه بحالاتها كافة، له من الصفات ما جعله من الأصدقاء المقربين، ويستطيع أن يجعل اللقاءات أكثر حميمية بدماثة خلقه وطيب معشره ورهافة حسه.‏‏
شارك في المعرض من أصدقائه «بطرس خازم، نعيم شلش، أسماء فيومي، عبدالله مراد، أحمد أبو زينة، علي الكفري، محمد غنوم، سعد يكن، محمود الجوابرة، غسان نعنع، إدوار شهدا، نزار صابور، أنور الرحبي، فؤاد دحدوح، موفق مخول، باسم دحدوح، أكسم طلاع، عناية بخاري».‏‏

الاثنين، 14 نوفمبر 2016

نعوة بطل أوزبكستان عبد الله أريبوف


طشقند: 14/11/2016 ترجمها وأعدها للنشر أ.د. محمد البخاري. تحت عنوان "بطل أوزبكستان عبد الله أريبوف" نشرت وكالة أنباء "Jahon" يوم 11/11/2016 خبراً تضمن نعوة كبار المسؤولين في أوزبكستان بمناسبة وفاة بطل أوزبكستان عبد الله أريبوف:

تعرضت الأداب والثقافة الأوزبكية لخسارة ثقيلة. عن عمر 75 عاماً توفي بطل أوزبكستان، وشاعر الشعب الأوزبكستاني، والشخصية الإجتماعية البارزة عبد الله أريبوف.
ولد عبد الله أريبوف عام 1941 في قرية نيكوز بمنطقة كاسان، ولاية قشقاداريا.
وفي عام 1963 أنهى دراسته في كلية اللغات بجامعة طشقند الحكومية (حالياً الجامعة القومية الأوزبكستانية).
وبدأ عبد الله أريبوف نشاطه العملي موظفاً أدبياً بمجلة "شرق يولدوزي". وعمل بعدها بشكل مثمر محرراً في مختلف دور النشر في بلادنا، ورئيساً لتحرير مجلة "غولخان"، ومديراً لوكالة الجمهورية لحماية حقوق التأليف. وعمل لسنوات عديدة في إتحاد كتاب أوزبكستان، حيث قطع طريقاً مرت من مستشار أدبي وحتى رئيس هذه المنظمة الإبداعية الهامة.
والإبداعات الفريدة لأستاذ الكلمة البارز عبد الله أريبوف، الذي تمتع بموهبة فريدة عبرت وبعمق عن الروح القومية وتأكيد الحياة بقوة، وشغلت مكانة لائقة في كنوز الأدب الأوزبكي. وردد في أعماله الأدبية الرفيعة وبمهارة كبيرة مشاعر الحب والإخلاص لوطننا وشعبه، والقيم القومية.
وحصل عبد الله أريبوف على حب عظيم من الشعب كمؤلف للأغنية الرئيسية لوطننا المستقل، النشيد الوطني لجمهورية أوزبكستان.
وخلال نصف قرن من نشاطات الشاعر متعددة الجوانب، أحدث مدرسته الإبداعية الخاصة، ومن خلال مجموعاته الشعرية "النجمة الصغيرة"، و"في إنتظارك"، و"أمي العزيزة"، و"روحي"، و"ورياح الوطن"، و"الدهشة"، و"حلم السنين الماضية"، و"جسور الثقة"، و"الطيبة"، و"قلب الشاعر"، و"لماذا أحب أوزبكستان"، و"بانوراما الإستقلال"، و"ألوان وموسيقى"، و"قل لي خبراً ساراً"، و"افريست والمحيط"، ومؤلفاته الدرامية "الطبيب والموت"، و"الطريق إلى الجنة"، و"تيمور العظيم"، اكتسب إحترام والإعتراف الواسع من ملايين القراء. وبفضل ترجماته الأدبية الموهوبة لروائع كلاسيكيي الأدب العالمي، أمثال: دانتي، وأليكساندر بوشكين، وتاراس شيفيتشينكو، ورسول حمزاتوف، وكايسين كولييف، تقرأ اليوم باللغة الأوزبكية. كما وترجمت عشرات مؤلفاته في مختلف الفنون الأدبية إلى العديد من لغات العالم.
وظهرت نشاطات عبد الله أريبوف الإبداعية والإجتماعية بسطوع خاصة خلال سنوات الإستقلال. واشادت أشعاره وقصائده بإستقلال الوطن، والحياة الجديدة الحرة لشعبنا، ومجدت شرف وكرامة الإنسان، وحصلت مقالاته الصحفية عن الصفات النبيلة للمعاصرين على صدى إجتماعي كبير.
وعبد الله أريبوف خلال سنوات نشاطاته الطويلة بصفة رئيس إتحاد كتاب أوزبكستان قدم إسهاماً كبيراً في تطوير الحياة الأدبية، ورفع مستوى النشاطات الإبداعية للشعراء والكتاب، وتربية المواهب الشابة وتحسين مهاراتهم المهنية. ومع ذلك، وكشخصية إجتماعية بارزة شارك بنشاط في حياة البلاد الثقافة، ونشر بشكل واسع مبادئ الأفكار القومية، ومستقبل تعزيز الأسس الروحية لمجتمعنا.
وخلال سنوات طويلة قام عبد الله أريبوف بنشاطات بصفة عضو في عالي مجلس (برلمان) جمهورية أوزبكستان وعضو مجلس الشيوخ.
وخدمات الشاعر والكاتب العظيم في تطوير الآداب والفنون الأوزبكية استحقت تقدير الدولة. ومنح عبد الله أريبوف لقب شاعر الشعب الأوزبكستاني، وبطل أوزبكستان، وحصل على جائزة الدولة بجمهورية أوزبكستان، وقلد وسام "دوستليك".
والذكرى المشرقة للشاعر البارز، والمربي الحريص، والإنسان الصادق والمتواضع عبد الله أريبوف ستبقى دائماً في قلوبنا.
ش. ميرزيوييف، ن. يولداشوف، ن. إسماعيلوف، خ. سلطانوف، ز. روزييف، أ. قيوموف، س. غنييفا، م. أحميدوف، س. سعيدوف

الاثنين، 7 نوفمبر 2016

وفاة شاعر الشعب الأوزبكستاني عبد الله أريبوف




وفاة شاعر الشعب الأوزبكستاني عبد الله أريبوف




عبد الله أريبوف (باللغة الأوزبكية Abdulla Oripov) ولد بتاريخ 21 مارس/آذار عام 1941، في قرية نيكوز، بمنطقة كاسان، ولاية قشقاداريا، وتوفي بتاريخ 5 نوفمبر/تشرين ثاني عام 2016 في هيوستن (ولاية تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية) بعد مرض عضال.

وعبد الله أريبوف شاعر سوفييتي أوزبكي، ويمثل الإتجاه الكلاسيكي في الشعر الأوزبكي، وخلال حياته حائز على ألقاب: بطل أوزبكستان، وشاعر الشعب الأوزبكستاني، وخلال حياته كان شخصية حكومية وإجتماعية، وهو مؤلف كلمات النشيد الوطني الأوزبكستاني بعد الإستقلال.

والده عارف باي عبيد الله أوغلي كان رئيساً لكولخوز محلي. وكانت أسرته مكونه من 8 أولاد، أربعة صبيان وأربعة بنات، وكان عبد الله أريبوف الأصغر سناً بين الصبيان.




وبعد أن أنهى عبد الله أريبوف تعليمه في المدرسة المتوسطة عام 1958 حاصلاً على الميدالية الذهبية، تابع تعليمه في قسم الصحافة بكلية اللغة الأوزبكية، بجامعة طشقند الحكومية. وبعد تخرجه من الجامعة بدرجة شرف عام 1963 عمل محرراً في: دار النشر "يوش غفارديا"؛ وخلال الفترة الممتدة من عام 1967 وحتى عام 1974 عمل محرراً ومن ثم رئيس تحرير في دار نشر غفور علام للآداب والفنون؛ ومن عام 1974 وحتى عام 1976 رئيساً لقسم في مجلة "زفيزدا فاستوكا"؛ ومن عام 1976 وحتى عام 1982 عمل مستشاراً في الأدب بإتحاد كتاب أوزبكستان؛ ومن عام 1982 وحتى عام 1983 شغل منصب أمير سر فرع إتحاد كتاب أوزبكستان بولاية قشقاداريا؛ ومن عام 1983 وحتى عام 1985 عمل رئيساً لتحرير مجلة "غولخان"؛ ومن عام 1985 شغل منصب أمين سر إتحاد كتاب أوزبكستان، ومن عام 1996 وحتى عام 2009 رئيساً للإتحاد؛ في عام 1988 عين بمنصب رئيس لجنة حماية حقوق التأليف في أوزبكستان؛




وانتخب عبد الله أريبوف عضواً في عالي مجلس (البرلمان) جمهورية أوزبكستان في دورته الأولى والثانية، وانتخب عضواً بمجلس الشيوخ بتاريخ 25 يناير/كانون ثاني 2005. ومنح في عام 1998 لقب "بطل أوزبكستان".

وعبد الله أريبوف متزوج وله خمسة بنات وابن واحد.

مؤلفاته الأدبية: أول قصيدة شعرية كتبها عبد الله أريبوف أثناء دراسته الجامعية كانت بعنوان "الطير" ؛ وفي عام 1965 نشر أول مجموعة شعرية بعنوان "النجمة الصغيرة"؛ وبعدها نشر مجموعاته: "كزلاريم يولينغان" عام 1967، و"أمي العزيزة" عام 1969، و"النبع"، و"روحي" عام 1971، و"أوزبكستان" عام 1972، و"الدهشة"، و"رياح الوطن" عام 1974، و"الطيبة" عام 1979, و"أحلام السنوات الماضية" عام 1984، و"جسور الثقة" عام 1989، و"مناجات" عام 1992، و"حاج دفتري" عام 1995، و"سائله نامه" عام 1996.

كما وكتب عبد الله أريبوف قصائد: "الطريق إلى الجنة" عام 1978، و"الطبيب والموت" عام 1980، و"ورنجكوم"، و"تيمور العظيم" ("صاحبكيرون") عام 1996.

وصدرت له خلال عامي 2000 و2001 مجموعة "مؤلفات مختارة" في أربعة أجزاء.



وعبد الله أريبوف هو مؤلف كلمات النشيد الوطني لجمهورية أوزبكستان المستقلة، الذي أقره المجلس الأعلى بجمهورية أوزبكستان خلال دورته الحادية عشرة بتاريخ 10 ديسمبر/كانون أول عام 1992.

والشاعر عبد الله أريبوف ترجم إلى اللغة الأوزبكية "الكوميديا الإلهية" لدانتي أليغيري، ومؤلفات: ن. نيكراسوف، ول. أوكراينكي، وت.شيفتشينكو، وك. كولييفا، والكثيرين غيرهم من المؤلفين.

وخلال حياته الإبداعية حصل على أوسمة وجوائز والقاب، من بينها: لقب شاعر الشعب بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية عام 1983؛ وجائزة حمزة الحكومية بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية عام 1983؛ جائزة علي شير نوائي الحكومية بجمهورية أوزبكستان عام 1994. ولقب بطل أوزبكستان عام 1998؛ والميدالية الذهبية «WIPO Creativity Award» عام 2007؛ ووسام الشرف الدولي نجمة إيطاليا عام 2015.

وأعلنت وزارة الخارجية الأوزبكستانية أنه بناء على طلب أقارب الشاعر عبد الله أريبوف سيتم نقل جثته من هيوستن بولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوزبكستان لتجري مراسم دفنه في أرض وطنه. وأن الوزارة كلفت سفارتها في الولايات المتحدة الأمريكية باتخاذ الإجراءآت اللازمة لحل المسائل القنصلية العاجلة وغيرها والإسهام بتلبية طلب أقارب الشاعر الكبير.

والجدير بالذكر أن منطقة كاسان بولاية قشقاداريا يعيش فيها عدد كبير من المواطنين الأوزبكستانيين المنحدرين من أصول عربية جاؤا إليها وسكنوها مع الفتوحات الإسلامية التي بدأت في القرن السادس الميلادي.

*****

بحث كتبه أ.د. محمد البخاري في طشقند بتاريخ 7/11/2016

المراجع المستخدمة:

- عن وفاة عبد الله أريبوف. // طشقند: وكالة أنباء "Jahon" 7/11/2016

- وفاة عبد الله أريبوف. // طشقند:  «Газета.uz»7/11/2016

- مواد Wikipedia في شبكة الإنترنيت

أ.د. محمد البخاري: العرب في ما وراء النهر. نشر بتاريخ 23/8/2009 على الرابط: http://bukharimailru.blogspot.com/2009/08/blog-post_67.html

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

الشاعر والمنور والقائد العسكري الفذ وشخصية الدولة ظهير الدين محمد بابور


ظهير الدين محمد بابور

سنوياً يحتفل في كل أنحاء أوزبكستان يوم 14 فبراير/شباط بذكرى ميلاد الشاعر والمنور العظيم، والقائد العسكري الفذ، وشخصية الدولة ظهير الدين محمد بابور، الذي كانت له إسهامات كبيرة في تطوير العلوم والفنون العالمية.
وكان لمجموعاته الشعرية "ديوان كابول"، و"ديوان الهند"، ولمذكراته "بابور نامه" وغيرها من أعماله تأثيراً واسعاً على تشكل الأدب والفكر الفني الأوزبكي. كما وسمحت أعمال بابور العلمية بتشكل تصور عام عن: الجغرافيا، والوصوف العرقية، ونباتات وحيوانات آسيا المركزية، وأفغانستان، والهند، للفترة الممتدة من نهاية القرن الـ15 وحتى بداية القرن الـ16 الميلاديين.
وظهير الدين بابور ولد عام 1483م في أنديجان، وفي سن الـ 12 من عمره أصبح حاكماً لفرغانة، وفي عام 1526 م أسس دولة مركزية في الهند، إستمرت لأكثر من ثلاثة قرون. وأدار بابور هذه الإمبراطورية لخمسة أعوام فقط، وخلال تلك المرحلة قام بإجراء إصلاحات تقدمية عديدة، حيث إزدهرت في عهده مدن أغرا ودلهي، وشيد القصور على ضفاف نهر جامنا، وخفض الضرائب، وطور نظم الري هناك.
ومن بين أعمال بابور العلمية، يتمتع بأهمية خاصة مؤلفه "مقالات عن العروض"، الذي كرسه لدراسة الأسس اللغوية للشعر. وبعدالة يعتبر "بابور نامه" قمة في إبداعاته التي صور فيها إنطباعاته عن الأحداث التاريخية التي رافقت هذه الشخصية البارزة، والمناظر الطبيعية في تلك المناطق التي أسس فيها دولته. وبالإضافة لذلك كان بمثابة موسوعة شاملة تضمنت معلومات علمية عن الكثير من نواحي حياة تلك المرحلة الزمنية. واستخدم في نص "بابور نامه" التقاليد وغيرها من عناصر التراث الشعبي الشفهي، وقدم فيه وصفاً دقيقاً للعادات والتقاليد في تلك المناطق.
والشعب الأوزبكي يفخر بإبداعات الشاعر البارز والعالم المتألق بابور، الذي يعتبر فقرة وصل في العلاقات الثقافية لشعوب آسيا المركزية مع شعوب أفغانستان والهند بالكامل. ولهذا كرست لابن الشعب الأوزبكي المتألق في تلك الدول مئآت الأعمال العلمية والأدبية، والأفلام الروائية.
ومخطوطات مؤلفات الشاعر محفوظة اليوم في متاحف: فرنسا، وإنكلترا، والولايات المتحدة الأمريكية، وغيرها من دول العالم. كما أكتشفت في إيران نسخة فريدة من مؤلفه "الواقع وبابور" الذي تضمن "المبين" وهي مقالة في الشريعة الإسلامية. كما تضمنت المخطوطة تعليقات وترجمة إلى اللغة الفارسية، وظلت موضوعاً للبحث المستمر كنموذج للخط العربي، وفن صناعة الكتب. كما عثر في مخزون متحف سالارجانغ في حيدر آباد (الهند) على قائمة لم تكن معروفة من قبل لمخطوطات ديوان بابور.
ونتيجة للأبحاث العلمية والتطبيقية المشتركة التي قام بها علماء أوزبك وأجانب، أحضرت نسخاً من المخطوطات الأساسية لمؤلفات الجد العظيم للشعب الأوزبكي إلى أوزبكستان، وبفضلها صدرت في أوزبكستان "قائمة باريس لديوان بابور"، وألبوم "منمنمات بابور نامه"، الذان حصلا على جوائز في أسواق الكتب الدولية، و"مقالة عن العروض" والكثير غيرها من الإصدارات.
ووفر إستقلال أوزبكستان إمكانيات غير محدودة لدراسة النواحي القيمة لإبداعات ظهير الدين محمد بابور بعمق وبالكامل، وضمها إلى التراث الإنساني العالمي.
* * * * *
بحث أعده أ.د. محمد البخاري، في طشقند بتاريخ 1/11/2016 بتصرف نقلاً عن مقالة "ظهير الدين محمد بابور". // طشقند: وكالة أنباء  "Jahon" 12/10/2016