الخميس، 5 يونيو 2014

الشاعر والمفكر التركماني العظيم مختوم قولي


الشاعر والمفكر التركماني العظيم مختوم قولي


تحت عنوان "مختوم قولي النموذج العزيز والمحبب في أوساط الشعبين الأوزبكستاني والتركمانستاني" نشرت وكالة أنباء Jahon يوم 24/4/2014 خبراً جاء فيه:
وفقاً للخبر الذي نشرته وكالة أنباء UzA، أقيم في المسرح الدرامي الموسيقي بولاية بخارى مؤتمراً علمياً تطبيقياً كرس لذكرى مرور 290 عاماً على ميلاد الشاعر والمفكر التركماني العظيم مختوم قولي. شارك في المؤتمر: علماء وأدباء، وكتاب، وضيوف من تركمانستان.
نظم المؤتمر المركز الثقافي الأممي بجمهورية أوزبكستان، وجمعية الصداقة "أوزبكستان – تركمانستان"، والسفارة التركمانستانية لدى أوزبكستان، واتحاد الكتاب في أوزبكستان، وحاكمية ولاية بخارى.
وخلال المؤتمر أشير إلى أن الشعبين الأوزبكستاني والتركمانستاني توحدهما اللغة المشتركة، والتقاليد، والفنون، والآداب، المتشابهة. وأن الشعب التركماني بحب يقرأ غزليات علي شير نوائي، وأن الشعب الأوزبكستاني بحب واحترام يتطلع لإبداعات مختوم قولي.
وأشير إلى أن أهمية ومضامين المؤتمر جاءت من كلمات الرئيس إسلام كريموف التي أشارت إلى أن "مختوم قولي هو النموذج العزيز والمحبب في أوساط الشعب الأوزبكستاني، وفي أوساط التركمانستاني"
وقال إ. مورادوف العضو المراسل في أكاديمية العلوم التركمانستانية: "في تركمانستان بحب يقرأون مؤلفات الشاعر والمفكر الأوزبكي العظيم علي شر نوائي. وفي الموسيقى القومية التركمانية هناك ألحان تسمى "نوائي". وفي العالم كله اشتهر اسم مختوم قولي التلميذ الذي درس لدي علي شر نوائي وحصل على الإلهام لديه، والذي ترجمت مؤلفاته لأكثر من 20 لغة من لغات العالم. ويسعدنا أن الإهتمام عظيم في أوزبكستان بإبداعات مختوم قولي، مؤسس الأدب التركماني".
وعرضت خلال المؤتمر نماذج عن حياة وإبداعات مختوم قولي، عرضها المركز الثقافي القومي التركماني في الولاية. وفي نهاية المؤتمر استمتع الحاضرون بحفل فني نظمة فنانون أوزبك وتركمان.
ومختوم قولي، ماغتيمغولي (باللغة التركمانية)، اسمه المستعار فراغي، (المُفارق)، ولد في عام 1727م أو 1733م؛ وتوفي نحو عام 1783م، وهو شاعر صوفي، ومؤسس الأدب في اللغة التركمانية.
وهو ابن الشاعر دوليت محمد آزادي. ودرس مختوم قولي، في المدرسة بمدينة خيوة، ووقع لفترة طويلة طويلة أسيراً لدى فارس. وبقي 16 ألف شطراً شعرياً من تأليفه حتى اليوم، كتبها بلغة بسيطة، وهو ما يفسر انتشارها الواسع في أوساط الشعب التركماني.
وأولى أشعار المطبوعة ظهرت عام 1842م، مترجمة إلى اللغة الروسية. وأحدثت في تركمانيا المعاصرة شخصية مختوم قولي، كأكبر ممثل للثقافة القومية التركمانية بعد تركمانباشي. ويعتبر يوم الشاعر مختوم قولي، 18 أيار/مايو عيد في الدولة، ويحمل شهر أيار/مايو في تركمانستان اسم مختوم قولي.
وأشار تركمانباشي، في كتابه "روح نامة" إلى أن: "الشخصية العظيمة في الشرق، مختوم قولي فراغي، من دون أي شك هو أبونا الروحي ومعلمنا. وعلينا أخذ المثال منه بكل خطوة في الحياة. والشيء الوحيد الذي نحن بعيدين عنه، هو الأفكار الصوفية السحرية".
ومختوم قولي، (بالفارسية مخدومقلی فراغی)، ولد في قرية حجي غوشان الواقعة في وادي نهر أتريك الذي يجري فرعين منه في تركمانيا، هما سومبار، وتشندير، بالقرب من مدينة كابيتداغا، حيث عاشت القبيلة التركمانية غيوكلين. وتنتمي أسرة مختوم قولي، لفرع كيشيك من عشيرة قرغيز، وهو فرع من قبيلة غيوكلين، التي مارست الزراعة، وكانت خاضعة للحكام الفرس.
وفي سن البلوغ اختار الشاعر لنفسه الاسم المستعار فراغي، (المُفارق). وفي نهاية كل قصيدة شعرية كان يخاطب اسمه المستعار، وفي بعض الأحيان كان يخاطب اسمه الكامل، وكأنه يخاطب نفسه. وهو ما كان من التقاليد الشعرية في ذلك الوقت.
في البداية درس مختوم قولي، في المكتب (مدرسة القرية)، حيث كان يمارس التعليم فيه والده. وكان يقرأ منذ طفولته باللغتين: الفارسية، والعربية، وما ساعده على ذلك وجود مكتبة في البيت حرص والده على جمع الكتب فيها. ومنذ طفولته خالط الحرفيين، من: عمال عاديين، وحدادين، وصناع الحلى الذهبية.
وفي عام 1753م درس مختوم قولي، سنة واحدة في المدرسة التابعة لضريح الولي إدريس بابا في قيزيل أيكي على نهر أموداريا بخانية بخارى.
وفي عام 1754م انتقل مختوم قولي، إلى بخارى، والتحق للدراسة في المدرسة الشهيرة كوكيلتاش، حيث درس أيضاً لسنة واحدة. وهناك تصادق مع تركماني قادم من سورية اسمه نوري كاظم بن بهار، وكان شخصاً متعلماً حمل لقب مولانا.
ومع نوري كاظم بن بهار، توجه مختوم قولي، في رحلة شملت أراضي أوزبكستان، وقازاقستان، وطاجكستان، المعاصرة واجتازا معاً أراضي أفغانستان ووصلا إلى شمال الهند.
وفي عام 1757م وصلا معاً إلى خيوة، وهي مركز التعليم الضخم آنذاك وضمت الكثير من المدارس. وفيها التحق مختوم قولي، للدراسة في المدرسة التي بناها الخان شير غازي عام 1713م. والتي كان يدرس فيها آنذاك أبناء الأسر المشمولة برعاية الخان الخاصة. وفيها أكمل تعليمه الذي بدأه في المدرستين السابقتين.
وفي عام 1760م توفي والد مختوم قولي، مما اضطره للعودة إلى موطنه. وهناك أحب فتاة تدعى مينغلي، التي زوجتها اسرتها لشخص آخر كان متمكناً من دفع المهر. وبقي حب مينغلي، في قلبه طيلة حياته وكتب لها الأشعار الكثيرة.
وتعرض لضربة موجعة أخرى بعد مقتل شقيقيه الأكبر منه سناً، والذان شاركا بسفارة توجهت إلى الحاكم القوي أحمد شاه حيث وقعا في الأسر. وانعكس شوقه لإخوته في الكثير من أشعاره.
وبعد عودة مختوم قولي، إلى مسقط رأسه تزوج، وأحب ولديه ساري، وإبراهيم كثيراً؛ ولكنه كان على موعد مع القدر وتوفي ولديه، الأول في سن الـ 12 سنة، والثاني في سن الـ 7 سنوات.
وقبل وفاته بعد عام 1760م قام مختوم قولي، برحلة إلى شبه جزيرة مانغيشلاق في أستراخان، الواقعة على أراضي أذربيجان المعاصرة، ووسع رحلته لتشمل بلدان الشرق الأوسط.
ومختوم قولي، غير إلى حد كبير لغة الشعر التركماني، وقربه من اللغة الشعبية المنطوقة. ورفض استعمال المقاييس الشعرية الفارسية، والعربية، التقليدية في الأدب التركماني، واستبدلها بنظام المقاطع الشعرية.


بحث أعده أ.د. محمد البخاري، دكتوراه في العلوم السياسية (DC) تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة؛ ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)، تخصص صحافة، بروفيسور، متقاعد. طشقند: 5/6/2014 بتصرف نقلاً عن مواد وكالة أنباء Jahon 24/4/2014، وشبكة الإنترنيت باللغة الروسية.