الأربعاء، 26 أغسطس 2009

التدفق الإعلامي وتكوين وجهات النظر

التدفق الإعلامي الدولي وتكوين وجهات النظر
بقلم: أ.د. محمد البخاري: دكتوراه علوم في العلوم السياسيةDC ، اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD، اختصاص صحافة. بروفيسور قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية.
منطق النظريات العلمية في المجالات الإنسانية المختلفة يعتمد على مجموعة عوامل مشتركة تنبع من بيئة الإنسان ومجموعة المنبهات والاستجابات التي تتكون استجابة لها. وقد استوعب الإنسان إنسانيته بعد أن تمكن مع مرور الزمن من تشخيص العوامل البيئية والاجتماعية والنفسية المحيطة به، وطور اللغة ومفرداتها لأن اللغة في شكلها الأول وبطبيعتها البسيطة البدائية كانت ضرورية لحياة الجماعة ولازمة أساساً لتكوين علاقات إنسانية بين أفرادها، ومع مرور الزمن تطورت اللغة المكتوبة وأصبحت ذاكرة للمجتمع الإنساني ومكنته من تنسيق جهود البشر وتوحيدها في مجرى مشترك، وجعلت من تداول الخبرة بين الأفراد والأجيال والمجتمعات أمراً ممكناً.
[1]
وبهذا المعنى الواسع أصبحت اللغة الأداة الرئيسية للاتصال بين بني البشر، وتحولت إلى أداة فكر لتبادل الآراء والأفكار، وجاءت المطبعة لتفتح الطريق أمام الثورة الصناعية التي مهدت لها الثورة العلمية، وما أن دخل العالم القرن العشرين حتى صار يعيش ثورة شاملة شملت تقنيات الاتصال والإعلام. وانحسرت المسافات الجغرافية أمام القدرات التكنولوجية لوسائل الاتصال الحديثة، وتم تسخيرها وتوظيفها لخدمة نقل المعلومات وتبادلها بين المجتمعات البشرية مما دعى حكومات الدول إلى إخضاعها لنظرياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. مما دفع بعلماء الإعلام والاتصال لتأسيس نظريات إعلامية مستنتجه من النظريات السياسية الأوسع انتشاراً ومن تطبيقاتها العملية في مختلف المجتمعات المتقدمة من دينية ورأسمالية وتعاونية واشتراكية وهجينة أو خاصة بتميز عن غيرها.
ولا غرابة في أن يكون لإعلام الدول النامية قولٌ في هذا المجال سيما وأن هذه الدول ابتليت بأوضاع فرضتها عليها السياسات الاستعمارية، ونتج عنها ما تعانيه اليوم من حدة في الخلافات السياسية مردها الاستغلال للاقتصادي وتكريس التخلف التي انعكست بالنتيجة على فعالياتها الإعلامية. ورغم ولوج عالم اليوم القرن الحادي والعشرين وانتشار العولمة مع تنامي عصر المعلوماتية ووسائل الاستشعار عن بعد المتطورة فإننا نلاحظ استمرار الدول النامية في تخبطها بمشاكلها الاتصالية والإعلامية الآخذة بالازدياد والصعوبة والتعقيد.
ويعتبر البعض أن الإعلام ما هو إلا ظل للسياسة في العملية الاتصالية اليومية وتطبيق للمناهج السياسية والاقتصادية والفكرية والتربوية والتعليمية والثقافية السائدة في هذا المجتمع أو ذاك، وأن وعي الإنسان لهذه العوامل الاجتماعية وتقديره للظروف الموضوعية والذاتية المحيطة به، يربطه ربطاً مباشراً بلغته القومية، لاسيما وأنها (أي اللغة) هي المعبر عن تقديرنا للواقع الموضوعي، ومع ظهور الوعي واللغة في المراحل الأولى لتطور المجتمعات البشرية، تمكن البشر من التواصل والاتصال ببعضهم البعض.
[2]
لماذا ؟ لأن اللغة تمنح الإنسان القدرة على استثمار المنجزات الثقافية والمعرفية المحققة، بعد أن أتاح العلم الحديث للغة ممكنات ووسائل متعددة للتعبير عن دقائق الأمور وصورها النظرية والتطبيقية لتلبي الحاجات الإنسانية. ومع تعدد خصوصيات الحاجات الإنسانية وتنوع أساليب إشباعها من وجهة النظر الاتصالية عمد رجال الإعلام إلى وضع نظريات مناسبة تحسن الخطاب الإعلامي وتستخدم وسيلة الاتصال المتاحة لتجسيد المستويات الإعلامية والوظيفية المطلوبة، وهي: المستوى المعلوماتي: الذي يتوسل باللغة لتوصيل المعلومات إلى المتلقي بأسلوب مباشر وبصياغة واضحة ودقيقة؛ والمستوى الإقناعي: وهو الذي يهدف إلى إقناع المتلقي ودعوته للالتزام أولاً ومن ثم تبني المضمون المعرفي المطروح أو الفكرة المقصودة أو الرأي المراد إيصاله ومن ثم تدعيمه عن طريق خلق قناعات معينة لدى جموع الجماهير العريضة؛ والمستوى التعبيري: الذي يدخل في باب فن الأدب المستخدم في وسائل الإعلام الجماهيرية المقروءة والمسموعة والمرئية التي أصبحت تستخدم الصور الثابتة والمتحركة زيادة في التأثير. ومن النظريات الإعلامية السائدة حتى اليوم: نظرية السلطة المطلقة؛ ونظرية الصحافة الحرة؛ والنظرية الاشتراكية للصحافة؛ ونظرية المسؤولية الاجتماعية للصحافة؛ ونظرية المسؤولية العالمية للصحافة.
معيقات التدفق الإعلامي: ويمثل الاستقلال السياسي للعديد من دول العالم أحد خصائص النظام الدولي الجديد الآخذ بالتبلور منذ العقد التاسع من القرن العشرين إثر انهيار المنظومة الاشتراكية والإتحاد السوفييتي السابق. وتظهر الظروف العالمية الراهنة رغم ذلك اتجاه بعض الدول إلى تبني هيمنة وتأثير بعض الدول على النظام الدولي الجديد الآخذ بالتبلور، بينما تتجه دول أخرى إلى رفض تلك الهيمنة والتأثير عليها، إضافة للسعي الحثيث للعديد من شعوب المناطق المضطربة والداخلة ضمن الحدود السياسية لبعض الدول، للاستقلال والتمتع بالسيادة القومية على أراضيها.
وقد كان لمعادلة القوى تأثيرها على التبادل الإعلامي الدولي، كنتيجة للتقدم التكنولوجي والعلمي في مجال تقنيات الاتصال، وأصبحت الدول أكثر ارتباطاً وقرباً من بعضها البعض أكثر من ذي قبل،
[3] وأصبح للاتصال والتبادل الإعلامي الدولي دوراً متميزاً في العلاقات الدولية المعاصرة، خاصة فيما يتعلق بمكونات الشخصية القومية لمختلف الشعوب، وتشكيل وتوظيف السياسة الخارجية للدول، ووسائل السياسات الدولية بشكل عام، ويمثل عدم التوازن والتفاوت في عملية التبادل الإعلامي الدولي بين مختلف دول العالم أحد الأبعاد الهامة في السياسة الدولية. وهذا ما يؤكد أن التدفق الحر للمعلومات ليس أكثر من مجرد تدفق للمعلومات في اتجاه واحد، ومن أجل أن يصبح التدفق الإعلامي حراً لابد من تحقيق شيء من التوازن الحقيقي بين الدول.
وعدم التوازن في التدفق الإعلامي قد يحدث داخل دورة التبادل الإعلامي الدولي بأشكال مختلفة، مثلاً: بين الدول المتقدمة والدول الأقل تقدماً والدول النامية؛ وبين الدول ذات النظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية المختلفة؛ وبين الدول المتقدمة المنتمية لنفس المنظومة السياسية، وخاصة من حيث الإمكانيات العلمية والاقتصادية؛ وبين الدول الكبيرة والدول الصغيرة؛ وبين الدول النامية نفسها، مثال الدول الفقيرة ذات الدخل المنخفض، والدول الغنية ذات الدخل المرتفع، من عائدات الموارد الطبيعية مثلاً؛ وبين الأنباء المشجعة والأنباء السيئة.
وكل تلك الأشكال من حالات عدم التوازن، لا تقتصر فقط على التدفق الإعلامي والتبادل الإعلامي الدولي فقط، بل تتعداها إلى جمع وإعداد ونشر المعلومات لأغراض التطور العلمي، ونقل التكنولوجيا المتطورة الجديدة، وحاجات الاقتصاد الوطني ... الخ، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة بين الدول المرسلة، أي منابع التدفق الإعلامي الدولي، وبين الدول المستقبلة، أي المستهلكة للمادة الإعلامية الدولية.
وقد دعت الدول المنتسبة لبعض التكتلات الدولية، كمنظمة الدول غير المنحازة، ومنظمة الوحدة الإفريقية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والمنظمات الإقليمية كجامعة الدول العربية، ومنظمة تعاون دول الخليج العربية، ومنظمة آسيان، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ورابط أوروآسيا الاقتصادية، وغيرها من المنظمات، إلى استقلالية وسائل الإعلام الجماهيرية الدولية، وإلى تحقيق نوع من التوازن في تدفق الأنباء والتخفيف من آثارها السلبية، ونادت هذه الدول بإقامة نظام عالمي جديد للتبادل الإعلامي الدولي، ليحل مكان النظام القديم، من خلال بناء نظام دولي للاتصال أكثر حرية ومرونة، وأكثر عدلاً وفاعلية وتوازناً، نظام جديد مبني على أسس المبادئ الديمقراطية وتكافؤ الفرص بين مختلف دول العالم.
[4]
ويرتبط التدفق الإعلامي والتبادل الإعلامي ونظام المعلوماتية دولياً بمفاهيم متداخلة، مثل: حرية الإعلام، والتدفق الإعلامي الحر، والتدفق الإعلامي المتوازن، والنمو الحر لوسائل الإعلام والاتصال. وهي ليست أكثر من شعارات براقة تستخدمها بعض الدول للتأثير على البعض الآخر من خلال طروحاتها عبر الإعلام الموجه، وهو ما تظهره بعض الصعوبات الناتجة عن التصرفات السياسية للبعض المهيمن التي تعيق حرية التبادل الإعلامي الدولي، ويمكن تداركها بسهولة لو توافرت النوايا الحسنة عند أولئك البعض. ومن بين تلك الصعوبات أيضاً استخدام العنف الجسدي ضد الصحفيين، والتشريعات القمعية، والرقابة المجحفة، وإدراج أسماء الصحفيين في القوائم السوداء، ومنعهم من النشر، وحظر انتقال الصحف والمجلات والكتب ومنع استيرادها، وفي أكثرية الحالات منع تصديرها من قبل الدول المتقدمة خوفاً من تسرب تقنيات التكنولوجيا المتطورة إلى الخارج.
وقد استخدم مبدأ التدفق الإعلامي الحر كوسيلة سياسية في الصراعات القائمة سابقاً بين الدول الاشتراكية بقيادة الإتحاد السوفييتي السابق، والدول الرأسمالية المتطورة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، إبان سنوات الحرب الباردة. واستخدم كوسيلة اقتصادية من قبل الدول الغنية لتحقيق أهداف سياساتها الخارجية في الدول النامية، ولهذا رأت الدول النامية في مبدأ التدفق الإعلامي الحر، تأكيداً لسيطرة عدد قليل من الدول الصناعية المتقدمة على سيل المعلومات المتدفقة إلى الدول النامية، وأن حرية الإعلام تعني أن يكون تدفق المعلومات باتجاهين، تأكيداً للعدالة في التبادل الإعلامي الدولي. وقد أدى مبدأ التدفق الإعلامي الحر عملياً إلى تدفق أحادي الجانب للمعلومات والرسائل الإعلامية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وبرامج الكمبيوتر والمنتجات الثقافية من الدول المتطورة صناعياً إلى الدول الصغيرة والأقل تطوراً والدول النامية، مما عزز من سيطرة مراكز القوة في العالم وأحكم سيطرتها على عملية التدفق الإعلامي من الشمال الغني إلى الجنوب الفقير.
والتدفق الإعلامي باتجاه واحد الذي يعتمد على أنماط تاريخية وثقافية معينة، يؤثر حتى على بعض الدول الداخلة في إطار إقليم جغرافي واحد، إذ نرى في أوروبا أن بعض الدول تسيطر على سيل المعلومات المتدفقة من القارة الأوربية، وتتجاهل الإنجازات الضخمة والنجاحات التي حققتها بعض الدول الأوربية الصغيرة أثناء بثها للمعلومات من خلال عملية التبادل الإعلامي الدولي.
وعلى هذا الأساس فإننا نستطيع استنتاج: أنه هناك سيل جارف باتجاهين من المعلومات يجري بين شمال القارة الأمريكية والقارة الأوربية دون عوائق؛ وهناك تدفق إعلامي باتجاه واحد، يتركز من شمال الكرة الأرضية إلى جنوبها يستقبل من خلاله العالم أكثر من 90 % من المواد الإعلامية عبر لندن وباريس ونيويورك. ويظهر بوضوح عدم التوازن بإنتاج الصحف والمجلات والكتب والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وغيرها من المواد الإعلامية، ونشرها وتوزيعها عبر الشبكات الدولية لوسائل الاتصال والإعلام الجماهيرية، ويعكس في الوقت نفسه الوضع الحقيقي للتبادل الإعلامي الدولي. وكانت ردة فعل الدول المتقدمة والمسيطرة على وسائل الاتصال وعملية التدفق الإعلامي، على مساعي مجموعة الدول غير المنحازة لتقوية وضعها في عملية التبادل الإعلامي الدولي غير مرضية.
[5] لأن التدفق الإعلامي باتجاه واحد يعد انعكاساً لسيطرة النظم السياسية والاقتصادية للدول المتطورة ويؤكد دائماً تبعية الدول الأقل تطوراً والدول النامية للدول المتقدمة، من خلال تركيز وسائل الإعلام الدولية للدول المتقدمة على تصوير الأزمات والإخفاقات والصراعات والصدامات العنيفة والفشل في الدول النامية والأقل نمواً.
والتدفق الإعلامي الدولي عملياً هو رأسياً، بدلاً من أن يكون أفقياً كونه أحادي الجانب، يأتي من الأعلى من الدول المتقدمة، إلى أسفل إلى الدول الأقل تطوراً والدول النامية. وهو ما يظهر معادلة القوة في التبادل الإعلامي الدولي في إطار العلاقات الدولية المعاصرة.
ومن الظواهر الواضحة في التبادل الإعلامي الدولي بعد التطور الهائل في وسائل الاتصال الحديثة، طرح المعلومات كسلعة تجارية وخدمات تتمثل في نقل وحفظ واسترجاع البيانات والمعلومات، واحتلال الأنشطة التجارية حيزاً كبيراً من المساحة الإعلامية، وهو ما تظهره الصحف والمجلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وبرامج الحاسب الآلي (الكمبيوتر) في القنوات والشبكات العالمية، مما يقلل من القيمة الثقافية والاجتماعية لوسائل الإعلام الجماهيرية الدولية، في إطار التبادل الإعلامي الدولي.
التدفق الإعلامي الدولي وتحليل المضمون الإعلامي: في القرن الماضي قام جوهان جالتونج Gohan Galtung بدراسة تناولت اتجاه التدفق الإعلامي الدولي، في النمط الذي صممه (المركز - الهامش) في دراسته عن النظرية الهيكلية للاحتكار الدولي. وقد قسم جوهان دول العالم إلى جزأين "المركز" الذي يمثل الدول المسيطرة، و"الهامش" الذي يمثل المناطق الخاضعة لهيمنة تلك الدول. وخرج بنتيجة مفادها أن التفاعل الرأسي يعد العامل الرئيسي الذي يؤكد انعدام المساواة بين دول العالم. وخلص جالتونج إلى: أن "المركز" يسيطر على تدفق الأنباء في العالم؛ وأن الأنباء الذي تتحدث عن "المركز" تشغل الحيز الأكبر من مضمون الأنباء الأجنبية في وسائل الإعلام الجماهيرية لدول "الهامش"، أكثر مما تشغله أنباء دول "الهامش" في وسائل الإعلام الجماهيرية لدول "المركز"؛ وأنه هناك تدفق إعلامي أقل نسبياً للأنباء ضمن مجموعة دول "الهامش"؛ وأن التدفق الإعلامي الدولي، يعد واحداً من المجالات الرئيسية للاتصال والتبادل الإعلامي الدولي؛ وأن وكالات الأنباء الأربع AP, AFP, UPI, Reuters تعد من المصادر الإعلامية المسيطرة على تدفق الأنباء الخارجية لمعظم دول العالم. وأن وكالة أنباء TASS السوفييتية كانت تعتبر المصدر الرئيسي لمعظم الدول الاشتراكية قبل انهيار الإتحاد السوفييتي ومعه المنظومة الاشتراكية، وأن الحجم الإجمالي للأنباء التي توزعها الوكالات الرئيسية الأربع للأنباء في العالم يتمثل بحوالي 32.850.000 كلمة يومياً، بينما لا يزيد حجم الأنباء التي توزعها بعض وكالات الأنباء الأخرى في العالم عن 1.090.000 كلمة يومياً وهو ما يوضح مدى سيطرة وكالات الأنباء الرئيسية الأربع في العالم على التدفق الإعلامي الدولي إضافة لبثها المواد التلفزيونية المصورة أيضاً.
وأوضحت بعض الدراسات الإعلامية مدى تركيز هذه الوكالات في أنبائها على الأخبار السلبية والسيئة عن الدول الأقل تطوراً والنامية في العالم، كالفساد والعنف، والإخفاق، والكوارث الطبيعية، أكثر من تناولها للأنباء الخاصة بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية واحتياجاتها، بتأكيد على الأحداث الجارية دون تناول العوامل المسببة لتلك الأحداث، إضافة لتركيز تلك الوكالات على الصفوة في المجتمع، أكثر من اهتمامها بالقطاعات العريضة، وتأثير الفوارق الاجتماعية والثقافية بين شعوب العالم على التدفق الإعلامي الدولي، تلك الفوارق التي شكلت وتشكل عائقاً أمام التبادل الإعلامي الدولي.
وأظهرت بعض الدراسات أن التلفزيون يعتبر من أكثر وسائل الإعلام الجماهيرية تأثيراً على الجمهور الإعلامي، وأكدت تأثيره النسب المرتفعة لساعات المشاهدة اليومية، في أوساط مشاهدي للبرامج التلفزيونية.
[6] وأظهرت أن التدفق الإعلامي الدولي عبر القنوات التلفزيونية الفضائية، يعد مؤثراً بصورة خاصة على النساء والأطفال الأكثر تعرضاً للبرامج التلفزيونية في الدول المتقدمة، ومجمل سكان الدول الأقل تقدماً، وأن النموذج الإعلامي التلفزيوني الغربي المسيطر، أو النموذج الاشتراكي الآخذ بالأفول، لا يلبيان الحاجات الإعلامية للدول النامية. هذا إن لم نتطرق إلى سيل المعلومات الذي تحمله شبكات الإنترنيت بحالة شبه فوضوية اليوم دون أي مسؤولية إنسانية ودون الإشارة إلى مصادر تلك المعلومات في أكثر الحالات. خاصة وأن التبادل الإعلامي الدولي، يعد واحداً من الاتجاهات الرئيسية للتدفق الإعلامي العالمي من خلال وسائل الاتصال ونقل البيانات والمعلومات، وتزايد اعتماد البنوك، وشركات التأمين العالمية، وخطوط النقل الجوي، وشركات الملاحة البحرية، والشركات متعددة الجنسية، ووكالات الأنباء، ووسائل الإعلام الجماهيرية وغيرها، على شبكات الاتصال الحديثة لأغراض الاتصال وتبادل البيانات.
وقد أصبح هذا النوع من الاتصال الدولي ممكناً، بعد التطور العلمي والتقني والتكنولوجي الهائل في نظم الاتصال الإلكترونية عبر الفضاء الكوني مما سمح للولايات المتحدة الأمريكية الأكثر تطوراً في نظم وسائل الاتصال الفضائية الإلكترونية، وتملك أوسع شبكة حاسب آلي (كمبيوتر) منتشرة عالمياً "الإنترنيت"، لاحتلال موقع المسيطر في هذا المجال الحيوي للاتصال في العالم. وعلى سبيل المثال كانت الولايات المتحدة الأمريكية وحدها مسؤولة في الربع الأخير من القرن العشرين (1981) عن نقل وتوزيع 80% من البيانات والمعلومات في العالم وزاد هذا الرقم كثيراً اليوم بفضل ثورة الحاسبات الإلكترونية التي توغلت في كل مناحي الحياة وامتزجت بكل وسائل الاتصال واندمجت معها، ولعل شبكة انترنيت الأمريكية الشهيرة تمثل جوهر ذلك الامتزاج حيث يتم تخزين معلومات واردة من أكثر من 21 ألف شبكة معلومات بشكل منظم منسق يسهل عملية استرجاعها بواسطة أي مستخدم، من خلال الحاسبات الإلكترونية، ثم تقوم بعد ذلك بواسطة تقنيات الاتصال المتطورة التي توظف الخطوط الهاتفية الأرضية وعبر الأقمار الصناعية لتوصيلها إلى ملايين المشتركين في جميع أنحاء العالم.
[7]
جوانب التبادل الإعلامي الدولي: تساهم وسائل الإعلام الجماهيرية في خلق تصور وفهم أو سوء فهم أو عدم فهم الشعوب لبعضها البعض، وقد تكونت هذه الظاهرة، كنتيجة حتمية لانعدام التوازن في التدفق الإعلامي الدولي، ونتيجة للتشويه الناتج عن وصف الدول المتقدمة للدول الأقل تطوراً والدول النامية من خلال المواد التي تنشرها وتبثها مصادر الأنباء المسيطرة على السوق الإعلامية في العالم، بشكل سلبي يصور حالات الإخفاق والاضطراب والفوضى والعنف والفساد والفشل في تلك الدول وكأن الدول المتقدمة نفسها خالية منها.
وقد خلصت بعض الدراسات إلى أن قيام الأفراد ببناء وتقويم التصور الذهني لدى الشعوب تماثل عملية قيامهم ببناء الصورة الذهنية الواقعية، وأن قيمة أحكامهم ترجع إلى خليط من العوامل الجغرافية والدينية والسياسية والعرقية أو إلى جوانب أخرى عن تلك الدول. ويميل القائمون بالاتصال في الدول الغربية عامة إلى التأكيد على الصراعات والأحداث المشؤومة، مع التركيز على التأثيرات السلبية في تقويمهم للحكومات أو المجتمعات.
وخلصت بعض الدراسات الميدانية إلى نتيجة مفادها، أن التعليم يظل العامل المستقل والمسيطر على عملية التنبؤ المعرفي في كل بلد، حتى وبعد إضافة عوامل التعرض لوسائل الإعلام الجماهيرية، وأن الرجال أكثر ميلاً من النساء للتعرف على الخصائص الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية المتعلقة بالبلاد التي يسكنوها. ويتأثر التصور الذهني لدى الإنسان من خلال أخبار العالم التي يتعرض لها بأوجه القصور التالية: أن الأنباء الدولية تركز على الغرب أساساً، لأن مصادر الأنباء هي غربية بشكل عام؛ وأن التغطية الإخبارية للدول النامية تتم بطريقة سلبية واضحة؛ وأن الأنباء الدولية تميل للتعقيد بدلاً من أن تميل للبساطة والوضوح.
ونستطيع من ذلك الخروج بخلاصة مفادها، أن التدفق الإعلامي الدولي يخدم ويؤكد أساساً تكوين التصور الذهني الإيجابي عن الغرب وحده في الوقت الذي يكوّن تصور ذهني سلبي عن الدول النامية، رابطاً بين تلك الدول والجوانب السلبية من إخفاق وفساد وإرهاب وعنف وفشل... إلخ، من صور التشويه في إطار التدفق الإعلامي الدولي والتبادل الإعلامي الدولي.
التبادل الإعلامي الدولي والتعاون الدولي: ولمواجهة المشاكل التي خلقها التدفق الإعلامي الدولي للدول النامية طالبت الدول النامية عبر المحافل الدولية، بإقامة نظام عالمي جديد للتبادل الإعلامي الدولي لتحقيق العدالة وتحسين وضع الدول النامية في عملية التدفق الإعلامي الدولي، وقد تحقق تحسن ملحوظ في إطار التدفق الإعلامي الدولي بين الدول النامية والدول الصناعية المتقدمة، بعد ظهور بعض الأنظمة الإعلامية الجديدة، وإنشاء العديد من وكالات الأنباء التابعة للتجمعات الدولية والإقليمية. ومن بين تلك الوكالات، وكالة الأنباء الدولية: (IPS) The Inter Press Service المتخصصة بتوزيع أنباء الدول النامية، وعملت على تدعيم وتشجيع ربط التبادل الإعلامي الأفقي بين الدول النامية، وتوزيع أنبائها على وسائل الإعلام في أوروبا وأمريكا الشمالية، وافتتحت هذه الوكالة مكاتب لها في أكثر من 60 دولة ثلثيها في الدول النامية، وعقدت اتفاقيات ثنائية مع 30 وكالة أنباء وطنية في الدول النامية لتبادل الأنباء بينها، إضافة لتركيزها على قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية، والتطور الحاصل في الدول النامية. كما عقدت وكالة الأنباء الدولية اتفاقيات مع عدد من وكالات منظمة الأمم المتحدة لتغطية أخبار أنشطتها المختلفة.
[8] وتحصل وكالة الأنباء الدولية IPS على 70 % من الأنباء التي توزعها، من مراسليها الموزعين في مختلف الدول النامية أما الـ 30 % الباقية فتحصل عليها من وكالات الأنباء الوطنية في الدول النامية، التي أبرمت معها اتفاقيات تبادل إعلامي، بالإضافة لبعض وكالات الأنباء الصغيرة. وتوزع أخبارها يومياً، من خلال شبكتين رئيسيتين ناطقتين باللغتين الإسبانية حوالي 30,000 كلمة يومياً، والإنجليزية 20,000 كلمة يومياً. وتضم الشبكتين وكالات الأنباء الإسبانية، والنمساوية، والمكسيكية، والفينزويلية، والنيكاراغوية، والكوبية، والبوليفية، والمكسيكية، والكولومبية، والإكوادورية، والبنمية، والدومنيكانية، والغرينادية، والنيجيرية، والفلبينية، والنيبالية، والسريلانكية، والفلسطينية، والعراقية، والإمارات العربية المتحدة، والقطرية، والليبية، والتونسية، ووكالة أنباء IFDA الدولية. إضافة لقيامها بترجمة وتوزيع مجموعة مختارة من تلك الأنباء إلى اللغات الفرنسية والألمانية والعربية والبرتغالية والهولندية والنرويجية والسويدية.
ومن كل ذلك نستنتج أن وكالة الأنباء الدولية IPS تشارك بشكل مختلف تماماً في التدفق الإعلامي الدولي، وفي عملية التبادل الإعلامي الدولي، فهي تعكس أوضاع الحياة في الدول النامية بكل مشاكله وتحدياته، وتسعى إلى خلق تأثير إيجابي في المعرفة والآراء واتجاهات الرأي العام الدولي المتعلقة بقضايا الدول النامية، ونستخلص من ذلك أن التدفق الحر للإعلام في وضعه الراهن، ليس أكثر من تدفق لسيل من المعلومات باتجاه واحد يخدم مصالح الدول الصناعية المتقدمة، المسيطرة على وسائل الاتصال الحديثة. وأن الدول النامية تنظر بقلق بالغ نحو الواقع المؤلم الذي تعيشه والمتمثل بسيطرة الدول الصناعية المتقدمة على وسائل الاتصال الحديثة، ومصادر الأنباء وتوظيفها لصالح دعايتها على حساب المصالح الوطنية للدول النامية العاجزة اقتصادياً وتقنياً وعلمياً عن حل هذه المعضلة التي تقف عاجزة أمامها، وأن التبادل الإعلامي الدولي بحد ذاته هو تبادل رأسي لا يراعي متطلبات التبادل الأفقي بين كل دول العالم، وفي أكثر الأحيان يكون تدفقاً إعلامياً باتجاه واحد ووجهة نظر واحدة تعبر عن رأي القوي المهيمن فقط.
وهذا الوضع يحتاج إلى الاستمرارية في الجهود والصبر وعدم التراجع من قبل الدول الأقل تطوراً والدول النامية، للانتقال إلى وضع أفضل ومناسب، يستفيد من التغييرات العالمية السريعة والتطورات التي تلت انهيار المنظومة الاشتراكية والإتحاد السوفييتي السابق، وهيأت العالم لتقبل نظام دولي جديد بعيد عن ظروف الحرب الباردة بين الشرق الغرب ونتائجها على الدول النامية. وهذا يرتبط بتغييرات فعالة وجذرية في بنى وسياسات عديدة، للتخلص من المعوقات التي تقف حائلاً دون ظهور نظام إعلامي دولي ديمقراطي جديد يشمل تطوير النظام الدولي للاتصال ليتمشى والتحديات القائمة، من قضايا مثل: القائم بالاتصال، ومضمون الاتصال، ووسائل الاتصال، وجمهور الاتصال، وتأثير الاتصال، وأهداف الاتصال، واختيار أنسب العناصر الملائمة للتبادل الإعلامي الدولي، ليسهم على المدى القريب في تحسين وضعية الدول النامية والدول الأقل تطوراً في إطار نظام إعلامي ديمقراطي عالمي جديد وما الدعوة إلى نظام إعلامي جديد، سوى دعوة من قبل أكثرية دول العالم لتحقيق العدالة والتوازن في عملية التدفق الإعلامي.
[9] وهي دعوة للتأثير المعنوي لا أكثر، لأن تغيير واقع النظام الإعلامي الدولي، وتحسين ظروف التبادل الإعلامي الدولي لا يتم إلا بالاعتماد على النفس، والسعي الدائم من قبل الدول النامية لتطوير إمكانياتها الاقتصادية والتكنولوجية والعلمية، وإقامة وسائل إعلام جماهيرية حديثة قادرة على مخاطبة الرأي العام الدولي دون وسيط.
أساليب وتقنيات وسائل الإعلام الجماهيرية الدولية: وأشارت بعض الأبحاث العلمية إلى أن من أهم عناصر نجاح الحملات الإعلامية الموجهة لجمهور إعلامي خارج بلد المنشأ، هي الأساليب والتقنيات والتكتيكات التي يستخدمها الصحفيون للوصول إلى الأهداف، وإقناع القارئ والمستمع والمشاهد، بما يقدمونه له وصولاً للأهداف المرسومة في الخطة الإعلامية، وبينت أن الأساليب المستخدمة في الحملات الإعلامية والدعائية الدولية، تساعد على:
[10] جذب انتباه مستقبل الرسائل الإعلامية وشده إلى مضمونها من خلال مراعاتها لاهتماماته وميوله الثقافية. باستعمال أسلوب شيق لصياغة المادة الإعلامية بشكل تصبح معه قابلة للتصديق بعيدة عن الشك أو التشكيك لأنهما يؤديان إلى استغلالهما من قبل الحملات الإعلامية المضادة، ويصبح الشك أو التشكيك عنصر إضعاف للحملة الإعلامية وعائقاً لوصولها إلى النتائج المرجوة منها. وأن استخدام تقنيات الكذب وحبكه بشكل محكم يحرك مشاعر مستقبل الرسالة الإعلامية ويصعب عليه اكتشاف الكذب المخفي داخل الرسائل الإعلامية بالإضافة إلى سعي الحملات الإعلامية لتوريط مستقبلي الرسائل الإعلامية، وشدهم للمشاركة معها في العمل مجبرة إياهم على تأييد خطها وأسلوبها في العمل، والبحث عن تبريرات لذلك التأييد تلقائياً.
كما وتستخدم وسائل الإعلام الجماهيرية الدولية في حملاتها الدعائية، أسلوب التكرار وعرض الموضوع أكثر من مرة للتأكد من وصوله إلى الجمهور الإعلامي المقصود والتأكد من تحقق أكبر قدر ممكن من التأثير المطلوب، ويتم ذلك عادة بمراعاة الوقت الملائم والظروف المؤاتية والوسائل الناجعة للتكرار، واستخدام أسلوب المبالغة بشكل يصعب معه اكتشافها من قبل القارئ والمستمع والمشاهد، للتهويل على الجمهور الإعلامي، وصولاً للحد الأقصى من التأثير المعنوي عليه. ومرافقته باستخدام أسلوب الكذب والتضليل لتبرير مواقف معينة جرت فعلاً. ومن الأساليب الشائعة جداً أسلوب التلميح والغمز عند توجيه اتهام لشخص ما أو جماعة معينة أو دولة بحد ذاتها، كون تأثير هذا الأسلوب أكبر من تأثير الاتهام المباشر على الجمهور الإعلامي، واستخدام أسلوب عرض المواضيع بقالب يوحي بأنها حقيقة ثابتة، لا تقبل الجدل لمنع تسرب الشك إلى أذهان الجمهور الإعلامي. ووسائل الإعلام الجماهيرية الدولية تسعي دائماً للتقرب من الجمهور الإعلامي باستخدامها لأشخاص يعرفون ثقافة وميول ورغبات واستعدادات مستقبل الرسالة الإعلامية، ويعرضون المادة الإعلامية بالصورة واللغة التي يفهمها الجمهور الإعلامي المستهدف جيداً، إضافة لمحاولة تقمص شخصية المستهدف أثناء تنفيذ الحملات الإعلامية. وهذا بات واضحاً في القنوات التلفزيونية مجهولة الهوية والارتباطات والمصادر والأخذة بالازدياد منذ العقد التاسع للقرن الماضي تحت ستار شركات تجارية مختلفة، تجاوز عدد الناطقة منها باللغة العربية الـ 150. كما وتلجأ وسائل الإعلام الجماهيرية الدولية، في حملاتها الإعلامية إلى الاعتماد على مصادر موثوقة عند إعداد وصياغة المواد الإعلامية، بهدف زيادة الثقة لدى الجمهور المستهدف وتدعيم تقبله للمواد الإعلامية الموجهة له، أو إلى التجاهل المتعمد لأحداث معينة أو ما تروجه وسائل الإعلام الجماهيرية المضادة، من مواضيع لا يمكن الرد عليها بسبب ضعف الموقف المواجه للدعاية المضادة. وقد تلجأ وسائل الإعلام الجماهيرية الدولية إلى استخدام لغة إعلامية واضحة من خلال العبارات المستخدمة تجنباً للالتباس في المعاني والتفاسير، وتأكيداً للوصول إلى الهدف المرسوم. أو تلجأ إلى الربط المزيف لترك مستقبل الرسالة الإعلامية، يتقبل موقفاً معيناً ويرفض موقفاً آخر، معتمداً على خبراته السابقة، دون وعي أو إدراك أو تفكير ويزداد أثر هذا الأسلوب على الجمهور الإعلامي الذي يتمتع بمستوى تعليمياً ضعيفاً.
وكثيراً ما تستخدم وسائل الإعلام الجماهيرية الدولية في حملاتها الدعائية، العاطفة وغريزة القطيع في توجيه حملات إعلامية لجماعات إنسانية تربط بينها روابط مشتركة كالدين أو العقيدة أو العنصر أو الجنس أو البيئة أو المهنة أو العمل أو الانتماء لتنظيم معين أو حمل جنسية واحدة. ومعروف كم هو صعب تحديد مدى التزام، أو عدم التزام، وسائل الإعلام الجماهيرية الدولية بأخلاقية العمل الصحفي، إذ قد تلجأ في بعض الأحيان مضطرة، أو عن سابق ترصد وإصرار إلى أساليب وتقنيات تتعارض مع أخلاقيات العمل الصحفي المعروفة والمعترف بها دولياً، في حملاتها الإعلامية للوصول لأهداف معينة، في نفس الوقت الذي تنفي فيه عن نفسها هذه التهمة، مؤكدة التزامها بأخلاقيات العمل الصحفي، لأن اعترافها بالخروج عن مواثيق أخلاق العمل الصحفي الدولية يعني فقدانها لمصداقيتها وانتهاء لدورها الإعلامي الدولي، وهذا وضع لا يقبل به أحد.
الجانب الثقافي للتبادل الإعلامي الدولي: هناك جانب ثقافي للحملات الإعلامية الدولية،
[11] يطلق عليه اسم الدعاية الثقافية الدوليةInternational Cultural Propaganda وتزداد فاعلية هذا الدور طردياً بالتناسب مع قوة ومكانة ودور الدول التي تمارسه في النظام الدولي. حيث تركز تلك الدول على نشر ثقافتها داخل الدول الأخرى، مما حذى بالبعض لوصف هذا النشاط الموجه لمجتمعات الدول الأضعف بالاستعمار الثقافي إلا أن تطور العلاقات الدولية يقتضي تفاعلاً أكثر بين ثقافات مختلف الأمم خاصة في الظروف التي يركز البعض فيها على دفع وتكريس صراع مزعوم بين الثقافات والحضارات، وهناك فرق واضح بين التفاعل الحر بين الثقافات، وبين فرض ثقافة معينة على حساب تحطيم الثقافة الأصلية لشعب معين، من خلال استغلال التبادل الإعلامي الدولي من قبل الدول المتقدمة في حملات دعايتها الثقافية الموجهة للدول الأقل تطوراً والدول النامية.
ويدخل هذا النشاط الثقافي الهادف في إطار التأثير على المجتمعات الأخرى ضمن حملات الدعاية الدولية، ويشمل في طياته الآداب والفنون والتعليم والرياضة والتبادل الثقافي والمنح التعليمية ودعوة الصفوة من مثقفي الدول الأضعف لزيارة الدولة الأقوى والأكثر تطوراً للإطلاع على ما ترغبه هي من منجزاتها الثقافية، وعلى سبيل المثال تمارس الولايات المتحدة الأمريكية حملات دعايتها الثقافية، من خلال وسائل إعلامها الجماهيرية الدولية وهيئة الاستعلامات الأمريكية التي تمارس أنشطة متعددة خارج الولايات المتحدة، ومن خلال المكتبات والمراكز الثقافية المنتشرة في العديد من دول العالم. ومن خلال سعيها الحثيث لنشر تعليم اللغة الإنكليزية وأنظمة التعليم الأمريكية في الخارج، وتقديم المنح الدراسية لطلاب من الدول الأخرى، واستيعاب الطلاب الوافدين من الدول الأخرى الراغبين في الحصول على التعليم في مؤسسات التعليم والجامعات الأمريكية ومن خلال اتفاقيات التعاون الثقافي الموقعة بينها وبين الدول الأخرى، إضافة لبرامج المساعدات الثقافية الأمريكية للدول النامية.
أما بريطانيا فهي إضافة لوسائل إعلامها الجماهيرية الدولية، تمارس حملاتها الإعلامية والدعائية الثقافية الدولية من خلال المجلس البريطاني الذي تمده بثلث مخصصاته المالية،
[12] مؤسسة التنمية البريطانية فيما وراء البحار Overseas Development Administration وتدخل معظم الوظائف التعليمية التي يقوم بها المجلس البريطاني في إطار برنامج المعونة الفنية، ويعمل المجلس في أكثر من ثمانين دولة على تعليم اللغة الإنكليزية مركزاً على تدريب معلمي اللغة الإنكليزية في هذه الدول. وللمجلس البريطاني مكتبات في أكثر من خمسين دولة، ويعمل على تنمية الاتصالات بين العلماء والفنانين والمهنيين وغيرهم من مثقفي الدول النامية، إضافة لإيفاده العديد من الدارسين من تلك الدول إلى بريطانيا للتحصيل العلمي والدراسي، وتختلف أوضاع العاملين في الخارج من موظفي المجلس البريطاني عن الدبلوماسيين المعتمدين وفي حالات نادرة يكون ممثل المجلس في البلد المتواجد فيها ملحقاً ثقافياً في سفارة بلاده.
أما فرنسا فتمارس حملاتها الإعلامية والدعائية الثقافية الدولية، إضافة لوسائل إعلامها الجماهيرية الدولية، من خلال رابطة أليانس فرنسيس Alliance Francaise التي أحدثت عام 1883 بهدف مضاعفة تأثير فرنسا في الخارج، ونشر الثقافة واللغة الفرنسية في العالم، ويتبع لرابطة أليانس فرنسيس أكثر من 1010 لجنة وجمعية في الخارج تقوم بتنظيم مؤتمرات واجتماعات وافتتاح مكتبات، و600 مركز منتشرة في أنحاء مختلفة من العالم.
[13]
والشائع أن تمارس الدول نشاطات دعايتها الثقافية من خلال المراكز الثقافية التابعة لسفاراتها في الدول الأخرى، ويتولى إدارة تلك المراكز المستشارون أو الملحقون الثقافيون المعتمدون في السلك الدبلوماسي المتواجد في ذلك البلد بينما تكتفي الدول غير القادرة على افتتاح مركز ثقافي أو إعلامي لها في البلدان الأخرى على نشاط المستشارين والملحقين الثقافيين المعتمدين في سفاراتها بالخارج.
وتبدلت الصورة بعد أن جاء عصر التخطي المعلوماتي للحدود القومية خلال العشرين سنة الأخيرة من القرن العشرين، وتضمن تحولات جذرية في وسائل تخزين، ومعالجة واسترجاع المعلومات، والنمو السريع لتقنيات الاتصالات اللاسلكية، وتقنيات الميكروويف، والألياف البصرية، وتكنولوجيا الأقمار الصناعية للاتصالات، وبرامج الحاسبات الآلية (الكمبيوتر)، والإذاعة والتلفزيون
[14] عبر الأقمار الصناعية أو الموجات الإذاعية والتلفزيونية الوطنية المستأجرة من قبل جهات دولية مهيمنة إعلامياً في بعض الدول النامية والأقل تطوراً أو عن طريق مشاركتها تجارياً وهو الأسلوب الأنجع الذي تستخدمه تلك الجهات حاملة معها ظاهرة الثقافة عابرة القوميات، وهي عملية أساسية يحل فيها بدرجات متفاوتة وفي سياقات مختلفة، تنظيم الشعوب في مجموعات "أفقية" محل تنظيمهم رأسياً في مجموعات وطنية، وبمعنى آخر ترتبط الشعوب بعضها ببعض بأساليب إلكترونية، وليس بالجوار الجغرافي،[15] وليس بالثقافة الوطنية أو القومية. ويذهب البعض إلى أن ظاهرة التخطي المعلوماتي، للحدود المعترف بها لدول العالم، أو الثقافة عابرة القوميات، وهي ظاهرة الأمركة بسبب التفوق الأمريكي الواضح في هذا المجال.[16] ويثير التخطي المعلوماتي للحدود القومية والوطنية تساؤلات محورية وأساسية ومهمة لكل المجتمعات بغض النظر عن وضعها الاقتصادي الراهن أو المشاكل التي تواجهها أو الضغوط التي تتعرض لها.
وتتصل هذه التساؤلات بعدد من القضايا الأساسية، منها: السيطرة على الإنتاج الثقافي وتوزيعه، والتسلل إلى المعلومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها للدول الأخرى؛ وخلق نظام إعلامي عالمي جديد، وتنظيم عمليات تدفق البيانات عبر الحدود، والتحكم فيها عن بعد؛ وتحديد سياسة الدولة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وغيرها؛ وتنمية طاقات وطنية تكنولوجية وإنتاجية؛ وإعادة بناء الفهم لما هو وطني وقومي بالمعنى الثقافي والتاريخي والتراثي وغيره،
[17] وهو من أخطر مظاهر الغزو الثقافي المتمثل في عالم اليوم.
ورغم انتشار المحطات التلفزيونية الناطقة باللغة العربية (حسب تعبير الأستاذ ماجد حليمة مدير عام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سورية) بكثرة ليصبح عددها حوالي 150 محطة تتراوح ما بين سياسية وفنية ورياضية وثقافية ودينية ومنوعة وغيرها إلا أن وكالات الأنباء العالمية تحاول حشر أخبارها بالطريقة التي تريدها دون أن يكون للعرب حق القبول أو الرفض وإذا ما أرادوا الاعتراض أو التعبير عن وجهة نظرهم فيحاربوا ويمنعوا من الوصول إلى الساحة العالمية،
[18] في الوقت الذي نرى فيه أن الإعلام السوري بوسائله المختلفة يواجه مجموعة من التحديات، على ضوء التغيرات الهائلة في أشكال ملكية وسائل الإعلام الجماهيرية، وفي الهياكل التنظيمية والإدارية إلى جانب حاجات التطورات المتسارعة في تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية والإنتاج الصحفي، بالإضافة لما أفرزته هذه التغييرات مجتمعة من تعديلات جوهرية في السياسات الإعلامية، وفي مفاهيم المسؤولية المهنية والاجتماعية للإعلام، إضافة لمعاناة الإعلام الجماهيري السوري من مسائل التحديث والتطوير ليكون قادراً على المنافسة وحل المشكلات التي تولدت نتيجة لأربعين سنة من ملكية الدولة لوسائل الإعلام التي أفرزت (حسب تعبير صحيفة الثورة) حزمة من التأثيرات السلبية على الإدارة وبيئة العمل الصحفي والمهني والتمويلي في المؤسسات الصحفية والإعلامية.[19]
في الوقت الذي نجد فيه قطاع الطباعة في منطقة الشرق الأوسط يشكل قفزة نوعية بشكل عام، وفي منطقة الخليج العربي بشكل خاص، ويحقق معدلات نمو واعدة بلغت في سوق الطباعة بدول مجلس التعاون الخليجي حوالي 6.7 مليار ريال سعودي عام 2006 وحققت سوق الطباعة في السعودية اتجاها متصاعدا في معدلات النمو، بسبب تنامي القطاع الخاص الذي يشكل حوالي 46% من القوة الشرائية في المملكة، وما رافقه من زيادة في الطلب على مواد الطباعة والمواد الدعائية، ليبلغ معدل استهلاك الفرد من الورق في المملكة حوالي 13 كيلوغراما عام 2006، لتصبح سوق الطباعة فيها من أكبر أسواق المنطقة من حيث الحجم لوجود أكبر عدد من الناشرين، فقد بلغ حجم سوق الطباعة في المملكة نحو 2.9 مليار ريال عام 2006، بمعدل نمو سنوي 44% من حجم سوق الطباعة في منطقة الخليج العربي.
وتلتها سوق الطباعة في دولة الإمارات العربية المتحدة وعادلت نحو 2.556 مليون ريال في العام 2006 أي حوالي 38% من إجمالي حجم السوق في المنطقة، وشكلت سوق السعودية والإمارات مجتمعتين حوالي 82% من حجم السوق الكلي للطباعة في الخليج، فيما ظلت الطباعة في السعودية أقل كلفة منها في الإمارات، التي تعد سوق الطباعة فيها الأكثر نمواً بين أسواق الطباعة في الخليج العربي.
وتضم سوق الطباعة في السعودية، أربعة قطاعات رئيسية؛ هي: طباعة الصحف والمجلات وطباعة الكتب بما فيها الكتب المدرسية، والطباعة التجارية، وطباعة الكرتون وورق التغليف، لتكون في صدارة الدول الخليجية في مجال استقطاب آلات الطباعة الحديثة منذ بدايات القرن الماضي، محدثة نقلات نوعية من حيث مدى تطور صناعة الطباعة وتوسعها مع دخول الشركات الأجنبية ونمو الطلب على الطباعة التجارية خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي.
ويبلغ حجم النسخ المباعة فعلاً من الصحف اليومية في المملكة العربية السعودية نحو 1.5 مليون نسخة، وهو ما يشير إلى بقاء الصحف من مصادر المعلومات التقليدية لأفراد المجتمع السعودي، مثله مثل المجتمعات العربية الأخرى. ولهذا يمكننا اعتبار سوق المملكة العربية السعودية من أكبر أسواق طباعة الصحف في الخليج، إذ تبلغ حصتها نحو 45% من إجمالي حجم سوق طباعة الصحف في منطقة الخليج العربية، ووصل حجم الطلب على سوق طباعة الصحف في المملكة العربية السعودية إلى نحو 328.9 مليون ريال عام 2006، وتطبع فيها 21 صحيفة يومية تصدر معظمها باللغة العربية، وتطبع نسخ خاصة من بعض الصحف البارزة الصادرة في بعض الدول العربية الأخرى بشكل يومي، وتتوقع بعض المصادر نمو سوق الصحف والمجلات في المستقبل مع انتشار الصحف غير التقليدية والمجلات المتخصصة، بعد أن بلغ عدد النسخ المباعة من المجلات الشهرية مليوني نسخة، لتشكل الصحف والمجلات معا نحو 24.4% من سوق الطباعة في المملكة وقدر حجم سوق طباعة الصحف والمجلات معا عام 2006 بنحو 722.6 مليون ريال. بينما شكلت طباعة الصحف والمجلات نحو 34% من حجم سوق الطباعة في الإمارات العربية المتحدة، بحجم طلب قدر بنحو 865 مليون ريال، وكان لافتتاح مدينة دبي للإعلام ومنطقة الإعلام الحرة دوره الكبير في تنامي حجم سوق هذا القطاع إلى جانب نشر عدد من الصحف والمجلات الجديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وغدت المملكة العربية السعودية أحد أقطاب نشر الكتب في المنطقة وشملت طباعة كافة الكتب المدرسية والجامعية وكتب الثقافة العامة، والكتب الدينية، والكتب السياسية، والكتب الاقتصادية والروايات والقصص القصيرة، وزادت أعداد الكتب المنشورة وتعددت دور النشر فيها حتى وصلت إلى 1100 ناشر خلال عام 2005 نشرت 5200 كتاب أي 81.4% من حجم الطلب على طباعة الكتب في منطقة الخليج العربية.
وشكل قطاع الطباعة التجارية في الإمارات العربية المتحدة حوالي 60% من حجم سوق الطباعة، ووصل إلى نحو 1.525 مليون ريال العام 2006، نتيجة لنمو حجم طلب الشركات التي زاد عددها، وخصوصاً بعد استحداث مناطق التجارة الحرة، على المنتجات الدعائية والمكتبية والتقارير ومنتجات الطباعة التجارية، وساهم دخول التكنولوجيا الحديثة في زيادة جودة منتجها النهائي، مما ساعد في ازدياد عوائد هذا القطاع نظراً لتوفير خدمات متخصصة ويتوقع البعض أن تظل السعودية أكبر سوق للطباعة بين دول الخليج العربية، بينما تواصل الإمارات تحقيق أسرع معدلات نمو في سوق الطباعة مقارنة بباقي دول الخليج العربية.
[20]
ولهذه القضايا المطروحة للبحث دائماً بعدها العالمي وانعكاساتها على معظم دول العالم، إلا أنها تبدو بالنسبة للعديد من دول العالم الثالث أكثر ضغطاً وإلحاحاً لآن الدول الأمريكية اللاتينية والإفريقية والآسيوية ومنها الشرق الأوسط، بالمعنى الجوهري هي من الدول التي بمعظمها من الدول التي استقلت بعد خضوع طويل للاستغلال الاستعماري وما زال بعضها يعاني من مشاكل التخلف الموروثة عن العهود الاستعمارية تلك.
[21] وتضاف إليها الدول المستقلة حديثاً بعد انهيار المنظومة الاشتراكية والإتحاد السوفييتي السابق، والتي لم تزل تعاني من مشاكل انتقالها من النظم الشمولية إلى النظم الديمقراطية الحرة واقتصاد السوق والسيادة الوطنية، في سعي مستمر لإيجاد مكانها اللائق في النظام الإعلامي العالمي، وللمشاركة الإيجابية والفاعلة في عملية التبادل الإعلامي الدولي.
طشقند في 15/9/2007
المصادر:
1.
د. أحمد عبد الملك: كيف نحرر الإعلام من سيطرة الدولة؟ // أبو ظبي: الاتحاد، 13/5/2004.
2. الإعلام السوري .. بين التحديث والمنافسة في عصر العولمة. مؤتمر الصحفيين. // دمشق: الثورة: الثلاثاء 15/8/2006م.
3. د. الفت حسن آغا: النظام الإعلامي الأوروبي في عالم متغير. // القاهرة: مجلة السياسة الدولية، العدد 109، يوليو 1993.
4. بول فارهي: «الجزيرة» الإنجليزية تنطلق بمذيع أميركي يهودي مفصول وضابط مارينز شارك في الحرب على العراق. // الرياض: الشرق الأوسط، 16/11/2006.
5. جيهان رشتي: نظم الاتصال والإعلام في الدول النامية. ج1. دار الحمامي للطباعة والنشر، 1972.
6. حسن فؤاد: الصحافة العربية من وجهة نظر إسرائيلية. // القاهرة: الأهرام، 9/7/2004.
7. حسين العودات: الإعلام والتنمية. دراسة مقدمة إلى لجنة أليسكو لدراسة قضايا الاتصال والإعلام في الوطن العربي. تونس 1983.
8. خالد القشطيني: وداعا لعلم الأعلام. // الرياض: الشرق الأوسط، 11/1/2006.
9.
خالد الحروب: الإعلام العربي كجزء من العملية السياسية والديمقراطية. // أبو ظبي: الاتحاد، 14/7/2004.
10.
د. رياض نعسان أغا: الثقافة والفكر في الإعلام العربي. // أبو ظبي: الاتحاد، 10/7/2004.
11. سامح كريم: قضايا معاصرة، أديب أمريكي يتنبأ بنتائج سياسات بلاده علي البشرية. // القاهرة: الأهرام، 12/5/ 2004.
12. د. صابر فلحوط، د. محمد البخاري: العولمة والتبادل الإعلامي الدولي. دار علاء الدين للنشر، دمشق 1999.
13.
د. طارق سيف: اختطاف الإعلام العربي. أبو ظبي: الاتحاد 1/8/ 2004.
14.
د. طيب تيزيني: الشباب العربي وإعلام الهزيمة. // أبو ظبي: الاتحاد، 27/4/2004.
15. د. عارف رشاد: التعامل مع انترنيت: العالم رهن إشارتك. // القاهرة: مجلة عالم الكمبيوتر العدد 86، السنة الثامنة، فبراير 1995. والعدد 87، مارس 1995.
16. د. عارف رشاد: انترنيت: نشأتها، تطورها، حجمها، وسبل الولوج إليها. // القاهرة: مجلة الكمبيوتر والاتصالات والإلكترونيات العدد 7، المجلد 12، سبتمبر 1995.
17.
د. عبد الله العوضي: الصحفي والثقافة القانونية. // أبو ظبي: الاتحاد، 11/6/2004.
18. د‏.‏ عبد العليم محمد: دور الإعلام في التعريف بالقانون الإنساني الدولي. // القاهرة: الأهرام، 6/3/2004.
19. علي جمالو: الإعلام السوري على مفترق طرق. // الرياض: الشرق الأوسط، 18/7/ 2004.
20. د. محمد البخاري: العلاقات الدولية في ظروف الثورة المعلوماتية. // دمشق: المعرفة، العدد 519 كانون أول/2006.
21. د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي والعلاقات الدولية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
22. د. محمد البخاري: التفاعلات السياسية في وسائل الإعلام الجماهيرية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
23. د. محمد البخاري: مبادئ الصحافة الدولية في إطار العلاقات الدولية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
24. د. محمد البخاري، د. دانيار أبيدوف: الخدمات الإعلامية في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي. // دمشق: مجلة "المعرفة"، العدد 491/آب 2004.
25. د. محمد البخاري: الإعلام التقليدي في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي. // جدة: مجلة المنهل، العدد 592/أكتوبر ونوفمبر 2004.
26. د. محمد البخاري: قضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، طشقند: مطبعة "بصمة" 2004. (باللغة الروسية).
27. د. محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الوطني والدولي. // الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية، العدد 18، 1424هـ، 2003م.
28. د. محمد البخاري: المعلوماتية والعلاقات الدولية في عصر العولمة. // الرياض: مجلة "الفيصل"، العدد 320 صفر 1424 هـ/أبريل 2003.
29. د. محمد البخاري: العلاقات العامة والتبادل الإعلامي الدولي. مقرر لطلاب الدراسات العليا (الماجستير)، معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2001. (باللغة الروسية)
30. محمد البخاري: "دور وسائل الإعلام الجماهيرية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في الأدب phD (صحافة) من جامعة موسكو الحكومية، 1988.
31. محمد البخاري: "دور الصحافة السورية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة للحصول على درجة الماجستير في الصحافة. جامعة طشقند الحكومية، 1984. (باللغة الروسية)
32. محمد بدير: الإنفاق الإعلاني في السعودية يرتفع 16% بإجمالي 543.2 مليون دولار خلال عام، السعودية الأولى خليجيا والثانية عربيا والصحف مفضلة لدى المعلنين بنسبة 74%. // الرياض: الشرق الأوسط، 29/8/2004.
33. د. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990.
34. د. محمود علم الدين: ثورة المعلومات ووسائل الاتصال، الـتأثيرات السياسية لتكنولوجيا الاتصال. // القاهرة: السياسة الدولية العدد 123، مؤسسة الأهرام، يناير 1996.
35. معادلة الورق والألوان في ميزان الاستثمار تضع السعودية كأكبر سوق للطباعة في الخليج تستحوذ على 44% من حجم السوق تليها الإمارات بحجم طلب يعادل 2.5 مليار ريال. // الرياض: الشرق الأوسط، 3/7/2007.
36. هناء الدويري: الإعلام في عالم متغير... حليمة: لماذا نجلد أنفسنا دوماً?! شؤون ثقافية. // دمشق: الثورة، الاثنين 5/3/2007.
37. يحيى اليحياوي: التكنولوجيا والإعلام والديمقراطية. بيروت: دار الطليعة، 2004.
38. Arthur Goodfriend: The Dilemma of Cultural Propaganda. "Let It Be ", The Annals of the American Academy of Political and Social Science, Voi. 398, Nov. 1971.
39. Charles A. Siepmann: Propaganda Techniques, Voice of the people Readings in Public Opinion and Propaganda, Edited by Reo M. Christenson and Robert O. Mc Williams, 2nd Edition, New York, Mc Graw - Hill Book Company. 1967.
40. Geoffrey Reeves: Communications and the Third World, London, Routledge, 1993.
41. Josiane Jouet & Sylvie: New Communication Technologies: Research Trends, Reports and Papers on Mass Communication, No. 105, Unisco, Paris, 1991.
42. Hamid Mowlana: International Flow of Information: a Global Report and Analysis, Paris: UNESCO, 1985.
43. Harold Beeley: The Changing Role of British International Propaganda, The Annals of the American Academy of Political and Social Science, Vol. 398 Nov. 1971.
44. International Information and Communication Order. Source Book, Prague: International Organization of Journalists, 1986.
45. Ithiel de Sola Pool: The Changing Flow of Television, Journal of Communication, spring 1977.
46. LE PETIT LAROUSSE: Dictionnaire encyclopedique. Larousse, Paris 1993.
47. Ralph k. Whito: Propaganda, Morally Questionable and Morally Unquestionable Techniques, The Annals of the American Academy of Political and social Science, Vol. 398, Nov. 1971.
هوامش:
[1] أنظر: - محمد البخاري: "دور الصحافة السورية في التنمية والثقافة والتعليم" أطروحة لنيل درجة الماجستير في الصحافة. جامعة طشقند الحكومية، 1984. (باللغة الروسية) و - حسين العودات: الإعلام والتنمية. دراسة مقدمة إلى لجنة أليسكو لدراسة قضايا الاتصال والإعلام في الوطن العربي. تونس 1983. ص 9-10.
[2] أنظر: - محمد البخاري: "دور وسائل الإعلام الجماهيرية في التنمية والثقافة والتعليم" بحث مقدم للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في الأدب phD (صحافة) من جامعة موسكو الحكومية، 1988. و - جيهان رشتي: نظم الاتصال والإعلام في الدول النامية. ج1. دار الحمامي للطباعة والنشر، 1972. ص 82.
[3] للمزيد أنظر: - د. محمد البخاري: قضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، طشقند: مطبعة "بصمة" 2004. (باللغة الروسية). و - د. صابر فلحوط، د. محمد البخاري: العولمة والتبادل الإعلامي الدولي. دار علاء الدين للنشر، دمشق 1999.
[4] للمزيد أنظر نفس المصدر السابق.
[5] أنظر: د. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990. ص 72.
7 - Hamid Mowlana: International Flow of Information: a Global Report and Analysis, Paris: Unesco, 1985, pp. 21-23. - Ithiel de Sola Pool: The Changing Flow of Television, Journal of Communication, Spring 1977.
[7] للمزيد أنظر: - د. محمد البخاري: قضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. مصدر سابق.
[8] أنظر: - د. محمود علم الدين: ثورة المعلومات ووسائل الاتصال، الـتأثيرات السياسية لتكنولوجيا الاتصال. // القاهرة: السياسة الدولية العدد 123، مؤسسة الأهرام، يناير 1996. و - د. عارف رشاد: التعامل مع انترنيت: العالم رهن إشارتك. // القاهرة: مجلة عالم الكمبيوتر العدد 86، السنة الثامنة، فبراير 1995. ص 18-22. والعدد 87، مارس 1995. ص 18-23. وانترنيت: نشأتها، تطورها، حجمها، وسبل الولوج إليها. // القاهرة: مجلة الكمبيوتر والاتصالات والإلكترونيات العدد 7، المجلد 12، سبتمبر 1995. ص 26-74.
[9] أنظر: - د. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990. ص 84. و
- International Information and Communication Order. Source Book, Prague: International Organization of Journalists, 1986.
[10] أنظر: - د. محمد البخاري: قضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. مصدر سابق. و
- Ralph k. Whito: Propaganda, Morally Questionable and Morally Unquestionable Techniques, The Annals of the American Academy of Political and social Science, Vol. 398, Nov. 1971. pp. 26-35. - Charles A. Siepmann: Propaganda Techniques, Voice of the people Readings in Public Opinion and Propaganda, Edited by Reo M. Christenson and Robert O. Mc Williams, 2nd Edition, New York, Mc Graw - Hill Book Company. 1967. pp. 331-339.
[11] للمزيد أنظر: - د. محمد البخاري: التفاعلات السياسية في وسائل الإعلام الجماهيرية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية). و
- Arthur Goodfriend: The Dilemma of Cultural Propaganda. "Let It Be ", The Annals of the American Academy of Political and Social Science, Voi. 398, Nov. 1971. pp. 104-112.
[12] للمزيد أنظر: د. محمد البخاري: التفاعلات السياسية في وسائل الإعلام الجماهيرية. مصدر سابق. و
- Geoffrey Reeves: Communications and the Third World, London, Routledge, 1993,p.1.
[13] للمزيد أنظر: - د. محمد البخاري: التفاعلات السياسية في وسائل الإعلام الجماهيرية. مصدر سابق. و
- LE PETIT LAROUSSE: Dictionnaire encyclopedique. Larousse, Paris 1993. p. 1124.
[14] أنظر: - د. الفت حسن آغا: النظام الإعلامي الأوروبي في عالم متغير. // القاهرة: مجلة السياسة الدولية، العدد 109، يوليو 1993. ص 318.
[15] نفس المرجع السابق.
17- Josiane Jouet & Sylvie: New Communication Technologies: Research Trends, Reports and Papers on Mass Communication, No. 105, Unisco, Paris, 1991, pp. 27-39.
[17] أنظر: - د. محمود علم الدين: ثورة المعلومات ووسائل الاتصال، التأثيرات السياسية لتكنولوجيا الاتصال. // القاهرة: مجلة السياسة الدولية، العدد 123، يناير 1996. ص 105.
19 أنظر: - هناء الدويري: الإعلام في عالم متغير... حليمة : لماذا نجلد أنفسنا دوماً?! شؤون ثقافية. دمشق: صحيفة الثورة، الاثنين 5/3/2007
20 أنظر: - الإعلام السوري .. بين التحديث والمنافسة في عصر العولمة. محليات - مؤتمر الصحفيين. دمشق: الثورة: الثلاثاء 15/8/2006م.
21 للمزيد أنظر: معادلة الورق والألوان في ميزان الاستثمار تضع السعودية كأكبر سوق للطباعة في الخليج تستحوذ على 44% من حجم السوق تليها الإمارات بحجم طلب يعادل 2.5 مليار ريال. الرياض: صحيفة الشرق الأوسط، الثلاثـاء 18 جمـادى الثاني 1428 هـ 3 يوليو 2007.
[21] للمزيد أنظر: - د. محمد البخاري: التفاعلات السياسية في وسائل الإعلام الجماهيرية. مصدر سابق. و
- Harold Beeley: The Changing Role of British International Propaganda, The Annals of the American Academy of Political and Social Science, Vol. 398 Nov. 1971, pp. 125-127.

العلاقات الدولية والتبادل الإعلامي

العلاقات الدولية والتبادل الإعلامي
بقلم: أ.د. محمد البخاري: دكتوراه علوم في العلوم السياسية DC، اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة بالأدب PhD، اختصاص صحافة. بروفيسور قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون، كلية العلاقات الدولية والاقتصادية بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية.
رغم أن سيل المعلومات الهائل المتدفق من الدول المتقدمة إلى الدول النامية والدول الأقل حظا في النمو، أخذ طبيعة جماهيرية باتجاهين عبر شبكات الإنترنيت العالمية مع نهاية القرن العشرين، إلا أنه كان ولم يزل مثاراً لمناقشات حادة لم تتوقف منذ القرن التاسع عشر، وكان من الطبيعي أن تتطور تلك المناقشات وتزداد حدة في إطار المنظمات الإقليمية والدولية القائمة في ذلك الوقت، وتلك التي استحدثت نتيجة للتطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والتقنية في العالم، وكان من أولى تلك المناقشات الحادة المناقشات التي جرت في إطار اتحاد البريد العالمي الذي شكلته الدول المهيمنة على الساحة الدولية للسيطرة على عملية التبادل الإعلامي الدولي في أواسط القرن التاسع عشر.
ومع التطور العلمي والتكنولوجي الكبير الذي شهدته الإنسانية في مطلع القرن العشرين انضم إليه اتحاد الاتصالات الإلكترونية العالمي لخوض تلك المناقشات الحادة الدائرة حتى اليوم على الساحة الدولية، محاولاً السيطرة على عملية توزيع وتنسيق استخدام الموجات الإذاعية بين الدول الأعضاء في هذه المنظمة العالمية الهامة.
ولكن الصورة تبدلت تماماً عندما أصبح البث الإذاعي يستخدم في سياق بث الدعاية الأيديولوجية في بعض الدول لإثارة القلاقل داخل الدول الأخرى منذ ثلاثينات القرن العشرين وهو ما كان يعرف بالحملات الإذاعية الموجهة التي تتخطى الحدود الدولية المعترف بها للدول في إطار الحرب النفسية التي شنتها وتشنها بعض الدول من أجل زعزعة صمود وشل قدرات الدول المستهدفة من تلك الحملات الإعلامية الموجهة.
وبنفس الوقت تقريباً بدأت مناقشات واسعة لأفكار تقدمت بها بعض الدول تدعو لمنع الحملات الإذاعية المغرضة وأصدرت عصبة الأمم بنتيجتها عام 1938 قراراً يحصر استخدام البث الإذاعي بالأغراض السلمية فقط.
ولكن التطورات العلمية والتقنية التي شهدتها الدول المتقدمة منذ خمسينات القرن العشرين أدخلت الإنسانية عصر الفضاء الكوني وحولت المشكلة من مشكلة تدفق إعلامي باتجاه واحد إلى مشاكل أصبحت تأخذ منحى التبادل الإعلامي الدولي من كل جوانبه، وأخذت تلك المشاكل مكانها في المناقشات الدائرة ضمن المنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة وغير المتخصصة.
وناقشت وتناقش منظمة الأمم المتحدة منذ تأسيسها وحتى اليوم المشاكل والصعاب التي تواجه عملية التبادل الإعلامي الدولي التي يفترض أن تكون عادلة من خلال ثلاثة محاور: المحور الأول: ويشمل المسائل الأكثر أهمية لعملية التبادل الإعلامي الدولي في إطار جلسات الهيئة العامة لمنظمة الأمم المتحدة وتتخذ تلك الجلسات القرارات اللازمة بشأنها، ومن بينها كان القرار المتخذ في كانون أول/ديسمبر 1998م بمبادرة من روسيا حول "الأمن الدولي في مجال المعلوماتية والاتصالات"؛ والمحور الثاني: وانحصر ضمن أجهزة منظمة الأمم المتحدة المتخصصة ومنها جهاز الاستعلامات الذي يقوم بالدعاية لنشاطات منظمة الأمم المتحدة؛ والمحور الثالث: ويدور ضمن المناقشات الدائرة داخل اللجنة الخاصة بمنظمة الأمم المتحدة للمعلومات والممثلة فيها جميع الدول الأعضاء، وتناقش حتى اليوم مسائل العلاقات الإعلامية القائمة بين تلك الدول، وتتميز المناقشات الدائرة في هذه اللجنة بالمواجهات الدائمة بين الدول الغربية المتقدمة المسيطرة على عملية التبادل الإعلامي الدولي والدول النامية المستهدفة منها.
وتأتي منظمة اليونسكو المهتمة بمسائل الاتصال والإعلام الجماهيري بشكل عام، لتنظم مؤتمرات لمناقشة القضايا الإعلامية الإقليمية والدولية، ولتكلف خبراء بإعداد تقارير عنها، وتنفذ برامج دولية لتطوير الإعلام وعمليات الاتصال في الدول النامية.
وتناقش المنظمات الإقليمية أيضاً قضايا التبادل الإعلامي والاتصال الدولي ومن بين تلك المنظمات المجلس الأوروبي الذي يركز في مناقشاته على مسائل انتهاكات حقوق الإنسان في مجال الإعلام، دون التعرض للمسائل الحساسة لعملية التبادل الإعلامي الدولي ونزاهتها وعدالتها على الساحة الدولية، وتحذو حذوها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، والمنظمات الغربية المتخصصة الأخرى.
ومعروف أن أقسام الإعلام موجودة في جميع المنظمات الدولية والإقليمية، ومن بينها: حلف شمال الأطلسي، وحركة عدم الانحياز، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة أوروآسيا للتعاون الاقتصادي، ومنظمة معاهدة الأمن الجماعي، ومنظمة غوام، ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الوحدة الإفريقية، ومنظمة الكوميسا، وجامعة الدول العربية، ومجلس تعاون دول الخليج العربية وغيرها.
وبالفعل تم بحث مشاكل الاتصال وتبادل المعلومات عبر شبكة الانترنيت العالمية في أكثرية المنظمات الدولية والإقليمية خلال السنوات الأخيرة. ومن ضمنها اتخذت اللجنة الأوروبية التابعة للاتحاد الأوروبي، قراراً في عام 1994 حددت بموجبه ضرورة وشروط انتقال أوروبا إلى المجتمع المعلوماتي، واهتمت دول آسيا والمحيط الهادي بالمشاكل الإعلامية والاتصالات الإلكترونية من خلال المجموعة الإقليمية الخاصة التي شكلت في منظمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي.
وفي العالم العربي أسست شبكة معلوماتية إقليمية تضم 20 دولة عربية اهتمت بتطوير تكنولوجيا الاتصال والمعلوماتية في تلك الدول، بالإضافة لأجهزة جامعة الدول العربية المتخصصة كاتحاد الإذاعات العربية، واتحاد وكالات الأنباء العربية وغيرها.
وزاد اهتمام منظمة التجارة العالمية بمشاكل الإنترنيت، والتجارة الإلكترونية، وحذت حذوها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، ومنظمة اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية، ومن المتوقع أن تقوم منظمة الأمم المتحدة في المستقبل بتوحيد الجهود في هذا الاتجاه لإنشاء منظمة عالمية للإعلام الإلكتروني تكون تابعة لها.
واعترف البعض بتعرض الدول العربية والإسلامية باختراقات إعلامية من قبل وسائل الإعلام الأجنبية وخاصة الغربية منها، واعترف بعضهم بعدم القدرة على إحداث اختراقات تذكر في وسائل الإعلام الأجنبية من أجل نقل وشرح المواقف الصحيحة تجاه القضايا التي تعاني منها الدول العربية والإسلامية، في الوقت الذي تركز فيه الدول الغربية على تطويع العالمين العربي والإسلامي لخدمة مصالحها دون أي اهتمام بمصالح تلك الدول ومصالح شعوبها.
وعلى ضوء التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي استضافت المملكة العربية السعودية منذ فترة مؤتمراً لوزراء الإعلام في الدول الإسلامية دعا من خلاله الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي إلى فتح قنوات للاتصال بين دول المنظمة وتوسيع وتعميق دائرة معارف هذه الدول بعضها ببعض.‏ بينما أشار أكمل الدين إحسان أوغلو الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي إلى أن الإعلام المناوئ للعالم الإسلامي يلعب دورا أساسيا مستغلا وسائل الاتصال الحديثة المؤثرة والمتطورة في حملاته الموجهة إلى العالم الإسلامي بينما يبقي الإعلام الإسلامي المشترك عاجزا عن القيام بجهود فعالة لصد تلك الحملات الجائرة.‏ ودعا أوغلو إلى إنشاء محطات تلفزيونية وقنوات فضائية في الدول الإسلامية ناطقة باللغات العالمية الحية توجه إلى الشعوب الناطقة بتلك اللغات وأشار إلى ضرورة مساهمة الإعلام في الدول الأعضاء في الحملات الإعلامية لصالح العالم الإسلامي.‏
والأكثر من ذلك نجد أن بعض الإعلاميين في الدول العربية والإسلامية لا يزالون حتى الآن يطرحون تساؤلات عن علاقة الإعلام بالخط السياسي والرسمي للدولة التي يمثلها ذلك الإعلام أو يعمل ضمن إطارها، وحول ضرورة التقيد بالنقل الحرفي للأخبار عن مصادرها، وعن المسموح والممنوع في الكتابات الصحفية، والبعض يعتبر أن الصحافة الحرة لم تعد في هذه الأيام ترفا وإنما هي جزء جوهري في التنمية المتوازنة داخل المجتمعات، دون تناول أي مفهوم للصحافة الحرة التي يدعون إليها. وكلها توضح صورة واحدة تعكس فقط مدى غياب السياسة الإعلامية الواضحة في الوسائل الإعلامية التي يشتغلون فيها، ومدى جهلهم للسياسة الإعلامية للدولة التي يعملون ضمنها، وجهلهم لمصادرها التشريعية والتي تتمثل بالدستور والقوانين النافذة، وبالبيانات الوزارية، وخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في تلك الدول.
مما يدفعني لطرح تساؤل عن الوضع الذي يمكن أن ينشأ عند تناول أصحاب تلك التساؤلات للقضايا الوطنية الإقليمية والدولية الحساسة والمصيرية في كتاباتهم ؟
وأعتقد أن الوضع أصبح يتطلب المزيد من الاهتمام بتكوين الكوادر الإعلامية المتخصصة كل في مجاله أولاً، ومن ثم وضع خطط وتصورات لمتابعة تأهيل الإعلاميين ضمن عملية متواصلة تستمر مدى الحياة. وأن تشمل تلك الخطط قضايا المهنة وتطوراتها، ومشاكل التبادل الإعلامي الدولي من خلال ما تتناوله المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية في مناقشاتها انطلاقاً من وجهة نظر المصالح الوطنية والقومية، والسياستين الداخلية والخارجية، وخطط التنمية البشرية والاقتصادية، ومدى تفاعل وجهات النظر تلك مع وجهات النظر المحلية والإقليمية والدولية، ليتمكن الإعلامي من نقل المعلومة المفيدة للقارئ والمستمع والمشاهد في موعدها دون تأخير وبشكل مفيد يخدم المصالح الوطنية والقومية أولاً ومن ثم المصالح الإقليمية والإنسانية في العالم.
لأن الصحفي حسب تعبير أحد الإعلاميين العرب هو قائد في مجتمعه وأستاذ ومعلم في مهنته ويجب أن لا يتوقف لحظة واحدة عن تطوير ذاته وتأهيل نفسه واقتناص الجديد والجدير بالاحترام من المعلومات التي تتدفق عبر سيل المعلومات الهائل الذي تنقله شبكات المعلوماتية الدولية وأن يتقن تكنولوجيات الإعلام التي أصبح لا غنى عنها بعد أن ألغت الورق وألغت القلم وأصبح الحاسوب هو سيد العملية الإعلامية.‏‏‏ وعلى الصحفي ألا يقنع بما وصل إليه من معارف ومعلومات وعليه أن يعتبر نفسه سقراط الذي قال "بعد ما بلغت من المعارف أبقى طفلاً صغيراً أمام هذا الكون الكبير".‏
طشقند في 1/10/2006
للمزيد يمكن الرجوع إلى:
1. أمير سبور، مرشد ملوك، بسام زيود: مؤتمر أمن المعلومات يختتم أعماله: إحداث هيئة وإصدار تشريعات مناسبة للجرائم الإلكترونية. // دمشق: الثورة، 14/6/2006.
2. إعلام.. خارجي. دمشق: الثورة، 15/8/2006م.
3. بسام زيود: تطوير الإعلام مسؤولية جماعية. // دمشق: الثورة 15/5/2006.
4. بلال في مؤتمر وزراء إعلام الدول الإسلامية: ماضون بالتعاطي مع السلام ونؤمن بحوار الحضارات. // دمشق: الثورة، 14 /9/2006م.
5. كاشليف يو. ب.: الإعلام الخارجي والدبلوماسية.
http://www.polpred.com/ (باللغة الروسية)
6. لقاء الرئيس الأسد مع الإعلاميين استمر ثلاث ساعات ونصف. // دمشق: الثورة، 16/6/2006
7. ماريا معلوف: نحو إعلام عربي أكثر قدرة على الاستجابة لتحديات العصر. // دمشق: الثورة، 4/5/2006.
8. د. محمد البخاري: التفاعلات السياسية في وسائل الإعلام الجماهيرية. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
9. د. محمد البخاري: قضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. مقرر جامعي. طشقند: مطبعة "بصمة" 2004. (باللغة الروسية)
10. د. محمد البخاري: العلاقات العامة والتبادل الإعلامي الدولي. مقرر لطلاب الدراسات العليا (الماجستير)، معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2001. (باللغة الروسية)
11. د. محمد البخاري: العلاقات الدولية في ظروف الثورة المعلوماتية. // دمشق: دار الدلفين للنشر الإلكتروني (DarDolphin (TM) Publishers and Animation Cartoons)، 4/8/2006.
http://www.dardolphin.org/
12. د.محمد البخاري: المجتمع المعلوماتي وتداعيات العولمة. // دمشق: دار الدلفين للنشر الإلكتروني (DarDolphin (TM) Publishers and Animation Cartoons)، 21/7/2006.
http://www.dardolphin.org/
13. د.محمد البخاري: الإعلام التقليدي في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي. // جدة: مجلة المنهل، العدد 592/2004 أكتوبر ونوفمبر. ص 88-99.
14. د.محمد البخاري: الخدمات الإعلامية في ظروف العولمة والمجتمع المعلوماتي. // دمشق: مجلة "المعرفة"، العدد 491/2004 آب/أغسطس.
15. د.محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الوطني والدولي. // الرياض: مجلة الدراسات الدبلوماسية، العدد 18، 1424هـ، 2003م. ص 7 – 49.
16. د.محمد البخاري: الصراعات الدولية والصحافة الدولية. في كتاب مؤتمر الكفاح ضد الإرهاب الدولي، والتطرف والحركات الانفصالية في العالم المعاصر. // طشقند: جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية، 2002. ص 63-67. (باللغة الروسية)
17. د.محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي كوظيفة دبلوماسية. // طشقند: فوستوكافيدينيه، العدد 2، 2001. ص 15-19. (باللغة الروسية)
18. د.محمد البخاري: وظيفة التبادل الإعلامي الدولي. // طشقند: مياك فاستوكا، العدد 1-2، 2001. ص 25-27. (باللغة الروسية)
19. د.محمد البخاري: العولمة وطريق الدول النامية إلى المجتمع المعلوماتي (1-6). // أبو ظبي: الاتحاد، سبتمبر/أكتوبر 2001.
20. د.محمد البخاري: الحرب الإعلامية والأمن الإعلامي الوطني. // أبو ظبي: الاتحاد، 23 يناير 2001.
21. د.محمد البخاري: الأمن الإعلامي الوطني في ظل العولمة. // أبو ظبي: الاتحاد، 22 يناير 2001.
22. د.محمد البخاري: العولمة والأمن الإعلامي الدولي. // دمشق: مجلة "معلومات دولية" العدد 65/ صيف 2000.
23. معروف سليمان: بلال يلتقي صحفيي (الثورة ): واجب الإعلام تسليط الضوء على الفساد. // دمشق: الثورة، الخميس 4/5/2006.
24. ملك خدام: على هامش ورشة تدريب الإعلاميين على قضايا المرأة والطفولة .... دراسة مقارنة لما هو كائن.. وطموحنا لما ينبغي أن يكون. // دمشق: الثورة، 1/5/2006.
25. ميساء الجردي: د. فلحوط : نحن شركاء في معركة الكلمة الرصاصة والقلم الشجاع. دمشق: الثورة، 15/8/2006م
26. د. فيوليت داغر: محصلة الشراكات بين الدول العربية وأوروبا بعد عشر سنوات. // لندن: الشرق الأوسط، 12/12/2005.
27. هيثم يحيى محمد: إعلام.. خارجي. !! بلا مجاملة. // دمشق: الثورة، 15/8/2006.
28. هيثم يحيى محمد: إعلامنا... والخارج (2) ! بلا مجاملة. // دمشق: الثورة، 27/8/2006.

أهمية البحث العلمي لتطوير الأداء الإعلامي

أهمية البحث العلمي لتطوير الأداء الإعلامي


محمد البخاري: دكتوراه علوم في العلوم السياسية DC من أكاديمية بناء الدولة والمجتمع التابعة لرئيس جمهورية أوزبكستان عن بحث: "العولمة وقضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة" (2005) اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب PhD، اختصاص صحافة. بروفيسور قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية.
مجموعة من الصحفيين والمتخصصين، العاملين في صحيفة تشرين الدمشقية قامت بعمل موسوم يستحق كل الاهتمام والتقدير ويبشر بربيع رائع. وقامت الصحيفة بنشره في عددها الصادر يوم 11 شباط 2007. وضمت هذه المجموعة الزملاء: يسرى المصري، وعارف العلي، وسناء يعقوب، وجمال حمامة، ونديم حاتم، وعمران محفوظ، وزهور كمالي، والهام العطار، ومصطفى برو، وموفق الجبر. والفنيون: حسان غانم، وفادي آل أمير براق، وأحمد عبادة.
قامت هذه المجموعة للمرة الأولى (والتعبير للمجموعة) باستطلاع عادات المطالعة عند شرائح متنوعة من قراء الصحف اليومية الرسمية الصادرة في دمشق (تشرين، والثورة، والبعث)، وشملت الفئات العمرية من سن الـ 13 وحتى الـ 46 عاماً وما فوق.
[1]
و هذا الاستطلاع عاد بي بالذاكرة لاستطلاعات قمت بتنفيذها بإشراف وزارة الإعلام خلال النصف الأول من ثمانينات القرن العشرين ضمن متطلبات الرسالة التي حصلت عنها على درجة الماجستير في الصحافة عام 1984 والمحفوظة في مكتبة الأسد الوطنية وتضمنت جزءاً منها،
[2] والاستطلاع الذي أجريته في سورية واليمن بإشراف وزارتي الإعلام في البلدين ضمن متطلبات الرسالة العلمية التي حصلت عنها على درجة دكتوراه الفلسفة في الصحافة عام 1988 و المحفوظة في مكتبة الأسد الوطنية تضمنت أهم نتائجه.[3]
وهنا لا بد من أن أشير للدراسات الكثيرة التي قام ويقوم بها الزملاء الصحفيون أثناء إعدادهم لاستطلاعاتهم ومقابلاتهم الصحفية والدراسات التي يجرونها عادة لجمع المادة اللازمة لموادهم الإعلامية، وعلى سبيل المثال المقابلة التي نشرتها صحيفة الثورة الدمشقية لمراسلها بشار فاعوري مع السيدة ديانا جبور مديرة التلفزيون وأشارت فيها إلى أنه "هناك برامج توقفت وبرامج اقتصر حضورها وعدد أيامها أما البرامج التي تحظى بمتابعة، ومعدوها قادرون على التجديد، فهي مستمرة، والاستمرار أو عدمه يجب أن تحكمه منهجية واضحة" ودعت صراحة "لإيجاد مراكز بحث واستقصاء للرأي تعتمد على معطيات راسخة في الاستمرار".
[4]
والمادة التي نشرت في نفس العدد وهاجم فيها الزميل سلمان عز الدين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون مستخدماً مصطلحات عسكرية لاتهام الهيئة (والقول للزميل) بإعلان التعبئة العامة والتساؤل عن ماهية توصيات هيئة أركانها التي ضمت مدراء ومعاونون مدراء ورؤساء أقسام قبل أيام لـ"تشكيل لجنة رصد لوجستي مدعومة عملياتياً وبالمطلق من مديريتي التشغيل في كل من الإذاعة والتلفزيون‏ وتأسيس مركز دراسات سياسي في الهيئة وهو ما يتطلب حفظ كافة التقارير والأفلام المصورة كمادة أرشيفية توثيقية بحيث تكون نواة لأرشيف سياسي مكتوب ومصور يستفاد منه حين الطلب.‏ وتشكيل لجنة استشارية سياسية مهمتها التعامل مع كل ما يتناول الشأن السوري في مختلف وسائل الإعلام العربية والدولية واقتراح كيفية التعامل معها بما يخلق حالة من المواكبة السياسية وبالشكل المناسب‏ واعتماد المبدأ البرامجي (اللقاء الخاص)، على سبيل المثال، للتعامل مع كل ما تتناوله وسائل الإعلام على أن يتم اختيار شكل البرنامج وشكل الرد وفق الظروف‏ والإقلاع فورا بما هو متوفر ريثما تستكمل بقية المستلزمات"، ورغم أهمية الخطوة التي أقدمت عليها الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون إلا أن الزميل يتهمها بتهمة تثبت أنه قليل الإطلاع على بديهيات الدراسات الإعلامية وبعيد جداً عن جوهر الحاجة للبحث العلمي لتطوير تخطيط عمل وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري.
[5]
والاستطلاع الذي أجراه الزميل سهيل الحمدان عن القارئ السوري في سوق الصحافة!! وأشار فيه إلى أن وسائل الإعلام وخاصة المقروءة (الصحف والمجلات) تهدف إلى الإقناع، ويمثل اختيار الناس أو الجماهير لواحدة أو أكثر منها أو لرسالة من رسائلها، رأياً عاماً حولها وحول موضوعاتها. وأنها تحوي وجهات النظر التي يرغب كاتبوها ويسمح لهم النظام السياسي بإيصالها إلى الناس، وأن الإعلام السوري تطور عموماً والمقروء خصوصاً بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، ولكن كيف يرى المواطنين عامة والعاملين في هذا القطاع خاصة هذا التطور وهل هو كاف لتلبية طموحاتهم ?
واختتم استطلاعه بنتيجة مفادها أن الصحف والمجلات هي وسيلة مهمة وضرورية لنقل الخبر والتثقيف والتوعية للمواطنين، إلا أنها تحتاج إلى زيادة هامش الحرية وعدم التدخل والاكتفاء بالتوجيه والإرشاد، وإذا ما أضيف إلى ذلك اختيار الكادر الكفء والمهني والنزيه فإنه في ظل هذه الحرية سيكون الصحفي والإعلامي متحملاً لمسؤولياته اتجاه المجتمع والحكومة وسيعمل بحيادية واحترافية، ومتحفزاً للتجديد والإبداع، مما سيزيد الثقة بالصحف وبأخبارها ومعلوماتها، ومن الضروري أن ُتستخدم هذه المسؤولية بشكل موضوعي وحيادي لتحسين الاتصال والثقة بين المواطنين والحكومة، وسيساعد في ذلك الإسراع بإصدار القانون الجديد للإعلام لضمان حرية الرأي والتعبير وتعديل قانون المطبوعات، والسماح بزيادة عدد الصحف والمجلات الحكومية والخاصة، كما أنه من الضروري إعادة النظر بأسس عملية دمج الصحف وإعادة هيكلة الصحف الحكومية من جديد على أسس علمية واضحة وسليمة وعملية.‏
[6]
ومثل هذه المواد ليست جديدة على صحافتنا فهي تجريها ولو ببعد في بعض الأحيان عن التخصص الستيوإعلامي، ولكنها تنشرها باستمرار، كما ويشير إلى الهامة منها الدليل السنوي لمكتبة الأسد الوطنية، وهذا أمر يثبت مرة أخرى أن صحفنا السورية تسير على خط سليم يهتم بالبحث العلمي الجاد ولو عرضياً ويتيح الطريق للرأي والرأي الآخر على صفحاتها وحتى في العدد الواحد. ولكن ما تحتاجه هذه الأبحاث في رأيي إيجاد جهاز متخصص يتوخي الدقة العلمية من حيث الدوافع لإجراء الأبحاث الستسيوإعلامية والوصول للمنتظر من نتائجها ليكون عوناً للمسؤول والمخطط الإعلامي ولوسائل الإعلام والاتصال الجماهيري لا عبئاً عليها. ولا أحد ينكر أن:
تأثير التبادل الإعلامي على عملية اتخاذ القرار: وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري تتمتع بتأثير كبير على الجمهور وخاصة في المجال السياسي، ولذلك كان لابد عند دراسة تأثير وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري على عملية اتخاذ القرار، من الأخذ بعين الاعتبار تأثير هذه الوسائل على الزعماء السياسيين (قادة الرأي)، واستناداً لعدة أبحاث، نرى أن قائد الرأي هذا لا يبحث غالباً عن دور قائد الرأي، وأحياناً ليس لديه شعور بدوره كقائد رأي. ولكن قادة الرأي هؤلاء يتميزون بعدة خصائص منها: أنهم يمثلون الجماعات التي ينتمون إليها، ويؤثرون فيها جيداً؛ وأنهم قادة للرأي في مجالات اختصاصهم، التي تتناسب والمجموعات التي يؤثرون فيها؛ وهم أكثر من غيرهم من أعضاء المجموعات التي ينتمون إليها معرضون لوسائل الإعلام والاتصال الجماهيري؛ وهم أكثر من غيرهم من أعضاء المجموعات التي ينتمون إليها على اتصال مع غيرهم من قادة الرأي؛ وأنهم متواجدين فعلاً في كل الأوساط والشرائح الاجتماعية.
وبما أن لوسائل الإعلام والاتصال الجماهيري دوراً محدداً في عملية التبادل الإعلامي، ولها المقدرة على تقرير ما ينبغي أن يقدم للساحة الإعلامية وما ينبغي الاحتفاظ به، ولهذا فإنها تتمتع بأهمية خاصة في العلاقات الدولية.
[7]
وقد تقوم وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري بمجرد نقل المعلومات الصادرة من قبل واضعي السياسات إلى الجمهور الإعلامي، دون أي اعتبار لدور الرأي العام في وضع تلك السياسات، كما يحدث في أكثر البلدان النامية.
أو قد تستخدم وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري لدعم أهداف سياسية معينة، أو لخلق أحداث معينة من خلال التمهيد لها، أو المساهمة في خلق ودعم وجهة النظر المعارضة، وهذا يفسر قيام بعض المخططين السياسيين، في البلدان المتقدمة بوجه الخصوص، بوضع وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري والرأي العام في مرتبة واحدة، يؤثر كلاً منها بالآخر ويعكس صورة الآخر، ويشمل هذا الوضع أيضاً واضعي السياسة الخارجية للدولة، من خلال تعاملهم مع وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري المحلية والدولية، والرأي العام المحلي والعالمي.
ويميل المخططون السياسيون إلى اعتبار أن وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري تعكس في الحقيقة مواقف الرأي العام، وكثيراً ما يقبل المخطط السياسي ما تنشره وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري على أنها انعكاس للحقيقة التي يراعيها عند رسم الخطة السياسية المطلوبة.
ولكن الحقيقة أن المؤسسات الإعلامية في أي بلد من بلدان العالم، غالباً ما تحدد أسبقيات ما تنشره وما لا تنشره من خلال ظروف تقنية بحتة لا علاقة لها البتة بالموضوع المنشور، وتتحكم بالزمن المتاح في الوسائل الإعلامية المسموعة والمرئية، والمساحة المتاحة على صفحات الصحف والمجلات.
ويؤثر التبادل الإعلامي على اتخاذ القرارات في السياسة الخارجية للدولة، من خلال مساهمته بإمداد أصحاب القرار بالمعلومات اللازمة، التي يمكن على أساسها اتخاذ قرار معين. ويبرز دور التبادل الإعلامي من خلال وكالات الأنباء والإذاعات المسموعة والمرئية العالمية، والصحف والمجلات الأكثر انتشاراً في العالم، إبان الأزمات السياسية والاقتصادية، والكوارث الطبيعية، والأخطار التي تهدد بلادهم أو تهدد البشرية، والصدامات العسكرية الساخنة، أو التهديد باستخدام القوة العسكرية على الساحة الدولية.
ويعتمد أصحاب القرارات الحاسمة عند دراستهم للظروف والأوضاع من كل الجوانب، قبل اتخاذ القرار اللازم، على ما توفره مصادر الإعلام والاتصال، والمصادر الدبلوماسية، ومصادر أجهزة أمن الدولة، ولهذا تعكف بعض المؤسسات العلمية على دراسة العلاقة بين عملية التبادل الإعلامي وعملية اتخاذ القرارات السياسية، من قبل الزعماء السياسيون، كواحدة من مؤشرات العلاقات الدولية بشكل عام.
ومن باكورة البحوث الإعلامية التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية، الدراسة التي قامت بها مجلة Public Opinion Quarterly لمعرفة عادات القراءة لدى قادة الرأي الأمريكيين،
[8] وأظهرت أن وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري المقروءة من قبل كبار قادة المؤسسات السياسية والاقتصادية الأمريكية، تعتبر مصادر معلومات يؤخذ بها من قبلهم، لاتخاذ القرار ومزاولة مختلف الأنشطة السياسية والاقتصادية. وتناولت الدراسة 545 شخصاً.
وأظهرت أن الشرائح الاجتماعية المدروسة تطالع الصحافة الدورية بنسب مؤوية تتراوح ما بين 84% و 2%، وأن أكثر الصحف مطالعة بين رجال الكونغرس هي الواشنطن بوست 82%، وأقلها مطالعة هي الوول ستريت جورنال 31%، ومن بين المجلات يو إس نيوز إند وورلد ريبورت 70% وأقلها فورين إفيرز 16% أي أن رجال الكونغرس يفضلون مطالعة الصحف أكثر من المجلات، بفارق واضح، وبينت الدراسة أن أكثر الشرائح الاجتماعية الداخلة في الدراسة مطالعة للصحف والمجلات، هي من العاملين في المؤسسات الصحفية نفسها، وأن هذه الشريحة تميل لمطالعة المجلات أكثر من الصحف.
وبقي التأكيد على أن دراسات عادات المطالعة والاستماع والمشاهدة، لدى قادة الرأي، ومن ثم دراسة مضمون المادة الإعلامية، المبنية على نتائج تلك الدراسات، تسمح للمخططين الإعلاميين بزيادة فاعلية وتأثير الحملات الإعلامية، وللمخططين السياسيين من زيادة فاعلية دور وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري، كواحدة من أدوات تنفيذ السياسة الرسمية للدولة، وكمصدر نافع من مصادر المعلومات لرسم تلك السياسة. وتوسيع دورها في عملية التبادل الإعلامي المحلي والدولي.
[9] وهذه الدراسات هامة جداً للتخطيط الإعلامي والحملات الإعلامية الموجهة.
الحملات الإعلامية الموجهة والتخطيط الإعلامي: أحدث التقدم العلمي والتكنولوجي الهائل في مجال وسائل الاتصال الجماهيري، تغييرات جوهرية في العلاقات المحلية والإقليمية والدولية. أثرت بدورها على دور الدولة التي كانت تحتكر السياسة الدولية في السابق، وأضعفت من دورها، وتخلت عن بعض وظائفها لمؤسسات أخرى، ولم يعد هناك مجال للتحدث عن السيادة الإعلامية للدولة، أو التحكم شبه الكامل أو شبه المطلق بعمليات التدفق الإعلامي إلى داخل الدول في القرن الحادي والعشرين، وأصبحت السيطرة التامة على نوعية وكمية المعلومات التي تتدفق إلى عقول الناس شبه مستحيلة بعد ظهور شبكة شبكات المعلومات "الإنترنيت" وغيرها من تقنيات الاتصال الحديثة.
وساهمت شبكات الاتصال الجماهيري الحديثة إلى حد كبير في تخطي حاجزي الزمان والمكان، بعد أن أصبح عدد هائل من الأشخاص مرتبطين معاً عبر أجهزة الكمبيوتر المشتركة في شبكة عالمية، من خلال شبكة الأقمار الصناعية، وهو ما زاد من تفاعل المجتمع المحلي مع المجتمع الدولي، وأصبحت عملية التبادل الإعلامي دولية وأكثر يسراً وسهولة، وهو ما زاد من أهمية تخطيط العمل الإعلامي، والتنسيق بين جهود مختلف الجهات على الساحات المحلية والإقليمية والدولية.
ويعتبر تخطيط العمل الإعلامي من أساسيات التبادل الإعلامي الدولي، ويتم من خلاله تحديد الأهداف العامة للخطة التي تراعي السياستين الداخلية والخارجية للدولة، وحصر الإمكانيات المادية والتقنية والبشرية وتصنيفها، وتحديد الوسائل والفترة الزمنية اللازمة لتحقيقها، مع المراعاة الدقيقة للتكاليف والجدوى الاقتصادية والسياسية للخطة الإعلامية.
ولتخطيط العمل الإعلامي إطاران أساسيان هما:
أولاً: الإطار النظري للخطة الإعلامية، ويشمل الأهداف محددة الغايات واضحة المعالم والعناصر، والأهداف المرنة التي لا تحتوي درجة كبيرة من التحديد ويمكن تطويرها وتكييفها مع الظروف أثناء التطبيق العملي.
وتشمل عملية التخطيط الإعلامي بشكل عام، مشاكل اختيار الوسائل لتحقيق أهداف الخطة من بين البدائل المتعددة، ومشاكل التدابير والإجراءات اللازمة لتحقيق أهداف الخطة، ومشاكل التطبيق والتنفيذ الفعلي للوصول إلى أهداف الخطة. من خلال اختيار:
[10]
الأهداف؛ الأهداف المحددة؛ الأهداف المرنة؛ الوسائل؛ مشكلة الخيارات؛ مشكلة التدابير؛ مشكلة التنفيذ.
وعند وضع أي خطة لابد من تحديد إطارها العام من أرقام ومؤشرات، ليتم معالجتها مع المشاكل المحتملة عند التنفيذ الفعلي للخطة الموضوعة.
وبعد الانتهاء من تحديد الإطار العام للخطة، تبدأ عملية تحديد الإطار التفصيلي عن طريق دراسة التفاصيل، وتحويل الأهداف العامة إلى أهداف تفصيلية، مع تحديد الوسائل انطلاقا من الإمكانيات المطلوبة والمتاحة فعلاً، والمدة الزمنية اللازمة للتنفيذ بدقة.
وكما هو متعارف عليه من الناحية الزمنية، هناك خططاً لدورة إعلامية واحدة ربع سنوية أو سنوية، وخطط متوسطة الأمد تتراوح عادة مابين الأربع والسبع سنوات، وفي أكثر الحالات هي خطط خمسية، أي لمدة خمس سنوات، وخطط طويلة الأمد وهي الخطط التي تزيد مدتها عن السبع سنوات.
[11] وتقسم عادة الخطط متوسطة الأمد، والخطط طويلة الأمد إلى خطط سنوية متكاملة، للاستفادة من إمكانية تجربتها وإجراء إصلاح عليها للاستفادة منها في خطط السنوات اللاحقة بقصد زيادة فاعليتها، وفقاً لمعطيات نتائج تنفيذ خطط السنوات السابقة. ومن المتعارف عليه أيضاً تقسيم الخطط السنوية إلى خطط ربع سنوية وشهرية وهكذا.
وهنا يجب على المخططين الإعلاميين أن يدركوا دائماً أن تخطيط العمل الإعلامي المحلي والدولي هو شكل من أشكال التخطيط السياسي، ويدخل في إطار تحقيق أهداف السياستين الداخلية والخارجية للدولة، ولا يجوز تخطيهما أبداً.
كما ويجب أن يدرك المخططون الإعلاميون أن ضمان التنفيذ الناجح لأي خطة كانت، مرتبط بمدى تحديد الأساليب الممكنة والملائمة لتحقيق الأهداف الموضوعة انطلاقاً من الإمكانيات الفعلية. وأن الأهداف الواقعية والواضحة، تسهل عملية التنفيذ وبالتالي: الوصول للأهداف المرتقبة، ومن عوامل النجاح الأخرى التقدير السليم للوسائل والإمكانيات والغايات، وبقدر ما تكون متناسقة، وتكون الغايات متوافقة مع الإمكانيات، بقدر ما يكون التنفيذ أكثر نجاحاً.
ولا بد من دراسة صلاحية الأهداف، من وجهة نظر احتمالات تحقيقها من خلال الإمكانيات المتاحة، وتقييم احتمالات تحقيق الهدف مع متغيرات الإمكانيات المتاحة، والذي يمكن الوصول إليه من خلال الخطوات التالية:
[12]
تحديد الاحتياجات اللازمة؛ ومقارنة الاحتياجات والإمكانيات المتاحة؛ وتحديد الهدف المطلوب الوصول إليه؛ وتقدير الإمكانيات المتاحة؛ وتقييم صلاحية الهدف.
وبعد الانتهاء من دراسة صلاحيات الأهداف، يتم الانتقال إلى عملية اختيار الأساليب من خلال البدائل المتاحة، وبعد دراسة تلك البدائل من كافة الجوانب يتم اختيار الأساليب الناجعة والملائمة من بين تلك البدائل، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة التالية، وهي وضع تفاصيل الخطة الإعلامية، والتي يجب أن تراعى فيها الخطوات العشرة التالية:
[13]
تحديد الأهداف ومضمون المادة الإعلامية؛ تحديد مجالات تنفيذ الخطة الإعلامية؛ أساليب تنفيذ الخطة الإعلامية؛ المسؤولين عن تنفيذ الخطة الإعلامية؛ المدة الزمنية اللازمة لتنفيذ الخطة الإعلامية؛ مستقبل المادة الإعلامية؛ المسؤول عن متابعة تنفيذ الخطة الإعلامية؛ وضع نظام لمتابعة تنفيذ الخطة الإعلامية؛ تقدير الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لتنفيذ الخطة الإعلامية؛ وأخيراً تقييم فاعلية تنفيذ الخطة الإعلامية.
وعلى المخططين الإعلاميين أن يأخذوا في اعتبارهم قوة وإمكانيات الإعلام المضاد على الساحة الإعلامية المستهدفة، ومحاولة الاحتفاظ بزمام المبادرة قدر الإمكان. وأن يبنوا خططهم على قدر كبير من المعلومات عن القطاع المستهدف من الخطة الإعلامية الدولية، والاستعانة بفريق عمل من المتخصصين في مجالات التخطيط، وخبراء الاقتصاد والسياسة الخارجية، والتبادل الإعلامي المحلي والدولي، ووسائل الإعلام والاتصال الجماهيري المحلية والدولية، والنظم السياسية، وتكنولوجيا وسائل الاتصال الحديثة، وغيرها من التخصصات حسبما تقتضي الظروف، مع توخي نتائج الخطط السابقة، والتجارب المحلية والإقليمية والعالمية في موضوع الخطة الإعلامية التي يعدونها، مع مراعاة آراء أولئك الممارسين للعمل الإعلامي المحلي والدولي فعلاً، ففي ملاحظاتهم الكثير مما يمكن أن يفيد في نجاح تنفيذ الخطة الإعلامية ووصولها لأهدافها المرجوة.
ثانياً: الإطار التطبيقي للخطة الإعلامية، ويأتي تلبية للمبادئ والأهداف التي تضمنتها خطة العمل الإعلامي المحلي أو الدولي، ومن أهم مبادئها الأساسية التنسيق بين الأجهزة والوسائل المختلفة للوصول إلى أفضل تنفيذ للخطة الإعلامية، وأعلى درجة من الفاعلية. من خلال الإجابة على أسئلة المعادلة التالية: من يتحدث ؟ مع من يتحدث ؟ عن ماذا يتحدث ؟ وعن التأثير المطلوب ؟
فالدبلوماسية الرسمية المعتمدة في الخارج، والدبلوماسية الشعبية (العلاقات العامة)، والزيارات الرسمية والإطلاعية والسياحية، والمعارض والمهرجانات الثقافية والفنية، واللقاءات والمؤتمرات الدولية، ووسائل الإعلام والاتصال الجماهيري كلها وسائل من وسائل تنفيذ الخطة الإعلامية، من خلال مخاطبتها للقطاعات المستهدفة في الخطة الإعلامية المحلية والإقليمية والدولية، والتي يمكن أن تكون: قيادات حاكمة‎؛ وقيادات وأعضاء البرلمان، والمعارضة البرلمانية؛ وقيادات الأحزاب السياسية، سواء أكانت داخل السلطة أم في صفوف المعارضة؛ وقيادات المنظمات الجماهيرية والمهنية والاجتماعية؛ وقيادات إعلامية؛ ورجال أعمال؛ وأقليات أو تجمعات دينية، أو عرقية، أو ثقافية، أو قومية؛ أو جاليات معينة؛ أو هيئات ثقافية، أو دينية؛ أو مشاركين في مهرجانات ثقافية أو فنية؛ أو من المشاركين في اللقاءات الرياضية؛ أو مشاركين في مؤتمرات ولقاءات سياسية واقتصادية وعلمية وتقنية؛ أو زوار لمعارض اقتصادية أو تجارية أو سياحية أو إعلامية أو فنية؛ أو جماهير عريضة عبر وسائل الاتصال والإعلام الجماهيري.
ومن خلال متابعة مراحل تنفيذ الخطة الإعلامية، من المفيد جداً دراسة متغيرات الساحة الإعلامية التي ينشطون فيها، وتشمل الوجود الإعلامي الصديق والمحايد والمضاد في تلك الساحة، ومجال التأثير الإعلامي على الشرائح والقطاعات المستهدفة، من خلال المفاهيم المتكونة مسبقاً لدى تلك الشرائح والقطاعات. وتزويد الجهات المسؤولة بالمعلومات عن تنفيذ مراحل الخطة الإعلامية المحلية أو الإقليمية أو الدولية ومتابعة تلك المعلومات تباعاً، من أجل المساعدة على تحديد المجموعات أو الشرائح أو القطاعات التي يجب مخاطبتها أكثر من غيرها، وتكييف القواعد التي يجب أن يلتزم بها كل المشاركين في تنفيذ الخطط الإعلامية المحلية والدولية، وإعداد المواد الإعلامية الرئيسية من معلومات وأخبار وملفات إعلامية تفيد في إنجاح تنفيذ الخطة الإعلامية وتساعد على الوصول لأقصى قدر ممكن من الفاعلية والتأثير.
فاعلية التبادل الإعلامي: ووسائل الإعلام والاتصال الجماهيري تساعد على تكوين المواقف من القضايا المطروحة أو تضخيمها، وتلعب دوراً كبيراً في عملية التغيير السياسي والاجتماعي والثقافي والفكري، لدى القراء والمستمعين والمشاهدين.
وتساعد وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري في تدعيم سلوك الجمهور الإعلامي من موقف معين، أو التشكيك به، أو رفضه، أو تغييره لصالح موقف جديد. وهذا متوقف على مدى تكثيف الحملة الإعلامية والوسائل المستخدمة فيها، ومدى وضوح موقف مستقبل المادة الإعلامية للقائم بالاتصال، أو تعرض مستقبل المادة الإعلامية لموقف إعلامي غير متماسك أو لصور نمطية متكررة سبق لمستقبل المادة الإعلامية وتعرض لها، ومدى تحيزه لمضمون المادة الإعلامية بحد ذاتها.
[14]
ولابد للقائم بالاتصال من معايير خاصة يعتمد عليها، من أجل الوصول إلى فاعلية أكبر من الحملات الإعلامية الدولية، وإمكانيات أكثر للوصول إلى الأهداف المرسومة للحملة الإعلامية، ولابد من مقاييس يعتمد عليها المخططون للحملات الإعلامية، والقائمون بالاتصال لتحديد مدى نجاح أو فشل الحملة الإعلامية، ومن تلك المعايير مثلاً القدرة على التصدي للإعلام المضاد الموجه لنفس الساحة الإعلامية، ومدى قدرة وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري المستخدمة من قبل القائمين بالاتصال على انتزاع المبادرة من الإعلام المضاد والتوجه إلى الجمهور الإعلامي بشكل أكثر فاعلية في المواضيع المطروحة.
والمعيار الإعلامي من الأمور الهامة جداً لقياس راجع صدى المادة الإعلامية، ومعرفة مدى نجاح الحملة الإعلامية، ولو أن ظروف التأزم أو الانفراج تعتبر من الأمور الخارجة عن نطاق المعايير الإعلامية، ولكن الحملات الإعلامية قد تؤدي في بعض الحالات إلى انفراج أو خلق الأزمات في التفاعلات السياسية والاجتماعية المتشعبة.
ومن المناهج المستخدمة لقياس راجع الصدى في الحملات الإعلامية، نذكر: المناهج الاستقرائية: التي طورتها إدارة الإعلام والتعليم في جيش الولايات المتحدة الأمريكية من خلال البحوث التطبيقية التي أجرتها إبان الحرب العالمية الثانية، وأعقبتها أبحاث هوفلاند وزملائه، وجرى من خلالها قياس تأثير الاتصال من خلال التجريب المحكم بالتركيز على العناصر التالية:
[15] القائم بالاتصال: وتبين أن تأثير المادة الإعلامية يزداد في حالة إذا كان القائم بالاتصال ينقل مواقف تتماشى ومواقف مستقبل المادة الإعلامية، وأن المستقبل يبدأ بنسيان مصدر المادة الإعلامية، أو القائم بالاتصال بعد مدة وجيزة، وهو ما أطلق عليه اسم الأثر النائم وهناك عوامل مساعدة أخرى لزيادة التأثير الذي يمارسه القائم بالاتصال، على مستقبل المادة الإعلامية كالسن والجنس والمظهر الخارجي للقائم بالاتصال؛ والمادة الإعلامية: وتبين أن زيادة فاعلية الحملة الإعلامية يمكن أن يتم في حال إذا تمشت المادة الإعلامية مع أهداف الحملة الإعلامية، واحتياجات مستقبلي المادة الإعلامية، والقيم السائدة والمواقف الفكرية والآراء والمعتقدات الخاصة بهم. ولوحظ أيضاً أن العرض الجزئي للمشكلة أكثر تأثيراً لدى المستقبل إذا كان محدود الثقافة والتعليم، وأن عرض المشكلة من كل جوانبها يكون أكثر تأثيراً على المستقبل الذي حصل على نسبة أعلى من التعليم والثقافة، أو إذا كان المستقبل يعارض مبدئياً مضمون المادة الإعلامية، وهذا يمكن أن يساعد على تحصين المستقبل ضد الدعاية المضادة، فيما لو روعيت عناصر اختيار المصادر الإعلامية، والطريقة التي يتم من خلالها عرض المادة الإعلامية، مع التطورات السابقة واللاحقة للقضايا المطروحة؛ والوسيلة الإعلامية: تبين أن المادة الإعلامية والوسيلة الإعلامية مرتبطتان الواحدة بالأخرى، لأن طريقة عرض وتقديم المادة الإعلامية مرتبط بالتأثير الإعلامي إلى درجة تعادل أهمية المادة الإعلامية نفسها، وأنه لابد من مراعاة مدى انتشار كل وسيلة إعلامية جماهيرية في الوسط المستهدف من الحملة الإعلامية قبل استخدامها، واختيار الوسيلة التي يمكن أن تعطي أكبر قدر ممكن من التأثير والفاعلية الإعلامية، وهناك من يرجح الاتصال المباشر، ومن يرجح الإذاعة المسموعة، ومن يرجح الإذاعة المرئية، وهناك من يرجح المادة المطبوعة، وكلها احتمالات يمكن الاستفادة منها في حدودها الممكنة؛ ومستقبل المادة الإعلامية: ويتوقف على معرفة خصائص مستقبل المادة الإعلامية من النواحي الثقافية والفكرية والمعتقدات والمواقف السياسية وأنماط السلوك والسن والجنس والوضع التعليمي والوضع الاجتماعي والاقتصادي، والعنصري والإقليم الجغرافي والتنظيم أو النظام الذي ينتمي إليه. والمناهج الاستنباطية: التي تعتمد على النظرية السلوكية، وتركز على تغيير المواقف وتكوينها وتعديلها، ونظرية المعرفة، التي تعمل على شرح تكوين المواقف وتعديلها والتنبؤ بأثر عملية الاتصال، والتركيز على تعديل المواقف من خلال معتقدات وعواطف الفرد، وتحقيق التوافق المنطقي لمعارف الفرد، تعتمد كلها على عملية الاتصال. فما هو الاتصال ؟
وسائل الاتصال كمصدر للتبادل الإعلامي: عناصر الاتصال: عملية الاتصال في عملية التبادل الإعلامي، هي مجموعة وسائل تربط بني البشر بعضهم ببعض، وتحقق تفاعلات في العلاقات الإنسانية، وقد تعرَّف بأنها عملية تغيير المفاهيم باستعمال اللغة أو أي وسيلة من وسائل الاتصال الأخرى المتيسرة، وعملية الاتصال تهدف إحداث تجاوب مع الأشخاص المستهدفين من عملية الاتصال، وبعبارة أخرى محاولة مشاركة المستهدفين في استيعاب المعلومات أو نقل فكرة أو اتجاه فكري معين إليهم.
[16] ويعرَّف الاتصال أيضاً بأنه عملية يتم من خلالها تبادل المفاهيم بين الأفراد وذلك باستخدام نظام الرموز المتعارف عليها، ويعتبر استخدام الكلمة من أكثر طرق الاتصال شيوعاً بين المرسل والمتلقي.
ويمتد علم الاتصال بجذوره في التاريخ إلى أرسطو الذي وضع أسساً علمية لعملية الاتصال لم تزل قائمة حتى الآن تصور التفاعل بين (الخطيب - المرسل) و(الجمهور المستهدف - المستقبل) وتقوم على أن يعد المرسل (مادته - خطبته) بصورة شيقة وجذابة ومقنعة، حتى يمكنها التأثير بالقطاع المستهدف، لأنه لا قيمة للاتصال، من وجهة نظر أرسطو ما لم يكن مقبولاً ومفهوماً من (الجمهور المستهدف - المستقبل).
[17] وهنا يتضح محور العلاقة التي أوجدها وحددها أرسطو بين المرسل، والمادة الإعلامية والمستقبل، حيث قسم أرسطو الموقف الاتصالي إلى ثلاث مراحل:
الخطيب الخطبة الجمهور
وأوجب أرسطو على (الخطيب - المرسل) أن يدرك ما يعتمل في نفوس الجمهور المستهدف من قيم ومبادئ ومعايير وسنن اجتماعية، وعلى أساس إدراك الجمهور للمادة الإعلامية يتأثر بتفسيره لها، وهذا التفسير يعتمد على الأوضاع الاجتماعية للجمهور المستهدف من حيث النشأة الاجتماعية، والإطار أو النسق القيمي الذي يلتزم به.
[18]
أما الموقف الاتصالي لدى ابن خلدون فينحصر بالآتي: المرسل: ومن رأي ابن خلدون أن الناقلين " الصحفيين" لا يعرفون القصد مما عاينوا أو سمعوا، وينقلون الخبر على ما في ظنهم وتخمينهم فيقعون في الكذب في كثير من الأحيان؛ المادة الإعلامية: التي من الضروري مناقشتها في ذاتها للوقوف على مدى اتفاقها مع طبيعة الأمور، ومع الظروف والملابسات التي يحكيها الراوي - المرسل - ومناقشة مادة تلك الرواية – المادة الإعلامية؛ المستقبل: وقد أوجب ابن خلدون عليه أن يتأكد من أمانة الراوي - المرسل، وصدقه وسلامة ذهنه، وطهارة عقيدته، ومتانة خلقه، وقيمته الشخصية.
[19] وتسلط هذه النظرة الضوء على حقيقة المادة الإعلامية وأمانة المرسل، ومستوى استيعاب المستقبل.[20]
وهناك عدة نظريات حديثة للاتصال منها على سبيل المثال لا الحصر نظرية كولن في الاتصال والتي يمكن تلخيص الموقف الاتصالي فيها على النحو التالي: المرسل: الذي يستمد من عقله المادة الإعلامية التي يرغب في توصيلها إلى شخص آخر؛ المادة الإعلامية: التي يستخدم الإنسان عقله وقدراته واستعداداته النفسية مثل التذكر والإدراك والانتباه لاستيعابها؛ التغذية العكسية: أو راجع الصدى وهي الاستجابة للمادة الإعلامية (المثير) التي أرسلها المرسل، لتكمل الدورة الاتصالية.
[21]
وتعتمد هذه النظرية على القدرات الذهنية للإنسان باعتباره المركز الرئيسي للاتصال سواء في الإرسال أم في الاستقبال.
أما ستيفنسون فقد ربط بين نظريته في الاتصال و"الإمتاع" على أساس أن "المستقبل" يشعر بالاستغراق والمتعة فيما يقرأ أو يسمع أو يشاهد لاسيما عبر وسائل الاتصال الجماهيري، وأنه لكي تستمر المتعة فيما يقرأ أو يسمع أو يشاهد فمن الضروري أن تتخلل العملية الاتصالية بعض المقاطع الموسيقية أو الأغنيات الخفيفة لتقليل حالة الضغط الإعلامي على المستقبل. ويلاحظ أن من شروط الموقف الاتصالي في هذه النظرية:
إلزام المرسل بإيديولوجية المجتمع التي من أهدافها ربط المواطنين بمجتمعهم والارتقاء بأذواقهم في مختلف النواحي الاجتماعية والثقافية؛ صياغة المادة الإعلامية بأسلوب شيّق يعتمد على الإمتاع بشكل يجعل المستقبل على اتصال مستمر بمصدر المعلومات؛
[22] إتاحة الفرصة للمستقبل للدخول في حوار مع المرسل، كي يؤدي هذا إلى تكوين رأي عام مستنير، يعتمد على الحقائق الواضحة، وليس على ما تقدمه له الأجهزة التنفيذية، دون أن تكون للجماهير حق معرفة مصادر وصدق وثبات ما يقدم لها من معلومات.[23]
أما نظرية لازر سفيلن فتلخص الموقف الاتصالي على النحو التالي: المرسل: وهو الذي يؤلف وينقل المادة الإعلامية؛ المادة الإعلامية: وهي ما يرغب المرسل إرساله للمستقبل من خلال وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري؛ المستقبل (الجمهور الإعلامي): وهذا الجمهور- من وجهة نظر تلك النظرية لا يتأثر بالمادة الإعلامية مباشرة وإنما يتأثر بها أكثر إذا ما نقلت إليه المادة الإعلامية مرة أخرى عن طريق قادة الرأي ويمكن تصور مفهوم قادة الرأي من خلال الدراسات التي أجريت على بنية الاتصال في المجتمعات القروية. حيث يحتكر قائد الرأي بعض الأساليب الاتصالية (القراءة) أو أجهزة الاتصال (جهاز استقبال إذاعي أو تلفزيوني) مثلاً. ومن خلال متابعته للقراءة أو الاستماع أو المشاهدة، يستطيع إعادة صياغة المادة الإعلامية بشكل يتفق مع الحالة المعنوية للمستقبل.
[24]
أما نظرية إسفيروس في الاتصال فقد ركزت على عملية الاتصال كظاهرة اجتماعية تقوم على التفاعل الذي يتحقق في المجتمع وعلى ارتباط بقية الظواهر الاجتماعية الأخرى ببعضها. واعتبر عملية الاتصال موضوعاً إنسانياً بالدرجة الأولى.
[25] ومن ذلك فإن الموقف الاتصالي في هذه النظرية يقوم على: المرسل: وهو المجتمع؛ المادة الإعلامية: وهي التعبير الموضوعي عن نمط تفكير الجماهير وروحها وميولها واتجاهاتها؛ المستقبل: وهو المجتمع أيضاً؛ وسائل الاتصال: الصحف، والإذاعة المسموعة والمرئية، وهي منابر لا يرتقيها القادة السياسيون فحسب، وإنما يجب أن ترتقيها الجماهير أيضاً، لكي تعبر عن مطالبها وآمالها، وتشترك بالرأي في إدارة شؤون المجتمع التي ليست حكراً على أحد.[26]
أما ويفر وشانون فيحددان العلاقة بين المرسل والمادة والمستقبل بقولهما: المرسل: (أخصائي اجتماعي) ينتخب أو يختار مادة إعلامية (مجموعة توجيهات) يرغب في توصيلها إلى مستقبل (مبحوث) ويضطر لتحويل مادته الإعلامية إلى رموز، يمكن نقلها عبر قنوات الاتصال إلى المستقبل (المبحوث). وبذلك يكون نمط تفكير وأسلوب الأخصائي الاجتماعي هو مصدر المعلومات؛ المادة الإعلامية: وهي عبارة عن مجموعة توجيهات من أخصائي إلى مبحوث يتولى صوت الأخصائي الاجتماعي توصيلها، وتقوم الموجات الصوتية بدور قناة الاتصال الرئيسية لعملية الاتصال؛ المستقبل: وهو الذي يتلقى المادة الإعلامية ويقوم بتحويلها إلى الرموز التي كانت عليه في هيئتها الأولى، وبذلك يكون نمط تفكير المبحوث هو الهدف الذي يرمي الأخصائي الاجتماعي إلى وصول التوجيهات إليه. على حين تمثل أذن المبحوث جهاز الاستقبال لتلقى المعلومات.
[27]
أما هودينت فقد حدد عناصر عملية الاتصال الفعالة في سبعة عناصر هي: مشكلة؛ مرسل؛ رسالة؛ وسيلة؛ أحياناً ناقل؛ وسيلة مستقبل؛ استجابة.
[28]
والسؤال الذي يمكن طرحه الآن، هو: كيف تؤثر وسائل الإعلام لإشباع حاجات الفرد الاجتماعية ؟ والجواب أن وسائل الإعلام تنشر معلومات وتزوِّد الأفراد بعدد من الموضوعات تسهِّل على المؤسسة، عملية الاتصال التي أصبحت اليوم متبادلة، وهذا يعني أن وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري تقدم إلى جمهور واسع، معلومات عن أحداث أو ظواهر معينة، لها أهمية اجتماعية.
ولا تتوفر للإنسان دائماً الفرصة ليكوِّن علاقات مع الآخرين وهو وحيد لأسباب مختلفة. وهذا النقص في الارتباط بالعالم الخارجي ربما يؤدي به إلى اليأس، ويستطيع جهاز الاستقبال الإذاعي المسموع أو المرئي أن يسدي له خدمة كبرى. لأن صوت جهاز الاستقبال الإذاعي المسموع يبعد عنه شعوره بالوحدة وهي إحدى الخدمات النفسية المهمة التي يؤديها جهاز الاستقبال الإذاعي المسموع وهذا ينطبق على جهاز الاستقبال الإذاعي المرئي، ولكن لماذا يعير عدد كبير من الناس الذين يعانون من هذا النقص في الروابط الاجتماعية، اهتماماً كبيراً لوسائل الإعلام والاتصال الجماهيري ؟
[29]
والجواب أن الإنسان يحتاج للارتباط بالآخرين وهذه حقيقة لا جدل فيها، ولكن هذا الارتباط يتطلب منه درجة معينة من التكيف. وتستطيع وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري أن تزوده بتعويضات تتطلب منه درجة معينة من التكيِّف. كما وتستطيع وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري أن تزوِّده بتعويضات لإشباع حاجته للاتصال بالآخرين ضمن المجتمع الإنساني، وليستطيع تكوين صلات اجتماعية مع أشخاص يتمتعون بأهمية اجتماعية كبيرة عبر وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري، ويستطيع كذلك أن يناقش ويجادل، ويستطيع أن ينهي المناقشة بإشارة من يديه عندما يرغب ذلك.
[30]
وهكذا فإن إشباع حاجة التكيُّف والملائمة من خلال وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري، أصبحت اليوم عنصراً ضرورياً في حياة الإنسان المعاصر، ويبدو أن قضية التكيُّف ليست متعلقة بسؤال ماذا ؟ وحسب، وإنما كذلك بـ كيف ؟ ولماذا ؟ وهذا يعني أن الإنسان يحتاج أيضاً للتكيُّف والتعلم، وأن هذا التكيف يعلمه أي سلوك عليه أن يتبناه حيال مواقف معينة، وتسدي وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري له النصيحة حول كيفية التصرف في مواقف معينة كي يصل إلى إشباع أكبر قدر من حاجاته. وتأثير وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري في هذا المجال واسع جداً لأنه يفترض أن تزوِّد الفرد بخلاصات مميزة لقيم المجتمع ومستجداته.
[31]
ولا تكتمل دائرة الاتصال إلا حين توفر للموقف التعليمي جميع العناصر اللازمة لعملية الاتصال ويدل توافر هذه العناصر على أن الدائرة تؤدي عملها بغض النظر عن طبيعة التعليم المنتظر. ولتقدير فاعلية التعليم ينبغي مراعاة تركيز انتباه خاص للتغييرات التي تبدو متداخلة ومؤثرة في هذه العملية.
و يمكن تحديد العلاقة بين عناصر الاتصال بما يلي: أولاً: المصدر: سواء أكان فرداً أو جماعة، فهو عامل هام في الاتصال ويتوقف أداؤه لمهمته على أنواع المتغيرات التي تضمنها عملية الاتصال بصرف النظر عن إمكانية توجيهها أو ضبطها، وقد لا تتوافر مصادر المعلومات الكافية والمناسبة، وربما تعوز المصدر المهارة اللازمة لإعداد مضمون مادته الإعلامية بدقة وفعالية، فإذا كان المصدر شخصاً ما، فما هي اتجاهاته نحو عمله ونحو مستقبلي المادة الإعلامية، ونحو وسيلة الاتصال والإعلام التي يستخدمها، إذا كانت هناك وسيلة اتصال إعلامية ؟ وهذه بعض العوامل المؤثرة في عملية الاتصال في التعليم ونقل الخبرة؛
[32] وثانياً: يتطلب استكمال دائرة الاتصال تواجد المصدر في جانب والمستقبل في جانب آخر، ولو أن المصدر قد يكون هو المستقبل في نفس الوقت، فإننا نتحدث هنا عن شخصين مختلفين، وكما كانت توجهات المصدر مهمة فإن اتجاهات المستقبل لا تقل أهمية عنها، وإذا كان لدى المستقبل اتجاه سلبي نحو المصدر فإن عملية التعليم ونقل الخبرة تصبح قليلة الفاعلية، وقد تكون النتيجة مشابهة للشعور المماثل الذي يشعر به المستقبل اتجاه الكتاب أو المواد التعليمية الأخرى، عندما لا يكون في حالة تقبل للمصدر. وأكثر من ذلك فإن استقبال المادة الإعلامية يتطلب مهارات معينة، وبصرف النظر عن قدرة المستقبل على استخلاص المعاني والقراءة المناسبة والاستماع والتفكير فإن هناك متغيرات هامة ينبغي اعتبارها في الموقف التعليمي والاتصالي؛ وثالثاً: المادة الإعلامية: وتعتبر عملية تضمين المادة الإعلامية واستخلاص محتواها خطوة هامة في عملية الاتصال. فقد يستخدم المصدر بعض المصطلحات كرموز لجميع أجزاء ومقاطع المعلومات، مما يؤدي إلى صعوبة فهمها من قبل المستقبل، ويؤدي إلى إضعاف عملية الاتصال، مثال ما يحدث في تعليم لغة أجنبية، فإذا أغفل المصدر مستوى المستقبل، وطبيعة المادة والأسلوب الذي تقدم به المعلومات، والأفكار، فمن دون شك ستتعرض معلومات كثيرة للضياع، بصرف النظر عن شكل أو أسلوب الاتصال المستخدم، ولهذا يجب على القائم بالاتصال أن يعالج المادة الإعلامية بشكل ملائم ومنسق وأن يعاد صياغة المادة الإعلامية في كل مرة لضمان الاستقبال النافع والفعال بمضمونها؛ ورابعاً: التوافق بين المرسل والمستقبل: ويمكن أن يكون التوافق عندما يراعى في عملية الاتصال مستوى الخبرة المتوفرة لدى الطرفين في إطار المعلومات السياسية، والاجتماعية، والثقافية، وغيرها. وفي بعض الحالات لا يملك المصدر الصورة الواضحة عن مستوى استيعاب المستقبل وقدراته ونجد أن اللغة المستخدمة والأمثلة المختارة والأسلوب الذي تقدم به المعلومات لا تؤدي لاستقبال واضح ودقيق عند المستقبل، الذي يمكنه في هذه الحالة الاستجابة للمثير من خلال خبراته ومعلوماته المتعلقة بموضوع المادة الإعلامية.[33]
وخلاصة القول أن وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري، هي: ركائز أساسية لتبادل الأفكار والمعلومات بين أفراد المجتمع، وتعد أساساً لتفاعلاته الاجتماعية وتقريب وجهات النظر بين مجتمعات مختلفة وخاصة بين مواطني البلد الواحد.
والبحوث الستسيوإعلامية الميدانية هامة لنجاح السياسات الإعلامية الوطنية، بشرط أن تشمل تلك الدراسات عادات المطالعة والاستماع والمشاهدة، والخدمات الإعلامية الفعلية التي تقوم بها وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري تلبية لحاجات الشرائح الاجتماعية، وتحليل مضمونها الإعلامي، وقياس فاعلية وراجع صدى المادة الإعلامية بشكل دائم ومستمر دون انقطاع. خدمة للمسؤولين عن وضع أسس السياسة الإعلامية، وتخطيط الأداء الإعلامي لبلوغ أهدافها المرسومة محلياً وإقليمياً ودولياً.
طشقند في 31/12/2007
مراجع استخدمت في البحث:
1. إدوارد كوين: مقدمة إلى وسائل الاتصال. ترجمة وديع فلسطين. القاهرة: مطابع الأهرام، 1977.
2. د. الإدريس العلمي: الإعلام الذي نريده: دراسة مقدمة إلى لجنة أليسكو لدراسة قضايا الإعلام والاتصال في الوطن العربي. 1983.
3. أوسكار لانجه: التخطيط والتنمية الاقتصادية. دمشق: مركز الدراسات الاقتصادية. 1970.
4. أندريه بوفر: مدخل إلى الإستراتيجية العسكرية. ترجمة: الهيثم الأيوبي. بيروت: دار الطليعة، 1968.
5. بشار فاعوري: مديرة التلفزيون: صلاحياتي محدودة نسبياً و التحسينات طفيفة .. لكنها مستمرة. فضائيات. // دمشق: صحيفة الثورة، 15/2/2007.
6. التقرير الختامي لندوة خبراء "إستراتيجية تنميـة القـوى العاملـة العـربية في بغداد" 4-6 تشرين أول/أكتوبر 1982. بغداد: مجلة العمل العربي العدد 25/1982.
7. د. جبار عودة العبيدي، هادي حسن عليوي: مدخل في سياسة الإعلام العربي والاتصال. صنعاء: مكتبة الجيل الجديد، 1993.
8. حسين العودات: الإعلام والتنمية. دراسة مقدمة إلى ندوة خبراء السياسات الإعلامية والوطنية. بنغازي 25-28 نيسان/ أبريل 1983.
9. جواد مرقة: متخذو القرار الإعلامي العربي والمتوسطي والإفريقي. // عمان: صحيفة الدستور، 1/7/1997.
10. رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة: مرشلي محمد. الجزائر: ديوان المطبوعات الجامعية، 1984.
11. سلمان عزالدين: بالمرصاد... فضائيات. // دمشق، صحيفة الثورة، 15/2/2007.
12. سها سهيل المقدم: مقومات التنمية الاجتماعية وتحدياتها. بيروت: معهد الإنماء العربي. 1978.
13. سهيل الحمدان: استطلاع الثورة الشهري:القارئ السوري في سوق الصحافة!! 62% درجة الثقة بالصحف المحلية ... 51% درجة الحرية الإعلامية ومثلها شعور الصحفيين بالمسؤولية. بيت الخبرة للدراسات والاستشارات الاقتصادية. // دمشق: صحيفة الثورة، الأربعاء 3/5/2006.
14. د. سهير بركات: الإعلام الإنمائي وإعداد البنية البشرية الإعلامية العربية. // مجلة الإعلام العربي العدد 2، كانون أول/ديسمبر 1982.
15. د. طلال البابا: قضايا التخلف والتنمية في العالم الثالث. بيروت: دار الطليعة. 1971.
16. د. عبد الوهاب مطر الداهري: دراسات في اقتصاديات الوطن العربي. بغداد: معهد البحوث والدراسات العربية. 1983.
17. عمر الجويلي: العلاقات الدولية في عصر المعلومات. // القاهرة: مجلة السياسة الدولية. العدد 123/ يناير 1996.
18. د. صابر فلحوط، د. محمد البخاري: العولمة والتبادل الإعلامي الدولي. دمشق: دار علاء الدين للنشر، 1999.
19. في أول استطلاع للرأي العام .. استطلاع تشرين .. القراء اليوميين للصحف الرسمية في تراجع 39%. // دمشق: صحيفة تشرين. 11/2/2007.
20. د. كمال بلان، وسليمان الخطيب: المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي ومدلولاتها على التنمية. تونس: مجلة الإعلام العربي. المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليسكو). العدد 2/1982.
21. ليدل هارت: الإستراتيجية وتاريخها في العالم.ترجمة: الهيثم الأيوبي. دار الطليعة، بيروت 1967.
22. ليستريبرسون: ماذا يجري في العالم الغني والعالم الفقير. إعداد إبراهيم نافع، القاهرة، دار المعارف بمصر 1971.
23. د. محمد البخاري: التبادل الإعلامي الدولي والعلاقات الدولية. مقرر جامعي لطلاب مرحلة الماجستير. طشقند: معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
24. د. محمد البخاري: التفاعلات السياسية في وسائل الإعلام الجماهيرية. مقرر جامعي. طشقند: معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)
25. د. محمد البخاري: "العولمة وقضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة" بحث للحصول على درجة دكتوراه العلوم في العلوم السياسية DC من أكاديمية بناء الدولة والمجتمع التابعة لرئيس جمهورية أوزبكستان الاختصاص: 23.00.03 الثقافة السياسية والأيديولوجية، و23.00.04 القضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. طشقند: 2005.
26. د. محمد البخاري: قضايا التبادل الإعلامي الدولي في ظروف العلاقات الدولية المعاصرة. مقرر جامعي. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، طشقند: مطبعة "بصمة" 2004. (باللغة الروسية)
27. د. محمد البخاري: العلاقات العامة الدولية كهدف من أهداف التبادل الإعلامي الدولي. مقرر لطلاب الدراسات العليا (الماجستير)، طشقند: معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية. 2000. (باللغة الروسية)
28. د. محمد البخاري: أهمية البحوث الميدانية في نجاح السياسات الإعلامية العربية. صحيفة الثورة، صنعاء العدد 9335/1990.
29. د. محمد البخاري: التخطيط الإعلامي السليم شرط أساسي للإعلام الناجح، والبحوث الميدانية من أولوياته. صحيفة 26 سبتمبر، العدد 407/1990.
30. د. محمد البخاري: وسائل الإعلام الوطنية ودورها في تعميق الثقافة القومية وتطوير التعليم. صحيفة 26 سبتمبر، صنعاء العدد 326/1989.
31. د. محمد البخاري: "دور وسائل الإعلام الجماهيرية في التنمية والثقافة والتعليم" بحث للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في الأدب phD اختصاص: 10.01.10 صحافة، من جامعة موسكو الحكومية، موسكو: 1988. (باللغة الروسية)
32. محمد البخاري: "دور الصحافة السورية في التنمية والثقافة والتعليم" بحث للحصول على درجة الماجستير في الصحافة من جامعة طشقند الحكومية، طشقند: 1984. (باللغة الروسية)
33. د. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1990.
34. د. محمد محمود الإمام: التخطيط من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية. معهد الدراسات العربية العالية. جامعة الدول العربية، 1962.
35. محمد عاطف غيث: التنمية الشاملة والتغير الاجتماعي. بيروت: مطبعة كريدية. 1974.
36. محمد مصالحة: نحو مقترب علمي لحق الاتصال في الوطن العربي. // مجلة شؤون عربية العدد 24 آذار/مارس 1983.
37. مقدمة ابن خلدون. بيروت: دار القلم، 1978.
38. نادي روما: من التحدي إلى الحوار. ج2، ترجمة عيسى عصفور. دمشق: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، 1980.
39. ولبر شرام: وسائل الإعلام والتنمية القومية. ترجمة أديب يوسف. دمشق: وزارة الثقافة، 1969.
40. اليونسكو: التقرير الختامي للجنة الدولية لدراسة مشكلات الإعلان. باريس: 1978.
41. B.E. Goetz, Management, Planning and control, Mc Graw - Hill Book Co., 1949.
42. Joseph T. Klapper: The Effects of Mass Communication. New York, Free Press, 1960.
43. John Martin: Effectiveness of International Propaganda, The Annals of the American Academy of Political and social Science, Vol. 398, Nov. 1971.
44. J. Argenti, Corporate Planning, A practical Guide Edinburgh, G. Allen and Lenwin Ltd., 1968.
45. Habil Erhart Knauthe, Industrialization, Planning, financing in Developing Countries, Wdition Leipzig, German Democratic Republic, 1970.
46. Carlo Mongardini: A new definition of the concept of development. The New International Economic Order, Vienna 1980.
هوامش:
[1] في أول استطلاع للرأي العام .. استطلاع تشرين.. القراء اليوميين للصحف الرسمية في تراجع 39%. // دمشق: صحيفة تشرين. 11/2/2007.[2] محمد البخاري: "دور الصحافة السورية في التنمية والثقافة والتعليم" بحث للحصول على درجة الماجستير في الصحافة من جامعة طشقند الحكومية، 1984. (باللغة الروسية)[3] د. محمد البخاري: "دور وسائل الإعلام الجماهيرية في التنمية والثقافة والتعليم" بحث للحصول على درجة دكتوراه الفلسفة في الأدب phD (اختصاص: 10.01.10 صحافة) من جامعة موسكو الحكومية، 1988. (باللغة الروسية)[4] بشار فاعوري: مديرة التلفزيون: صلاحياتي محدودة نسبياً و التحسينات طفيفة .. لكنها مستمرة. فضائيات. // دمشق: الثورة، 15/2/2007.6 سلمان عزالدين: بالمرصاد... فضائيات. // دمشق، الثورة، الخميس 15/2/2007.7 سهيل الحمدان: استطلاع الثورة الشهري. // دمشق: صحيفة الثورة، الأربعاء 3/5/2006.[7] جواد مرقة: متخذو القرار الإعلامي العربي والمتوسطي والإفريقي. // عمان: صحيفة الدستور، 1/7/1997.[8] رولان كايرول: الصحافة المكتوبة والسمعية البصرية. ترجمة: مرشلي محمد. ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر 1984. ص 631-658؛ - د. محمد علي العويني: الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق. مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة 1990. ص 65-70.[9] للمزيد أنظر: التبادل الإعلامي الدولي والعلاقات الدولية. مقرر جامعي لطلاب مرحلة الماجستير. معهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، 2006. (باللغة الروسية)[10] د. محمد علي العويني: مصدر سابق ص 193. ود. محمد محمود الإمام: التخطيط من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية. معهد الدراسات العربية العالية. جامعة الدول العربية، 1962. ص. 21-22. وعمر الجويلي: العلاقات الدولية في عصر المعلومات. مجلة السياسة الدولية. العدد 123/ يناير 1996. ص 83-101.[11] د. محمد علي العويني: مصدر سابق ص 195. و
- Habil Erhart Knauthe, Industrialization, Planning, financing in Developing Countries, Wdition Leipzig, German Democratic Republic, 1970. p. 27.
[12] د. محمد علي العويني: مصدر سابق ص 196. و- ليدل هارت: الإستراتيجية وتاريخها في العالم.ترجمة: الهيثم الأيوبي. دار الطليعة، بيروت 1967. ص 408-409. أندريه بوفر: مدخل إلى الإستراتيجية العسكرية. ترجمة: الهيثم الأيوبي. دار الطليعة، بيروت 1968. ص 45-46.[13] د. محمد علي العويني: مصدر سابق ص 198. و
- B.E. Goetz, Management, Planning and control, Mc Graw - Hill Book Co., 1949. - J. Argenti, Corporate Planning, A practical Guide Edinburgh, G. Allen and Lenwin Ltd., 1968.
[14] John Martin: Effectiveness of International Propaganda, The Annals of the American Academy of Political and social Science, Vol. 398, Nov. 1971, p. 61.
- د. محمد علي العويني: مصدر سابق ص 97-100.
[15] نفس المصدر السابق. و
- Joseph T. Klapper: The Effects of Mass Communication. New York, Free Press, 1960, pp. 108-109.
[16] ليستريبرسون: ماذا يجري في العالم الغني والعالم الفقير. إعداد إبراهيم نافع، القاهرة، دار المعارف بمصر 1971. ص 35 وما بعدها؛ د. جبار عودة العبيدي، هادي حسن عليوي: مدخل في سياسة الإعلام العربي والاتصال. مكتبة الجيل الجديد، صنعاء 1993. ص 7-13.[17] محمد عاطف غيث: التنمية الشاملة والتغير الاجتماعي. مطبعة كريدية. بيروت 1974؛ سها سهيل المقدم: مقومات التنمية الاجتماعية وتحدياتها. معهد الإنماء العربي. بيروت 1978.[18] Carlo Mongardini: A new definition of the concept of development. The New International Economic Order, Vienna 1980. p. 41.[19] حسين العودات: الإعلام والتنمية. دراسة مقدمة إلى ندوة خبراء السياسات الإعلامية والوطنية. // بنغازي 25-28 نيسان/ أبريل 1983. ص 105؛ ومقدمة ابن خلدون. دار القلم، بيروت 1978.[20] د. جبار عودة العبيدي، هادي حسن عليوي: مدخل في سياسة الإعلام العربي والاتصال. صنعاء: مكتبة الجيل الجديد، 1993. ص 8.[21] التقرير الختامي لندوة خبراء "إستراتيجية تنميـة القـوى العاملـة العـربية في بغداد" 4-6 تشرين أول/أكتوبر 1982. // تونس: مجلة العمل العربي العدد 25/1982. ص 105.[22] د. كمال بلان، وسليمان الخطيب: المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي ومدلولاتها على التنمية. // تونس: مجلة الإعلام العربي. المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليسكو). العدد 2/1982. ص 78.[23] أوسكار لانجه: التخطيط والتنمية الاقتصادية. مركز الدراسات الاقتصادية. دمشق 1970. ص 9 وما بعدها.[24] ليستريبرسون: ماذا يجري في العالم الغني والعالم الفقير. إعداد إبراهيم نافع، دار المعارف بمصر، القاهرة 1971. ص 233.[25] د. طلال البابا: قضايا التخلف والتنمية في العالم الثالث. دار الطليعة. بيروت 1971. ص 74.[26] محمد مصالحة: نحو مقترب علمي لحق الاتصال في الوطن العربي. // مجلة شؤون عربية العدد 24 آذار/مارس 1983.[27] إدوارد كوين: مقدمة إلى وسائل الاتصال. ترجمة وديع فلسطين، مطابع الأهرام، القاهرة 1977. ص 28.[28] اليونسكو: التقرير الختامي للجنة الدولية لدراسة مشكلات الإعلان. باريس 1978. ص 21 وما بعدها.[29] د. الإدريس العلمي: الإعلام الذي نريده: دراسة مقدمة إلى لجنة أليسكو لدراسة قضايا الإعلام والاتصال في الوطن العربي. 1983. ص 11.[30] د. سهير بركات: الإعلام الإنمائي وإعداد البنية البشرية الإعلامية العربية. // مجلة الإعلام العربي العدد 2، كانون أول/ديسمبر 1982. ص 82.[31] ولبر شرام: وسائل الإعلام والتنمية القومية. ترجمة أديب يوسف. وزارة الثقافة، دمشق 1969.[32] د. عبد الوهاب مطر الداهري: دراسات في اقتصاديات الوطن العربي. بغداد: معهد البحوث والدراسات العربية. 1983. ص 31 وما بعدها.[33] نادي روما: من التحدي إلى الحوار. ج2، ترجمة عيسى عصفور. دمشق: وزارة الثقافة والإرشاد القومي، 1980. ص 150.