السبت، 13 يونيو 2015

المستشرق والمستعرب السوفييتي بافل غيورغيفيتش بولغاكوف


بافل غيورغيفيتش بولغاكوف (6/7/1927 – 28/10/1993)


بافل غيورغيفيتش بولغاكوف هو عالم ومستشرق. ودكتور في علوم الفلسفة (1967). وبروفيسور. وعضو مراسل بأكاديمية علوم جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية (1979). ومتخصص في مجال الأدب العربي، وتلميذ عضو أكاديمية العلوم السوفييتية إ. يو. كراتشوفسكي (الذي ترجم القرآن الكريم إلى اللغة الروسية)، وهو مؤلف لأكثر من 140 عملاً علمياً في مجال تاريخ الأدب والعلوم العربية، وتاريخ العلوم والثقافة في وسط آسيا، وحائز على جائزة أبو ريحان البيروني في أوزبكستان السوفييتية لقاء سلسلة أبحاثه العلمية عن أعمال البيروني (1971).
ولد بافل غيورغيفيتش بولغاكوف بتاريخ 6/7/1927 بمدينة طشقند. والده البروفيسور غ. ب. بولغاكوف، المتخصص بعلم الحيوان، وكان من أوائل المدرسين بجامعة آسيا الوسطى الحكومية، الذين وصلوا لطشقند ضمن "قافلة لينين" عام 1920 لتأسيس أول جامعة سوفييتية في وسط آسيا. وخلال عامي 1944 و1945 خدم بافل غيورغيفيتش بولغاكوف في صفوف الجيش الأحمر (المدرسة الجوية).
 وفي عام 1951 أنهى دراسته في جامعة ليننغراد الحكومية قسم الأدب العربي، وفي نفس العام إلتحق فيها كطالب دراسات عليا. وفي عام 1954 دافع عن أطروحته "معلومات الجغرافيين العرب في القرن التاسع وبداية القرن العاشر عن طرق القوافل ومدن آسيا الوسطى" وحصل على درجة مرشح في العلوم.
ومن عام 1954 وحتى عام 1957 مارس تدريس اللغة العربية بالكلية الشرقية في جامعة ليننغراد الحكومية. وبعدها أرسل للعمل في الجمهورية العربية المتحدة (مصر)، حيث كان خلال السنوات السبع (من عام 1957 وحتى 1964) رئيساً لإتحاد جمعيات الصداقة السوفييتية، والسكرتير الأول بسفارة إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية في الجمهورية العربية المتحدة. ولقاء أعماله المتواصلة لسنوات عديدة في الخارج أعلنت رئاسة إتحاد جمعيات الصداقة السوفييتية عن تقديرها لبافل غيورغيفيتش بولغاكوف، وقامت سفارة إتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية بالجمهورية العربية المتحدة بتسليمه الشهادة وأدخل اسمه في كتاب الشرف عام 1963.
وبعد عودته من مصر عمل بافل غيورغيفيتش بولغاكوف من عام 1964 بمعهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية كباحث علمي أقدم، ومن عام 1971 شغل منصب نائب مدير المعهد للشؤون العلمية. وأثناء وجوده في الخارج أعد بافل غيورغيفيتش بولغاكوف نص نقدي عن "الجيوديسيا" (فرع من الرياضيات)" للبيروني، ونشره في القاهرة عام 1962 في كتاب مستقل. وخصص أطروحته لنيل الدكتوراه في العلوم لبحث وإعداد الإصدارة الروسية للـ"الجيوديسيا" ودافع عنها في عام 1967 ونشرها قبل الدفاع عنها في عام 1966.
وكان بافل غيورغيفيتش بولغاكوف أول من وضع حيز التداول العلمي في العالم عدد من المخطوطات العلمية التي لم تترجم ولم تكن معروفة سابقاً في المراجع العالمية. ومن بينها "الجيوديسيا" للبيروني، و"قانون معصود" (نشره بالإشتراك مع ب.أ. روزينفيلد عام 1973).
وفي عام 1972 صدر مؤلف بافل غيورغيفيتش بولغاكوف الأساسي "حياة وأعمال البيروني"، الذي تضمن تحليلاً عميقاً لما وصل حتى ذلك الوقت من تراث البيروني. وكان محيط إهتمامات بافل غيورغيفيتش بولغاكوف واسعاً جداً رافقه تفوقه المعتاد في البحث العلمي. ومع م.أ. ساليه ترجم "قانون العلوم الطبية" لابن سينا، وشارك في تحرير إصدارته الثانية. وفي عام 1960 صدرت "رسالة أبو دلافه الثانية"، الرحالة العربي في القرن العاشر، وهو الذي ترك وراءه معلومات عن ماوراء القوقاز، وخورسان، وإيران (كتبها بالتعاون مع أ.ب. خاليدوف).
وفي عام 1983 نشر كتاب "محمد الخوارزمي" (بالتعاون مع ب.أ. روزينفيلد وأ. أحميدوف).
واكتشف بافل غيورغيفيتش بولغاكوف في خزائن معهد الإستشراق بطشقند مخطوط فريد للنسفي العالم في وسط آسيا القرن الـ 12 "أماكن شروق النجوم وعلوم التركيز"، والتي كانت بمثابة موسوعة شملت مختلف معارف ذلك العصر. وخلال السنوات الأخيرة من حياته كتب عملاً كبيراً بعنوان "الإنسان. الأرض. الكون"، ضم مختلف اتجاهات نشاطات البيروني العلمية، وكل تراثه العلمي تقريباً. ومع الأسف لم ينشر هذا العمل حتى الآن.
وبعد وفاته نشر عمله عن "الكامل في التاريخ" لابن الأثير، الذي لم يتمكن بافل غيورغيفيتش بولغاكوف من إنهائه أثناء حياته. وأتمه من بعده تلميذه ش. كمال الدين وصدر في طشقند عام 2006.
وبنشاط شارك بافل غيورغيفيتش بولغاكوف في الأعمال الإجتماعية. وكان نائباً لرئيس القسم الأوزبكي لجمعية الصداقة مع الدول العربية، ونائب لرئيس الفرع الأوزبكي للرابطة الإتحادية للمستشرقين، وعضو في قسم دراسة الأدب الشرقي باللجنة المركزية لتنسيق الأبحاث العلمية في مجال الإستشراق، وعضو هيئة تحرير مجلة العلوم الإجتماعية في أوزبكستان. والقى محاضرات عن ظهور الإسلام، وعلماء القرون الوسطى، والمرحلة الحديثة التي شملت أدب: الخميسي، ونجيب محفوظ، والكثيرين غيرهم. وشارك في الدورات العلمية، والمؤتمرات، واللقاءآت، ومن ضمنها المؤتمر الثاني للمتخصصين في اللغات السامية (تبليسي 1966)، والمؤتمر الإتحادي لتاريخ العلوم في القرون الوسطى (دوشنبة 1967)، ومؤتمر ذكرى ابن سينا (دوشنبة 1968).
وكان بافل غيورغيفيتش بولغاكوف مشرفاً علمياً على أبحاث جملة من طلاب الدراسات العليا، والباحثين العلميين، ونظم ندوات لإعداد المتخصصين الشباب.


وكان بافل غيورغيفيتش بولغاكوف مؤلف سيناريو فيلم "أبو ريحان البيروني" (أخرجه ش. عباسوف). وفي عام 1976 نشرت دار نشر "إسكوستفو" سيناريو الفيلم. وخرج الفيلم للنور وحصل على الجائزة الأولى في المهرجان السينمائي الإتحادي السابع في كيشينيوف  (1976).
توفي بافل غيورغيفيتش بولغاكوف بتاريخ 28/10/1993 بعد مرض طويل. ودفن في طشقند المقبرة رقم 2 (دومبراباد).
سيرة حياة بافل غيورغيفيتش بولغاكوف
ولد بافل غيورغيفيتش بولغاكوف في طشقند بتاريخ 6/7/1927 وتوفي فيها عام 1993، وهو لغوي ومستعرب، وعضو مراسل في أكاديمية علوم جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية من عام 1951.
وانحدر من أسرة بروفيسور كان رئيساً لقسم الفقريات بجامعة آسيا الوسطى الحكومية.
وفي عام 1935 إلتحق للدراسة في المدرسة المتوسطة رقم: 2 بمدينة طشقند.
وفي عام 1943 تخرج من القسم التحضيري بجامعة آسيا الوسطى الحكومية.
وفي عام 1944 تطوع في الجيش السوفييتي وأرسل للدراسة بالقسم الجوي.
وفي عام 1945 سرح من الجيش السوفييتي والتحق للدراسة في السنة الأولى بالكلية الشرقية، جامعة آسيا الوسطى الحكومية.
وفي عام 1946 انتقل إلى جامعة ليننغراد الحكومية، ونظراً لاختلاف البرامج الدراسية أعيد للسنة الدراسية الأولى. واهتم بالنشاطات الإجتماعية وأدار فرقة للهواة في الكلية الشرقية بجامعة ليننغراد الحكومية.
وفي عام 1951 أنهى دراسته الجامعية وحصل على تخصص "مستشرق، باللغة العربية". وفي نفس العام إلتحق بالدراسة كطالب دراسات عليا.
وفي سبتمبر/أيلول عام 1951 تقدم بافل غيورغيفيتش بولغاكوف بطلب للعمل في المكتبة الخاصة بنصف دوام من أجل الموافقة بين العمل والدراسة كطالب دراسات عليا. وتم تعيينه بعمل تنظيمي لمعرفته اللغة العربية ومعرفته التعامل مع المخطوطات. وسمحت له مواد المكتبة الخاصة بالعمل على وصف المخطوطات العربية، والفارسية، من أجل إتمام الكاتالوكات. وأثناء بحثه في المخطوطات المخزونة في المكتبة الخاصة اكتشف مخطوطات غير معروفة سابقاً، أدخلها حيز التداول العلمي. وبتاريخ 1/1/1952 استقال من العمل في المكتبة الخاصة. ونشر في عام 1957 ضمن أعمال المكتبة الحكومية الخاصة مواد بحثه الذي أشار فيه إلى أعمال علماء الشرق الأوسط الذين درسوا الأبحاث العلمية لابن سينا في القرن الـ 14م.
وفي أكتوبر 1954 دافع عن أطروحته في جامعة ليننغراد الحكومية بموضوع "معلومات الجغرافيين العرب في القرن الـ 9 وبداية القرن الـ 10 عن طرق القوافل ومدن آسيا الوسطى" وحصل على الدرجة العلمية مرشح في العلوم اللغوية.
ومارس التعليم في الكلية الشرقية بجامعة ليننغراد الحكومية خلال الأعوام من 1954 وحتى 1957.
وعمل مندوباً لإتحاد جمعيات الصداقة والعلاقات الثقافية مع الدول الأجنبية في الجمهورية العربية المتحدة خلال الأعوام من 1957 وحتى 1964.
وفي عام 1964 حصل على وظيفة في معهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم في جمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية. وفي عام 1966 حصل على منصب باحث علمي أقدم فيها. وفي نفس العام طبع كتابه "تحديد حدود الأماكن لتعيين المسافة بين المراكز السكانية" (للبيروني). واعتبر هذا الكتاب بمثابة أطروحة دكتوراه في العلوم، وفي نوفمبر/تشرين ثاني عام 1967 حصل على الدرجة العلمية دكتور في العلوم اللغوية.
وكلف بمهام نائب مدير معهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم الأوزبكستانية من عام 1971 وحتى عام 1993.
وفي عام 1979 أصبح عضواً مراسلاً في أكاديمية العلوم الأوزبكستانية.
وبشكل دائم كان بافل غيورغيفيتش بولغاكوف ينشر في الإصدارات العلمية:
- "فلسطين، مجموعة أعمال"؛
- و"جمعية العلوم في أوزبكستان"؛
- و"شعوب آسيا وإفريقيا"؛
- و"الإستشراق السوفييتي".
وفي عام 1976 وبالإشتراك مع ش.س. عباسوف كتب سيناريو فيلم "أبو ريحان البيروني". وكان محرراً لكتاب "المقالات الفلكية" (طشقند 1983) بالتعاون مع س.خ. سيراج الدينوف، وم.م. خير الله ييف. و"مواد تاريخ علوم وثقافة شعوب آسيا الوسطى" (طشقند 1991).
من مؤلفاته:
- المختصر لـ"قانون" ابن سينا ضمن مجموعات المخطوطات العربية بمكتبة م.ي. سالتيكوف شيدرين الخاصة الحكومية // المجموعات الشرقية. ليننغراد، 1957 الإصدار الـ 2؛
- "الملاحظة الثانية" أبو دلافة الرحالة العربي في القرن الـ 10م // الإستشراق السوفييتي. 1957 العدد:3 (بالإشتراك مع أ.ب. خاليدوف
- المخطوطات العربية مجموعة جامعة ليننغراد الحكومية // في ذكرى الأكاديمي إغنات يوليانوفيتش كراتشوفسكي. ليننغراد، 1958 (بالإشتراك مع ف.ي. بيلياييف
- الملاحظة الثانية أبو دولافه. موسكو، 1960 (بالإشتراك مع أ.ب. خاليدوف
- أصدر نص نقدي عن البخاري // مؤلفات مختارة. القاهرة، 1962؛
- مرو في المصادر العربية // جنوب تركمانستان. بعثة التنقيب عن الآثار. مجمع. (بعثة التنقيب عن الآثار في مجمع جنوب تركمانستان). 1963 الجزء الـ 12؛
- البيروني ومؤلفه "جيوديزيا" // البيروني. مؤلفات مختارة. طشقند، 1966 الجزء الـ 3؛
- حياة وأعمال البيروني. طشقند، 1972؛
- أبو ريحان البيروني. طشقند، 1973 (باللغة الأوزبكية)؛
- "قانون مسعود": (الكتب 1-5) // البيروني. مؤلفات مختارة. طشقند، 1973. الجزء الـ5؛
- البيروني والخوارزمي // الرياضيات والفلك في أعمال علماء القرون الوسطى في الشرق. طشقند، 1977؛
- عبقرية سبقت القرون. طشقند، 1983 (بالإشتراك مع إ.يو. يوسوبوف، وأ.أ. أحميدوف
- محمد الخوارزمي: نحو 783م – نحو 850م. موسكو، 1983 (بالإشتراك مع س.أ. روزينفيلد، وأ.أ. أحميدوف).
قام بتحرير:
- مواد في التاريخ وتاريخ علوم وثقافة شعوب آسيا الوسطى. طشقند، 1991 (بالتعاون مع و.ي. كريموف).
ترجمة:
- ابن سينا. قانون علوم الطب. طشقند، 1959. الكتاب الـ 3، الجزء الـ2 (بالتعاون مع م.أ. ساليه، وك.ف. يونوسوف، وف.ف. ماتفييف).
للمزيد يمكن الرجوع إلى:
- Узб. сов. энц. Ташкент, 1972. Т. 2 (на узб. яз.);
- Милибанд. 2008;
- Выпускники СПбГУ // http: //www.alumni.spbu.ru/man. asp?uid.
- Г. П. Старущенко  - Арх.: ОАД РНБ. Ф. 10/1.
- http://www.nlr.ru/nlr_history/persons/info.php?id=1525
- http://sharqshunos.uz/bulgakov-pavel-georgievich-06-07-1927-28-10-1993/

بحث كتبه أ.د. محمد البخاري، دكتوراه في العلوم السياسية (DC) تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة، ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)، تخصص صحافة.
طشقند 31/5/2015

الاثنين، 1 يونيو 2015

مدينة خيوه من المعالم التاريخية في أوزبكستان


مدينة خيوه معروفة كمتحف تحت قبة السماء، وتقع بولاية خوارزم في أوزبكستان المعاصرة، وعلى ارتفاع 100 متر فوق سطح البحر. وبالقرب منها تقع مساحات كبيرة من صحراء قزل قوم. ويشرب سكانها من مياه قنال بالفان. ومن جولة في شوارعها الضيقة يمكن إلقاء نظرة على الأبواب الخشبية المنقوشة بمهارة، ومشاهدة الحياة في بساتينها التي تظهر وكأنها ليست متحف فقط بل ومدينة تعج بالحياة.


شيء من التاريخ
تذكر المراجع التاريخية أن مدينة خيوة ظهرت على موقع بئر مياه عذبة اشتراها أحد أبناء نوح الثلاثة. وأطلق على مصدر المياه هذا اسم خيفاك، وحتى اليوم يعتبر من المعالم السياحية بالمدينة. وعبر القرون استولى على المدينة العرب، والسلاجقة، وتبدلت عليها الأسر الحاكمة، وفي عام 1220م محتها أورطة جينغيز خان من على وجه الأرض. وتاريخها الذي يمتد عبر القرون مرتبط بمصير خوارزم. وواجهت مراحل من الصعود وكانت قمة الهرم عند تشكل دولة عظيمة، كما تعرضت لانهارات عديدة عندما تعرضت للفناء وهجرة سكانها تحت ضربات الغزاة من الأعداء. وفي بداية القرن العشرين شيدت المدينة بشكلها النهائي كمدينة بمخطط تقليدي: مستطيلة الشكل، وتمتد من الشمال إلى الجنوب، على شكل صليب وتحيط بالشارع الرئيسي على مساحة 650 X 400 متر.
وذكرت خيوة لأول مرة في المصادر التاريخية المكتوبة في القرن العاشر الميلادي كمدينة صغيرة، تقع على طرق القوافل الممتدة بين مرو وأورغينتش. وفي عام 1598م صبحت عاصمة لخانية خيوة، وبدأت بالتطور السريع وسرعان ما أصبحت من المراكز الدينية الضخمة في الشرق الإسلامي. وخلال القرون الـ 18م والـ 19م شيد فيها الكثير من المنشآت المعمارية الرائعة، ضمت منشآت دينية ومدنية. وفي بداية القرن الـ 19م كانت خيوة مركز ثقافي هام في عهد حكم أسرة كونغرات.
المعالم التاريخية
ومدينة خيوة تحوي مئآت الآثار التارخية لمختلف العصور والشعوب، وأدخلت مدينة خيوه القديمة في عام 1967م، وإتشان قلعة في عام 1990م بقائمة التراث العالمي لليونسكو.


وحافظ داخل إتشان قلعة بخاصيته الشرقية الرائعة. ويضم الآثار المعمارية التاريخية الأساسية، التي تشمل: قلعة أرك كوخنا (1686م-1888م)، وقصر طوشخولي (1830م-1838م)، ومسجد الجمعة (1788م-1789م)، ومنارة كالتا مينور غير مكتملة البناء (1835م-1955م)، ومنارة إسلام خوجه (1910م)، وضريح بلفان محمود (1804م-1806م). ولكل منشآتها المعمارية تاريخها الخاص وشكلها المتميز في فن العمارة.


ويطلق على قسم مدينة خيوه الخارجي اسم ديشان قلعة، ويضم منطقتين سكنية وتجارية. ويلفت إهتمام الزوار بوابة كوش داروازة الشمالية (القرن الـ20م)، والبوابة الغربية آتا داروازة، و بوابة غانديميان داروازة التي أعيد إنشائها (1842م-1970م)، وبوابة خازاراسب داروازة (القرن الـ 19م)، وقنطرة توزابوغ (1910م)، وقصر كيبلا توزابوغ (1897م)، وقصر نور الله باي (1910م-1918م)، ومسجد ومدرسة سعيد نياز شاليكار باي، وأضرحة: عبد الله بوبو (القرون الـ8م والـ18 م)، وشاكالاندار بوبو (القرن الـ16م)، وسعيد محمد ماهيري (القرن الـ 19م)، ومدرسة سعيد محمد خان (1864م)، وتورت شافاز (1885م)، وبيكانجان بيك (1894م)، ومامات مارام (1903م)، وبالفان قاري (1905م)، وخوارزم شاه (1915م).

ومقابل إتشان قلعة في ديشان قلعة هناك الكثير من المصادر المائية والأراضي الخضراء. وتمتاز أحياءها السكنية الكثيرة بأسلوب التشييد الفريد من حيث المساحة والحجم، كما تتميز أيواناتها بشكلها الفريد، وبأعمدتها ومساندها وأبوابها، وغيرها من التفاصيل الخشبية المزينة بنقوش رائعة. وحتى اليوم يحافظ سكانها ويطورون التقاليد الفنية لفن العمارة في خيوه.
شخصيات عظيمة
من أبناء ولاية خوارزم العظماء كان علماء وحكماء مشهورين، من بينهم: أبو ريحان البيروني، والخوارزمي، الذين قدموا إسهامات كبيرة في تاريخ أوزبكستان.


ولد أبو ريحان محمد أحمد البيروني عام 973م بمدينة قيات (عاصمة خوارزم). وكان يتيماً، وكعالم شهير عمل في قصر خوارزم شاه، ولكنه سرعان ما أجبر على مغادرته. وتوفي بمدينة غزنة عام 1048م. كا أطلق عليه اسم العالم الموسوعي، وخلف وراءه مؤلفات في الرياضيات، وعلم الفلك، والفيزياء، والنباتات، والجغرافيا، والجيولوجيا العامة، وعلم المعادن، وعلم السلالات البشرية، والتاريخ، والوثائق التاريخية، وغيرها.
ومن بين الأعمال الأساسية للعالم العظيم: "قانون مسعود للفلك والنجوم"، و"علم العقاقير الطبية"، و"الهند أو كتاب تفسير ما قبله أو رفضه العقل مما وضعه العلماء الهنود"، و"علم النجوم"، وغيرها من المؤلفات. وحتى اليوم يؤخذ بما ألفه نابغة عصره في كل مكان ويدرس ويستخدم في مختلف المجالات العلمية.


ومؤسس الجبر الكلاسيكي أبو عبد الله محمد بن موسى الخوارزمي الذي ولد بمدينة خيوه. وتاريخ ميلاده الدقيق مجهول، ولكن يعتقد أنه تقريباً كان في عام 783م. ولا توجد أية معلومات عن طفولته.
ويطلق على هذا العالم العظيم اسم أبو الجبر. والخوارزمي كان أول من وضع الجبر كعلم مستقل شمل مختلف طرق الحلول العددية لمعادلات الخطوط والمعادلات التربيعية. وجاء مصطلح "الجبر" من مقالات الخوارزمي "الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، وجاء مصطلح "الغاريتم" (الحل الشامل لأي معادلات حسابية) من اسم العالم، وهذا يعني أن مصطلح ألغاريتم هو تحريف لاسم الخوارزمي.
ويبلغ تراثه العلمي نحو عشرين كتاباً، الأكثر شهرة منها "الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة"، و"الجداول الفلكية". واستخدمت أجيال كثيرة من العلماء في الشرق والغرب جداول الخوارزمي.
مدينة خيوة اليوم
في السنوات الأخيرة ظهر عاملان هامان شجعا على النهضة الاقتصادية الجديدة بالمدينة وهي:
أولاً: خط أنابيب نقل الغاز بخارى – الأورال الذي يراعي تزويد أراضي خوارزم القديمة بالغاز؛
ثانياً: النهضة القوية التب شهدتها السياحة في البلاد وفي كل أنحاء العالم وكانت بمثابة دفعة قوية لإحياء المدينة وإحياء آثارها التاريخية.


ومدينة خيوة تعتبر المدينة الوحيدة في وسط آسيا التي حافظت على أبرز المواقع الأثرية المعمارية لدول القرون الوسطى في وسط آسيا. وكل من يزور هذه المدينة يصبح شاهداً على المنارات الفريدة، والأزقة الحجرية المتداخلة والمؤدية إلى المدارس، وشاهد على النقوش الأشبه بالموزاييك المنقوشة على جدرانها القديمة. لتمثل بحق أسطورة شرقية حية!
ويستولي على قلوب السياح بالإضافة لمواقعها التاريخية حسن ضيافة سكانها، الذي لا يمكن تصوره دون الموائد الوفيرة والحلويات اللذيذة والأطعمة المطهية من ثمار الأراضي الخوارزمية، وبشكل خاص تتميز أصناف البطيخ الأصفر المحلية المشهورة، والتين، والعنب. وكانت سوق خيوه منذ القدم من أكثر الأماكن إكتظاظاً بالناس بالمدينة.

بحث أعده باللغة العربية أ.د. محمد البخاري في طشقند بتاريخ 1/6/2015 نقلاً عن ش. غلامجانوف، "مدينة خيوه من المعالم التاريخية في أوزبكستان". وكالة أنباء Jahon، 18/5/2015.