الجمعة، 4 أكتوبر 2013

ناصر خسروف

ناصر خسروف
ناصر خسروف، أبو معين (1004-1075م)، مفكر، وشاعر، وأديب، وداعية إسلامي. اشتهر كشاعر، وعالم رياضيات، وعالم فلك، وطبيب، ومعماري، وفيلسوف، وموسيقي. وشعاره في الحياة: "العدل، تاج الخلق"، و"من يبحث يجد".
سيرة حياته


ولد ناصر خسروف، في كوباديان (على أراضي طاجكستان اليوم) عام 1004م في أسرة ملاك زراعي صغير. وعمل بخدمة الدولة في بلخ ومرو. وخلال تواجده في القاهرة لثلاث أعوام انضم لأنصار السلالة الفاطمية، التي جددت تشكلها في القاهرة لمقاومة الخلافة السلجوقية، واتخذت من القاهرة مركزاً لها، معتنقة المذهب الإسماعيلي.
وفي القاهرة أسس عام 970م "الأزهر" الذي سرعان ما تحول إلى أهم جامعة إسلامية، ومركزاً لإعداد العلماء المسلمين. وكان الإسماعيليون الفاطميون متسامحين مع المذاهب الدينية الأخرى، مما هيء الظروف اللازمة لإستقرار في البلاد. وكان ناصر خسروف، متحمساً للإسماعيلية، وأخذ على عاتقه مهمة نشر أفكار المذهب الإسماعيلي في مشرق العالم الإسلامي. وتعرضت خراسان حينها لاجتياح السلاجقة الرحًّل، في عهد حكم محمود غزنوي الذي ألحق بالشعب الفقر والعوز.
وارتحل ناصر خسروف، متجولاً في: أرمينيا، وأذربيجان، وآسيا الصغرى، وسورية، وفلسطين، وشبه جزيرة العرب. وأدين بعد عودته إلى خراسان عام 1052م بإثارة البدع، وقامت جموع من المتعصبين بتدمير بيته. مما اضطره للتخلي عن نشاطاته الفاطمية، وهرب بعدها ليجد ملجاً له في إحدى قلاع بامير، حيث توفي في يوماغان عام 1075م.
وتشير الدراسات الإسماعليلية، إلى أن الله (ج) هو نقطة البداية، التي ولدت نبض الإنبعاث وخلق جوهر العالم، ومعه خلق الكون، و الله (ج) خلق العقل للإبداع، ومن هنا جاء "خلق الله (ج) لطبيعة العقل لتكون بداية لكل شيء". والله (ج) جعل الطبيعة من طبيعة العقل الذي خلقه وجسده في الإنسان، كأداة للمعرفة والإدراك عند الإنسان المفكر، واعتبرت العقيدة الإسماعيلية أن المعرفة هي من أعلى القيم.
وأن سيادة القانون والنظام القائم هي من طبيعة العقل. والكتاب الإلهي هو وحي إلهي، وهو ليس القرآن الكريم بل الطبيعة. والقرآن الكريم مجرد ترجمة، تجسد "كتاب الطبيعة" ككلمات إلهية تجسدها لغة الإنسان. وقال ناصر خسروف علينا أن نفهم، أنه يتوجب علينا دراسة الإشارات التي تشير إلى الإرادة الإلهية في الطبيعة، وعندها يتفتح جوهر الله كخالق. والشريعة، ما هي إلا قانون ديني، ومصدر دنيوي، يقدم القوانين الضرورية للنشاطات الحياتية داخل المجتمع. وفي الجدل حول الخلق الإلهي للعالم، أكد ناصر خسروف على وحدة الله (ج) والعالم واستمرار العالم إلى الأبد.


ومن أطروحات ناصر خسروف في "وجه الإيمان" أن الله (ج) دائم، وكرمه دائم، و العالم نتج عنه، وهذا يعني أن العالم أبدي أيضاً. وأنه لا يمكن فصل العالم والله (ج) عن بعضهما البعض، لأنهما من مظاهر الـ"توحيد"، وحدة الله. وهذا يعني أيضاً أنه يجب النظر إلى العالم، وإلى طبيعة الإنسان كقيمة عظيمة. وعندما يتعرف الإنسان على العالم ويستخدم خيراته، عليه المحافظة عليه، وأن يتجنب تدمير النظام الإلهي، و"الحفاظ على طبيعية الحياة".
وفكرة تعظيم "الطبيعي" من خلال تطورها مجدت بنشاطات وعمل الإنسان، وتعلم الحرف، وكتب الشاعر: "أوصينا بالحرفة! - المجد للحرفيين". وامتدح ناصر خسروف عمل الفلاح: "المطعم الطيب، المخلوق الذي يطعم الجميع". وهذه العلاقة للجانب "المادي" في الحياة، ما هي إلا اعتراف بقيمة الجسد، جسد الإنسان الذي وقفت ضده بعض دراسات رجال الدين والصوفيين من ضمنهم، لأن الجسد برأيهم يدهور الروح، وهو سجن للنفس، وأساس للرذيلة.
من أهم مؤلفات ناصر خسروف:
- "كتاب الأسفار"؛
- "إجتماع حكيمين"؛
- "وجه الإيمان"؛
- "كتاب السعادة".
المصدر: الصفحة الإلكترونية: http://ziyonet.uz/ru/people/nosir-hisrav/ باللغة الروسية.
بحث أعده: أ.د. محمد البخاري، في طشقند، الجمعة 4/10/2013