السبت، 28 مارس 2015

أكبر معمرة في أوزبكستان بلغت سن الـ 135 عاماً


أكبر معمرة في أوزبكستان بلغت سن الـ 135 عاماً


توتي مومو يوسوبوفا
توتي مومو يوسوبوفا شهدت في حياتها أحداث ثلاثة قرون متوالية وتعيش في منطقة توتكول. وتقع منطقة توتكول في جمهورية قره قالباقستان ذاتية الحكم ضمن جمهورية أوزبكستان، وأكبر معمرة في العالم، احتفلت هذا العام بمرور 135 عاماً على مولدها.
والصغار والكبار في قرية توتكول، الواقعة على شاطئ نهر جيحون العريق، يعتبرون  توتي مومو يوسوبوفا  كأم لهم، ويطلبون منها بكل الحب والإحترام أن تباركهم. وحتى أن رئيس اللجنة الشعبية في القرية إكروم بيك نيازف، يقول: أنهم "قبل السفر، وقبل حفلات الزواج، وغيرها من المناسبات، وحتى عند الشروع ببناء دار للسكن يأتون إليها دائما طلباً لبركاتها، و تشكل هذا التقليد في القرية خلال سنين طويلة. ولا يمكن أن يكون غير ذلك في قرية، تعيش فيها أقدم إمرأة في العالم كله. وسكان قريتنا البالغ عددهم أكثر من 16 ألف شخص من مختلفة القوميات يعيشون معاً متحابين كأسرة واحدة".
وفي القرية التي كانت في السابق عبارة عن بيوت طينية متراصة شيدت فيها اليوم منازل حديثة. وفي أحد تلك المنازل الحديثة تعيش توتي مومو يوسوبوفا. ويضم المنزل ساحة نظيفة مرتبة، وبستان فواكه يتلقى عناية دائمة، وهذا يشير طبعاً لحبها العمل، وحبها للأرض وللأعمال المنزلة.
وعلقت المستشارة في الشؤون الدينية والتربوية والمعنوية والتربية الأخلاقية في اللجنة الشعبية في القرية غولبهار عماروفا "يتميز هذا البيت دائماً بكثيرة الضيوف، والجميع يرغبون دائماً بزيارة توتي مومو، والحديث معها، ومعرفة أسرار سنين عمرها الطويلة. وحتى أن مندوب منظمة الصحة العالمية زارها وتحدث إليها".
توتي مومو عادة تجلس في أفضل مكان بغرفة الضيافة النظيفة وتنهض بنشاط لتحية الضيوف، ولكنها حتى الآن لم تكشف أسرار طول عمرها، ولم يبقى للضيوف سوى الإعجاب بنشاطا وحبها للحياة، خاصة وأن هذه المرأة كانت شاهدة على أحداث ما لا يقل عن ثلاثة قرون متتالية.
وعن ذكرياتها قالت توتي مومو يوسوبوفا "اسم أبي توجيبوي، وأمي أولجون، وكنا في الأسرة إثنين أنا وأخي. وأنا كنت الأكبر سناً، وكنت مساعدة لأمي. ووالدنا تركنا في وقت مبكر جداً، وانتقلت رعاية الأسرة وتربية الأطفال إلى عاتق الأم. وسكان القرية في ذلك الوقت كانوا يعملون في الزراعة فقط، ويعيشون من دخل قطع صغيرة من الأرض ". وعند تذكرها لصعوبات سني الطفولة والشباب، تحزن توتي مومو خاصة عندما تتذكر إختبارات الأيام الصعبة لحربين عالميتين عاشتهما. وبحسرة استمرت توتي مومو بالحديث وقالت: "خلال الحرب العالمية الأولى كان لدي طفلين، وعشت تلك الأوقات الصعبة. ولم أزل أتذكر جيداً جداً، فترة فرض إقامة التعاونيات الزراعية. وكل مل يمكنني قوله، أن شعبنا عانى بشدة وطأة تلك الأيام... ولكني لم أخف أبداً من الصعوبات. وعملت في حراثة الأراضي، وفي حفر قنوات الري، وفي جني القطن، ونقل الأسمدة على العربة. كنت أعمل دائما دائمة الحركة. ولهذا لم تكن لي حاجة بمراجعة الأطباء".
وعن وضها الصحي اليوم تقول طبيبة المركز الطبي الريفي خونسولوف سافاروفا: "صحة الأم الجليلة ممتازة، ونزورها مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، لنقيس ضغط الدم لديها، ومراجعة حالتها الصحية العامة، ونستمع لضربات قلبها، وهو ما يسمح لنا بالقول أنا أشبه بمن هم في متوسط العمر".
ولنعود مرة أخرى لأحاديث توتي مومو يوسبوفا: "نعم، فقدت القدرة على عد الأحفاد، وأبناء الأحفاد، وأبناء أبناء الأحفاد ... وكل ما أستطيع قوله، "ليبقوا جميعاً أصحاء!" وأحياناً أخلط بين أسمائهم، ولكن هذا فظيعاً، فالمهم أن يكونوا جميعاً بصحة جيدة. "وتفتح كفيها دائماً للدعاء لهم". والأهم أن على أولادي اليوم أن يقدروا السلام، والحياة هي الغنى الأول، الذي أعطاه الله للإنسان، وثانياً أعطاهم السلام. وأنا سعيدة جداً لأن السلام، والهدوء، والوفرة، والكفاية، تسود في بلادنا اليوم".
وتابعت توتي مومو يوسبوفا: "أشاهد التلفزيون وأشعر بالفخر لأن الشعب يعمل في بلدي الخيرة، وأشكر الرئيس، الذي تحت قيادته تجري أعمال ضخمة، ومنذ وقت قريب، قرأ لي ابن حفيدي قرار الرئيس عن الاهتمام ورعاية كبار السن. وأشكر الله على هذه الأيام المنيرة. حيث البشر والدولة، يحترمون كبار السن، ويحصلون على بركاتهم، وأسأل الله أن تتحقق أهدافهم دائما".
ولا حدود لذكريات توتي مومو، وعندما نسأل عن كل فترة من فترات حياتها، تفكر قليلاً، وتبدأ بالحديث عن أحداث كانت شاهد عيان عليها. وتتحدث دائما عن النزاهة وعدم جواز الغدر والخيانة. وتقول: "عيشوا بصدق. وتعلموا على الإمتنان". ومن صفاتها أنها تعمل دائما، لا تسيء لأحد، وتعتبر أن روح الإنسان ضعيفة جدا ولهذا تقول توتي مومو دائماً: "قدروا الأيام السلمية الهادئة، وعيشوا بصدق وصداقة، أطفالي الأعزاء. فالكفاية هي حيث يسود التفاهم. وليعم السلام والهدوء والازدهار دائما في بلادنا".

************
أعدها أ.د. محمد البخاري في طشقند بتاريخ 28/3/2015 نقلاً عن أمينباي أرتيكوف: أكبر معمرة في العالم، تعيش في أوزبكستان، وستحتفل بالذكرى 135 لميلادها. وكالة أنباء UzA، 10/3/2015. الصورة: مقصد حبيب الله ييف.