الثلاثاء، 21 أبريل 2015

مساعي الدبلوماسية التركية لتوريط الأطراف المحايدة في الصراع الدائر بدعم منها على الأراضي السورية


مساعي الدبلوماسية التركية لتوريط الأطراف المحايدة في الصراع الدائر بدعم منها على الأراضي السورية
وصل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان إلى العاصمة القازاقستانية بزيارة رسمية استغرقت ثلاثة أيام، رافقه خلال الزيارة وفد رسمي كبير ضم: وزير الخارجية، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية، ووزير الزراعة والثروة الحيوانية، ووزير الثقافة والسياحة، ووزير الدفاع، ووزير المواصلات والملاحة البحرية والاتصالات. وشارك أردوغان والوفد المراف له خلال الزيارة في أعمال الجولة الثانية لأعمال لجنة التعاون الاستراتيجي بين البلدين، والمنتدى الثاني لرجال الأعمال في البلدين، وأجرى خلال الزيارة محادثات رفيعة المستوى مع نظيره القازاقي نور سلطان نزارباييف. كما قلد رجب طيب أردوغان خلال الزيارة درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة خوجة أحمد يسوي التي اشرفت على إنشائها هيئة الشؤون الدينية التركية.


وسرعان ما ظهرت أنباء بعد الزيارة تشير إلى المساعي التي تبذلها تركيا لشق قازاقستان عن موقف حلفائها بمنظمة شنغهاي للتعاون، وتوريطها بمؤازرة جماعات المعارضة السورية التي تؤيدها تركيا وتمدها بالإمكانيات المادية والعسكرية واللوجستية. وظهر هذا جلياً عندما عبرت وزارة الخارجية القازاقستانية على لسان سفير المهام الخاصة والمندوب الرسمي للخارجية القازاقستانية ألتاي حبيب الله ييف، عن حيرتها بسبب كشف حقائق تشير إلى مراسلات تبادلتها الدبلوماسية القازاقستانية مع أطراف المعارضة السورية حول إمكانية دعوة قازاقستان للمشاركة في المحادثات الجارية مع الحكومة السورية.
وأضاف ألتاي حبيب الله ييف أنه سبق للمعارضة السورية أن أرسلت طلباً رسمياً للرئيس القازاقستاني نور سلطان نازار باييف تطلب فيه التوسط في المحادثات الدائرة حيال مسألة تسوية الأزمة في سورية. وحينها عبرت قازاقستان عن استعدادها للتوسط في المحادثات. وفعلاً دعت الخارجية القازاقستانية مندوبين عن المعارضة السورية يوم الإثنين 20 أبريل/نيسان 2015، لإجراء محادثات تمهيدية غير رسمية (غير علنية) لتبادل الأراء.
 وقال ألتاي حبيب الله ييف: هذه الحقيقة كحد أدنى تدعو للحيرة، بعد أن تم الكشف عن المراسلات السرية ونشرها في وسائل الإعلام الجماهيرية. مع الإشارة إلى مستوى التمثيل، وأعضاء الوفد، وإلتزام المشاركين بالأهداف النهائية للقاء المزمع تنظيمه، وإلى الأهمية الخاصة للتوصل إلى تقدم في المباحثات.
وأضاف ألتاي حبيب الله ييف، أن الحديث يدور في الوقت الراهن فقط حول دراسة المسألة بعمق. وقال: أن هذه الأسباب هي التي دعت لدعوة كاتب النداء لزيارة قازاقستان بزيارة عمل، للتعارف، والتفاهم حول الأسباب الرئيسية والمباحثات المستقبلية. وأكد على دعم قازاقستان المبدئي للمحادثات الجارية لتسوية الأوضاع في سورية، من خلال اللقاءآت التي جرت في جنيف وموسكو وأكد على عدم وجود أية طموحات لدى قازاقستان لحل الأزمة السورية أو أية نوايا لتغيير مسار المحادثات القائمة.
وفسرت وكالة أنباء "نوفوستي قازاقستانا" في تعليق نشرته يوم 20/4/2015 أن الموقف المبدئي لقازاقستان يتمثل في: أن قازاقستان تدعم الإجراءآت التي يبذلها المجتمع الدولي والمتمثلة بشخص منظمة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، والولايات المتحدة الأمريكية، وروسيا، والسلطات السورية القائمة، والمعارضة السورية، من أجل تحديد مستقبل سورية السياسي عن طريق الحوار والمصالحة، والإسراع بوقف العنف وسفك الدماء. وأن قازاقستان تتمنى استمرار المحادثات بين السلطات السورية والمعارضة السورية في إطار مؤتمر "جينيف-2" لتسوية الصراع الدائر على الأراضي السورية. وأن قازقستان تدعم وبحزم الموقف الذي يرى أن حل الصراع السوري ممكن فقط بالطرق السلمية. وأن قازاقستان نظرت بالطلب الذي تقدمت به المعارضة السورية من ضمن هذا الإطار فقط.
وأضافت وكالة أنباء "نوفوستي قازاقستانا" أن الصراع المسلح في سورية مستمر منذ مارس 2011، وأسفر وفق معلومات منظمة الأمم المتحدة، عن قتل أكثر من 200 ألف شخص. وأن القوات الحكومية تواجه الجماعات المقاتلة، التابعة لمختلف التشكيلات المسلحة. وأن الأكثر نشاطاً من بين تلك الجماعات، جماعة "الدولة الإسلامية"، التي أعلنت بتاريخ 29/6/2014 عن إقامة "الخلافة الإسلامية" على الأراضي التي تسيطر عليها في العراق وسورية.
أ.د. محمد البخاري، طشقند 21/4/2015