الفقيه الكبير برهان الدين المرغيناني
يعتبر برهان الدين المرغيناني من كبار فقهاء ما
وراء النهر. وهو مؤلف "الهداية في شرح بداية المبتدي" أو اختصاراً
"الهداية". واسمه الكامل علي بن أبو بكر بن عبد الجليل
الفرغاني الرشتاني المرغيناني، كما أطلق عليه اسم "برهان الدين والملة".
وكلمة "ملة" هنا تعني أنه من أنصار الحقوق الإسلامية وتقاليد الشعوب
المحلية.
وبرهان الدين المرغيناني ولد في عام 1123م على
أراضي أوزبكستان المعاصرة، وتحديداً في قرية ريشتان بوادي فرغانة. ومن سن الـ 13
عاش بمدينة مرغيلان، وكتب فيها القسم الأول من كتابه الشهير "الهداية". و
أهم جزء من حياته عاشه في مدينة سمرقند، وأنهى فيها كتابه "الهداية" في
أبريل/نيسان عام 1178م.
وعن 74 عاماً توفي برهان الدين المرغيناني في عام
1197م ودفن في مقبرة تشوكارديزا بسمرقند.
وورغم إلمام برهان الدين المرغيناني العميق بأصول
الفقه إلا أنه حرص وحتى نهاية حياته على دراسة مؤلفات أساتذته، الذين ذكر أسماء
أكثر من 40 أستاذاً منهم في "كتاب المشايخ" ومن بينهم: أبو الأسير
اليعقوب الثوري، وأبو إسحاق النوقادي، وجعفر الغجدواني وغيرهم.
وهو لم يسهم بشكل كبير فقط في تطوير نظرية الفقه، بل كان حريصاً على تربية مجموعة
كاملة من التلاميذ.
ومن بين مؤلفاته الهامة:
- "نشر المذهب"؛
- و"كتاب مناسك الحج"؛
- و"كتاب الفرائض"؛
- و"كتاب التجنية والمزيد"؛
- و"كتاب المشايخ"؛
- و"المزيد في الفرع الحنفي"؛
- و"بداية المبتدئ"؛
- و"كفاية المنتهي"؛
- و"الهداية" (وهو تعليق من أربع أجزاء على
كتاب "كفاية المنتهي").
ومع الأسف الشديد لم تبقى كل مؤلفات برهان الدين المرغيناني
حتى اليوم. وكل ما يحتفظ به معهد الإستشراق التابع لأكاديمية العلوم في جمهورية
أوزبكستان اليوم عدد من مؤلفاته المخطوطة وهي:
- "بداية المبتدئ"؛
- و"مجمع مختارات النوازل"؛
- و"الهداية في الفقه"؛
- و"الكفاية في شرح الهداية".
وألف برهان الدين المرغيناني أهم مؤلفاته "الهداية"
معتمداً على مؤلفات محمد الشيباني "المجمع الصغير"، وأبو
الحسن القدوري "مختصر خلاصة القدوري").
وعلق في "الهداية" على المعايير الشرعية الأساسية، الواردة في
"المختصر"، ومع ذلك فينظر لمؤلفه كمؤلف مستقل بحد ذاته، لأنه تناول فيه مسائل
أوسع أكثر مما تناولها "المختصر" للقدوري.
ومؤلفة "الهداية" نشر في أربعة أجزاء، تضمنت
57 كتاباً، قسمت بدورها إلى فصول وأقسام. وخصص كل كتاب لشرح واحدة من اتجاهات
الشريعة الإسلامية. ولتأكيد صحة القواعد الشرعية التي تناولها في "الهداية"
استند برهان الدين المرغيناني على أقوال صحابة النبي (ص) وغيرهم من
المؤلفين والمجتهدين من بعدهم، ومن بينهم مجتهدين من ماوراء النهر.
والجزء الأول من"الهداية" يقع في خمسة كتب تناولت
مسائل: الصلاة، والصيام، والزكاة.
والجزء الثاني تناول مسائل: الزواج، وقرابة الرضاعة،
والطلاق، وإعتاق العبيد، والعبيد الهاربين، واللقيات، والمفقودين، وشؤون الوقف.
ويقع في 60 فصلاً و36 قسماً.
والجزء الثالث تناول مسائل: البيع والشراء، والقضايا
المالية، وشهادة الزور، والإمتناع عن الإدلاء بالشهادة، والشكاوى، والإعتراف،
والإكراه، والإحسان، وغيرها. ويقع في 36 فصلاً و37 قسماً.
والجزء الرابع تناول مسائل: الشفاعة، والقسمة، والوراثة،
والزراعة، والفلاحة، وحيوانات الأضاحي لوجه الله تعالى، والصيد، والجرائم، وغيرها.
وتميز "الهداية" عن غيره من المصادر الفقهية بمنطقيته
وتسلسل مواده وتوزعها، وطريقة تأليفه وصياغته.
ويشير الباحثون إلى أن مؤلف برهان الدين المرغيناني
الهام "الهداية" شغل مكانة هامة في مجال تطوير ثقافة الشرع الإسلامي، وفي
مجال تطوير ثقافة الحقوق الإسلامية في ما وراء النهر.
بحث أعده أ.د. محمد البخاري، في طشقند 23/12/2013
بتصرف نقلاً عن المصدر الإلكتروني ziyouz.uz،
6/9/2012 باللغة الروسية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق