السبت، 5 أبريل 2014

الشخصية الأدبية والإجتماعية الأوزبكية الطاجيكية البارزة صدر الدين عيني


الشخصية الأدبية والإجتماعية الأوزبكية الطاجيكية صدر الدين عيني


صدر الدين عيني هو أديب وعالم وشخصية إجتماعية وأدبية من الشخصيات الأوزبكية الطاجيكية في القرن العشرين. قام خلال حياته الإبداعية بدراسات علمية تناولت الأدب الأوزبكي والطاجيكي، كمؤرخ، وأديب، وعالم. وكتب روايات علمية عن شعراء وعلماء عظام، أمثال: روداكي، وابن سينا، وسعدي، ووصفي، وبيديل، ونوائي، وأحمد دانش.
ولد صدر الدين عيني بقرية سوكتاري بمنطقة غيجدوان بإمارة بخارى عام 1878. وكان الده حرفياً يصنع أحجار الرحى، وجده رجل دين (ملا). وعندما بلغ السادسة من عمره أدخله والده إلى المدرسة التابعة للمسجد، ولكن المعلم في تلك المدرسة كان أمياً، مما اضطر أبيه لإخراجه منها وإرساله للدراسة في مدرسة خاصة بالبنات تديرها زوجة ملا القرية بيبي خليفة. ورغم إنهائه الدراسة في تلك المدرسة إلا أنه ظل لا يجيد القراءة والكتابة. فتولى سعدي أكبر، وهو طالب في بخارى تعليمه القراءة والكتابة.
وأثناء انتشار وباء الجدري في إمارة بخارى عام 1889 فقد صدر الدين عيني عمه، وأبيه، وأمه. ونظراً لكون شقيقه الأكبر محي الدين ملا في قرية أخرى، اضطر الصبي البالغ من العمر إحدى عشرة عاماً لرعاية إخوته الأصغر سناً منه، وهكذا أصبح منذ طفولته رب أسرة، ومسؤولاً عن شراء الملابس والأحذية لإخوته. فعمل بائعاً في السوق، وقام بحراثة الأرض. وفي عام 1890 ساعده شريف جون مخدوم على السفر إلى بخارى، ليتعلم في مدرسة مير عرب.
ولكن اهتمام صدر الدين عيني بالشعر كان أكثر من اهتمامه بالكتب التي درسها في المدرسة الدينية. ومع بداية عام 1892 دعاه شريف جون مخدوم للعيش معه في بيته. وهناك التقى بأشخاص يهتمون بالآداب والفنون، وكانوا يتناقشون في جلساتهم، ويقرأون الشعر، وتحت تأثيرها بدأ كتابة الشعر آنذاك، وانتشرت أشعاره تحت أسماء مستعارة متعددة. وفي عام 1896 استقر على الإسم المستعار "عيني". وما أن حل عام 1905 حتى أصبح عيني شاعراً معروفاً في الأوساط الأدبية بإمارة بخارى، ودخلت أشعاره ضمن المختارات الشعرية المنتشرة آنذاك. وأسس في ذلك الوقت جمعية "المعارف"، وقام بتأليف كتب مدرسية "وفق الطرق التعليمية الجديدة" للمدارس (العلمانية) في إمارة بخارى.
ومن عام 1915 أصبح صدر الدين عيني مثاراً لشبهات السلطات الحاكمة في إمارة بخارى بسبب قربه من المجددين، وقامت السلطات بملاحقته، واضطر للإختفاء والعمل في مصنع لتجهيز القطن. وبصورة غير متوقعة صدر قراراً أميرياً بتعيينه مدرساً في مدرسة "خيوبون" أكبر المدارس في بخارى عام 1916، ولكن عيني رفض هذا التعيين.
وبعد الإصلاحات التي جرت في إمارة بخارى قام المجددون بتنظيم مظاهرات صاخبة بتاريخ 8/4/1917، أعقبتها حملة اعتقالات واسعة طالت الكثيرين. وصدر حكم بجلد صدر الدين عيني 75 جلدة، وألقي بعدها في زنزانة "أوب خونا"، التي لا يغادرها أحد على قيد الحياة.
وبعد احتلالهم لمدينة بخارى قام الروس بتحريره من السجن. ولكن بعد أن أعدام أخوه سيراج الدين تنفيذاً لأمر صدر عن أمير بخارى، بينما قتل أخوه الآخر محي الدين على يد الباسماتشة (حركة مسلحة مناهضة للإحتلال الروسي في تركستان).
وكان صدر الدين عيني آنذاك متعاطفاً مع البلاشفة الروس، وقام بكتابة أغاني ثورية، انتشرت بشكل واسع، وساعدت على الإعداد لأعمال ثورية ضد نظام حكم أمير بخارى. وفي عام 1920 الذي تم فيه الإحتلال الروسي لإمارة بخارى تزوج عيني وانتقل للحياة في سمرقند التي كانت واقعة تحت الإحتلال الروسي قبل إمارة بخارى.
وبعد انتصار واستقرار الإحتلال الروسي في إمارة بخارى، عمل صدر الدين عيني لبعض من الوقت معلماً في مدرسة، وبعد ذلك تفرغ بالكامل للعمل الأدبي. وخلال العهد السوفييتي اشتغل في النشاطات الأدبية. وبعد إنشاء طاجكستان وفصلها عن أوزبكستان انتخب عضواً في اللجنة المركزية التنفيذية لجمهورية طاجكستان السوفييتية الإشتراكية في عام 1929، وفي عام 1934 انتخب عضواً بمجلس إدارة اتحاد الكتاب في اتحاد الجمهوريات السوفييتية الإشتراكية.
ولأول مرة بتاريخ الأدب الطاجيكي قام صدر الدين عيني بجمع مختارات من الإبداع الأدبي القومي الطاجيكي تحت عنوان "نماذج من الأدب الطاجيكي". وفي عام 1940 حصل على لقب الجدارة في النشاطات العلمية بجمهورية طاجكستان السوفييتية الإشتراكية؛ وعام 1949 حصل على العضوية الفخرية في أكاديمية العلوم بجمهورية أوزبكستان السوفييتية الإشتراكية، وعام 1949حصل على درجة الدكتوراه في العلوم اللغوية. وشغل منصب أول رئيس لأكاديمية العلوم بجمهورية طاجكستان السوفييتية الإشتراكية بعد تأسيسها في عام 1951. كما وكان أول من حصل على جائزة الدولة في جمهورية طاجكستان السوفييتية الإشتراكية عام 1950.
توفي صدر الدين عيني الشخصية الإجتماعية والأدبية الأوزبكستانية والطاجكستانية البارزة في القرن العشرين عام 1956.
من مؤلفاته: - "أودينا" عام 1924؛ - "دوخوندا" عام 1930؛ - "العبيد" عام 1934؛ - "ذكريات" خلال الأعوام 1949 و1954.
ووفق التقاليد المتعارف عليها في أوزبكستان أقيم في بيته بمدينة سمرقند، شارع ريغيستانسكايا، 7 "ب" متحفاً يحمل اسمه ولم يزل هذا المتحف يعمل حتى اليوم، ويفتح أبوابه كل يوم من الساعة 9:00 وحتى الساعة 17:00، وللراغبين بزيارته من زوار أوزبكستان هذا رقم هاتف المتحف: 355153 (3662).


بحث أعده أ.د. محمد البخاري، عربي سوري مقيم في جمهورية أوزبكستان، دكتوراه في العلوم السياسية (DC) تخصص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة، ودكتوراه فلسفة في الأدب (PhD)، تخصص صحافة، بروفيسور متقاعد. طشقند، 1/4/2014 بتصرف عن الرابط الإلكتروني: http://www.ziyonet.uz/ru/people/sadriddiy-ayniy/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق