المجتمع التركي كما رآه المفكرون الروس في القرن العشرين
بقلم: أ.د. محمد البخاري: دكتوراه علوم في العلوم السياسية DC اختصاص: الثقافة السياسية والأيديولوجية، والقضايا السياسية للنظم الدولية وتطور العولمة. ودكتوراه فلسفة في الأدب، PhD اختصاص صحافة. بروفيسور قسم العلاقات الدولية والعلوم السياسية والقانون بمعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية.
التركيبة الاجتماعية في الريف والأسر بشكل كامل بقيت على حالها "الريف التركي اليوم في سبعينات القرن العشرين بقي على حاله كما كان من مئة سنة مضت[1] ا"لريف التركي يعيش في ظل قوانينه الخاصة التي تشكلت عبر التاريخ خلال حياة العديد من الأجيال".[2] وبالكامل "مؤشرات القيم الروحية عند الأتراك لا تتفق والمؤشرات الأوروبية"[3] وعادة إتباع أسلوب الحياة الغربية ليس سوى ستار مظهري نجد وراءه مضمون ديني. "في المقاهي على الطراز الأوروبي وفي المطاعم بين الزبائن هناك نساء. يجلسن خلف الطاولات دون خجل يتبادلن الأحاديث بمرح مع مجالسيهن الذين حضر معهن لقضاء السهرة. يشعرن بالراحة بزينتهن التي صنعت على آخر موضة وأحيانا بجرأة كبيرة. وعندما تعزف الموسيقى يرقصن رقصات غربية حديثة، إذا دعاهن أحد من الجلساء معهن من الرجال. كلهن من زائرات أماكن الرقص اللاتي يتصرفن حسب رأيهن على الطريقة الأوروبية قريبات الرجال الذين جاؤا معهن بمرافقة الأقارب، الأتراك "على الطريقة الغربية". ولكن أي من الأغراب ولو من المائدة المجاورة يفكر بدعوة تركية غريبة عنه للرقص في أحسن الأحوال يتلقى الرفض القاطع ويواجه النقد العام وفي أسوأ الحالات يواجه شجار"[4]
هز الوعي التركي واسع الانتشار في البلاد الأفكار التي أطلقها أتاتورك من أجل الإصلاحات الكمالية ؟ أحياناً تطرح أفكار بأن هذه الإصلاحات الجذرية لو طالت الحدود الأخلاقية للمجتمع لم تستدعي أية احتجاجات ويشرح هذا فقط أن الأكثرية العظمى من السكان ببساطة لم يكن عندها أي فكرة عنها. الفلاحين في الريف وحتى اليوم يعيشون كما عاشوا من مئة سنة مضت، حسب العادات والتقاليد الدولة العثمانية. "آلاف الفلاحين لا يظنون حتى أنهم في جمهورية علمانية؛ بالنسبة لهم الحرب من أجل الاستقلال تبقى حرباً دينية، التي انتهت بانتصار الإسلام على الكفار"[5] محموت ميكال نشر في عام 1967 سلسلة مقالات "لا جديد على الجبهة الشرقية"، حيث يورد حوار مع مرآة لم تسمع شيئاً ليس عن عصمت باشا وليس عن ديميريل (وقتها كان رئيساً للوزراء). على سؤال من يقف على رأس الدولة أجابت السلطان الذي يعيش في استمبول أو أنقرة". عنها سألها ميكال عن من صوتت خلال الانتخابات الأخيرة أجابت: "أنا لا أعرف أعطوني ورقة وألقيتها في الصندوق".[6]
ولكن هل يمكن ربط كل ذلك بالفلاحين الأتراك الجهلاء ؟ ولنفترض أنه في نظام الإصلاح الإداري بأنه في الدستور ألغيت الكلمات عن الإسلام كدين للدولة (نعم وعن نفس الدستور) الفلاحين الأميين كان يمكن أن لا يعرفوا. ولكن أنه كانت ممنوعة كل أنواع التعليم الديني بما فيها في المدارس الابتدائية وأن روابط الدراويش ودور سكنهم وعبادتهم أغلقت كلها وأنه تم منع لبس العمامة والطربوش، النساء لم تعد تلبس الحجاب – هذا كان لا يمكن أن لا يلاحظوه. كل الشباب الفلاحين يخدمون في الجيش التي تعتبر في تركياً سنداً للكمالية، - ولم يعرفوا الإصلاحات ؟ خلال المرحلة التي تابعت الحكومة موضوع تنفيذ منع التعليم الديني في كل مكان بدأ تعليم اللغتين العربية والعثمانية (اللغة التركية بالحروف العربية) والقرآن الكريم سراً. في الريف كانت هذه الظاهرة جماهيرية شاملة. وهذا يعني أن الشعب فهم أنه لابد من التعلم سراً عن السلطة وأنه في الدولة قد حصل شيئاً غير طبيعي ؟
وهنا يبرز سؤال حقاً أنهم لم يعرفوا شيئاً عن التغييرات في البلاد أم أنهم لم يريدوا أن يعرفوا ؟ نحن نصادف على ما يبدوا بطبيعة إدراك الفلاحين الأتراك التي ساعدتهم على الحفاظ على تميزهم، وأن لا يروا ولا يسمعوا أي شيء كان بإمكانه أن يدمر تقاليد وعيهم أي آلية الدفاع (الحماية) في سلوكهم.
من أجل فهم ذلك علينا أولاً أن نبحث في جوهر الكمالية وغيرها من المبادئ الأيديولوجية التي كانت في تركيا.
أيديولوجية الأتراك الفاتحين كانت لازمة وبدلها الإسلام. ومن بداية أزمة الدولة العثمانية ظهرت الحاجة الطبيعية لإيجاد مخرج من الوضع الصعب، الذي وقعت فيه الدولة كما رأينا وبقوة أثرت على سيكولوجية الشعب. وكانت الحاجة لأسس أيديولوجية جديدة. والفكرة من كل الأيديولوجيات التي ظهرت في تركيا أدت في النهاية إلى الإجابة على سؤال: كيف يمكن بعث القوة القديمة للدولة التي تسمح بالعودة لظروف الحياة السابقة. ومن الطبيعي أن في نظريات الأيديولوجيين الأتراك كانت متجهة نحو الغرب لأنه في ذلك الوقت كانت الدولة العثمانية أكثر وأكثر تتجه بقوة نحو الغرب.
في البداية ظهور إيديولوجيا كاملة كانت عثمانية. العثمانية أخذت عن الغرب الوطن، والمواطنة، والمساواة وهكذا، وجهره أدى إلى أن كل مواطني الدولة بغض النظر عن قوميتهم أو ديانتهم حصلوا على حقوق متساوية. وفي جوهرها كان "انصهار" شعوب الدولة العثمانية، وتوحيدهم في "وحدة اجتماعية".[7]
ومع أن الإصلاحات واجهتها مقاومة عنيدة من الجماهير المسلمة، لا يمكن القول أن النظام لم يكن قابل للحياة بالكامل. واعتمد عليه حزب تركيا الفتاة وجمع حوله الكثير من الأحزاب القومية في الدولة العثمانية: أرمينية، ألبانية، عربية، يهودية وغيرها، وفقط بعد انقلاب عام 1908 فهمت بالكامل أن العثمانية كأيديولوجية لا تصلح له ومن الطبيعي أن يكون سياسياً أفضل من أن يكون من العناصر الأقلية في الدولة. ولكن نشاطات الأتراك الشباب جاءت ليس من المهجر من عواصم المراكز الكبرى ولكن في بعض الولايات وهناك صادفنا أمثلة على أن العثمانية لم ترفض بشكل واحد في عقلية الشعب الأتراك العاديون كما كان ملاحظاً غير طبيعي. لأنه في ولايات وانسك، وبيتليسك، وموش، وأرضروم، تركيا الفتاة والحزب الأرمني طاشناق تسوتون عملا مع بعضهم بشكل مباشر "وساد تفاهم كامل وثقة بينهم، الأرمن والأتراك أطلقوا على بعضهم لقب الأخوة".[8]
ومن أجل فهم هذه الحقائق الشاذة لنلقي نظرة إلى فكرة العثمانية من وجهة النظر السيكولوجية. نحن شاهدنا وعي الأتراك من خلال: الجماهيرية، الحربية، التفوق والحرب، التي شكلها الإسلامي تعكس مستوى: الجماهير الإسلامية، المحاربين باسم الله، وتفوق المؤمنين، والحرب المقدسة. في وعي الأتراك لم يكن هناك شكل للعدو (أو المنافس)، أكثر من الغرب المحظوظ والقوي، - العالم الغربي، الذي أربع تسميات لعناصر الوعي التركي تطابقت مع مستويات (ولو أنه هناك المستويات كانت مستويات متشكلة): الزملاء (بدلاً عن الجماهير)، النشاط الحكومي، موظف (بدلاً عن محارب)، المساواة (بدلاً عن التفوق) والتنمية (بدلاً عن الحرب). والعثمانية كانت محاولة أولى "لوضع نماذج" – جذابة، الفكرة الإسلامية بدلت بأفكار تمت استعارتها من المنافس الناجح الدولة كمؤسسة للمواطنة. وفي هذه الحالة الأفكار الجامدة للوعي التركي بدأت تتجاوب مع مستويات: الجماهير العثمانية – زملاء (وهذا يعني "جماهير محددة")؛ المحاربين – المدافعين عن الدولة؛ مساواة التفوق العام لكل مواطني الدولة العثمانية؛ الحرب – من أجل الحفاظ على وحدة الدولة. وعلى هذا الشكل الفكر الجامد الرئيسي للوعي التركي تم الاحتفاظ به، ولو أن التعبير عنهم يتغير.
ومن هذا المنطلق يمكن تصور أيديولوجيا بان توركيزم: مكان الكتلة (الجماهير) الإسلامية تشغلها الكتلة (الجماهير) التركية، المدعوة إنشاء دولة طوران التركية (بدلاً عن الدولة العثمانية)؛ المحاربين باسم الله يتحولون إلى محاربين أتراك يحاربون من أجل طوران؛ تفوق المؤمنين يتحولون إلى تفوق العنصر التركي الذي تدعمه مواطنة طوران، الحرب المقدسة – الحرب من أجل طوران ومنظمة طوران. وهنا المعتقدات الأساسية إقامة التركي وهنا من دون تغيير ولكن عليهم يلقى مضمون الذي يأخذ الشكل الأكثر نجاحاً وتحديداً وجوهرة حسب رأي منظري طوران جانب القوة فيه.
فكرة بان توركيزم كانت بالنسبة لتركيا مستوردة من الخارج " واحدة من المصادر الأيديولوجية لانتصار القوميين الأتراك وكانت من الفكر القومي المنتشر في أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وخاصة من القوميين الألمان على شكل بان ألمانيزم (الألمان الجدد)"[9] والأكثر من ذلك الدفعة القوية لحركة بان توركيزم لم تكن نابعة من الدولة العثمانية ولكن من العناصر "التركية والتترية" في روسيا. ويجب اعتبار مؤسسي بان توركيزم التتر في روسيا أحمد أغاييف، ويوسف أكتشورو، وعلي غوسين زادة، وإسماعيل غاسبرينسكي.[10]
وبالتدريج وضع برنامج الطورانية، مؤسسها ضياء غيك ألب يذكر في كتابه извеной "أسس توركيزم" (1923) ثلاث درجات لبلوغ كمالها: الطورانية في تركيا – انتشارها أو في حال رفضها، اجتثاث كل العناصر غير التركية، وتنقية اللغة التركية من المفردات العربية، وإقامة الثقافة القومية التركية؛ وأغوزيانيزم أي توحيد البلدان التي يسكنها أحفاد الأغوز: تركيا وقسمي أذربيجان الإيراني والروسي؛ وإقامة فيدرالية لغيرهم من الشعوب الناطقة بالتركية.[11]
وكالفكر العثماني، الفكر الطوراني أدى للبحث عن طرق لإعادة العظمة السابقة، ولكن الآن على أسس جديدة. وكان هذه المرة أكثر قابلية للحياة، لأنه أعطى مفاهيم الوعي التركي ليست غير واقعية كالعثمانية ولكن بواقعية تامة مليئة بدرجات الجماهير التركية، المحارب التركي، تفوق الجنس التركي والحرب من أجل طوران. وتوقع الامتناع عن المفاهيم السابقة لهذه الدرجات، إسلامية، لأن هذا يحتاج إلى نقل التوجه من العالم الإسلامي إلى العالم التركي. مفهوم التركي المسلم مع مسلمي الشعوب الأخرى العرب وغيرهم – أعاقت إعادة التوجه. لهذا الأيديولوجية الطورانية أرادت إضعاف تأثير الإسلام. (وهو ما سعى إلى تحقيقه "ملادوتوركي"، ولكن سلطتهم كانت ضعيفة جداً ليتمكنوا من التوجه إلى الصراع مع أوساط رجال الدين، وبالنتيجة حقق ذلك بسهولة ونجاح مصطفى كمال.)
مبادئ بانتوركيزم التي وضعها ضياء غيك ألب بنيت على التناقضات الثقافية والحضارية. الحضارة هي التي تجعل العالم الغربي قويا ولهذا يجب أن يكون مفهوماً للأتراك الساعين لإقامة دولة قوية، الثقافة يجب أن تصبح تركية، ويجب الاحتفاظ بنظافتها بكل الطرق. وجوهر القوة التركية يجب أن تكون في الثقافة التركية، والحضارة أيضاً – فقط بالتميز، ولكن لا يمكن حمايتها من خطر القضاء عليها من الجيران.
في بداية تحقيق عملياً المرحلة الأولى "بانطورانيزم" إقامة تركيا الموحدة عرقياً كنواة للدولة الطورانية المستقبلية – كانت الكمالية وتركيا التي تدعو لها أيديولوجيته.
في الوقت الحاضر الكمالية عادة تناقض التركية وأيديولوجية ملادوتورك، ولكن كل الكتاب المعاصرين بالكامل أكدوا على أن "إذا كان مفيداً توجيه سؤال للباحث الشريف التركي – هل هناك فرق بين برامج "حماية الحقوق" "الوحدة والتقدم"، "الحرية والتفاهم"، وفي كل حبه وتعلقه لن يستطيع يجاد افرق".[12] "أكثرية أعضاء حزب ملادوتورك أبدو اهتمامهم بالحركة القومية وبذلوا الكثير من الطاقة وكانوا الأكثر تفاعلاً مع نشاطاتها. الكمالية كانت 100% تعكس التركية".[13] "ومن صفوف الاتحاد المتربين على حليبه خرج لعد ذلك كل رجال حركة الأناضول"[14]
ولكن بغض النظر عن أي أهداف وضعها أمامه كمال، نحن نستطيع أن ننظر إلى إقامتهم لتركيا كبداية لتطبيق مبادئ بان توركيزم، لأنه عملياً ما فعله تطابق مع المرحلة الأولى لبان توركيزم، وهذا ذكر عند غيك-ألب في "قضايا الطورانية". والحديث يدور حول إقامة الدولة التركية القوية، ورفض قيادة الإسلام وتحقيق الحضارة الغربية على أرضية تركية. وفي هذا الشكل المنافس في التصور (الحضارة الأوروبية) تصبح مرغوبة لديهم وشكل قاعدته تعني (الثقافة التركية). المرحلة الأولى من برنامج بان توركيزم، التي نسميها التراث الشعبي التركي، مرتبطة ببرنامج محدد بدقة. في الأيديولوجية الكمالية بجوهرها مبنية على مفاهيم الوعي التركي من خلال إضافات لمضمونها الذي يقبله التركي، مما يقابله من الثقافة الغربية (تنويه: الجماعة، الموظف الحكومي، المساواة، التطور)، تكتسب الشكل التالي: الجمهور، التحول إلى جماعة (المنتخبة، والمنظمة)، الوحدة التفوق – المساواة (مساواة كل المنتخبين، كل الأتراك، ونذكر الشعار الشهير الذي نصادفه في تركيا في كل خطوة. "أي سعادة أن تكون تركياً !")؛ وحدة الحرب والبناء (الحرب، من أجل أن تتمكن من البناء) والموظف الحكومي البطل (في المعنى الدقيق: البطل الأساسي في الأدب الكمالي الرسمي هذا الموظف الحكومي المتعلم، الذي ببطولة يكافح من أجل تحقيق الفكر الكمالي).
وعلى هذا الشكل المفاهيم الأساسية للوعي التركي موضوعة في الكمالية، ولكن في بعض تبدلات خصوصياتهم. وهم لا يمكن أن يكونوا غير مقبولين بشكل كامل للوعي التركي، وتؤثر فيه وتخربه. لأنه في الوعي الجماهيري هذه المفاهيم مستمرة بشكلها السابق (الجماعة الإسلامية، المحاربين باسم الله، تفوق المؤمنين، الحرب المقدسة)، ويعني الصراع المحدد لا مهرب منه.نحن حقاً نرى في التعبير عن أن الإصلاحات الكمالية تظهر وكأنها لا يمكن تحقيقها من حيث المبدأ.
التاريخ التركي خلال العقود الأخيرة كان لها طبيعة مراحل. من عام 19960 وحتى عام 1980 خلال كل عشر سنوات يجري انقلاب عسكري دوري، ونتيجة لها في تركيا تأخذ المبادئ الكمالية شكل الخارطة العسكرية. وما أن يسلم العسكريون السلطة للسلطات المدنية التأثير الإسلامي في البلاد يزداد ويزداد أكثر، تركيا في سياستها الداخلية تراجعت عن المبادئ الحكم المطلق ومرة أخرى انتهت الخارطة العسكرية. وعلى هذا الشكل كيف يمكن النظام الحكم المطلق يستطيع التمسك بالسلطة لعشرات السنين ؟
ومن المعروف أن الكمالية كأيديولوجية كانت مرفوضة من قبل الجماهير الفلاحية التركية. والمثال على ذلك موجودة في الأدب مثال في رواية خالدي أديب "اقتلوا العاهرة"، حيث الشعب يعاقب المعلمة الوطنية التي حاولت نشر الأيديولوجية القومية في القرية، أو رواية يعقوب قادري "الغريب"، الذي بطلها الضابط السابق جميل، الذي استقر في قرية أناضولية، ويخصص نفسه لنشر الفكر الكمالي، ويقتنع في غياب عند الفلاحين الأناضوليين أي مشاعر قومية. يقولون "نحن لسنا أتراك، نحن مسلمون".
من أجل تربية الجماهير بروح القومية التركية أقيمت "بيوت تركية". وأول "بيوت تركية" أسست في عام 1908 بمبادرة من أكوتشوري. في نيسان 1924 مرة أخرى جرى إحياء نشاطهم. "وفي أيار 1925 صدر قرار حكومي يتحدث عن المساعدة التي تقدمها "البيوت التركية" هي أكثر من واجبات الحكومة. تمويل "البيوت" كانت على حساب الدولة"[15]
ومع ذلك فمبدأ الفكر القومي التركي الـ"البيوت التركية" اختلف عن الرسمي. وبغض النظر عن أن فكرة "البيت" في وقته اعترفوا به رسمياً بأنه "كتنظيم للقومية التركية وهم عملوا على في إطار الحدود الحكومية والقومية وامتنعوا عن سياسة بان توركيزم، قيادتهم السابقة حددت بالنتيجة مفهوم الـ"بيوت" كأجهزة للدعوة إلى بان توركيزم" [16] ولكن "البيوت التركية" في القرى تحولت بسرعة إلى مقاهي تقليدية، ونتائج نشاطاتهم أدت بالنتيجة إلى صفر.
المحاولة الثانية للدعوة إلى الكمالية في القرى التركية كانت بإقامة "البيوت الشعبية" و"الغرف الشعبية"، ولكن النتائج منهم كانت قليلة.
في أوساط المثقفين كان هناك عدد من الشخصيات التي تطوعت لأخذ مهمة الدعوة القومية في القرى التركية على نفسها لتنوير الفلاحين سياسياً واقتصادياًَ وتأسيس في الأوساط الفلاحية تعاونيات. في الوقت الذي ظهر فيه في المراجع الأدبية "بطل جديد – المثقف (المعلم، الطبيب، الضابط)، الذين يظهرون شخصية فذة. يضحي بنفسه من أجل "الجماهير الأمية الجاهلة"، التي دعي لتقديم "الروح القومية""،[17] القضاء على التركيبة الأبوية وملئ العقل الفلاحي مفاهيم جديدة وقيم (ياكوب قدري "أنقرة"، خالدي إديب "تاتاروتشكا"). ولكن نفسية الأنصار تتبدل إلى التشاؤم، والتعب والتواكل. "في عدد من المؤلفات ثلاثينات القرن العشرين (روايات "تساقط الأوراق"، "الشفقة" ريشاد نوري وغيره) ظهر أبطال جدد – الإنسان المتحطم، الذي تعرض للهزيمة في محاولاته لخدمة الشعب والإنسان"[18] حتى في الأدب عن بطولات الكفاح الفلاحين الأتراك التحرري القومي إما أن تغيب تماماً أو أن تظهر كجمهرة متشائمة.
وكيف كان يمكن أن تكون بغير ذلك إذا كانت كل الدعوة الكمالية وبان توركيزم انسابت من الفلاحين الأتراك "كالماء من الإوزة". الفلاحين ظلوا يؤكدون بأنهم "ليسو أتراك، بل مسلمين"، الكفاح القومي التحرري بقي في مفهومهم الجهاد، الكفاح من أجل الإسلام. "ولأكثرية الفلاحين الأتراك الكفاح التحرري بقيت في جوهرها انتصار المسلمين على الكفار، وليس من أجل تثبيت الفكر القومي وإقامة الجمهورية. شعب الأناضول ناضل من أجل تحرير الخليفة، حتى أن كمال كان مضطراً إلى وضع ذلك ضمن أهدافه"[19]
ولكن الجماهير الفلاحية خضعت لكمال والأكثر من ذلك في سيرهم على الطريق تقريباً لم يحتجوا ضد الإجراءات ضد الدين للمجلس التركي القومي العظيم. لماذا ؟ "لعدة سنوات هناك مقاطعة بين الجمهورية العلمانية والجماهير الفلاحية المؤمنة"[20] ولكن هذه المقاطعة لا تأخذ شكل صراع حاد. لماذا ؟
نحن تحدثنا أنه كانت فجوة بين مفاهيم الفلاحين الأتراك وأيديولوجية بانتوركيزم والكمالية. ولكن على أعماق الوعي التركي هذه الأيديولوجية لم تعتدي. ولكن بالإضافة إلى ذلك من الواضح "هناك كانت بدايات هامة في وعي الأتراك، موجودة أيضاً في أيديولوجية الكمالية، التي تبعد ذلك الصراع. وعندما يؤكد الباحث الحديث لتركيا، أنه "هناك فجوة فكرية سياسية وعدم انتهاء تغيير المفاهيم التقليدية وأسلوب حياة التركي"،[21] وعلى ما يبدوا أن ذلك غير صحيح تماماً هذا الفراغ ولو أنه مؤقت فهو يشغل مقتاً شيئاً ما. هناك نوعاً من التوازن المبدئي تساعد على بقاء الجمهورية العلمانية، ولو أنها دائمة في بعض الأوضاع الخاصة، وفي هذا تحافظ على التقاليد الوعي الفلاحي، ولو أنها من بعض النواحي الصراع مع العالم الخارجي. وفي هذا الولاء المطلق للجيش الذي يعادل الموجود في وعي الفلاحين وفي أيديولوجية الجمهورية التركية.
فيما سبق تحدثنا عن أهمية الجيش في وعي الجماهير الفلاحية. أما ما يتعلق بالجمهورية التركية، فهي "حددت علاقتها بالكثير من المؤسسات، ولكن بالجيش بقيت كالسابق. لأنع في الدولة العثمانية مقاييس القوة كان القوات العسكرية: فهي احتلت حدوداً جديدة، وملأت الخزنة بغنائم جديدة، ومن الجيش الدولة حصلت على قوتها. ولهذا لا يوجد ما يثير العجب في أنه اليوم الأتراك يتطلعون للبدلة العسكرية باحترام وإعجاب، ولهذا امتلأت دائماً بالمتفرجين بالقرب من القصر الرئاسي أثناء تبديل الحرس، عندما قطعات الجنود المختارة في بدلات الاستعراض يتحركون بخطوات احتفالية وكأنهم شخص واحد، خطوة بخطوة ويد بيد. وحتى الآن في كل ذكرى سنوية رسمية هامة أو غير هامة، هذا إن لم نتحدث عن العروض العسكرية التي تبدأ حسب العادة على أصوات خطوات القطعات الإنكشارية التي ترتدي ملابس الجيوش التركية السلطانية".[22] ومرة أخرى مثل مئات السنين التي مضت، لم تزل تسمع خطوات الإنكشارية، ولكن هل على خطواتهم يقيس اليوم سكان الأناضول المغيرات الواقعية ؟ أليس أولئك المرتدين للحلة العسكرية للجيوش السلطانية ينتمون إلى الجيش الثاني من حيث العدد للناتو، ويدخلون في روحهم الأمل بأن الدولة العثمانية لم تزل حية وأنها للتو وفقت شكلها الخارجي مع شكل اليوم وأن الجمهورية العلمانية بكل إجراءاتها – فقط استمرار والفلاحين الأميين في الأناضول واثقون من أن البلاد كالسابق يديرها السلطان، هي إلى حد كبير على حقيقة ؟
لماذا الفلاحين في الأناضول قبلوا هكذا بسهولة كمال، الذي تحدث دائماً عن أشياء غير مفهومة لهم ويدعوا إلى إقامة ما لا يريدون إقامته ؟ هم انحنوا أمام عسكري بطل، بطل انتظروه عشرات بل مئات السنين من انهيار الدولة العثمانية. في الحرب العالمية الأولى اشتهر كمال بأنه تحت قيادته حققت واحدة من الانتصارات القليلة للجيش التركي. حطم الانكليز في الدردنيل، في قطعاتهم التي سميت أنافارتال، هو أنقذ وضع الأتراك في أصعب الظروف. تولى قيادة الحرب ضد المحتلين حصل على الشهرة كبطل، احترام الفلاحين الأناضوليين له أصبح عملياً غير محدود. وكبطل سمح له بالكثير. درجة البطل العسكري أعطى كمال الحق على أية إصلاحات، والأتراك كانوا مستعدين لقبول منه كل ما هو من وجهة نظرهم غير مقبول. وعلى فكرة بعد وفاة كمال منصبه على رأس المجلس القومي العظيم لتركيا شغله إنسان أبضاً يحمل صفة بطل حرب عصمت إينونو.
عندما شكل جيشه كمال اعتمد على الفلاحين أي شكل جيشاً وطنياً قبله الفلاحون كجيشهم. "مصطفى كمال اعتبر الجيش الحامي الرئيسي للإصلاحات الجارية ودعى لمدرسة الضباط الشباب الفقراء وبشكل أساسي أبناء الفلاحين وقدم لهم السكن والطعام والملابس والرواتب المالية، وفي الوقت الحاضر بالتمييز عن غيرها من دول الشرق الأوسط، الضباط في تركيا يخرجون من الشعب وبشكل أساسي من الطبقات الوسطى".[23] "ولأبناء الفلاحين الأناضوليين الدعوة للخدمة في الجيش تعني الاحتكاك الأول بالعالم الخارجي".[24] والمستقبل الوظيفي للضبط في تركيا جذابة جداً للشباب من الطبقات الوسطى، لأن الخدمة في الجيش تعطي "إمكانية الحصول على مكانة جيدة في المجتمع، دون الحسب والنسب، والأموال، والجاه. بعض الذين خرجوا من الشرائح الفقيرة استطاعوا الخدمة حتى مراكز قيادية في الجيش".[25] وهذا النظام يذكر بأسلوب القبول في الدولة العثمانية خلال مرحلة الازدهار، عندما كان الطريق إلى المناصب العليا كان مفتوحاً للشخص الذي ينتمي إلى الشرائح الدنيا، وسرعان ما يتميز في ساحة الحرب.
الانقلابات العسكرية في تركيا أصبحت تقليداً، موجودة حتى عند ملاداتورك وحتى الانكشارية. والمثير للانتباه علاقة الجماهير الشعبية بهم. لنذكر أن ملاداتوريتسكايا "الثورة في تركيا بدأت كمؤامرة، واستمرت كعيد شعبي. وعند كل الشعب تولد إحساس بالحرية، وأظهر نفسه بشكل أساسي بالرغبة بالتظاهر والضوضاء، وغنى الكلمات والاحترام. وظهر وكأن كل واحد أسرع لاستخدام الحرية الجديدة، وسعى لإظهار نفسه وكأنه في النهاية حصل عليها".[26] وكانت ردة فعل الشعب التركي أشبه بانقلاب عسكري في ستينات القرن العشرين: "عبر السكان عن فرحهم. وبمجموعات تقدم الناس يحملون في أيديهم لافتات عادية. عند التمثال التذكاري لأتاتورك حيث وضعوا أكاليل الزهور. والمتظاهرين يصرخون: "حريت (الحرية)". ويغنون أغنية عن التحرر القومي. وبين المتظاهرين كان ملاحظاً نساء. بعضهم يرتدون الحجاب. يرفعون شعار "يعيش الجيش"".[27]
وهذا يعني أن الانقلابات العسكرية في تركيا تتقبل وكـنها أعياد، والأكثر تظاهرية إذا أخذنا باعتبارنا بأن الأعياد في تركيا قليلة بشكل عام. وفي هذا الشعب يفكر قليلاً عنده فعلاً سبباً ليفرح، ماذا سيأتي له به الانقلاب العسكري ؟ النساء في الحجاب في الستينات من أعمارهم، عندا كان ارتداءه في المدينة يعبر عن شجاعة كافية، يحيون الجيش، حامي الفكر العلماني لمصطفى كمال، التي ينتمي بعضها لمنع ارتداء الحجاب. ولكن فكر كل عيد شعبي ليست كرد فعل. العيد يعتبر الجيش العامل نفسه، تعرض وجوده في الحياة. الأتراك يرون بشكل كافي يرون جيشهم، من أجل أن يشعروا بالسعادة. هذه السعادة دون وعي لم تأتي من التحليل والمراجعة. ولهذا الجيش هو القوة الوحيدة التي يمكنها أن تسمح لنفسها بدعم العلمانية وتكافح ضد التأثير الإسلامي، دون أن تخاف أن تفقد شعبيتها في أعين الشعب. الجيش محبوب لدى الأتراك ومسموح له بكل شيء.
ومن المعروف أن الجيش في تركيا هو مصدر الكمالية. "الطالب التركي في الكلية العسكرية، ضابط المستقبل في أول أيام درسته في الكلية العسكرية يربى في روح الإخلاص المطلق "ثورة أتاتورك". وللضابط أتاتورك هو كل شيء – رمز، وموجه في الفنون العسكرية وفي طريق الحياة، وفي حل كل المسائل".[28] الجيش هو المحافظ على ليس الأيديولوجية الكمالية وحسب، بل في المركز الذي يقف فيه الأيديولوجية التركية، ولكن دائماً وحتى الكمالية تفهم وكأنها بانتيوركيزم. وليس صدفة أحد المنظمين الرئيسيين للانقلاب العسكري عام 1960 كان العقيد ألب أصلان تيوركيش – أيديولوجي بانتيوركيزم المعاصر، مؤسس حزب النهضة القومية، الذي دائماً يسمونه فاشيستي، ومؤلف المنشورات الشهيرة "انهض ياتركي" (1962). "لا يوجد عندنا بعد الآن رومانيا، وهنغاريا، وسوريا، والعراق، وفلسطين، ومصر، وطرابلس، وتونس، والجزائر، والقرم، والقوقاز. بقي عندنا فقط قسم من وطننا. تحرك كالذئب وابني نفسك. ولتنبعث الأوقات البيضاء، ولترفرف مرة أخرى راية النصر والبطولة. ولترتفع فوق الجميع تركيا، في حدودها المرسومة وتنتشر في كل طوران".[29] فكرة بان طوران لألب أصلان تيوركيش وجدت مؤيدين غير قليلين في الأوساط العسكرية في الوقت الحاضر. "الضباط الكثيرين يؤيدون علاقات تامة مع الكتائب المسلحة لحزب النهضة القومية. وحتى نهاية سبعينات القرن العشرين تشكلت في الجيش مجموعة من الضباط، أيدت بشكل مكشوف أو مستتر حزب النهضة القومية وشاركوه بأفكار ألب أصلان تيوركيش".[30] وفي هذا الأحزاب الإسلامية في الجيش علاقاتها كانت واحدة مرفوضة.
وعلى هذا الشكل دور الجيش في تركيا ثنائي. من جانب هو مصدر الصراع التاريخي كحامل للأيديولوجية، والمضاد لتقاليد الوعي الجماهيري بجوهره الإسلامي، ومن ناحية أخرى هو يلغي الصراع. فهم القوة، والقدرة، والحرب، والجيش – هي مفاتيح حيث الوعي الجماهيري والأيديولوجية الكمالية تتلاقى وتتصالح. وهذا المضمون من التلاقي تعطي إمكانية وبشكل أوسع لتدخل الأيديولوجية الرسمية في الوعي الجماهيري. مثال: احتلال شمال قبرص كان للأيديولوجيين الأتراك نجاحاً لتركيا كدولة قومية، وللشعب التركي كانت نصر المسلمين على الجنة السابقة. وكلا التعريفين يمكنهما التعايش مع بعضهما البعض والثانية تجيب عن حقيقة وليس أقل، بالمقارنة مع الأولى لأنهم حاربوا في قبرص جنود من الجماهير الشعبية وفهموا دورهم على هذا الشكل.
تحرك الجيش ألغى التناقض بين مختلف أنواع الوعي التركي. هذا التناقض وكأنه بين أقواس وعلى السطح يطفوا جوهر أعماق الوعي التركي – الحرب، البطل، الفاتح، والسيد. الانقلابات العسكرية، كلمة،قالها الجيش، وتؤثر بشكل كبير على وعي الشعب التركي، من حبهم للنشاطات الثقافية التنويرية من المواعظ المثقفين المساندين للجيش – وهو ما يتقبله الوعي الشعبي، المشبع بالروح الإسلامية، مع الدولة العلمانية تلغي من وقت لآخر الصراع مع تقاليد الوعي التقليدي مع الأيديولوجية السائدة.
والآن يمكننا أن نجيب على سؤال الذي طرحناه في بداية الدراسة: لماذا الثورة الكمالية التي ظهرت وكأنها يجب أن تدعوا تحرك عميق في الوعي الشعبي كانت من غير منفعة ؟ نعم فعلاً الأتراك لم يعيشوا في تلك المرحلة أي أزمة حقيقية وبدقة أزمة أكثر جدية من التي عاشها في السنوات السابقة، في مرحلة تدهور الدولة العثمانية. عدم تجانس وجهات النظر الواقعية التي عاشها التركي بدأت منذ وقت بعيد وحتى الآن في وعي الشعب التركي كشعب فاتح وبشكل دائم يواجه بدايات أزمات. عدد من الأيديولوجيات التي ظهرت كانت موجهة نحو إنعاش الوعي التركي، من أجل أن تجعله أكثر تقديراً للواقع في عالم اليوم، ولكن من أجل عمق مضمون الوعي التركي بقيت دون المساس بها. ولكن كل تلك المحاولات كان محكوماً عليها بالفشل. بانتوركيزم والكمالية وصلتا إلى مشاركة مثل العثمانية لو كان تطبيق البرنامج الكمالي لم تلتقي في ذلك الوقت عندما كان من مصلحة الدول الكبرى مساندة القوة العسكرية لتركيا وهذا يعني أن الدولة العلمانية لو لم تملك جيشاً قوياً ولم تظهر في أعين الجماهير إعادة القدرة السابقة للدولة.
اليوم الوعي العرقي للأتراك بدأ يدخل في الصراعات التي تجرها من الوسط، الصراع الذي له استمرار للتوسع (كما نرى في مرحلة ما بين الانقلابات العسكرية) والتي بشكل دائم تتبادل التطبيق في ذلك الوسط (الانقلابات العسكرية). تتبعها انتعاش سلوكي يرافقها تضامن ايجابي.
نحن صادفنا ظاهرة عندما التاريخ إذا حاكمت بموجب عدد من المؤشرات الخارجية وكأنها بدأت تتكرر والوعي التقليدي لا يتجاوب مع تلك الظواهر كما تجاوب في السابق مع تلك الأحداث المشابهة. هذه الظاهرة واحدة لآلية الدفاع. وفعلها يشكل وعي جديد منقذ للوعي التركي في الأساطير عن قوة الدولة التركية.
وفي هذا المضمون بجزء معروف من الحقيقة يمكن القول أن قدرة تركيا المعاصرة تساندها أصوات وقع أقدام الإنكشارية التي يرتفع خلال العروض العسكرية. قوة تركيا اليوم الجيش – هذا في الوعي الشعبي، إحياء قدرة الدولة العثمانية القديمة، وهذا يمكن العودة إلى الأسلوب السابق للوجود وإلغاء الصراع بين الوعي التركي وشكل حياة الأتراك.
طشقند في 2/6/2006
مراجع استخدمت في البحث
1. أحميدوف م.م.، وآغابيكوف ج. غ.: دور الدين والتقاليد في تطور مجتمع تركيا المعاصرة // المشاكل الهامة لتركيا المعاصرة. باكو: علم، 1988.
2. أرسلان. تركيا الحديثة. موسكو: كراسنايا نوف، 1923.
3. أستاخوف غ.: من السلطنة إلى تركيا الديمقراطية. تاريخ الكمالية. موسكو: دار النشر الحكومية، 1926.
4. ألييف غ.ز.: تركيا في مرحلة إدارة الأتراك الشباب "ملاداتورك". موسكو: ناووكا، 1972.
5. أوضاع آسيا الصغرى في وضعها الراهن. مكتبة سانت بيتربورغ: مطبعة ك. كرايا، 1839.
6. بارتولد ف.: من تاريخ الأتراك. بتروغراد: مطبعة ب.ف. فوشينسكايا، 1917.
7. بالوفيتش م.: تركيا الثورية. موسكو: دار النشر الحكومية، 1921.
8. بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والجديدة. موسكو: ناووكا، 1974.
9. بيلوفا ك.أ.: مراحل تطور النموذج الاجتماعي في وعي المثقفين الأتراك // تركيا: التاريخ والحداثة. موسكو: ناووكا، 1988.
10. دانيلوف ف.إ.: تركيا الثمانينات: من النظام العسكري إلى "الديمقراطية المحدودة" موسكو: ناووكا، 1991.
11. دانيلوف د. إ.: الشرائح المتوسطة في الحياة السياسية لتركيا الحديثة خلال مرحلة الإعداد وإجراء الانقلاب العسكري يوم 27/5/1960. موسكو: ناووكا، 1968.
12. زيلينيف يي.إ.: العثمانية ودورها في الحياة الاجتماعية والسياسية السورية. ليننغراد: دار نشر جامعة ليننغراد الحكومية، 1990.
13. سوكولسكي ن.: كتابات عن تركيا الحديثة. تبليسي: زاكرايكوم، 1930.
14. سيريبرياكوفا م.ن.: الأسرة والتقاليد الأسرية في الريف التركي (في الوقت الحاضر). موسكو: ناووكا، 1979.
15. غسانوفا إ. يو.: أيديولوجية البورجوازية الوطنية في تركيا خلال مرحلة ملاداتورك (1908 – 1914). باكو: دار نشر أكاديمية العلوم بجمهورية أذربيجان السوفييتية الاشتراكية، 1966.
16. غلينكه س.: خارطة تاريخ والوضع الحاضر للموانئ العثمانية. موسكو: مطبعة ن. ستيبانوف، 1830.
17. غوردليفسكي ف.أ.: أعمال مختارة. الجزء 3. موسكو: دار نشر الأدب الشرقي، 1962.
18. غيليرت ب.: عملية "أتاتورك".//نوفويه فريميه. 1960 العدد 2.
19. فاسيليف أ. م.: جسر عبر البوسفور. موسكو: مولودايا غفارديا، 1979.
20. فامبيري أ.: كتابات وخرائط الأخلاق الشرقية. مكتبة سانت بيتربورغ: مطبعة الإبداع "للاستخدام العام"، 1877.
21. كوتشار م.: العلاقات الاجتماعية والسياسية الأرمينية التركية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. يرفان: دار نشر جامعة يرفان، 1988.
22. كورتينوفا ل. ك.: بعض خصائص البورجوازية القومية التركية أثناء تشكلها. // الشرقين الأدنى والأوسط. التاريخ، والاقتصاد، والسياسة. الجزء 1. موسكو: ناووكا، 1987.
23. كوليسنيكوفا أ.أ.: البيوت الشعبية في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في الجمهورية التركية. موسكو: ناووكا، 1984.
24. مانديلشتام أ.: مقدمة // زاريفيند. تركيا وبان طورانيزم. باريس: ب. ي. 1930.
25. مذكرات إنكشاري. كتبها كونستانتين ميخائيلوفياش من أستروفيتس. ونشرت في ليتوميشله عام 1565. موسكو: ناووكا، 1978.
26. نايت إ.ف.: انقلاب ثوري في تركيا. مكتبة سانت بيتربورغ: ب.إ. بيفن، 1914.
27. نوفيتشيف أ.د.: الحركة الفلاحية التركية في الوقت الحاضر. موسكو: دار نشر الأدب الشرقي، 1959.
28. يريمييف د. يي.: عند ملتقى آسيا وأوروبا. كتابات عن تركيا والأتراك. موسكو: ناووكا، 1980.
هوامش:[1] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والجديدة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 144.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 144[2] سيريبرياكوفا م.ن.: الأسرة والتقاليد الأسرية في الريف التركي (في الوقت الحاضر). موسكو: ناووكا، 1979. ص 53.
- Серебрякова М. Н. Семья и семейная обрядность в турец-кой деревне (новейшие времена). М.: Наука, 1979. с. 53[3] أحميدوف م.م.، أغابيكوف ج. غ.: دور الدين والتقاليد في تطور المجتمع التركي الحديث // القضايا المعاصرة لتركيا الحديثة. باكو: علم، 1988. ص 25.
- Ахмедов М. М., Агабеков Дж. Г. Роль религии и традиции в развитии современного турецкого общества // Актуальные проблемы современной Турции. Баку: Элм, 1988. с. 25[4] يريمييف د. يي.: عند ملتقى آسيا وأوروبا. كتابات عن تركيا والأتراك. موسكو: ناووكا، 1980. ص 62.
- Еремеев Д. Е. На стыке Азии и Европы. Очерки о Турции и турках. М.: Наука, 1980. с. 62[5] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والحديثة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 105.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 105[6] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والحديثة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 147.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 147[7] كوتشار م.: العلاقات الاجتماعية والسياسية الأرمينية التركية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. يرفان: دار نشر جامعة يرفان، 1988. ص 5.
- Кочар М. Армяно-турецкие общественно-политические связи в конце ХIХ - начале ХХ веков. Ереван: изд-во Ереванского университета, 1988. с. 5[8] كورتينوفا ل. ك.: بعض خصائص البورجوازية القومية التركية أثناء تشكلها. // الشرقين الأدنى والأوسط. التاريخ، والاقتصاد، والسياسة. الجزء 1. موسكو: ناووكا، 1987، ص 145.
- Куртынова Л. К. Некоторые особенности турецкого буржуазного национализма в период его зарождения. // Ближний и Средний Восток. История, экономика, политика. Ч. 1. М.: Наука, 1987. с. 145[9] كورتينوفا ل. ك.: بعض خصائص البورجوازية القومية التركية أثناء تشكلها. // الشرقين الأدنى والأوسط. التاريخ، والاقتصاد، والسياسة. الجزء 1. موسكو: ناووكا، 1987، ص 97.
-Куртынова Л. К. Некоторые особенности турецкого буржуазного национализма в период его зарождения. // Ближний и Средний Восток. История, экономика, политика. Ч. 1. М.: Наука, 1987. с.97[10] مانديلشتام أ.: مقدمة // زارفيند. تركيا وبان توركيزم. باريس: ب. ي. 1930. ص 7.
- Мандельштам А. Введение // Заревенд. Турция и пантуранизм. Париж: б. и. , 1930. с.7[11] مانديلشتام أ.: مقدمة // زارفيند. تركيا وبان توركيزم. باريس: ب. ي. 1930.
-Мандельштам А. Введение // Заревенд. Турция и пантуранизм. Париж: б. и. , 1930.[12] أرسلان. تركيا الحديثة. موسكو: كراسنايا نوف، 1923. ص. 25.
- Арслан. Современная Турция. М.: Красная новь, 1923. с.25[13] مانديلشتام أ.: مقدمة // زارفيند. تركيا وبان توركيزم. باريس: ب. ي. 1930. ص 4.
- Мандельштам А. Введение // Заревенд. Турция и пантуранизм. Париж: б. и. , 1930. с.4[14] أستاخوف غ.: من السلطنة إلى تركيا الديمقراطية. تاريخ الكمالية. موسكو: دار النشر الحكومية، 1926. ص 76.
- Астахов Г. От султаната к демократической Турции. История кемализма. М.: Гос. изд-во, 1926. с.76[15] كوليسنيكوفا أ.أ.: البيوت الشعبية في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في الجمهورية التركية. موسكو: ناووكا، 1984. ص 67.
- Колесникова А. А. Народные дома в общественно-политической и культурной жизни Турецкой республики. М.: Наука, 1984. с. 67[16] كوليسنيكوفا أ.أ.: البيوت الشعبية في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في الجمهورية التركية. موسكو: ناووكا، 1984. ص 74-75.
- Колесникова А. А. Народные дома в общественно-политической и культурной жизни Турецкой республики. М.: Наука, 1984. с. 74-75[17] بيلوفا ك.أ.: مراحل تطور النموذج الاجتماعي في وعي المثقفين الأتراك // تركيا: التاريخ والحداثة. موسكو: ناووكا، 1988. ص 178.
- Белова К. А. Эволюция общественного идеала в сознании турецкой интеллигенции // Турция: История и современность. М.: Наука, 1988. с. 178[18] بيلوفا ك.أ.: مراحل تطور النموذج الاجتماعي في وعي المثقفين الأتراك // تركيا: التاريخ والحداثة. موسكو: ناووكا، 1988. ص 178.
- Белова К. А. Эволюция общественного идеала в сознании турецкой интеллигенции // Турция: История и современность. М.: Наука, 1988. с. 178[19] نوفيتشيف أ.د.: الحركة الفلاحية التركية في الوقت الحاضر. موسكو: دار نشر الأدب الشرقي، 1959. ص 27.
- Новичев А. Д. Крестьянство Турции в новейшие времена. М.: Изд-во восточн. лит-ры, 1959. с. 27.[20] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والجديدة. موسكو: ناووكا، 1974ز ص 105.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 105.[21] أحميدوف م.م.، وآغابيكوف ج. غ.: دور الدين والتقاليد في تطور مجتمع تركيا المعاصرة // المشاكل الهامة لتركيا المعاصرة. باكو: علم، 1988. ص 21.
- Ахмедов М. М., Агабеков Дж. Г. Роль религии и традиции в развитии современного турецкого общества // Актуальные проблемы современной Турции. Баку: Элм, 1988. с. 21.[22] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والحديثة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 76.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 76[23] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والحديثة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 76.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 76[24] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والحديثة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 81.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 81[25] دانيلوف د. ي.: الشرائح المتوسطة في الحياة السياسية لتركيا الحديثة خلال مرحلة الإعداد وإجراء الانقلاب العسكري يوم 27 آيار/مايو 1960. موسكو: ناووكا، 1968. ص 73.
- Данилов Д. И. Средние слои в политической жизни современной Турции в период подготовки и проведения государственного переворота 27 мая 1960 года. М.: Наука, 1968. с. 73.[26] ألييف غ.ز.: تركيا في مرحلة إدارة ملاداتورك. موسكو: ناووكا، 1972. ص 109.
- Алиев Г. З. Турция в период правления младотурок. М.: Наука, 1972. с. 109.[27] غيليرت ب.: عملية "أتاتورك".//نوفويه فريميه. 1960 العدد 2. ص 23.
- Геллерт П. Операция "Ататюрк". // Новое время. - 1960. - N2. с. 23.[28] دانيلوف ف.إ.: تركيا الثمانينات: من النظام العسكري إلى "الديمقراطية المحدودة" موسكو: ناووكا، 1991ز ص 39.
- Данилов В. И. Турция восьмидесятых: от военного режима до "ограниченной демократии". М.: Наука, 1991. с. 39.[29] غسانوفا إ. يو.: أيديولوجية البورجوازية الوطنية في تركيا خلال مرحلة ملاداتورك (1908 – 1914). باكو: دار نشر أكاديمية العلوم بجمهورية أذربيجان السوفييتية الاشتراكية، 1966. ص 148.
- Гасанова Э. Ю. Идеология буржуазного национализма в Турции в период младотурок (1908 - 1914). Баку: изд-во АН Аз. ССР, 1966. с. 148.[30] دانيلوف ف.إ.: تركيا الثمانينات: من النظام العسكري إلى "الديمقراطية المحدودة" موسكو: ناووكا، 1991ز ص 41.
- Данилов В. И. Турция восьмидесятых: от военного режима до "ограниченной демократии". М.: Наука, 1991. с. 41.
هز الوعي التركي واسع الانتشار في البلاد الأفكار التي أطلقها أتاتورك من أجل الإصلاحات الكمالية ؟ أحياناً تطرح أفكار بأن هذه الإصلاحات الجذرية لو طالت الحدود الأخلاقية للمجتمع لم تستدعي أية احتجاجات ويشرح هذا فقط أن الأكثرية العظمى من السكان ببساطة لم يكن عندها أي فكرة عنها. الفلاحين في الريف وحتى اليوم يعيشون كما عاشوا من مئة سنة مضت، حسب العادات والتقاليد الدولة العثمانية. "آلاف الفلاحين لا يظنون حتى أنهم في جمهورية علمانية؛ بالنسبة لهم الحرب من أجل الاستقلال تبقى حرباً دينية، التي انتهت بانتصار الإسلام على الكفار"[5] محموت ميكال نشر في عام 1967 سلسلة مقالات "لا جديد على الجبهة الشرقية"، حيث يورد حوار مع مرآة لم تسمع شيئاً ليس عن عصمت باشا وليس عن ديميريل (وقتها كان رئيساً للوزراء). على سؤال من يقف على رأس الدولة أجابت السلطان الذي يعيش في استمبول أو أنقرة". عنها سألها ميكال عن من صوتت خلال الانتخابات الأخيرة أجابت: "أنا لا أعرف أعطوني ورقة وألقيتها في الصندوق".[6]
ولكن هل يمكن ربط كل ذلك بالفلاحين الأتراك الجهلاء ؟ ولنفترض أنه في نظام الإصلاح الإداري بأنه في الدستور ألغيت الكلمات عن الإسلام كدين للدولة (نعم وعن نفس الدستور) الفلاحين الأميين كان يمكن أن لا يعرفوا. ولكن أنه كانت ممنوعة كل أنواع التعليم الديني بما فيها في المدارس الابتدائية وأن روابط الدراويش ودور سكنهم وعبادتهم أغلقت كلها وأنه تم منع لبس العمامة والطربوش، النساء لم تعد تلبس الحجاب – هذا كان لا يمكن أن لا يلاحظوه. كل الشباب الفلاحين يخدمون في الجيش التي تعتبر في تركياً سنداً للكمالية، - ولم يعرفوا الإصلاحات ؟ خلال المرحلة التي تابعت الحكومة موضوع تنفيذ منع التعليم الديني في كل مكان بدأ تعليم اللغتين العربية والعثمانية (اللغة التركية بالحروف العربية) والقرآن الكريم سراً. في الريف كانت هذه الظاهرة جماهيرية شاملة. وهذا يعني أن الشعب فهم أنه لابد من التعلم سراً عن السلطة وأنه في الدولة قد حصل شيئاً غير طبيعي ؟
وهنا يبرز سؤال حقاً أنهم لم يعرفوا شيئاً عن التغييرات في البلاد أم أنهم لم يريدوا أن يعرفوا ؟ نحن نصادف على ما يبدوا بطبيعة إدراك الفلاحين الأتراك التي ساعدتهم على الحفاظ على تميزهم، وأن لا يروا ولا يسمعوا أي شيء كان بإمكانه أن يدمر تقاليد وعيهم أي آلية الدفاع (الحماية) في سلوكهم.
من أجل فهم ذلك علينا أولاً أن نبحث في جوهر الكمالية وغيرها من المبادئ الأيديولوجية التي كانت في تركيا.
أيديولوجية الأتراك الفاتحين كانت لازمة وبدلها الإسلام. ومن بداية أزمة الدولة العثمانية ظهرت الحاجة الطبيعية لإيجاد مخرج من الوضع الصعب، الذي وقعت فيه الدولة كما رأينا وبقوة أثرت على سيكولوجية الشعب. وكانت الحاجة لأسس أيديولوجية جديدة. والفكرة من كل الأيديولوجيات التي ظهرت في تركيا أدت في النهاية إلى الإجابة على سؤال: كيف يمكن بعث القوة القديمة للدولة التي تسمح بالعودة لظروف الحياة السابقة. ومن الطبيعي أن في نظريات الأيديولوجيين الأتراك كانت متجهة نحو الغرب لأنه في ذلك الوقت كانت الدولة العثمانية أكثر وأكثر تتجه بقوة نحو الغرب.
في البداية ظهور إيديولوجيا كاملة كانت عثمانية. العثمانية أخذت عن الغرب الوطن، والمواطنة، والمساواة وهكذا، وجهره أدى إلى أن كل مواطني الدولة بغض النظر عن قوميتهم أو ديانتهم حصلوا على حقوق متساوية. وفي جوهرها كان "انصهار" شعوب الدولة العثمانية، وتوحيدهم في "وحدة اجتماعية".[7]
ومع أن الإصلاحات واجهتها مقاومة عنيدة من الجماهير المسلمة، لا يمكن القول أن النظام لم يكن قابل للحياة بالكامل. واعتمد عليه حزب تركيا الفتاة وجمع حوله الكثير من الأحزاب القومية في الدولة العثمانية: أرمينية، ألبانية، عربية، يهودية وغيرها، وفقط بعد انقلاب عام 1908 فهمت بالكامل أن العثمانية كأيديولوجية لا تصلح له ومن الطبيعي أن يكون سياسياً أفضل من أن يكون من العناصر الأقلية في الدولة. ولكن نشاطات الأتراك الشباب جاءت ليس من المهجر من عواصم المراكز الكبرى ولكن في بعض الولايات وهناك صادفنا أمثلة على أن العثمانية لم ترفض بشكل واحد في عقلية الشعب الأتراك العاديون كما كان ملاحظاً غير طبيعي. لأنه في ولايات وانسك، وبيتليسك، وموش، وأرضروم، تركيا الفتاة والحزب الأرمني طاشناق تسوتون عملا مع بعضهم بشكل مباشر "وساد تفاهم كامل وثقة بينهم، الأرمن والأتراك أطلقوا على بعضهم لقب الأخوة".[8]
ومن أجل فهم هذه الحقائق الشاذة لنلقي نظرة إلى فكرة العثمانية من وجهة النظر السيكولوجية. نحن شاهدنا وعي الأتراك من خلال: الجماهيرية، الحربية، التفوق والحرب، التي شكلها الإسلامي تعكس مستوى: الجماهير الإسلامية، المحاربين باسم الله، وتفوق المؤمنين، والحرب المقدسة. في وعي الأتراك لم يكن هناك شكل للعدو (أو المنافس)، أكثر من الغرب المحظوظ والقوي، - العالم الغربي، الذي أربع تسميات لعناصر الوعي التركي تطابقت مع مستويات (ولو أنه هناك المستويات كانت مستويات متشكلة): الزملاء (بدلاً عن الجماهير)، النشاط الحكومي، موظف (بدلاً عن محارب)، المساواة (بدلاً عن التفوق) والتنمية (بدلاً عن الحرب). والعثمانية كانت محاولة أولى "لوضع نماذج" – جذابة، الفكرة الإسلامية بدلت بأفكار تمت استعارتها من المنافس الناجح الدولة كمؤسسة للمواطنة. وفي هذه الحالة الأفكار الجامدة للوعي التركي بدأت تتجاوب مع مستويات: الجماهير العثمانية – زملاء (وهذا يعني "جماهير محددة")؛ المحاربين – المدافعين عن الدولة؛ مساواة التفوق العام لكل مواطني الدولة العثمانية؛ الحرب – من أجل الحفاظ على وحدة الدولة. وعلى هذا الشكل الفكر الجامد الرئيسي للوعي التركي تم الاحتفاظ به، ولو أن التعبير عنهم يتغير.
ومن هذا المنطلق يمكن تصور أيديولوجيا بان توركيزم: مكان الكتلة (الجماهير) الإسلامية تشغلها الكتلة (الجماهير) التركية، المدعوة إنشاء دولة طوران التركية (بدلاً عن الدولة العثمانية)؛ المحاربين باسم الله يتحولون إلى محاربين أتراك يحاربون من أجل طوران؛ تفوق المؤمنين يتحولون إلى تفوق العنصر التركي الذي تدعمه مواطنة طوران، الحرب المقدسة – الحرب من أجل طوران ومنظمة طوران. وهنا المعتقدات الأساسية إقامة التركي وهنا من دون تغيير ولكن عليهم يلقى مضمون الذي يأخذ الشكل الأكثر نجاحاً وتحديداً وجوهرة حسب رأي منظري طوران جانب القوة فيه.
فكرة بان توركيزم كانت بالنسبة لتركيا مستوردة من الخارج " واحدة من المصادر الأيديولوجية لانتصار القوميين الأتراك وكانت من الفكر القومي المنتشر في أوروبا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وخاصة من القوميين الألمان على شكل بان ألمانيزم (الألمان الجدد)"[9] والأكثر من ذلك الدفعة القوية لحركة بان توركيزم لم تكن نابعة من الدولة العثمانية ولكن من العناصر "التركية والتترية" في روسيا. ويجب اعتبار مؤسسي بان توركيزم التتر في روسيا أحمد أغاييف، ويوسف أكتشورو، وعلي غوسين زادة، وإسماعيل غاسبرينسكي.[10]
وبالتدريج وضع برنامج الطورانية، مؤسسها ضياء غيك ألب يذكر في كتابه извеной "أسس توركيزم" (1923) ثلاث درجات لبلوغ كمالها: الطورانية في تركيا – انتشارها أو في حال رفضها، اجتثاث كل العناصر غير التركية، وتنقية اللغة التركية من المفردات العربية، وإقامة الثقافة القومية التركية؛ وأغوزيانيزم أي توحيد البلدان التي يسكنها أحفاد الأغوز: تركيا وقسمي أذربيجان الإيراني والروسي؛ وإقامة فيدرالية لغيرهم من الشعوب الناطقة بالتركية.[11]
وكالفكر العثماني، الفكر الطوراني أدى للبحث عن طرق لإعادة العظمة السابقة، ولكن الآن على أسس جديدة. وكان هذه المرة أكثر قابلية للحياة، لأنه أعطى مفاهيم الوعي التركي ليست غير واقعية كالعثمانية ولكن بواقعية تامة مليئة بدرجات الجماهير التركية، المحارب التركي، تفوق الجنس التركي والحرب من أجل طوران. وتوقع الامتناع عن المفاهيم السابقة لهذه الدرجات، إسلامية، لأن هذا يحتاج إلى نقل التوجه من العالم الإسلامي إلى العالم التركي. مفهوم التركي المسلم مع مسلمي الشعوب الأخرى العرب وغيرهم – أعاقت إعادة التوجه. لهذا الأيديولوجية الطورانية أرادت إضعاف تأثير الإسلام. (وهو ما سعى إلى تحقيقه "ملادوتوركي"، ولكن سلطتهم كانت ضعيفة جداً ليتمكنوا من التوجه إلى الصراع مع أوساط رجال الدين، وبالنتيجة حقق ذلك بسهولة ونجاح مصطفى كمال.)
مبادئ بانتوركيزم التي وضعها ضياء غيك ألب بنيت على التناقضات الثقافية والحضارية. الحضارة هي التي تجعل العالم الغربي قويا ولهذا يجب أن يكون مفهوماً للأتراك الساعين لإقامة دولة قوية، الثقافة يجب أن تصبح تركية، ويجب الاحتفاظ بنظافتها بكل الطرق. وجوهر القوة التركية يجب أن تكون في الثقافة التركية، والحضارة أيضاً – فقط بالتميز، ولكن لا يمكن حمايتها من خطر القضاء عليها من الجيران.
في بداية تحقيق عملياً المرحلة الأولى "بانطورانيزم" إقامة تركيا الموحدة عرقياً كنواة للدولة الطورانية المستقبلية – كانت الكمالية وتركيا التي تدعو لها أيديولوجيته.
في الوقت الحاضر الكمالية عادة تناقض التركية وأيديولوجية ملادوتورك، ولكن كل الكتاب المعاصرين بالكامل أكدوا على أن "إذا كان مفيداً توجيه سؤال للباحث الشريف التركي – هل هناك فرق بين برامج "حماية الحقوق" "الوحدة والتقدم"، "الحرية والتفاهم"، وفي كل حبه وتعلقه لن يستطيع يجاد افرق".[12] "أكثرية أعضاء حزب ملادوتورك أبدو اهتمامهم بالحركة القومية وبذلوا الكثير من الطاقة وكانوا الأكثر تفاعلاً مع نشاطاتها. الكمالية كانت 100% تعكس التركية".[13] "ومن صفوف الاتحاد المتربين على حليبه خرج لعد ذلك كل رجال حركة الأناضول"[14]
ولكن بغض النظر عن أي أهداف وضعها أمامه كمال، نحن نستطيع أن ننظر إلى إقامتهم لتركيا كبداية لتطبيق مبادئ بان توركيزم، لأنه عملياً ما فعله تطابق مع المرحلة الأولى لبان توركيزم، وهذا ذكر عند غيك-ألب في "قضايا الطورانية". والحديث يدور حول إقامة الدولة التركية القوية، ورفض قيادة الإسلام وتحقيق الحضارة الغربية على أرضية تركية. وفي هذا الشكل المنافس في التصور (الحضارة الأوروبية) تصبح مرغوبة لديهم وشكل قاعدته تعني (الثقافة التركية). المرحلة الأولى من برنامج بان توركيزم، التي نسميها التراث الشعبي التركي، مرتبطة ببرنامج محدد بدقة. في الأيديولوجية الكمالية بجوهرها مبنية على مفاهيم الوعي التركي من خلال إضافات لمضمونها الذي يقبله التركي، مما يقابله من الثقافة الغربية (تنويه: الجماعة، الموظف الحكومي، المساواة، التطور)، تكتسب الشكل التالي: الجمهور، التحول إلى جماعة (المنتخبة، والمنظمة)، الوحدة التفوق – المساواة (مساواة كل المنتخبين، كل الأتراك، ونذكر الشعار الشهير الذي نصادفه في تركيا في كل خطوة. "أي سعادة أن تكون تركياً !")؛ وحدة الحرب والبناء (الحرب، من أجل أن تتمكن من البناء) والموظف الحكومي البطل (في المعنى الدقيق: البطل الأساسي في الأدب الكمالي الرسمي هذا الموظف الحكومي المتعلم، الذي ببطولة يكافح من أجل تحقيق الفكر الكمالي).
وعلى هذا الشكل المفاهيم الأساسية للوعي التركي موضوعة في الكمالية، ولكن في بعض تبدلات خصوصياتهم. وهم لا يمكن أن يكونوا غير مقبولين بشكل كامل للوعي التركي، وتؤثر فيه وتخربه. لأنه في الوعي الجماهيري هذه المفاهيم مستمرة بشكلها السابق (الجماعة الإسلامية، المحاربين باسم الله، تفوق المؤمنين، الحرب المقدسة)، ويعني الصراع المحدد لا مهرب منه.نحن حقاً نرى في التعبير عن أن الإصلاحات الكمالية تظهر وكأنها لا يمكن تحقيقها من حيث المبدأ.
التاريخ التركي خلال العقود الأخيرة كان لها طبيعة مراحل. من عام 19960 وحتى عام 1980 خلال كل عشر سنوات يجري انقلاب عسكري دوري، ونتيجة لها في تركيا تأخذ المبادئ الكمالية شكل الخارطة العسكرية. وما أن يسلم العسكريون السلطة للسلطات المدنية التأثير الإسلامي في البلاد يزداد ويزداد أكثر، تركيا في سياستها الداخلية تراجعت عن المبادئ الحكم المطلق ومرة أخرى انتهت الخارطة العسكرية. وعلى هذا الشكل كيف يمكن النظام الحكم المطلق يستطيع التمسك بالسلطة لعشرات السنين ؟
ومن المعروف أن الكمالية كأيديولوجية كانت مرفوضة من قبل الجماهير الفلاحية التركية. والمثال على ذلك موجودة في الأدب مثال في رواية خالدي أديب "اقتلوا العاهرة"، حيث الشعب يعاقب المعلمة الوطنية التي حاولت نشر الأيديولوجية القومية في القرية، أو رواية يعقوب قادري "الغريب"، الذي بطلها الضابط السابق جميل، الذي استقر في قرية أناضولية، ويخصص نفسه لنشر الفكر الكمالي، ويقتنع في غياب عند الفلاحين الأناضوليين أي مشاعر قومية. يقولون "نحن لسنا أتراك، نحن مسلمون".
من أجل تربية الجماهير بروح القومية التركية أقيمت "بيوت تركية". وأول "بيوت تركية" أسست في عام 1908 بمبادرة من أكوتشوري. في نيسان 1924 مرة أخرى جرى إحياء نشاطهم. "وفي أيار 1925 صدر قرار حكومي يتحدث عن المساعدة التي تقدمها "البيوت التركية" هي أكثر من واجبات الحكومة. تمويل "البيوت" كانت على حساب الدولة"[15]
ومع ذلك فمبدأ الفكر القومي التركي الـ"البيوت التركية" اختلف عن الرسمي. وبغض النظر عن أن فكرة "البيت" في وقته اعترفوا به رسمياً بأنه "كتنظيم للقومية التركية وهم عملوا على في إطار الحدود الحكومية والقومية وامتنعوا عن سياسة بان توركيزم، قيادتهم السابقة حددت بالنتيجة مفهوم الـ"بيوت" كأجهزة للدعوة إلى بان توركيزم" [16] ولكن "البيوت التركية" في القرى تحولت بسرعة إلى مقاهي تقليدية، ونتائج نشاطاتهم أدت بالنتيجة إلى صفر.
المحاولة الثانية للدعوة إلى الكمالية في القرى التركية كانت بإقامة "البيوت الشعبية" و"الغرف الشعبية"، ولكن النتائج منهم كانت قليلة.
في أوساط المثقفين كان هناك عدد من الشخصيات التي تطوعت لأخذ مهمة الدعوة القومية في القرى التركية على نفسها لتنوير الفلاحين سياسياً واقتصادياًَ وتأسيس في الأوساط الفلاحية تعاونيات. في الوقت الذي ظهر فيه في المراجع الأدبية "بطل جديد – المثقف (المعلم، الطبيب، الضابط)، الذين يظهرون شخصية فذة. يضحي بنفسه من أجل "الجماهير الأمية الجاهلة"، التي دعي لتقديم "الروح القومية""،[17] القضاء على التركيبة الأبوية وملئ العقل الفلاحي مفاهيم جديدة وقيم (ياكوب قدري "أنقرة"، خالدي إديب "تاتاروتشكا"). ولكن نفسية الأنصار تتبدل إلى التشاؤم، والتعب والتواكل. "في عدد من المؤلفات ثلاثينات القرن العشرين (روايات "تساقط الأوراق"، "الشفقة" ريشاد نوري وغيره) ظهر أبطال جدد – الإنسان المتحطم، الذي تعرض للهزيمة في محاولاته لخدمة الشعب والإنسان"[18] حتى في الأدب عن بطولات الكفاح الفلاحين الأتراك التحرري القومي إما أن تغيب تماماً أو أن تظهر كجمهرة متشائمة.
وكيف كان يمكن أن تكون بغير ذلك إذا كانت كل الدعوة الكمالية وبان توركيزم انسابت من الفلاحين الأتراك "كالماء من الإوزة". الفلاحين ظلوا يؤكدون بأنهم "ليسو أتراك، بل مسلمين"، الكفاح القومي التحرري بقي في مفهومهم الجهاد، الكفاح من أجل الإسلام. "ولأكثرية الفلاحين الأتراك الكفاح التحرري بقيت في جوهرها انتصار المسلمين على الكفار، وليس من أجل تثبيت الفكر القومي وإقامة الجمهورية. شعب الأناضول ناضل من أجل تحرير الخليفة، حتى أن كمال كان مضطراً إلى وضع ذلك ضمن أهدافه"[19]
ولكن الجماهير الفلاحية خضعت لكمال والأكثر من ذلك في سيرهم على الطريق تقريباً لم يحتجوا ضد الإجراءات ضد الدين للمجلس التركي القومي العظيم. لماذا ؟ "لعدة سنوات هناك مقاطعة بين الجمهورية العلمانية والجماهير الفلاحية المؤمنة"[20] ولكن هذه المقاطعة لا تأخذ شكل صراع حاد. لماذا ؟
نحن تحدثنا أنه كانت فجوة بين مفاهيم الفلاحين الأتراك وأيديولوجية بانتوركيزم والكمالية. ولكن على أعماق الوعي التركي هذه الأيديولوجية لم تعتدي. ولكن بالإضافة إلى ذلك من الواضح "هناك كانت بدايات هامة في وعي الأتراك، موجودة أيضاً في أيديولوجية الكمالية، التي تبعد ذلك الصراع. وعندما يؤكد الباحث الحديث لتركيا، أنه "هناك فجوة فكرية سياسية وعدم انتهاء تغيير المفاهيم التقليدية وأسلوب حياة التركي"،[21] وعلى ما يبدوا أن ذلك غير صحيح تماماً هذا الفراغ ولو أنه مؤقت فهو يشغل مقتاً شيئاً ما. هناك نوعاً من التوازن المبدئي تساعد على بقاء الجمهورية العلمانية، ولو أنها دائمة في بعض الأوضاع الخاصة، وفي هذا تحافظ على التقاليد الوعي الفلاحي، ولو أنها من بعض النواحي الصراع مع العالم الخارجي. وفي هذا الولاء المطلق للجيش الذي يعادل الموجود في وعي الفلاحين وفي أيديولوجية الجمهورية التركية.
فيما سبق تحدثنا عن أهمية الجيش في وعي الجماهير الفلاحية. أما ما يتعلق بالجمهورية التركية، فهي "حددت علاقتها بالكثير من المؤسسات، ولكن بالجيش بقيت كالسابق. لأنع في الدولة العثمانية مقاييس القوة كان القوات العسكرية: فهي احتلت حدوداً جديدة، وملأت الخزنة بغنائم جديدة، ومن الجيش الدولة حصلت على قوتها. ولهذا لا يوجد ما يثير العجب في أنه اليوم الأتراك يتطلعون للبدلة العسكرية باحترام وإعجاب، ولهذا امتلأت دائماً بالمتفرجين بالقرب من القصر الرئاسي أثناء تبديل الحرس، عندما قطعات الجنود المختارة في بدلات الاستعراض يتحركون بخطوات احتفالية وكأنهم شخص واحد، خطوة بخطوة ويد بيد. وحتى الآن في كل ذكرى سنوية رسمية هامة أو غير هامة، هذا إن لم نتحدث عن العروض العسكرية التي تبدأ حسب العادة على أصوات خطوات القطعات الإنكشارية التي ترتدي ملابس الجيوش التركية السلطانية".[22] ومرة أخرى مثل مئات السنين التي مضت، لم تزل تسمع خطوات الإنكشارية، ولكن هل على خطواتهم يقيس اليوم سكان الأناضول المغيرات الواقعية ؟ أليس أولئك المرتدين للحلة العسكرية للجيوش السلطانية ينتمون إلى الجيش الثاني من حيث العدد للناتو، ويدخلون في روحهم الأمل بأن الدولة العثمانية لم تزل حية وأنها للتو وفقت شكلها الخارجي مع شكل اليوم وأن الجمهورية العلمانية بكل إجراءاتها – فقط استمرار والفلاحين الأميين في الأناضول واثقون من أن البلاد كالسابق يديرها السلطان، هي إلى حد كبير على حقيقة ؟
لماذا الفلاحين في الأناضول قبلوا هكذا بسهولة كمال، الذي تحدث دائماً عن أشياء غير مفهومة لهم ويدعوا إلى إقامة ما لا يريدون إقامته ؟ هم انحنوا أمام عسكري بطل، بطل انتظروه عشرات بل مئات السنين من انهيار الدولة العثمانية. في الحرب العالمية الأولى اشتهر كمال بأنه تحت قيادته حققت واحدة من الانتصارات القليلة للجيش التركي. حطم الانكليز في الدردنيل، في قطعاتهم التي سميت أنافارتال، هو أنقذ وضع الأتراك في أصعب الظروف. تولى قيادة الحرب ضد المحتلين حصل على الشهرة كبطل، احترام الفلاحين الأناضوليين له أصبح عملياً غير محدود. وكبطل سمح له بالكثير. درجة البطل العسكري أعطى كمال الحق على أية إصلاحات، والأتراك كانوا مستعدين لقبول منه كل ما هو من وجهة نظرهم غير مقبول. وعلى فكرة بعد وفاة كمال منصبه على رأس المجلس القومي العظيم لتركيا شغله إنسان أبضاً يحمل صفة بطل حرب عصمت إينونو.
عندما شكل جيشه كمال اعتمد على الفلاحين أي شكل جيشاً وطنياً قبله الفلاحون كجيشهم. "مصطفى كمال اعتبر الجيش الحامي الرئيسي للإصلاحات الجارية ودعى لمدرسة الضباط الشباب الفقراء وبشكل أساسي أبناء الفلاحين وقدم لهم السكن والطعام والملابس والرواتب المالية، وفي الوقت الحاضر بالتمييز عن غيرها من دول الشرق الأوسط، الضباط في تركيا يخرجون من الشعب وبشكل أساسي من الطبقات الوسطى".[23] "ولأبناء الفلاحين الأناضوليين الدعوة للخدمة في الجيش تعني الاحتكاك الأول بالعالم الخارجي".[24] والمستقبل الوظيفي للضبط في تركيا جذابة جداً للشباب من الطبقات الوسطى، لأن الخدمة في الجيش تعطي "إمكانية الحصول على مكانة جيدة في المجتمع، دون الحسب والنسب، والأموال، والجاه. بعض الذين خرجوا من الشرائح الفقيرة استطاعوا الخدمة حتى مراكز قيادية في الجيش".[25] وهذا النظام يذكر بأسلوب القبول في الدولة العثمانية خلال مرحلة الازدهار، عندما كان الطريق إلى المناصب العليا كان مفتوحاً للشخص الذي ينتمي إلى الشرائح الدنيا، وسرعان ما يتميز في ساحة الحرب.
الانقلابات العسكرية في تركيا أصبحت تقليداً، موجودة حتى عند ملاداتورك وحتى الانكشارية. والمثير للانتباه علاقة الجماهير الشعبية بهم. لنذكر أن ملاداتوريتسكايا "الثورة في تركيا بدأت كمؤامرة، واستمرت كعيد شعبي. وعند كل الشعب تولد إحساس بالحرية، وأظهر نفسه بشكل أساسي بالرغبة بالتظاهر والضوضاء، وغنى الكلمات والاحترام. وظهر وكأن كل واحد أسرع لاستخدام الحرية الجديدة، وسعى لإظهار نفسه وكأنه في النهاية حصل عليها".[26] وكانت ردة فعل الشعب التركي أشبه بانقلاب عسكري في ستينات القرن العشرين: "عبر السكان عن فرحهم. وبمجموعات تقدم الناس يحملون في أيديهم لافتات عادية. عند التمثال التذكاري لأتاتورك حيث وضعوا أكاليل الزهور. والمتظاهرين يصرخون: "حريت (الحرية)". ويغنون أغنية عن التحرر القومي. وبين المتظاهرين كان ملاحظاً نساء. بعضهم يرتدون الحجاب. يرفعون شعار "يعيش الجيش"".[27]
وهذا يعني أن الانقلابات العسكرية في تركيا تتقبل وكـنها أعياد، والأكثر تظاهرية إذا أخذنا باعتبارنا بأن الأعياد في تركيا قليلة بشكل عام. وفي هذا الشعب يفكر قليلاً عنده فعلاً سبباً ليفرح، ماذا سيأتي له به الانقلاب العسكري ؟ النساء في الحجاب في الستينات من أعمارهم، عندا كان ارتداءه في المدينة يعبر عن شجاعة كافية، يحيون الجيش، حامي الفكر العلماني لمصطفى كمال، التي ينتمي بعضها لمنع ارتداء الحجاب. ولكن فكر كل عيد شعبي ليست كرد فعل. العيد يعتبر الجيش العامل نفسه، تعرض وجوده في الحياة. الأتراك يرون بشكل كافي يرون جيشهم، من أجل أن يشعروا بالسعادة. هذه السعادة دون وعي لم تأتي من التحليل والمراجعة. ولهذا الجيش هو القوة الوحيدة التي يمكنها أن تسمح لنفسها بدعم العلمانية وتكافح ضد التأثير الإسلامي، دون أن تخاف أن تفقد شعبيتها في أعين الشعب. الجيش محبوب لدى الأتراك ومسموح له بكل شيء.
ومن المعروف أن الجيش في تركيا هو مصدر الكمالية. "الطالب التركي في الكلية العسكرية، ضابط المستقبل في أول أيام درسته في الكلية العسكرية يربى في روح الإخلاص المطلق "ثورة أتاتورك". وللضابط أتاتورك هو كل شيء – رمز، وموجه في الفنون العسكرية وفي طريق الحياة، وفي حل كل المسائل".[28] الجيش هو المحافظ على ليس الأيديولوجية الكمالية وحسب، بل في المركز الذي يقف فيه الأيديولوجية التركية، ولكن دائماً وحتى الكمالية تفهم وكأنها بانتيوركيزم. وليس صدفة أحد المنظمين الرئيسيين للانقلاب العسكري عام 1960 كان العقيد ألب أصلان تيوركيش – أيديولوجي بانتيوركيزم المعاصر، مؤسس حزب النهضة القومية، الذي دائماً يسمونه فاشيستي، ومؤلف المنشورات الشهيرة "انهض ياتركي" (1962). "لا يوجد عندنا بعد الآن رومانيا، وهنغاريا، وسوريا، والعراق، وفلسطين، ومصر، وطرابلس، وتونس، والجزائر، والقرم، والقوقاز. بقي عندنا فقط قسم من وطننا. تحرك كالذئب وابني نفسك. ولتنبعث الأوقات البيضاء، ولترفرف مرة أخرى راية النصر والبطولة. ولترتفع فوق الجميع تركيا، في حدودها المرسومة وتنتشر في كل طوران".[29] فكرة بان طوران لألب أصلان تيوركيش وجدت مؤيدين غير قليلين في الأوساط العسكرية في الوقت الحاضر. "الضباط الكثيرين يؤيدون علاقات تامة مع الكتائب المسلحة لحزب النهضة القومية. وحتى نهاية سبعينات القرن العشرين تشكلت في الجيش مجموعة من الضباط، أيدت بشكل مكشوف أو مستتر حزب النهضة القومية وشاركوه بأفكار ألب أصلان تيوركيش".[30] وفي هذا الأحزاب الإسلامية في الجيش علاقاتها كانت واحدة مرفوضة.
وعلى هذا الشكل دور الجيش في تركيا ثنائي. من جانب هو مصدر الصراع التاريخي كحامل للأيديولوجية، والمضاد لتقاليد الوعي الجماهيري بجوهره الإسلامي، ومن ناحية أخرى هو يلغي الصراع. فهم القوة، والقدرة، والحرب، والجيش – هي مفاتيح حيث الوعي الجماهيري والأيديولوجية الكمالية تتلاقى وتتصالح. وهذا المضمون من التلاقي تعطي إمكانية وبشكل أوسع لتدخل الأيديولوجية الرسمية في الوعي الجماهيري. مثال: احتلال شمال قبرص كان للأيديولوجيين الأتراك نجاحاً لتركيا كدولة قومية، وللشعب التركي كانت نصر المسلمين على الجنة السابقة. وكلا التعريفين يمكنهما التعايش مع بعضهما البعض والثانية تجيب عن حقيقة وليس أقل، بالمقارنة مع الأولى لأنهم حاربوا في قبرص جنود من الجماهير الشعبية وفهموا دورهم على هذا الشكل.
تحرك الجيش ألغى التناقض بين مختلف أنواع الوعي التركي. هذا التناقض وكأنه بين أقواس وعلى السطح يطفوا جوهر أعماق الوعي التركي – الحرب، البطل، الفاتح، والسيد. الانقلابات العسكرية، كلمة،قالها الجيش، وتؤثر بشكل كبير على وعي الشعب التركي، من حبهم للنشاطات الثقافية التنويرية من المواعظ المثقفين المساندين للجيش – وهو ما يتقبله الوعي الشعبي، المشبع بالروح الإسلامية، مع الدولة العلمانية تلغي من وقت لآخر الصراع مع تقاليد الوعي التقليدي مع الأيديولوجية السائدة.
والآن يمكننا أن نجيب على سؤال الذي طرحناه في بداية الدراسة: لماذا الثورة الكمالية التي ظهرت وكأنها يجب أن تدعوا تحرك عميق في الوعي الشعبي كانت من غير منفعة ؟ نعم فعلاً الأتراك لم يعيشوا في تلك المرحلة أي أزمة حقيقية وبدقة أزمة أكثر جدية من التي عاشها في السنوات السابقة، في مرحلة تدهور الدولة العثمانية. عدم تجانس وجهات النظر الواقعية التي عاشها التركي بدأت منذ وقت بعيد وحتى الآن في وعي الشعب التركي كشعب فاتح وبشكل دائم يواجه بدايات أزمات. عدد من الأيديولوجيات التي ظهرت كانت موجهة نحو إنعاش الوعي التركي، من أجل أن تجعله أكثر تقديراً للواقع في عالم اليوم، ولكن من أجل عمق مضمون الوعي التركي بقيت دون المساس بها. ولكن كل تلك المحاولات كان محكوماً عليها بالفشل. بانتوركيزم والكمالية وصلتا إلى مشاركة مثل العثمانية لو كان تطبيق البرنامج الكمالي لم تلتقي في ذلك الوقت عندما كان من مصلحة الدول الكبرى مساندة القوة العسكرية لتركيا وهذا يعني أن الدولة العلمانية لو لم تملك جيشاً قوياً ولم تظهر في أعين الجماهير إعادة القدرة السابقة للدولة.
اليوم الوعي العرقي للأتراك بدأ يدخل في الصراعات التي تجرها من الوسط، الصراع الذي له استمرار للتوسع (كما نرى في مرحلة ما بين الانقلابات العسكرية) والتي بشكل دائم تتبادل التطبيق في ذلك الوسط (الانقلابات العسكرية). تتبعها انتعاش سلوكي يرافقها تضامن ايجابي.
نحن صادفنا ظاهرة عندما التاريخ إذا حاكمت بموجب عدد من المؤشرات الخارجية وكأنها بدأت تتكرر والوعي التقليدي لا يتجاوب مع تلك الظواهر كما تجاوب في السابق مع تلك الأحداث المشابهة. هذه الظاهرة واحدة لآلية الدفاع. وفعلها يشكل وعي جديد منقذ للوعي التركي في الأساطير عن قوة الدولة التركية.
وفي هذا المضمون بجزء معروف من الحقيقة يمكن القول أن قدرة تركيا المعاصرة تساندها أصوات وقع أقدام الإنكشارية التي يرتفع خلال العروض العسكرية. قوة تركيا اليوم الجيش – هذا في الوعي الشعبي، إحياء قدرة الدولة العثمانية القديمة، وهذا يمكن العودة إلى الأسلوب السابق للوجود وإلغاء الصراع بين الوعي التركي وشكل حياة الأتراك.
طشقند في 2/6/2006
مراجع استخدمت في البحث
1. أحميدوف م.م.، وآغابيكوف ج. غ.: دور الدين والتقاليد في تطور مجتمع تركيا المعاصرة // المشاكل الهامة لتركيا المعاصرة. باكو: علم، 1988.
2. أرسلان. تركيا الحديثة. موسكو: كراسنايا نوف، 1923.
3. أستاخوف غ.: من السلطنة إلى تركيا الديمقراطية. تاريخ الكمالية. موسكو: دار النشر الحكومية، 1926.
4. ألييف غ.ز.: تركيا في مرحلة إدارة الأتراك الشباب "ملاداتورك". موسكو: ناووكا، 1972.
5. أوضاع آسيا الصغرى في وضعها الراهن. مكتبة سانت بيتربورغ: مطبعة ك. كرايا، 1839.
6. بارتولد ف.: من تاريخ الأتراك. بتروغراد: مطبعة ب.ف. فوشينسكايا، 1917.
7. بالوفيتش م.: تركيا الثورية. موسكو: دار النشر الحكومية، 1921.
8. بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والجديدة. موسكو: ناووكا، 1974.
9. بيلوفا ك.أ.: مراحل تطور النموذج الاجتماعي في وعي المثقفين الأتراك // تركيا: التاريخ والحداثة. موسكو: ناووكا، 1988.
10. دانيلوف ف.إ.: تركيا الثمانينات: من النظام العسكري إلى "الديمقراطية المحدودة" موسكو: ناووكا، 1991.
11. دانيلوف د. إ.: الشرائح المتوسطة في الحياة السياسية لتركيا الحديثة خلال مرحلة الإعداد وإجراء الانقلاب العسكري يوم 27/5/1960. موسكو: ناووكا، 1968.
12. زيلينيف يي.إ.: العثمانية ودورها في الحياة الاجتماعية والسياسية السورية. ليننغراد: دار نشر جامعة ليننغراد الحكومية، 1990.
13. سوكولسكي ن.: كتابات عن تركيا الحديثة. تبليسي: زاكرايكوم، 1930.
14. سيريبرياكوفا م.ن.: الأسرة والتقاليد الأسرية في الريف التركي (في الوقت الحاضر). موسكو: ناووكا، 1979.
15. غسانوفا إ. يو.: أيديولوجية البورجوازية الوطنية في تركيا خلال مرحلة ملاداتورك (1908 – 1914). باكو: دار نشر أكاديمية العلوم بجمهورية أذربيجان السوفييتية الاشتراكية، 1966.
16. غلينكه س.: خارطة تاريخ والوضع الحاضر للموانئ العثمانية. موسكو: مطبعة ن. ستيبانوف، 1830.
17. غوردليفسكي ف.أ.: أعمال مختارة. الجزء 3. موسكو: دار نشر الأدب الشرقي، 1962.
18. غيليرت ب.: عملية "أتاتورك".//نوفويه فريميه. 1960 العدد 2.
19. فاسيليف أ. م.: جسر عبر البوسفور. موسكو: مولودايا غفارديا، 1979.
20. فامبيري أ.: كتابات وخرائط الأخلاق الشرقية. مكتبة سانت بيتربورغ: مطبعة الإبداع "للاستخدام العام"، 1877.
21. كوتشار م.: العلاقات الاجتماعية والسياسية الأرمينية التركية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. يرفان: دار نشر جامعة يرفان، 1988.
22. كورتينوفا ل. ك.: بعض خصائص البورجوازية القومية التركية أثناء تشكلها. // الشرقين الأدنى والأوسط. التاريخ، والاقتصاد، والسياسة. الجزء 1. موسكو: ناووكا، 1987.
23. كوليسنيكوفا أ.أ.: البيوت الشعبية في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في الجمهورية التركية. موسكو: ناووكا، 1984.
24. مانديلشتام أ.: مقدمة // زاريفيند. تركيا وبان طورانيزم. باريس: ب. ي. 1930.
25. مذكرات إنكشاري. كتبها كونستانتين ميخائيلوفياش من أستروفيتس. ونشرت في ليتوميشله عام 1565. موسكو: ناووكا، 1978.
26. نايت إ.ف.: انقلاب ثوري في تركيا. مكتبة سانت بيتربورغ: ب.إ. بيفن، 1914.
27. نوفيتشيف أ.د.: الحركة الفلاحية التركية في الوقت الحاضر. موسكو: دار نشر الأدب الشرقي، 1959.
28. يريمييف د. يي.: عند ملتقى آسيا وأوروبا. كتابات عن تركيا والأتراك. موسكو: ناووكا، 1980.
هوامش:[1] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والجديدة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 144.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 144[2] سيريبرياكوفا م.ن.: الأسرة والتقاليد الأسرية في الريف التركي (في الوقت الحاضر). موسكو: ناووكا، 1979. ص 53.
- Серебрякова М. Н. Семья и семейная обрядность в турец-кой деревне (новейшие времена). М.: Наука, 1979. с. 53[3] أحميدوف م.م.، أغابيكوف ج. غ.: دور الدين والتقاليد في تطور المجتمع التركي الحديث // القضايا المعاصرة لتركيا الحديثة. باكو: علم، 1988. ص 25.
- Ахмедов М. М., Агабеков Дж. Г. Роль религии и традиции в развитии современного турецкого общества // Актуальные проблемы современной Турции. Баку: Элм, 1988. с. 25[4] يريمييف د. يي.: عند ملتقى آسيا وأوروبا. كتابات عن تركيا والأتراك. موسكو: ناووكا، 1980. ص 62.
- Еремеев Д. Е. На стыке Азии и Европы. Очерки о Турции и турках. М.: Наука, 1980. с. 62[5] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والحديثة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 105.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 105[6] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والحديثة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 147.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 147[7] كوتشار م.: العلاقات الاجتماعية والسياسية الأرمينية التركية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين. يرفان: دار نشر جامعة يرفان، 1988. ص 5.
- Кочар М. Армяно-турецкие общественно-политические связи в конце ХIХ - начале ХХ веков. Ереван: изд-во Ереванского университета, 1988. с. 5[8] كورتينوفا ل. ك.: بعض خصائص البورجوازية القومية التركية أثناء تشكلها. // الشرقين الأدنى والأوسط. التاريخ، والاقتصاد، والسياسة. الجزء 1. موسكو: ناووكا، 1987، ص 145.
- Куртынова Л. К. Некоторые особенности турецкого буржуазного национализма в период его зарождения. // Ближний и Средний Восток. История, экономика, политика. Ч. 1. М.: Наука, 1987. с. 145[9] كورتينوفا ل. ك.: بعض خصائص البورجوازية القومية التركية أثناء تشكلها. // الشرقين الأدنى والأوسط. التاريخ، والاقتصاد، والسياسة. الجزء 1. موسكو: ناووكا، 1987، ص 97.
-Куртынова Л. К. Некоторые особенности турецкого буржуазного национализма в период его зарождения. // Ближний и Средний Восток. История, экономика, политика. Ч. 1. М.: Наука, 1987. с.97[10] مانديلشتام أ.: مقدمة // زارفيند. تركيا وبان توركيزم. باريس: ب. ي. 1930. ص 7.
- Мандельштам А. Введение // Заревенд. Турция и пантуранизм. Париж: б. и. , 1930. с.7[11] مانديلشتام أ.: مقدمة // زارفيند. تركيا وبان توركيزم. باريس: ب. ي. 1930.
-Мандельштам А. Введение // Заревенд. Турция и пантуранизм. Париж: б. и. , 1930.[12] أرسلان. تركيا الحديثة. موسكو: كراسنايا نوف، 1923. ص. 25.
- Арслан. Современная Турция. М.: Красная новь, 1923. с.25[13] مانديلشتام أ.: مقدمة // زارفيند. تركيا وبان توركيزم. باريس: ب. ي. 1930. ص 4.
- Мандельштам А. Введение // Заревенд. Турция и пантуранизм. Париж: б. и. , 1930. с.4[14] أستاخوف غ.: من السلطنة إلى تركيا الديمقراطية. تاريخ الكمالية. موسكو: دار النشر الحكومية، 1926. ص 76.
- Астахов Г. От султаната к демократической Турции. История кемализма. М.: Гос. изд-во, 1926. с.76[15] كوليسنيكوفا أ.أ.: البيوت الشعبية في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في الجمهورية التركية. موسكو: ناووكا، 1984. ص 67.
- Колесникова А. А. Народные дома в общественно-политической и культурной жизни Турецкой республики. М.: Наука, 1984. с. 67[16] كوليسنيكوفا أ.أ.: البيوت الشعبية في الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية في الجمهورية التركية. موسكو: ناووكا، 1984. ص 74-75.
- Колесникова А. А. Народные дома в общественно-политической и культурной жизни Турецкой республики. М.: Наука, 1984. с. 74-75[17] بيلوفا ك.أ.: مراحل تطور النموذج الاجتماعي في وعي المثقفين الأتراك // تركيا: التاريخ والحداثة. موسكو: ناووكا، 1988. ص 178.
- Белова К. А. Эволюция общественного идеала в сознании турецкой интеллигенции // Турция: История и современность. М.: Наука, 1988. с. 178[18] بيلوفا ك.أ.: مراحل تطور النموذج الاجتماعي في وعي المثقفين الأتراك // تركيا: التاريخ والحداثة. موسكو: ناووكا، 1988. ص 178.
- Белова К. А. Эволюция общественного идеала в сознании турецкой интеллигенции // Турция: История и современность. М.: Наука, 1988. с. 178[19] نوفيتشيف أ.د.: الحركة الفلاحية التركية في الوقت الحاضر. موسكو: دار نشر الأدب الشرقي، 1959. ص 27.
- Новичев А. Д. Крестьянство Турции в новейшие времена. М.: Изд-во восточн. лит-ры, 1959. с. 27.[20] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والجديدة. موسكو: ناووكا، 1974ز ص 105.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 105.[21] أحميدوف م.م.، وآغابيكوف ج. غ.: دور الدين والتقاليد في تطور مجتمع تركيا المعاصرة // المشاكل الهامة لتركيا المعاصرة. باكو: علم، 1988. ص 21.
- Ахмедов М. М., Агабеков Дж. Г. Роль религии и традиции в развитии современного турецкого общества // Актуальные проблемы современной Турции. Баку: Элм, 1988. с. 21.[22] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والحديثة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 76.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 76[23] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والحديثة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 76.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 76[24] بوزنيانسكايا ك.: تركيا القديمة والحديثة. موسكو: ناووكا، 1974. ص 81.
- Позняньска К. Старая и новая Турция. М.: Наука, 1974. с. 81[25] دانيلوف د. ي.: الشرائح المتوسطة في الحياة السياسية لتركيا الحديثة خلال مرحلة الإعداد وإجراء الانقلاب العسكري يوم 27 آيار/مايو 1960. موسكو: ناووكا، 1968. ص 73.
- Данилов Д. И. Средние слои в политической жизни современной Турции в период подготовки и проведения государственного переворота 27 мая 1960 года. М.: Наука, 1968. с. 73.[26] ألييف غ.ز.: تركيا في مرحلة إدارة ملاداتورك. موسكو: ناووكا، 1972. ص 109.
- Алиев Г. З. Турция в период правления младотурок. М.: Наука, 1972. с. 109.[27] غيليرت ب.: عملية "أتاتورك".//نوفويه فريميه. 1960 العدد 2. ص 23.
- Геллерт П. Операция "Ататюрк". // Новое время. - 1960. - N2. с. 23.[28] دانيلوف ف.إ.: تركيا الثمانينات: من النظام العسكري إلى "الديمقراطية المحدودة" موسكو: ناووكا، 1991ز ص 39.
- Данилов В. И. Турция восьмидесятых: от военного режима до "ограниченной демократии". М.: Наука, 1991. с. 39.[29] غسانوفا إ. يو.: أيديولوجية البورجوازية الوطنية في تركيا خلال مرحلة ملاداتورك (1908 – 1914). باكو: دار نشر أكاديمية العلوم بجمهورية أذربيجان السوفييتية الاشتراكية، 1966. ص 148.
- Гасанова Э. Ю. Идеология буржуазного национализма в Турции в период младотурок (1908 - 1914). Баку: изд-во АН Аз. ССР, 1966. с. 148.[30] دانيلوف ف.إ.: تركيا الثمانينات: من النظام العسكري إلى "الديمقراطية المحدودة" موسكو: ناووكا، 1991ز ص 41.
- Данилов В. И. Турция восьмидесятых: от военного режима до "ограниченной демократии". М.: Наука, 1991. с. 41.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق