الثلاثاء، 8 يوليو 2014

العالم الإسلامي والطبيب فخر الدين الرازي


العالم الإسلامي والطبيب فخر الدين الرازي


كان الفيلسوف، والطبيب، والعلامة في الشريعة الإسلامية، وعلم المنطق، واللغة، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين، المشهور بالإسم المستعار فخر الدين الرازي من بين مفكري الشرق المشهورين في العالم.
وعاش فخر الدين الرازي معظم حياته في المراكز العلمية والثقافية الكبرى في ما وراء النهر: بخارى، وسمرقند، وخوارزم. وتطالعنا الصفحات التاريخية أنه زار العديد من مدن ما وراء النهر سعياً نحو ظروف مادية وحياتية أفضل، وبحثاً عن المعرفة، والتقى هناك بالعلماء، والشعراء، والفلاسفة، ورجالات الدولة آنذاك.
وفي بخارى درس فخر الدين الرازي العلوم والفلسفة. وشارك في المناقشات العلمية التي كانت تجري آنذاك في قصر خوارزم شاه، وكان لثلاث سنوات من علماء القصر.
وكشخصية تنوعت ثقافتها آنذاك تمتع فخر الدين الرازي بذكاء خارق لا يقارن في مختلف العلوم. وخطت ريشته 146 مؤلف علمي، تناولت مختلف قضايا الفقه الإسلامي، ومن ضمنها تعليقات على بعض قضايا تراث الذين سبقوه.
وحدد فخر الدين الرازي في المؤلفات العلمية: "جامع العلومو"أطروحات حول العلوم الدينية والميتافيزيقيةو"تعليقات على كتاب ابن سينا"؛ و"روح وإرشادات"، موقفه من المقدمات الفلسفية لمسائل حياة العلماء.
وكشف فخر الدين الرازي في "أطروحة الوصول إلى الحقيقة"، و"ما وراء العقل"، و"أطروحة الروح"، عن نظرته لفهم نظريات المعرفة والمنطق. وخصص كتابه "علم المنطق"، لواحدة من المواد العلمية الثلاث في الفلسفة، وعن كيفية كتابة العلماء لمقدماتهم في هذه المسألة، من خلال ما توصلت إليه الفلسفة الشرقية وتطبيقاتها حتى العصر الذي عاش فيه.
وتجدر الإشارة إلى أن كتاب "جامع العلوم"، تضمن الشكل الأفضل والتفصيلي الكامل لنظراته من مختلف القضايا الفلسفية. كما ويستحق الأسلوب الذي اتبعه في تصنيف القضايا العلمية اهتماماً خاصاً.


واعتماداً على دراسات المفكرين القدامى، طور فخر الدين الرازي مواقف غيره من العلماء في مجال الطب، أمثال: الكندي، وزكريا الرازي، وابن سينا. ووضع أمام نفسه هدف الإجابة على جملة من الأسئلة الملحة والهامة، من خلال ربطها بالواقع.
وأعار فخر الدين الرازي اهتماماً كبيراً للعلوم الإسلامية أثناء تعامله مع مسائل تصنيف العلوم. ودرس النواحي الفلسفية النظرية والعملية للشريعة الإسلامية من كل الجوانب، ومن خلالها دخل إلى العلوم الطبيعية، والأخلاق، والسياسة، والهندسة المعمارية. وفي نفس الوقت سعى للنظر بتفصيل أكثر في مسائل تحديد دور العلوم في الوعي الديني.
وركز فخر الدين الرازي اهتماماً خاصاً على "علم الشطرنج"، وهو ما لم يسلكه أحد من أسلافه.
والنظرات الفلسفية لمفكر القرون الوسطى الكبير في الشرق الإسلامي فخر الدين الرازي أثرت تأثيراً كبيراً على الدراسات العلمية الجارية حتى وقتنا الراهن، وغدت موضوعاً لدراسات العلماء الأوزبك وغيرهم من رجالات العلوم الأجانب.

أعده أ.د. محمد البخاري في طشقند يوم 8/7/2014 بتصرف عن: ز. عزيز خانوفا: فخر الدين الرازي، من أكبر علماء القرون الوسطى في الشرق (1148م-1209م). // وكالة أنباء Jahon، 30/4/2014.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق