الثلاثاء، 5 يناير 2016

شخصية يمكن أن يظهر مثلها في العالم مرة كل الف عام


شخصية يمكن أن يظهر مثلها في العالم مرة كل الف عام


قال أمير مكة ابن وهاب عن محمود الزمخشري أنه "جار الله"، و"أستاذ الدنيا"، و"أستاذ العرب والعجم"، و"كعبة الأدباء"، و"فخر خوارزم"، و"الإمام"، وبهذه الصفات وبكل إحترام وتبجيل كانوا يخاطبون العالم الشرقي البارز محمود الزمخشري (1075م-1144م). وإشتهر الجد العظيم للشعب الأوزبكي في العالم الإسلامي بالعلوم الدينية، والفلسفة، واللغة، وتفسير القرآن الكريم.
والإسم الكامل للمفكر العظيم هو: أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي الزمخشري. ويفهم من إسمه أنه ولد في قرية زمخشر بواحة خوارزم (أوزبكستان المعاصرة). وهنا لابد من الإشارة إلى أن هذه المنطقة أهدت العالم شخصيات معروفة، أمثال: محمد موسى الخوارزمي، وأبو عبد الله الخوارزمي، وأبو ريحان البيروني، وغيرهم.
وكان والد محمود الزمخشري رجلاً صالحاً ومتعلماً، تمتع بشخصية كبيرة بين الناس، وكان إماماً. وأمه كانت إمرأة تقية ومتعلمة وحكيمة أيضاً. وبفضل ذلك حصل الصبي على تعليمه الأولي عند والديه. وفي وقت لاحق وسعياً وراء المعرفة زار الزمخشري: خورسان، وسورية، والعراق، والحجاز، حيث إلتقى هناك بأبرز علماء ذلك العصر، وشارك في النشاطات العلمية الدائرة آنذاك.
وأعار محمود الزمخشري أثناء تعلمه عناية خاصة بدراسة اللغة العربية والأدب العربي، ودرس مختلف لهجات الشعوب العربية، وعاداتها وتقاليدها. وتمكن بالكامل من لغة القرآن الكريم، وكتب كل أعماله ومن ضمنها مؤلفاته في القواعد وعلم اللغة، باللغة العربية. ويشهد عن أهمية مؤلفاته التي كتبها للعرب، أنه تم الإعتراف بها كمؤلفات لعبقري أشير إلى أنه: "لو لم يكن محمود الزمخشري، لما عرف العرب لغتهم (الأم) بعمق".
ومن دون تضخيم يمكن القول أن أحد أجداد الشعب الأوزبكي العظيم يعتبر من مؤسسي علم اللغة العربية، ومؤسس الطريقة الجديدة لدراسة النحو والعروض في اللغة العربية، وأنه كان مؤلفاً لقواميس جذور الكلمات وفق الأحرف الأبجدية، وأنه كان مؤلف أول قاموس متعدد اللغات (عربي-فارسي؛ وعربي-فارسي-تركي). وبفضل مؤلفات ونشاطات محمود الزمخشري أصبح ما وراء النهر من مراكز اللغة العربية وآداب اللغة العربية المؤثرة آنذاك.
وزار العالم البارز مكة المكرمة مرتين. حتى أن أمير المدينة أبو الحسين بن وحاس الحسيني إستقبل محمود الزمخشري بكل إحترام وتبجيل. وأمر ببناء بيت للعالم قرب الكعبة المشرفة، حيث هيئآت له كل الظروف المناسبة لنشاطاته العلمية والإبداعية والتعليمية.
وعن علاقة أمير المدينة بالجد الأوزبكي الكبير تحدث رئيس جمهورية أوزبكستان إسلام كريموف في كلمته أثناء الإحتفال بمناسبة مرور 2500 عام على تأسيس مدينة خيوة. وقال: "أمير مكة ابن وهاب، كان معجباً بموهبة أحد أجدادنا العظام، الذي وضع قواعد متكاملة للغة العربية، وكتب عنه: "كل سكان العالم يمكن أن يكونوا مدينين لزمخشر في خوارزم. لأن هذه القرية أعطت العالم مثل هذا العالم البارز، محمود الزمخشري. ومثل هذه الشخصية يمكن أن تظهر في العالم مرة كل الف عام".
وهذا المفكر البارز هو مؤلف لأكثر من 60 عملاً في اللسانيات، والمعاجم، والأدب، وعلم تفسير الدين الإسلامي (علم تفسير النصوص المقدسة)، والسنة، والفقه، والفلسفة. وبقي من مؤلفات محمود الزمخشري حتى الآن نحو 40 مؤلف تضم: مؤلفات أدبية، ونحوية ومعجمية. و"كشاف حقائق التنزيل"، الذي علق فيه على القرآن الكريم، ويعتبر من التفاسير الأساسية للقرآن الكريم، ويستخدم حتى الآن في العملية التعليمية بجامعة الأزهر، ومن حيث الجوهر يعتبر أول نموذج علمي لدراسة ووصف النصوص المكتوبة.
وإلى جانب مؤلفاته في المجالات المشار إليها، تعود لريشة العالم الكبير مؤلفات في غيرها من المجالات في العلوم، والعلوم الطبيعية. وعلى سبيل المثال هناك عمل كرسه لجغرافيا شبه الجزيرة العربية، ألفه تحت اسم "كتاب الجبال والأماكن والمياه" وترجم إلى اللغة اللاتينية في هولندا، وأعيد إصداره أكثر من مرة في أوروبا. وأعطيت أهمية خاصة لمؤلفه "الفائق في غريب الحديث"، الذي خصصه للأحاديث النبوية الشريفة، وأعيد إصداره أكثر من مرة في حيدر آباد، وبغداد، والقاهرة، وبيروت.


وتشير بعض المصادر الإلكترونية العربية إلى أن أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن عمر الزمخشري الملقب بجار الله، هو لغوي وكاتب وشاعر. ألف «الكشاف عن حقائق التنزيل»، وهو تفسير لآيات القرآن الكريم، كما يعد كتابه «أساس البلاغة» معجماً لغوياً لا نظير له في مصنفات اللغة والمعاجم عند العرب، وللزمخشري «الفائق» في غريب الحديث وطبع في الهند، و«أطواق الذهب» وهو في الوعظ، ويتميز بنمط أسلوب النثر الفني الذي يغلب عليه السجع وتوازن العبارات، وطبع في أوربا وترجم إلى بعض لغاتها ثم طبع في مصر، وكتاب «المستقصى في الأمثال» جمع فيه أمثال العرب ورتبها ترتيباً معجمياً على حسب أوائلها. وله أيضاً «مقامات الزمخشري»، و«القسطاس» في العروض، و«شرح كتاب سيبويه»، و«نوابغ الكلم»، و«ربيع الأبرار ونصوص الأخبار»، ثم ديوان شعر ضم أشعاره، وهو مرتب على حروف الهجاء. وله مؤلفات كثيرة أخرى معظمها ما زال مخطوطاً يرقد في مكتبات العالم.

بحث أعده أ.د. محمد البخاري في طشقند بتاريخ 5/1/2016 بتصرف نقلاً عن مقالة "مثل هذه الشخصية يمكن أن تظهر في العالم مرة كل الف عام". // طشقند: وكالة أنباء Jahon، 2/12/2015، وبعض المصادر العربية الإلكترونية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق