الاثنين، 17 أغسطس 2009

المخطوطات العربية الاسلامية في جمهورية أوزبكستان


المخطوطات العربية الإسلامية في جمهورية أوزبكستان

أ.د. محمد البخاري


احتفلت أوزبكستان في العام الماضي بمناسبة هامة وهي إعلان المنظمة الإسلامية العالمية للتعليم والعلوم والثقافة (ISESCO) طشقند عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2007، وتخللت الاحتفالات استعراضات شملت كنوز المخطوطات الإسلامية الهامة التي تملكها أوزبكستان وبينها النسخة الوحيدة والأصلية للمصحف الكريم الذي خط في عهد الخليفة عثمان بن عفان والمحفوظة في مكتبة الإدارة الدينية لمسلمي أوزبكستان. وكان النصيب الأكبر في تلك النشاطات لمجمع العلوم بجمهورية أوزبكستان، حيث شاركت المؤسسات العلمية التابعة له والتي تعتبر من أغنى وأشهر المؤسسات العلمية التي تحتفظ بنفائس التراث العلمي والأدبي المكتوب بلغات الشعوب الإسلامية وخاصة اللغة العربية في عالم اليوم بتلك المعارض.
ومن أكبر تلك المؤسسات معهد أبي ريحان البيروني للإستشراق الذي تأسس عام 1943 كمؤسسة متخصصة، بدلاً عن قسم المخطوطات الشرقية الذي أحدثته سلطات الاحتلال، في المكتبة العامة بطشقند عاصمة تركستان الروسية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكان لذلك القسم الفضل الأكبر بجمع وحفظ ودراسة المخطوطات النفيسة التي كانت تعج بها المكتبات الخاصة ومكتبات المدارس الإسلامية (مصطلح مدرسة كان يستخدم في ما وراء النهر بمعنى مؤسسة للتعليم العالي، ويطلق على المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في المنطقة حتى اليوم اسم "مكتب") المنتشرة في مدن وقرى ما وراء النهر (آسيا المركزية اليوم وتضم: أوزبكستان، وقازاقستان، وتركمانستان، وقرغيزستان، وطاجكستان) قبل احتلال الدول التي كانت قائمة آنذاك. وعرف المعهد في بداية تأسيسه باسم "معهد دراسات المخطوطات الشرقية"، وسرعان ما تبدل هذا الاسم إلى "معهد المخطوطات" عام 1950، إلى أن استقر أخيراً على اسمه الحالي وهو "معهد أبي ريحان البيروني للإستشراق" عام 1957.
واستطاع المعهد منذ تأسيسه وحتى اليوم، أن يكون مدرسة علمية حقيقة وجادة تهتم بدراسة التراث الأدبي والعلمي المخطوط لشعوب آسيا الوسطى، والشعوب الإسلامية بصورة عامة، والمحافظة على التراث الضخم الذي تم جمعه من التلف والضياع، وتمكن المعهد من دراسته وإصدار ونشر دراسات عن المخطوطات المحققة، وإعداد قوائم بيبليوغرافية للمخطوطات التي يحتفظ بها حتى اليوم، وتصويرها على شرائح شفافة لتسهل عملية نقلها واسترجاعها ودراستها بفضل الرعاية التي حرص عليها العاملون في المعهد من أبناء المنطقة انطلاقاً من إدراكهم للهدف العلمي الجليل الذي اؤتمنوا عليه، وكأنهم كانوا على موعد مع القدر لتستخدم تلك الآثار الأدبية والعلمية والتاريخية النفيسة المحفوظة في المعهد لإعادة كتابة تاريخ الشعب الأوزبكي، وشعوب المنطقة اليوم بعد استقلال جمهورياتها الخمس، والإسهام في تسليط الضوء على حقائق تاريخ شعوب آسيا الوسطى عبر القرون، وإحياء تاريخ الدولة الإسلامية التي كانت في أوج ازدهارها يوماً ما، واستخلاص العبر من دروس وأسباب انهيار تلك الدولة، في دراسات مبنية على أسس علمية متينة وواضحة ما كانت لتتم لولا ذلك الكنز التراثي الضخم الذي يحتفظ به معهد أبي ريحان البيروني إلى اليوم.
وبالفعل قام أتباع تلك المدرسة العلمية المتميزة عن مدارس الاستشراق الأخرى في العالم، من حيث الأهداف والمرامي، بأبحاث علمية شملت مختلف الاتجاهات العلمية، من التاريخ، إلى الأدب، وتاريخ العلوم، والثقافة، والمجتمع. مستمدة من تلك المخطوطات التي خلفها وراءهم علماء وجهابذة القرون الوسطى في آسيا الوسطى وأنحاء أخرى من العالم الإسلامي. وقام المعهد بإصدار نشرات، وفهارس تحدثت بشيء من الشرح والتفصيل عن تلك المخطوطات التراثية التي تعتبر من المصادر العلمية النادرة، وهو ما تعترف به المراكز العلمية الأخرى في العالم، والأوساط العلمية المهتمة بدراسة تاريخ التراث المكتوب للشعوب الإسلامية في كل مكان. ونتيجة للجهود العلمية المخلصة واعترافاً من الأوساط العلمية بتلك الجهود الكبيرة، حصل المعهد في مطلع ثمانينات القرن العشرين، على جائزة أبو علي حسين بن سينا الدولية، التي خصصها الإتحاد السوفييتي السابق.
وتذكر المصادر التاريخية الحديثة أن أول إشارة لمجموعات التراث العلمي والأدبي المخطوط المحفوظة في أوزبكستان اليوم، ترجع لسبعينات القرن التاسع عشر، التي صادفت تأسيس أول مكتبة عامة في طشقند بعد احتلال أجزاء شاسعة من تركستان. وضمت المكتبة بين أقسامها المختلفة قسماً خاصاً "للمخطوطات الشرقية" كما سبق وأشرنا، والمقصود "بالمخطوطات الشرقية" هنا عند المستشرقين الروس الدول الواقعة شرق أوروبا، أي العالم الإسلامي، والقارتين الآسيوية والإفريقية، فجاءت تسمية "الاستشراق" رغم وقوع أوزبكستان في دائرته، لأن الاستشراق كان واحداً من أدوات الاستعمار ووسائله الناجعة وأسلحته.
وهنا لابد من أن نشير إلى حقيقة تاريخية لا تقبل الجدل، وهي أن تقاليد إقامة المكتبات العامة والخاصة وجمع والمحافظة على المخطوطات، فيما وراء النهر، كغيرها من أجزاء العالم الإسلامي، تمتد بجذورها إلى فجر الإسلام واستمرت حتى القرون الوسطى حيث شهدت ما وراء النهر حضارة إسلامية مزدهرة. وتشير المصادر التاريخية لتلك الحقبة الزمنية من تاريخ العالم الإسلامي، إلى المكتبات الغنية التي تركتها الدولة السامانية (204-395هـ/819-1005م)، والدولة الغزنوية (366-582هـ)، والدولة التي أسسها الأمير تيمور (771-912هـ/1370-1506م)، واستمر بها أحفاده من بعده وعرفت بدولة التيموريين، حتى سقطت آخر دولها في الهند على أيدي الغزاة الإنكليز في نهاية القرن التاسع عشر، والدولة الشيبانية (905-1007هـ/1500-1598م). وفي المدن الإسلامية العريقة بخارى شريف، ومرو، وسمرقند، وغزنة، وهيرات، وغيرها من الحواضر الإسلامية الشهيرة.
وشهدت الفترة التي امتدت مابين القرنين الـ 17 و19، تشكل ثلاث دول في آسيا الوسطى هي: إمارة بخارى، وخانية خيوة، وخانية قوقند، جمعت فيها المخطوطات في مكتبات القصور، والمدارس، وفي مكتبات العلماء والمهتمين كمجموعات خاصة. وقد تعرض أ.أ. سيميونوف، لتاريخ تشكل مجموعة التراث المكتوب والمخطوطات النادرة لدى معهد أبي ريحان البيروني للإستشراق بإسهاب، في مقدمة المجلد الأول من فهرس "مجموعة المخطوطات الشرقية".[1] وتحدث عن تلك المجموعة بإسهاب كذلك كلاً من س. عظيم جانوفا، ود.غ. فورونوفسكي في مقالاتهما،[2] إضافة لمقالات أ. أورونباييف،[3] وك. منيروف وغيرهم.[4] وفي عام 1889 صدر فهرساً صغيراً عن تلك المجموعة وكانت صغيرة الحجم أيضاً تحت اسم "مخطوطات مكتبة تركستان العامة: باللغات الفارسية، والعربية، والتركية"، وضعه ي. ف. كاليم. وضم شروحاً لـ 87 مجلداً فقط، إضافة لـ 126 عنوان كتاب مخطوط، تحدثت كلها بشكل خاص عن تاريخ تركستان، وإيران، والهند، وتوزعت إلى 78 مخطوطة باللغة الفارسية، و19 مخطوطة باللغة العربية، و29 مخطوطة باللغة الأوزبكية القديمة المكتوبة بالحرف العربي، قبل انتقال اللغة الأوزبكية إلى الحرف اللاتيني، فالحرف الروسي، ثم إلى الحرف اللاتيني بالتدريج بعد الاستقلال.
وفي عام 1895 تم في طشقند تأسيس نادي تركستان لهواة الآثار، ضم في عضويته بعض المستوطنين الروس المهتمين بالمخطوطات، وجمعها من أيدي أبناء المنطقة. وتسلم هذا النادي في عام 1898 محتويات مكتبة محمد علي خليفة (دوكتشي إيشان) الخاصة، الذي أعدمته سلطات الاحتلال وصادرت ممتلكاته، وكان من بينها مكتبته التي احتوت على 194 مخطوطة، سلمت فيما بعد لمكتبة تركستان العامة. وأخذت مجموعة المخطوطات تلك بالازدياد ولكن ببطء شديد، وضمت مخطوطات قيمة، من بينها نسخة من "جامع التواريخ" لرشيد الدين، التي نسخت أثناء حياته، وكانت من ضمن مجموعة جوره بيك، و"ظفر نامة" لشرف الدين علي يزدي، المزركشة بمنمنمات رائعة، وهي من ضمن مجموعة قاضي محي الدين في طشقند، التي سبق وعرضها في العاصمة الفرنسية باريس عام 1897.
وبعد وصول البلاشفة إلى السلطة في روسيا، واحتلالهم لإمارة بخارى آخر دولة إسلامية مستقلة في تركستان، وقيام الإتحاد السوفييتي السابق. جرى تبدل ملموس في السياسة التي اتبعها الروس منذ بدايات اجتياحهم للمنطقة. وتبدلت سياسة عدم التعرض للأديان إلى حرب شعواء شنها الشيوعيون ضد الدين، وبدأت حملة واسعة لمصادرة وإتلاف الكتب الدينية، ومعاقبة كل من يحاول إخفاءها. وتوجت تلك الحملة باستبدال الحروف العربية المستعملة آنذاك في الكتابة إلى الحروف اللاتينية. وأصدرت السلطات السوفييتية قراراً في نيسان/أبريل عام 1933، يقضي بحصر جهات استلام المخطوطات الإسلامية المصادرة أم المقتناة بجهة واحدة هي المكتبة العامة. ومنذ ذلك التاريخ بدأت عملية حصر وجمع المخطوطات من جميع أنحاء أوزبكستان وحفظها في المكتبة العامة بطشقند. فوصل من بخارى جزء من مجموعة المخطوطات الخاصة التي كان يملكها محمد بارس قبل وفاته عام 822هـ. 1419م.
ومن المجموعات الخاصة التي تسلمتها المكتبة العامة عام 1934: مجموعة المخطوطات التي كان يملكها رحمانوف وضمت 148 مجلداً مخطوطاً، ومجموعة أ. فطرت الخاصة وضمت 150 مجلداً مخطوطاً، وكان من بينها مجموعة نادرة من المخطوطات النفيسة، والنسخة النمنغانية لـ"كوداتغو بيليك" التي خطها يوسف خاص حاجب بالاساغوني في القرن 11 الميلادي، وكانت حتى تاريخ تسلمها غير معروفة للمستشرقين.
وفي نفس العام 1934 أيضاً تسلمت المكتبة مجموعة المخطوطات الخاصة التي كان يملكها خ. ظاريبوف وضمت 40 مجلداً مخطوطاً، وفي عام 1936 تسلمت المكتبة من ورثة الكتبي البخاري شرف جان مخدوم "ضياء" الذي توفي عام 1935، مجموعة من المخطوطات القيمة بلغ مجموعها نحو 300 مجلد مخطوط، ومن بينها كانت مخطوطة كتاب ("شرف نامة إي شاهي"، "عبد الله نامة") التي كتبها حافظ تانيش البخاري في القرن 16، و("مجموعي مراسلات"، "مجموعة رسائل")، كانت قد وجهت إلى قصر التيموريين في هيرات، وخاصة للشاعر الكبير علي شير نوائي. إضافة لفهرس كتبه شريف جان مخدوم بخط يده واحتوى على معلومات كاملة عن مجموعته من المخطوطات. وشمل قرار تركيز تواجد وحفظ المخطوطات في قسم المخطوطات الشرقية بالمكتبة العامة الحكومية بطشقند، كلاً من: معهد أوزبكستان للبحوث العلمية بمدينة سمرقند، ومكتبات إمارة بخارى، وخانية خيوة وغيرها، التي قامت بدورها أيضاً بتسليم ما بحوزتها من المخطوطات الإسلامية، إلى قسم المخطوطات الشرقية بالمكتبة الحكومية العامة بطشقند. ولا نعتقد بأن أحداً يختلف معنا في أن لتلك الخطوات التي اتبعت آنذاك، الفضل الكبير في حفظ ذلك التراث الإسلامي الكبير من العبث والضياع والتلف، وما كنا لنستطيع تسميته اليوم وبحق بكنز كنوز المخطوطات الإسلامية في العالم.
وبعد تأسيس المجمع العلمي في جمهورية أوزبكستان عام 1943، زاد الاهتمام بالمخطوطات التراثية في الجمهورية. ولكن الاهتمام هذه المرة كان من الناحية الأكاديمية البحتة. فأنشأ المجمع العلمي لهذا الغرض معهداً لدراسات المخطوطات الشرقية في نفس العام، وتبعته جملة من الإجراءات الهامة وجهت ليس للحفاظ على التراث المكتوب ودراسته وحسب كما كانت الحال في السابق، بل لترميم تلك المخطوطات وإصلاح ما فسد منها بفعل الإنسان وعامل الزمن إضافة لدراستها، والأبعد من ذلك التوسع في جمع الجديد والمزيد منها عن طريق الشراء المباشر من المواطنين، بعد أن زال الخوف من العقاب الصارم الذي كان يتعرض له كل من يعثر بحوزته أي كتاب أو مخطوط ديني كتب باللغة العربية أو بالحروف العربية، كما كانت الحالة في السنوات الأولى للسلطة السوفييتية بفعل السياسة المعادية للأديان، والتي كانت سبباً مباشراً لفقدان أعداد هائلة من الكتب المخطوطة التي اعتاد السكان الاحتفاظ بها في بيوتهم، واضطروا للتخلص منها عندما شنت السلطات السوفييتية حملتها الشعواء ضد الدين ورجال الدين، وأماكن العبادة في تركستان الروسية.
ومن أجل الحصول على المزيد من المخطوطات، قام المعهد بتنظيم حملات سنوية، تمثلت بإرسال بعثات من العاملين في المعهد إلى مختلف ولايات الجمهورية، للبحث عن مخطوطات جديدة بقيت سليمة في حوزة السكان واقتنائها منهم عن طريق الشراء، وشملت جهود البحث والاقتناء في تلك المرحلة ليس المخطوطات القديمة وحسب، بل توسعت لتشمل مطبوعات طبعت في المطابع القديمة بتقنية الطباعة على الحجر.
وتحتوي مكتبة المخطوطات في المعهد اليوم أكثر من 18 ألف مجلد مخطوط قديم، من بينهم حوالي 40 ألف مجلد كتبت بالحروف العربية، وباللغات العربية، والفارسية، والتركية، خلال الفترة الممتدة مابين القرنين 10 و20 الميلاديين. إضافة لمجموعة كبيرة من الوثائق الرسمية، تضم أكثر من 3000 نسخة أصلية من الوثائق الرسمية، ووثائق الوقف الإسلامي، والدعاوي الشرعية وغيرها من وثائق الفترة الممتدة من القرن 15 وحتى مطلع القرن 20، بما فيها وثائق رسمية لإمارة بخارى، وخانية خيوة، ومن المجموعات التي كانت بحوزة فياتكين وغيره من المهتمين بالتراث المكتوب لمنطقة آسيا المركزية. وأكثر من 30 ألف كتاب مطبوع على الحجر، وكتب أخرى طبعت بطريقة صف الحروف؛ من بينها مطبوعات صدرت في الهند، وإيران، وتركيا، وتتارستان، وغيرها من الدول. إضافة للمجموعة الكاملة لإصدارات مطابع آسيا المركزية، خلال الفترة الممتدة من سبعينات القرن التاسع عشر وحتى عشرينات القرن العشرين وشملت ما صدر في مطابع كاغان في إمارة بخارى، وخانية قوقند، وسمرقند، وفرغانة (سكوبيليف سابقاً)، وطشقند، وخانية خيوة.
وبقرار من مجمع العلوم في عام 1999 تم دمح معهد حميد سليمان للمخطوطات مع معهد أبي ريحان البيروني للإستشراق، وسلمت للأخير مجموعة المخطوطات التي كانت بحوزة المعهد آنف الذكر وضمت نحو 25 ألف نسخة مخطوطة، و12.600 كتاب مطبوع على الحجر.
ومن المخطوطات النادرة المحفوظة في المعهد اليوم النسخة الأصلية من "تاريخ الطبري"، لأبي جعفر محمد بن جرير الطبري، المتوفي عام 310هـ. 922م، والنسخة الأصلية لترجمتها إلى الفارسية ترجمها مترجم مجهول من بخارى؛ ونسخة من كتاب "تجارب الأمم" نسخ عام 595هـ، 1199م ، لابن مسكويه، المتوفي عام 420هـ، 1030م؛ و"التاريخ الكامل" لابن الأثير المتوفي عام 360هـ، 1232م؛ و"جامع التواريخ" لرشيد الدين بن عماد الدولة؛ و"تاريخ بخارى" لأبو بكر محمد بن جعفر النارشاهي؛ والنسخة الأصلية من مخطوطة "مهمان نامة بخارى" لفضل الله بن روزبهان؛ و"بابور نامة". وفي الأدب مخطوطات: فردوسي، وسعدي، ودهلوي، وجامعي، وعلي شير نوائي، وجلال الدين رومي، وعمر الخيام، ومحمد بن سليمان فضولي البغدادي، والزمخشري، ومحمود القشقاري. وفي العلوم نسخ من مخطوطات أبو بكر الرازي، وأبو نصر الفارابي، وأبو ريحان البيروني، وابن سينا، وياقوت الحموي.
وتقوم الكوادر العلمية الخبيرة والمتخصصة في مجالات الدراسات العربية، والفارسية، والتركية، والهندية، والصينية، وخبراء مجربون لهم خبرة طويلة في مجال دراسات التراث الأدبي الإسلامي ومخطوطاته، بمعهد أبي ريحان البيروني، وغيره من مؤسسات التعليم العالي ومراكز البحث العلمي في الجمهورية، ومن بينها جامعة طشقند الإسلامية الحكومية، وجامعة ميرزة أولوع بيك القومية الأوزبكية، ومعهد طشقند الحكومي العالي للدراسات الشرقية، وغيرها، بدراسة وتحقيق المخطوطات الإسلامية، ومتابعة دراسة وتحقيق تلك الثروة الكبيرة من المخطوطات الإسلامية.
ومن المعروف أن عملية دراسة المخطوطات الإسلامية في أوزبكستان كانت قد بدأت في ثلاثينات القرن العشرين، خلال فترة حفظ بعض تلك المخطوطات في المكتبة العامة بطشقند، وبدأت بوضع وصوف علمية للمخطوطات فقط، وحتى عام 1943 تم إنجاز فهارس للمخطوطات تقع في أربع مجلدات. نشر المجلد الأول منها عام 1952، والمجلد الرابع في عام 1957. واستمر إصدار سلسلة الفهارس بعد تأسيس معهد الاستشراق حيث تم فيه إعداد سبع مجلدات أخرى من فهرس "مجموعة المخطوطات الشرقية"، وتم إصدار المجلد الأخير الحادي عشر في عام 1987. وشملت المجلدات التي صدرت وصوفاً لـ 7574 مخطوطة، من بينها أكثر من 3000 مخطوطة أصلية تتضمن حوالي 40 % باللغة العربية، و40 % باللغة الفارسية، و 20 % باللغة التركية. وتضمنت الدراسات الوصفية التي قامت بها مجموعة كبيرة من المتخصصين كما سبق وأشرنا في مجالات الدراسات العربية، والإيرانية، والتركية. ولكن هذا المشروع العلمي الكبير ومع الأسف الشديد تعثر في عام 1990 بسبب الصعوبات المالية التي عانى ويعاني منها. ورافقه صدور سلسلة فهارس "مجموعة المخطوطات الشرقية" وإصدار مجموعة من الفهارس المتخصصة، تضمنت وصفاً لمخطوطات علماء مسلمين كبار منهم: عبد الرحمن جامعي؛[5] وعلي شير نوائي؛[6] وخسراو دهلوي؛[7] وأبو نصر الفارابي؛[8] وأبو علي بن سينا؛[9] وتم كذلك إصدار فهرس خاص للمؤلفات التي تناولت تاريخ مرحلة احتلال آسيا الوسطى؛[10] وآخر فهرس منها خصص للمؤلفات التي تناولت تاريخ الطريقة الصوفية النقشبندية.[11]
كما وجرت بعض المحاولات لإحياء المشروع بعد الاستقلال لمتابعة إصدار "مجموعة المخطوطات الشرقية" بالتعاون مع المستشرق الألماني البروفيسور يو. باولا. وجمعية التعاون التقني الألمانية وجامعة مارتين لوتير بمدينة هالليه، وبعض الجهات الأخرى، ولم تؤدي كلها إلى نتائج ملموسة. ومع ذلك جرت محاولات ناجحة بالتعاون مع مختصين من الإمارات العربية المتحدة صدر بنتيجته فهرس للمخطوطات باللغة العربية،[12] وجرى التوقيع على اتفاقية لمتابعة هذا العمل أثناء زيارة الرئيس الأوزبكستاني للإمارات العربية المتحدة عام 2008؛[13] وبالتعاون مع مختصين إيرانيين أسفرت عن إصدار فهرس واحد عن المخطوطات التاريخية باللغة الفارسية؛[14] وكانت آخر ثمار العمل المشترك إصدار "المعجم المفهرس للمخطوطات العربية والإسلامية في طشقند" في أحد عشر مجلداً ببيروت، بإسهام من مؤسسة كاللو هولدينغ التي يملكها المستثمر اللبناني مروان كاللو ولها استثمارات في أوزبكستان.[15] ويحتوي هذا العمل الكبير، الذي ترجمه إلى اللغة العربية أ.د. نعمة الله إبراهيموف، وأ.د. تيمور مختاروف، ود. راميل شاكيروف، ثمرة جهود متواصلة لمجموعة كبيرة من العلماء استمرت نحو نصف قرن من الزمن وتضمنت وصوفاً للمخطوطات، تشمل عنوان المخطوطة، واسم مؤلفها، وملخص عن محتواها، وتاريخها، واسم ناسخها مع تاريخ النسخ، وتضمنت أبواب المجلدات العناوين التالية:
المجلد الأول: تاريخ الطبري، ومروج الذهب ومعادن الجوهر، والكامل في التاريخ، وعلم الأنساب، وتاريخ إيران، ومراسلات رسمية، ورحلات ومذكرات، وقواميس تعليمية، وقاموس عربي، طاجيكي، وعلم الفلك، والعلوم الطبية، والوافي في النحو، وفهرس بأسماء النساخ.
المجلد الثاني: مخطوطات أدبية ونثرية، وقصيدة "بانت سعاد"، والعقد الفريد، وشاه نامة، والقصيدة النفسية، ورباعيات عمر الخيام، وديوان خاقاني، ومجنون ليلى.
المجلد الثالث: مخطوطات فلسفية، وفي التصوف، وأرسطوطاليس، ونوادر وحكم تنسب إلى أفلاطون، ورسالة جواز السائرين، وشجرات النسب، وسلسلة الأولياء، ورسائل منوعة، ومقامات.
المجلد الرابع: قصص الأنبياء، والسيرة النبوية، وغزوات النبي (ص)، والمعراج، والخلفاء الراشدين، والقرآن الكريم: تفسيره وقراءته، والحديث النبوي الشريف وشرحه، وسير الفقهاء، وفتاوى في الإرث والصيام والزواج وغيرها.
المجلد الخامس: تاريخ الطبري، وشجرات سلسلة النسب، وتاريخ آسيا الوسطى، وتاريخ الهند، وتاريخ تركستان الشرقية، وكتب في السير والتراجم، ومؤلفات في التاريخ والجغرافيا، وسير حياة عدد من الأعلام، وفي الأدب الرفيع، وفي الأدب الشعبي، ورسالة في الحروف ومعانيها، وفي علم النبات والحيوان، ومائة سؤال طرحها أعرابي، وتفسير بعض السور القرآنية، وبعض قواعد الهمزة، ورسالة في إثبات النبوة.
المجلد السادس: زبدة التواريخ، والجغرافية التاريخية، وعلم الهيئة، ورسائل في الطب، وقصائد وغزليات، وفي التعليم، والقرآن الكريم: نصوص وقراءة، والتحفة المرسلة إلى النبي (ص).
المجلد السابع: روضة الصفاء في سيرة الأنبياء والملوك والخلفاء، وشجرة نسب ملوك خوارزم، وتاريخ خوارزم، وفي الأدب والشعر، وقصة يوسف وزليخا، ودواوين شعرية، وفي العلوم الخفية، ورسائل في الطب، وفي تفسير القرآن الكريم، وفي التصوف.
المجلد الثامن: تاريخ الطبري، ونظام التواريخ، وتاريخ الهند، وسير وتراجم الحياة، وعجائب البلدان، والرسم والخط.
المجلد التاسع: التاريخ، ومذكرات ورحلات، وسير ذاتية، والأدب الروائي، ونظرية الأدب، والإنشاء، والقواعد، والطبيعيات، وعلم التنجيم والفلك، وعلم الحيوان، والفيزياء، وعلم المعادن، والعلوم الدفينة، والطب، والجغرافيا وعلم الفضاء، والفلسفة، وتاريخ الدين الإسلامي، والمذهب الصوفي، والطقوس والأدعية، والمراسلات.
المجلد العاشر: التاريخ والعلوم المتقاربة، وجامع التواريخ، وتاريخ آسيا الوسطى، وتيمور نامة، ومراسلات، وعلم القواميس، والمعجم الرشيدي، ونظم الشعر، والظواهر الطبيعية، والطب البيطري، وفي الفقه.
المجلد الحادي عشر: الجزء الأول: عجائب القصص، وتاريخ آسيا الوسطى، وتاريخ تركيا، وتاريخ الهند، ووثائق رسمية، والعلوم الطبيعية، وعلم الفلك، والبيطرة، وعلم المعاجم، وتفسير القرآن الكريم. الجزء الثاني: المذاهب الإسلامية، وعلم الدين الشفهي، وتحفة السلطان، والشعائر الدينية، والتصوف.
ومن نظرة متفحصة للمواضيع التي تناولتها المخطوطات أنفة الذكر في المجلدات الـ 11 من المعجم، نرى أنها تناولت كافة المجالات العلمية المعروفة آنذاك، وهي: التاريخ، وتاريخ الأديان، والفلسفة، وحكايات الرحالة، وتراجم، ورسائل، ونظرية اللغة والأدب، والعلوم الحية كالرياضيات، والفلك، والفيزياء، والكيمياء، والمعادن، وعلم الحيوان، والطب، والجغرافيا، والكون، والفنون: كالموسيقى، والخط العربي، والحرف اليدوية، والرياضة، والشعر، والنثر، والفولكلور، والتصوف، والموسوعات الخ.
ودراسة تراث الأجداد، وليس الاستشراق كما اعتادت الإشارة إليه المراجع الروسية لم تنحصر بالدراسات التي شارك بها علماء ما وراء النهر على التراث العلمي والأدبي الغني طيلة فترة الاحتلال، وفق المدخل العلمي للإستشراق الذي كان يخدم المصالح الاستعمارية، وقام بها مستشرقون روس قدموا لطشقند خصيصاً لهذا الغرض، ومستوطنين من أبناء القوميات الأخرى في الإمبراطورية الروسية آنذاك، وكان الهدف منها التعرف على عادات وتقاليد ونقاط ضعف الشعوب المحتلة لتسهيل مهمة السيطرة عليها، وحكمها، ونهب خيراتها، وسلبها ثقافتها وتاريخها. بل كانت على عكس ذلك تماماً بعد أن تغير الوضع منذ دخول أبناء المنطقة عالم الدراسات "الشرقية" حتى خلال الحكم السوفييتي، وتبدلت واختلفت نظرتهم تماماً عن نظرة المستشرقين الروس والسوفييت، في فهم مصطلح "الاستشراق" بشكل عام. فهم عندما يتناولون بالبحث المخطوطات التراثية القديمة، فهم يتناولون أعمال علماء كبار من أجدادهم المسلمين الذين حملوا يوماً ما عبء التقدم الحضاري في العالم الإسلامي خدمة للإنسانية جمعاء. وزاد هذا المفهوم وضوحاً بعد استقلال جمهورية أوزبكستان، وأصبحت تلك الكنوز العلمية التي حفظها القدر وجهود البعض من التلف والضياع، الشاهد الحي والملهم لإعادة كتابة تاريخ ليس أوزبكستان وحسب، بل ودول آسيا المركزية، وأنحاء كثيرة من العالم الإسلامي المعاصر، وتنقيته من الشوائب والتحريف الذي لحق به خلال فترة عصيبة تعرضت لها الشعوب المحتلة في المنطقة، وتعرض خلالها تاريخهم إلى كل أنواع الاستيعاب والتزييف وطمس الشخصية والذات الثقافية القومية.
وكما رأينا تختلف الدراسات والبحوث اليوم عن دراسات الفترة الاستعمارية التي خضعت لها آسيا الوسطى، وأخذت تلقي الضوء على الحقائق التاريخية، وعلى تاريخ العلوم والثقافة، التي عاشها هذا الجزء الكبير والهام من العالم الإسلامي حتى مطلع القرن العشرين، من خلال التعليقات العلمية والشروحات لمضمون التراث الغني الذي تحفظه صفحات المخطوطات التراثية، وتدقيق الترجمات والنصوص النقدية. وتحقيق التراث في العلوم الحية، التي كتبها: الخوارزمي، والفارابي، والبيروني، وابن سينا، وألوغ بيك، وغيرهم من كبار العلماء المسلمين. في محاولة جادة لإعادة كتابة تاريخ المنطقة من منظور جديد يعتمد الأساليب العلمية الموثقة، ابتداء من المصادر المبكرة التي تتحدث عن تاريخ نشر الدين الإسلامي الحنيف في ما وراء النهر، وبالتحديد مخطوطتي: "تاريخ الطبري"، و"تاريخ بخارى" نارشاهي. إضافة للمخطوطات التي كتبها مؤلفون عاصروا الأمير تيمور والتيموريين من بعده، وصولاً للمخطوطات التي تتحدث عن تاريخ (الخانيات) الإمارات الثلاث: قوقند، وخيوة، وبخارى، حتى نهاية القرن 19، وإصدارها في سلسلة خاصة، إضافة للسلاسل الأخرى التي تتحدث عن تاريخ الأدب، والفن، والجغرافيا، ومذكرات الرحالة وغيرها من المخطوطات. مع متابعة إصدار الفهارس الموضوعية للمخطوطات الإسلامية، التي صدر منها حتى الآن مجلدين الأول وتضمن المخطوطات في التاريخ؛[16] والثاني وتضمن مخطوطات العلوم الحية.[17]
وهنا يتحتم علينا الإشارة إلى مخطوطات علم البلاغة، لما تتمتع به المخطوطات القديمة من أهمية كبيرة عند دراسة تاريخ هذا العلم وتطوره. وتشير المراجع إلى أن علم بلاغة اللغة العربية نشأ في القرن الـ 9 الميلادي وأخذت ملامحه تتشكل في ما وراء النهر خلال القرن 12 الميلادي. ورافقه تشكل ملامح علم بلاغة اللغة العربية من خلال تداول أهم مؤلفات علماء البلاغة وشملت علوم: المعاني، والبيان، والبديع، والنحو، والصرف، واللغة العربية. التي تحتفظ مكتبات المخطوطات في مؤسسات التعليم العالي، ومؤسسات البحث العلمي، في أوزبكستان بالكثير منها. ومن بين تلك المخطوطات الهامة:
كتاب "مجاز القرآن" لأبي عبيدة المتوفى عام 867م, ويتضمن الأفكار النظرية الأولى لفنون علم البلاغة. وكان أول من دوّن علم البيان في كتابه "مجاز القرآن" وكانت أفكاره تذكر بآراء أولى نظريات صنائع البلاغة ومؤلفات علماء وشعراء منهم: أبي عثمان الجاحظ ولد عام 775 وتوفي عام 868م؛ وجعفر بن يحيى الذي قُتل عام 803م.؛ وسهل بن هارون الذي عاش في بداية القرن الـ 10 الميلادي؛ وأبو عباس المبرد ولد عام 826 وتوفي عام 898م.؛ وقدامة بن جعفر الذي عاش في مطلع القرن الـ 10 الميلادي؛ وعبد الله ابن المعتز ولد عام 861 وتوفي عام 908م.؛ وبشار بن برد ولد عام 696 وتوفي عام 783م؛ ومسلم بن الوليد ولد عام 747 وتوفي عام 823م؛ وأبو تمام ولد عام 788 وتوفي عام 845م؛ وأبو هلال العسكري، وابن رشيق الذي توفي عام 409 هـ.
وكان الشيخ الإمام أبو بكر عبد القاهر بن عبد الرحمن الجرجاني الذي توفي عام 471 هـ صاحب دلائل الإعجاز، وأسرار البلاغة، أول من ألف في علم البلاغة في ما وراء النهر.
ومن بعده جاء أبو يعقوب يوسف السكاكى الذي ولد عام 555 هـ 1160م، وتوفي عام 626هـ 1229م، وبسط علم البلاغة في كتابه "مفتاح العلوم"، وهذب مسائله ورتب أبوابه. ويعتبر كتاب "مفتاح العلوم" لأبي يعقوب يوسف بن محمد علي السكاكي الخوارزمي من المؤلفات النادرة والمهمة في علوم النحو والصرف والبلاغة.
وكتب "تلخيص مفتاح العلوم" في البلاغة جلال الدين محمد بن محمد عبد الرحمن القزويني الشافعي ولد عام 1367 وتوفي عام 1338م، وكان خطيبا مشهورا في دمشق.
وعرف سعد الدين مسعود بن عمر التفتاراني ولد عام 1322م وتوفي عام 1389م، بعد تأليفه لـ"تلخيص مفتاح العلوم"، وتأليفه لـ"مختصر المعاني" المعروف باسم "شرح تلخيص المفتاح".
ومن المخطوطات المحفوظة حتى اليوم في مكتبات المخطوطات بجمهورية أوزبكستان، وخاصة في مكتبة المخطوطات بمجمع العلوم في جمهورية أوزبكستان ومعهد أبي ريحان البيروني في مدينة طشقند، ومكتبة حميد سليمان بمجمع العلوم بجمهورية أوزبكستان، ومكتبة علي شير نوائي للمخطوطات بمتحف الآداب الحكومي. تحتفظ مكتبة أبي ريحان البيروني للمخطوطات اليوم بمخطوطة واحدة لـ"مفتاح العلوم" لأبي يعقوب السكاكي تحت رقم IV/7843 نسخها محمد عاشور ابن قربان محمدي كلابي عام 1228هـ 1813م. وتقع في 163 ورقة كتبت بخط النستليق المهمل المائل، وأوراقها سميكة من النوع المتوسط كتبت عناوينها بحبر متميز وتتألف كل صفحة من 16 سطراً، وهي دون مقدمة ودون تقييد لبعض العناوين. [18]
وورد في فهارس محتويات مكتبة حميد سليمان ذكر مخطوطتين لـ"مفتاح العلوم" تحت رقم 1989/II عدد صفحاتهما 44 صفحة. وأشارت الفهارس إلى ثلاث مخطوطات لتلخيص المفتاح لمحمد بن عبد الرحمن القزويني فقدت من المكتبة، والأولى تحمل رقم 2847/III نسخت بخط النستليق عام 1306 هـ، وتتألف من 142 ورقة قياس 13X12 سم وكل ورقة منها تحوي 11 سطراً؛ والثانية تحمل رقم 2483/ II وهي دون خاتمة ونسخت بخط النستليق، أوراقها من قياس 13X14 سم وتحوي كل ورقة منها على 15 سطراً؛ والثالثة وتحمل الرقم 2078/ IV نسخها في بخارى عباد خوجه بدل بن خوجه يوسف عام 1197 هـ، وتقع في 44 ورقة من قياس 21X12,5 سم وكل ورقة تحوي 19 سطراً.
وورد في فهارس مكتبة مجمع العلوم بجمهورية أوزبكستان إشارة إلى أن مكتبة معهد أبي ريحان البيروني تحتفظ بأكثر من ثلاثين مخطوطة غير كاملة لتلخيص "مفتاح العلوم" كتبت بخط النستليق خلال الفترة الممتدة من أواخر القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر. من بينها مخطوطات نسخها: نور محمد عام 1854م؛ ومحمد عاصم خان عام 1282هـ؛ وشاه نياز بن عوض محمد عام 1213هـ؛ وسيد فاضل خوجه وعبد الرحمن بن خالباي عام 1213هـ، 1798م؛ ومحمد صابر بن ملا قربان عام 1221هـ.
كما ورد في فهارس مكتبة مجمع العلوم بجمهورية أوزبكستان إشارة إلى أن مكتبة معهد أبي ريحان البيروني تحتفظ بـ 22 مخطوطة لتلخيص "مفتاح العلوم" نسخت خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر نسخها: ابن محمد رفيع محمد رفيع عام 1090 هـ، 1679 م؛ ومحمد بن عثمان ملا عام 976 هـ، 1568 م؛ وعباد الله جامعي، ونظر محمد حيدر بن مولانا مقصود عام 992 هـ، 1584م.
وتشير فهارس مكتبة المخطوطات في متحف علي شير نوائي الحكومي للأدب.[19] إلى أربع مخطوطات لتلخيص "مفتاح العلوم" نسخ واحدة منها بخط النستليق ملا ميرزا كلان مير طالب باي في بخارى خلال القرن 19 وتحوي 28 ورقة قياس27X14 سم وتحمل الرقم 311 ب-339 ب.
وإلى ثلاث مخطوطات كتبت بخط النسخ لـ"مفتاح العلوم" أقدمها المخطوطة التي تحمل الرقم 402 ونسخت عام 719 هـ، 1319 م، ويرافق متنها إيضاحات كتبت بين السطور خط النسخ المتّسع ومغلفة بغلاف جلدي كرتوني بني اللون. وإلى أن المخطوطتان الأخريان نسختا في القرن التاسع عشر.
وتشير فهارس مكتبة المخطوطات في متحف علي شير نوائي الحكومي للأدب إلى مخطوطتين لشرح ملخص "مفتاح العلوم" الأولى كتبها عباد الله محمد سعد بن خوجه سعد اوراتيباي عام 985 هـ، 1577م؛ والثانية تعود للقرن الثامن عشر وفقدت 12 ورقة من بدايتها ومن المرجح أنها نسخت في القرن التاسع عشر.[20]
وكل ذلك يشير بوضوح إلى مدى اهتمام أدباء آسيا الوسطى بشكل عام وأوزبكستان بشكل خاص بعلم بلاغة اللغة العربية والدور الهام الذي لعبوه في تطويره حتى بدايات الاستعمار الأوروبي للمنطقة في القرن التاسع عشر.
وأظهرت احتفالات طشقند عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2007 الحاجة للتعاون مع مؤسسات البحث العلمي العربية والإسلامية للمحافظة على هذا التراث الغني ودراسته ونشره ليكون في خدمة الإنسانية جمعاء نقي صاف من الشوائب في عصر العولمة الثقافية وتداعياتها. والإسهام بنظرنا يمكن أن يكون في التعاون العلمي الصادق والمشترك بين مؤسسات البحث العلمي الحكومية وشبه الحكومية في الدول المعنية للقيام بالدراسات والأبحاث العلمية المشتركة، وإيفاد وتبادل الباحثين العلميين، وفي التمويل المشترك. فإمكانيات البعض هي أكبر من إمكانيات البعض الآخر وهذا ليس بسر، والقاعدة العلمية التي تملكها أوزبكستان رغم حاجتها لبعض التقنيات الحديثة، يمكن أن يحسدها عليها البعض الآخر، ولكن علماءها لا يحتكرون خبراتهم ويتطلعون للحوار الثقافي بين الأمم الذي يتم عن طريق احترام ثقافة الآخر وتطلعاته الثقافية القومية، لتكون العولمة الثقافية في عالم متعدد الثقافات عامل إثراء وإغناء لبعضهم البعض. لا في عالم تفرض فيه ثقافة الأقوى، لتطمس وتحرف ثقافة الأضعف اليوم، الأقوى بالأمس. ونعتبر أن حوار الثقافات والحضارات الحقيقي لا يمكن إلا في العمل المخلص والجاد وليس بالتمنيات.
طشقند في 3/10/2008
المراجع:
1. أبو علي بن سينا. إعداد وتحرير: وهابوف ب.أ.: طشقند، 1982. (باللغة الروسية)
2. أبو نصر الفارابي. إعداد وتحرير: قاضي بيردييف أ.ل.. طشقند: 1975. (باللغة الروسية)
3. أورونباييف ب.، منانوف ك.: أبو ريحان بيروني ناماديغي شرقشوناصليك إنستيتوتي 50 يوشدا//OHY. 1993. رقم 8. (باللغة الأوزبكية)
4. أورونباييف أ.: إعداد الكاتالوكات، الأعمال التمهيدية ودراسة التراث المكتوب لشعوب الشرق في معهد الاستشراق بأكاديمية العلوم الأوزبكستانية // مواد لقاء العمل الاتحادي حول مشاكل علم المكتبات الشرقية. ل.، 1-4 آذار/مارس 1988. (باللغة الروسية)
5. أوزبكستان مستقيلليغي وشرقشوناصليكنينغ دولزارب موأممولاري، العلوم الاجتماعية في أوزبكستان (OHY). 1992 رقم 7 و8. (باللغة الأوزبكية)
6. المعجم المفهرس للمخطوطات العربية والإسلامية في طشقند. الإشراف: أ.د. عصام الدين أورنباييف، ولاريسا ييبيفانوفا. هيئة الترجمة من الروسية إلى العربية: أ.د. نعمة الله إبراهيم، د. تيمور مختار، د. راميل شاكر. تدقيق اللغة العربية: روحي طعمة. بيروت: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، 2000.
7. تاريخ مرحلة احتلال آسيا الوسطى. إعداد وتحرير: يبيفانوفا ل.م.. طشقند: 1965. (باللغة الروسية)
8. تاريخ الطريقة الصوفية النقشبندية. إعداد وتحرير: شمس الدين باباخانوف، وعبد العزيز منصور. طشقند: 1993. (باللغة الروسية)
9. خسراو دهلوي. إعداد وتحرير: مؤمينوف ق.. طشقند: 1975. (باللغة الروسية)
10. عبد الرحمن جامعي. إعداد وتحرير: أورانباييف أ.، يبيفانوفا ل.م.. طشقند: 1965. (باللغة الروسية)
11. علي شير نوائي. إعداد وتحرير: منيروف ق.، نصيروف أ.. طشقند: 1970؛ ومنيروف ق.، حكيموف م.. طشقند: 1986. (باللغة الروسية)
12. عظيم جانوفا س.أ. و فورونوفسكي د.غ.: مجموعة المخطوطات الشرقية في أكاديمية العلوم الأوزبكستانية. طشقند: خزائن الاستشراق للمكتبات الكبرى. موسكو، 1963. (باللغة الروسية)
13. فهرس المخطوطات. إعداد وتحرير: د. عبد الرحمن فرفور، والدكتور محمد مطيع الحافظ، تقديم: أ. أورونباييف و ك. منيروف. دبي: 1995.
14. مجموعة المخطوطات الشرقية في مجمع العلوم بجمهورية أوزبكستان. المجلد الـ 8. طشقند: 1954. (باللغة الروسية)
15. مجموعة مخطوطات متحف علي شير نوائي الحكومي للآداب.. المجلد الـ 1. طشقند. 2006. (باللغة الروسية)
16. مجموعة المخطوطات الشرقية في أكاديمية العلوم الأوزبكستانية. طشقند، 1952.
17. مخطوطات تاريخية. إعداد وتحرير: أورانباييف أ.، وسيد علي معجاني، وموسوييف ش.. طهران: 1997. (باللغة الفارسية)
18. مخطوطات في التاريخ. إعداد وتحرير: يوسوبوف د.، وجاليلوف ر.. طشقند: 1998. (باللغة الروسية)
19. مخطوطات في العلوم الحية. إعداد وتحرير: ولدانوف أ. ب.. طشقند: 1998. (باللغة الروسية)

هوامش:
[1] مجموعة المخطوطات الشرقية لأكاديمية العلوم الأوزبكستانية. طشقند، 1952. (باللغة الروسية)[2] عظيم جانوفا س.أ. و فورونوفسكي د.غ.: مجموعة المخطوطات الشرقية في أكاديمية العلوم الأوزبكستانية. خزائن الاستشراق للمكتبات الكبرى. موسكو: 1963. ص 100-127. (باللغة الروسية)[3] أورونباييف أ.: إعداد الكاتالوكات، الأعمال التمهيدية ودراسة التراث المكتوب لشعوب الشرق في معهد الاستشراق بأكاديمية العلوم الأوزبكستانية // مواد لقاء العمل الاتحادي حول مشاكل علم المكتبات الشرقية. ل.، 1-4 آذار/مارس 1988. ص 134-146؛ (باللغة الروسية) – و (أوزبكستان مستقيلليغي و شرقشوناصليكنينغ دولزارب موأممولاري)) العلوم الاجتماعية في أوزبكستان (OHY). 1992 رقم 7-8 . ص 37-41. (باللغة الأوزبكية)[4] ب. أورونباييف، ك. منانوف: أبو ريحان بيروني ناماديغي شرقشوناصليك إنستيتوتي 50 يوشدا//OHY. 1993. رقم 8. ص 50-57. (باللغة الأوزبكية)[5] إعداد وتحرير: أورانباييف أ.، يبيفانوفا ل.م.: طشقند، 1965. (باللغة الروسية)[6] إعداد وتحرير: منيروف ق.، نصيروف أ.: طشقند، 1970؛ ومنيروف ق.، حكيموف م.: طشقند، 1986. (باللغة الروسية)[7] إعداد وتحرير: مؤمينوف ق.: طشقند،1975. 0باللغة الروسية)[8] إعداد وتحرير: قاضي بيردييف أ.ل.: طشقند،1975. (باللغة الروسية)[9] إعداد وتحرير: وهابوف ب.أ.: طشقند، 1982. (باللغة الروسية)[10] إعداد وتحرير: يبيفانوفا ل.م.: طشقند، 1965. (باللغة الروسية)[11] إعداد وتحرير: شمس الدين باباخانوف ش.، عبد العزيز منصور.: طشقند، 1993. (باللغة الروسية)[12] إعداد وتحرير: د. عبد الرحمن فرفور، والدكتور محمد مطيع الحافظ، ,تقديم أ. أورونباييف و ك. منيروف: دبي، 1995. (باللغة العربية)[13] أنور باباييف: توسع التعاون بين أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة. // طشقند: الصحف المحلية، 19/3/2008. (باللغة الروسية)[14] إعداد وتحرير: أورانباييف أ.، وسيد علي معجاني، وموسوييف ش.: طهران، 1997. (باللغة الفارسية)[15] الإشراف: أ.د. عصام الدين أورنباييف، ولاريسا ييبيفانوفا. هيئة الترجمة من الروسية إلى العربية: أ.د. نعمة الله إبراهيم، د. تيمور مختار، د. راميل شاكر. تدقيق اللغة العربية: روحي طعمة: دار التقريب بين المذاهب الإسلامية، بيروت، 2000. (باللغة العربية)[16] إعداد وتحرير: يوسوبوف د.، وجاليلوف ر.: طشقند، 1998. (باللغة الروسية)[17] إعداد وتحرير: ولدانوف أ. ب.: طشقند، 1998. (باللغة الروسية)[18] مجموعة المخطوطات الشرقية لمجمع العلوم بجمهورية أوزبكستان. المجلد الـ 8. طشقند: 1954. ص. 41 (باللغة الروسية)[19] مجموعة مخطوطات متحف علي شير نوائي الحكومي للآداب. المجلد الـ 1. طشقند: 2006. ص. 228 (باللغة الروسية)[20] مجموعة مخطوطات متحف علي شير نوائي الحكومي للآداب.. المجلد الـ 1. طشقند. 2006. ص. 229 (باللغة الروسية)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق