الاثنين، 17 أغسطس 2009

إعداد الكوادر الإعلامية في أوزبكستان

إعداد الكوادر الإعلامية في جمهورية أوزبكستان
أ.د. محمد البخاري: مستشار رئيس جامعة طشقند الحكومية للدراسات الشرقية في العلاقات الدولية.
أ.د. قدرت إيرنازاروف: عميد كلية الصحافة بجامعة ميرزة أولوغ بيك القومية الأوزبكستانية.
دائماً ما نفكر بالدور الذي تلعبه الأحداث في حياتنا اليومية، التي نواجه من خلالها المجهول وغير المتوقع، هذا إن لم نشر إلى كيفية تبدل حياتنا ودخول المفاهيم الجديدة للمجتمع الذي نعيش في إطاره. فالعولمة بدأت، وحملت معها الكثير من المفاهيم الجديدة التي يصعب علينا إدراكها أو التنبؤ بنتائجها. ومع ذلك يبقى واضحاً أنها ليست دائماً محسوبة النتائج. والصحافة بشكل عام، وتعليم الصحفيين جزئياً، واضحة المعالم والأهداف. وحتى في الظروف المحيطة بالخطوات الأولى الجارية لإقامة الساحة المعلوماتية الدولية الموحدة تبرز مهام جديدة علينا التصدي لها بالحلول الناجحة، لأنه من دون حلها لا يمكن الحديث عن فاعلية وسائل الإعلام الجماهيرية، وطريقة إعداد الكوادر المتخصصة والقادرة على المنافسة في الظروف الجديدة التي تفرضها العولمة الإعلامية. وهذا يشمل طبعاً العاملين في الصحافة المرئية والمسموعة، وفي الصحف والمجلات، ووكالات الأنباء، ووكالات الإعلان، وفي مجال العلاقات العامة، والمكاتب الصحفية.
ومن أكثر المشاكل حدة، والتي شغلت معظم المجتمعات خلال القرن العشرين كانت مشكلة محو الأمية الأبجدية. عكس المشكلة الرئيسية التي ظهرت مع مطلع القرن الحادي والعشرين، والتي هي أكثر حدة وشمولاً وتمثلت بمشكلة محو الأمية الإلكترونية المتفشية في الأوساط المثقفة غير القادرة على استخدام أجهزة الحاسب الآلي، وأبجديات العمل في الساحة المعلوماتية التي فرضتها العولمة، في الكثير من بلدان العالم ومن بينها جمهورية أوزبكستان. لأننا نضع آمالاً كبيرة على نتائج حل هذه المعضلة، ونربط مستقبلنا بشكل كامل بإمكانيات التكامل مع شبكة المعلومات الدولية.
وتكنولوجيا المعلوماتية الجديدة، والوسائل المتطورة المحمولة والتي أصبحت تنقل النص المكتوب، والصوت، والصور المتحركة، من خلال التقنيات الرقمية، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية. أجبرت بعض الناس، ومن بينهم الصحفيين على تقبل تلك التكنولوجيا كأدوات عمل متطورة لا أكثر. ومثل أولئك الناس كغيرهم، ركزوا انتباههم بالدرجة الأولى على أهمية العنصر البشري القادر على استيعاب تكنولوجيا المعلوماتية الحديثة. وفي أكثر الحالات يرون أن تكنولوجيا المعلوماتية الحديثة ضرورية، وتسهل حياة الإنسان المعاصر وتصقل إمكانياته، ومواهبه، وتزيد من معارفه وقدراته الإبداعية. ولا أحد ينكر ذلك. ولكن هنا يجب أن لا ننسى أن شبكة "الانترنيت" العالمية وغيرها من نظم المعلوماتية الحديثة ليست سوى وسائل اتصال حديثة ومتطورة، تدفع المجتمع إلى مستوى جديد وأرقى. وكل ما يحتاجه الإنسان هنا هو دراسة واستيعاب نظم المعلوماتية الجديدة، أي عدم البقاء في محطة صغيرة نائية، تمر من خلالها وسائل نقل تتمتع بسرعة هائلة. فالحياة اليوم تجري بسرعة هائلة، لا تقارن بالسابق، ولا يتقبلها الجميع بشكل واضح. ولهذا وجب حل المشاكل التي تعترض الإنسان المعاصر وتساعده على استيعاب الجديد المتطور في عالم الاتصالات الإلكترونية المتطورة، خاصة وأن الوقت أصبح بالنسبة له ضيقاً، بالمقارنة مع ما كان في السابق، وعلينا حتماً استيعاب المنتجات التي توصلت إليها العبقرية البشرية كي لا نوصف بالتخلف عن الركب الحضاري المتسارع.
ولهذا نرى أن التعليم الحديث يجب توجيهه نحو تربية كوادر جديدة قادرة على الإبداع والنجاح في استيعاب الوسائل التكنولوجية الجديدة للمعلوماتية واستخدامها. تلك التكنولوجيا التي تتمتع فيها وسائل الإعلام الجماهيرية الحديثة بدور واعد، ويجب معها إعداد متخصصين بمستوى رفيع يلبي متطلباتها ويعتمد في نشاطه على أفضل ما توصلت إليه الخبرة العالمية. وهذه المهمة بالضبط تصدى لها في أوزبكستان البرنامج القومي لإعداد الكوادر الوطنية، وقانون التعليم، وقرار رئيس الجمهورية الصادر عام 1999، حول تنظيم مؤسسات إعداد الكوادر الصحفية الأوزبكستانية.
وتواجه الصحافة اليوم ظاهرة عالمية شاملة تتمثل بصحافة "الانترنيت" الأخذة بالتطور السريع، وتنافس وسائل الإعلام الجماهيرية التقليدية من صحف ومجلات وتلفزيون وإذاعة، وكذلك وكالات الإعلان والأنباء. ويكفي أن نقول هنا أن الكثير من النواحي المشجعة في تطور البلاد أخذت تظهر في واقع العمل الصحفي المرئي والمسموع والمقروء، وأصبح الفضاء الإعلامي مفتوحاً من خلال عالم الحاسبات الإلكترونية الواسع، وتقنياته الرقمية، حتى غدت شبكات المعلومات الرقمية تقدم معلومات أكثر وضوحاً وشمولاً من المعلومات التي تقدمها الصحافة التقليدية. لأن النسخة الإلكترونية ببساطة سهلة الاستعمال، وسريعة الانتقال وتتضمن معلومات أكثر وضوحاً وكمالاً، وتساعد القراء والمستمعين والمشاهدين على امتلاك معلومات كافية عن الأحداث الجارية في أنحاء متفرقة من العالم دون عناء يذكر. لهذا وجب علينا عندما نقوم بإعداد الكوادر الصحفية أن نأخذ باعتبارنا عدة حقائق لم تكن موجودة من قبل. منها ضرورة تعميم استخدام الحاسبات الإلكترونية في عملية التعليم، فطالب اليوم يجب أن يتعلم ويطور معلوماته عن الحاسبات الإلكترونية وبرامجها المتجددة، واستيعاب واستخدام تقنياتها، من تحديد أنواع الخطوط، وإعداد الصفحات وإخراجها، إلى إعداد الصفحات الإلكترونية، والبرامج التلفزيونية والإذاعية. وهذا غير ممكن من دون افتتاح أقسام خاصة بصحافة "الانترنيت" في كليات الصحافة.
ومثل هذه الأقسام موجودة فعلاً في كليات الصحافة، وكليات تكنولوجيا الحاسب الإلكتروني. وافتتاح مثل هذا القسم ليس صعباً لو توفرت له الكوادر والمعدات اللازمة. فكلية واحدة في بعض الحالات غير قادرة على ذلك، ولكنها يمكن أن تعتمد على كليات أخرى ككلية تكنولوجيا الحاسب الإلكتروني كما هي الحال عندنا في جامعة ميرزه ألوغ بيك القومية الأوزبكستانية. وإذا أخذنا في اعتبارنا السوق المعلوماتية الأوزبكستانية الآخذ بالتشكل والتطور بصورة متصاعدة، وبدت بعض نتائجه بالظهور، بعد أن ظهرت قنوات جديدة لتوزيع الأنباء. وهو ما يفرض ضرورة إعادة النظر بعملية التعليم برمتها. لأن إعداد الكوادر الصحفية للجيل الجديد تتطلب مدخلاً يتلاءم وروح العصر، ويأخذ في اعتباره الاحتياجات الفعلية لدور النشر، وفق حاجات جمهورها الإعلامي المحدد، باهتماماته وطبيعته، ومستوى تعليمه، وثقافته، ومستواه الاجتماعي والاقتصادي، ومكانته في المجتمع الذي ينتمي إليه.
خاصة وأن واقع وسائل الإعلام الجماهيرية في أوزبكستان قد تبدل جذرياً بعد الاستقلال، وأصبحت هناك إلى جانب وسائل الإعلام الجماهيرية الحكومية، قنوات تلفزيونية، وصحفاً دورية غير حكومية تنتمي لمختلف الألوان والاتجاهات والأشكال (اجتماعية، وسياسية، وقطاعية، وترفيهية، ولرجال الأعمال، ومعرفية، وحزبية، ودينية، إضافة لوسائل الإعلام الجماهيرية الإخبارية والترفيهية). وكلها تملك صفحاتها الإلكترونية الخاصة بها، أو قنواتها الخاصة عبر شبكة المعلومات الدولية "الانترنيت". وارتفع عدد البرامج الإذاعية الموجهة للدول الأجنبية، حيث تبث الإذاعة الأوزبكستانية اليوم إلى جانب اللغة الأوزبكية بـ 12 لغة أجنبية، إضافة إلى لغات الأقليات القومية في البلاد. وكل تلك الوسائل الإعلامية تعاني من عدم كفاية الكادر المتخصص والكفء، الكادر الذي يتقن استخدام تكنولوجيا المعلوماتية الحديثة، ويلم بالخصائص القومية المميزة للساحة الإعلامية التي يخاطبها، وعاداتها وتقاليدها وطقوسها وأسلوب حياتها وسلوكها. الكادر القادر على استخدام الكلمة الجادة، والقادرة على مراعاة المشاعر القومية، تلك المشاعر التي تنتهك في الغرب والشرق على حد سواء، لأن الإنسانية ومع الأسف لم تختار حتى اليوم الطرق الواقعية لحل المشاكل القومية على الساحة الدولية.
ونرى كذلك أن مؤسسات التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين يجب أن تعد المتخصصين أيضاً في الشؤون الدينية والثقافية، القادرين على التصدي للظواهر السلبية مثل التطرف الديني، والتطرف القومي. وهو ما تضمنته المناهج التعليمية الحكومية والخطط الدراسية الجديدة لكليات الصحافة في أوزبكستان بإضافة مواد جديدة مثل "نظرية المجتمع المعلوماتي"، و"الأمن الإعلامي الوطني"، و"العولمة والمعلوماتية والصحافة"، و"نظرية وتطبيق التبادل الإعلامي الدولي"، ومادة "الحرب الإعلامية".
وكليات الصحافة مدعوة اليوم لبناء خطط عملها وأداء وظيفتها وفقاً لسوق المعلومات والأفكار والأنباء التي تغرقنا بها محطات سي إن إن، و بي بي سي، و دوتشي فيله، وأوروبا – بلوس، وبرامجها الناطقة بالروسية والتركية والهندية وغيرها عبر القنوات التلفزيونية والإذاعية وشبكة "الانترنيت" العالمية، وعدم نسيان ما تحمله مواد أفلام الفيديو من مضمون، يشكل بواسطته رأي عام وفق الرغبة والطلب، خاصة لدى الجيل الطالع، من خلال زرع ثقافة جماهيرية أو ثقافة شاملة منخفضة المستوى، تلهي وتصرف الأنظار عن الحقائق القومية والمثل والقيم الإنسانية الرفيعة.
ويجري في أوزبكستان اليوم العمل على تطوير أنظمة العلاقات العامة، وتنشأ من أجلها المكاتب الصحفية، في الوزارات والمؤسسات العامة والخاصة، ويعين للعمل فيها أمناء صحفيون، ومن الطبيعي أن لا تقف كليات الصحافة مكتوفة الأيدي حيال تلك التغييرات، وعلى سبيل المثال أحدث لهذا الغرض قسم "العلاقات العامة والإعلان" في كلية الصحافة بجامعة ميزرة أولوغ بيك القومية الأوزبكستانية.
وهنا لم تنسى كليات الصحافة أن أوزبكستان وصحفييها اليوم يتكاملون في عملهم مع المجتمع الدولي، والساحة الإعلامية الدولية، وأن هذا التكامل سيزداد مرات عديدة في المستقبل. وهذا يعني أن منهاج التعليم الصحفي الجديدة يجب أن تكون موجهة نحو إعداد عاملين قادرين على المنافسة، والإبداع في استخدام الكلمة، والميكروفون، والكاميرا التلفزيونية. وهذا بدوره يجبرنا على التفكير جدياً بتنظيم أقسام لعلم النفس، وعلم المجتمع (الستسيولوجيا) والقوانين الصحفية، التي يمكن تجاوزاً تسميتها بأقسام "الصحافة الاجتماعية". وتنظيمها بشكل مشترك مع كليات العلوم الاجتماعية والسياسية في الجامعة القومية الأوزبكستانية ومعهد "الفلسفة والحقوق" التابع لأكاديمية العلوم الأوزبكستانية.
وإعداد الجيل الجديد من الصحفيين في القرن الحادي والعشرين لا يمكن تصوره من دون شحذ الأوضاع الأساسية والأفكار التي تشكل بمجملها الأيديولوجية القومية للاستقلال. والجيل الصاعد من الصحفيين يجب أن يعي ويدرك حقيقة أن الأيديولوجية القومية تحمل في طياتها طبيعة شاملة لا تقبل الانغلاق والتقوقع. وفي الواقع العملي تضع الأحزاب والحركات السياسية والمنظمات الشعبية أمامها هدفاً استراتيجياً يرمي إلى بناء مجتمع ديمقراطي، في إطار دولة القانون، المبني على علاقات السوق. وعدم الاتفاق على طرق ومناهج وآليات ومراحل الوصول إلى هذه الأهداف يمكن أن يؤدي إلى عقم في العمل التطبيقي. وهو ما يجب على الصحفيين العاملين في إطار الخدمات الصحفية وأجهزة الأحزاب والحركات المختلفة أن يدركوه، ويدركوا بأن مثل هذا الاتفاق بالتحديد يشكل الأيديولوجية القومية، ويساعد على انتقال وسائل الإعلام الجماهيرية إلى موقع متقدم تصبح معه صحافة متميزة ومؤثرة وتمثل السلطة الرابعة في الدولة الديمقراطية. وهذا يمكن الوصول إليه عن طريق تربية الأجيال الجديدة من الصحفيين الشباب على الاعتماد على النفس والتمتع بشخصية قادرة على التفكير الناقد، أجيال قادرة على الإبداع في المواضيع التي يعالجونها. ومثل أؤلائك الصحفيين يمكنهم تقديم مواد إعلامية لازمة للمجتمع الذي يعيشون فيه.
ووسائل الإعلام الجماهيرية في القرن الحادي والعشرين يجب أن تصبح حلبة لتلاقي الأفكار المتنوعة، والحوارات في المسائل الهامة التي تعني الإصلاحات الجارية، ومددها الزمنية، وسرعتها وتكتيكاتها غير متبدلة الأهداف الإستراتيجية التي أشرنا إليها أعلاه. ومن المهم أيضاً تربية الكوادر الصحفية الواعية التي لا تأخذ بالصراع من أجل الصراع، أو تتصرف كممثلين في مسرح هابط، كوادر لا تنظر إلى نفسها وكأنها تلعب دور المحامي أو النائب العام، لأن مثل هذا لتصرف لا يتفق وواجبات العمل الصحفي، والأخلاق الصحفية. لأن واجب المسؤولية في الصحافية يعتبر من أسس العمل الصحفي المميز، وهو ما يجب مراعاته لدى إعداد الكوادر الصحفية الجديدة، ومن الضروري أيضاً توجيه اهتمام خاص نحو تشكيل الشخصية المتميزة للصحفي كإنسان مهذب يسعى دائماً لتحقيق العدالة، وللمبادرة ورفع المستوى المهني.
ولم يعد كافياً للساحة الإعلامية المعاصرة والمتميزة بالتنوع وسعة الأفق، معلومات عامة عن الظواهر والحوادث الطارئة وأخبار الجريمة. لأن الحياة الاجتماعية تتكون من حقائق كثيرة، سياسية ، واقتصادية وثقافية وواقعية. فالمتلقي اليوم يهتم بجوهر تلك الظواهر والأحداث، ويريد أن يعرف أسبابها وأبعادها من كل الجوانب، وهو ما يمكن أن يصل إليه الصحفيون المتميزون في عملهم، اللذين يستخدمون في أساليب عملهم طرقاً عديدة، منها: التحليل والشرح والتعليق.
ولهذا فإن طلاب كليات الصحافة اليوم يجب أن يزودوا بتصور كامل ليس عن الصحافة فقط، بل وعن المجتمع المعلوماتي الذي يميز عصر العولمة بشكل عام، وهو الذي يؤثر على عملية التوسع المفاجئ للخدمات المعلوماتية ومفرزاتها، الناتجة عن التطور التكنولوجي متصاعد التطور، والمتفوقة في طرقها الشاملة للعمل، وبخصائصها الصحافية الدقيقة، والعملية، التي لا تكف عن الباحث والتدقيق. وفي هذه الحالة نرى من الضروري تسليط الضوء على البنى التحتية لوسائل الإعلام الجماهيرية والتغيرات والتطورات الجارية فيها، وهي كلها معنية بإقامة صرح الصحافة الجديدة في أوزبكستان. الصحافة الجديدة التي تؤكد على القيم القومية والإنسانية في آن معاً، وتقوم ببحث دائم عن الأشكال والطرق الحديثة للعمل التطبيقي، مستخدمة في ذلك الخبرة المتراكمة لديها ولدى الدول الأجنبية.ومن الضروري لنا أن تعرف الأجيال الصاعدة من الصحفيين معنى السبق الصحفي، الذي يغطي أنباء المتغيرات في مجتمعنا، من خلال تغطيته للأحداث الهامة الجارية في الداخل والعالم من حوله.
والجيل الجديد من كتاب التحقيقات الصحفية يجب أن يتقنوا تكنولوجيا الإبداع، كما يسميها الصحفيين المطلعين، الذين هم بمجموعهم يعتبرون معلقين صحفيين مهرة. ومثل أولئك المعلقين نرهم يحللون الأحداث مما يزيد من أهميتها، إضافة للقدرة على لفت انتباه القراء، والمستمعين، والمشاهدين، إلى تلك الأحداث عبر تقديمهم لمختلف وجهات النظر على الأحداث عبر وسائل الإعلام الجماهيرية، والتي بفضلها يحصل القارئ والمستمع والمشاهد على المعلومات القيمة والواسعة والمفيدة.
وتسارع الأحداث اليوم أوجد صعوبة بالغة للتمييز بين الأحداث الجارية، وتقدير مدى التفاعلات الاجتماعية والاقتصادية الجارية على الساحتين المحلية والدولية. ولهذا يجب أن يدرك الصحفيون الشباب حقيقة من يقف وراء بعض "وسائل الإعلام الجماهيرية المستقلة" وخاصة في ظروف اقتصاد السوق. لأن هذا الإدراك يعطيهم القدرة على تغطية الأحداث بدقة ومسؤولية، تلبي متطلبات الظروف الراهنة. ولهذا على الصحفيين الشباب أن يتعلموا الجديد في المهنة، وأن يملكوا تصوراً عن الصعوبات المهنية لعملهم الشاق، ومعرفة كيفية العثور على الحقائق وتمييزها، وكيفية استخدامها بالكامل. ومثل هذا الإعداد للكوادر الصحفية يمكن تسميته بـ"عملية التعليم الموجه".
ومنهاج التعليم والإعداد الصحفي الجديدة موجه بشكل خاص نحو إعداد متخصصين مهنيين يعرفون أهمية فاعلية الكفاءة في العمل بمختلف وسائل الإعلام الجماهيرية، وأهمية استخدام كل وسائل الاتصال الحديثة والمعقدة، والتعامل مع المجتمع ووكالات، الأنباء ووكالات الإعلان والتمييز بينها. وإدراك آلية معادلة الفاعلية في عملية الاتصال والتي تتألف من:
الساحة الإعلامية المستهدفة النص الصحفي النص الساحة الإعلامية المستهدفة
والغاية منها تشكيل الرأي العام والتعبير عنه، في عصر الديمقراطية والعولمة والمجتمع المعلوماتي. والصحافة عند ذلك فقط يمكنها أن تكون فاعلة، وقادرة على بناء الثقة بها، من خلال الأخذ بالمصالح الإعلامية الوطنية ومراعاة متطلبات الساحة الإعلامية المستهدفة، والدفاع عن حقوق الإنسان ومبادئ الديمقراطية.
لأن واجب الصحفي ليس مراقبة وتسجيل كل ما يقع تحت بصره من أحداث فقط، بل والالتزام بالحقيقة التي تتطلب أكثر من المراقبة والتسجيل. والحقيقة دائماً ليست لا تطفوا على السطح، ولا تقطف من الشجرة، كثمرة الدراق. والحقائق المخفية، لا تظهر على السطح، بل يصل إليها المحقق الصحفي بجهده وقدراته المهنية الرفيعة.
طشقند 21/8/2002

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق